أفنان سارة
2008-05-18, 17:09
ستون عاما تمر على النكبة العربية – لا الفلسطينية – وهاهم العرب يقفون لتذكر النكبة وهم لا يمتلكون سوى عبارات الأسف والحزن عمّا ضاع، في حين يحتفل الصهاينة باليوم الذي نهبوا فيه الأرض وسلبوا الأرواح البريئة بحضور محقق الحرية وناشر الديموقراطية رئيس الولايات المتحدة التخريبية – عفوا – الأمريكية.
سي بوش الذي جاء على الطاير كي يحتفل مع أشباهه من القتلة والغزاة والظلمة أراد أن يؤكد للعرب أن إسرائيل اليوم دولة رغما عنكم وعن أنوفكم ولا أحد يتجرأ ويقول غير هذا وستبقى كذلك، وذلك من خلال قوله "بعد 60 سنة من الآن ستحتفل إسرائيل بعيدها الـ 120 وستكون للفلسطينيين دولتهم"، طبعا هذا الكلام الصادر من الذي أخذ على عاتقه تحرير الأوطان يعني أنه لا همّ له إلا استمرارية ما يراها هو بدولة إسرائيل لدرجة أنه قفز قفزة طويلة على عتبات الزمن بتخطيه ستين سنة أخرى وصار يحتفل غيابيا بعيد النكبة الـ 120 وكأنه أحرص على الكيان الصهيوني أكثر من حرص الصهاينة أنفسهم على كيانهم.
ولم ينس بوش رسالته إلى الفلسطينيين التي اختصرها بكلمة ( ستكون لهم دولتهم ) وكأن الفلسطينيين جاءوا من بقعة أخرى يتوسلونه ويتوسلون الصهاينة أن يتصدّقوا عليهم بقطعة أرض كي ينشئوا دولة لأنفسهم..!!، وما كان من إسرائيل وأمريكا الحنونتين الودودتين إلا أن ضحّيا بقطعة من أرض إسرائيل ووهبها للفلسطينيين شفقة عليهم، وعلى كل حال الواقع ليس هذا بل أن سي بوش وكأنه يقول يا أيها الفلسطينيون تريدون دولة سيكون لكم ذلك لكن تمهلوا لستين سنة أخرى حتى يفرجها مفرج الكروب، فلا تلحّوا...!؟.
ولم يدع مناصر الصهاينة فرصة الاحتفال تمضي دون أن يتوجه برسائله التي أضحت تجلب لسامعيه القرف من كثرة التكرار إلى كل من حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، فراح يؤكد - محرر العراق – من أن المستقبل سيشهد هزيمة هذين الإرهابيين ( حماس وحزب الله)، وهنا تكمن مصيبة العرب خاصة أنظمتهم التي تمر على ذكرى النكبة مرور الكرام وكأن لا شئ يعنيها، بل من الأنظمة العربية من راحت تصف حركة حماس بغير الشرعية و حزب الله بالمتهور حين دكّ ميركافا إسرائيل دكّا في حرب 2006 في الوقت الذي لا يتجرأ أحدهم أن ينطق ببنت شفا أمام إسرائيل التي لا تمضي يوما دون أن تقتّل وتشرد وتعذّب وتتفنن في محاصرة الشعب الفلسطيني دون حسيب أو رقيب، بل يحدث كل هذا ويضيف عليه بوش أن بلاده – أي أمريكا – تدعم إسرائيل دعما كاملا في محاربتها للإرهاب والشر وطبعا الإرهاب والشر هم العرب والمسلمون بالمنظور الأمريكي الحكيم والمتمثل إضافة إلى حماس وحزب الله في كل من سوريا وإيران بعد أن قضت أمريكا وبمساندة الصهاينة على إرهاب وشر العراق.
