تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : -عفوا- قصة


sollo44
2010-09-26, 13:33
ليس من حق أحد أبدا أن يفرض علي ما أكون.. و ليس من حقه أن يستهجن تفاصيل حياتي ، ففتاة مثلي تمكنت من الحفاظ لها على مكانة مرموقة في المجتمع. و ليس ذلك وليدا للصدفة المحضة و لكنه بفضل ما أكنه للناس من عقيدة اجتماعية وثيقة،أزن من خلالها كل شيء على حدى ....فلم أكن يوما من المستهترات بقلوب الرجال،و لم أسقط بفضاحة في حضن رجل. فأنا لا يرضيني أن أغضب الله..على أنني بقيت محافظة على صورة فارس الأحلام مصونة في ذاكرتي ليس يطلع عليها أحد.....كان المجتمع يصرخ بكل جنون : الأنثى ... الأنثى . و دفعهم الفقر لاعتناق الخرافات و قال ابن الجيران :
- إن الفستان يفقد شرعيته ما لم تكن بداخله أنثى !!
تساءل أحدهم عن معنى الأنثى عنده ، أهي الروح أم الجسد أم هما معا ؟.. و لكنه كان من أتباع الحضارة الفرنسية التي أخمدت نور الأنثى في المهد بشعارهم : " كوني جميلة و اسكتي "...فتحطمت بعض العلاقات.
قال والدي و قد بدى السرور على محياه :
- ابنتي عليك بالظهور في أبهى حلة غدا.
- أبهى حلة ؟! ..... و لكن موسم الأعياد قد مضى... فلتخبرني بخبر سعيد
- سيأتي "رشيد البراني" غدا مع أهله لخطبتك.
نظرت الفتاة لوجه الوالد فلم تر عليه علامات المزاح و قالت مسائلة :
- و ما رأي أمي ؟
- أمك ؟ ....حلمها الوحيد أن تراك متزوجة و لعل الأحفاد حلمها أيضا !!
تطايرت من وجه الفتاة انفعالات كثيرة ، و لكنها أمام طلب الوالد لا تقوى على الرفض أو الجدال، فخطفت من الأرجاء نظرة محتشمة و بلعت ريقها بصعوبة و أردفت :
- إذن ... ستزوجونني ؟!
خالت أن أعوام التضحية في الجامعة قد تضيع سدى..و جل الأحلام قد تتبخر ، و لكن دعواتها في قلب الليل و هي قائمة قد لا تخيب..و قبل عام مضى تزوجت صديقتها " مريم"
من رجل يدعى " علي" و كان صفيقا يحترف حياة القصف و المجون . ذاقت منه الويلات فطلقها بقرار من المحكمة ، و خلال ذلك العام كانت مريم تحكي لها عن الزواج كل شيء و لعلها لم تر منه إلا الجانب المظلم ، فعانقتها مرارا و بكت على صدرها كثيرا و دعت لها مقابل ذلك بالخلاص .!!
ازدان البيت بالألوان و الحلوى و الموسيقى . و بدى والدي سعيدا بقدوم الصباح ، و لكن أمي بدت في خفة و رشاقة تحسدان عليها، و علت منها الأوامر و التوجيهات و سقطت على الدرج أكثر من مرة !!
- هل وصلوا ... ؟
- نعم سياراتهم متوقفة عند البيت .
- هيا يا بنات أسرعن في استقبالهم ..
- و لتشغلن الموسيقى ....... و لا تزايل الابتسامة شفة إحداكن !
اختنق جو البيت بالهواء الحار و بدت النسوة يجففن وجوههن بالمراوح الورقية في حين انتشرت صينيات الحلوى و الشاي في الغرفة كلها.... أما تعيسات الحظ فلم يشربن شيئا و لم يزغردن !! و فجأة علا صوت نسوي ستيني :
- أين العروسة ؟ ... نريد رؤية العروسة ..
و في الجهة المقابلة. جلس الرجال و في وسطهم جلس " رشيد البراني" . و كان بثوبه الكلاسيكي يبدو كالملك !! .... أهذا كله من أجل خطبة ؟
و لماذا يعامله والدي بهذا التذلل ؟ ألأن رشيد البراني طبيب ؟ .... و ماذا يعني كونه طبيبا أصلا، إذ لا فرق بينهما إلا في اللبس و الأكل الذي يأكلانه ...
مرت مراسيم الخطوبة و انفض المدعوون... و بقت على وجه الفتاة حيرة غامضة ...
- يا للخاتم الذهبي !! إنه باهر
و قالت الأم منبهرة :
- لعله ثراء فاحش
في حين جلس الوالد يدخن سيجارة و هو سعيد .!!
رشيد البراني حاول الانتحار ذات مرة ، حين تقدم لخطبة فتاة و رفضه أهلها ، و عاود المحاولة عندما قالت له طالبة مستهترة :
- سيدخل إبليس للجنة لو أصبحت طبيبا يا رشيد !
تململت الفتاة في ثوبها الأنيق ،و نادت أمها من بعيد وقالت بلهجة تقطع الشكوك :
- هاكي خاتمه فلن أتزوج .... على الأقل الآن.
شكرا

مايليس
2010-09-27, 20:50
بعد هدا الرفض ربما يكون رشيد قد مات لانه يبدو عليه انه غير ناضج انعاليا
كل الشكر لك اخي

sollo44
2010-09-28, 15:51
بعد هدا الرفض ربما يكون رشيد قد مات لانه يبدو عليه انه غير ناضج انعاليا
كل الشكر لك اخي
.
و الشكر الجزيل موصول لك على مشاركتك و بارك الله فيكم جميعا .
في انتظار ردودكم