karimo06
2008-05-18, 07:29
ستون عاما تمر علي ضياع كرامتنا في فلسطين، ستون عاما قاسيةٍ كغيمةٍ سوداءَ أمطرتْ حقلنَا فأنبتت هزائم وضياعاً وجوعاً وقهراً وشتات، ستون عاما تمرُّعلي حمْل أُمِنا الكاذبْ وما زلنا حتي بعد علامات واشارات وحقائق الهزيمة نأملُ أن يكون مولوداً عظيما، ولكنه حمل تمخَّض عن رحلة ممعنةُ في الهزيمة،وأحلام وأمنيات شاخت قبل أن تغيب في غيابة جُبِّ القضية.
ستونَ من سنواتِ الانكسار حملْناها علي ظُهورنا، وحين تقوَستْ أورثناها لأبنائنا ليستكملوا مشوارنا مع حلاوةِ الهزيمة ونُعومة النَصْلِ حين يُلامس مواطنَ عفَّتنا، ستون فقدْنا فيها كلَ شيء وكَسِبْنا الهزيمة، فقدنا الكرامةَ والسيادةَ والريادةَ، استَقلْنَا من وجُودَنا ومن وجُوهَنا التي تاهت في المنافي،بعضنا أشار باعادة رسم الخريطة، وصنف ثانٍ طالب باعتقال كتاب الجغرافيا ونسف رأس التاريخ، وثالث تدثر بعباءة صمته فدخل في سبات من سكونٍ لا يُرجي منه صحوٌ، ورابعٌ وخامسٌ وسادسٌ... أدلجوا في ليلٍ لا أوبةَ منه، فيا لها من خيبةٍ طويلةٍ أورقتْ دروباً تفضي الي شتاتٍ دائم، وهزائمَ رفعْنا لها الرايات وأنشدنا لها أحلي الأناشيد، وتعالتْ الزغاريد ورقصتْ الغانياتُ علي بساطٍ من نثارِ اللحمٍ والدم، وأحذيتنا المصنوعة في زمن الهزيمة، داستْ الأحمرَ القاني وسخرت من رسالة يحتضنها، تحملُ في طياتها عبقاً من مِسكِ الشهداء، وذراتِ ترابٍ من باب الواد، وصرخةً واهنةً من القدس أنْ اخْجَلوا عليَّ ومنْ أنفُسكم، فديَّان يراودني عن نفسي كلَّ يومٍ، وأقْصَاكُم تُلَّ من الجبين، والدمُ الذي يُلامس أقدَامَكم الراقصة يستصرخَكُم أن أودَاجَه المذبوحة يَعبثُ بها صبْيَةُ اسرائيل وبَغايَاها.
ستون عاما من الأحلام المزيفةِ بالبحثِ عن نصرٍ لا شجاعةََ فيه ولا بطولة، وهلْ يحلمُ الأموات ؟ وكيف ينتصرُ سيف استقال من مضاءه؟ ستون عاما انتفخْنا فيها وتَورَّدتْ وجْنَاتِنا،ومن عجزٍ ووهنٍ ترهلْنا وكبُرتْ عجِيزتنا،واكْتفينا بالتصفيقِ لدمِِ الشهداءِ وألقِِ الشهادة.
الخامس عشر من أيار كانت البدايةُ وكانت النهايةُ، الشهداء يَحْضُنونَ بنادقَهم المُتواضعة ويبذرون حقولنا بِدمِهم الشريف، وعيونهُم الرائعةُ تفتِّش في الترابِ عن أي أثرٍ لأفعي صهيون، وينطلقُ الرصاصُ ويرتفعُ ضجيجُ المدافعِ، فينغرسون في الأرض كسنديانة عصية علي الريح، تلامس أنوفهم رائحة البرتقال المناضل، وتُظِلهُم قُبّرةٌ أبتْ الا أنْ تخوض المعركة، وأنْ لا تمتهنَ الهروب، ولكن الضعف بابٌ للهزيمةِ، فتُطيحُ اليدُ القويةُ بالجسد الواهن، فيتغيرُ لونُ السماء، ويرتحلُ الشهداءُ الي زمَنِهم الجديد،والبنادقُ المتواضعةُ تأبي الا أن تندسَّ معهم، تعانقُ دمائهم وتمسحُ عن جبينهم حبات عرقِ اللحظات القاسية.
