المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يحق لأحد الزوجين فك الأرقام السرية لجوال الآخر وحاسوبه ؟


خالد سعد
2010-09-26, 21:43
س / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
فضيلة الشيخ: بعض الأزواج والزوجات يضعون أرقاما سرية لهواتفهم النقالة وحواسبهم الشخصية . فيلجأ الآخر إلى محاولة فك تلك الأرقام لمعرفة الأسرار التي يخفيها الطرف الآخر فهل هذا جائز شرعا ؟ وهل يعتبر من التجسس على الآخر ؟

الجــواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله !

في الغالب أن داعي التجسس سوء الظنّ ، فيكون الفاعل لذلك قد ارتكب – في الغالب - محظورين مؤكدين بالنص ، لا محظورًا واحدًا : الظنّ الآثم والتجسس .. وقد وردت النصوص الشرعية بالنهي عن تجسس المؤمنين على بعضهم بعد الأمر باجتناب الظنّ الآثم الذي هو أكثر الظنّ ، فقد قال الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظنّ إن بعض الظنّ إثم ولا تجسسوا ) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إيَّاكم والظنّ فإنَّ الظنّ أكذب الحديث ، ولا تحسسوا ، ولا تجسسوا ، ولا تنافسوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ) رواه الشيخان واللفظ لمسلم ، ففيه التحذير من الظنّ وبيان كونه أكذب الحديث ، وفيه النهي عن التحسس والتجسس ، وقد فسره شراح الحديث بأنَّ التحسس بالحاء : الاستماع لحديث القوم ، والتجسس بالجيم : البحث عن العورات أو التفتيش عن بواطن الأمور ، وأكثر ما يقال في الشرّ ، وقيل : التجسس بالجيم : أن تطلب الأخبار الغائبة والأحوال لغيرك فيكون متضمنا معنى الغيبة أيضا ، والتحسس بالحاء أن تطلبه لنفسك ؛ كما أن فيه النهي عن التباغض الذي يؤدي إليه التجسس غالبا.
ومما قد يغفل عنه من يتجرأ على هذا السلوك المشين : أنَّ الجوالات النسائية لا تكاد تخلو من رسائل خاصة بين النساء ، مما لا يجوز له الاطلاع عليه ولو أذنت الزوج لزوجها بالاطلاع عليه ؛ لحق المرأة الغريبة عليه التي تراسلت مع زوجه في أمور تُعد من حديث المجالس الخاصة ؛ فبأي حق يطلع على رسائل امرأة غافلة ربما جاء فيها ما يسوغ بين النساء مما لا ترتضي النساء اطلاع الرجال عليه ، لما فيه من توسع في الحديث الخاص والمزاح ونحو ذلك, وكذلك الحال بالنسبة لتجسس المرأة على هاتف زوجها .
وعلى كل حال ، فهذه النصوص من الكتاب والسنة وغيرها مما جاء في النهي عن تتبع العورات ، صريحة في النهي عن تجسس المؤمنين على بعضهم ، ومن ذلك الأزواج ، فلا مُخرِج لهم عن دلالة النهي في النصوص.

ومما يؤسِف أنَّ بعض النّاس يظنّ أن عقد النكاح يبيح ما لم يبحه الشرع به من المحرمات والخصوصيات ، وهذا تصور فاسد ، فعقد النكاح عقد انتفاع لا يجوز به إلا ما جوزه الشرع ، وما بقي يكون على أصل المنع ؛ ومثله ظنّ بعض الآباء جواز ظلمه لولده وتساهله في تجاوز حدوده في تربيته ، مع أن الله تعالى قد جعل حمايتهم من مسؤوليته التي يُسأل عنها بالسؤال عن رعيته ، وقد حرّم سبحانه الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده ؛ فليحذر المسلم من تجاوز حدوده اغتراراً بالأعراف الفاسدة والسلوك الخاطيء .
وقد يقول بعض الناس إنه يشك في زوجته لأمور ثبتت لديه ، وهنا يقال له يجب الانتقال إلى باب آخر وهو الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالدرجة التي يقتضيها الحال ، وفي حدود الرعوية الشرعية على الزوج ، على نحو ما ورد في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( من رآى منكم منكرا فليغيّره بيده ) . فإن ضاقت الأمور عن حلول شرعية يبقى معه عقد النكاح ، فقد جعل الله من أسباب الفرقة الشرعية ما تبقى معه صيانة الحرمات والتخلص من الآثام ، علما أن هذا هو آخر الحلول من طرف كلٍّ من الزوجين ، بطلاق أو خلع أو فسخ.
وفي المسألة تفاصيل في تطبيق النصح والإصلاح وكيفية معالجة بعض المواقف ، ينبغي أن يستشار فيها بخصوصها من كان على دراية بمعالجة مثل هذه الإشكالات ، نسأل الله تعالى أن يحفظنا وإياكم من كل سوء ، والله تعالى أعلم .


