المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقدمة : عقيـدة السلف الصالح في صفات الله عز وجل


مراد_2009
2010-09-28, 12:51
مقدمة في عقيـدة السلف الصالح
في صفات الله عز وجل


منقول

موقع عقيدة السلف الصالح (http://www.as-salaf.com/)[/SIZE]





الحمدلله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الموصوف بصفات الجلال، المنعوت بنعوت الكمال، المنزه عما يضاد كماله، له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد

فإن مسائل الأسماء والصفات من أعظم مطالب الدين، وأشرف علوم الأولين والآخرين، وأدقها في عقول أكثر العالمين. وقد حصل فيها من الاختلاف شيء عظيم، بسبب ما أحدثته المبتدعة من الخوض في ذات الله وأسمائه وصفاته .
ومن أخطر هذه البدع: ما أحدثته الجهمية من وصف الباري سبحانه بالنقائص، وتعطيل صفات الكمال التي أثبتها لنفسه وأثبتها له أعلم الخلق به رسول الله - صلى الله عليه و سلم -، ثم ما أحدثه بعدهم المعتزلة، وغيرهم.
وتأثر كثير من المسلمين بذلك، وخاضوا فيه، فتفرقت الكلمة، وظهر مَن نَفَى أسماء الله - تعالى - وصفاته، ومَن نفى صفاته مع إثبات أسمائه، ومَن أثبت الأسماء وبعض الصفات. وكان التأويل المذموم، وانحرف كثير من الناس بهذه الطرق والمناهج المبتدعة، خاصة في هذا العصر الذي اختلطت فيه الثقافات، وكثرت وسائل النشر لهذه الاعتقادات. وأصبح الحق فيه عند بعض الناس غريباً، واستعمل العقل في كثير من العلوم بعيداً عن الوحي. وقَلّت – في قلوب كثير من الناس - منزلة أسماء الله وصفاته، التي تزيد الإيمان، وتشعر العبد بعظمة الخالق الديان، وأنه الواحد الفرد الصمد، له الكمال المطلق في ذاته وصفاته .
ونحن نذكر هنا مقدمة لطيفة عن معتقد السلف الصالح، فنقول و بالله التوفيق :

اعلموا رحمكم الله أن السلف الصالح وأئمة السنة قد اتفقت أقوالهم على الإيمان بالله تعالى و الشهادة له بالتوحيد , وأنه تعالى موصوف بصفاته التي جاءت في كتابه العزيز وصحّ بها النقل عن نبيه صلى الله عليه و سلم، وبما صحّ في دواوين الإسلام بنقل العدول الثقات عن رسول الله صلى الله عليه و سلم , فأمرُّوا نصوص الصفات كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، متبعين بذلك قول الله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]


الأسس التي يقوم عليها مذهب السلف الصالح في الصفات:

1– إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الصفات والإيمان بها، وأن الله مدح نفسه بها، ودليله قول الله تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255]، {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}، {الرحمن على العرش استوى} [طه:5]، {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة:54] إلى غير ذلك من الآيات.
- قال الإمام أحمد بن حنبل: «نعبد الله بصفاته كما وصف به نفسه ، قد أجمل الصفة لنفسه ، ولا نتعدى القرآن والحديث ، فنقول كما قال ونصفه كما وصف نفسه ، ولا نتعدى ذلك ، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ، ولا نزيل عنه تعالى ذكره صفة من صفاته شناعة شنعت.» (1)
- وقال عبد الرحمن بن القاسم (191 هـ) صاحب الإمام مالك: «لا ينبغي لأحد أن يصف الله إلا بما وصف به نفسه في القرآن ، ولا يشبه يديه بشيء ، ولا وجهه بشيء ، ولكن يقول : له يدان كما وصف نفسه في القرآن ، وله وجه كما وصف نفسه ، يقف عندما وصف به نفسه في الكتاب ، فإنه تبارك وتعالى لا مثل له ولا شبيه ولكن هو الله لا إله إلا هو كما وصف نفسه.» (2)

