kawthar-Star
2010-09-22, 15:19
موقع العرب و أقوامها :
موقع العرب :
العرب لغة : الصحاري و القفار والأرض المجدبة التي لا ماء فيها و لا نبات . وقد أطلق هذا اللفظ منذ أقدم العصور على جزيرة العرب . كما أطلق على قوم قطنوا تلك الأرض واتخذوها موطنا لهم .
و جزيرة العرب يحدها غربا البحر الأحمر و شبه جزيرة سيناء ، و شرقا الخليج العربي و جزء كبير من بلاد العراق الجنوبية ، و جنوبا بحر العرب الذي هو امتداد لبحر الهند ، وشمالا بلاد الشام وجزء من بلاد العراق على اختلاف في بعض هذه الحدود ، و تقدر مساحتها ما بين مليون ميل مربع إلى مليون وثلاثمائة ألف ميل مربع .
و الجزيرة لها أهمية بالغة من حيث موقعها الطبيعي و الجغرافي فأما باعتبار وضعها الداخلي فهي محاطة بالصحاري و الرمال من كل جانب و من أجل هذا الوضع صارت الجزيرة حصنا منيعا لا يسمح للأجانب أن يحتلوها و يبسطوا عليها سيطرتهم و نفوذهم .
ولذلك نرى سكان الجزيرة أحرارا في جميع الشؤون منذ أقدم العصور ، مع أنهم كانوا مجاورين لإمبراطوريتين عظيمتين لم يكونوا يستطيعون دفع هجماتها لولا هذا السد المنيع .
و أما بالنسبة للخارج إلى الخارج فإنها تقع بين القارات المعروفة في العلم القديم . و تلتقي بها برا و بحرا . فإن ناحيتها الشمالية الغربية باب للدخول في قارة أفريقية ، و ناحيتها الشمالية الغربية باب للدخول في قارة أفريقية ، و ناحيتها الشمالية الشرقية مفتاح لقارة أوربا ، و الناحية الشرقية تفتح أبواب العجم و الشرق الأوسط و الأدنى .و تفضي إلى الهند و الصين و كذلك نلنقي كل قارة بالجزيرة بحرا ، و ترسي سفنها و بواخرها على ميناء الجزيرة رأسا. ولأجل هذا الوضع الجغرافي كان شمال الجزيرة وجنوبها مهبطا للأمم و مركزا لتبادل التجارة ، والثقافة ، والديانة والفنون .
أقوام العرب :
و أما أقوام العرب فقد قسمها المؤرخون إلى ثلاثة أقسام بحسب السلالات التي ينحدرون منها :
1-العرب البادئة: و هم العرب القدامى الذين لم يكن الحصول على تفاصيل كافية عن تاريخهم ، مثل : عاد وثمود وطمس و جديس و عملاق وغيرها .
2 العرب العابة: وهم العرب المنحدرة من صلب يعرب بن يشجب بن قحطان ، وتسمى بالعرب القحطانية .
3- العرب المستعربة : وهي العرب المنحدرة من صلب إسماعيل ونسمى بالعرب العدنانية .
أما العرب العاربة – وهي شعب قحطان – فمهدها بلاد اليمن ، وقد تشعبت قبائلها وبطونها فاشتهرت منها قبيلتان :
أ - حمير ، وأشهر بطونها زيد الجمهور ، و قضاعة ، و السكاسك .
ب – كهلان ، و أشهر بطونها همدان ، أنمار، طيء ، مذحج ، كندة ، لخم ، جذام ، الأزد ، الأوس ، الخزرج ، أولاد جفنة ملوك الشام .
و هاجرت بطون كهلان عن اليمن ، وانتشرت في أنحاء الجزيرة ، و كانت هجرة معظمهم قبيل سيل العرم حين فشلت تجارتهم ، لضغط الرومان وسيطرتهم على الطريق التجارة البحرية ، و ﺇفسادهم طرق البر بعد احتلالهم بلاد مصر والشام .
و لا غرو فقد كانت منفسة بين بطون كهلان و بطون حمير أدت ﺇلى جلاء كهلان ، ويشير ﺇى ذلك بقاء حمير مع جلاء كهلان .
ويمكن تقسيم المهاجرين من بطون كهلان ﺇلى أربعة أقسام :
1 – الأزد : و كانت هجرتهم على رأي سيدهم و كبيرهم عمران بن عمرو مزيقباء .