وبما أن السفيه دوما يضن في الآخرين إلا بما فيه، تظل إسرائيل ومعها أمريكا تريان أن كافة العرب والمسلمين إرهابا وأشرارا وأن التقتيل والتعذيب والتذبيح والتجويع والتشريد الذي يمارسه الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني الأعزل ما هو إلا دفاعا عن النفس ويا لها من نفس..!!، هذا كله يحدث تحت مرأى ومسمع أنظمتنا العربية الموقرة التي لم تعد ترى في مقاومة العدو الصهيوني بدّا، ويا ليتها وقفت موقف الحياد، بل راح بعضها يعترف بالمغتصبين القتلة والبعض الآخر ينادي بضرورة التطبيع مع الكيان الصهيوني .. وياليت الأمر يقف عند هذا الحد فحسب... بل فيهم من أرسل برسائل تهنئة للعدو لتهنئته على مرور 60 عاما على احتلاله للأراضي الفلسطينية وتشريد شعبها... يحدث هذا من نظام عربي مسلم.
من حق الصهاينة أن يزيدوا من تقتيل وتعذيب الفلسطينيين ومن حق بوش أن يساند مساندة مطلقة لأعمال الصهاينة الإجرامية المنافية للأخلاق البشرية، ما دامت أطراف عربية تعزز هذا المنطق الصهيوأمريكي إما من باب الخوف والضعف والرهبة أو من باب الخيانة ... وما نراه في واقعنا اليوم لأكبر دليل على الخوف والخيانة، فإسرائيل تفعل ما يحلو لها ليس في فلسطين لوحدها فحسب بل في العالم العربي ككل، وفي المقابل تهرول الكثير من الأنظمة العربية بمجرد إعطائهم الأمر للقاء والاجتماع وممّن ومع من، من ومع كل من السيّدتين ليفيني وكونداليزا، اللتين أشكّ في أن تنصيبهما كوزيرتي خارجية لكل من إسرائيل وأمريكا كان من محض الصدفة أو من باب النية السليمة، بل هي سياسة أخرى اعتمدها الكيان الصهيوني وحاميه أمريكا كنوع من أنواع الإذلال للأنظمة العربية، وهذه نقطة أخرى لا يمكن الحديث فيها وشرحها في هذا المقام...
لهذا فإن النكبة الفلسطينية لم تكن من صنع الصهاينة لوحدهم فالعرب وخاصة أنظمتهم كانت المشارك الرئيسي والأساسي لهذه النكبة وهو الأمر الذي حول النكبة من فلسطينية إلى نكبة عربية عامة، غير أن العرب ومع أنهم لا يحبون تحمّل كل مسؤولياتهم لا يرغبون على الإطلاق أن يعترفوا بأن النكبة عربية لا فلسطينية... لهذا ظلت فلسطين على ما هي عليه بل زادت سوءا وزاد أهلها تشردا وعذابا ومعاناة لا مثيل لها، جراّء تخلي الأنظمة العربية عنها ونفض أيديها لدرجة أنها اليوم لا تستطيع أن تقدم ولو ضمّادة واحدة أو أن تدخل ماء أو حتى غذاء - كي لا نقول سلاحا -للأراضي الفلسطينية، وإن وجد من لم يزل له قدرة على تحدي العجرفة الصهيونية فإنه يجد أمامه جدار التطبيع والخيانة حائلا دون تقديم أبسط المساعدات للشعب الفلسطيني.. فمشكلة فلسطين اليوم ليست مشكلة الفلسطينيين وحدهم بل هي مشكلة العرب ككل من الخليج إلى المحيط شئنا أم أبينا.... وأضحى من واجب الأنظمة العربية فعل شيء ما لحفاظ ماء وجهها أمام شعوبها التي بدأت تعد العد العكسي بسبب بداية فقدان الأمل من أنظمتهم التي طال سباتها لستين سنة ... وإن لم تعمل هذه الأنظمة على تغيير أفكارها ومبادئها الانهزامية الرديئة وإعادة جل حساباتها للخروج من سباتها فما عليها سوى أن تطلّق القضية الفلسطينية وبالثلاث وأن ترميها للشعوب العربية كي تحتويها.. ساعتها فقط سأقسم لكم وبأغلظ الإيمان بأن تحرير فلسطين من الصهاينة القتلة المجرمين لن يتطلب ستون عاما وسأقسم من أنكم ستشهدون فلسطين حرة مستقلة في ظرف قياسي قد لا يخطر على بال الصهاينة أنفسهم مالكي القنبلة الذرية ولا على بال حاميتها أمريكا ولا حتى على بال المتطبعين الخونة العرب هاويي بعث رسائل التهنئة والامتنان للصهاينة المجرمين... وما الثورة الجزائرية إلا دليل على بسالة الشعوب وتضحياتها وشجاعتها لتحمل المسؤوليات مهما كان ثقل وزنها...
