الزمزوم
2010-09-25, 19:00
كان عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب مشهورا بين العرب والصحابة بالجود والكرم . أخوه عبد الله " بحر " العلم وفقيه الإسلام ، رضي الله عنهما .
وهو أول من فطر جيرانه في رمضان . وأول من وضع الموائد في الطرق يأكل منها الصائمون .
وخرج عبيد الله يوما من المدينة المنورة يريد الشام ، وبينما هو في الطريق ليلا نزل مطر غزير ، فنظر يمنة فرأى نويرة مشتعلة غير بعيد ، فقال لغلامه الذي يرافقه ويخدمه :
- مل بنا إليها .
فلما أتاها ، وجد عندها شيخا رث الثياب ، فحياه ورد عليه الشيخ بالسلام وقال له : أنخ وأنزل ! ثم دخل الرجل داره وقال لزوجته :
- هيئي شأنك لنقضي حق هذا الرجل ، فقد توسمت فيه الخير ، قالت :
- أنت تعرف ما عندنا من طعام إلا هذه الشاة ، ومعيشة صبيتنا منها ، وأخاف الموت عليهم إن فقدوها . قال العجوز :
- الموت أهون من اللؤم والبخل .
ثم جر الشاة ، وخرج يذبحها وهويقول :
حبيبتي لا توقظي بنية ***
إن يوقظوا يجتمعوا عليــــه
وينزعوا السكين من يدية ***
أبغض هذا أن يرى لديـــــه
فذبح الشاة وسلخها ، وقطعها أرباعا وطبخها وعشى ضيفه وغلامه ، وما بقي قدمه إليهما في الصباح .
وعند الرحيل ، قال عبيد الله لغلامه : أعط الشيخ ما تحمل لنا من مال ، لا تستبق منه إلا القليل . فقال الغلام :
- يا سيدي : ذبح الرجل لك شاة فتكافئه بثمن قطيع ؟! إنه لا يعرفك . فقال عبيد الله :
- ويحك ! إنه لم يكن يملك من الدنيا غير هذه الشاة ، فجاء لنا بها ، وإن كان لا يعرفنا فأنا أعرف نفسي . اعطه خمسمائة دينار !
ثم انصرف.
وفي طريق عودته من الشام ، مر عبيد الله قرب ذلك الشيخ العجوز ، فقال لغلامه :
- هيا نسلم على ذلك الشيخ وننظر حاله .
فانتهيا إليه ، فإذا هو في عيشة ميسورة وعنده طعام وشواء وإبل وغنم . فسر عبيد الله بذلك . وبعد أن رحب به الشيخ قال له عبيد الله :
- أتعرفني ؟ قال :
- لا والله ! قال عبيد الله :
- أنا نزيلك في تلك الليلة الشاتية .
فأسرع الرجل يقبل رأس عبيد الله ويقول :
لقد قلت أبياتا أتسمعها مني ؟
- قال : هات ! فأنشد :
توسمته ، فلما رأيت مهابة ***
عليه ، قلت : المرء من آل هاشم
فقمت إلى عنز ، بقية أعنـــز ***
لأذبحها فعل امرىء غير نــــــادم
فعوضني عنها غناي ، ولم تكن ***
تساوي عنزي غير خمس دراهـــم
فقلت لأهلي في الصباح وصبيتي : ***
أحقا أرى؟ أم تلك احلام نائـــــــم!؟
فضحك عبيد الله وقال :
- أعطيتنا أكثر مما أخذت منا . يا غلام : أعطه مثلها !.
انتهـــــــــــى .
وهو أول من فطر جيرانه في رمضان . وأول من وضع الموائد في الطرق يأكل منها الصائمون .
وخرج عبيد الله يوما من المدينة المنورة يريد الشام ، وبينما هو في الطريق ليلا نزل مطر غزير ، فنظر يمنة فرأى نويرة مشتعلة غير بعيد ، فقال لغلامه الذي يرافقه ويخدمه :
- مل بنا إليها .
فلما أتاها ، وجد عندها شيخا رث الثياب ، فحياه ورد عليه الشيخ بالسلام وقال له : أنخ وأنزل ! ثم دخل الرجل داره وقال لزوجته :
- هيئي شأنك لنقضي حق هذا الرجل ، فقد توسمت فيه الخير ، قالت :
- أنت تعرف ما عندنا من طعام إلا هذه الشاة ، ومعيشة صبيتنا منها ، وأخاف الموت عليهم إن فقدوها . قال العجوز :
- الموت أهون من اللؤم والبخل .
ثم جر الشاة ، وخرج يذبحها وهويقول :
حبيبتي لا توقظي بنية ***
إن يوقظوا يجتمعوا عليــــه
وينزعوا السكين من يدية ***
أبغض هذا أن يرى لديـــــه
فذبح الشاة وسلخها ، وقطعها أرباعا وطبخها وعشى ضيفه وغلامه ، وما بقي قدمه إليهما في الصباح .
وعند الرحيل ، قال عبيد الله لغلامه : أعط الشيخ ما تحمل لنا من مال ، لا تستبق منه إلا القليل . فقال الغلام :
- يا سيدي : ذبح الرجل لك شاة فتكافئه بثمن قطيع ؟! إنه لا يعرفك . فقال عبيد الله :
- ويحك ! إنه لم يكن يملك من الدنيا غير هذه الشاة ، فجاء لنا بها ، وإن كان لا يعرفنا فأنا أعرف نفسي . اعطه خمسمائة دينار !
ثم انصرف.
وفي طريق عودته من الشام ، مر عبيد الله قرب ذلك الشيخ العجوز ، فقال لغلامه :
- هيا نسلم على ذلك الشيخ وننظر حاله .
فانتهيا إليه ، فإذا هو في عيشة ميسورة وعنده طعام وشواء وإبل وغنم . فسر عبيد الله بذلك . وبعد أن رحب به الشيخ قال له عبيد الله :
- أتعرفني ؟ قال :
- لا والله ! قال عبيد الله :
- أنا نزيلك في تلك الليلة الشاتية .
فأسرع الرجل يقبل رأس عبيد الله ويقول :
لقد قلت أبياتا أتسمعها مني ؟
- قال : هات ! فأنشد :
توسمته ، فلما رأيت مهابة ***
عليه ، قلت : المرء من آل هاشم
فقمت إلى عنز ، بقية أعنـــز ***
لأذبحها فعل امرىء غير نــــــادم
فعوضني عنها غناي ، ولم تكن ***
تساوي عنزي غير خمس دراهـــم
فقلت لأهلي في الصباح وصبيتي : ***
أحقا أرى؟ أم تلك احلام نائـــــــم!؟
فضحك عبيد الله وقال :
- أعطيتنا أكثر مما أخذت منا . يا غلام : أعطه مثلها !.
انتهـــــــــــى .