فسارو ينتقلون في بلاد اليمن و يرسلوها الرواد ، ثم سارو بعد ذلك ﺇلى الشمال . وهاك تفصيل الأماكن التي سكنوا فيها بعد الرحلة نهائيا : عطف ثعلبة بن عمرو من الأزد نحو الحجاز ، فأقام بين الثعلبية و ذي قار ،ولما كبر ولده و قوي ركنه سار نحو المدينة فأقام بها واستوطنها : ومن ابنا ثعلبة هذا : الأوس و الخزرج ،ابنا حارثة بن ثعلبة .
وا نتقل منهم حارثة بن عمرو – وهو خزاعة – و بنوه في ربوع الحجاز ، حتى نزلوا بمر الظهران ، ثم افتتحوا الحرم فقطنو مكة و أجلو سكانها الجراهمة .
ونزل عمران بن عمرو في عمان ، واستوطنها هو و بنوه ، وهم ازد عمان ، و أقامت قبائل لفر بن الأزد بتهامة وهم أزد شنوءة .
2 – لخم وجذام : و كان في اللخمين نصر بن ربيعة أبو الملوك المناذرة بالحيرة .
3 – بنو طيء : ساروا بعد مسير الازد نحو الشمال حتى نزلوا بالجبلين أجا و سلمى ، و اقاموا هناك ، حتى عرف الجبلان بجبلي طيء .
4 – كندة : نزلوا بالبحرين ، ثم اضطروا ﺇلى مغادرتها فنزلو بحضرموت ، ولاقوا هناك مالاقوا بالبحرين ، ثم نزلوا نجد ، و كونوا هناك حكومة كبيرة الشأن و لكنها سرعان مافنيت و ذهبت آثارها .
وهناك قبيلة من حمير مع اختلاف نسبها ﺇليه – وهي قضاعة – هجرت اليمن واستوطنت بادية السماوة من مشارف العراق .
و أما العرب المستعربة فأصل جدهم الأعلى – وهو سيدنا ابراهيم عليه السلام – من بلاد العراق ،ومن بلدة يقال لها ((أر )) على الشاطئ الغربي من نهر الفرات ، بالقرب من الكوفة ، وقد جاءت الحفريات و التقنيات بتفاصيل واسعة عن هذه البلدة و عن أسرة ﺇبراهيم عليه السلام ،و عن الأحوال الدينية و الاجتماعية في تلك البلاد .
و علوم أن ابراهيم عليه السلام هاجر منها ﺇلى حاران أو حران ، ومنها ﺇلى فلسطين ، فاتخذها قاعدة لدعوته ،وكانت له جولات في أرجاء هذه البلاد و غيرها وقدم مرة ﺇلى مصر ،وقد حاول فرعون مصر كيدا و سوءا بزوجته سارة ولكن الله رد كيده في نحره ، و عرف فرعون ما لسارة من صلة قوية بالله حتى خدمها ابنته هاجر ، اعترافا بفضلها و زوجتها سارة ابراهيم .
ورجع ابراهيم ﺇلى فلسطين ، ورزقه الله من هاجر ﺇسماعيل ، وغارت سارة حتى ألجأت ابراهيم ﺇلى نفي هاجر مع ولدها الصغير - ﺇسماعيل – فقدم بها ﺇلى الحجاز ، و أسكنها بواد ذي غير زرع عند بيت الله الحرام الذي لم يكن ﺇذ ذاك ﺇلا مرتفعا من الأرض كالرابية ، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه و شماله ، فوضعهما عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ احد وليس بها ماء . فوضع عندهم جرابا فيه تمر ، وسقاء فيه ماء ، و رجع ﺇلى فلسطين ، ولم تمض أيام حتى نفذ الزاد والماء ، وهناك تفجرت بئر زمزم بفضل الله ، فصارت قوتا لهما و بلاغا ﺇلى حين ، والقصة معروفة بطولها .
