ahmed65
2010-09-28, 19:04
الدكتور بن ضيف الله المختص في علم النفس التربوي لـ ''الجزائر نيوز'': لا يجب إغفال الجانب الإقتصادي والإجتماعي للأستاذ
يتحدث المختص في علم النفس التربوي الدكتور بن ضيف الله، لـ ''الجزائر نيوز''، عن المحاور الثلاث المولدة للضغط النفسي لدى الأستاذ الجزائري التي تؤدي مجتمعة إلى الرفع من مستوى حدة الأمراض النفسية، موعزا أسباب انتشارها إلى تهميش البعد الإجتماعي والإقتصادي والمادي للأستاذ·
تعد الأمراض النفسية والعصبية من بين الأمراض التي تسجل وسط شريحة واسعة من الأساتذة والمعلمين، هل يمكنكم تحديد العوامل الرئيسية المسببة لإصابة الأستاذة بها؟
أعتقد أن الإشكال المطروح، عند الحديث عن المشاكل النفسية والصحة العقلية للأساتذة، يفرض علينا القول إن الإصابة بهذه الأمراض لا تقتصر - فقط-على الأستاذ الجزائري وإنما هي ظاهرة عالمية، أي أنها ذات صبغة عالمية تعكس وضعية المنظومة التربوية في دولة معينة· فعلى سبيل المثال، أبرزت آخر الدراسات التي أجريت في كندا أن هناك مجموعة من المشاكل النفسية والعصبية يعاني منها الأساتذة· وانطلاقا من هذه الدراسة يمكن معالجة هذه الأمراض قبل أن تصل إلى حالة متقدمة من التأزم· لكن ما يحدث في الجزائر عكس ذلك تماما· وبصفة عامة يمكن القول إن الأمراض النفسية التي يعاني منها الأستاذ الجزائري هي نفسها التي يعاني منها الأساتذة في باقي دول العالم· ففي كندا لوحظ أن 20 بالمائة من الأساتذة صحتهم العقلية متوسطة وضعيفة وحوالي 1 بالمائة من ثلث المعلمين يرتكز تفكيرهم في التغييرات الفزيولوجية التي تطرأ عليهم بعد خمس سنوات من التحاقهم بالتدريس·
أما فيما يتعلق بالعوامل الرئيسية أو المحاور الكبرى المولدة للضغط النفسي المؤدي إلى تأزم الحالة النفسية للأستاذة، وانطلاقا من الوضعية الحالية للمنظومة التربوية بالجزائر، فهي تتمثل في كثافة الحجم الساعي، وأقصد بذلك أن ساعات العمل الكثيرة تعجل بإصابة الأستاذ بالإرهاق· إضافة إلى صعوبة التحكم في الأقسام التربوية وطبيعة العلاقات بالمؤسسة التربوية، أي النمط الإداري المعتمد في تسييرها والمرتكز -أساسا- على منطق المصلحة الخاصة وتغييب العمل من أجل الصالح العام، علاوة على غياب عملية التواصل والاتصال بين الأطراف الفاعلة بالمؤسسة التربوية الواحدة· وهذا ما يزيد من تعقيد العملية التربوية والتعليمية ويعد من بين العراقيل التي من شأنها أن تؤثر سلبا على مردودية الأستاذ·
هل يمكن تصنيف مرض خوف الأستاذ من التلميذ أو ''الفوبيا'' في قائمة الأمراض المنتشرة حديثا في وسط الأساتذة؟
في هذا المقام، أريد أن أجري مقارنة بين أساتذة ومعلمي الجيل القديم والأساتذة الحاليين، فأساتذة الجيل القديم معظمهم كانوا يتمتعون بمستوى جيد في التعامل مع التلميذ بالقسم، وكانت لهم طريقة جيدة لشد انتباه التلميذ وفرض السيطرة التامة على كل فرد في القسم، مما يعني أن الأستاذ كان مكونا تكوينا جيدا على كل الأصعدة والمستويات· أما بالنسبة إلى الجيل الحالي للمعلمين، فأغلبهم من حاملي شهادة ليسانس، مما يعني أنهم يتمتعون بمؤهلات علمية ولديهم زاد علمي دون أن يتحكموا في الأسس والقواعد البيداغوجية المتعلقة بكيفية التعامل مع التلميذ· فعلى سبيل المثال الأستاذ في قسم من 40 تلميذ، مطالب بأن يتعامل مع 40 نفسية وشخصية مختلفة تماما عن بعضها البعض· وانطلاقا من ذلك يفقد الأستاذة السيطرة على زمام الأمور بالقسم· وقلت سابقا إن هذا من بين العوامل المولدة للضغط النفسي الذي يؤدي إلى الإصابة بالمرض·