سي بوش الذي جاء على الطاير كي يحتفل مع أشباهه من القتلة والغزاة والظلمة أراد أن يؤكد للعرب أن إسرائيل اليوم دولة رغما عنكم وعن أنوفكم ولا أحد يتجرأ ويقول غير هذا وستبقى كذلك، وذلك من خلال قوله "بعد 60 سنة من الآن ستحتفل إسرائيل بعيدها الـ 120 وستكون للفلسطينيين دولتهم"، طبعا هذا الكلام الصادر من الذي أخذ على عاتقه تحرير الأوطان يعني أنه لا همّ له إلا استمرارية ما يراها هو بدولة إسرائيل لدرجة أنه قفز قفزة طويلة على عتبات الزمن بتخطيه ستين سنة أخرى وصار يحتفل غيابيا بعيد النكبة الـ 120 وكأنه أحرص على الكيان الصهيوني أكثر من حرص الصهاينة أنفسهم على كيانهم.
ولم ينس بوش رسالته إلى الفلسطينيين التي اختصرها بكلمة ( ستكون لهم دولتهم ) وكأن الفلسطينيين جاءوا من بقعة أخرى يتوسلونه ويتوسلون الصهاينة أن يتصدّقوا عليهم بقطعة أرض كي ينشئوا دولة لأنفسهم..!!، وما كان من إسرائيل وأمريكا الحنونتين الودودتين إلا أن ضحّيا بقطعة من أرض إسرائيل ووهبها للفلسطينيين شفقة عليهم، وعلى كل حال الواقع ليس هذا بل أن سي بوش وكأنه يقول يا أيها الفلسطينيون تريدون دولة سيكون لكم ذلك لكن تمهلوا لستين سنة أخرى حتى يفرجها مفرج الكروب، فلا تلحّوا...!؟.
ولم يدع مناصر الصهاينة فرصة الاحتفال تمضي دون أن يتوجه برسائله التي أضحت تجلب لسامعيه القرف من كثرة التكرار إلى كل من حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، فراح يؤكد - محرر العراق – من أن المستقبل سيشهد هزيمة هذين الإرهابيين ( حماس وحزب الله)، وهنا تكمن مصيبة العرب خاصة أنظمتهم التي تمر على ذكرى النكبة مرور الكرام وكأن لا شئ يعنيها، بل من الأنظمة العربية من راحت تصف حركة حماس بغير الشرعية و حزب الله بالمتهور حين دكّ ميركافا إسرائيل دكّا في حرب 2006 في الوقت الذي لا يتجرأ أحدهم أن ينطق ببنت شفا أمام إسرائيل التي لا تمضي يوما دون أن تقتّل وتشرد وتعذّب وتتفنن في محاصرة الشعب الفلسطيني دون حسيب أو رقيب، بل يحدث كل هذا ويضيف عليه بوش أن بلاده – أي أمريكا – تدعم إسرائيل دعما كاملا في محاربتها للإرهاب والشر وطبعا الإرهاب والشر هم العرب والمسلمون بالمنظور الأمريكي الحكيم والمتمثل إضافة إلى حماس وحزب الله في كل من سوريا وإيران بعد أن قضت أمريكا وبمساندة الصهاينة على إرهاب وشر العراق.
وبما أن السفيه دوما يضن في الآخرين إلا بما فيه، تظل إسرائيل ومعها أمريكا تريان أن كافة العرب والمسلمين إرهابا وأشرارا وأن التقتيل والتعذيب والتذبيح والتجويع والتشريد الذي يمارسه الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني الأعزل ما هو إلا دفاعا عن النفس ويا لها من نفس..!!، هذا كله يحدث تحت مرأى ومسمع أنظمتنا العربية الموقرة التي لم تعد ترى في مقاومة العدو الصهيوني بدّا، ويا ليتها وقفت موقف الحياد، بل راح بعضها يعترف بالمغتصبين القتلة والبعض الآخر ينادي بضرورة التطبيع مع الكيان الصهيوني .. وياليت الأمر يقف عند هذا الحد فحسب... بل فيهم من أرسل برسائل تهنئة للعدو لتهنئته على مرور 60 عاما على احتلاله للأراضي الفلسطينية وتشريد شعبها... يحدث هذا من نظام عربي مسلم.