2 – تنزيه الله عن مماثلة المخلوقات، ودليله قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11]، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم:65]، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:4]
-قال إسحاق بن راهويه (238 هـ) : «إنما يكون التشبيه إذا قال: (يدٌ كيدٍ) أو (مثلُ يدٍ) أو (سمعٌ كسمعٍ) أو (مثلُ سمعٍ)، فإذا قال (سمعٌ كسمعٍ) أو (مثلُ سمعٍ) فهذا التشبيه، وأما إذا قال كما قال الله تعالى، يد وسمع وبصر لا يقول: كيف، ولا يقول: مثل سمع ولا كسمع، فهذا لا يكون تشبيها.» (3)

3 - عدم الخوض في كيفية الصفات، ودليله قوله تعالى {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:110]؛ {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} [البقرة:255]
- قال وكيع بن الجراح (197 هـ) في أحاديث الصفات: «نُسلِّم هذه الأحاديث كما جاءت ، ولا نقول كيف هذا؟ ولم جاء هذا ؟ » (4)


الاعتقاد في الصفات كالاعتقاد في الذات

واعتقاد السلف وأهل السنة في صفات الله كاعتقادهم في ذاته المقدسة:
قال الخطيب البغدادي (463 هـ) :
(أما الكلام في الصفات، فإن ما روي منها في السنن الصحاح، مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها ... والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات، ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله، فإذا كان معلوما أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف.) (5)

وأنشد أبو عمر محمد بن قدامة (6) (607 هـ) :

والقول في الصفات يا إخواني ... كالذات والعلم مع البيان
إمرارها من غير ما كفران ... من غير تشبيه ولا عدوان
(7)


وكانت عقيدتهم في صفات الله تعالى على طريقة واحدة، لا يفرقون بين الصفات في إيمانهم بها:
- عن الوليد بن مسلم قال: (سألت الأوزاعي ، والثوري ، ومالك بن أنس ، والليث بن سعد عن الأحاديث التي في الصفات فقالوا: «أمروها كما جاءت»
- وقال سفيان بن عيينة (198 هـ) : «كل شيء وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره لا كيف ولا مثل» (8)


التأويل مذهب الخلف

ولم يثبت عن السلف الصالح أنهم تأولوا صفات الله تعالى أو حرّفوها عن معانيها , بل كلهم مجمع على الإيمان بها من غير تأويل وقد اشتهر ذلك عنهم حتى تتابع ذكر ذلك عن جماعة من أهل العلم على مر العصور نذكر أفراداً منهم نصوا على ذلك :

قال الامام الترمذي (270 هـ) :
(هكذا رُوِي عن مالك، و سفيان بن عيينة، و عبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: «أمروها بلا كيف». وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه. وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه: اليد والسمع والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده. وقالوا: إن معنى اليد ههنا القوة.) (9)

وقال الحسين البغوي الشافعي (516 هـ) بعد ذكره لعدد من آيات وأحاديث الصفات:
(وعلى هذا مضى سلف الأمة، وعلماء السنة، تلقوها جميعًا بالإيمان والقبول، وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل.) (10)

وقال ابن قدامة المقدسي الحنبلي (620 هـ) في كتابه «لمعة الإعتقاد»:
"وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم ، كلهم متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات، لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله. وقد أمرنا بالاقتفاء لآثارهم، والاهتداء بمنارهم وحذرنا المحدثات وأخبرنا أنها من الضلالات.)
وقال في موضع آخر من نفس الكتاب -بعد ذكره لعدد من آيات وأحاديث الصفات- قال: (فهذا وما أشبهه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله، ولم يتعرضوا لرده ولا تأويله ، ولا تشبيهه ولا تمثيله.)

هذا كلام أفراد من أهل العلم في أزمان مختلفة ومن تركناهم كثير والقصد التنبيه والتذكير .


