تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إليك أختي باغية التحرر..هاكِ القصة من الـ...بداية !


أم إدريس
2008-05-15, 21:03
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أسوق لكم إخوتي الكرام هذه المستلات من رسائل الشيخ الأديب الحكيم علي الطنطاوي ،رحمه الله تعالى وأحسن إليه ،
والتي تحوم حول تجربة المرأة المعاصرة فيما يسمّى بـ(التحرر)..

وإليكم البداية:

1_ وضع المجتمع العربي الإسلامي قبل التغريب : (في الشام نموذجاً):


ـ كانت التلميذات في المدارس الابتدائية فضلاً عن الثانوية بالحجاب الكامل ، حتى أن أختين لي ، وزوجتي ، كنَّ يذهبن إلى المدرسة الابتدائية بالملاءة السابغة ، وعلى وجوههن هذا النقاب أي القماش المثقب الذي كان يدعى عند العامة ( المنديل ) .
أذكر أن دمشق أضربت مرة ، وأغلقت أسواقها كلها ، وخرجت المظاهرات تمشي في جاداتها ، لأن وكيلة مدرسة دار المعلمات جاءت المدرسة سافرة ، وهذه الوكيلة هي بنت أستاذنا في كلية الحقوق ، العالم الجليل ، الذي ولي الوزارة مرات ، شاكر بك الحنبلي ، رحمه الله ، ومن أدرك تلك الأيام ....من أهل الشام ، يشهد بصحة هذا الخبر ، ومن هؤلاء الصديق رفيق العمر الأستاذ سعيد الأفغاني ، الذي يدرس الآن في جامعة الملك سعود وقد قارب الآن الثمانين من العمر ، وإن هم افتقدوه لا قدر الله فلن يجدوا بعده مثله ، فهو المرجع في النحو والصرف .
( ذكريات 8/270-275)

ـ لست أكره مدارس البنات ، ولا أنا ممن يبلغ به قصر النظر ، وضيق الفكر ، أن يحاربها لأن طلب بعض العلم فرض على الرجال والنساء ، لا فرق بينهما في شيء من الواجبات والمحرمات ، ولا في شيء من الثواب والعقاب , مدارس البنات في الشام قديمة ، ولقد قلت لكم أن عمتي كانت أول فتاة تخرجت فيها سنة 1300 هـ أي من مئة سنة وخمس سنوات , أتدرون كيف كان الامتحان ؟ كان الفاحصون من الرجال ، إذ لم يكن في الشام يومئذ من المتعلمات من يمتحن الطالبات , نصبوا ستارة قعدت وراءها التلميذة ومعـلمتها ، وأمـامها لجنة الامتحان ، وكان رئيسها مربي الشام ، وأستاذ الجيل الذي كان قبلنا ، الشيخ طاهر الجزائري ، الذي كان له العمل الأكبر في افتتاح مدارس البنين والبنات ، والمكتبة الظاهرية التي تعد من أغنى المكتبات بالمخطوطات ، والذي كان من أخص تلاميذه به وأقربهم إليه أستاذنا محمد كرد علي ، وخالي محب الديـن الـخطيب والشيخ سعيد الباني .
( ذكريات 5/233- 234 )


وللحديث بقية..

أم إدريس
2008-05-16, 11:19
- 2-كيف دخل الفساد إلى مدارس البنات ؟ :


إن للأعراض لصوصاً كما أن للأموال لصوصاً , ولصوص المال أخف شراء ، وأقل ضراً من لصوص الأعراض, وهم يحومون دائماً حول بناتنا ، ولكنهم لا يستطيعون أن يقتحموا علينا بيوتنا ، إلا إذا صار الأمر فوضى ، وصار « حاميها حراميها » وعـاد الناس كوحش الغاب , ففكروا وقدروا ، واستوحوا شياطينهم ، فوصلوا إلى الرأي : وهو أن يدخلوا علينا من طريق المدارس ، فكيف دخلوا من طريق المدارس ؟ إن لذلك قصة طويلة الذيول ، عريضة الحواشي ، أعرفها كلها ، ولكن لا أستطيع الآن أن أرويها كلها ، لذلك أسرد اليوم العناوين وأعود يوماً إلى المضامين .

بدؤوا بـإدخال المدرسين من الرجال على البنات ، بحجة فقد المدرسات القادرات ، وكان المدرسون أولاً من أمثال الشيخ محيي الدين الخاني ، والأستاذ أديب التقي البغدادي ، والأستاذ محمد علي السراج وممن درس فيها حيناً شيخنا الشيخ بهجة البيطار ، وأنا .

ثم فتح الباب للشباب ، ومن الشباب قلة هم أصلح وأتقى لله من الشيوخ الكبار , وأكثر الشباب من المستورين الذين لا يعرف عنهم إقبال على المعصية ولا تمسك قوي في الدين , ومنهم من هو فاسق يخفي فسوقه , ومنهم من يجاهر به ويعلنه ويجد من الناس من يعجب بهذه المجاهرة ويصفق لهذا الإعلان , ثم احتجوا بالرياضة فكشفوا من أجلها العورات ، واستباحوا المحرمات
.
ثم اتخذوا الحفلات السنوية طريقاً إلى ما يريدون ، يصنعون فيها ما لا يجرؤون عليه في غيرها .
ولما كنت أدرس في ثانوية البنات سنة 1949 م دعيت إلى هذه الحفلة السنوية ، فلم أذهب ، وكانت الطالبات وكلهن بالغات كبيرات ، يأتين المدرسة بالثوب الرسمي الساتر ، وكن يحتجبن في درسي ودرس الشيخ بهجة ، فلما كان يوم الحفلة وقد جئت المدرسة لبعض المعاملات رأيت الطالبات في الثياب العادية أي التي يذهب بها إلى الأعراس ، أي أنني رأيتهن متكشفات بأبهى زينة ، فنصحت من سلمت علي ، وانصرفت عائداً فلما انقضت الحفلة ومرت عليها أيام ، أهدت إلي إحدى الطالبات ظرفاً كبيراً فيه أكثر من ثمانين صورة ملونة أخذت في الحفلة , والذي صورها رجل أجنبي عنهن ، ليس أباهن ولا أخاهن , ثم رأيت هذه الصور في محل هذا المصور ، ومحله على طريقي الذي اجتازه كل يوم ، معروضة في واجهة المحل .

