ابو العتاهية
2008-05-20, 16:12
رد عــلى مـــقـــال :
إن الحمد لله نحمده ونستعـينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعــمالــنا من يـهـده الله فلا مضل له و من يضـلل فلا هادي له , و اشهد أن لا اله إلا الله و حده لاشــريــك لـه و اشهد أن محمدا عبده و رسوله أما بعــد :
لــقـــد طالعــتنا جريـــدة الــشــــروق اليومي في عددها : 2213 المؤرخ فـي: 02 صفر 1429 هـ
الموافق لـ:09/02/2008 م , مقـــالا , بعنوان :( ذبح عقول الأمة على عتبة معرض القاهرة للكتاب) لصاحبه و لــيـد عـرفـــات الــذي خاض من خلاله في عدة نواحي, نـتـناول ذكر بعض جوانبها على سـبيل الاخـتـصار, و نعرض الصـفـح عن اغلبها و ذلك كالتالي :
تحدث في الفقرة الأولـى:بان المعرض تضمن العديد من الأنشطة منها ندوة دولية على مدار ثلاثة أيام بالتـنسيق مـع معرض لـندن الدولي للكتاب لمناقشة حقوق النشروالتأليف بين دورالنشر العالمية ثم أردف في الفـقرات الموالية بتعرضه في الكلام عن السينـما و كليةالفنون كما تحدث عن مشاركة روسيا ورومانيا لأول مرة بنتاجاتهما الأدبية في هذا المعرض , وذكر انه تم من خلال هذا المعرض تخصيص العديد من المحاورمنها النشاط الثقافي والأدبي والفني والموسيقي . ثم ذكر أن الدورة الحالية من المعرض شهدت على غير العادة خروقات كما سماها خطيرة تهدد مستقبل الحركة الثقافية والفكرية في مصر و ذكر أن تلك الظاهرة هي ظاهر الاتجار بالدين التي تقودها دورالنشرالسعودي ثم ذكر أن أرقاما مخيفة سجلت في مـبيعات الكـتاب الديني الوهـابي وأردف قائلا انه أثناء تجوله بأروقة المعرض لا حظ ثلاثة أجنحة كبيرة اختيرت لدور النشر السعودي قائلا انه أصبح واضحا أن ريالات النفط لعبت دورا كبيرا في هذا الاستحواذ الجائر و شراء الذمم واصفا إياها بصكوك الغفران و راح يخترق قصصا من لدن نفسه بأنه شاهد حوارا دار بين رجل وامرأته بأروقة المعرض باستيائهما من هذه الكتبالوافدة من ارض السعودية واللذان انخدعا بهذه الكتب حسب قوله والتي كان عليها الإقبال الكبير من طرف الزبائن مقابل ترك الكتب التي يبجلها مبقاة على كسادها حسبما جاء في قوله, في حين آخر راح يعدد مديحه لشيوخه الذين يمجدهم ببالغ الإطراء مقابل ذم شيوخ الدعوة السنية الصحيحة واصفا إياهم بعلماء الــــبــلاط .
أيها المحسوب على الدين بعبئك الثقيل على كاهل الأمة أنت وغيرهم ممن تقتدي بهم الذين وقفوا حجـرعــثـرة في ســبـيل فلاح الأمة وهذه شنشنة نعرفها من اخزم على مدى الأزمان و ها نحن على الأثر.
أيها الوافد كما وفدت بعض الكتب من الدول الأجنبية على المعرض, و يا قرة أعين كل عدو للدين, فيهم ما يسوء الصديق و يسرالاعادي , يا خفيفا دون وزن النقيرلا ينوء بثقل حق الاحقاء, و يا ثقيلا ثقله لا يقبل الانتقال كثقل ثـبـيـرعلى القلوب, مثقل بتثبيط عمل العاملين الأخيار,فلسوف تنزح إن عاجلا أو آجلا بجناية نفسك عليك كما جنت براقش على قومها وما ترك الحق احد غير مبال بالانتفاع به إلا و ابتلي بالباطل محاطا بمضاره وأسقامه , فانك كسفاة في موازين القلوب , فقع على ما شئت أن تقع, وطر متى شئت أن تطر, فما احـد يـحـس لك ركزا إن واقعا او طائرا, فأفنان الدوح محرم على الطيور من كل جنس إذا كانت تأتي من كل حدب وصوب .