من حق الصهاينة أن يزيدوا من تقتيل وتعذيب الفلسطينيين ومن حق بوش أن يساند مساندة مطلقة لأعمال الصهاينة الإجرامية المنافية للأخلاق البشرية، ما دامت أطراف عربية تعزز هذا المنطق الصهيوأمريكي إما من باب الخوف والضعف والرهبة أو من باب الخيانة ... وما نراه في واقعنا اليوم لأكبر دليل على الخوف والخيانة، فإسرائيل تفعل ما يحلو لها ليس في فلسطين لوحدها فحسب بل في العالم العربي ككل، وفي المقابل تهرول الكثير من الأنظمة العربية بمجرد إعطائهم الأمر للقاء والاجتماع وممّن ومع من، من ومع كل من السيّدتين ليفيني وكونداليزا، اللتين أشكّ في أن تنصيبهما كوزيرتي خارجية لكل من إسرائيل وأمريكا كان من محض الصدفة أو من باب النية السليمة، بل هي سياسة أخرى اعتمدها الكيان الصهيوني وحاميه أمريكا كنوع من أنواع الإذلال للأنظمة العربية، وهذه نقطة أخرى لا يمكن الحديث فيها وشرحها في هذا المقام...
لهذا فإن النكبة الفلسطينية لم تكن من صنع الصهاينة لوحدهم فالعرب وخاصة أنظمتهم كانت المشارك الرئيسي والأساسي لهذه النكبة وهو الأمر الذي حول النكبة من فلسطينية إلى نكبة عربية عامة، غير أن العرب ومع أنهم لا يحبون تحمّل كل مسؤولياتهم لا يرغبون على الإطلاق أن يعترفوا بأن النكبة عربية لا فلسطينية... لهذا ظلت فلسطين على ما هي عليه بل زادت سوءا وزاد أهلها تشردا وعذابا ومعاناة لا مثيل لها، جراّء تخلي الأنظمة العربية عنها ونفض أيديها لدرجة أنها اليوم لا تستطيع أن تقدم ولو ضمّادة واحدة أو أن تدخل ماء أو حتى غذاء - كي لا نقول سلاحا -للأراضي الفلسطينية، وإن وجد من لم يزل له قدرة على تحدي العجرفة الصهيونية فإنه يجد أمامه جدار التطبيع والخيانة حائلا دون تقديم أبسط المساعدات للشعب الفلسطيني.. فمشكلة فلسطين اليوم ليست مشكلة الفلسطينيين وحدهم بل هي مشكلة العرب ككل من الخليج إلى المحيط شئنا أم أبينا.... وأضحى من واجب الأنظمة العربية فعل شيء ما لحفاظ ماء وجهها أمام شعوبها التي بدأت تعد العد العكسي بسبب بداية فقدان الأمل من أنظمتهم التي طال سباتها لستين سنة ... وإن لم تعمل هذه الأنظمة على تغيير أفكارها ومبادئها الانهزامية الرديئة وإعادة جل حساباتها للخروج من سباتها فما عليها سوى أن تطلّق القضية الفلسطينية وبالثلاث وأن ترميها للشعوب العربية كي تحتويها.. ساعتها فقط سأقسم لكم وبأغلظ الإيمان بأن تحرير فلسطين من الصهاينة القتلة المجرمين لن يتطلب ستون عاما وسأقسم من أنكم ستشهدون فلسطين حرة مستقلة في ظرف قياسي قد لا يخطر على بال الصهاينة أنفسهم مالكي القنبلة الذرية ولا على بال حاميتها أمريكا ولا حتى على بال المتطبعين الخونة العرب هاويي بعث رسائل التهنئة والامتنان للصهاينة المجرمين... وما الثورة الجزائرية إلا دليل على بسالة الشعوب وتضحياتها وشجاعتها لتحمل المسؤوليات مهما كان ثقل وزنها...