تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تكسب الأمة الإسلامية حرب الأفكار؟


karimo06
2008-05-23, 13:37
إن معركة العقول والقلوب لا تقل حدة عن الصراع العسكري الجاري بين الأمة وأعدائها. وإذا كانت المعارك تعتمد على التكتيكات والاستراتيجيات؛ فإن حرب الأفكار تحتاج إلى استخراج عصارة العقول، وتنمية أساليب التفكير؛ لتوظيف كل إمكانات الأمة للانتقال السريع من خندق الانكسار، والتبعية إلى ساحة المواجهة والتصدي لتحديات العصر.


كبداية لتنشيط الأذهان، ولفتح الباب أمام العقل المسلم لخوض معركة الأفكار بخطًى مدروسة؛ فإننا نطرح مقترحات نأمل أن تساهم في تحقيق إنجازات في هذه الساحة:




1- الاعتزاز بالثوابت وربط الأفكار بالأسس الشرعية:
أي جهد فكري لا ينطلق من الإسلام كعقيدة ودين الأمة فهو أبتر، فإن الأمة لا تنطلق ولن يتغير حالها إلا بالعودة إلى الإسلام كأساس للتحرك، ولن ينصلح حال المسلمين اليوم إلا بما صلح به سلفهم.
• ولن ينجح المشروع النهضوي للعالم الإسلامي دون الاعتماد على العقيدة كمحرك وضابط للجهد البشري، والأفكار التي لا تتخذ من الإسلام مرجعًا لها لن تصمد أمام التحديات التي نواجهها. ومن هنا فإن القائمين على المراكز الفكرية التي تحتاجها الأمة يجب أن يكون لديهم من العلم والفقه ما يساعدهم على تقديم الأفكار الواعية بالواقع والمستندة إلى العلم الشرعي.

2- رؤية جديدة لمصادر استقاء المعلومات:
منذ الاستعمار وحتى الآن اعتمد صنّاع القرار على مصادر المعلومات الغربية، وهذا في حد ذاته يشكل خطرًا كبيرًا على اتخاذ القرار. فهذه المصادر تخضع لتأثير أجهزة المخابرات الخارجية، وما تضخه من معلومات في معظمها موجَّه لخدمة سياسات هذه الدول. ولا يمكن بناء قرار سليم على معلومة خاطئة، ومن هنا فإن تغيير بنية المصادر المعلوماتية خطوة مهمة في طريق التحرير. وعندما نتحدث عن مصادر المعلومات لا يقتصر كلامنا على متخذي القرار فقط، وإنما على كل مراكز التأثير من منظمات وصحف وفضائيات وإذاعات، وغيرها من المنابر الإعلامية.
إن بنية مصادر المعلومات في معظم مؤسساتنا الإعلامية وغيرها تعتمد بشكل أساسي على مصادر المعلومات الغربية، ويُعاد ضخ هذه المعلومات كما هي للجمهور الأوسع في العالم الإسلامي، مما يؤدي إلى استمرار حشو العقل المسلم بالأفكار المضللة والمعلومات الكاذبة وتجميل القبيح، وتقبيح الصحيح.
وتبدو لنا الصورة كما ترسمها هذه المعلومات مشوهة؛ فإن العدو أصبح هو المحرر لنا والمخلص! وبات الإسلام هو الإرهاب والانحراف!
إن معرفة قدرة العدو، وإمكاناته مهمة شاقة في ظل المعركة الدائرة الآن ضد الأمة، وهذه المعرفة لا يمكن أن نستقيها من مصادر المعلومات الموجهة إلينا، وإنما ببناء مصادر خاصة بنا، تعرف ما تبحث عنه، حتى ولو كانت مهماتها إعلامية فقط؛ فالإعلام اليوم له استخدامات عديدة، أقلها إظهار نقاط ضعف الخصوم. ولنا في الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ أسوة في هذا المجال؛ لأن أمة تقاتل عدوها دون معرفة قدراته واستعداداته أمة أقرب إلى الهزيمة منها إلى النصر.
«لقد أبقى النبيُّ ــ صلى الله عليه وسلم ــ العباسَ في مكة عينًا له على قريش وتحركاتها. كما استطاع النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ معرفة عدد جيش قريش في بدر من معرفة عدد ذبائحها اليومية. وقبيل معركة القادسية دخل طليحة الأسدي جيش الفرس، وبات فيه يجوسه ويتوسم ما فيه، ولما عاد طليحة أخبر سعد بن أبي وقاص عن أحوال الفرس وأنهم مئة وعشرون ألفًا، وأتباعهم مثلهم خدام لهم».(34)
وقد «بعث رسول الله إلى هوازن، ومن معها، عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، وأمره أن يدخل في الناس، فيقيم فيهم حتى يأتيه بخبر منهم، ويعلم مِن علمهم، فانطلق ابن أبي حدرد، فدخل فيهم، فأقام معهم حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا له من حرب رسول الله، وعلم أمر هوازن وما هم عليه، ثم أتى رسول الله فأخبره الخبر».(35)