سوف ترى إذا انجلى الغبار * * أفـــرس تـحتك أم حمار
إننا نحاول أن لا نرد على مقالك إلا في بعض من هذه النقاط و نغض من الطرف عن اغلبها من لذع القذى, و وخز السفا, لأننا لا نريد أن نتتبع كل تحططك من باب رفع الالتباس فقط عن ضعفاء العقول خوف الاغترار بما يحويه مقالك وحالنا مع ما كتبته على حد قول القائل :
إذا وقع الذباب على طعام* *رفعت يدي و نفسي تشتهيه
إن مقالك هذا لم يخل من مقال يشير باثات الصفات الذميمة لصاحبه وعدم التخلق بأدنى خلق إسلامي فصامت هذا المقال يصف ما ينطوي عليه كشح صاحبه من حقد دفين لدعوات صحيحة سليمة, وبغض لأناس هـمهم المنافحة عن مباديء الشرع القويم والذود عن سنن النبي المصطفى صلى الله عـليه و سلم ,و من هو قائل في هذاالمقال يتطاول على الأئمة الأخيار من علماء السنة و الدعوة السنية الأصيلة التي أكلها دائم وفرعها في السماء :
هي الشمس و مسكنها في السماء * * فــلـن تستطيع إليك الــنـزول
ولن تســـتــطيع إلـيها الــصـعـــود * * فـعــز الـفؤاد عزاء جـمـيلا
فصاحب هذا المقال من خلال ما كتب يظهر على مقاله التوجع والتململ أجاءه المخاض إلى جذع الفضح والتفضيح فأنتج نسل لقاح من سفاح بما أتى به من ازدواجية معارف وأفكار دخيلة يتبناها ويؤيــدها تـبدو حافـلة فـي مـقاله, بعبارات تهزها المؤاخذة هزا في عدة مواضع منها: البعيدة عن الذوق العــربي السليم مـن الـتحريف والانتحال,و منها الخارجة عن الألفاظ الاصطلاحية الشرعية المناقضة للسياق القرآني والحديثي و اللغوي التراثي. فهذا كله يحرم صاحبه من الرؤية الواضحة الأصيلة,ويظهر ذلك جليا في القالب اللغوي الذي اتخذه لمسناه في قوله: (لعبت دورا ) والمناسب للغتنا أن يقال : ـ أدت عملاـ وهذا قليل من قليل على سبيل المثال لا الحصر ضف إلى ما جند به نفسه وأجرى قلمه في مسالك ضيقة أملاها عليه أدبـه , و خلقه , بما اتخذه من مواقف عدوانية إزاء الكتب الدينية السنية بوصفه إياها بالخروقات الخطيرة و انها تهدد مستقبل الحركة الفكرية والثقافية, نعم إنها تهدد فـن الموسيقى والسماع المحرم و الرقص و الحركات العضويةلا الحركات التكنولوجيا ,و الفكر الغربي والاستشراقي الغريب عن أصالتنا المعادي لكل ما هو أصيل, كما يظهر ذلك جليا في عباراته من تأثره و تشبعه بها و تخوفه من السنن, ولأول وهلة يتبادرالى كل ذهن أن هذا المقال يتميز باختفاء كل قـيـد لانتفاء الأصيل, بحيث لما استقرينا كلامه تحققـنا محصوله فوجدناه حقيرا قال إمام الأئمة ابن القيم :
باتـــوا بأقـــوال إذا حــصـلــتها * * سـمـعـت ضــحــكة هـازل مـجان
هذا جزاء المعرضين عن الهدى * * متعـوضـين زخـارف الــهــــذيان
فاستوثقنا من صاحب ,أن ديدن المحجوب المبهوت لا يبقى له متمسك بـدليل و لا حتى متشبث بأمارة و لا إقـناع أن يرمـي لفرط الحيرة والعجز و ضعف المحل بدفع الواضح وإنكارا لمستقيم والتعويل على المكابرة والمغالطة إذا لم يجد سوى ذلك معولا رغم أن الله أباء الناس نعما من الفطرة لكن هنا لم تسعها المــــعــاطـن:
خليطان بـيـنهما مـئـرة * * يـبـيئان في معـطن ضيق