وجاءت قبيلة يمانية – وهي جرهم الثانية – فقطنت مكة بإذن أم ﺇسماعيل يقال أنهم كانوا قبل ذلك في الأودية بأطراف مكة . وقد صرحت راوية البخاري أنه نزلوا مكة بعد إسماعيل ، وقبل أن يشب ، و ﺇنهم كانوا يمرون بهذا الوادي قبل ذلك . وقد كان ابراهيم يرحل ﺇلى مكة بين آونة وأخرى ليطالع تركته ، و لا يعلم كم كانت هذه الرحلات ، ﺇلا أن المصادر التاريخية حفظت أربعة منها . فقد ذكر الله تعالى في القرآن أنه أرى ﺇبراهيم في المنام يذبح ﺇسماعيل فقام بامتثال هذا الأمر .كما أشارت إليه الآية 103 إلى 107 من سورة الصافات .
و قد ذكر في سفر التكوين أن ﺇسماعيل كان أكبر من ﺇسحاق بثلاث عشرة سنة ، و سياق القصة يدل على أنها وقعت قبل ميلاد ﺇسحاق ، لأن البشارة بإسحاق ذكرت بعد سرد القصة بتمامها .
وهذه القصة تتضمن رحلة واحدة – على الأقل – قبل أن يشب ﺇسماعيل ، أما الرحلات الثلاث الأخر فقد رواها البخاري بطولها عن ابن عباس مرفوعا وملخصها أن إسماعيل لما شب وتعلم العربية من جرهم ، و أنفسهم و أعجبهم زوجوه امرأة منهم ،و ماتت أمه ،و بدا لإبراهيم أن يطالع تركته فجاء بعد هذا التزوج ، فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته عنه و عن أحوالها ، فشكت ﺇليه ضيق العيش فأوصاها أن تقول لإسماعيل أن يغير عتبة بابه ، وفهم إسماعيل ما أراد أبوه ، فطلق امرأته تلك وتزوج امرأة أخرى ، وهي ابنة مضاض بن عمرو كبير جدهم وسيدهم .
وجاء ابراهيم مرة أخرى بعد هذا التزوج الثاني فلم يجد إسماعيل فرجع الى فلسطين بعد أن سأل زوجته عنه وعن أحوالهما فأثنت عن الله ، فأوصى إلى إسماعيل أن يثبت عتبة بابه .
وجاء مرة ثانية فلقي إسماعيل وهو يبري نبلا له تحت دوحة قريب من زمزم فلما رآه قام اليه فصنع كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد ، وكان لقائهما بعد فترة طويلة من الزمن ، قلما يصبر فيها الأب الكبير الأواه العطوف عن ولده ، الولد البار الصالح الراشد عن أبيه وفي هذه المرة بنيا الكعبة ،ورفعا قواعدها ،و أذن ابراهيم في الناس بالحج كما أمره الله .
وقد رزق الله إسماعيل من ابنة مضاض اثني عشرة ولدا ذكرا و هم : --نابت (أو قيدار)- - بنالوط - - قيدار - - أدبائيل - -مبشام - -مشماع - - دوما - -ميشا - -حدد - - يتما - -يطور - - نفيس - - قيدمان - ،و تشعبت من هؤلاء اثنا عشرة قبيلة ، سكنت كلها في مكة مدة ، وكانت جل معيشتهم التجارة من بلاد اليمن إلى بلاد الشام و مصر ثم انتشرت هذه القبائل في أرجاء الجزيرة بل والى خارجها .ثم أدرجت أحوالهم في غياهب الزمان ، إلا أولاد نابت و قيدار .
و قد ازدهرت حضارة الأنباط في شمال الحجاز وكونوا حكومة قوية دان لها من بأطرافها ، واتخذوا البطراء عاصمة لهم ، ولم يكن يستطيع مناوأتهم أحد حتى جاء الرومان فقضوا عليهم ، و بعد البحث الأنيق و التحقيق و التدقيق فقد رجح إلى أن ملوك آل غسان وكذا الأنصار من الأوس و الخزرج لم يكونو من آل قحطان ، و انما كانوا من آل نابت بن إسماعيل ، و بقاياهم في تلك الديار .