د. سعد بن مطر العتيبي

mohbadboy
2010-09-26, 22:41
بارك الله فيك اخي
ربي يكثر من امثالك

خالد سعد
2010-09-27, 07:20
شكرا على المشاركة والمرور الكريم
باك الله فيك

yara-e37
2010-09-27, 11:32
بارك الله فيك
مشكور

خالد سعد
2010-09-27, 12:25
بارك الله فيك
مشكور

وفيك بارك الله وجزاك خيرا

fatouma alg
2010-09-27, 16:11
بارك الله فيك

خالد سعد
2010-09-27, 16:22
بارك الله فيك

وفيك بارك الله

أحمد الوفاق
2010-09-28, 14:13
بوركت أخي الكريم

خالد سعد
2010-09-28, 17:00
بوركت أخي الكريم

شكرا على المرور الكريم
بارك الله فيك

الفارس الجدَّاوي
2010-09-28, 17:37
السلام عليكم:
إن كان بعض الظن إثما، فإن معظمه في بعض الأحيان من حسن الفطن، فلا ينبغي العمل بمقتضى قاعدة (إن بعض الظن إثم) حين وجود الدلالات الواضحة و البينة، بل لا بد من التحري و البحث عن حقيقة الأمور، و إلا لصارت غفلة. وقانا الله و إياكم من شر الغفلة. و الله أعلم.

خالد سعد
2010-09-28, 18:15
السلام عليكم:
إن كان بعض الظن إثما، فإن معظمه في بعض الأحيان من حسن الفطن، فلا ينبغي العمل بمقتضى قاعدة (إن بعض الظن إثم) حين وجود الدلالات الواضحة و البينة، بل لا بد من التحري و البحث عن حقيقة الأمور، و إلا لصارت غفلة. وقانا الله و إياكم من شر الغفلة. و الله أعلم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

غيْرة الرجل على أهله ، ومحارمه : من الصفات التي يمدح عليها الإنسان ، وقد أكدها الإسلام ، وحث عليها , وقد تعجب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من شدة غيْرة سعد بن عبادة رضي الله عنه ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ؟! لَأَنَا َغْيَرُ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي) رواه البخاري (6846) مسلم (1499) .

والمطلوب من الزوج : أن يعتدل في هذه الغيرة ، فلا يبالغ بها حتى يصل إلى إساءة الظن بزوجه , أو يسرف في تقصي كل حركاتها ، وسكناتها ، وتتبع أقوالها ، ويغوص في معانيها ؛ فإن ذلك يفسد العلاقة الزوجية ، ويكون مدخلاً للشيطان لإفساد الود ، والمحبة بينهما .

فعن جابر بن عتيك الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إِنّ َمِنْ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمِنْهَا مَا يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ) .

رواه أبو داود (2659) والنسائي (2558) ، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

وعن يحيى بن أبي كثير قال : قال سليمان بن داود عليهما السلام لابنه : يا بُني ! لا تكثر الغيرة على أهلك ولم تر منها سوءً ، فترمي بالشر من أهلك ، وإن كانت بريئة .

"شُعَب الإيمان" للبيهقي (1/499) .

وقال ابن القيم رحمه الله :

وغيرة العبد على محبوبه نوعان : غيرة ممدوحة يحبها الله , وغيرة مذمومة يكرهها الله ، فالتي يحبها الله : أن يغار عند قيام الرِّيبة , والتي يكرهها : أن يغار من غيْرِ رِيبة ، بل من مجرد سوء الظن ، وهذه الغيْرة تفسد المحبة ، وتوقع العداوة بين المحب ومحبوبه .

"روضة المحبين" (ص 296) .

خالد سعد
2010-10-10, 07:39
يرفع للفائدة

yahia1921
2010-10-10, 23:13
يا اخي والله تحير لوكان ماتثيقش في مرتك علاه تزوجتها
ولوكان ماتثيقيش في راجلك لاه قبلتي بيه

خالد سعد
2010-10-12, 17:18
يا اخي والله تحير لوكان ماتثيقش في مرتك علاه تزوجتها
ولوكان ماتثيقيش في راجلك لاه قبلتي بيه

الثقة بين الزوجين أمر مطلوب

الغيرة لما تكون في محلها فهي أمر محمود

سوء الظن المجرد أمر مذموم

الغيرة في غير ريبة أمر مذموم

شكرا على المرور

بارك الله فيك

فريدرامي
2010-10-12, 23:53
http://albahara4.com/up/manaber/57922432.gif
بارك الله فيك...........أخي الكريم
وهل بقت اسراربين الزوجين في هذا الزمن ؟ الامن رحم ربي

خالد سعد
2010-10-18, 09:36
http://albahara4.com/up/manaber/57922432.gif
بارك الله فيك...........أخي الكريم
وهل بقت اسراربين الزوجين في هذا الزمن ؟ الامن رحم ربي


ما يكون في هاتف الزوجة من رسائل تتبادلها مع صديقاتها مما يتعلق بخصوصيات النساء
هو ما لا ينبغي للزوج أن يراه ويطلع عليه.

شكرا أخي فريد على المرور الكريم
بارك الله فيك