أما وقوعـه تحت وطـأة الـتقليد لشيوخه فهذا له شأن آخر, فانه باندراجه تحت ضغط التعـصب والتقليد الأعمى الذي يجعله يقلقل لهاة الهذيان من ضغم لجام أفكار من يقلد تقلقلا تمجه الأسماع, فضلا عن تعارض عبارات مقاله و تناقض معانيها , وتضاد مقاصدها . فنمثله كجلد النعل في تلقي الضغط من تحت القدم فيقول القدم : طق طق فيجيبه الجلد تحت الوطأة: قط قط , لكن النعل لما صنعت من صنع صانع قدرت في التقطيع يـمـناها على غير حـذو يسراها فأخـذت الرجل الأولى في سيرها خطوة مشرقة والأخرى خــطوة مــغـربة, و العجب العجاب أن الطرق تفرقت, فانشطرت نفس صاحب انشطارا وانقسمت نفوسا, فتناقضت, وتـعارضت, و نفرت نفورا, فتداعت أركانها وعبثت بها الأهواء قال الإمام ابن الــقـيم :
فإذا استغثت أغثت بالجلد الذي * * قد طرقــوه كــمــثل طـرق نـعــال
فيقول طق فتقول قط فتعارضـا * * و يكون قــول الجـلــد ذا إعـــمال
فأجارك الرحمن من ضرب و من * * عرض و من كذب و سوء مــقال
لقدا ألفيناك ـ أخا الغفلات ـ انقطعت جميع الصلات بينك و بين كل أصيل وتبخرت ثقافتك الدينية وبدت ضئيلة عليها الإعياء كما عييت ببيضتها الحمامة أن تضع بيضتها و تأمن عليهالان مقالك شرود يرعى هنا وهنالك بما توحيه عباراته بطفراتك الانفعالية حسبما يبدو لناظر انك تعتمد في تحرير مقالك على جمع خليط مبني على رواسب فكرية بدت من خلال العبارات تغبش تصورك لحقائق الدين وتطمس معالمه.
إن الحمد لله نحمده ونستعـينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعــمالــنا من يـهـده الله فلا مضل له و من يضـلل فلا هادي له , و اشهد أن لا اله إلا الله و حده لاشــريــك لـه و اشهد أن محمدا عبده و رسوله أما بعــد :
لــقـــد طالعــتنا جريـــدة الــشــــروق اليومي في عددها : 2213 المؤرخ فـي: 02 صفر 1429 هـ
الموافق لـ:09/02/2008 م , مقـــالا , بعنوان :( ذبح عقول الأمة على عتبة معرض القاهرة للكتاب) لصاحبه و لــيـد عـرفـــات الــذي خاض من خلاله في عدة نواحي, نـتـناول ذكر بعض جوانبها على سـبيل الاخـتـصار, و نعرض الصـفـح عن اغلبها و ذلك كالتالي :
تحدث في الفقرة الأولـى:بان المعرض تضمن العديد من الأنشطة منها ندوة دولية على مدار ثلاثة أيام بالتـنسيق مـع معرض لـندن الدولي للكتاب لمناقشة حقوق النشروالتأليف بين دورالنشر العالمية ثم أردف في الفـقرات الموالية بتعرضه في الكلام عن السينـما و كليةالفنون كما تحدث عن مشاركة روسيا ورومانيا لأول مرة بنتاجاتهما الأدبية في هذا المعرض , وذكر انه تم من خلال هذا المعرض تخصيص العديد من المحاورمنها النشاط الثقافي والأدبي والفني والموسيقي . ثم ذكر أن الدورة الحالية من المعرض شهدت على غير العادة خروقات كما سماها خطيرة تهدد مستقبل الحركة الثقافية والفكرية في مصر و ذكر أن تلك الظاهرة هي ظاهر الاتجار بالدين التي تقودها دورالنشرالسعودي ثم ذكر أن أرقاما مخيفة سجلت في مـبيعات الكـتاب الديني الوهـابي وأردف قائلا انه أثناء تجوله بأروقة المعرض لا حظ ثلاثة أجنحة كبيرة اختيرت لدور النشر السعودي قائلا انه أصبح واضحا أن ريالات النفط لعبت دورا كبيرا في هذا الاستحواذ الجائر و شراء الذمم واصفا إياها بصكوك الغفران و راح يخترق قصصا من لدن نفسه بأنه شاهد حوارا دار بين رجل وامرأته بأروقة المعرض باستيائهما من هذه الكتبالوافدة من ارض السعودية واللذان انخدعا بهذه الكتب حسب قوله والتي كان عليها الإقبال الكبير من طرف الزبائن مقابل ترك الكتب التي يبجلها مبقاة على كسادها حسبما جاء في قوله, في حين آخر راح يعدد مديحه لشيوخه الذين يمجدهم ببالغ الإطراء مقابل ذم شيوخ الدعوة السنية الصحيحة واصفا إياهم بعلماء الــــبــلاط .