التأليف في عقيدة السلف

وممن ألَّف في عقائد السلف ، وذكر معتقدهم في كتب التفسير المنقولة عن السلف جماعة منهم :
عبد الرزاق، والإمام أحمد، وبقي بن مخلد، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وعبد بن حميد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو بكر بن المنذر، وأبو بكر عبد العزيز، وأبو الشيخ الأصفهاني، وأبو بكر بن مردويه وغيرهم .

وكذلك الكتب المصنفة في السنة والرد على الجهمية ، وأصول الدين المنقولة عن السلف ، مثل:
- كتاب الرد على الجهمية لمحمد بن عبد الله الجعفي شيخ البخاري
- كتاب خلق أفعال العباد للبخاري ،
- كتاب السنة لأبي داود، ولأبي بكر الأثرم، ولعبد الله ابن الإمام أحمد، ولحنبل بن إسحاق ، ولأبي بكر الخلال، ولأبي الشيخ الأصفهاني، ولأبي القاسم الطبراني، ولأبي عبد الله بن منده وغيرهم.
- كتاب الشريعة لأبي بكر الآجري
- أصول السنة لابن أبي زَمَنين.
- كتاب الأصول لأبي عمر الطلمنكي
- الرد على الجهمية لابن منده، وابن أبي حاتم الرازي وغيرهما.

فالأئمة الأربعة، وابن المبارك، وأبو يوسف، ومحمد بن الحسن، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وحماد بن زيد، والليث بن سعد، والبخاري، ومسلم، وإسماعيل المزني، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، والأوزاعي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وإسحاق بن راهويه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن نصر المروزي وغير هؤلاء كثير كلهم على عقيدة واحدة على مذهب السلف الصالح.

نسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الموقع ويهدي كل مخالف للكتاب و السنة إنه على ذلك قدير.
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم[/align].

__________________________________________


(1) رواه ابن بطة في "الإبانة الكبرى" بسنده.
(2) رواه ابن أبي زمنين في "أصول السنة" (ص 75) بسنده.
(3) رواه تلميذه الترمذي في سننه.
(4) كتاب "السنة" لعبد الله ابن الإمام أحمد (ج1 ص267) بسند صحيح
(5) ذم التأويل - موفق الدين ابن قدامة (ص15) بسند صحيح، وسير أعلام النبلاء للذهبي (ج18 ص283) بسند آخر صحيح.
(6) أخو موفق الدين عبد الله ابن قدامة المقدسي.
(7) ذيل طبقات الحنابلة - ابن رجب الحنبلي (ج3 ص121)
(8) كتاب الصفات - الدارقطني (ص70)
(9) الجامع الكبير - الترمذي (ج2 ص42-43)
(10) شرح السنة - البغوي (ج1 ص170)

dionysos93
2010-09-28, 14:44
مقدمة في عقيـدة السلف الصالح
في صفات الله عز وجل


منقول

موقع عقيدة السلف الصالح (http://www.as-salaf.com/)[/size]





الحمدلله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الموصوف بصفات الجلال، المنعوت بنعوت الكمال، المنزه عما يضاد كماله، له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد

فإن مسائل الأسماء والصفات من أعظم مطالب الدين، وأشرف علوم الأولين والآخرين، وأدقها في عقول أكثر العالمين. وقد حصل فيها من الاختلاف شيء عظيم، بسبب ما أحدثته المبتدعة من الخوض في ذات الله وأسمائه وصفاته .
ومن أخطر هذه البدع: ما أحدثته الجهمية من وصف الباري سبحانه بالنقائص، وتعطيل صفات الكمال التي أثبتها لنفسه وأثبتها له أعلم الخلق به رسول الله - صلى الله عليه و سلم -، ثم ما أحدثه بعدهم المعتزلة، وغيرهم.
وتأثر كثير من المسلمين بذلك، وخاضوا فيه، فتفرقت الكلمة، وظهر مَن نَفَى أسماء الله - تعالى - وصفاته، ومَن نفى صفاته مع إثبات أسمائه، ومَن أثبت الأسماء وبعض الصفات. وكان التأويل المذموم، وانحرف كثير من الناس بهذه الطرق والمناهج المبتدعة، خاصة في هذا العصر الذي اختلطت فيه الثقافات، وكثرت وسائل النشر لهذه الاعتقادات. وأصبح الحق فيه عند بعض الناس غريباً، واستعمل العقل في كثير من العلوم بعيداً عن الوحي. وقَلّت – في قلوب كثير من الناس - منزلة أسماء الله وصفاته، التي تزيد الإيمان، وتشعر العبد بعظمة الخالق الديان، وأنه الواحد الفرد الصمد، له الكمال المطلق في ذاته وصفاته .
ونحن نذكر هنا مقدمة لطيفة عن معتقد السلف الصالح، فنقول و بالله التوفيق :

اعلموا رحمكم الله أن السلف الصالح وأئمة السنة قد اتفقت أقوالهم على الإيمان بالله تعالى و الشهادة له بالتوحيد , وأنه تعالى موصوف بصفاته التي جاءت في كتابه العزيز وصحّ بها النقل عن نبيه صلى الله عليه و سلم، وبما صحّ في دواوين الإسلام بنقل العدول الثقات عن رسول الله صلى الله عليه و سلم , فأمرُّوا نصوص الصفات كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، متبعين بذلك قول الله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]


الأسس التي يقوم عليها مذهب السلف الصالح في الصفات:

1– إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الصفات والإيمان بها، وأن الله مدح نفسه بها، ودليله قول الله تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255]، {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}، {الرحمن على العرش استوى} [طه:5]، {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة:54] إلى غير ذلك من الآيات.
- قال الإمام أحمد بن حنبل: «نعبد الله بصفاته كما وصف به نفسه ، قد أجمل الصفة لنفسه ، ولا نتعدى القرآن والحديث ، فنقول كما قال ونصفه كما وصف نفسه ، ولا نتعدى ذلك ، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ، ولا نزيل عنه تعالى ذكره صفة من صفاته شناعة شنعت.» (1)
- وقال عبد الرحمن بن القاسم (191 هـ) صاحب الإمام مالك: «لا ينبغي لأحد أن يصف الله إلا بما وصف به نفسه في القرآن ، ولا يشبه يديه بشيء ، ولا وجهه بشيء ، ولكن يقول : له يدان كما وصف نفسه في القرآن ، وله وجه كما وصف نفسه ، يقف عندما وصف به نفسه في الكتاب ، فإنه تبارك وتعالى لا مثل له ولا شبيه ولكن هو الله لا إله إلا هو كما وصف نفسه.» (2)

2 – تنزيه الله عن مماثلة المخلوقات، ودليله قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11]، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم:65]، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:4]
-قال إسحاق بن راهويه (238 هـ) : «إنما يكون التشبيه إذا قال: (يدٌ كيدٍ) أو (مثلُ يدٍ) أو (سمعٌ كسمعٍ) أو (مثلُ سمعٍ)، فإذا قال (سمعٌ كسمعٍ) أو (مثلُ سمعٍ) فهذا التشبيه، وأما إذا قال كما قال الله تعالى، يد وسمع وبصر لا يقول: كيف، ولا يقول: مثل سمع ولا كسمع، فهذا لا يكون تشبيها.» (3)

3 - عدم الخوض في كيفية الصفات، ودليله قوله تعالى {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه:110]؛ {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} [البقرة:255]
- قال وكيع بن الجراح (197 هـ) في أحاديث الصفات: «نُسلِّم هذه الأحاديث كما جاءت ، ولا نقول كيف هذا؟ ولم جاء هذا ؟ » (4)