يتحدث المختص في علم النفس التربوي الدكتور بن ضيف الله، لـ ''الجزائر نيوز''، عن المحاور الثلاث المولدة للضغط النفسي لدى الأستاذ الجزائري التي تؤدي مجتمعة إلى الرفع من مستوى حدة الأمراض النفسية، موعزا أسباب انتشارها إلى تهميش البعد الإجتماعي والإقتصادي والمادي للأستاذ·
تعد الأمراض النفسية والعصبية من بين الأمراض التي تسجل وسط شريحة واسعة من الأساتذة والمعلمين، هل يمكنكم تحديد العوامل الرئيسية المسببة لإصابة الأستاذة بها؟
أعتقد أن الإشكال المطروح، عند الحديث عن المشاكل النفسية والصحة العقلية للأساتذة، يفرض علينا القول إن الإصابة بهذه الأمراض لا تقتصر - فقط-على الأستاذ الجزائري وإنما هي ظاهرة عالمية، أي أنها ذات صبغة عالمية تعكس وضعية المنظومة التربوية في دولة معينة· فعلى سبيل المثال، أبرزت آخر الدراسات التي أجريت في كندا أن هناك مجموعة من المشاكل النفسية والعصبية يعاني منها الأساتذة· وانطلاقا من هذه الدراسة يمكن معالجة هذه الأمراض قبل أن تصل إلى حالة متقدمة من التأزم· لكن ما يحدث في الجزائر عكس ذلك تماما· وبصفة عامة يمكن القول إن الأمراض النفسية التي يعاني منها الأستاذ الجزائري هي نفسها التي يعاني منها الأساتذة في باقي دول العالم· ففي كندا لوحظ أن 20 بالمائة من الأساتذة صحتهم العقلية متوسطة وضعيفة وحوالي 1 بالمائة من ثلث المعلمين يرتكز تفكيرهم في التغييرات الفزيولوجية التي تطرأ عليهم بعد خمس سنوات من التحاقهم بالتدريس·
أما فيما يتعلق بالعوامل الرئيسية أو المحاور الكبرى المولدة للضغط النفسي المؤدي إلى تأزم الحالة النفسية للأستاذة، وانطلاقا من الوضعية الحالية للمنظومة التربوية بالجزائر، فهي تتمثل في كثافة الحجم الساعي، وأقصد بذلك أن ساعات العمل الكثيرة تعجل بإصابة الأستاذ بالإرهاق· إضافة إلى صعوبة التحكم في الأقسام التربوية وطبيعة العلاقات بالمؤسسة التربوية، أي النمط الإداري المعتمد في تسييرها والمرتكز -أساسا- على منطق المصلحة الخاصة وتغييب العمل من أجل الصالح العام، علاوة على غياب عملية التواصل والاتصال بين الأطراف الفاعلة بالمؤسسة التربوية الواحدة· وهذا ما يزيد من تعقيد العملية التربوية والتعليمية ويعد من بين العراقيل التي من شأنها أن تؤثر سلبا على مردودية الأستاذ·
هل يمكن تصنيف مرض خوف الأستاذ من التلميذ أو ''الفوبيا'' في قائمة الأمراض المنتشرة حديثا في وسط الأساتذة؟
في هذا المقام، أريد أن أجري مقارنة بين أساتذة ومعلمي الجيل القديم والأساتذة الحاليين، فأساتذة الجيل القديم معظمهم كانوا يتمتعون بمستوى جيد في التعامل مع التلميذ بالقسم، وكانت لهم طريقة جيدة لشد انتباه التلميذ وفرض السيطرة التامة على كل فرد في القسم، مما يعني أن الأستاذ كان مكونا تكوينا جيدا على كل الأصعدة والمستويات· أما بالنسبة إلى الجيل الحالي للمعلمين، فأغلبهم من حاملي شهادة ليسانس، مما يعني أنهم يتمتعون بمؤهلات علمية ولديهم زاد علمي دون أن يتحكموا في الأسس والقواعد البيداغوجية المتعلقة بكيفية التعامل مع التلميذ· فعلى سبيل المثال الأستاذ في قسم من 40 تلميذ، مطالب بأن يتعامل مع 40 نفسية وشخصية مختلفة تماما عن بعضها البعض· وانطلاقا من ذلك يفقد الأستاذة السيطرة على زمام الأمور بالقسم· وقلت سابقا إن هذا من بين العوامل المولدة للضغط النفسي الذي يؤدي إلى الإصابة بالمرض·