أيها المحسوب على الدين بعبئك الثقيل على كاهل الأمة أنت وغيرهم ممن تقتدي بهم الذين وقفوا حجـرعــثـرة في ســبـيل فلاح الأمة وهذه شنشنة نعرفها من اخزم على مدى الأزمان و ها نحن على الأثر.
أيها الوافد كما وفدت بعض الكتب من الدول الأجنبية على المعرض, و يا قرة أعين كل عدو للدين, فيهم ما يسوء الصديق و يسرالاعادي , يا خفيفا دون وزن النقيرلا ينوء بثقل حق الاحقاء, و يا ثقيلا ثقله لا يقبل الانتقال كثقل ثـبـيـرعلى القلوب, مثقل بتثبيط عمل العاملين الأخيار,فلسوف تنزح إن عاجلا أو آجلا بجناية نفسك عليك كما جنت براقش على قومها وما ترك الحق احد غير مبال بالانتفاع به إلا و ابتلي بالباطل محاطا بمضاره وأسقامه , فانك كسفاة في موازين القلوب , فقع على ما شئت أن تقع, وطر متى شئت أن تطر, فما احـد يـحـس لك ركزا إن واقعا او طائرا, فأفنان الدوح محرم على الطيور من كل جنس إذا كانت تأتي من كل حدب وصوب .
سوف ترى إذا انجلى الغبار * * أفـــرس تـحتك أم حمار
إننا نحاول أن لا نرد على مقالك إلا في بعض من هذه النقاط و نغض من الطرف عن اغلبها من لذع القذى, و وخز السفا, لأننا لا نريد أن نتتبع كل تحططك من باب رفع الالتباس فقط عن ضعفاء العقول خوف الاغترار بما يحويه مقالك وحالنا مع ما كتبته على حد قول القائل :
إذا وقع الذباب على طعام* *رفعت يدي و نفسي تشتهيه
إن مقالك هذا لم يخل من مقال يشير باثات الصفات الذميمة لصاحبه وعدم التخلق بأدنى خلق إسلامي فصامت هذا المقال يصف ما ينطوي عليه كشح صاحبه من حقد دفين لدعوات صحيحة سليمة, وبغض لأناس هـمهم المنافحة عن مباديء الشرع القويم والذود عن سنن النبي المصطفى صلى الله عـليه و سلم ,و من هو قائل في هذاالمقال يتطاول على الأئمة الأخيار من علماء السنة و الدعوة السنية الأصيلة التي أكلها دائم وفرعها في السماء :
هي الشمس و مسكنها في السماء * * فــلـن تستطيع إليك الــنـزول
ولن تســـتــطيع إلـيها الــصـعـــود * * فـعــز الـفؤاد عزاء جـمـيلا
فصاحب هذا المقال من خلال ما كتب يظهر على مقاله التوجع والتململ أجاءه المخاض إلى جذع الفضح والتفضيح فأنتج نسل لقاح من سفاح بما أتى به من ازدواجية معارف وأفكار دخيلة يتبناها ويؤيــدها تـبدو حافـلة فـي مـقاله, بعبارات تهزها المؤاخذة هزا في عدة مواضع منها: البعيدة عن الذوق العــربي السليم مـن الـتحريف والانتحال,و منها الخارجة عن الألفاظ الاصطلاحية الشرعية المناقضة للسياق القرآني والحديثي و اللغوي التراثي. فهذا كله يحرم صاحبه من الرؤية الواضحة الأصيلة,ويظهر ذلك جليا في القالب اللغوي الذي اتخذه لمسناه في قوله: (لعبت دورا ) والمناسب للغتنا أن يقال : ـ أدت عملاـ وهذا قليل من قليل على سبيل المثال لا الحصر ضف