و أما قيدار بن إسماعيل فلم يزل أبناؤه بمكة يتناسلون هناك حتى كان منهم عدنان وولده معد ، و منه حفظت العرب العدنانية أنسابها . و عدنان هو الجد الحادي والعشرون في سلسلة النسب النبوي ، وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان ﺇذا انتسب فبلغ عدنان يمسك و يقول : كذب النسابون ، فلا يتجاوزه . و ذهب جمع من العلماء إلى جواز رفع النسب فوق عدنان ، مضعفين للحديث المشار إليه ، و قالوا ﺇن بين عدنان و بين ﺇبراهيم عليه السلام أربعين أبا بالتحقيق الدقيق ز وقد تفرغت بطون معد من ولده نزار – قيل لم يكن لمعد ولد غيره – فكان لنزار أربعة أولاد ، تشعبت منهم أربعة قبائل عظيمة : - ﺇياد - - أنمار - - ربيعة - - مضر ، وهذان الأخيران هما اللذان كثرت بطونهما و اتسعت أفخاذهما ، فكان من ربيعة : أسد بن ربيعة ،و عنزة ، و عبد القيس ، و ابنا وائل – بكر و تغلب – و حنيفة و غيرها .
و تشعبت قبائل مضر إلى شعبتين عظيمتين : قيس عيلان بن مضر ، و بطون ﺇلياس بن مضر . فمن قيس عيلان : بنو سليم ،بنو هوازن ، بنو غطفان ، و من غطفان : عبس وذبيان و أشجع و غني بن أعصر .
و من ﺇلياس بن مضر : تميم بن مرة ،هذيل بن مدركة ، بنو أسد بن خزيمة و بطون كنانة بن خزيمة ، ومن كنانة : قريش ،و هم أولاد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، وانقسمت قريش ﺇلى قبائل شتى ، من أشهرها : جمح ، سهم ، عدي ، مخزوم ، تيم ، زهرة ، و بطون قصي بن كلاب ، وهي عبد الدار بن قصي ، و أسد بن عبد العزيز بن قصي ، و عبد مناف بن قصي .
و كان من عبد مناف أربعة فصائل : عبد شمس ، نوفل ، المطلب ، هاشم وبيت هاشم هو الذي اصطفى الله منه سيدنا محمد بن عبد المطلب بن هاشم صلى الله عليه وسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم ((ﺇن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ، و اصطفاني من بني هاشم )) .
و لما تكاثر أولاد عدنان تفرقوا في أنحاء شتى من بلاد العرب ، متتبعين مواقع القطر و منابت العشب ز
فهاجرت عبد القيس ، و بطون من بكر بن وائل ، وبطون من نميم ﺇلى البحرين فأقاموا بها .
و خرجت بنو حنيفة بن صعب بن علي بن بكر ﺇلى اليمامة فنزلوا بحجر ، قصبة اليمامة ، وأقام سائر بكر بن وائل في طول الأرض من اليمامة ﺇلى البحرين ﺇلى سيف كاظمة ﺇلى البحر ، فأطراف سواد العراق ، فالأبلة فهيت .
و أقامت تغلب بالجزيرة الفراتية ، و منها بطون كانت تساكن بكرا . و سكنت بنو تميم ببادية البصرة . و أقامت بنو سليم بالقرب من المدينة ﺇلى حد الجبلين ،ﺇلى ما ينتهي ﺇلى الجرة .
وسكنت ثقيف بالطائف ، و هوازن في شرقي مكة بنواحي أوطاس ، و هي على الجادة بين مكة والبصرة .
وسكنت بنو أسد شرقي تيماء و غربي الكوفة ، بينهم وبين تيماء ديار بحتر من طيء ، و بينهم وبين الكوفة خمسة ليال .
و سكنت ذبيان بالقرب من تيماء ﺇلى الحوران .
و بقية بتهامة بطون كنانة ،و أقام بمكة وضواحيها بطون قريش ، و كانوا متفرقين لا تجمعهم جامعة حتى نبغ فيهم قصي بن كلاب ، فجمعهم ، و كون لهم وحدة شرفتهم و رفعت من أقدارهم.
نرجو أن يكون هذا البحث من صالح أعمالنا و لمن ارد التوسع اكثر ومعرفة المزيد الحكم والامارة في العرب و الكثير من المعارف الأجواء التي سادت قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد مولده عليه الصلاة والسلام و الغزوات وغيرها فاليترك لنا طلبه أو البحث الذي يريده مع ذكر العناصر المرادة فبعون الله ان شاء الله لن نبخل عليه من فضل الله كما أن المعلومات السالفة الذكر لم تنسخ من موقع آخر للأنترنت بل هي من الكتاب الفائز بالجائزة الأولى في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام و من نأليف فضيلة الشيخ صفي الرحمان المبار كفوري ونرجو من الله أن يوفق الجميع في مبتغاهم الصالح.