فلسطين لاتنتظرينا فنحن مجرد حُضورعابر في زمنِك المقدس،نعم كنا شهودَ يومك الأسود يوم أن شُقَّ عنك ثوبَ الطهارة واعتلاك صهيون الخبيث،ولكن ماذا فعلنا يا تري؟ لقد فعلنا ما نُجيده كل يوم،أصابتنارِعدةٌ وسالتْ مآقينا بالدموع، وقليلٌ منا من انتضي كرامته وارتحلَ بدمه اليك، وعِوضاً ـ يا فلسطين ـ من البحث عن مكامن قوتنا استكنَّاالي لذيذ ضعْفِنا، وانتشينا بالاحتفال بعيدِ نكبتك في كل عام. فلسطين لا تبحثي عنا، ولتبحثْ عيونك عن صلاة الأنبياء ودمِ الشهداء،ونخوة معتصمٍ وصباحاتِ صلاح الدين علي أبوابك، واستصرخيهم فَهُمْ من يحملَ مفتاحَ الزمنِ الآتي،زمنُ البداياتِ المُضمّخةِ بالكرامةِ ورائحة البرتقال،زمنُ صلاح الدين وفجرهِالجديد
جريدةالقدس
ستونَ من سنواتِ الانكسار حملْناها علي ظُهورنا، وحين تقوَستْ أورثناها لأبنائنا ليستكملوا مشوارنا مع حلاوةِ الهزيمة ونُعومة النَصْلِ حين يُلامس مواطنَ عفَّتنا، ستون فقدْنا فيها كلَ شيء وكَسِبْنا الهزيمة، فقدنا الكرامةَ والسيادةَ والريادةَ، استَقلْنَا من وجُودَنا ومن وجُوهَنا التي تاهت في المنافي،بعضنا أشار باعادة رسم الخريطة، وصنف ثانٍ طالب باعتقال كتاب الجغرافيا ونسف رأس التاريخ، وثالث تدثر بعباءة صمته فدخل في سبات من سكونٍ لا يُرجي منه صحوٌ، ورابعٌ وخامسٌ وسادسٌ... أدلجوا في ليلٍ لا أوبةَ منه، فيا لها من خيبةٍ طويلةٍ أورقتْ دروباً تفضي الي شتاتٍ دائم، وهزائمَ رفعْنا لها الرايات وأنشدنا لها أحلي الأناشيد، وتعالتْ الزغاريد ورقصتْ الغانياتُ علي بساطٍ من نثارِ اللحمٍ والدم، وأحذيتنا المصنوعة في زمن الهزيمة، داستْ الأحمرَ القاني وسخرت من رسالة يحتضنها، تحملُ في طياتها عبقاً من مِسكِ الشهداء، وذراتِ ترابٍ من باب الواد، وصرخةً واهنةً من القدس أنْ اخْجَلوا عليَّ ومنْ أنفُسكم، فديَّان يراودني عن نفسي كلَّ يومٍ، وأقْصَاكُم تُلَّ من الجبين، والدمُ الذي يُلامس أقدَامَكم الراقصة يستصرخَكُم أن أودَاجَه المذبوحة يَعبثُ بها صبْيَةُ اسرائيل وبَغايَاها.
ستون عاما من الأحلام المزيفةِ بالبحثِ عن نصرٍ لا شجاعةََ فيه ولا بطولة، وهلْ يحلمُ الأموات ؟ وكيف ينتصرُ سيف استقال من مضاءه؟ ستون عاما انتفخْنا فيها وتَورَّدتْ وجْنَاتِنا،ومن عجزٍ ووهنٍ ترهلْنا وكبُرتْ عجِيزتنا،واكْتفينا بالتصفيقِ لدمِِ الشهداءِ وألقِِ الشهادة.
الخامس عشر من أيار كانت البدايةُ وكانت النهايةُ، الشهداء يَحْضُنونَ بنادقَهم المُتواضعة ويبذرون حقولنا بِدمِهم الشريف، وعيونهُم الرائعةُ تفتِّش في الترابِ عن أي أثرٍ لأفعي صهيون، وينطلقُ الرصاصُ ويرتفعُ ضجيجُ المدافعِ، فينغرسون في الأرض كسنديانة عصية علي الريح، تلامس أنوفهم رائحة البرتقال المناضل، وتُظِلهُم قُبّرةٌ أبتْ الا أنْ تخوض المعركة، وأنْ لا تمتهنَ الهروب، ولكن الضعف بابٌ للهزيمةِ، فتُطيحُ اليدُ القويةُ بالجسد الواهن، فيتغيرُ لونُ السماء، ويرتحلُ الشهداءُ الي زمَنِهم الجديد،والبنادقُ المتواضعةُ تأبي الا أن تندسَّ معهم، تعانقُ دمائهم وتمسحُ عن جبينهم حبات عرقِ اللحظات القاسية.
فلسطين لاتنتظرينا فنحن مجرد حُضورعابر في زمنِك المقدس،نعم كنا شهودَ يومك الأسود يوم أن شُقَّ عنك ثوبَ الطهارة واعتلاك صهيون الخبيث،ولكن ماذا فعلنا يا تري؟ لقد فعلنا ما نُجيده كل يوم،أصابتنارِعدةٌ وسالتْ مآقينا بالدموع، وقليلٌ منا من انتضي كرامته وارتحلَ بدمه اليك، وعِوضاً ـ يا فلسطين ـ من البحث عن مكامن قوتنا استكنَّاالي لذيذ ضعْفِنا، وانتشينا بالاحتفال بعيدِ نكبتك في كل عام. فلسطين لا تبحثي عنا، ولتبحثْ عيونك عن صلاة الأنبياء ودمِ الشهداء،ونخوة معتصمٍ وصباحاتِ صلاح الدين علي أبوابك، واستصرخيهم فَهُمْ من يحملَ مفتاحَ الزمنِ الآتي،زمنُ البداياتِ المُضمّخةِ بالكرامةِ ورائحة البرتقال،زمنُ صلاح الدين وفجرهِالجديد
جريدةالقدس