إلى ما جند به نفسه وأجرى قلمه في مسالك ضيقة أملاها عليه أدبـه , و خلقه , بما اتخذه من مواقف عدوانية إزاء الكتب الدينية السنية بوصفه إياها بالخروقات الخطيرة و انها تهدد مستقبل الحركة الفكرية والثقافية, نعم إنها تهدد فـن الموسيقى والسماع المحرم و الرقص و الحركات العضويةلا الحركات التكنولوجيا ,و الفكر الغربي والاستشراقي الغريب عن أصالتنا المعادي لكل ما هو أصيل, كما يظهر ذلك جليا في عباراته من تأثره و تشبعه بها و تخوفه من السنن, ولأول وهلة يتبادرالى كل ذهن أن هذا المقال يتميز باختفاء كل قـيـد لانتفاء الأصيل, بحيث لما استقرينا كلامه تحققـنا محصوله فوجدناه حقيرا قال إمام الأئمة ابن القيم :
باتـــوا بأقـــوال إذا حــصـلــتها * * سـمـعـت ضــحــكة هـازل مـجان
هذا جزاء المعرضين عن الهدى * * متعـوضـين زخـارف الــهــــذيان
فاستوثقنا من صاحب ,أن ديدن المحجوب المبهوت لا يبقى له متمسك بـدليل و لا حتى متشبث بأمارة و لا إقـناع أن يرمـي لفرط الحيرة والعجز و ضعف المحل بدفع الواضح وإنكارا لمستقيم والتعويل على المكابرة والمغالطة إذا لم يجد سوى ذلك معولا رغم أن الله أباء الناس نعما من الفطرة لكن هنا لم تسعها المــــعــاطـن:
خليطان بـيـنهما مـئـرة * * يـبـيئان في معـطن ضيق
أما وقوعـه تحت وطـأة الـتقليد لشيوخه فهذا له شأن آخر, فانه باندراجه تحت ضغط التعـصب والتقليد الأعمى الذي يجعله يقلقل لهاة الهذيان من ضغم لجام أفكار من يقلد تقلقلا تمجه الأسماع, فضلا عن تعارض عبارات مقاله و تناقض معانيها , وتضاد مقاصدها . فنمثله كجلد النعل في تلقي الضغط من تحت القدم فيقول القدم : طق طق فيجيبه الجلد تحت الوطأة: قط قط , لكن النعل لما صنعت من صنع صانع قدرت في التقطيع يـمـناها على غير حـذو يسراها فأخـذت الرجل الأولى في سيرها خطوة مشرقة والأخرى خــطوة مــغـربة, و العجب العجاب أن الطرق تفرقت, فانشطرت نفس صاحب انشطارا وانقسمت نفوسا, فتناقضت, وتـعارضت, و نفرت نفورا, فتداعت أركانها وعبثت بها الأهواء قال الإمام ابن الــقـيم :
فإذا استغثت أغثت بالجلد الذي * * قد طرقــوه كــمــثل طـرق نـعــال
فيقول طق فتقول قط فتعارضـا * * و يكون قــول الجـلــد ذا إعـــمال
فأجارك الرحمن من ضرب و من * * عرض و من كذب و سوء مــقال
لقدا ألفيناك ـ أخا الغفلات ـ انقطعت جميع الصلات بينك و بين كل أصيل وتبخرت ثقافتك الدينية وبدت ضئيلة عليها الإعياء كما عييت ببيضتها الحمامة أن تضع بيضتها و تأمن عليهالان مقالك شرود يرعى هنا وهنالك بما توحيه عباراته بطفراتك الانفعالية حسبما يبدو لناظر انك تعتمد في تحرير مقالك على جمع خليط مبني على رواسب فكرية بدت من خلال العبارات تغبش تصورك لحقائق الدين وتطمس معالمه.