أختكم كوثر:19:
موقع العرب :
العرب لغة : الصحاري و القفار والأرض المجدبة التي لا ماء فيها و لا نبات . وقد أطلق هذا اللفظ منذ أقدم العصور على جزيرة العرب . كما أطلق على قوم قطنوا تلك الأرض واتخذوها موطنا لهم .
و جزيرة العرب يحدها غربا البحر الأحمر و شبه جزيرة سيناء ، و شرقا الخليج العربي و جزء كبير من بلاد العراق الجنوبية ، و جنوبا بحر العرب الذي هو امتداد لبحر الهند ، وشمالا بلاد الشام وجزء من بلاد العراق على اختلاف في بعض هذه الحدود ، و تقدر مساحتها ما بين مليون ميل مربع إلى مليون وثلاثمائة ألف ميل مربع .
و الجزيرة لها أهمية بالغة من حيث موقعها الطبيعي و الجغرافي فأما باعتبار وضعها الداخلي فهي محاطة بالصحاري و الرمال من كل جانب و من أجل هذا الوضع صارت الجزيرة حصنا منيعا لا يسمح للأجانب أن يحتلوها و يبسطوا عليها سيطرتهم و نفوذهم .
ولذلك نرى سكان الجزيرة أحرارا في جميع الشؤون منذ أقدم العصور ، مع أنهم كانوا مجاورين لإمبراطوريتين عظيمتين لم يكونوا يستطيعون دفع هجماتها لولا هذا السد المنيع .
و أما بالنسبة للخارج إلى الخارج فإنها تقع بين القارات المعروفة في العلم القديم . و تلتقي بها برا و بحرا . فإن ناحيتها الشمالية الغربية باب للدخول في قارة أفريقية ، و ناحيتها الشمالية الغربية باب للدخول في قارة أفريقية ، و ناحيتها الشمالية الشرقية مفتاح لقارة أوربا ، و الناحية الشرقية تفتح أبواب العجم و الشرق الأوسط و الأدنى .و تفضي إلى الهند و الصين و كذلك نلنقي كل قارة بالجزيرة بحرا ، و ترسي سفنها و بواخرها على ميناء الجزيرة رأسا. ولأجل هذا الوضع الجغرافي كان شمال الجزيرة وجنوبها مهبطا للأمم و مركزا لتبادل التجارة ، والثقافة ، والديانة والفنون .
أقوام العرب :
و أما أقوام العرب فقد قسمها المؤرخون إلى ثلاثة أقسام بحسب السلالات التي ينحدرون منها :
1-العرب البادئة: و هم العرب القدامى الذين لم يكن الحصول على تفاصيل كافية عن تاريخهم ، مثل : عاد وثمود وطمس و جديس و عملاق وغيرها .
2 العرب العابة: وهم العرب المنحدرة من صلب يعرب بن يشجب بن قحطان ، وتسمى بالعرب القحطانية .
3- العرب المستعربة : وهي العرب المنحدرة من صلب إسماعيل ونسمى بالعرب العدنانية .
أما العرب العاربة – وهي شعب قحطان – فمهدها بلاد اليمن ، وقد تشعبت قبائلها وبطونها فاشتهرت منها قبيلتان :
أ - حمير ، وأشهر بطونها زيد الجمهور ، و قضاعة ، و السكاسك .
ب – كهلان ، و أشهر بطونها همدان ، أنمار، طيء ، مذحج ، كندة ، لخم ، جذام ، الأزد ، الأوس ، الخزرج ، أولاد جفنة ملوك الشام .
و هاجرت بطون كهلان عن اليمن ، وانتشرت في أنحاء الجزيرة ، و كانت هجرة معظمهم قبيل سيل العرم حين فشلت تجارتهم ، لضغط الرومان وسيطرتهم على الطريق التجارة البحرية ، و ﺇفسادهم طرق البر بعد احتلالهم بلاد مصر والشام .
و لا غرو فقد كانت منفسة بين بطون كهلان و بطون حمير أدت ﺇلى جلاء كهلان ، ويشير ﺇى ذلك بقاء حمير مع جلاء كهلان .
ويمكن تقسيم المهاجرين من بطون كهلان ﺇلى أربعة أقسام :
1 – الأزد : و كانت هجرتهم على رأي سيدهم و كبيرهم عمران بن عمرو مزيقباء .