الاعتقاد في الصفات كالاعتقاد في الذات

واعتقاد السلف وأهل السنة في صفات الله كاعتقادهم في ذاته المقدسة:
قال الخطيب البغدادي (463 هـ) :
(أما الكلام في الصفات، فإن ما روي منها في السنن الصحاح، مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها ... والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات، ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله، فإذا كان معلوما أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف.) (5)

وأنشد أبو عمر محمد بن قدامة (6) (607 هـ) :

والقول في الصفات يا إخواني ... كالذات والعلم مع البيان
إمرارها من غير ما كفران ... من غير تشبيه ولا عدوان
(7)


وكانت عقيدتهم في صفات الله تعالى على طريقة واحدة، لا يفرقون بين الصفات في إيمانهم بها:
- عن الوليد بن مسلم قال: (سألت الأوزاعي ، والثوري ، ومالك بن أنس ، والليث بن سعد عن الأحاديث التي في الصفات فقالوا: «أمروها كما جاءت»
- وقال سفيان بن عيينة (198 هـ) : «كل شيء وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره لا كيف ولا مثل» (8)


التأويل مذهب الخلف

ولم يثبت عن السلف الصالح أنهم تأولوا صفات الله تعالى أو حرّفوها عن معانيها , بل كلهم مجمع على الإيمان بها من غير تأويل وقد اشتهر ذلك عنهم حتى تتابع ذكر ذلك عن جماعة من أهل العلم على مر العصور نذكر أفراداً منهم نصوا على ذلك :

قال الامام الترمذي (270 هـ) :
(هكذا رُوِي عن مالك، و سفيان بن عيينة، و عبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: «أمروها بلا كيف». وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه. وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه: اليد والسمع والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده. وقالوا: إن معنى اليد ههنا القوة.) (9)

وقال الحسين البغوي الشافعي (516 هـ) بعد ذكره لعدد من آيات وأحاديث الصفات:
(وعلى هذا مضى سلف الأمة، وعلماء السنة، تلقوها جميعًا بالإيمان والقبول، وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل.) (10)

وقال ابن قدامة المقدسي الحنبلي (620 هـ) في كتابه «لمعة الإعتقاد»:
"وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم ، كلهم متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات، لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله. وقد أمرنا بالاقتفاء لآثارهم، والاهتداء بمنارهم وحذرنا المحدثات وأخبرنا أنها من الضلالات.)
وقال في موضع آخر من نفس الكتاب -بعد ذكره لعدد من آيات وأحاديث الصفات- قال: (فهذا وما أشبهه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله، ولم يتعرضوا لرده ولا تأويله ، ولا تشبيهه ولا تمثيله.)

هذا كلام أفراد من أهل العلم في أزمان مختلفة ومن تركناهم كثير والقصد التنبيه والتذكير .


التأليف في عقيدة السلف

وممن ألَّف في عقائد السلف ، وذكر معتقدهم في كتب التفسير المنقولة عن السلف جماعة منهم :
عبد الرزاق، والإمام أحمد، وبقي بن مخلد، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وعبد بن حميد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو بكر بن المنذر، وأبو بكر عبد العزيز، وأبو الشيخ الأصفهاني، وأبو بكر بن مردويه وغيرهم .

وكذلك الكتب المصنفة في السنة والرد على الجهمية ، وأصول الدين المنقولة عن السلف ، مثل:
- كتاب الرد على الجهمية لمحمد بن عبد الله الجعفي شيخ البخاري
- كتاب خلق أفعال العباد للبخاري ،
- كتاب السنة لأبي داود، ولأبي بكر الأثرم، ولعبد الله ابن الإمام أحمد، ولحنبل بن إسحاق ، ولأبي بكر الخلال، ولأبي الشيخ الأصفهاني، ولأبي القاسم الطبراني، ولأبي عبد الله بن منده وغيرهم.
- كتاب الشريعة لأبي بكر الآجري
- أصول السنة لابن أبي زَمَنين.
- كتاب الأصول لأبي عمر الطلمنكي
- الرد على الجهمية لابن منده، وابن أبي حاتم الرازي وغيرهما.