3- استعادة السيطرة على مراكز التأثير:
إن الأمة في حالة حرب، ولا يمكن لأمة أن تترك لعدوها العبث بمراكز التأثير فيها، وهدم أصولها من داخلها، والسلوك المنطقي في هذه الحالة هو تطهير مراكز التأثير من العناصر التي تعادي عقيدة الأمة، فلا يتولى المناصب العليا والمؤثرة من يتعاونون مع خصوم الأمة ويوالون أعداءها. وهؤلاء القابعون في المواقع القيادية وقلوبهم كارهة للإسلام ومنقلبة عليه من عوامل التخريب في بنيان الأمة، ومعاول لهدم كل لَبِنَة تبنى لاستعادة الاستقلال. يجب كشف هؤلاء وفضحهم والسعي لإبعادهم عن المناصب، وبذل كل جهد لإغلاق الأبواب أمام وصولهم إلى أي مواقع مؤثرة.

4- تأسيس مراكز دراسات لتوليد الأفكار:
أصبحت المراكز الفكرية ضرورة في عالم اليوم؛ لمعاونة صنّاع القرار الإسلامي، وبات الاهتمام بالجهود الفكرية أمرًا لا غنى عنه؛ للوقوف على الواقع، وتوفير الرؤى المخلصة؛ لتحقيق أكبر المكاسب للدول وللأمة. وها نحن نرى كيف تحولت المراكز الفكرية في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة، إلى عناصر للتأثير لا يُستهان بها في اتخاذ القرارات الداخلية والخارجية. تعتمد الحكومات الغربية على المراكز الفكرية في تحركاتها المختلفة، السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. ولهذا السبب فإن المراكز الفكرية في الغرب تحظى بالدعم المالي والسياسي والإعلامي؛ لما تقوم به من رسم السياسات ومواجهة التحديات.
في المقابل فإن المراكز الفكرية في العالم الإسلامي تُعَدّ على أصابع اليد، لا تحظى بأي اهتمام يليق بها، بل إن بعض هذه المراكز يلقى الدعم من جهات خارجية أثَّرت على استقلاله، وحرَّفت دوره لخدمة جهات أخرى.

5- ربط متخذي القرار بمراكز فكرية رائدة:
ولكي تحدث نقلة في أداء اتخاذ القرار الإسلامي لا بد من ربط متخذي القرار والنخب بمراكز فكرية تعمل لخدمة الأمة، ولديها من الكفاءات والخبرات ما يوفر رؤًى راشدةً واعية تُحْدِث نقلة في الأداء. ويجب أن تتوفر لهذه المراكز مصادر تمويل مستقلة ومصادر معلومات كافية؛ لتحقيق الوعي الكامل بالواقع، وما لم تتسم هذه المراكز بالأصالة والانتماء للأمة؛ فإنها لن تفيد في مشروع النهضة الذي نتحدث عنه، وإنما ستكون مجرد رقم يضاف إلى ما هو موجود من مراكز بلا هوية وبلا هدف، وربما موالية لأعداء الأمة.

6- التخلص من التبعية الفكرية للغرب:
من ضرورات مواجهة التحدي في معركة الأفكار، لا بد من التخلص من التبعية الفكرية للغرب، وقطع الشريان الذي يغذي العقل المسلم بالدم الفاسد. فمن غير المنطقي أن يتطبب المرء بدواء مليء بالسم الزعاف. إن الحضارة الغربية حققت إنجازات مادية، لكن الغرب لا يمتلك قيمًا ثقافية تصلح لمجتمعاتنا. وهذا الفقر في القيم والثقافة أصبح أمرًا معروفًا يشكو منه الغربيون أنفسهم. وحتى لو كان الغرب يمتلك أي نوع من القيم؛ فإنه يعادي الأمة، ولا توجد أمة في العالم تترك عقولها مستباحة لأعدائها يعبثون بها كيف شاءوا.


للمركز العربي للدراسات الإنسانية

le fugitif 02
2009-09-25, 20:03
<p><b><font size="5" color="#FF0000"> <marquee direction="right" scrollamount="8">بارك الله فيك</marquee></font></b></p>