فسارو ينتقلون في بلاد اليمن و يرسلوها الرواد ، ثم سارو بعد ذلك ﺇلى الشمال . وهاك تفصيل الأماكن التي سكنوا فيها بعد الرحلة نهائيا : عطف ثعلبة بن عمرو من الأزد نحو الحجاز ، فأقام بين الثعلبية و ذي قار ،ولما كبر ولده و قوي ركنه سار نحو المدينة فأقام بها واستوطنها : ومن ابنا ثعلبة هذا : الأوس و الخزرج ،ابنا حارثة بن ثعلبة .
وا نتقل منهم حارثة بن عمرو – وهو خزاعة – و بنوه في ربوع الحجاز ، حتى نزلوا بمر الظهران ، ثم افتتحوا الحرم فقطنو مكة و أجلو سكانها الجراهمة .
ونزل عمران بن عمرو في عمان ، واستوطنها هو و بنوه ، وهم ازد عمان ، و أقامت قبائل لفر بن الأزد بتهامة وهم أزد شنوءة .
2 – لخم وجذام : و كان في اللخمين نصر بن ربيعة أبو الملوك المناذرة بالحيرة .
3 – بنو طيء : ساروا بعد مسير الازد نحو الشمال حتى نزلوا بالجبلين أجا و سلمى ، و اقاموا هناك ، حتى عرف الجبلان بجبلي طيء .
4 – كندة : نزلوا بالبحرين ، ثم اضطروا ﺇلى مغادرتها فنزلو بحضرموت ، ولاقوا هناك مالاقوا بالبحرين ، ثم نزلوا نجد ، و كونوا هناك حكومة كبيرة الشأن و لكنها سرعان مافنيت و ذهبت آثارها .
وهناك قبيلة من حمير مع اختلاف نسبها ﺇليه – وهي قضاعة – هجرت اليمن واستوطنت بادية السماوة من مشارف العراق .
و أما العرب المستعربة فأصل جدهم الأعلى – وهو سيدنا ابراهيم عليه السلام – من بلاد العراق ،ومن بلدة يقال لها ((أر )) على الشاطئ الغربي من نهر الفرات ، بالقرب من الكوفة ، وقد جاءت الحفريات و التقنيات بتفاصيل واسعة عن هذه البلدة و عن أسرة ﺇبراهيم عليه السلام ،و عن الأحوال الدينية و الاجتماعية في تلك البلاد .
و علوم أن ابراهيم عليه السلام هاجر منها ﺇلى حاران أو حران ، ومنها ﺇلى فلسطين ، فاتخذها قاعدة لدعوته ،وكانت له جولات في أرجاء هذه البلاد و غيرها وقدم مرة ﺇلى مصر ،وقد حاول فرعون مصر كيدا و سوءا بزوجته سارة ولكن الله رد كيده في نحره ، و عرف فرعون ما لسارة من صلة قوية بالله حتى خدمها ابنته هاجر ، اعترافا بفضلها و زوجتها سارة ابراهيم .
ورجع ابراهيم ﺇلى فلسطين ، ورزقه الله من هاجر ﺇسماعيل ، وغارت سارة حتى ألجأت ابراهيم ﺇلى نفي هاجر مع ولدها الصغير - ﺇسماعيل – فقدم بها ﺇلى الحجاز ، و أسكنها بواد ذي غير زرع عند بيت الله الحرام الذي لم يكن ﺇذ ذاك ﺇلا مرتفعا من الأرض كالرابية ، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه و شماله ، فوضعهما عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ احد وليس بها ماء . فوضع عندهم جرابا فيه تمر ، وسقاء فيه ماء ، و رجع ﺇلى فلسطين ، ولم تمض أيام حتى نفذ الزاد والماء ، وهناك تفجرت بئر زمزم بفضل الله ، فصارت قوتا لهما و بلاغا ﺇلى حين ، والقصة معروفة بطولها .