فالأئمة الأربعة، وابن المبارك، وأبو يوسف، ومحمد بن الحسن، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وحماد بن زيد، والليث بن سعد، والبخاري، ومسلم، وإسماعيل المزني، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، والأوزاعي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وإسحاق بن راهويه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن نصر المروزي وغير هؤلاء كثير كلهم على عقيدة واحدة على مذهب السلف الصالح.

نسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الموقع ويهدي كل مخالف للكتاب و السنة إنه على ذلك قدير.
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم[/align].

__________________________________________


(1) رواه ابن بطة في "الإبانة الكبرى" بسنده.
(2) رواه ابن أبي زمنين في "أصول السنة" (ص 75) بسنده.
(3) رواه تلميذه الترمذي في سننه.
(4) كتاب "السنة" لعبد الله ابن الإمام أحمد (ج1 ص267) بسند صحيح
(5) ذم التأويل - موفق الدين ابن قدامة (ص15) بسند صحيح، وسير أعلام النبلاء للذهبي (ج18 ص283) بسند آخر صحيح.
(6) أخو موفق الدين عبد الله ابن قدامة المقدسي.
(7) ذيل طبقات الحنابلة - ابن رجب الحنبلي (ج3 ص121)
(8) كتاب الصفات - الدارقطني (ص70)
(9) الجامع الكبير - الترمذي (ج2 ص42-43)
(10) شرح السنة - البغوي (ج1 ص170)




و لكن هناك أمثلة كثيرة عن تأويلات السلف للآيات المتشابهات و لا سيما من ابن عباس الذي دعا له الرسول صلى الله عليه و سلم فقال اللهم فقهه في الدين و علمه التأويل. و منها مثال تأويله الأيد و النسيان و الكرسي و المجيء و النور و الوجه.....

fatimazahra2011
2010-09-28, 17:46
http://www.samysoft.net/forumim/slam/45645645.gif

http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayatc67888cab2.gif


http://www9.0zz0.com/2010/02/23/22/332441700.gif

http://dc06.arabsh.com/i/00838/kvvw3txepjzm.gif

http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat632b27691f.gif

http://dc07.arabsh.com/i/00834/8caf00lqgcab.gif
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayatfcf161a1b5.gif

مراد_2009
2010-09-29, 06:52
و لكن هناك أمثلة كثيرة عن تأويلات السلف للآيات المتشابهات و لا سيما من ابن عباس الذي دعا له الرسول صلى الله عليه و سلم فقال اللهم فقهه في الدين و علمه التأويل. و منها مثال تأويله الأيد و النسيان و الكرسي و المجيء و النور و الوجه.....


قد ناقشنا هذه الشبه في مواضيع مستقلة و لا حاجة للتكرار

من هنا

الرد على شبهات الأشاعرة الجزء الأول (http://87-98-243-211.ovh.net/vb/showthread.php?p=2014390)


الرد على شبهات الأشاعرة الجزء الثاني (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=225749)


الرد على شبهات الأشاعرة الجزء الثالث (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=226216)

أبو زيد العربي
2010-09-29, 08:36
قد ناقشنا هذه الشبه في مواضيع مستقلة و لا حاجة للتكرار

من هنا

الرد على شبهات الأشاعرة الجزء الأول (http://87-98-243-211.ovh.net/vb/showthread.php?p=2014390)


الرد على شبهات الأشاعرة الجزء الثاني (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=225749)


الرد على شبهات الأشاعرة الجزء الثالث (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=226216)



وهل من ردود على شبهات الشيخ العثيمين لأنه هناك الكثير ممن هو متأثر به في أصول العقائد

01 algeroi
2010-09-29, 09:32
وهل من ردود على شبهات الشيخ العثيمين لأنه هناك الكثير ممن هو متأثر به في أصول العقائد