ثم اخترعوا نظام المرشدات وهو مثل نظام الكشفية للأولاد ، وصرن يذهبن في رحلات قصيرة في قرى دمشق .
ثم جاءت المصيبة التي أنست ما قبلها من المصائب ، وهي نظام الفتوة، أي إلباس الطـالبات لباس الجند ، وتـدريبهن على حمل السلاح ، لماذا؟
وهل انقرض الرجال حتى نقاتل بربات الحجال ؟ ولمن تترك إدارة البيوت وتربية الأطفال ؟ لماذا والشباب يتسكعون في الطرقات ويزدحمون على أبواب السينمات فندع الشباب لهذا ونقاتل أعداءنا بالبنات ؟

قالوا : أنتم رجعيون متأخرون جامدون , ألا ترون اليهود كذلك يصنعون ؟ أتكون الفتاة اليهودية أشجع من العربية ؟

ولو أنهم قرؤوا مـا نقله الدكتور محمد علي البار جزاه الله خيراً « في كتابه» عن النساء المجندات في الجيش والشرطة ، في أمريكا وأوربا ، لعضوا الأنامل ندماً ، وبكوا بدل الدموع دماء على أنهم جعلوا أئمتهم اليهود , تقول العوام ، وفي بعض ما يقولون حكمة بالغة ، وحق بين يقولون : « المال الداشر يعلم الناس السرقة » , ذلك لأن كل نفس تميل إلى المال ، وأكثر وأقوى من الميل إلى المال الميل إلى الجمال , وهؤلاء الذين سلمناهم بناتنا ، ومنهم من لا تعصمه زوجة ، ولا يردعه دين ، ولا يمسكه خوف من الله والدار الآخرة ، هؤلاء تدفعهم غرائزهم إلى هذا الذي فعلوا ، ولا يزالون دائبين ليصلوا لأكثر مما نالوا . (ذكريات 5/ 268-274)

وللموضوع تتمة;)

أم إدريس
2008-05-16, 14:30
3- بداية التغيير والتغريب في المدارس :


ثم بدأ الصدع في الجدار ، والشق في الثوب ،ثم اتسع الخرق على الراقع ، وامتد الصدع حتى كاد يهدد الجدار .
وفي سنة 1949 كان أخي أنور العطار رحمه الله ، يدرس الأدب العربي لطالبات الثانوية الأولى للبنات ، ودار المعلمات ، فنقل وسط السنة المدرسية إلى وزارة المعارف ، وكلف أن يجد من يحل محله ، وإلا فقد الوظـيفة الجديدة ، التي كـان يسعى إليـها ، ويتمـنى الحـصول عليها ، فلجأ إلي فقبلت ، ولم يكن في المدرسة كلها على كبرها ، وعلى أنها المدرسة الأولى في دمشق إلا نساء : مدرسات وطالبات ، ولم يكن فيها من الرجال إلا البواب على الباب ، والأستاذ أنور الذي حللت محله وشيخنا الشيخ محمد بهجت البيطار ، وهو والدنا وأستاذنا ، وقد ارتفع بدينه وسنه وسيرته فوق الشبهات.


ووجـدت الطالبات يغـطين رؤوسـهن في درسي ودرس الـشيخ بالخـمار « الإيشارب » وإن كان منه ما لا يسـتر إلا ربع الرأس ، ومـا كنت أختلط بالمدرسات ،بل أعتزلهن أنا والشيخ ، إلا مرات قليلة لم يكن لنا فيها بد من الاجتماع بهن ، وما خرجت في هذه الاجتماعات وفي دروسي مع الطالبات عن موضوع البحث أو الدرس إلا مرة واحدة .. واستمرت الحال لا أنكر منها شيئاً ، حتى سمعت يوماً وأنا ألقي درسي أصواتاً ألتفت بلا شعور إلى مصدرها ، فإذا أربعون من الطالبات في درس الرياضة وهن يلبسن فيه ما لا يكاد يستر من نصفهن الأدنى إلا أيسره ، وكن في وضع لا أحب ولا أستجيز أن أصفه فهو أفظع من أن يوصف ، فذهبت بعد الدرس إلى شيخنا الشيخ بهجة البيطار وخبرته, فقررنا أن نترك التدريس ، وكان قد بقي إلى الامتحان ونهاية العام نحو عشرة أيام . ( ذكريات 8/270-275


وقال في موضع آخر : ( جاءت مرة وكيلة ثانوية البنات المدرسة سافرة ، فأغلقت دمشق حوانيتها ، وخرج أهلوها محتجين متظاهرين ، حتى روعوا الحكومة فأمرتها بالحجاب ، وأوقعت عليها العقاب ، مع أنها لم تكشف إلا وجهها، ومع أن أباها كان وزيراً وعالماً جليلاً ، وكان أستاذاً لنا .

وللموضوع تتمة :cool:

النيلية
2008-05-16, 19:53
مشكورة استاذتنا علي الموضوع وانتظر التتمة في القريب العاجل

أم إدريس
2008-05-17, 15:04
العفو يا ستي :19:
أنا من بعدك ياسعادة المشرفة :1:

إلياس الجزائري
2008-05-17, 15:09
مشكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــورة

ننتظر مزيدك

أم إدريس
2008-05-17, 15:49
العفو أخي الفاضل ، جزاكم الله خيراً

أم إدريس
2008-05-17, 15:54
4- مسيرة الانحدار في مدارس البنات :


ثم أخذ الطريق ينحدر ، والمصائب تتوالى ، والمدارس التي أنشئت لحفظ البنات وتثقيفهن وتقويمهن ، وكانت عنايتها برؤوسهن ، تملؤها بحقائق العلم ، وأفكارهن ، تقوم طريقها إلى الفهم ، وبقلوبهن ، تملؤها بالإيمان وبالفضائل ، صارت عنايتها بأجساد الطالبات ، وبعد أن كانت مدارس البنات لا يدخلها معلم ولا فـراش إلا إن كان شيخاً كبيراً ، صار معلموها من الشباب العزاب المتأنقين الحاسرين ، أصحاب الشعور المرجلة، والوجوه المحفوفة ، وصارت تقيم حفلات للرجال تمثل فيها البنات ، ويرقصن بالثياب القصيرة الرقصة الرياضية ، ويدبكن ( الدبكة الوطنية ) ، ثم اخترعوا شر اختراع ، وهو هذه الرحلات المدرسية التي يشترك فيها الجنسان ، ولقد بدأ ذلك كله يوم الاحتفاء بالجلاء , المسلم يحمد الله على النعمة ، ويتلقاها بالطاعة ، ونحن قابلنا نعمة الله علينا بجلاء المستعمرين عنا بمعصية ربنا .
( ذكريات 5/233- 234 )
وللموضوع تتمة..

أم إدريس
2008-05-17, 16:02
5- أول مادة من قانون إبليس هو الاختلاط :

مشيت مع هؤلاء جنوباً حتى بلغنا الجامعة ، وكانت في العطلة الصيفية ، فأخذونا إلى مهاجع الطلبة « أي مساكنهم وأماكن نومهم» فرأيت إلى جوارها مهاجع الطالبات ، ما أبصرت بينهما سداً ممدوداً ، ولا حداً حاجزاً ، كأن من شاء منهم أو منهن لقي من أراد لقاءه ، وبعض القوم في أوربا قد حرموا نخوة الرجل ، وذوده عن عرضه ، حتى أنني قلت كلمة من قديم ، من عشرات من السنين « أنه ليس في الفرنسية التي أعرفها ولا في الإنكليزية كما فهمت ممن يعرفها ، كلمة بمعنى كلمة العرض عند العربي » ، وحتى قرأت في إحدى المجلات خبراً قصصته وحفظته ، إن القائمين على المدارس المختلطة والجامعات يعلمون الطالبات فيما يعلمونهن كيف يتجنبن الحبل ، وكيف يتخلصن منه إن وقع , أي أنهم يبيحون السفاح ، أو يصنعون شيئاً هو قريب من ذلك ، فينزلون بالبشر إلى رتبة البهائم , ثم يأتي منا من يريد أن يسلك ببناتنا هذا المسلك ، فيحاربون الحجاب ، ويرغبون في التكشف ويحبذون الاختلاط ، ينفذون فينا أول مادة ، من قانون إبليس ، أي التكشف والسفور والحسور ،  يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا(الأعراف: 27)
أليست هذه هي المادة الأولى في قانون إمامهم وقائدهم إلى جهنم إبليس ؟ عم الاختلاط المدارس كلها ، حتى الثانوية منها .
ذكريات (7/263)

وللقصة تتمة، نتابع قريباً إن شاء الله :mh92:

إن أعجبتكم القصّة:34: !؟

النيلية
2008-05-17, 21:25
تابعي استاذتنا فنحن نتابع معك ............. منتظرين علي احر من الجمر


تقبلي احترامي

أم ريان الجنة
2008-05-18, 11:30
مشكورة أختي أم ادريس والله شوقتنا لقراءة المزيد

فيفان
2008-05-18, 18:24
شكرا على الموضوع القيم

أم إدريس
2008-05-18, 19:20
مشكورات أخواتي الحبيبات ! جزيتن خيراً

أسأل الله تبارك وتعالى أن يُدخل كلمات الحقّ قلوبكن ويشرح لها صدوركن ..


ملاحظة : أنا أنقل من رسالة لطالب علم (لا أعرفه) ،فأثابه الله على هذا الجمع الطيب.

أم إدريس
2008-05-18, 19:30
6 - إدخال مادة الرقص والرياضة في المدارس :

ماذا يريد هؤلاء من تعليم الطالبات الرقص بدلاً من تعليمهن العلم والخلق ؟ إن 99 من كل ألف من أهل الإقليم (سورية ) لا يرون في الرقص إلا شيئاً حقيراً ساقطاً ، ويؤثرون الموت لبناتهم عن أن ينشأن راقصات , ويلعنون الأدب والفن إن كان في الأدب أو في الفن ضياع ذرة واحدة من أعراض بناتهن , فلا تهولوا علينا باسم الأدب والفن ، ولا باسم الرياضة التي تقوي الجسد ، فلا خير في قوة الجسد إن لم يكن معها قوة الدين وقوة الحق ، ولا بالمقاومة الشعبية ، لأن الحرب صناعة الرجال ، فما لنا نحمل النساء البندقيات والشباب يملئون المقاهي والسينمات ؟

إننا لا نقبل تكشف البنات ، واختلاطهن بالرجال ، واختلاط الرجال بهن أبداً مهما كان السبب الذي يتذرعن به هؤلاء .
هذه هي أعرافنا وهذه هي أحكام ديننا , وهذه هي سلائق عروبتنا , إن الكثرة من أهل هذا الإقليم من المسلمين ، الذين يحرم عليهم دينهم كشف شيء من جسد المرأة للأجنبي ، وليس الأجنبي الإنكليزي والأمريكي والروسي فقط , بل الأجنبي في نظر الشرع كل من لم يكن محرماً للمرأة ، فابن عمها أجنبي عنها ، وابن خالها ، وابن خالتها ، وزوج أختها ، فضلا ً عمن لم يكن قريباً لها .
والذين يدينون بالنصرانية من أهل هذا الإقليم تحرم عليهم نصرانيتهم التبرج والتكشف والاختلاط ، كما يحرم على المسلمين إسلامه .
وكلهم عرب , وأظهر سمات العروبة الغيرة على الأعراض والإغراق في صيانة النساء ، وليس في الدنيا عربي لا يغار على حرمه ، ولا يصون عرضه وشرفه.
ذكريات ( 6 / 18-19)

بدأنا برقص السماح ، على من أحياه ونقله من المشايخ الكبار إلى الفتيات الصغار، عليه من الله ما يستحق ، ثم جزنا بأنواع من الرقص لا أحفظ أسماءها ، ثم وصلنا إلى رقص الباليه , ولقد سمعت اليوم خبراً لم أتحققه أن مدارس البنات أبلغت من المرجع الرسمي لزوم تعليم الطالبات رقص الباليه, هل تعرفون ما هو؟
هو الذي تدع البنت فيه ثيابها المعتادة ، وتلبس شيئاً كالمطاط يستر جسدها ، لكنه يجسدها ، فكأنما كاسية عارية ، ثم تقـفز على رؤوس أصـابعها , إنها خطة شيطانية ، كلما رضيتم حلقة منها ، وسكتم عليها جاءتكم حلقة أخرى
وسكت هنا سكتة طويلة ثم قلت : لم يبق إلا أن تنكح بناتكم أمام أعينكم!!!!!!!!!
ذكريات ( 6 /19)

وللقصة تتمة..

ali86
2008-05-18, 19:44
الف شكر اخي ونحن كلنا أذان صاغية لمزيدك

ali86
2008-05-18, 19:47
الف شكر أم إدريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــس حفظك الله
أنت رائعة بإطلالاتك

أم إدريس
2008-05-19, 20:51
جزاكم الله خيراً

أم إدريس
2008-05-19, 21:01
7- إدخال مادة الفتوة في مدارس البنات :

ثم قلدنا اليهود ، فجعلنا للبنات درساً سميناه «درس الفتوة » لتدريبهن على الجندية ، كأن الشباب لا يملئون المقاهي والملاهي ولا يتسكعون في الطرقات ، وكأنه لم يبق للدفاع عن البلاد إلا البنات ، ثم عمدنا إلى تعميم السفور والحسور حتى جعلنا للبنات مسابقات في السباحة أمام الرجال باسم الرياضة .
ولم يبق إلا أن نجعل للبنات كلية عسكرية !

فبـاسم الرياضة تارة وباسم الفن تارة ، وباسم الدفاع المدني تارة ، وأسماء أخرى ما أنزل الله بها من سلطان استبحنا ما حرم الله ، وعممنا الاختلاط في المدارس والجامعات ، بدأنا بذلك من رياض الأطفال ، وقلنا صغار ما لهم عورة ولا يعرفن المعاني الجنسية ، ونسينا أن الصغير يكبر ، وأن ما غرس في ذاكرته يبقى فيها .

نقلد في ذلك غير المسلمين ، ولقد قرأت في جرائد اليوم «الجمعة العاشر من رمضان» أن الإنجليز وغيرهم من الأمم التي ندعوها أمم الحضارة ، بدأت تعدل عن سنة إبليس في خلط البنين في المدارس بالبنات ، وتعود إلى الفطرة التي فطر الله البشر عليها ، فتجعل للذكور مدارس ما فيها إناث ، ومدارس للإناث ما فيها ذكور ، وقد سبقت إلى ذلك روسيا أم الشيوعية وبنت الصهيونية ، ونحن لا نزال سائرين في غينا ، بل لقد بلغ منا التقليد أن أقمنا مدرسين شباناً يدرسون البنات البالغات ، ومدرسات شابات للطلاب البالغين .
( ذكريات 8/270-275) .

أم إدريس
2008-05-19, 21:08
8- استغلال المدارس لإفساد البنات :

أبطال هذه القصة مدرسة « دوحة الأدب » في دمشق ، وشيوخ الموسيقى في حلب ، وفخري البارودي , أما مدرسة دوحة الأدب فهي ثانوية أهلية ، أنشأها بعض من يدعوهم الناس بالزعيمات النسائيات ، اللواتي يغلقن عيناً وينظرن بالأخرى وحدها ، كما يفعل الصياد قبل أن يضغط على الزناد ينظرن إلى الغرب وعاداته بعين الرضى ويغمضن العين عن عيوبه وعن مفاسده ،كما يغمضنها فلا يبصرن بها جمال ما في الشرق المسلم من فضائل ومكرمات .

استدعت هـذه المـدرسة من دمشق «أكـابر مترفيها ففسقوا فيها» أو ليس من الفسوق في نظر الشرع ، أن يرسل أب بنته البالغة متكشفة مبدية زينتها ، إلى حيث تختلط برجال أجانب عنها ليسوا بمحارمها ؟ ولو كانوا أساتذة لها ! وإن لم يكـن بينها وبين واحد منهم حب ولا غرام ، ولا اتصال بالحرام ؟

كان فخري البارودي وطنياً مخلصا ً وأميناً على المال ، ولكن الناس يتهمونه تهمة شائعة ، و قالة سوء قيلت عنه ، ما حققتها ، وأستغفر الله من روايتها من غير تأكد منها ولكن الذي حققته وتأكدت منه أن ولعه بالموسيقى وحبه للفن أوصله إلى فكرة شيطانية ، ما أحسب أنها خطرت في بال إبليس نفسه ، هي أن ينقل رقص السماح هذا من المشايخ والكهول ذوي اللحى إلى الغيد الأماليد ، والصبايا الجميلات ، من بنات دوحة الأدب ، التي دعوتها من يومئذ دوحة الغضب ، ولعل هذه النقلة على ما فيها من الفسوق الظاهر ـ لعلها أيسر من بعض ما في أناشيد المشايخ من شرك يكاد يكون ظاهراً , فجاء من حلب بأستاذ كان في حفظ الموشحات ، ومعرفة الغناء القديم مفرداً لا يجاريه في ذلك أحد ولا يدانيه ، هو الشيخ عمر البطش ، وكان بعمامة مطرزة ، يلبسها التجار في الشام تفريقاً لها عن العمامة البيضاء التي يلبسها العلماء ، وإن كان الشيخ بدر الدين الحسني المحدث الأكبر ، والشيخ على الدقر الواعظ الأشهر يتخذانها , وفصلت للطالبات ثياب من الحرير بأزهى الألوان ، فضفاضة كثياب القيان و الإماء في بغداد قديماً وفي مدن الأندلس , وحفظهن هذه الموشحات ،ولكنه نقلها مما كانت عليه حين كان ينشدها ويرقص عليها المشايخ من تضرع ودعاء ، واستغاثة ونداء ، إلى كلام كله عشق وغرام ،وشوق وهيام ، وكثير منه صيغ ليكون من كلام البنت تخاطب الرجل , وشتان بين غزل الشاعر ونسيب الشاعرة,
أشرح لكم الفرق : حين تقول « ضرب زيد عمراً » يكون موقع الرجل كمحل زيد من الإعراب ، ومحلها هي في موضع عمرو ,هل فهمتم ؟
هو يقول : تعالي , وهي تقول : خذني , واستمر التدريب ونحن لا ندري به ، ومـا يدريـنا بالذي وراء جدران مدرسة أهلية للبنات ، ونحن لا ندخلها ، وما لنا فيها قريبة ولا نسيبة تخبرنا بالذي فيها , حتى سمعت أنها ستقام حفلة كبيرة في دار أسعد باشا العظم ، وهي أوسع الدور الدمشقية ، وقد صارت الآن متحف الفنون الشعبية ، فكتبت أنقد إقامتها ، وأحذر منها ، وأنصح آباء البنات وأولياءهن أن يمسكوا بناتهم فلا يبعثوا بهن إليها ، وكيف يرضى لبنته مسلم عربي أبي أن ترقص أمام الرجال الأجانب ؟
تتلوى وتتخلع وهي تغني أغاني كلها في الغرام والهيام ؟
ولـكن الحفلة أقيمت ، وحضرها رئيس الوزراء وأظن أنه كان خـالد بك العـظم ، وحضـرها العقـيد أديـب الشـيشكلي ..
وحضرها قوم ممن يدعون بوجوه الناس وكبارهم , وعرفنا خبرهـا من الجرائد ومن الإذاعة ، ولم يكن قد جاءنا هذا المرئي ـ أي التلفزيون ـ .
( ذكريات 5/101-112).
وللقصة تتمة ..

أم إدريس
2008-06-28, 15:26
9- من الذي زرع هذه الأفكار :

من هو الذي وضع هذه الخطة التي كانت خفية ، ولكنها ظهرت الآن واضحة بينة , لقد زرنا - ونحن خمسون عالماً من علماء سورية - الوزير كمال الدين حسين ، وكلمناه بصراحة وكلمنا بصراحة ، وخرجنا مقتنعين بأنه لا يريد هذا ولا يعمل له.
ولقد زرت الرئيس عبد الناصر قبل الوحدة ، وكنت أنا والأمير سعيد الجزائري المندوبين السوريين في الوفد المشترك « السوري - العراقي - اللبناني » لنصرة الجزائر ، وجلسنا معه في بيته ساعتين ، وحادثناه من قرب ، فلم يقل لنا أنه وضع هذه الخطة أو أنه يريدها .
وجالست الرئيس السراج طويلاً ، وحادثته على انفراد لما كان وزيراً للأوقاف ، فلم أحس أنه وضع الخطة أو أنه يريدها .
وأنتم تعرفون أني لا أتزلف إلى أحد ، ولا أقول هذا الكلام الآن ليصل إليهما لأستغله في جلب منفعة لنفسي منهما ، أو دفع مضرة عنها ، ولكن أقول الحق .
وليس معنى كلامي هذا أنهما وليان من أولياء الله ، ولا أنهما الحسن البصري وسفيان الثوري ، ولكن معناه أننا لم نشعر أن الرجلين خصمان للفضيلة ولا للأخلاق , فمن هو إذن الذي وضع هذه الخطة الشيطانية لإفساد أخلاق الشباب والشابات ؟
وضعها هؤلاء الذين تربوا في باريس ، فانطلقوا فيها وراء لذاتهم ، انطلاق العطشان الهيـمان إن رأى الماء ، فلما تركوها حنوا إليها ، وأرادوا أن ترجع لهم أيامهم ، وجئنا نحن فسلمناهم أمر أبنائنا وبناتنا ، فأرادوا أن يجعـلوا دمشـق مثل باريس ، ونسوا أن هذه الأخلاق ، هي التي أوهت قوى فرنسا ، ونخرت في عظمها نخر السوء ، فجعلتها لا تقف أمام جيوش هتلر إلا أياماً معدودات .
المسؤول هؤلاء الذين يعملون من وراء الستار ، ولكن هناك مسؤولا ً أخر ، من هو مسؤول قبل هؤلاء كلهم ، وهذا المسؤول هو الأب .
إنهم ما أخذوا بنتاً لترقص إلا بموافقة من أبيها ، وإنهم ينتقون كل بنت جميلة ليعملوها راقصة في المسارح المدرسية أولاً ، ثم في غيرها بموافقة من أبيها .
والذي نعرفه نحن أن الأب العربي المسلم ، يطير عقله إن رأى بنته تكلم شـاباً أجنبياً ، أو تمشي معه ، فإن رآها كشفت أمامه عن ساقها ، أو هزت له رجلها ، أراق دمها .
فما الذي جرى حتى صار الأب يحضر الحفلة التي ترقص فيها بنته كاشفة الفخذين ، ويصفق مع المصفقين ؟ أنا أفهم الدافع الذي يدفع المفسدين إلى الإفساد , إنه الشهوة المتسعرة بين ضلوعهم ..
..إذا طالبناهم في دمشق الشام ، المدينة العربية المسلمة ، بزيادة ساعات الدين في المدارس ، قالوا : من أين نأتي بالوقت ؟ إن الوقت الذي كان ينبغي أن يخصص لدروس الدين أخذته الاستعدادات للرقص , إن في كل مدرسة مخبراً للعلوم ، وملعباً ، وغرفة لموسيقى ، وغرفة للرسم ..ولكن ليس في المدرسة غرفة للصلاة !
وقد كنا في المدرسة الثانوية « مكتب عنبر » نصلي الظهر جميعاً ، ويصلي معنا كثير من المدرسين ، وكانت صلاة الظهر من جملة أعمال المدرسة ، وكان الطلاب مجبرين عليها ، وكان للمدرسة إمام رسمي ، هو الشيخ أحمد زروق ، رحمة الله عليه , فألغينا الصلاة ووضعنا محلها الرقص . ذكريات ( 6 / 18-19)-----

أم إدريس
2008-06-28, 15:31
10 - كيف بدأ الاختلاط :
أما الجانب الآخر من المصيبة ..فهو نزع حجاب البنات والسعي الدائب لاختلاط الشبان بالشابات ، حتى كشفت العورات ، وصار بعض المدارس كالمراقص والملهيات ، وصار الرقص ، لا الرقص الرياضي ، بل الرقص العادي مادة من المواد المقررات ، تجبر على تعلمه الطالبات , إي والله العظيم ، ما أقـول إلا ما وقع ، لا أسير وراء خيالي ، ولا أفتري على الناس الكذب , لم نصل إلى هذا في يوم واحد ، بل كانت خطة مرسومة , كانت فصلاً من كتاب محاربة الإسلام , لقد حاقت بالإسلام مصائب ، وحلت به نكبات : الردة التي كانت بعد انتقال الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى ، حيث رجع أكثر العرب عن الإتباع الكامل للإسلام فمنهم من تبع متنبئاً كذاباً ، وترك الدين الحق ، ومنهم من أراد أن يهدم ركناً من الأركان التي يقوم عليها بنيان الإسلام،فيمنع الزكاة ، وظن بعض خصوم الإسلام أنه انتهى ، ولكن الإسلام عاد بحمد الله أقوى مما كان , ثم جاءت سلسلة طويلة من المصائب التي تعرفونها ، وما أنشأت هذا الفصل لبيانها ولكن أشير إليها لأذكركم بها : الفتن الداخلية التي أثارها ابن سبأ اليهودي المتنكر بلباس الإسلام , ثم الـحروب الصـليبية ، وهجمات المغول والتتر ، وما تعرفون من أمثال ذلك وأمثاله كثير ، ولكن الإسلام كان ينتفض فيلقي عنه ما علق به ، ويشفى مما أصابه ، ويعود قوياً محفوظاً بحفظ الله .
أما الحرب التي تواجه الإسلام الآن فهي أشد وأنكى من كل ما كان ، إنها عقول كبيرة جداً ، شريرة جداً تمدها قوى قوية جداً ، وأموال كثيرة جداً كل ذلك مسخر لحرب الإسلام على خطط محكمة ، والمسلمون أكثرهم غافلون , يجد أعداؤهم ويهزلون ، ويسهر خصومهم وينامون ، أولئك يحاربونهم صفاً واحداً ، و المسلمون قد فرقت بينهم خلافات في الرأي ، ومطـامع في الـدنيا , يدخلون علينا من بابين كبيرين ، حولهما أبواب صغار لا يحصى عددها ، أما البابان الكبيران فهما باب الشبهات وباب الشهوات .
أما الشبهات فهي كالمرض الذي يقتل من يصيبه ، ولكن سريانه بطيء ، وعدواه ضعيفة , فما كل شاب ولا شابة إذا ألقيت عليه الشبه في عقيدته يقبلها رأساً ويعتنقها .
أما الشهوات فهي داء يمرض وقد لا يقتل ، ولكنه أسرع سرياناً وأقوى عدوى ، إذ يصادف من نفس الشاب والشابة غريزة غرزها الله ، وغرسها لتنتج طاقة تستعمل في الخير ، فتنشئ أسرة وتنتج نسلاً ، وتقوى الأمة ، وتزيد عدد أبنائها ، فيأتي هؤلاء فيوجهونها في الشر ، للذة العاجلة التي لا تثمر , طاقة نعطلها ونهملها ودافع أوجد ليوجه إلى عدونا ، لندافع بها عن بلدنا ، فنحن نطلقها في الهواء ، فنضيعها هباء ، أو يوجهها بعضنا إلى بعض , هذا هو باب الشهوات وهو أخطر الأبواب , عرف ذلك خصوم الإسلام فاستغلوه ،وأول هذا الطريق هو الاختلاط .
بدأ الاختلاط من رياض الأطفال ، ولما جاءت الإذاعة انتقل منها إلى برامج الأطفال فصاروا يجمعون الصغار من الصبيان والصغيرات من البنات , ونحن لا نقول أن لبنت خمس سنين عورة يحرم النظر إليها كعورة الكبيرة البالغة ، ولكن نقول أن من يرى هذه تذكره بتلك ، فتدفعه إلى محاولة رؤيتها , ثم إنه قد فسد الزمان ، حتى صار التعدي على عفاف الأطفال ، منكراً فاشياً ، ومرضاً سارياً ، لا عندنا ، بل في البلاد التي نعد أهلها هم أهل المدنية والحضارة في أوروبا وأمريكا.
(ذكريات 5/ 268-274)

أم إدريس
2008-06-28, 15:40
11 - الرد على دعاة الاختلاط :
إن أصول العقائد وبذور العادات ومبادئ الخير والشر ، إنما تغرس في العقل الباطن للإنسان ، من حيث لا يشعر في السنوات الخمس أو الست الأولى من عمره ، فإذا عودنا الصبي والبنت الاختلاط فيها ، ألا تستمر هذه العادات إلى السبع والثمان ؟ ثم تصير أمراً عادياً ينشأ عليه الفتى ، وتشب الفتاة ، فيكبران وهما عليه ؟ وهل تنتقل البنت في يوم معين من شهر معين ، من الطفولة إلى الصبا في ساعات معدودات ، حتى إذا جاء ذلك اليوم حجبناها عن الشباب ؟ أم هي تكبر شعرة شعرة ، كعقرب الساعة تراه في الصباح ثابتاً فإذا عدت إليه بعد ساعتين وجدته قد انتقـل من مكـانه , فهو إذن يمشي وإن لم تر مشـيه ، فإذا عـودنا الأطفـال على هـذا الاخـتلاط فمـتى نفصـل بينهم ؟
(ذكريات 5/ 268-274)

النيلية
2008-06-29, 20:58
الاخت الفاضلة ام ادريس عودة حميدة .......... ننتظرك بشغف فلا تطيلي الغيبة

حديثك ذو شجون ولكني مستمتعة به جدا ................. بارك الله فيك

أم إدريس
2008-07-04, 17:05
جزاك الله كل الخير عزيزتي ..ورحم الله الشيخ علي الطنطاوي
وأصلح الأحوال!

شمعة ضياء
2008-07-04, 19:23
http://www.s3udy.net/pic/thankyou004_files/34.gif

http://www.s3udy.net/pic/thankyou004_files/24.gif

أم إدريس
2008-07-05, 01:07
أنت الروعة يا حضرة المشرفة :D
ومية أهلا فيك :dj_17:

أم إدريس
2008-07-05, 13:48
12- من آثار الاختلاط بين الجنسين :

جئت المدرسة الغربية ، التي أعرفها وتعرفني ، يعرفني كل من يعلم فيها معي من إخواني ، وكل من كان يتعلم فيها من أبنائي ، وتعرفني غرفها وإبهاؤها ، وممراتها وأبوابها ، وأركانها وجدرانها , تركت فيها بقايا مني ، من أيامي ، من أماني وأحلامي ، فلما بلغت بابها أُصبت بصدمة اهتز لها جسدي : صـاح بي البواب : ممنوع يا أفندي , فلما رآني ماضياً قدماً لا أقف عليه ، ولا أتلفت إليه ، وثب يعترضني ويقول : قلت لك ممنوع ، فماذا تريد يا أفندي ؟ قلت أريد أن أقابل المدير فتردد ثم قال لي مستسلماً : تفضل , ودخلت على مدير المدرسة ، فإذا كهل يدل سمته على فضل وعلى صلاح ، فانتسبت له ، كما كانوا يقولون قديماً أو عرفته بنفسي ، كما يقال الآن ، فرحب بي وأراد أن يكرمني ، فدعا بأساتذة الأدب العربي ليلقوني ، فدخل رجلان وسلما وسلمت ، ثم دخلت صبية حسناء ، سافرة حاسرة ، قصيرة الكم واسعة الجيب يبدو منها الساعد والنحر ، وأعلى الصدر ، تهدل خصلة من شعرها على جانب جبينها ، فكلما تكلمت اهتزت فسقطت على عينيها فأزاحتها بيديها ، قصيرة الثوب ، ما أنعمت النظر إلى ساقها لأعرف هل تلبس جوارب أم هي كاشفت الساق ؟ دخلت غير محتشمة ولا مستحيية ، كأنها رجل يدخل على رجال ، أو كأنها حسبتنا نساء تتكشف أمامهن كما تتكشف أمام النساء , وما طالت حيرتي في أمرها ودهشـتي منها حتى سمعت المـدير يقـدمها إلي يقـول أعـرفك بفلانة « نسيت اسمها » مدرسة الأدب العربي ، ومدت يدها لتصافحني فتأخرت لحظة ثم قبضت يدي ، وقلت كلمة اعتذار ما أعجبتها , وأسرعت لأتخلص من هذا الموقف فسألت المدير : هل تدرس الآنسة هنا في مدرسة كل طلابها شباب ؟ , فابتدرت هي الجواب ، وقالت للمدير بجرأة عجيبة : يظهر أن الأستاذ لم يعجبه أن أدرس هنا , قلت للمدير : اسمح لي أسألك هل الآنسة مسلمة ؟ قالت وقد انقلبت كالنمرة المتوحشة : وما دخل الإسلام في الأمر ؟ قلت : يا آنسة ، أنا لم أخاطبك ،وإنما أخاطب المدير ، فإن كنت مسلمة فالإسلام يدخل حياة المسلم كلها ، يكون معه إن كان وحده ، أو كان مع أهله ، أو كان في سوقه ، أو كان في مدرسته ، يبين له حكم كل عمل من أعماله ، لأنه ليس في الإسلام عمل يعمله المسلم إلا و له حكم في الشرع .
ورأيت أن الكلام معها لا يفيد ، فقمت فسلمت على المدير وانصرفت ، ودمي كله يغلي في عروقي ، وغـضبي يضـرب قحف رأسي , وذهبت فسألت من لقيت من الشـبان في دار الأخـوة الإسلامية ، فإذا هي سنة سيئة جديدة : أن يذهب مدرسون شبان إلى مدارس البنات ، ومدرسات شابات إلى مدارس البنين ، في أخطر مرحلة من العمر ، مرحلة الدراسة المتوسطة ، التي يكون فيها التلاميذ في بداية العهد بالبلوغ ، نار الرغبة مشتعلة بين جوانحهم ، وكوابح العقل والتجربة ضعيفة في نفوسهم ، أما الدين فقد كان من أثر المستعمرين في أكثر بلاد المسلمين أنهم أضعفوه في نفوس الناشئين , وروى لي هؤلاء الشباب حوادث مما يقع في المدارس التي تدرس فيها فتيات , حوادث مخيفة أخشى على أعصاب القراء من الشباب أن أذكرها أو أن أشير إليها ، فأكون من الذين يريدون الفساد في الأرض , نار وبنزين هل يكون من اجتماعهما نبع في ظل حوله ورد وياسمين ؟ وذهبت فنشرت مقالة مشتعلة ، لم أكتبها بقلم مقـطوف من أغصان الجنة ، بل بحطبة من جهنم ، تلتهب كلماتها التهاباً ، فتلهب نفوس أهل الإيمان وأهل الشرف ، ومن في نفسه بقية من سلائق العروبة وخلائق الإسلام , تردد صداها بين جوانب البلد تردد صدى صوت المدافع , أرضيت ناساً أبلغ الرضى ، وأغضبت آخرين أعنف الغضب , حملت على الذين جاؤوا بهذه البنت فألقوها بين الشباب , حمامة بيضاء بين صقور ، قد أشرعت هذه الصقور مناقيرها وأعدت مخالبها , على أنها لا تخلو هي من اللوم ، فما الذي أدخلها هذا المدخل ؟ وإن هي إرادته فما الذي عقد ألسنة أهلها فلم ينصحوها ؟ وكف أيديهم عنها فلم يمنعوها ؟ وإن هي اضطر« وما ثم اضطرار » فما لها وما لهم تختار هذا الثوب القصير ، وهذا الزي المثير ، وهم يقرونها على ما اختارت ؟ على أنني لا أتهم شباب العراق ولا بناته , أنهم جميعاً أولادي أو أخوتي ، ولا شباب الشام ومصر ، ولا أتهم أحداً بضعف الخلق ، ولا بامتهان العفاف , هل اتهم المنحدر إن سيرت فيه سيارتي بلا كوابح فانهارت السيارة ؟ هل أتهم النار إن أدنيت يدي منها بلا حجاب ؟ الطريق إنما شق لتسلكه السيارات ، ولكن مع قوة الكابح « الفرامل » ويقظة السائق , والنار إنما خلقت ليستفيد منها الإنسان ، فيطبخ عليها ويتدفأ بها ، وكابح السيارة هنا إنما هو الزواج ، والانتفاع بنار الشهوة إنما يكون بإنشاء الأسرة واستيلاد الولد , ما قال الله لنا كونوا رهباناً فعطلوا هذه الطاقة ، واحبسوا السيل المندفع من فم الوادي , فمن أراد حبس السيل بعدما سال يذهب به السيل ولكن أعدوا له مجرى ليجري فيه ، أو فاستفيدوا من طاقته يدر لكم معملاً ، أو يسير لكم قطاراً , هذه الشهوة طاقة إن أهدرناها خسرناها ، وإن وضعناها في حدودها التي حددها الله لها انتفعنا منها , إن كان المصنع ينتج لنا ثياباً وأواني وسيارات ، فإن هذه الطاقة هي التي جعلها الله منتجة للناس الذين يصنعون الثياب والأدوات والسيارات ، فلا تهدروها ولا تضيعوها, إن المدارس إنما عرفت لتزيد الناس علماً ، لتقوم منهم الخلق ، لتبعدهم عن طريق الرذيلة ، وهذا الاختلاط يسوقهم إلى هذا الطريق سوقاً , لقد كانت مقالة طويلة وكان مما قلت فيها : إن من المترفين الأغنياء قوماً يراجعون الأطباء ، يشكون إليهم بعض ما يجدون من الأبناء ، يقولون إنهم إن حضر الغداء أو العشاء أعرضوا عنه ، ولم يقبلوا عليه ، فهم يطلبون لهم دواء ، يفتح نفوسهم إليه ، ويزيد إقبالهم عليه , ولا يخبرون الطبيب أن السبب فيما يشكونه أن الولد أكل قبل الطعام بنصف ساعة حبة « شكلاطة » ، وقبلها تفاحة ، وقبل ذلك شرب شراباَ حلواً ، أي أنه أكل ما لا يغذيه ولا يكفيه ، ولكنه شغل معدته ، وأضعف شهيته .
والله قد جعل الجوع الذي تحسون به ، دافعاً إلى الطعام الذي تحتاجون إليه ، كما جعل الشهوة وهي جوع آخر ، دافعاً إلى الزواج ، فالشاب الذي يأخذ من هذه نظرة بشهوة ، ومن هذه لمسة أو قبلة ، لم يحقق لـه ذلك المراد من الزواج ، ولم يبق عنده قوة تدفعه إليه ليقبل عليه , كان هذا الذي رأيته ، وهذا الذي كتبته ونشرته قبل ثلاثين سنة , لم أكن أتصور أنه سيأتي علي يوم أرى فيه مدارس البنات في بعض بلاد المسلمين تكشف عن أجسادهن بحجة الرياضة ، وتعلمهن الاختلاط باسم الفن وتخرجهن من بيوتهن للفتوة أو التدريب العسكري ، وسيأتي إن أذن الله ومد في الأجل وصف ما رأينا من ذلك في الشام أيام الوحدة مع مصر ، لقد رأينا شيئاً عجباً ، تشيب له نواصي الأطفال , لقد كانت العـراق لما تركتها بعد أن كنـت مدرساً فيها كما كانت أكثر البلاد العربية ، مثلها كمثل غدير كبير ، كان عذباً صافياً فتعكر ماؤه ، وخالطه الكدر ، فلم يعد سائغاً شرابه ، فلما عدت بعد سبع عشرة سنة « أي سنة 1954 » وجدت قوماً قد أقاموا مصفاة إلى جنب الغدير أخرجت ماء صافياً أبلغ الصفاء ، عذباَ غاية العذوبة ، فوضعوه في بركة صغيرة ، وما خرج منه من أوضار كانت في الماء العكر ، ألقيت في بركة أخرى صغيرة كلها دنس وطين وقذر هذا مثل أكثر البلاد العربية لما كنا صغاراً ومثلها الآن ترى الآن في كل بلد قلة أطهاراً صالحين متعبدين ، كـأنهم « كما شبهتهم مرة غير مبالغ » من أهل الصدر الأول ، وقلة أنجاساً تتلقف كل خبيث من المذاهب ، وسخ من العادات ، أسماؤهم أسماء المسلمين ، وما هم في عقائدهم وفي أعمالهم وفي سلوكهم كالمسلمين , وسائر الناس « أي باقيهم » وجمهورهم كما كانوا من قبل , خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً ، يقيمون الصلاة ، ويصومون ويحجون ، كما كان السلف يصومون ويصلون ويحجون ، فالأعمال هي الأعمال ، ولكن النيات ليست هي النيات , ومنهم من لا تنهاه صلاته عن فحشاء ولا منكر, ومنهم من لا يحافظ على صلواته ، أو لا يكاد يصلي ، ويحسب أن الإسلام قول بلا عمل ، ودعوى بلا دليل ، وأن الله يوم القيامة يميز أهل الجنة من أهـل النار ، بـأوراق النفوس وجوازات السفر ، فمن كتب فيها أنه مسلم جاز الصراط إلى الجنة ، ومن كتب فيها أنه غير ذلك كب في جهنم.
(ذكريات 5/178- 182 )

أم إدريس
2008-07-07, 22:47
13-آثار تعليم المرأة للأولاد الصغار :

ثم سلموا التعليم في المدارس الأولية لـمعلمات بدلاً من المعلمين , ونحن لا نقول إن تعليم المرأة أولاداً صغاراً ، أعمارهم دون العاشرة ، محرم في ذاته , لا ليس محرماً في ذاته ولكنه ذريعة إلى الحرام ، وطريق إلى الوقوع فيه في مقبل الأيام ، وسد الذرائـع من قواعد الإسلام , والصغير لا يدرك جمال المرأة كما يدركه الكبير ، ولا يحس إن نظر إليها بمثل ما يحس به الكبير ولكنه يختزن هذه الصورة في ذاكرته فيخرجها من مخزنها ولو بعد عشرين سنة ,وأنا أذكر نساء عرفتن وأنا ابن ست سنين ، قبل أكثر من سبعين سنة ، وأستطيع أن أتصور الآن ملامح وجوههن , وتكوين أجسادهن , ثم إن من تشرف على تربيته النساء يلازمه أثر هذه التربية حياته كلها ، يظهر ذلك في عاطفته ، وفي سلوكه ، في أدبه ، إذا كان أديباً . (ذكريات 5/ 268-274)

أم إدريس
2008-07-07, 23:22
ثانياً : تجربة أخرى لتعليم المرأة

1 بداية تعليم المرأة في الحجاز :

لما جئت مكة أُدرس فيها ، لم يكن في المملكة إلا مدرسة واحدة للبنات ، فيما أعلم أنا هي المدرسة النصيفية ، التي أنشأها الرجل العظيم الشيخ محمد نصيف رحمة الله عليه ، فكان رائداً في فتح مدارس البنات ، أما الرائد الأول الذي كان أبا التعليم حقاً في هذه المملكة وكان نادرة بين الرجال ، قلما يجود الزمان بمثله ، والذي أفضل الله به على أكثر المتعلمين الآن من الشيوخ ومن الكهول ،هو الشيخ محمد علي زنيل ..
( ذكريات 8/270-275)

2 -الفرق بين السنة الأولى والسنة الثانية ! :

لما قدمت المملكة سنة 1383 كلفني الشيخ « الأفندي » محمد نصيف رحمة الله عليه بأن أعقد ندوة في المدرسة النصيفية أجيب فيها على أسئلتهن ، فاعتذرت وتنصلت ، قال : ولم ؟ هل هذا حرام ؟ قلت التحريم لابد فيه من دليل ، وأنا ما عندي دليل ، ولا أقول بأن ذلك حرام ، بل ربما قلت بأن تعليم البنات أمر دينهن مباشرة واجب على المسلمين ، فإن كان المدرس كبيراً مأموناً وكن محتجبات يكون ذلك مفروضاً ولكنني أخشى أن أستن في المملكة سنة يساء إتباعها ، فيكون علي وزرها ، ووزر من عمل بها ،لذلك لا أبدأ أنا بها ، ولكن إن ألقيت محاضرتان ، تكون محاضرتي الثالثة إن شاء الله ، ولا أكون أنا فاتح هذا الباب .
فسكت وإن ظهر على وجهه أنه لم يقتنع بما قلت ، ثم زرته بعد حين ، فقال لي : أنها قد ألقيت الآن محاضرتان ونحن نطالبك بوعدك ، وكانت الأولى للشيخ عمر الداعوق ، مؤسس جماعة عباد الرحمن ، وهو رجل فاضل إن كان حياً فإنني أدعو له بزيادة التوفيق ، وإن توفي فعليه رحمة الله ،ونسيت من ألقى الثانية ، ولعله كان أخانا وابن شيخنا الأستاذ محمد المبارك رحمة الله عليه ، وجئت وفاء بوعدي ،فوجدت حجاباً كاملاً ، وجواً إسلامياً شاملاً ،ولا عجب في ذلك ومديرة المدرسـة ، هـي أم الأسـاتذة النجـب العـلماء : الدكتور عبد الله نصيف ،وأخوة الدكتور عبد العزيز وسائر الأخوة الأفاضل .
وأخذت معي زوجتي وبنتين لي حضرن معي من الشام ، وكان اجتماعا موفقاً والحمد لله.
ولما كثرت الطالبات في كلية التربية في مكة ، ولم يكن هذا الرائي « التلفزيون » الداخلي الذي تلقى منه اليوم الدروس على البنات ، فيسمعنها ويرين المدرس ولا يراهن ، كلفت بتدريس الطالبات في مسكنهن في الحفائر وكانت المشرفة عليهن يومئذ الأساتذة السيدة إصلاح .
فوجدت الطالبات مستعدات ، وكن بالحجاب السابغ ، ولكن منهن من يبدين الوجوه فقط ، فألقيت عليهن الدرس كما ألقيه على الطلاب ، أشرح لهن كما أشرح لهم ، وأجيب على أسئلتهن ، كما أجيب على أسئلتهم ، ومر العام بسلام ، فلما كانت التي بعدها كثر الكاشفات عن الوجوه، ثم أخذ بعضهن يرتفعن بالخمار قليلاً ، حتى يكشف عن بعض الشعر ، فقلت : لا ، إني في السن كالجد لأكبركن ، ولكني لا أعدو أن أكون رجلاً أجنبياً ، وإن جاز كشف الوجه من غير فتنة بالمرأة ولا فتنة عليها ، ولا خلوة للأجنبي بها ، فلا يجوز تجاوزه إلى الشعر ولا إلى العنق ، ولا تـجاوز الكفين إلى الذراع ، والستر مع ذلك كله أولى وأفضل.
(ذكريات 8/270-275) .

syrine
2008-10-21, 14:31
نحن في زمن الكل تخلى فيه عن مبادءه واخلاقة وهذا تحت عنوان التحرر و العصرنة الهم احفظ ديننا وارحمنا يا رب واغفر لنا

djamelovitch
2008-10-25, 10:38
http://img267.imageshack.us/img267/2356/9449638zk5.gif
http://img242.imageshack.us/img242/1189/5866d6d067fn9.gif

djamelovitch
2008-10-25, 11:15
http://img242.imageshack.us/img242/1189/5866d6d067fn9.gif
http://img242.imageshack.us/img242/7185/mnwa15wl2.gif

أم إدريس
2008-10-25, 20:33
مشكور على طيب المرور..سلمك الله

العدواني الجزائري
2008-11-15, 02:03
5- أول مادة من قانون إبليس هو الاختلاط

نفس الشيء عندما مكن اليهود من وزارة التعليم الفرنسية فنصبت علي راس الوزارة ان ذاك وزيرة الغت المدارس الكاتوليكية التي كانت تمنع الاختلاط

أم إدريس
2008-12-19, 22:54
وفيكم بارك الله شكراً على مشاركتك أخي الكريم