وجاءت قبيلة يمانية – وهي جرهم الثانية – فقطنت مكة بإذن أم ﺇسماعيل يقال أنهم كانوا قبل ذلك في الأودية بأطراف مكة . وقد صرحت راوية البخاري أنه نزلوا مكة بعد إسماعيل ، وقبل أن يشب ، و ﺇنهم كانوا يمرون بهذا الوادي قبل ذلك . وقد كان ابراهيم يرحل ﺇلى مكة بين آونة وأخرى ليطالع تركته ، و لا يعلم كم كانت هذه الرحلات ، ﺇلا أن المصادر التاريخية حفظت أربعة منها . فقد ذكر الله تعالى في القرآن أنه أرى ﺇبراهيم في المنام يذبح ﺇسماعيل فقام بامتثال هذا الأمر .كما أشارت إليه الآية 103 إلى 107 من سورة الصافات .
و قد ذكر في سفر التكوين أن ﺇسماعيل كان أكبر من ﺇسحاق بثلاث عشرة سنة ، و سياق القصة يدل على أنها وقعت قبل ميلاد ﺇسحاق ، لأن البشارة بإسحاق ذكرت بعد سرد القصة بتمامها .
وهذه القصة تتضمن رحلة واحدة – على الأقل – قبل أن يشب ﺇسماعيل ، أما الرحلات الثلاث الأخر فقد رواها البخاري بطولها عن ابن عباس مرفوعا وملخصها أن إسماعيل لما شب وتعلم العربية من جرهم ، و أنفسهم و أعجبهم زوجوه امرأة منهم ،و ماتت أمه ،و بدا لإبراهيم أن يطالع تركته فجاء بعد هذا التزوج ، فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته عنه و عن أحوالها ، فشكت ﺇليه ضيق العيش فأوصاها أن تقول لإسماعيل أن يغير عتبة بابه ، وفهم إسماعيل ما أراد أبوه ، فطلق امرأته تلك وتزوج امرأة أخرى ، وهي ابنة مضاض بن عمرو كبير جدهم وسيدهم .
وجاء ابراهيم مرة أخرى بعد هذا التزوج الثاني فلم يجد إسماعيل فرجع الى فلسطين بعد أن سأل زوجته عنه وعن أحوالهما فأثنت عن الله ، فأوصى إلى إسماعيل أن يثبت عتبة بابه .
وجاء مرة ثانية فلقي إسماعيل وهو يبري نبلا له تحت دوحة قريب من زمزم فلما رآه قام اليه فصنع كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد ، وكان لقائهما بعد فترة طويلة من الزمن ، قلما يصبر فيها الأب الكبير الأواه العطوف عن ولده ، الولد البار الصالح الراشد عن أبيه وفي هذه المرة بنيا الكعبة ،ورفعا قواعدها ،و أذن ابراهيم في الناس بالحج كما أمره الله .
وقد رزق الله إسماعيل من ابنة مضاض اثني عشرة ولدا ذكرا و هم : --نابت (أو قيدار)- - بنالوط - - قيدار - - أدبائيل - -مبشام - -مشماع - - دوما - -ميشا - -حدد - - يتما - -يطور - - نفيس - - قيدمان - ،و تشعبت من هؤلاء اثنا عشرة قبيلة ، سكنت كلها في مكة مدة ، وكانت جل معيشتهم التجارة من بلاد اليمن إلى بلاد الشام و مصر ثم انتشرت هذه القبائل في أرجاء الجزيرة بل والى خارجها .ثم أدرجت أحوالهم في غياهب الزمان ، إلا أولاد نابت و قيدار .
و قد ازدهرت حضارة الأنباط في شمال الحجاز وكونوا حكومة قوية دان لها من بأطرافها ، واتخذوا البطراء عاصمة لهم ، ولم يكن يستطيع مناوأتهم أحد حتى جاء الرومان فقضوا عليهم ، و بعد البحث الأنيق و التحقيق و التدقيق فقد رجح إلى أن ملوك آل غسان وكذا الأنصار من الأوس و الخزرج لم يكونو من آل قحطان ، و انما كانوا من آل نابت بن إسماعيل ، و بقاياهم في تلك الديار .