أخي الكريم : صدقا .. لم أعد أفهم ما ترمي إليه .. فعن أيّ شبهة تتحدّث والشيخ من رؤوس أهل السنة ومقدّميهم في هذا الزمان

أبو زيد العربي
2010-09-29, 12:16
أخي الكريم : صدقا .. لم أعد أفهم ما ترمي إليه .. فعن أيّ شبهة تتحدّث والشيخ من رؤوس أهل السنة ومقدّميهم في هذا الزمان

ان قرأت عن العقيدة للشيخ العثيمين ستعرف ما ارمي له ولكن أختصر لك الطريق فهاك شيخ اسمه التويجري رد عليه وبأدب

01 algeroi
2010-09-29, 13:50
ان قرأت عن العقيدة للشيخ العثيمين ستعرف ما ارمي له ولكن أختصر لك الطريق فهاك شيخ اسمه التويجري رد عليه وبأدب

العلامة التويجري رحمه الله ردّ على الشيخ العثيمين والشيخ الألباني وغيرهم وردوا عليه وانظر ما حرّره الشيخ العثيمين في الجواب المختار والقواعد المثلى وغيرها وكلامك هنا دليل على أنّك حديث عهد بمثل هذه المسائل ولعلّك لم تطّلع عليها إلاّ من خلال النتّ فاحذر أن تكون قمّاشا يجمع الكلام دون تمحيص فلا وجه لعبارتك التي أوردتها على صاحب الموضوع إلاّ أن تكون على مذهب آخر في الإعتقاد هو غير مذهب العلامتين ابن عثيمين والتويجري رحمها الله ومن كان على مثل ما هما عليه من مشايخ وطلاّب علم فلتترك عنك هذا ولتصرّح بمعتقدك ولتدافع عمّا تعتقده حقا أما التلبيس والتخفي فلن يفيدك عند الله شيئا أمّا إن كنت تعتقد بأنّ المذهب الذي ماتا عليه هو مذهب أهل الحق فاحذر أن تكون ممّن لا يحسن تقدير الأمور فلكلّ مقام كلام وليس الإعتراض يصلح في كل وقت بل ما قد يمدح في وضع يذمّ في آخر وهكذا ولن أزيد شيئا على ما تقدم واللبيب تكفيه الإشارة

أبو زيد العربي
2010-09-29, 14:52
العلامة التويجري رحمه الله ردّ على الشيخ العثيمين والشيخ الألباني وغيرهم وردوا عليه وانظر ما حرّره الشيخ العثيمين في الجواب المختار والقواعد المثلى وغيرها وكلامك هنا دليل على أنّك حديث عهد بمثل هذه المسائل ولعلّك لم تطّلع عليها إلاّ من خلال النتّ فاحذر أن تكون قمّاشا يجمع الكلام دون تمحيص فلا وجه لعبارتك التي أوردتها على صاحب الموضوع إلاّ أن تكون على مذهب آخر في الإعتقاد هو غير مذهب العلامتين ابن عثيمين والتويجري رحمها الله ومن كان على مثل ما هما عليه من مشايخ وطلاّب علم فلتترك عنك هذا ولتصرّح بمعتقدك ولتدافع عمّا تعتقده حقا أما التلبيس والتخفي فلن يفيدك عند الله شيئا أمّا إن كنت تعتقد بأنّ المذهب الذي ماتا عليه هو مذهب أهل الحق فاحذر أن تكون ممّن لا يحسن تقدير الأمور فلكلّ مقام كلام وليس الإعتراض يصلح في كل وقت بل ما قد يمدح في وضع يذمّ في آخر وهكذا ولن أزيد شيئا على ما تقدم واللبيب تكفيه الإشارة

والله قمت بالرد هدا على الحداديين والغلاة وليس طعنا في عقيدة او منهج الشيخ رحمه الله , ولكن اقول ان الكل يخطيء ويصيب والكل يأخد من قوله ويرد وتوضيح الاخطاء يكون من الكل لأن هؤولاء الجزارين لم يقرؤو لا عقيدة الشيخ العثيميين ولا غيره همهم الوحيد الفتن والله المستعان ,

مراد_2009
2010-09-29, 15:40
الكثير ممن يكتب في هذا المنتدى هداهم الله يطلقون الألفاض هكذا بدون أن تبين

لجهل أو لهوى في النفوس فيحدث الخلط و الوهم

ككلمة الحدادية الى من تنتسب و ماهو منهجهم



من هم الحداديون؟

تنسب هذه الجماعة إلى محمود الحداد نزيل المدينة النبوية سابقا ً ، وله بعض التخريجات ، وقد موّه على البقاء بفتح أزرار ثوبه حتى تبدو سرته وهو مصري الولادة.
وقد بدأت هذه الفرقة أول ما بدأت بالطعن والتشهير بالحافظ إبن حجر وكذلك النووي في مجالسهم إبتداءً ، ودعوة الناس إلى تبديعهم علانية ً، وقد وصل بهم الحال إلى الطعن في العلامة إبن باز والفوزان والألباني وغيرهم.
وأما سيدهم محمود الحداد ، فإنه يطعن فيمن يوصي بكتاب العقيدة الطحاوية وشرحه فيقول: (درج كثير من أهل السنة المعاصرين على الوصية بكتاب العقيدة الطحاوية وشرحه)وينكر على الشيخ الألباني تخريجه للكتاب بدون تنبيه.
إن الحداد يتنقص أهل السنة ويتطاول عليهم أمثال إبن باز ، والعثيمين ، والألباني ، فلم يسلم من لسانه أهل السنة وسلم من لسانه أهل الأحزاب والأفكار المنحرفة التي ظهرت في مصر.


و من أبرز قواعدهم الظالة

[color="black"]
"من أبرز الأخطاء التي لوحظت على هذا المنهج كما قال الشّيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ ما يلي :
1/ بغضهم لعلماء المنهج السلفي المعاصرين ، وتجهيلهم و تحقيرهم و تضليلهم ، والافتراء عليهم ، و لا سيّما علماء المدينة ، ثمّ تجاوزوا ذلك إلى ابن تيميّة و ابن القيّم ابن أبي العزّ شارح الطحاوية .
2/ قولهم في تبديع كلّ من وقع في بدعة ، وابن حجر عندهم أشدّ خطرا من سيّد قطب .
3/ تبديع من لا يبدّع من وقع في بدعة ، وعداوته و حربه .
4/ تحريم التّرحّم على أهل البدع بإطلاق ، لا فرق بين رافضي و قدري و جهمي ، و بين عالم وقع في بدعة .
5/ تبديع من يترحّم على مثل أبي حنيفة ، و الشّوكاني ، وابن الجوزي ، وابن حجر ، و النّووي ــ رحمهم الله ــ .
6/ العداوة الشّديدة للسّلفيّين ، مهما بذلوا من الجهود في الدّعوة السّلفية و الذبّ عنها ، ومهما اجتهدوا في مقاومة البدع و الحزبيّات و الضّلالات ، وتركيزهم بالعداوة على علماء أهل المدينة ، ثمّ على الشيخ الألباني رحمه الله .
7/ غلوّهم في الحدّاد ، وادّعاء تفوّقه في العلم ، ليتوصّلوا بذلك إلى إسقاط كبار أهل العلم ، و المنهج السّلفي .
8/ لعن المعيّن ، حتى أن ّ بعضهم يلعن أبا حنيفة و بعضهم يكفّره .
إلى غير ذلك من الملاحظات التي نقلتها بتصرف من مذّكرة الشّيخ ربيع ، والتي هي بعنوان : ( مميّزات الحدّادية ) ، و التي فيها تحذير ممّا هم عليه من الأخطاء ، و الله الهادي إلى سواء السبيل . "
المصدر : رسالة تنبيه الغبي في الرد على مخالفات أبي الحسن المأربي للعلامة الشيخ النجمي رحمه الله [/color