و أما قيدار بن إسماعيل فلم يزل أبناؤه بمكة يتناسلون هناك حتى كان منهم عدنان وولده معد ، و منه حفظت العرب العدنانية أنسابها . و عدنان هو الجد الحادي والعشرون في سلسلة النسب النبوي ، وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان ﺇذا انتسب فبلغ عدنان يمسك و يقول : كذب النسابون ، فلا يتجاوزه . و ذهب جمع من العلماء إلى جواز رفع النسب فوق عدنان ، مضعفين للحديث المشار إليه ، و قالوا ﺇن بين عدنان و بين ﺇبراهيم عليه السلام أربعين أبا بالتحقيق الدقيق ز وقد تفرغت بطون معد من ولده نزار – قيل لم يكن لمعد ولد غيره – فكان لنزار أربعة أولاد ، تشعبت منهم أربعة قبائل عظيمة : - ﺇياد - - أنمار - - ربيعة - - مضر ، وهذان الأخيران هما اللذان كثرت بطونهما و اتسعت أفخاذهما ، فكان من ربيعة : أسد بن ربيعة ،و عنزة ، و عبد القيس ، و ابنا وائل – بكر و تغلب – و حنيفة و غيرها .
و تشعبت قبائل مضر إلى شعبتين عظيمتين : قيس عيلان بن مضر ، و بطون ﺇلياس بن مضر . فمن قيس عيلان : بنو سليم ،بنو هوازن ، بنو غطفان ، و من غطفان : عبس وذبيان و أشجع و غني بن أعصر .
و من ﺇلياس بن مضر : تميم بن مرة ،هذيل بن مدركة ، بنو أسد بن خزيمة و بطون كنانة بن خزيمة ، ومن كنانة : قريش ،و هم أولاد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، وانقسمت قريش ﺇلى قبائل شتى ، من أشهرها : جمح ، سهم ، عدي ، مخزوم ، تيم ، زهرة ، و بطون قصي بن كلاب ، وهي عبد الدار بن قصي ، و أسد بن عبد العزيز بن قصي ، و عبد مناف بن قصي .
و كان من عبد مناف أربعة فصائل : عبد شمس ، نوفل ، المطلب ، هاشم وبيت هاشم هو الذي اصطفى الله منه سيدنا محمد بن عبد المطلب بن هاشم صلى الله عليه وسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم ((ﺇن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ، و اصطفاني من بني هاشم )) .
و لما تكاثر أولاد عدنان تفرقوا في أنحاء شتى من بلاد العرب ، متتبعين مواقع القطر و منابت العشب ز
فهاجرت عبد القيس ، و بطون من بكر بن وائل ، وبطون من نميم ﺇلى البحرين فأقاموا بها .
و خرجت بنو حنيفة بن صعب بن علي بن بكر ﺇلى اليمامة فنزلوا بحجر ، قصبة اليمامة ، وأقام سائر بكر بن وائل في طول الأرض من اليمامة ﺇلى البحرين ﺇلى سيف كاظمة ﺇلى البحر ، فأطراف سواد العراق ، فالأبلة فهيت .
و أقامت تغلب بالجزيرة الفراتية ، و منها بطون كانت تساكن بكرا . و سكنت بنو تميم ببادية البصرة . و أقامت بنو سليم بالقرب من المدينة ﺇلى حد الجبلين ،ﺇلى ما ينتهي ﺇلى الجرة .
وسكنت ثقيف بالطائف ، و هوازن في شرقي مكة بنواحي أوطاس ، و هي على الجادة بين مكة والبصرة .
وسكنت بنو أسد شرقي تيماء و غربي الكوفة ، بينهم وبين تيماء ديار بحتر من طيء ، و بينهم وبين الكوفة خمسة ليال .
و سكنت ذبيان بالقرب من تيماء ﺇلى الحوران .
و بقية بتهامة بطون كنانة ،و أقام بمكة وضواحيها بطون قريش ، و كانوا متفرقين لا تجمعهم جامعة حتى نبغ فيهم قصي بن كلاب ، فجمعهم ، و كون لهم وحدة شرفتهم و رفعت من أقدارهم.
نرجو أن يكون هذا البحث من صالح أعمالنا و لمن ارد التوسع اكثر ومعرفة المزيد الحكم والامارة في العرب و الكثير من المعارف الأجواء التي سادت قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد مولده عليه الصلاة والسلام و الغزوات وغيرها فاليترك لنا طلبه أو البحث الذي يريده مع ذكر العناصر المرادة فبعون الله ان شاء الله لن نبخل عليه من فضل الله كما أن المعلومات السالفة الذكر لم تنسخ من موقع آخر للأنترنت بل هي من الكتاب الفائز بالجائزة الأولى في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام و من نأليف فضيلة الشيخ صفي الرحمان المبار كفوري ونرجو من الله أن يوفق الجميع في مبتغاهم الصالح.
أختكم كوثر:19: