مشاهدة النسخة كاملة : ثلاث صفات من أثبتها فهو من أهل السنة، ومن نفاها فهو من أهل البدعة
مراد_2009
2010-09-10, 22:58
بسم الله الرحمن الرحيم.
يقول الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرحه على الطحاوية:
’’’ هناك ثلاث صفات من أثبتها فهو من أهل السنة، ومن نفاها فهو من أهل البدعة، ما هي؟
صفة الكلام،
و صفة الرؤية،
و صفة العلو.
هذه الصفات هي العلامات الفارقة بين أهل السنة وبين أهل البدعة من أثبتها، فهو من أهل السنة، ومن نفاها فهو من أهل البدعة.‘‘‘
منقول من شبكة البينة السلفية
http://bayenahsalaf.com/vb/index.php
dionysos93
2010-09-11, 13:48
بسم الله الرحمن الرحيم.
يقول الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرحه على الطحاوية:
’’’ هناك ثلاث صفات من أثبتها فهو من أهل السنة، ومن نفاها فهو من أهل البدعة، ما هي؟
صفة الكلام،
و صفة الرؤية،
و صفة العلو.
هذه الصفات هي العلامات الفارقة بين أهل السنة وبين أهل البدعة من أثبتها، فهو من أهل السنة، ومن نفاها فهو من أهل البدعة.‘‘‘
منقول من شبكة البينة السلفية
http://bayenahsalaf.com/vb/index.php
السلام عليكم
في الحقيقة يا أخي الأمر ليس بهذه البساطة و الكلام في العقيدة و خاصة أمور التوحيد هي من الأمور التي ينبغي الإبتعاد عنها و خاصة من عموم الناس، أما المشكل في الأمر أن أهل البدع كما تقول أغلبهم وليس كلهم يؤمن بهذه الصفات و لكن ليس على حقيقتها أي ليس كما هي عند البشر فيقولون الكلام بدون حرف أي نفسي و الرؤية دون جهة اي ليس بشعاع و العلو بلا مكان و يأولون العلو بعلو قدرة و قهر
و يقولون إن القول بالكلام و الروية حقيقة انتقاص في حقه تعالى لأن هذا من صفات الأجسام ، و الأجسام محتاجة إلى أجزائها و هو ما لا يجوز في حقه تعالى
و يقولون أيضا كيف تقولون بالرؤية و الكلام حقيقة و في الإستواء تقولون لا نعلم كيف هو
و لهذا رموا بعضهم بالتجسيم كما قالوا عن بن تيمية في كتابه الرد على أساس التقديس
و الله أعلم
هشام البرايجي
2010-09-11, 14:41
ليس كمثله شيء و هو السميع العليم
لم يؤمنوا بأن الله في السماء مع صراحة الآيات في ذلك، والتي منها قوله تعالى: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور) [ الملك: 6 1]،
أي: من على السماء. يعني: على العرش
قوله تعالى في الملائكة (يخافون ربهم من فوقهم ) يعني : من فوق السماء
وصحة حديث الجارية، الذي شهد لها بالإيمان لأنها عرفت ربها في السماء
وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
مراد_2009
2010-09-11, 14:46
السلام عليكم
في الحقيقة يا أخي الأمر ليس بهذه البساطة و الكلام في العقيدة و خاصة أمور التوحيد هي من الأمور التي ينبغي الإبتعاد عنها و خاصة من عموم الناس،
كيف تقول انه لا يجب على عموم الناس تعلم العقيدة
بل يجب على عموم المسلمين أن يعرفوا ربهم و لكن ليس بطريقة الأهل الكلام و المتفلفسفة
بل نريدهم أن يعرفوا ربهم بطريقة عجائز نيسابور آمنوا بها و أمروها كما جاءت
اثبات بدون تشبيه و تنزيه بدون تعطيل ليس كمثله شيء و هو السميع العليم
ما المشكل في الأمر أن أهل البدع كما تقول أغلبهم وليس كلهم يؤمن بهذه الصفات و لكن ليس على حقيقتها أي ليس كما هي عند البشر فيقولون الكلام بدون حرف أي نفسي و الرؤية دون جهة اي ليس بشعاع و العلو بلا مكان
و يأولون العلو بعلو قدرة و قهر
و يقولون إن القول بالكلام و الروية حقيقة انتقاص في حقه تعالى لأن هذا من صفات الأجسام ، و الأجسام محتاجة إلى أجزائها و هو ما لا يجوز في حقه تعالى
المتأمل في كلامك يقول
لقد وقعت أول ما وقعت في تشبيه الله بخلقه
و من بعدها لم تحتمل هذا فقمت بتعطيل معنى الصفة كي تهرب من التشبيه بزعمك
و هذا سهل الرد عليه نقول الصحابة رضي الله عنهم أعلم الناس بكلام العرب و عاصروا الوحي و لم يذهبوا
الى ما ذهبت اليه و قالوا آمنوا بها و أمروها كما جاءت
و يقولون أيضا كيف تقولون بالرؤية و الكلام حقيقة و في الإستواء تقولون لا نعلم كيف هو
خير ما يرد به على هذا ليس كمثله شيء و هو السميع العليم
فالرب عز و جل أثبت لنفسه السمع و البصر و نفى المماثلة بمخلوقاته
فأنتم لكم غلوا في التنزيه جركم هذا الى التعطيل فسبب هذا هو اعمال العقول الفاسدة في النصوص
و كل هذا من علم الكلام أي الفلفسة الذي أورث أهله الحيرة و جعله يقول لما يموت و
ها أنا أموت على عقيدة عجائز نيسابور
فقولوا لي بربكم ماذا نفعل بهذا العلم علم عجائز نيسابور خير منه
بسم الله الرحمن الرحيم.
يقول الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرحه على الطحاوية:
’’’ هناك ثلاث صفات من أثبتها فهو من أهل السنة، ومن نفاها فهو من أهل البدعة، ما هي؟
صفة الكلام،
و صفة الرؤية،
و صفة العلو.
هذه الصفات هي العلامات الفارقة بين أهل السنة وبين أهل البدعة من أثبتها، فهو من أهل السنة، ومن نفاها فهو من أهل البدعة.‘‘‘
منقول من شبكة البينة السلفية
http://bayenahsalaf.com/vb/index.php
اولا اشكرك على الموضوع الشيق و الضروري و الهام
ثانيا و مع انني اؤمن ان العقيدة ليست بالعقل بل بالقلب و انها رحلة ايمان طويلة رحلة معرفة الخالق و معرفة الخالق لا تكون الا بالتقرب منه و الاخلاص له بتقديم العجز دائما ........
الا انني كنت اود ان تشرح لنا الفهم الصحيح لهاته الصفات الثلاثة دون القائها هكذا ...ثم الانسحاب
ففهمها باثبات دون تشبيه و تنزيه بدون تعطيل شيئ فوق طاقة العقل البشري بل و فوق طاقة العبارة نفسها
فصفة الرؤية تؤدي حتما الى تحديد الجوهر
و صفة الكلام تؤدي الى تحديد الزمان
و صفة العلو تؤدي الى تحديد المكان
ارجو ان تشرح لنا ذلك و تبين لنا اين تنتهي السنة و اين تبدأ البدعة .........
روضة الانوار
2010-09-11, 19:13
شكرا على الموضوع الهام.
لكن يتوجب عليك شرح لنا هاته الصفات الثلاثة بنوع من التفصيل كي يتمكن الأعضاء من فهمها ففهمها يساعدنا على تبين لناأهل السنة وأهل البدعة البدعة .
هشام البرايجي
2010-09-11, 20:04
نكتفي بتوضيح الاخ مراد
01 algeroi
2010-09-11, 20:19
أحسن الله إليك أخي zerrhich ... متابع معكم
هشام البرايجي
2010-09-11, 20:29
: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى : 11
" بارك الله فيك اخي على التنبيه
مراد_2009
2010-09-11, 20:32
سنبدأ بسم الله بصفة العلو ثم نذهب الى باقي الصفات
صفة العلو
الآيات الواردة في إثبات العلو
قال في ذكر آيات العلو: { يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } [آل عمران:55]، وقوله: { بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ } [النساء:158] والرفع: يقتضي العلو، وقوله: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } [فاطر:10] والإصعاد والرفع دليل على علوه سبحانه وتعالى، وقوله: { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ } [غافر:36] في قول فرعون: { أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً } [غافر:37] وهذا فيه دليل على ما ذكرنا أن الفطر مجبولة على طلب العلو فيما يتعلق بالله سبحانه وتعالى، ولذلك فرعون موسى لم يطلبه لا يميناً ولا يساراً ولا نقب في الأرض، إنما قال لوزيره: { يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى } [غافر:36-37]، وهذا مما يدل على أن العلو هو الذي جاءت به كل الرسل، وأن صفة العلو جاءت في كلام كل من أرسلهم الله عز وجل.
وقوله: { أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } [الملك:16] في الآيتين، فقوله: (من في السماء) أي: على السماء، هذا إذا كانت السماء المراد بها السبع الطباق، وأما إذا أريد بالسماء العلو فليست بمعنى (على) يعني: أنه سبحانه وتعالى في العلو، فهو عال على كل شيء سبحانه وتعالى، عال على خلقه بائن منهم سبحانه وتعالى.
وعلى هذا تكون السماء اسم جنس للعالي، فقوله: { أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } [الملك:16] إن كانت السماء هي السماء المبنية فقوله: (في) المراد به على، وإن كان المراد بالسماء جهة العلو أي: اسم جنس للعالي فالمراد أنه سبحانه وتعالى في العلو.
وهذه الأدلة شيء يسير مما ذكره الله عز وجل في كتابه مما يدل على علوه، وإلا فالآيات الدالة على العلو أكثر من أن تحصر، وقد أطال ابن القيم رحمه الله في ذكر الأدلة على علوه في النونية إطالة بينة، يقف عليها من يطالع هذه المنظومة.
المهم أن علو الله سبحانه وتعالى ثابت بأدلة كثيرة لا يمكن حصرها، ولا يمكن رد مدلولها، ولذلك هم يؤولون هذا كله بعلو القهر وعلو القدر.
إثبات علو الله على خلقه وفوقيته عليهم هو مقتضى الفطر السليمة التي لم تتلوث بلوثة الابتداع ولم تَشُبْها شائبة علم الكلام وذلك أن الخلق جميعا بطباعهم وقلوبهم السليمة يرفعون أيديهم عند الدعاء ، ويقصدون جهة العلو بقلوبهم عند التضرع إلى الله لا يلتفتون يمنة ولا يسرة . وبهذه الحجة قهر الشيخ أبو جعفر الهمداني الأستاذ أبا المعالي الجويني المتكلم المعروف بإمام الحرمين حتى ضرب على رأسه وقال : حيرني الهمداني ! حيرني !! كما حكى القصة الإمام ابن أبي العز في شرحه لعقيدة الإمام أبي جعفر الطحاوي16.
جاء في كتاب "نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد" لعبد اللطيف بن محمد بن أبي ربيع ( 1 / 11 ـ 12 ) ما يلي :
( كتاب التوحيد والعقيد :- باب / أين الله ؟
1 – عن عبد الله بن معاوية الغاضري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاث من فعلهن فقد طَعِمَ طَعْم الإيمان : من عبد الله وحده ، وأنه لا إله إلا الله ، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه ، رافدة عليه كل عام ، ولا يعطي الهرمة ، ولا الدرنة ولا المريضة ولا الشرط للئيمة ، ولكن من أوسط أموالكم ، فإن الله لم يسألكم خيره ، و لم يأمركم بشره ) . و في رواية : ( و زكى نفسه فقال رجل : وما تزكية النفس ؟ فقال : أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان ) . صحيح : الصحيحة برقم (1046) .
* فائدة :-
قوله صلى الله عليه وسلم : ( أن الله معه حيث كان ) ، قال الإمام محمد بن يحيى الذهلي : ( يريد أن الله علمه محيط بكل مكان ، والله على العرش ) . ذكره الحافظ الذهبي في ( العلو ) رقم الترجمة ( 73 ) بتحقيقي واختصاري .
وأما قول العامة و كثر من الخاصة : الله موجود في كل مكان ، أو في كل الوجود و يعنون بذاته فهو ضلال بل هو مأخوذ من القول بوحدة الوجود ، الذي يقول به غلاة الصوفية الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق ، و يقول كبيرهم : كل ما تراه بعينيك فهو الله ! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .
2 – عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الراحمون يرحمهم الرحمن – تبارك وتعالى - ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، ( والرحمة شُجْنة من الرحمن ؛ فمن وصلها وصله الله ، و من قطعها قطعه الله ) " . صحيح : الصحيحة برقم ( 925 ) .
* فائدة : قوله في هذا الحديث : " في " : هو بمعني " على " ، كما في قوله ـ تعالى ـ : ( قل سيروا في الأرض ) ، فالحديث من الأدلة الكثيرة على أن الله ـ تعالى ـ فوق المخلوقات كلها ، وفي ذلك ألف الحافظ الذهبي كتابه " العلو للعلي العظيم " وقد انتهيت من اختصاره قريباً ، ووضعت له مقدمة ضافية ، وخرجت أحاديثه وآثاره ، ونزهته من الأخبار الواهية . وقد يسر الله طبعه ، والحمد لله ) اهـ .
من موقع الإمام / محمد بن ناصر الدين الألباني
مراد_2009
2010-09-11, 20:49
لنا عودة انشاء الله لاكمال باقي الصفات بعد صلاة العشاء
سنبدأ بسم الله بصفة العلو ثم نذهب الى باقي الصفات
صفة العلو
الآيات الواردة في إثبات العلو
قال في ذكر آيات العلو: { يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } [آل عمران:55]، وقوله: { بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ } [النساء:158] والرفع: يقتضي العلو، وقوله: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } [فاطر:10] والإصعاد والرفع دليل على علوه سبحانه وتعالى، وقوله: { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ } [غافر:36] في قول فرعون: { أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً } [غافر:37] وهذا فيه دليل على ما ذكرنا أن الفطر مجبولة على طلب العلو فيما يتعلق بالله سبحانه وتعالى، ولذلك فرعون موسى لم يطلبه لا يميناً ولا يساراً ولا نقب في الأرض، إنما قال لوزيره: { يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى } [غافر:36-37]، وهذا مما يدل على أن العلو هو الذي جاءت به كل الرسل، وأن صفة العلو جاءت في كلام كل من أرسلهم الله عز وجل.
وقوله: { أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } [الملك:16] في الآيتين، فقوله: (من في السماء) أي: على السماء، هذا إذا كانت السماء المراد بها السبع الطباق، وأما إذا أريد بالسماء العلو فليست بمعنى (على) يعني: أنه سبحانه وتعالى في العلو، فهو عال على كل شيء سبحانه وتعالى، عال على خلقه بائن منهم سبحانه وتعالى.
وعلى هذا تكون السماء اسم جنس للعالي، فقوله: { أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } [الملك:16] إن كانت السماء هي السماء المبنية فقوله: (في) المراد به على، وإن كان المراد بالسماء جهة العلو أي: اسم جنس للعالي فالمراد أنه سبحانه وتعالى في العلو.
وهذه الأدلة شيء يسير مما ذكره الله عز وجل في كتابه مما يدل على علوه، وإلا فالآيات الدالة على العلو أكثر من أن تحصر، وقد أطال ابن القيم رحمه الله في ذكر الأدلة على علوه في النونية إطالة بينة، يقف عليها من يطالع هذه المنظومة.
المهم أن علو الله سبحانه وتعالى ثابت بأدلة كثيرة لا يمكن حصرها، ولا يمكن رد مدلولها، ولذلك هم يؤولون هذا كله بعلو القهر وعلو القدر.
إثبات علو الله على خلقه وفوقيته عليهم هو مقتضى الفطر السليمة التي لم تتلوث بلوثة الابتداع ولم تَشُبْها شائبة علم الكلام وذلك أن الخلق جميعا بطباعهم وقلوبهم السليمة يرفعون أيديهم عند الدعاء ، ويقصدون جهة العلو بقلوبهم عند التضرع إلى الله لا يلتفتون يمنة ولا يسرة . وبهذه الحجة قهر الشيخ أبو جعفر الهمداني الأستاذ أبا المعالي الجويني المتكلم المعروف بإمام الحرمين حتى ضرب على رأسه وقال : حيرني الهمداني ! حيرني !! كما حكى القصة الإمام ابن أبي العز في شرحه لعقيدة الإمام أبي جعفر الطحاوي16.
جاء في كتاب "نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد" لعبد اللطيف بن محمد بن أبي ربيع ( 1 / 11 ـ 12 ) ما يلي :
( كتاب التوحيد والعقيد :- باب / أين الله ؟
1 – عن عبد الله بن معاوية الغاضري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاث من فعلهن فقد طَعِمَ طَعْم الإيمان : من عبد الله وحده ، وأنه لا إله إلا الله ، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه ، رافدة عليه كل عام ، ولا يعطي الهرمة ، ولا الدرنة ولا المريضة ولا الشرط للئيمة ، ولكن من أوسط أموالكم ، فإن الله لم يسألكم خيره ، و لم يأمركم بشره ) . و في رواية : ( و زكى نفسه فقال رجل : وما تزكية النفس ؟ فقال : أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان ) . صحيح : الصحيحة برقم (1046) .
* فائدة :-
قوله صلى الله عليه وسلم : ( أن الله معه حيث كان ) ، قال الإمام محمد بن يحيى الذهلي : ( يريد أن الله علمه محيط بكل مكان ، والله على العرش ) . ذكره الحافظ الذهبي في ( العلو ) رقم الترجمة ( 73 ) بتحقيقي واختصاري .
وأما قول العامة و كثر من الخاصة : الله موجود في كل مكان ، أو في كل الوجود و يعنون بذاته فهو ضلال بل هو مأخوذ من القول بوحدة الوجود ، الذي يقول به غلاة الصوفية الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق ، و يقول كبيرهم : كل ما تراه بعينيك فهو الله ! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .
2 – عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الراحمون يرحمهم الرحمن – تبارك وتعالى - ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، ( والرحمة شُجْنة من الرحمن ؛ فمن وصلها وصله الله ، و من قطعها قطعه الله ) " . صحيح : الصحيحة برقم ( 925 ) .
* فائدة : قوله في هذا الحديث : " في " : هو بمعني " على " ، كما في قوله ـ تعالى ـ : ( قل سيروا في الأرض ) ، فالحديث من الأدلة الكثيرة على أن الله ـ تعالى ـ فوق المخلوقات كلها ، وفي ذلك ألف الحافظ الذهبي كتابه " العلو للعلي العظيم " وقد انتهيت من اختصاره قريباً ، ووضعت له مقدمة ضافية ، وخرجت أحاديثه وآثاره ، ونزهته من الأخبار الواهية . وقد يسر الله طبعه ، والحمد لله ) اهـ .
من موقع الإمام / محمد بن ناصر الدين الألباني
و نبدأ على بركة الله المناقشة و الاشكالات المطروحة
حسب ما فهمته مما سبق ان صفة العلو ثابتة لله عز وجل و الكل متفق على ذلك
لكن الاشكال هو في كيفية اثبات هذا العلو دون اثبات الجهة
------------------
هو الذي ينزل في كل ليلة الى السماء الدنيا
و هو الذي يصعد اليه الكلم الطيب
و هو الذي يتوجه اليه العباد برفع ايديهم الى السماء ..الخ
السؤال الذي يطرح نفسه ..
هل هذا العلو هو علو حقيقي ام مجازي ؟
و هل فوقية الله على عباده هي حقيقية ..
خاصة و ان للفوق و التحت نفس المفهوم اذ نحن نعرف ان الفوق في الشمال هو نفسه التحت في الجنوب
ثم كيف نوافق بين الادلة السابقة و بين
نفي الجهة لله
و ان الله لا يحده مكان و لا يوجد في جهة معينة اي ليس في اتجاه الفوق و لا في اتجاه التحت و لا يمنة و لا يسرة
و انه خالق الفوق و التحت
و بقوله تعالى ..اينما تولو فثم وجه الله
-------------
و نجمع بين الاثنين على فهم السلف الصالح
ثم من الاخطر على العقيدة توهم الجهة باثبات العلو ام التنزيه عن الجهة بتعطيل العلو ؟ (فانه يبدو واضحا من الادلة المنقولة في الاعلى محاولة اثبات العلو بتغافل كبير عن تنزيه الجهة )
ارجو اجابة صحيحة و مختصرة بعيدا عن النقول الطويلة حتى يستفيد القارئ
مراد_2009
2010-09-11, 23:34
حسب ما فهمته مما سبق ان صفة العلو ثابتة لله عز وجل و الكل متفق على ذلك
لكن الاشكال هو في كيفية اثبات هذا العلو دون اثبات الجهة
والجواب عنها ما قاله ابن تيمية في ( التدمرية ) ( ص 45 ) : قد يراد ب ( الجهة ) شيء موجود غير الله فيكون مخلوقا كما إذا أريد ب ( الجهة ) نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما إذا أريد بالجهة ما فوق العالم . ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه كما فيه إثبات العلو والاستواء والوفوقية والعروج إليه ونحو ذلك وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق سبحانه وتعالى مباين للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته فيقال لمن نفى : أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق ؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات أم تريد بالجهة ما وراء العالم فلا ريب أن الله فوق العالم . وكذلك يقال لمن قال : الله في جهة . أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات ؟ فإن أردت الأول فهو حق وإن أردت الثاني فهو باطل
هل هذا العلو هو علو حقيقي ام مجازي ؟
و هل فوقية الله على عباده هي حقيقية ..
ألم تسأل نفسك يوما لماذا الصحابة و من بعدهم علماء السلف لم يطرحوا هذه الأسئلة
أم أنهم فهموا أن هذه الصفات يراد بها حقيقة الصفة و أما الكيف فلا يعلمه الا الله
بل السلف لم يكونوا يحبون هذه الأسئلة التي تدور حول الكيف و الدليل فعل الامام مالك
فأنصحك لا تتعب نفسك و أمروها كما جاءت على حقيقتها و لا تقل كيف فترث الحيرة
كما ورثها الجويني و عليك بعقيدة العجائز
فانه يبدو واضحا من الادلة المنقولة في الاعلى محاولة اثبات العلو بتغافل كبير عن تنزيه الجهة
أولا لفض الجهة محدث لم يكن دارجا عند السلف أهل القرون الثلاثة الخيرية
ثانيا هي لفض مجمل قد يراد به الحق و قد يراد به باطل
فعليك بكلام شيخ الاسلام الذي نقلت لك فلن تجد أنفس منه
مراد_2009
2010-09-12, 00:42
أضن أننا قد انتهينا من صفة العلو فننتقل باذن الله الى صفة الكلام
صفة الكلام لرب عز و جل
الأدلة من الكتاب
قال الله جل ثناؤه : {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا}.
وقال عز وجل : {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله}.
وقال تبارك وتعالى : {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} ولم يقل : حتى يرى خلق الله.
وقال : {يسمعون كلام الله ثم يحرفونه}.
وقال : {يريدون أن يبدلوا كلام الله}.
وقال : {واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته}.
وقال : {لا تبديل لكلمات الله}.
وقال : {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته}.
وقال : {ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين}.
وقال : {ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون}.
وقال : {ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين} {11}.
وقال : {إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم}.
وقال : {وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}.
وقال : {وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا}
الأدلة من السنة
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِيَ بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ أَهْلَ السَّمَاءِ ، فَيَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي جَاؤُونِي شُعْثًا غُبْرًا
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الأَبِيوَرْدِيُّ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، مَوْلَى خَالِدِ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ قَالَ : دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يُدْخِلْهُ مِنْ شَيْءٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُولُوا : قَدْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا قَالَ : فَأَلْقَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ إِلَى قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ : رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ ، وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ، قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ ، وَغَيْرِهِ ، عَنْ وَكِيعٍ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ ، وَأَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ ، قَالا : أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مِنْ صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ ، فَهِيَ خِدَاجٌ ، فَهِيَ خِدَاجٌ ، فَهِيَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ
فَقُلْتُ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، إِنِّي أَكُونُ أَحْيَانًا وَرَاءَ الإِمَامِ قَالَ : فَغَمَزَ ذِرَاعِي ، وَقَالَ : يَا فَارِسِيُّ ، اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ : فَنِصْفَهَا لِي ، وَنِصْفَهَا لِعَبْدِي ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْرَؤُوا ، يَقُولُ الْعَبْدُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى حَمِدَنِي عَبْدِي ، يَقُولُ الْعَبْدُ : الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي ، يَقُولُ الْعَبْدُ : مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : مَجَّدَنِي عَبْدِي ، يَقُولُ الْعَبْدُ : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، فَهَذِهِ الآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ، يَقُولُ الْعَبْدُ : اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ، فَهَؤُلاءِ لِعَبْدِي ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكٍ
هذه كلها أدلة تثبت لربنا الكلام فهو يتكلم كيف ما شاء متى ما شاء سبحانه و تعالى
و قد ذهبت كثير من طوائف أهل البدع الى تحريفات و تأويلات باطلة سببها عقولهم
و عصم الله أهل السنة بتباعهم السلف فسكتوا متى ما سكتوا و تكلموا متى ما تكلموا
سبحان الله لوسألته روحك التي بين جنبيك كيف هي لحتار و لم يجد جوابا
فكيف تعمل عقلك في الرب سبحانه و تعالى الخالق المدبر علام الغيوب
والجواب عنها ما قاله ابن تيمية في ( التدمرية ) ( ص 45 ) : قد يراد ب ( الجهة ) شيء موجود غير الله فيكون مخلوقا كما إذا أريد ب ( الجهة ) نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما إذا أريد بالجهة ما فوق العالم . ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه كما فيه إثبات العلو والاستواء والوفوقية والعروج إليه ونحو ذلك وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق سبحانه وتعالى مباين للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته فيقال لمن نفى : أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق ؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات أم تريد بالجهة ما وراء العالم فلا ريب أن الله فوق العالم . وكذلك يقال لمن قال : الله في جهة . أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات ؟ فإن أردت الأول فهو حق وإن أردت الثاني فهو باطل
ألم تسأل نفسك يوما لماذا الصحابة و من بعدهم علماء السلف لم يطرحوا هذه الأسئلة
أم أنهم فهموا أن هذه الصفات يراد بها حقيقة الصفة و أما الكيف فلا يعلمه الا الله
بل السلف لم يكونوا يحبون هذه الأسئلة التي تدور حول الكيف و الدليل فعل الامام مالك
فأنصحك لا تتعب نفسك و أمروها كما جاءت على حقيقتها و لا تقل كيف فترث الحيرة
كما ورثها الجويني و عليك بعقيدة العجائز
أولا لفض الجهة محدث لم يكن دارجا عند السلف أهل القرون الثلاثة الخيرية
ثانيا هي لفض مجمل قد يراد به الحق و قد يراد به باطل
فعليك بكلام شيخ الاسلام الذي نقلت لك فلن تجد أنفس منه
قولك ان السلف لم يكونوا يحبون طرح الاسئلة فهو جواب لك قبل ان يكون جواب لي لأنك انت من فتح الموضوع و جعل حدا فاصلا بين البدعة و السنة و هو اثبات الصفات الثلاثة رغم انها علم دقيق جدا لا صحابة رسول الله و لا رسول الله على حسب علمي كانوا يجلسون يتناقشون في من هو المبتدع و من هو السني و من يثبت و من يعطل هاته الصفة او تلك الصفة ...كانت تؤخذ العقيدة بجملتها و بخطوطها العريضة دون تهم للفهوم و الحيرة و التوجهات التي تنتاب متلقيها .... ثم تدرك فيما بعد بالتقوى و الايمان كما قلت لك في اول مداخلتي
و بما انك ورطتنا و جعلت عقيدة كل منا على المحك كان يجب عليك ان تجيب بشكل واضح على كل التساؤلات
-------------------
اما رايي الشخصي فانني اؤمن ان صفة العلو هي صفة ثابتة لله بمفهوم انه الخالق و غيره مخلوق و يستحيل ان يكون المخلوق اعلى من الخالق .. فوجبت و ثيتت بذلك فوقيته عز و جل على مخلوقاته ...
و ليس بمفهوم ان العالم ككل تحت و الله بذاته فوقه و كأن الله خلق العالم تحته هذا انفر منه و اراه تحديد الله -و اعوذ به من ذلك -في مكان محدد معين هو فوق مكان اخر هو عالمنا هذا ....فالذي فوق مكان هو مكان مثله...
(خاصة و ان علم الفلك الحديث قد اظهرلنا بوضوح الكرة الارضية و نسبية التحت و الفوق بالنسبة لنا فيها و نحن نؤمن ان الله غير كل هذا الكون )
ارى هذا التصور اقرب للمنطق و للعقل و للتوجه السليم
كما اراه مبدئيا فقط اي نقطة الانطلاق الصحيحة لكل مسلم في معرفته لخالقه اما الحقيقة فلا يدركها الا المتقون و المؤمنون الصادقون بعد رحلة طويلة من التقوى و القرب منه عز وجل بقلوبهم و ليس بعقولهم
لكنني احترم كل التصورات الاخرى في اثبات هذه الصفة له و كل الادلة المستقاة بلا تكفير او تبديع
و احسب فهمي هذا اقرب الى عقيدة اهل السنة و الجماعة عقيدة السلف و هي العقيدة الوسطية التي تنادي بالاثبات دون تشبيه و بالتنزيه دون تعطيل
----------------
(اثبات العلو دون تشبيه الله بالعالم و جعله في مكان محدد بانه فوق و كذلك بتنزيه له عن تحيزه في جهة و مكان دون تعطيل صفة العلو و الفوقية له على مخلوقاته و نفيهما او انكارهما عنه ) ... و الله اعلم
---------------------
مراد_2009
2010-09-12, 13:06
قولك ان السلف لم يكونوا يحبون طرح الاسئلة فهو جواب لك قبل ان يكون جواب لي
أنا ما قلت هذا
أنا قلت السلف لم يكونوا يحبون الأسئلة التي تدور حول الكيف فتنبه فلا تتوهم و توهم غيرك
فالصحابة كانوا يسألون النبي صلى الله عليه و سلم عن الصفة تحقيقا لا انكارا
كالصحابي الذي قال للنبي أويضحك ربنا قال النبي نعم قال الصحابي لا نعدم خيرا من رب يضحك قط
لأنك انت من فتح الموضوع و جعل حدا فاصلا بين البدعة و السنة و هو اثبات الصفات الثلاثة
نعم نقول
الذي يثبت الصفات كما جاءت من دون تعطيل و لا تأويل و لا تشبيه فهو من أهل السنة
و العكس صحيح
رغم انها علم دقيق جدا لا صحابة رسول الله و لا رسول الله على حسب علمي كانوا يجلسون يتناقشون في من هو المبتدع و من هو السني و من يثبت و من يعطل هاته الصفة او تلك الصفة ...كانت تؤخذ العقيدة بجملتها و بخطوطها العريضة دون تهم للفهوم و الحيرة و التوجهات التي تنتاب متلقيها .... ثم تدرك فيما بعد بالتقوى و الايمان كما قلت لك في اول مداخلتي
بل هي علم بسيط سهل على من آمن بالصفات و أمرها كما جاءت
نقول ربنا على العرش استوى استواء يليق بجلاله و نسكت و لا نقول كيف لأن السلف توقفوا هنا و أهل البدع زادوا
فضلوا
نعم التهم تكال للفهوم ان فسر ستوى بستولى و اليد بالقدرة لأنها من التفسيرات الباطلة فتنبه بارك الله فيك
و بما انك ورطتنا و جعلت عقيدة كل منا على المحك كان يجب عليك ان تجيب بشكل واضح على كل التساؤلات
هداك الله
بربك قلي أين التورط لما نذكر الصفات وفق عقيدة أهل السنة
أما السؤالات فقد أجابك عنها شيخ الاسلام بن تيمية الذي كان شوكة في حلوق أهل الكلام
فرجع الى الردود
اما رايي الشخصي فانني اؤمن ان صفة العلو هي صفة ثابتة لله بمفهوم انه الخالق و غيره مخلوق و يستحيل ان يكون المخلوق اعلى من الخالق .. فوجبت و ثيتت بذلك فوقيته عز و جل على مخلوقاته ...
و ليس بمفهوم ان العالم ككل تحت و الله بذاته فوقه و كأن الله خلق العالم تحته هذا انفر منه و اراه تحديد الله -و اعوذ به من ذلك -في مكان محدد معين هو فوق مكان اخر هو عالمنا هذا ....فالذي فوق مكان هو مكان مثله...
(خاصة و ان علم الفلك الحديث قد اظهرلنا بوضوح الكرة الارضية و نسبية التحت و الفوق بالنسبة لنا فيها و نحن نؤمن ان الله غير كل هذا الكون )
هذه الأمور ليست بالآراء الشخصية بل هذا علم ورثناه عن سلفنا لا يحتاج آراء و تقعيدات بل كتاب و سنة بفهم سلف الأمة
أقول لك أخي اياك وهذا العلم الذي يورثك الحيرة و عليك بعلم العجائز أما علم الفلك فهو مبني على نظريات تحتمل الخطأ و تحتمل الصواب فمثلا علم الفلك كان يقول الشمس ثابتة و بعدها جاءت نظرية تقول الشمس تتحرك وبعدها الله أعلم فلا تجعل دينك لعبتة بين النظريات
ارى هذا التصور اقرب للمنطق و للعقل و للتوجه السليم
باب الأسماء و الصفات لا يدخل فيه لا عقل و لا منطق
و ان أردت التوجه السليم فعليك بعقيدة العجائز و خذ العبرة بالجويني
حقا لقد كان في قصصهم عبرة لمن يعتبر
لكنني احترم كل التصورات الاخرى في اثبات هذه الصفة له و كل الادلة المستقاة بلا تكفير او تبديع
هل تحترم عقيدة الأشاعرة التي تفسر الاستواء بالاستيلاء
هل تحترم عقيدة المعطلة التي تعطل الصفة نهائيا
هل تحترم عقيدة الصوفية التي تقول الله في كل مكان
ان كنت أنت تحترمها فنحن لا نحترمها لأنها تخالف عقيدة أهل السنة
و احسب فهمي هذا اقرب الى عقيدة اهل السنة و الجماعة عقيدة السلف و هي العقيدة الوسطية التي تنادي بالاثبات دون تشبيه و بالتنزيه دون تعطيل
أنت متناقض كيف تحترم عقيدة تعطل و لا تثبت أو تؤول كالأشاعرة و الماتوريدية و الصوفية الحلولية
و من جهة تنادي بالاثبات دون تشبيه بالتنزيه دون تعطيل
اذا كنت تعتقد عقيدة لابد و أن تبغض من يخالفها
لا أقول لك هذا هو المنطق بل أقول هذا هو الحق
dionysos93
2010-09-12, 13:15
[quote=مراد_2009;3700576]
والجواب عنها ما قاله ابن تيمية في ( التدمرية ) ( ص 45 ) : قد يراد ب ( الجهة ) شيء موجود غير الله فيكون مخلوقا كما إذا أريد ب ( الجهة ) نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما إذا أريد بالجهة ما فوق العالم . ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه كما فيه إثبات العلو والاستواء والوفوقية والعروج إليه ونحو ذلك وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق سبحانه وتعالى مباين للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته فيقال لمن نفى : أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق ؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات أم تريد بالجهة ما وراء العالم فلا ريب أن الله فوق العالم . وكذلك يقال لمن قال : الله في جهة . أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات ؟ فإن أردت الأول فهو حق وإن أردت الثاني فهو باطل
من هذا الكلام تفهم أن ابن تيمية يقول أن الله موجود خارج العالم في جهة الفوق من العالم والذي ينفيه ابن تيمية فقط هو أن يكون الله تعالى موجودا في شيء خارج العالم ،هذا هو الأمر الوحيد الذي ينفيه ابن تيمية و لكن لا ينفي كون الله تعالى نفسه جهة ،أي إذا أراد أن يتوجه و يتحرك و ينتقل إلى العالم فإن الجهة التي يتحرك منها هي عين ذاته و التي ينتقل إليها هي عين العالم و هذا هو نفس الأمر الذي وقع فيه الخلاف بين المنزهة و المجسمة فالخلاف بينهم هو في الجهة بهذا المعنى .
فعرفت إذن أن ما أوردته لأبن تيمية هو نقيض ما أردته إذ صاحبه يقول:
أن الله هو نفسه جهة نفسه فهو الجهة التي ينتقل منها إلى العالم و هو أيضا الجهة التي يتوجه إليها الناس من العالم .
و لما أراد تبيين الفرق بين الأشاعرة و بين من أطلق عليهم أنهم أهل الحديث قال إن أهل الحديث أثبتو ا العلو و الأشاعرة نفوا الجهة ،فيفهم من مقابلته الجهة و العلو أنه يريد بالعلو نفس معنى الجهة فيكون معنى كلامه أن الأشاعرة نفوا الجهة و أهل الحديث أثبتوا الجهة و معلوم أن ابن تيمية إنما ينصر مذهب أهل الحديث .
و الجهة عند ابن تيمية من أعظم الصفات التي يتصف به الله تعالى، بل هي كما يقول يحصل بها التمايز بين الموجودات أكثر مما يحصل به التمايز بالصفات المعاني مثل القدرة و الإرادة و العلم أي أن تميز الله عن خلقه بالجهة أعظم من تميزه عنهم باٌرادة و القدرة و العلم و سائر الصفات.
و إذا كان الأمر كذلك فكيف يقول بأن هذه الجهة عدمية فهل يتميز الله عن خلقه بأمر عدمي و هل يعقل أن يكون تميزه عنهم بألأمر العدمي أعظم من تميزه عنهم بالصفات الوجودية الأخرى؟
فإذا أردنا أن نفهم من كل ذلك معنى صحيحا فإنه يرجع إلى أن الله تعالى يتميز عن الخلق بذاته أي بنفس حقيقته لا بكونه في جهة منهم و يتميز عنهم بصفاته و هو ما أعتقد به
مراد_2009
2010-09-12, 14:37
من هذا الكلام تفهم أن ابن تيمية يقول أن الله موجود خارج العالم في جهة الفوق من العالم والذي ينفيه ابن تيمية فقط هو أن يكون الله تعالى موجودا في شيء خارج العالم ،هذا هو الأمر الوحيد الذي ينفيه ابن تيمية و لكن لا ينفي كون الله تعالى نفسه جهة ،أي إذا أراد أن يتوجه و يتحرك و ينتقل إلى العالم فإن الجهة التي يتحرك منها هي عين ذاته و التي ينتقل إليها هي عين العالم و هذا هو نفس الأمر الذي وقع فيه الخلاف بين المنزهة و المجسمة فالخلاف بينهم هو في الجهة بهذا المعنى .
فعرفت إذن أن ما أوردته لأبن تيمية هو نقيض ما أردته إذ صاحبه يقول:
أن الله هو نفسه جهة نفسه فهو الجهة التي ينتقل منها إلى العالم و هو أيضا الجهة التي يتوجه إليها الناس من العالم .
و لما أراد تبيين الفرق بين الأشاعرة و بين من أطلق عليهم أنهم أهل الحديث قال إن أهل الحديث أثبتو ا العلو و الأشاعرة نفوا الجهة ،فيفهم من مقابلته الجهة و العلو أنه يريد بالعلو نفس معنى الجهة فيكون معنى كلامه أن الأشاعرة نفوا الجهة و أهل الحديث أثبتوا الجهة و معلوم أن ابن تيمية إنما ينصر مذهب أهل الحديث .
و الجهة عند ابن تيمية من أعظم الصفات التي يتصف به الله تعالى، بل هي كما يقول يحصل بها التمايز بين الموجودات أكثر مما يحصل به التمايز بالصفات المعاني مثل القدرة و الإرادة و العلم أي أن تميز الله عن خلقه بالجهة أعظم من تميزه عنهم باٌرادة و القدرة و العلم و سائر الصفات.
و إذا كان الأمر كذلك فكيف يقول بأن هذه الجهة عدمية فهل يتميز الله عن خلقه بأمر عدمي و هل يعقل أن يكون تميزه عنهم بألأمر العدمي أعظم من تميزه عنهم بالصفات الوجودية الأخرى؟
فإذا أردنا أن نفهم من كل ذلك معنى صحيحا فإنه يرجع إلى أن الله تعالى يتميز عن الخلق بذاته أي بنفس حقيقته لا بكونه في جهة منهم و يتميز عنهم بصفاته و هو ما أعتقد به
ختى لا نقع في الوهم و نكثر الكلام علينا الرجوع لعلمائنا فهم قد كفونا و لله الحمد
و نعيد ونكر نحن هنا لنقل علم العلماء فنحن مجرد نقلة لكلام علمائنا الكبار
يقول الشيخ العثيمين في تقريب التدمرية ص 52
الجهة: أي لو قال قائل: إن الله في جهة، أو هل لله جهة؟
فيقال له: لفظ "الجهة" ليس في الكتاب والسنة إثباته ولا نفيه، فليس فيهما أنه في جهة، أو له جهة، ولا أنه ليس في جهة، أو ليس له جهة، وفي النصوص ما يغني عنه كالعلو، والفوقية، والاستواء على العرش، وصعود الأشياء إليه ونزولها منه.
وقد اضطرب المتأخرون في إثباته ونفيه.
فإذا أجريناه على القاعدة قلنا:
أما اللفظ فلا نثبته ولا ننفيه لعدم ورود ذلك.
- وأما المعنى فنري ماذا يراد بالجهة؟
أيراد بالجهة شيء مخلوق محيط بالله عز وجل؟ فهذا معنى باطل لا يليق بالله سبحانه، فإن الله لا يحيط به شيء من مخلوقاته، فقد وسع كرسيه السموات والأرض، ولا يؤوده حفظهما، ولا يمكن أن يكون داخل شيء من مخلوقاته.
أم يراد بالجهة ما فوق العالم؟ فهذا حق ثابت لله عز وجل، فإن الله تعالى فوق خلقه عال عليهم، كما دل على ذلك الكتاب، والسنة، والإجماع، والعقل، والفطرة، وفي صحيح مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجارية كانت له: "أين الله؟" قالت: في السماء. قال: "من أنا؟" قالت: أنت رسول الله. قال: "أعتقها فإنها مؤمنة".
أرجوا أن يكون الشيخ العثيمين قد بسط لك المسألة و أنصحك أخي لا تتعمق كثيرا في الأسماء و الصفات فتهلك
يا اخ عندما اقول رايي الشخصي يعني تجربتي مما فهمته من علماء المسلمين و اعتقاداتهم و مدى اقتناعي بادلتهم و توافقها مع عقيدة السلف الصالح .....
كما انني اقصد باحترامي لاراء الاخرين هو احترامي لكل من لم يخرج عن قاعدة اهل السنة و الجماعة الاثبات دون تشبيه و التنزيه دون تعطيل و احسبه من عقيدة اهل السنة و الجماعة (حتى و لو مال دون تطرف الى الاثبات على حساب التنزيه او الى التنزيه على حساب الاثبات) ....و اغلبية المسلمين لا تنفى صفة العلو عن الله كما انها لا تتردد في نفي المكان و التحيز عنه ..لكنها تتارجح في الوسطية بينهما
اما عقيدة العجائز كما سيمتها فهي عقيدة اغلبية المسلمين بلا استثناء و هي فطرية و باعتمادها يبطل موضوعك من اساسه و جعل اثبات الصفات الثلاثة الفيصل بين السنة و البدعة لامعنى له بين عموم المسلمين لأن الجميع يثبت هاته الصفات الثلاث و لا ينكرها
-----------------
بالنسبة لقول شيخ الاسلام فلقد فسر الجهة بمفهومين
الاول ان يكون المقصود بها المكان و قال ان ذلك باطل و هو ما كنت اعنيه بتنزيه الله عن الجهة و رددته و لم اقبله و لايقبله مسلم ..............و هو تحذير من الشيخ لك انت و لكل من توهم ان مفهوم العلو نحو جهة الفوق او الاعلى هو المكان الذي فوق العالم
الثاني ان يقصد بها اللامكان (اي اين لا يوجد مكان ) و قال ان ذلك حق و هنا ايضا ينعدم مفهوم الفوق و التحت و اليمين و اليسار لانها ظرف مكان و نحن نتكلم عن اللامكان .... ..لكن سُميت هاته العلاقة بين المكان و اللامكان مجازا بالجهة ...و اثبتها ابن تيمية -كما قال الاخ الذي سبقني ....و هنا نضطر الى مراجعة مفهوم العلو او الفوق لاته يفقد معناه و يضطرنا الى تقبله على اسا س هاته العلاقة بين الخالق و المخلوق و هو ما قصدته و شرحته سابقا ....هذا ما فهمت و الله اعلم اي ان كلامه لا يناقضني بقدر ما يناقضك انت
-------------------------
و كما انك تخاف علينا من وهم التعطيل نخاف عليك من وهم التشبيه
01 algeroi
2010-09-12, 15:16
عن كتاب ( المجموعة العلية من كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ) (المجموعة الأولى) جمع وتحقيق الدكتور : هشام بن إسماعيل بن علي الصيني جامعة أم القرى - قسم العقيدة من منشورات دار ابن الجوزي الطبعة الأولى محرّم 1422 هجري
مسألة عن نسبة الباري إلى العلو من جميع الجهات المخلوقة
مسألة
سئل عنها سيدنا وشيخنا وإمامنا الشيخ الإمام العالم العامل الناسك البارع المجتهد السالك المحقق والمدقق مفتي الفرق وناصر السنن وقامع البدع فريد عصره وواسطة عقد دهره شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية الحراني –نفعنا الله بعلومه الفاخرة وأسبغ علينا نعمه باطنة وظاهرة وأثابه في الدار الآخرة- بالديار المصرية فيمن قال : إن نسبة الباري تعالى إلى العلو من جميع الجهات المخلوقة وإنه يدعى من أعلى لا من أسفل وإنه بائن من خلقه لا يتصور ذلك في الذهن إلا إذا فرضنا أن ذات الحق فلكية محيطة بالفلك إذ الفلك مستدير محيط بالخلق فهذا التصور حق أم لا ؟ وإذا لم يكن حق فما الدليل الخاصم لحجته بما يقبله العقل الصحيح أفتونا مأجورين رضي الله عنكم أجمعين ..... 1
أجاب رضي الله عنه :
الحمد لله بل هذا التصور باطل وأما بيان بطلانه فله طرق كثيرة وذلك أن هذا القائل يقول: لو كان الباري سبحانه وتعالى فوق المخلوقات وهو بائن من مخلوقاته لوجب أن يكون فلكا محيطا بالأفلاك لأن الفلك التاسع مستدير وهو محيط بسائر الأفلاك وما في جوفها والمحدد للجهات هو سطح الفلك التاسع فلو قدرنا شيئا فوقه للزم أن يكون فلكا تاسعا ...2 وهو مبني على أن الأفلاك مستديرة وهذا ثابت بالسمع والعقل وربما قال بعضهم : إن الافلاك هي تحت الارض فلو كان فوق العالم للزم أن يكون تحت هذه الأرض أبراج تحت بعض الناس فهذا حقيقة كلامه.
وأما بيان بطلانه فمن وجوه:
أحدهما : أن يقال: لا يخلو إما أن يكون الخالق تعالى مباينا للمخلوقات وإما أن يكون محايثا لها وإما لا يكون لا مباينا ولا محايثا لها.
وإن شئت قلت: إما أن يكون داخل العالم وإما أن يكون خارجه وإما لا يكون داخله ولا خارجه.
وإن شئت قلت: هو سبحانه لما خلق العالم إما أن يكون دخل فيه أو أدخله (نفسه أو لا)..3 داخل فيه ولا أدخله في نفسه.
فإن قال :إنه/ داخل العالم محايث له أي هو بحيث العالم والعالم أجسام قام بها أعراض هي الصفات فالذي هو داخل فيه محايث له إما عرض قائم بأجسامه وإما بعض أجسامه وعلى القول يكون سطح الفلك محيطا به فالقول بكون الفلك محيطا به أبعد عن العقل والدين من كونه محيطا بالفلك.
فإن قال: يمكن في العقل أن يكون داخل العالم ولا يكون جسما من أجسام العالم ولا عرضا قائم به.
قيل له: فإن كان هذا جائزا في العقل بكونه خارجا عن العالم مباينا له بكونه (عين)..4 الفلك أقرب في العقل من كونه فيه والعالم لا يحيط به وهذا بيّن واضح فإن أثبت أنه في العالم ولا يحيط به العالم كان القول بأنه خارج العالم ليس بفلك أولى في العقل.
وإن قال: إنّه فيه والعالم محيط به وذلك ممكن كان القول بأنه هو المحيط بالعالم أولى في العقل أن يكون متمكنا فتبيّن أنه على التقديرين إلى محدود لزمه في كونه خارج العالم مباينا له كان المحذور في كونه داخل العالم محايثا له أعظم وأقوى فلا يجوز إثبات الأبعد عن العقل العقل والدين بنفي الأقرب إلى العقل والدين.
وأما إن قال: إنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا مباين له ولا محايث له.
قيل: فهل يعقل موجودان قائمان بأنفسهما لا يكون أحدهما داخل الآخر ولا خارجه؟
وهل يعقل إثبات خالق للعالم ليس في العالم ولا مباينا للعالم؟
وهل يعقل أنه خلق العالم لا في نفسه ولا خارجا .. 5 عن نفسه؟
فإن قال: هذا معقول ممكن متصور قيل: فتصور موجود قائم في هذا الباب يستعمل بثلاث معان:
أحدها: أن يراد بالمباينة المخالفة التي هي ضد المماثلة وهي بهذا الاعتبار متفق عليها بين الناس إذ لا نزاع بينهم أنّ الخالق سبحانه مباين لمخلوقاته بهذا المعنى لكن هذه المباينة تثبت لصفات الموصوف القائمة بمحل واحد وهي الأعراض القائمة بالجسم كالطعم واللون والريح والحركة والسكون القائمة بالساحة مثلا فإنّ هذه الصفات تباين بعضها بعضا بهذا المعنى فإن كل واحدة من هذه الصفات تباين بعضها بعضا بهذا المعنى فإن كل واحدة من هذه الصفات التي تسمى أعراضا ليست مثل الآخر.
والمعنى الثاني: في المباينة حد المحايثة وهو أن يكون/أحد الشيئين ليس هو محايثا له سواء أكان ملاصقا له مباينا أم لم يكن كذلك فكل شيء قائم بنفسه مباين لكل شيء قائم بنفسه بهذا الاعتبار سواء ماسّه أم لم يمّاسه وهذه المباينة المذكورة في السؤال وهي التي أرادها الأئمة كعبد الله بن المبارك وغيره حيث قالوا: نعرف ربنا بأنّه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه وكان المتكلمة الصفاتية الذين سلك مسلكهم الأشعري كعبد الله بن سعيد بن كلاب ... 6 والحارث المحاسبي ...7 وأبي العباس القلانسي ...8 وغيرهم يثبتون هذه المباينة لاعتقادهم أن الله فوق خلقه وأنه مستو على عرشه وإنكارهم على الجهمية الذين لا يفرقون بين العرش وغيره .
وكذلك ذكر الأشعري ذلك أن أهل السنة والحديث وذكر أنه قوله وردّ على الجهمية من كتبه المعروفة كالموجز والإبانة والمقالات وغير ذلك من كتبه.
والمعنى الثالث من معاني المباينة ما يضاد الممّاسة والملاصقة وهذه المباينة المعروفة عند الناس وهي أخصّ معانيها وليس المقصود هنا ذكر هذه لا نفيا/ ولا إثباتا فإن القائم بنفسه لا يجب ان يكون مباينا لكل قائم بنفسه بهذا الاعتبار وكل مباينة (تجب) ...9 للمخلوق مع المخلوق فالخالق أحق بها سبحانه وتعالى فلما وجب أن يكون المخلوق مباينا للمخلوق بالمعنى الاول والثاني كان الخالق احق بذلك وزيادة لامتناع مماثلة المخلوق ومحايثته له فإن المماثلة والمحايثة ممتنعان عليه لامتناع مساواته لخلقه أو احتياجه إليهم والمماثلة والمحايثة توجب ذلك والله سبحانه له المثل الأعلى كما قال تعالى (للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى)[النحل:60]
فكل ما يفهم المخلوق من صفات كمال فالخالق أحق بها واكمل في (إفضائه)...10 كالعلم والقدرة والحياة والكلام ونحو ذلك وكل ما نزّه عنه شيء من المخلوقات من صفات النقص فالخالق أحق بأن ينزّه عن ذلك فإذا كان أهل الجنة لا ينامون ولا يموتون فالحي القيوم أحق بأن لا تأخذه سنة ولا نوم وهو الغني المطلق عما سواه فكل ما سواه يفتقر إليه وهو غني عن كل ما سواه وهو سبحانه مع أنه مستو على عرشه عال على خلقه فهو الذي يمسك السموات /والأرض أن تزولا وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما فالعرش وحملته هو الذي يمسكهم بقوته ومشيئته بل قدجاء في الاثر أن الله لما خلق العرش وأمر الملائكة بحمله قالوا: ربنا من يطيق حمل عرشك وعليه عظمتك ؟ فقال: قولوا لا حول ولا قوة إلا بالله . فبذلك أطاقوا حمل العرش ... 11
والله سبحانه قد جعل الأعلى من المخلوقات مستغنيا عن الاسفل فالسموات فوق الارض وليست محتاجة إلى الأرض ولا مفتقرة إلى أن تحملها فالخالق العلي الأعلى كيف يفتقر إلى العرش أو حملته (فوق العرش)...12 أو إلى غيره من المخلوقات؟
فلو كان محايثا ... 13 لخلقه لكان وجوده مشروطا بوجود ذلك المحايث بل كانت ذاته مفتقرة إلى محايث سواء أكان المحايث من جنس محايثة العرض للعرض أو من جنس محايثة العرض للجسم أو من جنس ما يدعيه من يقول بمحايثة الصورة للجسم أو من جنس ما يدعيه من يقول بمحايثة الصورة الجوهرية للمادة الجوهرية وهذا هو المعقول من المحايثات ولهذا كان القائلون بحلوله في المخلوقات أو اتحاده به من الجهمية تعود مقالتهم إلى مثل هذا فآخر أمرهم يجعلونه مع المخلوقات كالمادة مع الصورة أو كالعرض مع الجسم حتى قالوا: وجوده وجود/المخلوقات ...14 إذ قالوا: إن الماهيات ثابتة بدونه كما يقوله ابن عربي ...15 صاحب الفصوص (الموافقة)... 16 للمعتزلة في قولهم: إن المعدوم شيء.
فإما أن يجعلوا الوجود صفة للانسان أو قائما بنفسه مع الأعيان وكلام ابن سبعين ...17 يرجع إلى هذا فإنه كان متفلسفا فيجعله مع المخلوق بمنزلة المادة و الصورة ومن جعله الوجود المطلق والأعيان لها التعيين فإن جعل الأعيان ماهيات ثابتة في الخارج –كما يقوله من يقوله من المتفلسفة-فقد جعلوه مشروطا بتلك الماهيات وهو معها إما كالجوهر مع الجوهر أو كالجوهر مع العرض وإن لم يجعل للأعيان ماهيات ثابتة فالمطلق لا يكون في الخارج إلا عين الشخص فافتقاره إلى الأعيان المخلوقة أعظم وأعظم بل على هذا التقدير ليس مغايرا لها البتة.
وقول التلمساني ... 18 –وهو أحذقهم- في مقالته التي هي وحدة الوجود يرجع إلى هذا.
وعلى كل وجه يفرض من وجوه المحايثات فإنه يكون مشروطا بوجود المخلوقات لا تتحقق ذاته بدون المخلوقات
وما كان كذلك لم يكن خالقا للمخلوقات بل ولا يجوز أن يكون علة لها فضلا عن أن يكون خالقا لها لأن العلة متقدمة/ بالذات على المعلول والمشروط بالشيء لا يكون متقدما عليه إذ وجود المشروط المستلزم لشرطه قبل شرطه الملازم للإيجاب فيمتنع أن يكون علة بل ولا يكون واجب الوجود بنفسه لأن نفسه لا تستغني في وجودها بل لابد تحققها من ذلك الشرط اللازم لها المقرون بها فيكون وجودها مفتقر إلى وجود ذلك الشرط ولأن محايثة القائم بنفسه محال.
وما يذكره المتفلسفة من محايثة الصورة فللمادة هو بناء منهم على أن تصور الأجسام مواد هي جواهر قائمة بنفسها وهذا باطل لا حقيقة له ... 19
وكذلك من قال: إن الجواهر الموجودة ماهيات قائمة بنفسها وهذا باطل لا حقيقة له ... 20
وكذلك من قال: إن الجواهر الموجودة ماهيات قائمة بأنفسها غير الموجود المعروف(فقوله باطل بما يذكرونه من الماهيات الثابتة المعاني للوجود المحسوس ومن المواد القائمة بنفسها المغايرة للجسم المحسوس فهي موجودات في أذهان لا حقيقة لها في الخارج)...21 سواء قالوا باستغناء المواد عن الصور واستغناء الماهيات عن وجودها كما يذكر عن أفلاطين ... 22 وشيعته أو قالوا بافتقار المادة إلى الصورة والماهيات/ إلى الوجود كما يقوله أرسطوا ... 23 وشيعته وقد بسطنا هذا في غير هذا الموضع فلم يبق إلا محايثة العرض للجسم ومحايثة الصفة للموصوف وهذا ممتنع لوجهين:
أحدهما أن الموجودات القائمة بأنفسها لا تحايثها الأعراض والعرض مفتقر إليها محتاج إليها والعرض يمتنع أن يكون هذا الفاعل المبدع العلة لمحاله أو غير محاله وهذا معلوم ببديهة العقل وضرورته (وأدلته)...24 كثيرة فإن الأعراض ذواتها مفتقر ...25 إلى ذوات محالها فلا تكون واجبة الوجود بدون محالها ([فالواجب مستغن[عن]الممكن دون العكس [وإلا] لم يكن واجبا لها) ...26 [و] امتنع أن يكون مبدعة لها فاعلة لها أو محل لها.
الوجه الثاني: أن كلا من المتحايثين يمتنع وجوده دون محايث فإن العرض لا يوجد دون الجسم والشكل أيضا يمتنع خلوه من جميع الأعراض فإنه لا بد له من شكل ولابد أن يكون متحركا أو ساكنا ومن ظن جواز خلو الأجسام عن الأعراض ...27.
وإذا كان كذلك فكل محايث لمخلوق يمتنع وجوده بدون وجود المخلوق ويكون مشروطا بوجود المخلوق ومفتقرا في وجوده إلى وجود المخلوق فيمتنع حينئذ أن يكون هذا المبدع/ الفاعل له لوجوب تقدم مع امتناع تقدم المحايث فيجب أن (يكونا) ...28 مفعولين لفاعل ثالث فيكون الخالق مخلوقا والواجب ممكنا أو يكون كل منهما واجب الوجود بنفسه فيمتنع جعل أحدهما خالقا والآخر مخلوقا فلا يكون من العالم شيء مخلوق ولا محدث ولا ممكن وهذا خلاف الحسّ فإنا نشهد الحدوث والعدم معتقبان على ما شاء الله من العالم وما وجد بعد عدمه وعدم بعد وجود يمتنع أن يكون واجبا بغيره مطلقا فضلا عن أن يكون واجبا بنفسه ومن تدبر هذه المعاني وما يشبهها تبين له أن كل من جعله محايثا للمخلوقات امتنع أن يكون عنده خالقا لها أو مبدعا أو علة أو أن يكون غنيا عنها بل يجب على قوله أن يكون مفتقرا إليها بافتقاره إليه ...29 كما يصرح بذلك صاحب الفصوص ...30 وأمثاله من القائلين بوحدة الوجود ومن المعلوم أن ذلك ينافي وجوبه بنفسه وإمكان غيره وقد علم بالضرورة أن الوجود فيه من موجود واجب مستغن بنفسه ومن موجود مفتقر إلى غيره بل فيه موجود حادث بعد أن لم يكن والحادث لا يحدث نفسه/ ولا يحدث بلا محدث بل لابد للحادث من محدث فهذا هذا.
الطريق الثاني في الجواب عن السؤال المذكور أن يقال: المخلوق (يكون)... 31 فوق المخلوق ولا يكون فلكا محيطا به والأفلاك يجوز أن تكون فوقها شيء آخر غير الأفلاك ويكون فلكا محيطا بها مع كونه أكبر منها تارة وأصغر منها أخرى فكيف يجب في الخالق إذا كان فوقها أن يكون فلكا مستديرا وذلك أن الشمس والقمر والكواكب التي هي في الفلك الرابع أو الثامن أو نحو ذلك هي فوق ما تحتها من الأفلاك فالشمس التي هي في الفلك الرابع تحقيقا أو تقديرا لا ريب أنها فوق بقية الأفلاك وهي فوق الأرض ولا تزال فوق الأرض وهي قدر الأرض أكثر من مائة وستين مرة ومع هذا فليست فلكا محيطا بالأرض والقمر فوق الأرض ويقال: إن الأرض بقدره أربعين مرة ومع هذا فليس هو فلكا مستديرا والكواكب الثابتة منها ما يقال (إنه أكبر مائة)... 32 مرة ومنها ما هو دون ذلك والكواكب الموجودة ستة أقدار يقال إن أصغرها بقدر الأرض ثماني عشر مرة وهذا الكلام على نمط من تكلم باستدارة الأفلاك فإن ذلك لما كان من علم /الحساب كان هذا من توابعه فلهذا ذكرناه وإن كان استدارة الأفلاك قد يعلم بالسمع وهذا لا يعلم بالسمع فلا ريب أنه ممكن وليس في السمع ما يدفعه ولنا عنه غنية فنقول: كل كوكب مرئي في السماء هو فوق الأرض مطلقا مع العلم أنه ليس فلكا محيطا بها سواء أقدرنا أنه أكبر من الأرض أو أصغر منها وهذا لأن العالي على الشيء الذي هو فوقه لا يجب أن يكون مسامتا لجميع أجزائه بحيث لا تزيد عليه ولا ينقص عنه بل هو فوقه وعليه سواء كان أكبر منه كالسماء على الأرض ... 33
.............................. .............................. .............................. ....
الهامش:
1- ذكر الرازي شبهة مثل هذه وقد فصل ابن تيمية الردّ عليه من عدة وجوه في درء تعارض العقل والنقل(6/326-340)وهو تفصيل مهم لهذه المسألة.
2- لعل الصواب: عاشرا
3- في الأصل: نفسا ولا
4- هكذا في الأصل ولعل الصواب:غير.
5- في الأصل: خارج.
6- صحّ الأثر بذلك عن عبد الله بن المبارك أخرجه الدارمي في نقضه على المريسي برقم (33 و 130) وعبد الله بن أحمد في السنة(22 و 216 و598) وابن بطة في الابانة – الرد على الجهمية – (3/155 – 157) وابن قدامة في إثبات صفة العلو (99 و 100) وهو الثابت عن السلف رضي الله عنهم كما تراه في إثبات صفة العلو لابن قدامة حيث ذكره عن الصحابة والتابعين والأئمة.
7- هو عبد الله بن سعيد بن كلاّب القطان البصري رأس المتكلمين بالبصرة في زمنه وكان يلقب كلابا لأنه كان يجر الخصم إلى نفسه ببيانه وبلاغته قيل توفي سنة (241 ه) له ترجمة في سير أعلام النبلاء (11/174) وفي طبقات الشافعية للسبكي (2/299) وترجمت له هدى الشلالي في رسالتها (آراء الكلابية العقدية) ترجمة جيدة من (ص49 – 59).
8- هو الحارث بن أسد البغدادي المحاسبي مشهور بالزهد وهو من أبرز شخصيات الكلابية (ت 243 ه) له ترجمة في تاريخ بغداد (8/211) وسير أعلام النبلاء (12/110) وطبقات الشافعية للسبكي (2/275).
9- أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن القلانسي لا تكاد تجد له ترجمة مستقلة في المصادر المتقدمة ينسب إلى الكلابية عاش في القرن الثالث الهجري له ترجمة في آراء الكلابية العقدية (ص73-78).
10- في الاصل: يجب.
11- هكذا في الأصل ولعل الصواب. اتصافه بها.
12- أخرجه ابن جرير في تفسيره (12/216) برقم (34792) في تفسير قوله تعالى: (ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية) قال حدثني يونس [بن عبد الأعلى] قال: أخبرنا ابن وهب[عبد الله بن وهب القرشي] قال: قال ابن زيد[عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب] في قوله تعالى: (ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية) قال: ثمانية أملاك وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ....وهذا سند ضعيف فيه انقطاع عبد الرحمن بن زيد من أتباع التابعين وهو ضعيف كما في التقريب (3865)
13- هكذا في الأصل ولعل الصواب حذفها.
14- أي: ممتزجا بهم انظر ما تقدم عن المعنى الثاني للمباينة ص 101
15- كتب أمام هذه الكلمة في الحاشية: مطلب كلام الصوفية.
16- هو محمد بن علي بن محمد الطائي الحاتمي المرسي بن العربي (ت638 ه) من أئمة الزندقة وأهل وحدة الوجود قال الذهبي في ترجمته في السير: ( ... وسكن الروم مدة وكان ذكيا كثير العلم كتب الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب ثمّ تزّهد وتفرّد و توحّد وسافر وتجرّد وأتهم وأنجد وعمل الخلوات وعلّق شيئا كثيرا في تصوف أهل الوحدة ومن أردأ تواليفه كتاب الفصوص فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر نسأل الله العفو والنجاة ... ) وله ترجمة في لسان الميزان (5/311) وذكر الدكتور صلاح الدين المنجد في مقدمة كتاب (الدرّ الثمين في مناقب الشيخ محي الدين) كثيرا من مظان ترجمته وأضاف إليها محققا سير أعلام النبلاء (23/48) .
17- لعل الصواب: الموافق.
18- هو عبد الحق بن ابراهيم بن محمد بن سبعين بن نصر بن فتح بن سبعين العتكي الغافقي المرسي المربوطي (ت 669 ه) من أئمة الزندقة وأهل وحدة الوجود وفلاسفة الصوفية له ترجمة في لسان الميزان (3/395) وشذؤات الذهب (5/329) ونفح الطيب (2/395).
19- هو سليمان بن علي بن عبد الله بن علي بن يس الكوفي التلمساني (ت 690 ه) أحد زنادقة الصوفية القائلين بوحدة الوجود له ترجمة في شذرات الذهب (1/306) وفي النجوم الزاهرة (8/29).
20- وجه بطلان هذا القول أن تصور الأجسام موادا هي جواهر قائمة بنفسها لا يكون إلا في الاذهان ولا يمكن وجودها في الخارج المحسوس
21- ما بين () فيها صعوبة في قراءتها لطمس أو سوء تصوير وهذه أقرب قراءة لها.
22- هو المشهور باسم أفلاطون بن أرستون ولد في اثينا عام (428 ق.م) ويقال إن الإسم الأصلي لأفلاطون هو: أرستوقلس ثم أطلق عليه اسم (فلاطن)
Platon
وذلك بسبب سعة جبهته ويعتبر (سقراط) أشهر أساتذة أفلاطون ويعتبر (أرسطو) أشهر تلاميذه توفي أفلاطون سنة (348/347 ق.م).. موسوعة الفلسفة للدكتور عبد الرحمن بدوي (1/154-157).
23- أرسطوطاليس بن نيقوماخوس ولد عام (384 ق.م) بمدينة اسطاغيرا في اليونان ويعتبر أسطو أعظم فيلسوف حتى لقب بالمعلم الأول وصاحب المنطق توفي عام (322 ق.م) .موسوعة الفلاسفة (1/98-99).
24- في الأصل: وأدائه وهي تشبه كلمة (وأدلته) في الرسم.
25- لعلها: مفتقرة.
26- ما بين () كتب في الهامش بخط غير واضح وهذه أقرب قراءة لها
27- يظهر أن هنا سقط ولعل بقية الجملة: فهو المخطئ
28- في الأصل: يكون
29- في الأصل: إليها
30- ومن ذلك شعره المشهور:
الرب حق والعبد حق ... يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك رب ... أو قلت رب أنّى يكلّف
وفي موضوع آخر قال: (فذاك ميت) بدلا من (فذاك رب)
انظر مجموع الفتاوى(2/242) وكذلك (2/111 115 117) و (14/12)
31- في الأصل: إن يكون.
32- في الأصل: هو إنه أكثر من مائة.
33- بعد هذا النص يوجد نص طويل ليس متسق مع هذه الرسالة وبعد التأمل وجدته هو بقية الفتوى عن مسألة المعية والنزول السابقة فنقلتها إلى مكانها والحمد لله
dionysos93
2010-09-12, 19:58
ختى لا نقع في الوهم و نكثر الكلام علينا الرجوع لعلمائنا فهم قد كفونا و لله الحمد
و نعيد ونكر نحن هنا لنقل علم العلماء فنحن مجرد نقلة لكلام علمائنا الكبار
يقول الشيخ العثيمين في تقريب التدمرية ص 52
الجهة: أي لو قال قائل: إن الله في جهة، أو هل لله جهة؟
فيقال له: لفظ "الجهة" ليس في الكتاب والسنة إثباته ولا نفيه، فليس فيهما أنه في جهة، أو له جهة، ولا أنه ليس في جهة، أو ليس له جهة، وفي النصوص ما يغني عنه كالعلو، والفوقية، والاستواء على العرش، وصعود الأشياء إليه ونزولها منه.
وقد اضطرب المتأخرون في إثباته ونفيه.
فإذا أجريناه على القاعدة قلنا:
أما اللفظ فلا نثبته ولا ننفيه لعدم ورود ذلك.
- وأما المعنى فنري ماذا يراد بالجهة؟
أيراد بالجهة شيء مخلوق محيط بالله عز وجل؟ فهذا معنى باطل لا يليق بالله سبحانه، فإن الله لا يحيط به شيء من مخلوقاته، فقد وسع كرسيه السموات والأرض، ولا يؤوده حفظهما، ولا يمكن أن يكون داخل شيء من مخلوقاته.
أم يراد بالجهة ما فوق العالم؟ فهذا حق ثابت لله عز وجل، فإن الله تعالى فوق خلقه عال عليهم، كما دل على ذلك الكتاب، والسنة، والإجماع، والعقل، والفطرة، وفي صحيح مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجارية كانت له: "أين الله؟" قالت: في السماء. قال: "من أنا؟" قالت: أنت رسول الله. قال: "أعتقها فإنها مؤمنة".
أرجوا أن يكون الشيخ العثيمين قد بسط لك المسألة و أنصحك أخي لا تتعمق كثيرا في الأسماء و الصفات فتهلك
قال ابن تيمية في أساس التقديس:" أن كون الرب إلها معبودا يستلزم أن يكون بجهة من عابده بالضرورة ذلك أن العبادة تتضمن قصد المعبود و و إرادته و توجه القلب إليه و هذا الأمر يحسه الإنسان من نفسه في جميع مراداته و مقصوداته و مطلوباته و محبوباته التي قصدها و أحبها دون قصده و حبه و طلبه الألهة"
ثم قال :" و الإنسان يحس من نفسه أنه إذا قصد شيئا أو أحبه غير نفسه فلا بد أن يكون بجهة منه"
فهو يجعل محبة القلب و الفؤاد لله تعالى لا يتم إلا إذا توجه الإنسان بقلبه إلى جهة معينة من الجهات الست و هي الفوق فيكون قد خلط بين حركة القلب التي هي تعقلية و حركة الجسم التي هي حركة للأين، فالإنسان عندما يقصد بقلبه نحو أمر ما فإن هذا القصد ليس عبارة عن حركة و انتقال بل عو عبارة عن تحريك للمعقولات للتوجه نحو المطلوب.
و ابن تيمية عندما يشترط الجهة المكانية للمحبة و القصد القلبي فإنه يكون قد وصل مرحلة عالية من الغلو و التجسيم ثم هو يتهم سائر المسلمين الذين ينفون الجهة عن الله بالنفاق و يقول إنهم لا يعبدون في الحقيقة شيئا لأن المعبود لا بد أن يكون في جهة.
المسلم المأمور بمحبة المسلمين لا يلتفت إلى جهاتهم عند محبته لهم ،و هو عندما يحب النبي صلى الله عليه و سلم فإنه يحبه لذاته و لا يرتبط حبه له بمكان قبر النبي، فإن الإلتفات إلى قبره صلى الله عليه و سلم لا يتم إلا عند الإنتباه أن النبي صلى الله عليه و سلم جسم ،و كل جسم يجب كونه في مكان و ليس هذا هو المطلوب منا في محبة النبي بل المطلوب محبته لمجرد الإلتفات إلى حقيقته و لو مع عدم الإلتفات إلى جسمانيته .
و كذلك العبادة و محبة الله تعالى فإنها حاصلة في القلب و مع عدم حصول الله تعالى في مكان.
----------------------------------------------
ليلاحظ الأخ الكريم أنني عندما آتي بأقوال علماء أهل الحديث فإنني أستفهم منكم ما الذي يلزم من هذه الأقوال و لا أطلب زيادة تفصيل لما قالوا فأنا و الحمد لله مطلع على ما يكفي من أقوالهم و أدلتهم و لكنني أناقشها معكم ،أما أن يرد علي بأقوال أخرى تعضد ما قالوه سابقا دون استكناه ما يترتب عن القول بها فإن هذا لا شك لن يجرنا إلى نتيجة تذكر.
مراد_2009
2010-09-12, 23:05
ليلاحظ الأخ الكريم أنني عندما آتي بأقوال علماء أهل الحديث فإنني أستفهم منكم ما الذي يلزم من هذه الأقوال و لا أطلب زيادة تفصيل لما قالوا فأنا و الحمد لله مطلع على ما يكفي من أقوالهم و أدلتهم و لكنني أناقشها معكم ،أما أن يرد علي بأقوال أخرى تعضد ما قالوه سابقا دون استكناه ما يترتب عن القول بها فإن هذا لا شك لن يجرنا إلى نتيجة تذكر.
بارك الله فيك
و نحن سنبين لك المراد من أقوال بن تيمية بتتبع كلامه في نفس الكتاب
ابن تيمية رحمه الله يقصد بالجهة صفة العلو
ففي نفس الكتاب ج2ص468 حسب المكتبة الشاملة
قال:وكل من جرب نفسه وامتحنها من المؤمنين علم من نفسه علما يقينيا ضروريا يجده من نفسه كما يجد حبه وبغضه ورضاه وغضبه وفرحه وحزنه انه متى صدق في عبادة الله ودعائه والتوجه اليه بقلبه لزم ان يقصده بجهة منه فان كان على فطرته التي فطر عليها او ممن هو مع ذلك مؤمن بما جاءت به الرسل قصد الجهة العالية وان كان ممن غيرت فطرته قصد الجهات كلها وقصد كل موجود فلهذا قال الشيخ ابو جعفر الهمداني لأبي المعالي ما قال عارف قط ي الله الا وجد من قلبه ضرورة تطلب الجهة العالية لا تلتفت يمنة ولا يسرة
فتبين ان قوله اياك نعبد واياك نستعين بل وقوله اهدنا الصراط المستقيم لا يصدق في قول ذلك الا من يقر ان الله فوقه ومن لم يقر بذلك يكون فيه نفاق عنده قصد بلا مقصود وعبادة بلا معبود حقيقي وان كان مثبتا له من بعض الوجوه لكن قلبه لا يكون مطمئنا الى انه يعبده
يوضح ذلك ان عبادة القلب وقصده وتوجهه حركة منه وحركة الانسان بل كل جسم لا يكون الا في جهة اذ الحركة مستلزمة للجهة وتقدير متحرك بلا جهة كتقدير حركة بلا متحرك وهذا مما لا نزاع فيه بين العقلاء لكن غلاة المتفلسفة قد يزعمون ان القلب والروح ليس جسما وانه لا داخل البدن ولا خارجه وهذا معلوم فساده بالحس والعقل والسمع كما قد بيناه في غير هذا الموضع وغلاة المتكلمين يزعمون ان الروح انما هو عرض من اعراض البدن ليست شيئا ينمارق البدن ويقوم بنفسه وهذا ايضا فاسد في الشرع والعقل كما بيناه في غير هذا الموضع واذا عرف فساد القولين علم ان الروح التي فينا جسم يتحرك ثم نقول القلب الذي هو مضغة يحس الانسان من نفسه بصمود وارتفاعه الى فوق عند اضطراره الى الله تعالى
انتهى كلامه رحمه الله
هذا كلام واضح و بين أن شيخ الاسلام بن تيمية يقصد من لفض الجهة صفة العلو و الفوقية
و نصيحة لك أخي بارك الله فيك عندما تجد مقطعا من كلام شيخ يراد به الذم فلا تستعجل حتى ترجع للمصدر
و تفهم الكلام لأن بعض الناس هداهم الله يريد أن يطعن في شيخ الاسلام مثلا فيبتر من كتابه بترا مختل المعنى
فيوهم القراء بأن شيخ الاسلام مجسم لأن العلماء لهم تدرج في تقرير المسائل فتنبه و كن فطنا بارك الله فيك
لا أريد الاطالة و أرجوا أن نكون قد وصلنا الى نتيجة كما طلبت
:19:
بارك الله فيك
و نحن سنبين لك المراد من أقوال بن تيمية بتتبع كلامه في نفس الكتاب
ابن تيمية رحمه الله يقصد بالجهة صفة العلو
ففي نفس الكتاب ج2ص468 حسب المكتبة الشاملة
قال:وكل من جرب نفسه وامتحنها من المؤمنين علم من نفسه علما يقينيا ضروريا يجده من نفسه كما يجد حبه وبغضه ورضاه وغضبه وفرحه وحزنه انه متى صدق في عبادة الله ودعائه والتوجه اليه بقلبه لزم ان يقصده بجهة منه فان كان على فطرته التي فطر عليها او ممن هو مع ذلك مؤمن بما جاءت به الرسل قصد الجهة العالية وان كان ممن غيرت فطرته قصد الجهات كلها وقصد كل موجود فلهذا قال الشيخ ابو جعفر الهمداني لأبي المعالي ما قال عارف قط ي الله الا وجد من قلبه ضرورة تطلب الجهة العالية لا تلتفت يمنة ولا يسرة
فتبين ان قوله اياك نعبد واياك نستعين بل وقوله اهدنا الصراط المستقيم لا يصدق في قول ذلك الا من يقر ان الله فوقه ومن لم يقر بذلك يكون فيه نفاق عنده قصد بلا مقصود وعبادة بلا معبود حقيقي وان كان مثبتا له من بعض الوجوه لكن قلبه لا يكون مطمئنا الى انه يعبده
يوضح ذلك ان عبادة القلب وقصده وتوجهه حركة منه وحركة الانسان بل كل جسم لا يكون الا في جهة اذ الحركة مستلزمة للجهة وتقدير متحرك بلا جهة كتقدير حركة بلا متحرك وهذا مما لا نزاع فيه بين العقلاء لكن غلاة المتفلسفة قد يزعمون ان القلب والروح ليس جسما وانه لا داخل البدن ولا خارجه وهذا معلوم فساده بالحس والعقل والسمع كما قد بيناه في غير هذا الموضع وغلاة المتكلمين يزعمون ان الروح انما هو عرض من اعراض البدن ليست شيئا ينمارق البدن ويقوم بنفسه وهذا ايضا فاسد في الشرع والعقل كما بيناه في غير هذا الموضع واذا عرف فساد القولين علم ان الروح التي فينا جسم يتحرك ثم نقول القلب الذي هو مضغة يحس الانسان من نفسه بصمود وارتفاعه الى فوق عند اضطراره الى الله تعالى
انتهى كلامه رحمه الله
هذا كلام واضح و بين أن شيخ الاسلام بن تيمية يقصد من لفض الجهة صفة العلو و الفوقية
توجه الانسان بقلبه في الدعاء و الخطاب الى الله من الجهة العليا او نحو الاعلى.. يصلح ايضا بالنسبة للامراء و الحكام و الرؤساء و كل من يحس الانسان انه احسن منه او مسؤولا عنه ...فعندما يكتب الواحد منا طلبا خطيا او يحضر نفسه و ما سيقوله قبل الذهاب الى الرئاسة للدخول على رئيس الجمهورية او للوزارة لطلب شيئ من وزير او والي من الولاة فانه يتصور دائما فطريا و بشكل تلقائي ان مكتب الرئيس او الوزير هو في الطابق الاعلى و يستحيل ان نتصور انه في طابق سفلي او تحت الارض (حتى و لو كان كذلك )...و حتى في كلامنا الدارج كثيرا ما يعبر عن المسؤول بالفوق و الكل يحفض عبارة--انها اوامر من الفوق وقد نشير الى السماء --و ينتفي ذلك تماما من اذهاننا لو تنحى ذلك المسؤول عن مرتبة مسؤوليته تلك و لو اقيل الوزير و خرج من الوزارة و اصبح حاجبا لما تصوره احد انه دائما في الاعلى رغم انه نفس الشخص و قد يكون في اعلى الطوابق
-------------
قصدي ان علوه عز و جل مفطورين عليه لأنه الخالق و نحن عباده و ليس علو مكان او اشارة الى اتجاه مكان محدد موجود في الاعلى.........انتظر تعليقات الاخوة
مراد_2009
2010-09-13, 06:16
توجه الانسان بقلبه في الدعاء و الخطاب الى الله من الجهة العليا او نحو الاعلى.. يصلح ايضا بالنسبة للامراء و الحكام و الرؤساء و كل من يحس الانسان انه احسن منه او مسؤولا عنه ...فعندما يكتب الواحد منا طلبا خطيا او يحضر نفسه و ما سيقوله قبل الذهاب الى الرئاسة للدخول على رئيس الجمهورية او للوزارة لطلب شيئ من وزير او والي من الولاة فانه يتصور دائما فطريا و بشكل تلقائي ان مكتب الرئيس او الوزير هو في الطابق الاعلى و يستحيل ان نتصور انه في طابق سفلي او تحت الارض (حتى و لو كان كذلك )...و حتى في كلامنا الدارج كثيرا ما يعبر عن المسؤول بالفوق و الكل يحفض عبارة--انها اوامر من الفوق وقد نشير الى السماء --و ينتفي ذلك تماما من اذهاننا لو تنحى ذلك المسؤول عن مرتبة مسؤوليته تلك و لو اقيل الوزير و خرج من الوزارة و اصبح حاجبا لما تصوره احد انه دائما في الاعلى رغم انه نفس الشخص و قد يكون في اعلى الطوابق
بارك الله فيك و لله المثل الأعلى
قصدي ان علوه عز و جل مفطورين عليه لأنه الخالق و نحن عباده و ليس علو مكان او اشارة الى اتجاه مكان محدد موجود في الاعلى.........انتظر تعليقات الاخوة
نقول الله عز و جل أعلي أو فوق كل مخلوقاته و لا بأس أن نشير لجهة العلو كما فعلت الجارية
فاذا قلنا هذا لا يتوهم متوهم أننا نجعل لله مكان فهذا لا يليق لأن المكان من مخلوقات الله
فنحن نعطي لله من كل صفة أحسنها كالمثال الذي جئت به في صفة العلو
dionysos93
2010-09-13, 13:04
بارك الله فيك و لله المثل الأعلى
نقول الله عز و جل أعلي أو فوق كل مخلوقاته و لا بأس أن نشير لجهة العلو كما فعلت الجارية
فاذا قلنا هذا لا يتوهم متوهم أننا نجعل لله مكان فهذا لا يليق لأن المكان من مخلوقات الله
فنحن نعطي لله من كل صفة أحسنها كالمثال الذي جئت به في صفة العلو
ذلك ما كنا نبغ
و الحمد لله
هشام البرايجي
2010-09-13, 14:23
قال الشيخ ربيع :
وسُئِل القرضاوي عن الأشاعرة هل هم من أهل السنة ؟ فانفجر كالبركان
وسُئِل القرضاوي عن الأشاعرة هل هم من أهل السنة ؟ فانفجر كالبركان : ( يقولون عن الأشاعرة أنهم ليسوا من أهل السنة ! إلى أين نذهب ؟! الأشاعرة ملأوا الدنيا ! الجامعات في الدنيا كلها أشعرية تقريباً ، الأزهر الذي خدم الإسلام من ألف سنة ، الزيتونة ، القرويين ، ديوبند ، كلهم أشاعرة ) [1][3].
لا أدري ما سبب هذا ؟! ولعلهم شباب سلفيون يريدون أن يغسلوا أدمغتهم وما وسع هؤلاء المساكين إلا الاستخذاء والاستسلام أمام هذا الانفجار البركاني ، لا يسعهم إلا الاستسلام ماذا يقولون ؟!
الأشاعرة الآن اعتقادهم اعتقاد الجهمية في تعطيل صفات الله تبارك وتعالى لهذا ألَّف شيخ الإسلام ابن تيمية في الردود عليهم كتباً كثيرة ومنها تلبيسات الجهمية . من هم هؤلاء الجهمية الذين عناهم ابن تيمية ؟؟! إنما هم الأشاعرة عنده : الرازي وأمثاله . حينما يذكر المناظرة التي جرت بينه وبين الأشاعرة في عهده يقول : قال الجهمية قال الجهمية وفيما قرره عن الأشاعرة أنهم جهمية ذكرهم في فروع الجهمية ذكر المعتزلة من فروع الجهمية وذكر الأشاعرة من فروع الجهمية ثم قال عن الأشاعرة : (من كان منهم على الإبانة التي ألفها أبو الحسن الأشعري في آخر حياته ولم يقل بخلافها فمن قال بما في هذه الإبانة فهو من أهل السنة شريطة ألا ينتسب إلى الأشعري لما في الانتساب من الضرر والتغرير بالناس )[1][4] إ.هـ
فكان أكثر انتقاد السلف للجهمية إنما هو في تعطيلهم علو الله تبارك وتعالى يقولون في هذه القضية إن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا ولا .. ، فيردون بذلك مئات النصوص في القرآن والسنة ، أو يقولون : إن الله في كل مكان .
تماما مثلما يعتقد المسلم ان الله في كل مكان حسب النصوص الكثيرة كقوله --وهو معكم اينما كنتم ---و نحن اقرب اليه من حبل الوريد ---ما يكون من نجوى ثلاثة ..الخ ---من النصوص لا يعني انه في كل مكان بذاته او انه بخار حاشاه ان يكون كذلك و انما لأنه السميع البصير العليم الذي لا يخفى عليه شيئ
فلماذا التحجج و شرح عبارة -- -ان الله في السماء ---بعيدا عن الكفر و ان فهمها الفهم الصحيح هو موافق لاهل السنة و الجماعة و هو عدم قصد مكان محدد
بينما يهاجم من يقولون ان ---الله في كل مكان ---و يتهمون بالكفر دون ادنى تريث كما فعل ابن باز رغم اننا نستطيع فهمها الفهم البعيد كذلك عن الكفر ؟
يقول عبد الله بن المبارك : (إننا نستطيع أن نحكي كلام اليهود والنصارى وغيرهم ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية ) ، نعم مثل هذا الكلام : الله لا فوق ولا تحت أو إن الله في كل مكان مع تعطيل هذه الصفة العظيمة وتحريف النصوص التي وردت بها وما أكثرها في القرآن والسنة .
فهذه التحفظات والاحتياطات والوصايا كلها إذا تكلمنا في أئمة الهدى نتكلم معهم بأدب وباحترام وبإخلاص لله تبارك وتعالى ولا يجوز أن نحكي كلامهم بقصد الذمِّ والتشهير والطعن فيهم فإن هذا لا يجوز أبداً ، لكن أهل الباطل وأهل البدع تبيِّن مخازيهم ولا تكون هذه الاحتياطات وكذلك الجهلة المتشبهين بأهل العلم وليسوا بعلماء لا بد من كشف عوارهم وبيان جهلهم وضلالهم
حفظك الله يا شيخ ربيع
dionysos93
2010-09-13, 15:34
أقوال ابن تيمية في تجسيم رب العالمين
جاء في كتاب " المختصر في أخبار البشر " لابن كثير ، في أحداث سنة خمس وسبعمائة ( 705 هـ ) ، ما نصه : ( وفيها استدعي تقي الدين أحمد بن تيمية من دمشق إلى مصر ، وعقد له مجلس ، وأمسك وأودع الاعتقال ، بسبب عقيدته ، فإنه كان يقول بالتجسيم )
قال ان تيمية في الرد على أساس التقديس [1/93]:
" ومعلوم أن كون الباري ليس جسما، ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهة، ولا بمقدمات قريبة من الفطرة ،و لا بمقدمات بينة في الفطرة، بل بمقدمات فيها خفاء و طول،و ليست مقدمات بينة ولا متفقا على قبولها بين العقلاء، بل كل طائفة من العقلاء تبين أن من المقدمات التي نفت بها خصومها ذلك ما هو فاسد معلوم الفساد بالضرورة عند التأمل
و ترك التقليد ، وطوائف كثيرون من أهل الكلام يقدحون في ذلك كله ويقولون: بل قامت القواطع العقلية على نقيض هذا المطلوب، و ان الموجود القائم بنفسه لا يكون الا جسما و ما لا يكون جسما لا يكون [إلا] معدوما . و من المعلوم أن هذا أقرب الى الفطرة و العقول من الأول" اهـ
ثم رجع الى تأكيد هذا المعنى في (1/97) فقال:
" بل هذا القول الذي اتفق عليه العقلاء من أهل الاثبات و النفي:اتفقوا أن الوهم والخيال لا يتصور موجودا إلا متحيزا أو قائما بمتحيز وهو الجسم و صفاته.
ثم المثبتة قالوا: و هذا حق معلوم أيضا بالأدلة العقلية والشرعية، بل بالضرورة.
و قالت النفاة: انه قد يعلم بنوع من دقيق النظر أن هذا باطل.
فالفريقان اتفقوا على أن الوهم والخيال يقبل قول المثبتة الذين ذكرت أنهم يصفونه بالأجزاء والأبعاض و تسميهم المجسمة، فهو يقبل مذهبهم لا نقيضه في الذات"اهـ
و قال في [1/19] من التأسيس:
'' ..و هذا حقيقة قول الجهمية الذين يقولون إنه [أي الله] لا يمكن رؤيته و إحساسه.
فإن كل موجود قائم بنفسه يمكن رؤيته، بل كل موجود يمكن احساسه إما بالرؤية و اما بغيرها، فما لا يعرف بشيء من المحسوس لم يكن إلا معدوما، حتى ان الصور الذهنية يمكن احساسها من حيث وجود ذاتها و لكن هي من جهة مطابقتها للمعدومات كلية والمطابقة صفة لها اضافية. فهذه معاني ينبغي أن يفطن لها'' اهـ
و قال في [1/324] منه:
''..فهكذا ما ذكروه عن السمنية، انما كان أصل قولهم أن الموجود لا بد أن يمكن أن يكون محسوسا بإحدى الحواس، لا أنه لا بد لمن أقر به أن يحس به. وهذا الأصل الذي قالوه عليه أهل الاثبات؛ فإن أهل السنة والجماعة المقرّين بأن الله تعالى يُرى متفقون على أن ما لا يمكن معرفته بشيء من الحواس فإنما يكون معدوما لا موجودا ''اهـ
و قال في ص 46 من التسعينية:
''..و معلوم أن الخلق كلهم ولدوا على الفطرة ، ومعلوم بالفطرة أن ما لا يمكن احساسه لا باطنا ولا ظاهرا لا وجود له''.اهـ.
و قال في التأسيس [1/9] :
'' و طوائف من النظار قالوا: ما ثمّ موجود إلا جسم أو قائم بجسم، اذا فسر الجسم بالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي، كما هو مستقر في فطر العامة. وهذا قول كثير من الفلاسفة أو أكثرهم ، وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالامام أحمد في رده على الجهمية،و عبد العزيز المكي في رده على الجهمية و غيرهما ؛بينوا أن ما ادعاه النفاة من اثبات قسم ثالث ليس بمباين و لا محايث معلوم الفساد بصريح العقل، وان هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم''.اهـ
و قال في التأسيس [1/33]:
'' قال الرازي: و أما الحنابلة الذين التزموا الأجزاء والأبعاض...
فيقال[أي ابن تيمية]: ان أردت بهذا الكلام أنهم وصفوه بلفظ الأجزاء و الأبعاض و أطلقوا ذلك عليه من غير نفي للمعنى الباطل، وقالوا إنه يتجزأ أو يتبعض و ينفصل بعضه عن بعض فهذا ما يعلم أحد من الحنابلة يقوله.
و ان أردت اطلاق لفظ البعض على صفاته في الجملة فهذا ليس مشهورا عنهم، لاسيما والحنابلة أكثر اتباعا لألفاظ القرآن والحديث من الكرامية و من الاشعرية بإثبات لفظ الجسم، فهذا مأثور عن الصحابة و التابعين و الحنبلية، وغيرهم متنازعون في اطلاق هذا اللفظ كما سنذكره ان شاء الله.
و ان أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد و ذلك يقتضي التجزئة و التبعيض، أو انهم وصفوه بما يقتضي أن يكون جسما والجسم متبعض و متجزئ، و ان لم يقولوا هو جسم، فيقال له: لا اختصاص للحنابلة بذلك، بل هذا مذهب جماهير أهل الاسلام ، بل وسائر أهل الملل و سلف الأمة و أئمتها''.اهـ
وقال في كتابه بيان تلبيس الجهمية (1/101) ما نصه : "وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم، وأن صفاته ليست أجسامًا وأعراضًا، فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال " اهـ.
قال الإمام الشافعي رحمه الله : ((من قال أن الله جسم لا كالأجسام كفر)) من الأشباه والنظائر للسيوطي
ويكفي في بيان أن ابن تيمية مخالف لمذهب السلف وانه جاهل بمذهبهم ما نقله أبو الفضل التميمي رئيس الحنابلة ببغداد وابن رئيسها عن أحمد قال - اعتقاد الإمام أحمد (ص/ 7- 8)- :"وأنكر أحمد على من يقول بالجسم وقال: إن الأسماء مأخوذة من الشريعة واللغة، وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على ذي طولٍ وعرضٍ وسمكٍ وتركيبٍ وصورةٍ وتأليف والله تعالى خارج عن ذلك كله، فلم يجز أن يسمى جسمًا لخروجه عن معنى الجسمية، ولم يجىء في الشريعة ذلك فبطل" أ هـ، ونقله الحافظ البيهقي عنه في مناقب أحمد وغيرُه.
هشام البرايجي
2010-09-13, 15:50
[color="blue"]ويكفي في بيان أن ابن تيمية مخالف لمذهب السلف وانه جاهل بمذهبهم ما نقله أبو الفضل التميمي رئيس الحنابلة ببغداد وابن رئيسها عن أحمد قال - اعتقاد الإمام أحمد (ص/ 7- 8)- :"وأنكر أحمد على من يقول بالجسم وقال: إن الأسماء مأخوذة من الشريعة واللغة، وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على ذي طولٍ وعرضٍ وسمكٍ وتركيبٍ وصورةٍ وتأليف والله تعالى خارج عن ذلك كله، فلم يجز أن يسمى جسمًا لخروجه عن معنى الجسمية، ولم يجىء في الشريعة ذلك فبطل" أ هـ، ونقله الحافظ البيهقي عنه في مناقب أحمد وغيرُه.
رحم الله العلامة محمود شكري الآلوسي فقد قال في كتابه غاية الأماني في الرد على النبهاني القبوري : "…لا تجد في عصر من الأعصار من يذب عنه-أي: عن ابن تيمية -رحمه الله تعالى- ويختار قوله، ويسلك مسلكه، إلا وهو الفائق على غيره: ذكاء وفطنة وإنصافاً، ولا تجد من يخالفه ويعاديه، إلا وهو من أهل الغلو، والغباوة، وحب الدنيا والمخالف للسنة، والمعادي للحق…"
ودليلهم في ذاك بيت قاله * فما يقال الأخطل النصراني
يا قوم قد غلط النصارى قبل في * معنى الكلام وما اهتدوا لبيان
ولأجل ذا جعلوا المسيح الههم * إذ قيل كلمة خالق رحمن
ولأجل ذا جعلوه ناسوتا ولا * هوتا قديما بعد متحدان
ونظير هذا من يقول كلامه * معنى قديم غير ذي حدثان
والشطر مخلوق وتلك حروفه * ناسوته لكن هما غيران
فانظر الى ذاك الاتفاق فانه * عجب وطالع سنة الرحمن
مراد_2009
2010-09-13, 16:14
ويكفي في بيان أن ابن تيمية مخالف لمذهب السلف وانه جاهل بمذهبهم
يبدوا أنك سيء الأدب مع العلماء حتى يأتي غر مثلك فيقول عن ِشيخ الاسلام بن تيمية جاهل
أقول لك ان لم يكن شيخ الاسلام بن تيمية عالم فلا ندري من هو العالم
أقوال ابن تيمية في تجسيم رب العالمين
جاء في كتاب " المختصر في أخبار البشر " لابن كثير ، في أحداث سنة خمس وسبعمائة ( 705 هـ ) ، ما نصه : ( وفيها استدعي تقي الدين أحمد بن تيمية من دمشق إلى مصر ، وعقد له مجلس ، وأمسك وأودع الاعتقال ، بسبب عقيدته ، فإنه كان يقول بالتجسيم )
قال ان تيمية في الرد على أساس التقديس [1/93]:
" ومعلوم أن كون الباري ليس جسما، ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهة، ولا بمقدمات قريبة من الفطرة ،و لا بمقدمات بينة في الفطرة، بل بمقدمات فيها خفاء و طول،و ليست مقدمات بينة ولا متفقا على قبولها بين العقلاء، بل كل طائفة من العقلاء تبين أن من المقدمات التي نفت بها خصومها ذلك ما هو فاسد معلوم الفساد بالضرورة عند التأمل
و ترك التقليد ، وطوائف كثيرون من أهل الكلام يقدحون في ذلك كله ويقولون: بل قامت القواطع العقلية على نقيض هذا المطلوب، و ان الموجود القائم بنفسه لا يكون الا جسما و ما لا يكون جسما لا يكون [إلا] معدوما . و من المعلوم أن هذا أقرب الى الفطرة و العقول من الأول" اهـ
ثم رجع الى تأكيد هذا المعنى في (1/97) فقال:
" بل هذا القول الذي اتفق عليه العقلاء من أهل الاثبات و النفي:اتفقوا أن الوهم والخيال لا يتصور موجودا إلا متحيزا أو قائما بمتحيز وهو الجسم و صفاته.
ثم المثبتة قالوا: و هذا حق معلوم أيضا بالأدلة العقلية والشرعية، بل بالضرورة.
و قالت النفاة: انه قد يعلم بنوع من دقيق النظر أن هذا باطل.
فالفريقان اتفقوا على أن الوهم والخيال يقبل قول المثبتة الذين ذكرت أنهم يصفونه بالأجزاء والأبعاض و تسميهم المجسمة، فهو يقبل مذهبهم لا نقيضه في الذات"اهـ
و قال في [1/19] من التأسيس:
'' ..و هذا حقيقة قول الجهمية الذين يقولون إنه [أي الله] لا يمكن رؤيته و إحساسه.
فإن كل موجود قائم بنفسه يمكن رؤيته، بل كل موجود يمكن احساسه إما بالرؤية و اما بغيرها، فما لا يعرف بشيء من المحسوس لم يكن إلا معدوما، حتى ان الصور الذهنية يمكن احساسها من حيث وجود ذاتها و لكن هي من جهة مطابقتها للمعدومات كلية والمطابقة صفة لها اضافية. فهذه معاني ينبغي أن يفطن لها'' اهـ
و قال في [1/324] منه:
''..فهكذا ما ذكروه عن السمنية، انما كان أصل قولهم أن الموجود لا بد أن يمكن أن يكون محسوسا بإحدى الحواس، لا أنه لا بد لمن أقر به أن يحس به. وهذا الأصل الذي قالوه عليه أهل الاثبات؛ فإن أهل السنة والجماعة المقرّين بأن الله تعالى يُرى متفقون على أن ما لا يمكن معرفته بشيء من الحواس فإنما يكون معدوما لا موجودا ''اهـ
و قال في ص 46 من التسعينية:
''..و معلوم أن الخلق كلهم ولدوا على الفطرة ، ومعلوم بالفطرة أن ما لا يمكن احساسه لا باطنا ولا ظاهرا لا وجود له''.اهـ.
و قال في التأسيس [1/9] :
'' و طوائف من النظار قالوا: ما ثمّ موجود إلا جسم أو قائم بجسم، اذا فسر الجسم بالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي، كما هو مستقر في فطر العامة. وهذا قول كثير من الفلاسفة أو أكثرهم ، وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالامام أحمد في رده على الجهمية،و عبد العزيز المكي في رده على الجهمية و غيرهما ؛بينوا أن ما ادعاه النفاة من اثبات قسم ثالث ليس بمباين و لا محايث معلوم الفساد بصريح العقل، وان هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم''.اهـ
و قال في التأسيس [1/33]:
'' قال الرازي: و أما الحنابلة الذين التزموا الأجزاء والأبعاض...
فيقال[أي ابن تيمية]: ان أردت بهذا الكلام أنهم وصفوه بلفظ الأجزاء و الأبعاض و أطلقوا ذلك عليه من غير نفي للمعنى الباطل، وقالوا إنه يتجزأ أو يتبعض و ينفصل بعضه عن بعض فهذا ما يعلم أحد من الحنابلة يقوله.
و ان أردت اطلاق لفظ البعض على صفاته في الجملة فهذا ليس مشهورا عنهم، لاسيما والحنابلة أكثر اتباعا لألفاظ القرآن والحديث من الكرامية و من الاشعرية بإثبات لفظ الجسم، فهذا مأثور عن الصحابة و التابعين و الحنبلية، وغيرهم متنازعون في اطلاق هذا اللفظ كما سنذكره ان شاء الله.
و ان أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد و ذلك يقتضي التجزئة و التبعيض، أو انهم وصفوه بما يقتضي أن يكون جسما والجسم متبعض و متجزئ، و ان لم يقولوا هو جسم، فيقال له: لا اختصاص للحنابلة بذلك، بل هذا مذهب جماهير أهل الاسلام ، بل وسائر أهل الملل و سلف الأمة و أئمتها''.اهـ
وقال في كتابه بيان تلبيس الجهمية (1/101) ما نصه : "وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم، وأن صفاته ليست أجسامًا وأعراضًا، فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال " اهـ.
قال الإمام الشافعي رحمه الله : ((من قال أن الله جسم لا كالأجسام كفر)) من الأشباه والنظائر للسيوطي
سنفرد لك و الأمثالك ردا مستقلا في نفي هذه الفرية عن شيخ الاسلام
dionysos93
2010-09-13, 16:16
رحم الله العلامة محمود شكري الآلوسي فقد قال في كتابه غاية الأماني في الرد على النبهاني القبوري : "…لا تجد في عصر من الأعصار من يذب عنه-أي: عن ابن تيمية -رحمه الله تعالى- ويختار قوله، ويسلك مسلكه، إلا وهو الفائق على غيره: ذكاء وفطنة وإنصافاً، ولا تجد من يخالفه ويعاديه، إلا وهو من أهل الغلو، والغباوة، وحب الدنيا والمخالف للسنة، والمعادي للحق…"
ودليلهم في ذاك بيت قاله * فما يقال الأخطل النصراني
يا قوم قد غلط النصارى قبل في * معنى الكلام وما اهتدوا لبيان
ولأجل ذا جعلوا المسيح الههم * إذ قيل كلمة خالق رحمن
ولأجل ذا جعلوه ناسوتا ولا * هوتا قديما بعد متحدان
ونظير هذا من يقول كلامه * معنى قديم غير ذي حدثان
والشطر مخلوق وتلك حروفه * ناسوته لكن هما غيران
فانظر الى ذاك الاتفاق فانه * عجب وطالع سنة الرحمن
فهنيئا لك الذكاء و الفطنة و الإنصاف....و التجسيم
مروا بنا رجاءا الى الصفة الثانية صفة الكلام و ماهو الاختلاف فيها.وماهو اوجه الاشكال ......ليتبين لكل منا معتقده و اي التصورات اشد اقناعا له....
بعيدا على الاتهامات و التنفير بالمسميات المخيفة و التلويح بها كهذا اشعري و هذا معطل و هذا جهمي و هذا مجسم الخ .....خاصة و ان العقيدة في كل منا متداخلة و متشابكة .....
-------------------------------
هشام البرايجي
2010-09-13, 17:17
فهنيئا لك الذكاء و الفطنة و الإنصاف....و التجسيم
فهنيئا لك ال ..............................…والكذب على شيخ الاسلام رحمه الله
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
(( عُمَّار مَسـاجد الله لا يَخشون إلا الله، وعمـار مساجد الْمَقَابِر يخشون غيـر الله! ويَرْجُون غيـر الله! حتى إن طائفة من أصـحاب الكبائر الذين لا يَتَحَاشَون فـيما يفعلونه من القبائح كان إذا رأى قُـبَّـة الميت أو الهـلال الذي على رأس الـقُـبَّة خَشِي مِن فعل الفواحـش! ويقول أحدهم لصاحـبه: ويحك هذا هلال الـقُـبَّة! فَيَخْشَون الْمَدْفُون تَحـْت الْهِلال ولا يَخْشَون الـذي خَلَق السماوات والأرض وجَعـل أهِلّة السماء مواقيت للناس والحـج ))..[ الرد على البكري2 / 563]..!!
01 algeroi
2010-09-13, 17:24
لاحظت بأنّ المخالف قد بتر نقله عن ابن كثير رحمه الله وأسقط عبارة تشكلّ فارقا كبيرا في المعنى بين ما قاله ابن كثير وما حاول المخالف إيهام القاريء بأنّه يقوله وهذه العبارة هي ( على ما هو منسوب إلى ابن حنبل ) إذن عبارة ابن كثير هي ( ( وفيها استدعي تقي الدين أحمد بن تيمية من دمشق إلى مصر ، وعقد له مجلس ، وأمسك وأودع الاعتقال ، بسبب عقيدته ، فإنه كان يقول بالتجسيم على ما هو منسوب إلى ابن حنبل )
وأترك للقاريء الكريم الحكم على الفرق بين العبارتين بكلّ موضوعية
هذه ملاحظة إلاّ أنّي أحبّ دلالة القاريء على هذا الجواب للجنة الفتوى بموقع مشكاة ومع أنّ ناقل السؤال قد نقل الشبهة بكلّ أمانة عن موقع من مواقع الاحباش لم يحسن فيه صاحبه قراءة قول ابن كثير فقد أردت نقل السؤال والجواب كما وجدته فلتتفضّلوه مشكورين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الجليل
جزاكم الله عنا خيرا وبارك فيكم
ما صحة هذا الموضوع
موضوع ابن تيميه وفتاواه
المتعلقه بتجسيم الخالق
ابن تيميه يقول بتجسيم رب العالمين اي له رجلين ويدين وهو مثل خلقه (حاش الله)
وكذالك يقول راى رب العالمين في المنام ولا اريد ان اقص المنام لأبن تيميه
قال أبو الفداء (ت732هـ) في تاريخه المختصر في أخبار البشر ج2/392 (حوادث سنة 705هـ) :
(وفيها) استُدْعيَ تقي الدين أحمد بن تيمية من دمشق إلى مصر ، وعُقدَ له مجلس ، وأُمسِكَ وأُودعَ الاعتقال ، بسـبـب عـقـيــدتــه ، فإنه كــان يقـــول بالتجسيـــــــمعلى ما هو منســوب إلى ابن حنبــل. انتهى بعين لفظه.
أبو الفداء معاصر لابن تيمية
ابن تيمية (ت728هـ)
أبو الفداء (ت732هـ)
أقول : لاحظ كلمة أبي الفداء : ... فإنه كان يقول بالتجسيم.
يعني جزم لا احتمال أو نسبة.
ثم لاحظ قوله بعدها : ... على ما هو منسوب إلى ابن حنبل.
فالتجسيم جزم به بخصوص ابن تيمية.
أما نسبة هذا التجسيم لأحمد بن حنبل فأخبر أنه كان منسوباً إليه.
وقصد أبي الفداء - والله أعلم - أن هذا التجسيم الذي يقول به ابن تيمية ومن لف لفّه ينسبه هؤلاء الذين يقولون به إلى الإمام أحمد بن حنبل.
هذا الموضوع موجود بموقع لاهل السنة افيدونا بارك الله فيكم
للضرورة القصوى ويعلم الله ربى ان الامر جد خطير جدا
اسأل الله ان يجعله بميزان حسناتكم وحجة لكم يوم القيامة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
هذا كذب على شيخ الإسلام ابن تيمية ، وهو باطل مِن وُجوه :
الوجه الأول : أن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية شاهِدة على تقريره لِعقيدة السلف ، وما عليه الأئمة الأربعة ؛ مِن إثبات ما أثبته الله لنفسه مِن غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .
ومِن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير عقيدة السلف : العقيدة الواسطية ، والعقيدة التدمرية ، والفتوى الحموية الكبرى ، والعقيدة الأصفهانية .
ولَمّا سُئل ابن تيمية عن قوله في الاستواء ، ما قوله في آيات الصفات ؟
قال : قولنا فيها ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ؛ وما قاله أئمة الهدى بعد هؤلاء الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم ، وهذا هو الواجب على جميع الخلق في هذا الباب وغيره . اهـ .
وكلّ مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية شاهدة بذلك ، ليس فيها حرف مما نُسب إليه ظلما وزورا .
والعقيدة الواسطية قرر فيها شيخ الإسلام ابن تيمية عقدية السلف فيما يتعلّق بالأسماء والصفات .
ولا يُعرَف ذلك القول عن شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولا هو موجود أصلا في كُتُبه ، ولا كُتُب تلاميذه .
وامتُحِن شيخ الإسلام ابن تيمية بسبب هذه العقيدة التي قررها على خلاف ما كان عليه كثير من علماء عصره ، مِن تأويل الصفات !
وهذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ، فإنه قال في : فَكَانَ مِمَّا اعْتَرَضَ عَلَيَّ بَعْضُهُمْ - لِمَا ذَكَرَ فِي أَوَّلِهَا وَمِنْ الإِيمَانِ بِاَللَّهِ : الإِيمَانُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَوَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلا تَعْطِيلٍ وَلا تَكْيِيفٍ وَلا تَمْثِيلٍ فَقَالَ : - مَا الْمُرَادُ بِالتَّحْرِيفِ وَالتَّعْطِيلِ ؟! ... ( مجموع الفتاوى ) .
الوجه الثاني : أن أبا الفداء لم يذكر مُستنده ولا سَنَده إلى تلك الحكاية !
فقد قال في حوادث سنة 705 هـ : (وفيها استدعي تقي الدين أحمد بن تيمية ... )
وهي تُشبه ما يُحكى عن ابن بطوطة ! مِن أنه رأى شيخ الإسلام ابن تيمية ، وحَكى عنه حكاية تُشبه هذه الحكاية !
والحقّ أن ابن بطوطة لم يلتق شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولا رآه
وذلك لأن شيخ الإسلام ابن تيمية كان مسجونا بقلعة دمشق وقت دخول ابن بطوطة دمشق !!
قال ابن كثير : قال البرزالي : وفي يوم الاثنين عند العصر سادس عشر شعبان اعتقل الشيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين بن تيمية بقلعة دمشق .
ثم ذَكَر سبب سجنه ، فقال : وهذه الواقعة سببها فتيا وجدت بخطه في السفر وإعْمال الْمُطِيّ إلى زيارة قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وقبور الصالحين . اهـ .
وهذا يؤكِّد أن سبب سجنه ليس ما ذَكَره أبو الفداء ، ولا ما ادّعاه ابن بطوطة !
وسبب آخر لِسجنه بمصر ؛ وهو أنه كُذِب عليه ، كما ذَكَر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " ، وذَكَرَه ابن كثير في " البداية والنهاية " ، وقد نُوقِش بِما في العقيدة الواسطية ، وغَلَب خصومه ، كما سيأتي ذِكْره .
الوجه الثالث : أن أقرب الناس إلى ابن تيمية هم طلاّبه ، وهم الذين أخذوا العِلْم عنه ، وكانوا أقرب الناس إليه ، وأعرف الناس بِمقالاته وعقيدته .
ومِن تلاميذه : الحافظ ابن كثير والحافظ ابن رجب والإمام ابن القيم والإمام الذهبي .
وأكثر من روى الحوادث والوقائع التي مرّ بها شيخ الإسلام ابن تيمية هو ابن كثير .
وابن كثير شافعي المذهب ، وكان يُجِلّ شيخ الإسلام ابن تيمية ويعرف له مكانته وسَعة عِلمه .
قال ابن كثير عن شيخه ابن تيمية : وأشياخنا الذين أدركناهم : جهبذ الوقت شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية .
وقال :
وفي يوم الأربعاء سابع عشر شعبان دَرَّس الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية الحراني بالمدرسة الحنبلية .
وذَكَر ابن كثير ما حصل لشيخ الإسلام ابن تيمية من ابتلاء وامتحان بسبب عقيدته ، ومَا نَالَه مِن خصومه الذين حسدوه ! وهذا أيضا ذَكَره ابن تيمية ، كما في " مجموع الفتاوى " .
قال ابن كثير :
أول المجالس الثلاثة لشيخ الإسلام ابن تيمية :
وفي يوم الاثنين ثامن رجب حضر القضاة والعلماء وفيهم الشيخ تقي الدين بن تيمية عند نائب السلطنة بالقصر ، وقرئت عقيدة الشيخ تقي الدين الواسطية ، وحصل بحث في أماكن منها ، وأُخِّرت مواضع إلى المجلس الثاني ، فاجتمعوا يوم الجمعة بعد الصلاة ثاني عشر الشهر المذكور وحضر الشيخ صفي الدين الهندي ، وتكلّم مع الشيخ تقي الدين كلاما كثيرا ، ولكن سَاقِيَته لاطَمَتْ بَحْرًا، ثم اصطلحوا على أن يكون الشيخ كمال الدين بن الزملكاني هو الذي يُحَاقِقه من غير مُسامحة ، فتناظرا في ذلك ، وشكر الناس من فضائل الشيخ كمال الدين بن الزملكاني وجَوْدة ذهنه ، وحُسن بحثه حيث قاوم ابن تيمية في البحث ، وتكلّم معه ، ثم انفصل الحال على قبول العقيدة ، وعاد الشيخ إلى مَنْزِله مُعَظَّمًا مُكَرَّمًا ، وبلغني أن العامة حَمَلُوا له الشمع من باب النصر إلى القصاعين على جاري عادتهم في أمثال هذه الأشياء ، وكان الحامل على هذه الاجتماعات كتاب وَرَد مِن السلطان في ذلك ، كان الباعث على إرساله قاضي المالكية ابن مخلوف ، والشيخ نصر المنبجي شيخ الجاشنكير وغيرهما من أعدائه ، وذلك أن الشيخ تقي الدين بن تيمية كان يتكلم في المنجبي ويَنسبه إلى اعتقاد ابن عربي ! وكان للشيخ تقي الدين من الفقهاء جماعة يَحسدونه لتقدّمه عند الدولة ، وانفراده بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وطاعة الناس له ، ومحبتهم له ، وكثرة أتْبَاعه ، وقيامه في الحق ، وعِلْمه وعَمَله ، ثم وقع بدمشق خبط كثير وتشويش بسبب غيبة نائب السلطنة ، وطلب القاضي جماعة مِن أصحاب الشيخ وعزَّر بعضهم ، ثم اتفق أن الشيخ جمال الدين المزي الحافظ قرأ فَصْلا بالردّ على الجهمية مِن كتاب أفعال العباد للبخاري تحت قُبة النسر بعد قراءة ميعاد البخاري بسبب الاستسقاء ، فغضب بعض الفقهاء الحاضرين وشَكَاه إلى قاضي الشافعي ابن صصرى ، وكان عدو الشيخ فَسُجِن المزِّي ، فبلغ الشيخ تقي الدين فتألم لذلك ، وذهب إلى السجن فأخرجه منه بنفسه ، وراح إلى القصر فَوَجَد القاضي هنالك ، فتقاولا بسبب الشيخ جمال الدين المزِّي ، فحلف ابن صصرى لا بد أن يُعيده إلى السجن وإلاَّ عَزَل نفسه ! فأمر النائب بإعادته تطييبا لقلب القاضي ، فحبسه عنده في القوصية أياما ثم أطلقه .
ولما قدم نائب السلطنة ذكر له الشيخ تقي الدين ما جرى في حقه وحق أصحابه في غيبته ، فتألم النائب لذلك ونادى في البلد أن لا يتكلم أحد في العقائد ، ومن عاد حَلّ ماله ودمه ورتبت داره وحانوته ، فسكنت الأمور .
وقد رأيت فصلا من كلام الشيخ تقي الدين في كيفية ما وقع في هذه المجالس الثلاثة من المناظرات .
ثم عقد المجلس الثالث في يوم سابع شعبان بالقصر واجتمع جماعة على الرضا بالعقيدة المذكورة ، وفي هذا اليوم عَزل ابن صصرى نفسه عن الحكم بسبب كلام سمعه من بعض الحاضرين في المجلس المذكور ، وهو مِن الشيخ كمال الدين بن الزملكاني ، ثم جاء كتاب السلطان في السادس والعشرين من شعبان فيه إعادة ابن صصرى إلى القضاء ، وذلك بإشارة المنبجي ، وفي الكتاب : إنا كنا سمعنا بعقد مجلس للشيخ تقي الدين بن تيمية ، وقد بلغنا ما عقد له مِن المجالس ، وأنه على مذهب السلف ، وإنما أردنا بذلك براءة ساحته مما نُسِب إليه ، ثم جاء كتاب آخر في خامس رمضان يوم الاثنين وفيه الكشف عن ما كان وقع للشيخ تقي الدين بن تيمية في أيام جاغان ، والقاضي إمام الدين القزويني ، وأن يُحْمَل هو والقاضي ابن صصرى إلى مصر ، فتوجها على البريد نحو مصر ، وخرج مع الشيخ خَلْق من أصحابه ، وبَكوا وخَافُوا عليه مِن أعدائه ، وأشار عليه نائب السلطنة ابن الأفرم بترك الذهاب إلى مصر ، وقال له : أنا أكاتب السلطان في ذلك وأصلح القضايا ، فامتنع الشيخ من ذلك ، وذَكَر له أن في توجهه لمصر مصلحة كبيرة ، ومصالح كثيرة ، فلما توجه لمصر ازدحم الناس لوداعه ورؤيته حتى انتشروا مِن باب داره إلى قرب الجسورة ، فيما بين دمشق والكسوة ، وهم فيما بين باكٍ وحَزين ومتفرّج ومُتَنَزِّه ، ومزاحم مُتَغَالٍ فيه .
فلما كان يوم السبت دخل الشيخ تقي الدين غـزّة ، فعمل في جامعها مجلسا عظيما ، ثم دخلا معا إلى القاهرة والقلوب معه وبِه متعلقة ، فَدَخلا مصر يوم الاثنين الثاني والعشرين مِن رمضان ، وقيل : إنهما دخلاها يوم الخميس ، فلما كان يوم الجمعة بعد الصلاة عُقِد للشيخ مجلس بالقلعة اجتمع فيه القضاة وأكابر الدولة ، وأراد أن يتكلم على عادته فلم يتمكن من البحث والكلام ، وانتُدِب له الشمس ابن عدنان خَصْمًا احتسابا ، وادّعى عليه عند ابن مخلوف المالكي أنه يقول : إن الله فوق العرش حقيقة ، وأن الله يتكلم بِحَرف وصَوت ، فسأله القاضي جوابه فأخذ الشيخ في حمد الله والثناء عليه ، فقيل له : أجب ما جئنا بك لتخطب ! فقال : ومن الحاكم فيّ ؟ فقيل له: القاضي المالكي .
فقال له الشيخ : كيف تحكم فيّ وأنت خصمي ؟! فغضب غضبا شديدا وانزعج وأقيم مرسما عليه وحُبِس في برج أياما ، ثم نُقِل منه ليلة العيد إلى الحبس المعروف بالْجُبّ ، هو وأخوه شرف الدين عبد الله وزين الدين عبد الرحمن .
وأما ابن صصرى فإنه جدد له توقيع بالقضاء بإشارة المنبجي شيخ الجاشنكير حاكم مصر، وعاد إلى دمشق يوم الجمعة سادس ذي القعدة والقلوب له مَاقِتَة ، والنفوس منه نافرة ، وقُرئ تقليده بالجامع ، وبعده قُرئ كتاب فيه الحطّ على الشيخ تقي الدين ومُخَالفته في العقيدة ، وأن يُنَادَى بذلك في البلاد الشامية ، وأُلْزِم أهل مذهبه بمخالفته ، وكذلك وقع بمصر ، قام عليه جاشنكير وشيخه نصر المنبجي ، وساعدهم جماعة كثيرة من الفقهاء والفقراء، وجرت فتن كثيرة منتشرة، نعوذ بالله من الفتن .
وقال ابن كثير :
ثم دخلت سنة ست وسبعمائة ، استهلت والحكام هم المذكورون في التي قبلها ، والشيخ تقي الدين بن تيمية مسجون بالجب من قلعة الجبل .
وقال :
وفي ليلة عيد الفطر أحْضَر الامير سيف الدين سلار نائب مصر القضاة الثلاثة وجماعة من الفقهاء فالقضاة الشافعي والمالكي والحنفي ، والفقهاء الباجي والجزري والنمراوي ، وتكلموا في إخراج الشيخ تقي الدين بن تيمية من الحبس ، فاشترط بعض الحاضرين عليه شروطا بذلك ، منها : أنه يلتزم بالرجوع عن بعض العقيدة ، وأرسلوا إليه ليحضر ليتكلموا معه في ذلك ، فامتنع من الحضور وصمم ، وتكررت الرُّسُل إليه سِتّ مرّات ، فصمم على عدم الحضور، ولم يلتفت إليهم ولم يَعِدْهم شيئا ، فطال عليهم المجلس ، فتفرقوا وانصرفوا غير مأجورين .
وقال أيضا :
ثم دخلت سنة سبع وسبعمائة ، استهلت والحكام هم المذكورون في التي قبلها، والشيخ تقي الدين بن تيمية معتقل في قلعة الجبل بمصر ... وفي يوم الجمعة رابع عشر صفر اجتمع القضاة بدر الدين بن جماعة بالشيخ تقي الدين بن تيمية في دار الاوحدي من قلعة الجبل، وطال بينهما الكلام ثم تَفَرَّقا قبل الصلاة ، والشيخ تقي الدين مصمم على عدم الخروج من السجن ، فلما كان يوم الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الأول جاء الأمير حسام الدين مهنّا بن عيسى ملك العرب إلى السجن بنفسه وأقسم على الشيخ تقي الدين ليخرجنّ إليه ، فلما خرج أقسم عليه ليأتين معه إلى دار سلار ، فاجتمع به بعض الفقهاء بدار سلار وجرت بينهم بحوث كثيرة .ثم فَرَّقَتْ بينهم الصلاة ، ثم اجتمعوا إلى المغرب وبات الشيخ تقي الدين عند سلار، ثم اجتمعوا يوم الأحد بمرسوم السلطان جميع النهار ، ولم يحضر أحد من القضاة بل اجتمع من الفقهاء خلق كثير، أكثر من كل يوم ، منهم الفقيه نجم الدين بن رفع وعلاء الدين التاجي ، وفخر الدين ابن بنت أبي سعد ، وعز الدين النمراوي ، وشمس الدين بن عدنان ، وجماعة من الفقهاء وطلبوا القضاة فاعتذروا بأعذار ، بعضهم بالمرض ، وبعضهم بغيره ، لمعرفتهم بما ابن تيمية منطوي عليه من العلوم والأدلة ، وأن أحدا من الحاضرين لا يُطيقه ، فَقَبِل عُذرهم نائب السلطنة ولم يكلفهم الحضور بعد أن رسم السلطان بحضورهم أو بفصل المجلس على خير، وبات الشيخ عند نائب السلطنة ، وجاء الأمير حسام الدين مهنا يُريد أن يستصحب الشيخ تقي الدين معه إلى دمشق ، فأشار سلار بإقامة الشيخ بمصر عنده ليرى الناس فضله وعلمه ، وينتفع الناس به ويشتغلوا عليه .
واستمر الشيخ في الحبس يُسْتَفْتَى ويَقْصده الناس ويزورونه ، وتأتيه الفتاوى المشكلة التي لا يستطيعها الفقهاء من الأمراء وأعيان الناس ، فيكتب عليها بما يُحير العقول من الكتاب والسنة .
ثم دخلت سنة ثمان وسبعمائة ، استهلت والحكام هم المذكورون في التي قبلها، والشيخ تقي الدين قد أُخْرِج مِن الحبس ، والناس قد عكفوا عليه زيارة وتعلُّمًا واستفتاء وغير ذلك .
وذَكَر ابن كثير في حوادث سنة تسع وسبعائة :
وفي ليلة سلخ صفر توجه الشيخ تقي الدين بن تيمية من القاهرة إلى الإسكندرية صحبة أمير مقدم ، فأدخله دار السلطان وأنزله في برج منها فسيح الأكناف ، فكان الناس يدخلون عليه ويشتغلون في سائر العلوم ، ثم كان بعد ذلك يحضر الجمعات ويَعمل المواعيد على عادته في الجامع ، وكان دخوله إلى الإسكندرية يوم الأحد ، وبعد عشرة أيام وصل خبره إلى دمشق فحصل عليه تألّم وخافوا عليه غائلة الجاشنكير وشيخه المنبجي ، فتضاعف له الدعاء ، وذلك أنهم لم يمكنوا أحدا من أصحابه أن يخرج معه إلى الإسكندرية ، فضاقت له الصدور ، وذلك إنه تمكن منه عدوه نصر المنبجي .
وكان سبب عداوته له أن الشيخ تقي الدين كان ينال من الجاشنكير ومِن شيخه نصر المنبجي ، ويقول : زالت أيامه ! وانتهت رياسته ، وقَرُب انقضاء أجله ، ويتكلّم فيهما وفي ابن عربي وأتباعه ، فأرادوا أن يسيروه إلى الإسكندرية كهيئة المنفِي ، لعل أحدا من أهلها يتجاسر عليه فيقتله غِيلة ، فما زاد ذلك الناس إلاَّ محبة فيه وقُرْبًا منه ، وانتفاعا به ، واشتغالا عليه ، وحُنُوًّا وكرامة له .
واتفق أنه وجد بالإسكندرية إبليس قد باض فيها وفرّخ ! وأضل بها فرق السبعينية والعربية ، فمزق الله بِقُدُومِه عليهم شملهم ، وشَتّت جموعهم شَذَر مَذَر ! وهتك أستارهم وفضحهم ، واستتاب جماعة كثيرة منهم ، وتوّب رئيسا من رؤسائهم ، واستقر عند عامة المؤمنين وخواصهم من أمير وقاضٍ وفقيه ، ومُفْتٍ وشيخ وجماعة المجتهدين ، إلاّ مَن شَذّ مِن الأغمار الجهال ، مع الذلة والصغار - محبة الشيخ وتعظيمه وقبول كلامه والرجوع إلى أمره ونهيه ، فَعَلَت كلمة الله بها على أعداء الله ورسوله ، ولُعنوا سِرًا وجَهرا ، وباطنا وظاهرا، في مجامع الناس بأسمائهم الخاصة بهم ، وصار ذلك عند نصر المنبجي المقيم المقعَد ، ونَزَل به من الخوف والذلّ ما لا يُعَبّر عنه .
والمقصود أن الشيخ تقي الدين[يعني : ابن تيمية] أقام بثغر الإسكندرية ثمانية أشهر ، مُقيما بِبُرْج مُتَّسع مَليح نَظيف ، له شُبَّاكَان ؛ أحدهما إلى جهة البحر ، والآخر إلى جهة المدينة، وكان يدخل عليه من شاء ، ويتردد إليه الأكابر والأعيان والفقهاء ، يقرؤون عليه ويستفيدون منه ، وهو في أطيب عيش وأشرح صدر .
وكان قاضي المالكية ابن مخلوف يقول : ما رأينا مثل ابن تيمية حَرَّضنا عليه فلم نَقْدِر عليه ! وقَدَر علينا فَصَفَح عَـنّا وحَاجَجَ عَـنّا !
وقال في ترجمة الشيخ الزاهد نور الدين أبو الحسن علي بن يعقوب بن جبريل البكري المصري الشافعي ... : وقد كان في جملة مَن يُنْكِر على شيخ الإسلام ابن تيمية ، أراد بعض الدولة قتله فهرب واختفى عنده كما تقدم ، لَمّا كان ابن تيمية مُقِيمًا بِمصر، وما مثاله إلاَّ مثال سَاقِية ضَعيفة كَدرة لاطَمَتْ بَحْرًا عَظيما صافيا ، أوْ رَمْلة أرَادت زَوال جَبل ! وقد أضحك العقلاء عليه .
ولَمّا ذَكَر ابن المطهر الشيعي قال :
وقد انتدب في الرد عليه الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس بن تيمية في مجلدات أتى فيها بما يُبْهِر العقول مِن الأشياء المليحة الحسنة ، وهو كتاب حافل .
ولَمّا ذَكَر شمس الدين ابن الحريري الحنفي قال :
وكان يقول : إن لم يكن ابن تيمية شيخ الإسلام فَمَن ؟ وقال لبعض أصحابه : أتُحِبّ الشيخ تقي الدين ؟ قال : نعم ، قال : والله لقد أحببتَ شيئا مليحا !
وذَكَر جنازة شيخ الإسلام ابن تيمية حتى صارت مثلا !
قال ابن كثير في ترجمة الشيخ محمد بن تمام :
وكان الجمع كثيرا جدا لم يشهد الناس جنازة بعد جنازة الشيخ تقي الدين بن تيمية مثلها ، لكثرة مَن حَضرها مِن الناس رجالا ونساء . اهـ .
فتبيّن أن سبب سجنه بمصر هو ما يتعلّق بالعقيدة ، سواء ما أثبته في " الواسطية " أو ما أثبته أيضا في " الرسالة الحموية " ، وليس فيها شيء مِن التجسيم ، بل فيها إثبات صِفات الله عزَّ وَجَلّ كما أثبتها السلف .
قال الذهبي في " تاريخ الإسلام " : الإنكار على ابن تيمية كلامه في الصفات .
وفي ربيع الأول قام جماعة من الشافعية المتكلمين فأنكروا على ابن تيمية كلامه في الصفات . وأخذوا فُتياه الحموية فَرَدّوا عليه ، وانتصبوا لأذيته ، وسَعَوا إلى القضاة والعلماء ، فطاوعهم جلال الدين قاضي الحنفية في الدخول في القضية ، فطلب الشيخ ، فلم يحضر . فأمر فنودي في بعض دمشق بإبطال العقيدة الحموية ، أو نحو هذا . فانتصر له الأمير جاغان ، واجتمع به الشيخ ، فطلب من سعى في ذلك ، فاختفى البعض ، وتشفع البعض ، وضُرب المنادي ومن معه ...
وجلس الشيخ على عادته يوم الجمعة وتكلم على قوله : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) . ثم حضر مِن الغدّ عند قاضي القضاة إمام الدين ، رحمه الله ، وحضر جماعة يسيرة ، وبحثوا مع الشيخ في الحموية ، وحاقَقُوه على ألفاظ فيها . وطال البحث ، وقُرئ جميعها ، وبَقُوا من أوائل النهار إلى نحو ثلث الليل ، ورَضُوا بما فيها في الظاهر ، ولم يقع إنكار ، بحيث انفصل المجلس ، والقاضي ، رحمه الله ، يقول : كل مَن تكلّم في الشيخ فأنا خَصمه .
وقال أخوه القاضي جلال الدين : كل مَن تكلّم في ابن تيمية بعد هذا نُعَزِّره . اهـ .
وما شيخ الإسلام ابن تيمية إلاّ كما قيل :
حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سَعْيَه *** فالناس أعداء له وخُصوم .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
dionysos93
2010-09-13, 17:27
يبدوا أنك سيء الأدب مع العلماء حتى يأتي غر مثلك فيقول عن ِشيخ الاسلام بن تيمية جاهل
أقول لك ان لم يكن شيخ الاسلام بن تيمية عالم فلا ندري من هو العالم
سنفرد لك و الأمثالك ردا مستقلا في نفي هذه الفرية عن شيخ الاسلام
لاحظ معي أيها الأخ الكريم
قال ابن تيمية
و ان أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد و ذلك يقتضي التجزئة و التبعيض، أو انهم وصفوه بما يقتضي أن يكون جسما والجسم متبعض و متجزئ، و ان لم يقولوا هو جسم، فيقال له: لا اختصاص للحنابلة بذلك، بل هذا مذهب جماهير أهل الاسلام ، بل وسائر أهل الملل و سلف الأمة و أئمتها''.اهـ
فكيف يرضيك أن يقال أن مذهب السلف هو مذهب التجسيم و لا يرضيك أن يقال إن ابن تيمية مخالف و جاهل لمذهب السلف، ولكن لا غرابة هكذا يفعل التعصب للأشخاص بصاحبه.
ثم إنني عندما قلت جاهل ليس معناه الجهل المطلق بل أنا أعني الجهل بمراد السلف في هذه النقطة بالذات لا على إطلاقه .
أنا أدعوك لأن تناقش أقوال ابن تيمية فقط لا أن تأخذها على أنها مسلمات ،بل أشك أنك تقرؤها أصلا أو كأنك لا تريد أن تقرأها أو ربما تحاول إقناع نفسك بأنها مجرد نقول منتقاة بخبث يمكنك تفنيدها حالما ينجلي لك الأمر.
لا تتعجل البحث عن الرد أو المباهلة و حاول أن تقرأ للطرف الآخر فما أعيا شيء صاحبه كالتعصب بل أكثر من ذلك أدعوك لقراءة كتاب ابن تيمية نفسه الرد على أساس التقديس حتى تستطيع أن تكون لنفسك فكرة صحيحة و حيادية بعيدا عن اتهام الآخرين بالنقل غير الأمين أو عدم الفهم و لا تجعل أقصى همك هو الرد دون أن تكلف نفسك أدنى جهد لفهم ما نقول.
01 algeroi
2010-09-13, 17:34
دعوى أن شيخ الإسلام مجسّم ومشبّه
د. عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن
المبحث الثاني
قول أهل السنة في مسألة التجسيم والتشبيه
في بداية عرض مذهب أهل السنة وقولهم في المشبهة - الذي حرصت أن يكون مستخلصاً من كلام السلف قبل ابن تيمية رحمه الله يحسن البدء بتعريف عام عن المشبهة، وأشهر الفرق التي تعرف بالتشبيه في تاريخ المسلمين، وبه يكون البدء بهذا المبحث.
المطلب الأول
التعريف بالمشبهة
التشبيه: قسمان: تشبيه المخلوق بالخالق، وتشبيه الخالق بالمخلوق.
القسم الأول: من شبه المخلوق بالخالق، ومن ذلك تشبيه النصارى حيث جعلوا عيسى ابن مريم ابن الله، ومن هذا الصنف السبئية الذين يزعمون أن علياً هو الله .
القسم الآخر: من شبه الخالق بالمخلوق: وهم صنفان:
الصنف الأول: شبهوا ذات البارئ بذات غيره.
الصنف الآخر: شبهوا صفات البارئ بصفات غيره.
يقول البغدادي رحمه الله عن هذين الصنفين: (وكل صنف من هذين الصنفين مفترقون على أصنافٍ شتى) .
وسأذكر باختصار أبرز الفرق التي عرفت بالتشبيه، ويأتي في مقدمتها طوائف متعددة من الشيعة، وهم أول من أظهر التشبيه عند المسلمين كما يقول الرازي رحمه الله عنهم .
وأبرز الفرق التي قالت بالتشبيه ما يلي:
الفرقة الأولى: الهشامية: وهم طائفتان:
الطائفة الأولى: أتباع هشام بن الحكم ، ومما زعمه ابن الحكم في معبوده أنه عريض طويل عميق، طوله مثل عرضه، وعرضه مثل عمقه، كالسبيكة الصافية يتلألأ كاللؤلؤة المستديرة من جميع جوانبها، وأنه ذو لون وطعم ورائحة وأنه سبعة أشبار بشبر نفسه...) .
الطائفة الأخرى: أتباع هشام بن سالم الجواليقي ، ومما زعمه أن معبوده على صورة الإنسان، وأن نصفه الأعلى مجوف، ونصفه الأسفل مصمت، وأن له شعرة سوداء، وقلباً ينبع منه الحكمة .
ويطلق على الطائفة الأولى: الهشامية الحكمية، ويطلق على الطائفة الثانية: الهشامية الجواليقية .
الفرقة الثانية: الجواربية:
أتباع داود الجواربي ، ومما زعمه في معبوده أنه جسم ولحم ودم، وله جوارح وأعضاء، ووصف معبوده بأن له جميع أعضاء الإنسان إلا الفرج واللحية .
الفرقة الثالثة: الكرامية: أتباع محمد بن كرام السجستاني ، وأثبتوا لله الجسمية، وأنه جوهر، وهم طوائف متعددة تختلف ببعض جزئيات التشبيه .
المطلب الثاني
اعتقاد السلف نفي التمثيل والتشبيه
تواترت عبارات سلف الأمة في نفي تمثيل وتشبيه الخالق بالمخلوق، فهم يثبتون ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلّى الله عليه وسلّم إثباتاً يليق بجلال الله وعظمته. وينفون ما نفاه الله عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلّى الله عليه وسلّم.
فقد سئل أبو حنيفة النعمان عن نزول الباري - جل وعلا - فقال:
(ينزل بلا كيف) .
وقال ابن أبي زمنين (ت - 399هـ) رحمه الله: (فهذه صفات ربنا التي وصف بها نفسه في كتابه ووصفه بها نبيه صلّى الله عليه وسلّم وليس في شيء منها تحديد ولا تشبيه ولا تقدير، فسبحان من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، لم تره العيون فتحده كيف هو كينونيته) .
وقال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي رحمه الله:
(ويداه مبسوطتان، ينفق كيف يشاء، بلا اعتقاد كيف، وأنه عزّ وجل استوى على العرش بلا كيف،... ولا يوصف بما فيه نقص، أو عيب، أو آفة، فإنه عزّ وجل تعالى عن ذلك) .
وقال الإمام الآجري (ت - 360هـ) رحمه الله عن نزول الباري جل وعلا إلى السماء الدنيا:
(وأما أهل الحق فيقولون: الإيمان به واجب بلا كيف؛ لأن الأخبار قد صحت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة ) .
وقال الإمام الصابوني (ت - 449هـ) رحمه الله:
(قلت وبالله التوفيق: أصحاب الحديث - حفظ الله تعالى أحياءهم ورحم أمواتهم - يشهدون لله تعالى بالوحدانية، وللرسول صلّى الله عليه وسلّم بالرسالة والنبوة، ويعرفون ربهم عزّ وجل بصفاته التي نطق بها وحيه وتنزيله، أو شهد له بها رسوله صلّى الله عليه وسلّم على ما وردت الأخبار الصحاح به، ونقلت العدول الثقات عنه، ويثبتون له جل جلاله ما أثبته لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم، ولا يعتقدون تشبيهاً لصفاته بصفات خلقه، فيقولون: إنه خلق آدم بيديه كما نص سبحانه عليه في قوله - عز من قائل -: { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] ، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين، أو القوتين تحريف المعتزلة والجهمية - أهلكهم الله - ولا يكيفونهما بكيف أو شبهها بأيدي المخلوقين تشبيه المشبهة - خذلهم الله -. وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف والتشبيه والتكييف) .
وقال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله:
(الكلام في صفات الله عزّ وجل ما جاء منها في كتاب الله، أو روي بالأسانيد الصحيحة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فمذهب السلف - رحمة الله عليهم أجمعين - إثباتها وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية عنها...) .
وقال - أيضاً - بعد ذكره بعض الصفات الثابتة لله عزّ وجل: (فهذا وأمثاله مما صح نقله عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإن مذهبنا فيه ومذهب السلف إثباته وإجراؤه على ظاهره ونفي الكيفية والتشبيه عنه... ونقول: إنما وجب إثباتها - أي الصفات -؛ لأن الشرع ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] .
وقال الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله ناقلاً اتفاق السلف على ترك التشبيه والتمثيل:
(اعلم وفقنا الله وإياك لما يرضيه من القول والعمل والنية، وأعاذنا وإياك من الزيغ والزلل: أن صالح السلف، وخيار الخلف، وسادات الأئمة، وعلماء الأمة اتفقت أقوالهم، وتطابقت آراؤهم على الإيمان بالله عزّ وجل وأنه واحد أحد، فرد صمد، حي قيوم، سميع بصير، لا شريك له ولا وزير، ولا شبيه ولا نظير، ولا عدل ولا مثيل) .
وقال - أيضاً -: (وتواترت الأخبار، وصحت الآثار بأن الله عزّ وجل ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيجب الإيمان والتسليم له، وترك الاعتراض عليه، وإمراره من غير تكييف ولا تمثيل، ولا تأويل ولا تنزيه ينفي حقيقة النزول) .
وقال ابن قدامة المقدسي رحمه الله:
(وكل ما جاء في القرآن، أو صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن وجب الإيمان به، وتلقيه بالتسليم والقبول، وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل) .
وقال العلامة الواسطي رحمه الله:
(وهو في ذاته وصفاته لا يشبهه شيء من مخلوقاته، ولا تمثل بشيء من جوارح مبتدعاته، بل هي صفات لائقة بجلاله وعظمته، لا تتخيل كيفيتها الظنون، ولا تراها في الدنيا العيون، بل نؤمن بحقائقها وثبوتها، ونصف الرب سبحانه وتعالى بها، وننفي عنها تأويل المتأولين، وتعطيل الجاحدين، وتمثيل المشبهين تبارك الله أحسن الخالقين) .
وضرب أمثلة لبيان اعتقاد السلف في الصفات وأنه الإثبات من غير طمع في إدراك الكيفية ببعض الصفات وهي: الحياة والفوقية والاستواء والنزول ثم قال:
(وصفاته معلومة من حيث الجملة والثبوت، غير معقولة من حيث التكييف والتحديد، فيكون المؤمن بها مبصراً من وجه، أعمى من وجه ، مبصراً من حيث الإثبات والوجود، أعمى من حيث التكييف والتحديد، وبهذا يحصل الجمع بين الإثبات لما وصف الله به نفسه، وبين نفي التحريف والتشبيه والوقف، وذلك هو مراد الله تعالى منا في إبراز صفاته لنا لنعرفه بها، ونؤمن بحقائقها، وننفي عنها التشبيه) .
وذكر الحافظ المقدسي (ت - 600هـ) رحمه الله موقف السلف من الألفاظ المجملة التي تطلق على الله عزّ وجل فقال:
(من السنن اللازمة السكوت عما لم يرد فيه نص عن رسوله صلّى الله عليه وسلّم أو يتفق المسلمون على إطلاقه، وترك التعرض له بنفي أو إثبات، وكما لا يثبت إلا بنص شرعي، كذلك لا ينفى إلا بدليل شرعي) .
ويرى سلف الأمة أن تشبيه الله بخلقه كفر، وهذا واضح من خلال نصوصهم الصريحة مثل قول نعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله:
(من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه) .
وقال إسحاق بن راهويه رحمه الله:
(من وصف الله فشبه صفاته بصفات أحد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم) .
وحين ذكر بشر المريسي في مناظرة الإمام الدارمي (ت - 280هـ) رحمه الله له أن تشبيه الله بخلقه خطأ، تعقبه الإمام الدارمي (ت - 280هـ) بقوله:
(أما قولك: إن كيفية هذه الصفات وتشبيهها بما هو موجود في الخلق خطأ، فإنا لا نقول إنه خطأ، بل هو عندنا كفر، ونحن لتكييفها وتشبيهها بما هو موجود في الخلق أشد أنفاً منكم غير أنا كما لا نشبهها ولا نكيفها لا نكفر بها...) .
المطلب الثالث
رد السلف دعوى أن الإثبات يستلزم التشبيه
أكثرَ نفاة الصفات من إطلاق لفظ (التشبيه) على مخالفيهم من مثبتة الصفات، حتى صار من علامة الجهمية تسمية أهل السنة مشبهة كما قال ذلك الإمام إسحاق بن راهويه (ت - 238هـ) رحمه الله:
(علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل السنة والجماعة وما أولعوا به من الكذب أنهم مشبهة، بل هم المعطلة، ولو جاز أن يقال لهم هم المشبهة لاحتمل ذلك) .
وقال أبو زرعة الرازي رحمه الله:
(المعطلة النافية الذين ينكرون صفات الله عزّ وجل التي وصف الله بها نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه صلّى الله عليه وسلّم، ويكذبون بالأخبار الصحاح التي جاءت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الصفات، ويتأولونها بآرائهم المنكوسة على موافقة ما اعتقدوا من الضلالة وينسبون رواتها إلى التشبيه، فمن نسب الواصفين ربهم - تبارك وتعالى - بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه صلّى الله عليه وسلّم من غير تمثيل ولا تشبيه إلى التشبيه فهو معطل نافٍ، ويستدل عليهم بنسبتهم إياهم إلى التشبيه أنهم معطلة نافية) .
وقال أبو حاتم الرازي رحمه الله:
(علامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة) .
وقال ابن خزيمة (ت - 311هـ) رحمه الله:
(وزعمت الجهمية - عليهم لعائن الله - أن أهل السنة ومتبعي الآثار، القائلين بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلّى الله عليه وسلّم، المثبتين لله عزّ وجل من صفاته ما وصف الله به نفسه في محكم تنزيله، المثبت بين الدفتين، وعلى لسان نبيه المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بنقل العدل عن العدل موصولاً إليه مشبهةٌ، جهلاً منهم بكتاب ربنا وسنة نبينا صلّى الله عليه وسلّم، وقلة معرفتهم بلغة العرب الذين بلغتهم خوطبنا) .
وقد نبه الإمام إسحاق بن راهويه (ت - 238هـ) رحمه الله في النص السابق على أن المعطلة هم الذين يستحقون وصف التشبيه؛ لأنهم شبهوا أولاً، ثم عطلوا ثانياً ، وقد نبه إلى هذا - أيضاً - الإمام الدارمي (ت - 280هـ) رحمه الله، فبعد نص طويل في رده على المريسي (ت - 218هـ) وأنه نفى ما وصف الله به نفسه، ووصفه بخلاف ما وصف به نفسه، ثم ضرب أمثلة لتعطيل الصفات عن طريق التأويل الفاسد قال: (تضرب له الأمثال تشبيهاً بغير شكلها، وتمثيلاً بغير مثلها، فأي تكييف أوحش من هذا، إذ نفيت هذه الصفات وغيرها عن الله بهذه الأمثال والضلالات المضلات؟) .
وقد ناقش الإمام الواسطي (ت711هـ) رحمه الله الأشاعرة الذين يثبتون بعض الصفات، وينفون بعض الصفات، وحجتهم في نفي ما نفوه من الصفات أنه يستلزم التشبيه فقال:
(لا فرق بين الاستواء والسمع، ولا بين النزول والبصر؛ لأن الكل ورد في النص فإن قالوا لنا: في الاستواء شَبَّهتم، نقول لهم: في السمع شبهتم، ووصفتم ربكم بالعرض ، وإن قالوا: لا عرض، بل كما يليق به، قلنا: في الاستواء والفوقية لا حصر، بل كما يليق به، فجميع ما يلزموننا في الاستواء، والنزول، واليد، والوجه، والقدم، والضحك، والتعجب من التشبيه: نلزمهم به في الحياة، والسمع، والبصر، والعلم، فكما لا يجعلونها أعراضاً، كذلك نحن لا نجعلها جوارح، ولا مما يوصف به المخلوق) .
ثم قال: (فما يلزموننا في تلك الصفات من التشبيه والجسمية نلزمهم في هذه الصفات من العرضية.
وما ينزهون ربهم به في الصفات السبع، وينفون عنه من عوارض الجسم فيها، فكذلك نحن نعمل في تلك الصفات التي ينسبوننا فيها إلى التشبيه سواء بسواء) .
وينبه الإمام ابن قدامة المقدسي (ت - 620هـ) رحمه الله إلى أمر مهم ألا وهو سبب نفي المتكلمين صفات الباري - جل وعلا - فظاهر الأمر عندهم هو التنزيه ونفي التشبيه، ولكن حقيقة الأمر هو: إبطال السنن والآثار الواردة فيقول:
(وأما ما يموه به من نفي التشبيه والتجسيم فإنما هو شيء وضعه المتكلمون وأهل البدع توسلاً به إلى إبطال السنن ورد الآثار والأخبار، والتمويه على الجهال والأغمار ليوهموهم: إنما قصدنا التنزيه ونفي التشبيه) .
وأما دعوى أن إثبات الصفات يستلزم الجوارح والأعضاء لله عزّ وجل فقد أجاب عن هذه الشبهة الإمام الدارمي (ت - 280هـ) رحمه الله في رده على المريسي (ت - 218هـ) فقال: (وأما تشنيعك على هؤلاء المقرين بصفات الله، المؤمنين بما قال الله: أنهم يتوهمون فيها جوارح وأعضاء، فقد ادعيت عليهم في ذلك زوراً وباطلاً، وأنت من أعلم الناس بما يريدون بها، إنما يثبتون منها ما أنت معطل، وبه مكذب، ولا يتوهمون فيها إلا ما عنى الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، ولا يدعون جوارح وأعضاء كما تقولت عليهم...) .
ومما أجاب به سلف الأمة على من ألصق بهم تهمة التشبيه والتجسيم، بيانهم لأمر غفل عنه النفاة ألا وهو أن اتفاق الأسماء لا يلزم منه اتفاق المسميات، وكذلك اتفاق الصفات لا يلزم منه اتفاق الموصوفين بها فقد سمى الله عزّ وجل نفسه سميعاً بصيراً بقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} [النساء: 58] .
وسمى بعض خلقه سميعاً بصيراً بقوله عزّ وجل: {إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً } [الإنسان: 2] .
وقد ذكر ذلك الإمام الدارمي (ت - 280هـ) رحمه الله بقوله:
(إنما نصفه بالأسماء لا بالتكييف ولا بالتشبيه، كما يقال: إنه ملك كريم، عليم حكيم، حليم رحيم، لطيف مؤمن، عزيز جبار متكبر، وقد يجوز أن يدعى البشر ببعض هذه الأسماء) .
وقد أطال الإمام ابن خزيمة (ت - 311هـ) رحمه الله في بيان هذه القاعدة، وضرب لها أمثلة عدة منها تسمية الله نفسه عزيزاً ، وسمى بعض الملوك عزيزاً فقال: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ } [يوسف: 30] .
ومنها تسمية الله عزّ وجل نفسه الجبار المتكبر بقوله: { السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ } [الحشر: 23] ، وسمى بعض الكفار متكبراً جباراً فقال: { كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } [غافر: 35] ، وغيرها من الأمثلة .
وأختم بما قاله الفخر الرازي (ت - 606هـ) رحمه الله حين قال كلمة حق في معتقد السلف، وأنه بعيد عن التشبيه وهي قوله:
(اعلم أن جماعة من المعتزلة ينسبون التشبيه إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين وهذا خطأ، فإنهم منزهون في اعتقادهم عن التشبيه، والتعطيل، لكنهم كانوا لا يتكلمون في المتشابهات بل كانوا يقولون: آمنا وصدقنا، مع أنهم كانوا يجزمون بأن الله تعالى لا شبيه له، وليس كمثله شيء، ومعلوم أن هذا الاعتقاد بعيد جداً عن التشبيه) .
المبحث الثاني
دعوى أن شيخ الإسلام مجسم ومشبه، ومناقشتها
المطلب الأول
دعوى أن شيخ الإسلام مجسم ومشبه
ركز المناوئون لابن تيمية رحمه الله على إلصاق تهمة التجسيم والتشبيه به - وذلك بناء على معتقد نفاة الصفات الذين يرمون مثبتة الصفات بالتشبيه - وتنوعت وسائلهم في تقرير هذه الشبهة في نفوس الضعفة:
فمنها: رميه بأنه مجسم كما قال الحصني (ت - 829هـ) : (والحاصل أنه وأتباعه من الغلاة في التشبيه والتجسيم) .
وقال ابن حجر الهيتمي متحدثاً عن موقف ابن تيمية رحمه الله من الباري - جلَّ وعلا -:
(نسب إليه العظائم والكبائر، وخرق سياج عظمته، وكبرياء جلالته بما أظهر للعامة على المنابر من دعوى الجهة والتجسيم) .
وأنه أول من قال بالتجسيم ، وأنه يقول: إن الله جسم كالأجسام .
ومنها: رميه بالتشبيه والتمثيل ، والحشو .
ومن فروع هذه القاعدة: محبته للمشبهة، وعدم ذمهم .
ومنها: أن ابن تيمية رحمه الله يثبت الاستواء، وإثبات الاستواء - عندهم - يلزم منه الجسمية، كما قال ابن جهبل في رده على ابن تيمية رحمه الله:
(نقول لهم: ما هو الاستواء في كلام العرب؟ فإن قالوا: الجلوس والاستقرار).
قلنا: هذا ما تعرفه العرب إلا في الجسم فقولوا: يستوي جسم على العرش...) .
وقالوا بأنه يشبّه استواء الله على عرشه باستواء المخلوق على الكرسي كما ذكر ذلك التقي الحصني (ت - 829هـ) عن أبي الحسن علي الدمشقي عن أبيه.
قال: (كنا جلوساً في صحن الجامع الأموي في مجلس ابن تيمية فذكّر ووعظ، وتعرض لآيات الاستواء، ثم قال: (واستوى الله على عرشه كاستوائي هذا) قال: فوثب الناس عليه وثبة واحدة، وأنزلوه عن الكرسي، وبادروا إليه ضرباً باللكم والنعال وغير ذلك...) .
ومنها: أن ابن تيمية رحمه الله أثبت النزول للباري عزّ وجل كل ليلة، كما هو ظاهر حديث النزول، فأنكروا عليه إثبات النزول .
وقالوا بأن ابن تيمية رحمه الله يثبت نزولاً للخالق يشبه نزول المخلوقين، كما ذكر ذلك ابن بطوطة (ت - 779هـ) في رحلته المشهورة فقال:
(حضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم، فكان من جملة كلامه أن قال: (إن الله ينزل كنزولي هذا) ونزل درجة من درج المنبر) .
وقد اشتهرت هذه المقولة عن ابن بطوطة (ت - 779هـ) ، وهي تنسب - أيضاً - إلى أبي علي السكوني وأنه نسبها إلى ابن تيمية رحمه الله قبل ابن بطوطة (ت - 779هـ) .
ومرد ذلك إلى الاختلاف الكبير الحاصل في تحديد سنة وفاة أبي علي السكوني، فالقول الذي رجحه بعض الباحثين هو أن وفاة السكوني كانت سنة (717هـ) ، وبهذا تكون القصة قد اشتهرت ونسبت إلى ابن تيمية رحمه الله قبل مجيء ابن بطوطة إلى دمشق، فقد كان مجيئه إليها سنة (726هـ) في شهر رمضان .
وقيل: إن السكوني قد توفي سنة (747هـ) وقيل: سنة (816هـ)، لكنها أقوال مرجوحة، والله أعلم.
المطلب الثاني
مـنـاقـشـة الـدعـوى
تحدث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله باستفاضة عن مصطلحات: التجسيم، والتشبيه، والتمثيل، والحشو، ورد على من قال: بأن مذهب أهل السنة والجماعة هو التشبيه في مواضع متعددة من كتبه، وأوضح رحمه الله مذهبه في استواء الباري عزّ وجل على عرشه، وفي نزوله إلى السماء الدنيا.
فمصطلح التجسيم درسه شيخ الإسلام رحمه الله باستيعاب من حيث نشأته التاريخية في الإسلام وقبل الإسلام، وبيّن أقوال الناس في معنى الجسم، ثم ناقش هذه الأقوال مبيناً وجه الخطأ والصواب فيها، وفصّل في مناقشة لفظة الجسم من حيث اللغة، والشرع، والعقل، وبين موقف السلف من إطلاق لفظ الجسم على الله.
فذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن اليهود من غلاة المجسمة ، وأنهم سلف المجسمة، وأما في الإسلام فإن بداية ظهور التجسيم كان من قِبل بعض الشيعة كهشام بن الحكم (ت - 190هـ) وهشام الجواليقي يقول ابن تيمية رحمه الله:
(وأول ما ظهر إطلاق لفظ الجسم من متكلمة الشيعة كهشام بن الحكم) .
وفصل رحمه الله في معنى الجسم من حيث اللغة، مبيناً أن معناه هو: البدن والجسد ناقلاً عن أئمة اللغة إثبات ذلك، مثل قول أبي زيد الأنصاري : (الجسم: الجسد وكذلك الجسمان والجثمان) .
وقال الأصمعي : (الجسم والجثمان: الجسد، والجثمان: الشخص، والأجسم: الأضخم بالبدن) .
وقال ابن السكيت : (تجسمت الأمر: أي ركبت أجسمه، وجسيمه أي: معظمه، وكذلك تجسمت الرمل والجبل: أي ركبت أجسمه) .
قال عامر بن الطفيل :
وقد علم الحي بن عامر *** بأن لنا ذروة الأجسم
وبين ابن تيمية رحمه الله: أن (الجسم قد يراد به الغلظ نفسه، وهو عرض قائم بغيره، وقد يراد به الشيء الغليظ، وهو القائم بنفسه، فنقول: هذا الثوب له جسم أي: غلظ، وقوله؛ {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ } [البقرة: 247] قد يحتج به على هذا، فإنه قرن الجسم بالعلم الذي هو مصدر، فنقول المعنى: زاده بسطة: في قدره فجعل قدر بدنه أكبر من بدن غيره، فيكون الجسم هو القدر نفسه لا نفس المقدر.
وكذلك قوله: { تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ } [المنافقون: 4] ، أي صورهم القائمة بأبدانهم كما تقول: أعجبني حسنه وجماله ولونه وبهاؤه، فقد يراد صفة الأبدان، وقد يراد نفس الأبدان،وهم إذا قالوا: هذا أجسم من هذا أرادوا أنه أغلظ وأعظم منه، أما كونهم يريدون بذلك أن ذلك العظم والغلظ كان لزيادة الأجزاء، فهذا مما يعلم قطعاً بأنه لم يخطر ببال أهل اللغة) .
وأما من حيث الشرع فقد بين أنه لم يُنقل في الشرع ولا عن الأنبياء السابقين ولا عن الصحابة، ولا عن التابعين ومن تبعهم من سلف الأمة إثبات هذا اللفظ أو نفيه.
قال رحمه الله: (وأما الشرع فالرسل وأتباعهم الذين من أمة موسى وعيسى ومحمد صلّى الله عليه وسلّم لم يقولوا: إن الله جسم، ولا إنه ليس بجسم، ولا إنه جوهر ولا إنه ليس بجوهر، لكن النزاع اللغوي والعقلي والشرعي في هذه الأسماء هو بما أحدث في الملل الثلاث بعد انقراض الصدر الأول من هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء) .
ثم قال: (والذي اتفقت عليه الرسل وأتباعهم، ما جاء به القرآن والتوراة: من أن الله موصوف بصفات الكمال، وأنه ليس كمثله شيء، فلا تمثل صفاته بصفات المخلوقين، مع إثبات ما أثبته لنفسه من الصفات) .
وقال رحمه الله: (وأما الشرع: فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من الأنبياء ولا الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأمة أن الله جسم، أو أن الله ليس بجسم، بل النفي والإثبات بدعة في الشرع) .
وقال - أيضاً -: (وأما من لا يطلق على الله اسم الجسم كأئمة الحديث، والتفسير، والتصوف، والفقه، مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم، وشيوخ المسلمين المشهورين في الأمة، ومن قبلهم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فهؤلاء ليس فيهم من يقول: إن الله جسم، وإن كان أيضاً: ليس من السلف والأئمة من قال: إن الله ليس بجسم) .
وبين رحمه الله سبب عدم إطلاق السلف لفظ الجسم لا نفياً ولا إثباتاً أنه لوجهين:
( أحدهما: أنه ليس مأثوراً لا في كتاب ولا سنة، ولا أثر عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا غيرهم من أئمة المسلمين، فصار من البدع المذمومة.
الثاني: أن معناه يدخل فيه حق وباطل، فالذين أثبتوه أدخلوا فيه من النقص والتمثيل ما هو باطل، والذين نفوه أدخلوا فيه من التعطيل والتحريف ما هو باطل) .
وعن سؤال افترضه هل جوابه موجود في الكتاب والسنة أم لا؟ وهو: هل الله جسم أم ليس بجسم؟ قال:
(فإذا قال السائل: هل الله جسم أم ليس بجسم؟ لم نقل: إن جواب هذا السؤال ليس في الكتاب والسنة، مع قول القائل: إن هذا السؤال موجود في فطر الناس بالطبع، والله تعالى يقول: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً } [المائدة: 3] ، وقال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ } [التوبة: 115] .
وقال: { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } [النحل: 89] .
وقال: { مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [يوسف: 111] .
وقال: { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} [طه: 123 - 126] .
وقال: { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} [الأعراف: 3] ) .
ثم ذكر آيات كثيرة وقال: (ومثل هذا في القرآن كثير، مما يبين الله فيه أن كتابه مبيِّن للدين كله، موضح لسبيل الهدى، كافٍ لمن اتبعه، لا يحتاج معه إلى غيره يجب اتباعه دون اتباع غيره من السبل) .
ثم شرع في ذكر بعض الأحاديث الدالة على أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم بين الحق، وترك الأمة على المحجة البيضاء، ومنها قول النبي صلّى الله عليه وسلّم في خطبته: (إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) .
وكان يقول: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة) .
وكان يقول: (تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) .
ثم قال: (فكيف يكون هذا - مع هذا البيان والهدى - ليس فيما جاء به جواب عن هذه المسألة، ولا بيان الحق فيها من الباطل، والهدى من الضلال؟ بل كيف يمكن أن يسكت عن بيان الأمر ولو لم يسأله الناس؟) .
وبين وجوب اعتقاد الحق فيها، ثم شنع على الذين يقولون: إن جواب هذا السؤال وأمثاله ليس في الكتاب والسنة، ووصفهم بأنهم (الذين يُعرضون عن طلب الهدى من الكتاب والسنة، ثم يتكلم كل منهم برأيه ما يخالف الكتاب والسنة، ثم يتأول آيات الكتاب على مقتضى رأيه، فيجعل أحدهم ما وصفه برأيه هو أصول الدين الذي يجب اتباعه، ويتأول القرآن والسنة على وفق ذلك، فيتفرقون ويختلفون) .
وبين شيخ الإسلام أن لفظ الجسم مجمل يحتاج إلى استفصال.
فإن أُريد بالجسم: الموجود القائم بنفسه، المتصف بالصفات، فهذا المعنى حق، لكن الخطأ إنما هو في اللفظ.
وإن أريد غير ذلك من المعاني في معنى الجسم كأن يقال: هو ما يشار إليه، أو المركب، أو غير ذلك فإنه معنى باطل ولفظ مردود .
وأما دعوى أن ابن تيمية رحمه الله يقول بأن الله جسم لا كالأجسام، فغير صحيحة، وهذه نصوص ابن تيمية الصريحة في رد هذه المقولة، وتخطئة من قالها، ومنها:
قوله حين قال له أحد كبار مخالفيه بجواز أن يقال: هو جسم لا كالأجسام:
(إنما قيل: إنه يوصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وليس في الكتاب والسنة أن الله جسم حتى يلزم هذا السؤال) .
وحكم على القائل بهذا القول أنه مشبه، بقوله: (فمن قال هو جسم لا كالأجسام كان مشبهاً، بخلاف من قال: حي لا كالأحياء) .
وذكر أن القائلين بهذه المقولة هم طوائف من أهل الكلام المتقدمين والمتأخرين فقال عن إثباتهم صفات الله عزّ وجل: (يثبتون هذه الصفات، ويثبتون ما ينفيه النفاة لها، ويقولون: هو جسم لا كالأجسام، ويثبتون المعاني التي ينفيها أولئك بلفظ الجسم) .
وذكر أن القائل بهذه المقولة هم علماء المجسمة .
وقال رحمه الله: (وأما المعنى الخاص الذي يعنيه النفاة والمثبتة، الذين يقولون: هو جسم لا كالأجسام، فهذا مورد النزاع بين أئمة الكلام وغيرهم، وهو الذي يتناقض سائر الطوائف من نفاته لإثبات ما يستلزمه، كما يتناقض مثبتوه مع نفي لوازمه.
ولهذا كان الذي عليه أئمة الإسلام أنهم لا يطلقون الألفاظ المبتدعة المتنازع فيها لا نفياً، ولا إثباتاً، إلا بعد الاستفسار والتفصيل: فيثبت ما أثبته الكتاب والسنة من المعاني، وينفي ما نفاه الكتاب والسنة من المعاني) .
وبين رحمه الله في مقولة: (إن الله ذو جسم وأعضاء وجوارح) أنها كلام باطل .
وأما ألفاظ (التشبيه والتمثيل) فقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - أقوال الناس في الفرق بينها: هل هي بمعنى واحد أو معنيين؟، وأنها قولان:
( أحدهما: أنهما بمعنى واحد، وأن ما دل عليه لفظ المثل مطلقاً ومقيداً يدل عليه لفظ الشبه، وهذا قول طائفة من النظار.
والثاني: أن معناها مختلف عند الإطلاق لغة، وشرعاً، وعقلاً، وإن كان مع التقييد والقرينة يراد بأحدهما ما يراد بالآخر، وهذا قول أكثر الناس) .
وبين سبب الاختلاف، وأنه مبني على مسألة عقلية وهي: أنه هل يجوز أن يشبه الشيءُ الشيءَ من وجه دون وجه، وذكر رحمه الله أن للناس في ذلك قولين: (فمن منع أن يشبهه من وجه دون وجه قال: المثل والشبه واحد.
ومن قال: إنه قد يشبه الشيء الشيء من وجه دون وجه، فرّق بينهما عند الإطلاق وهذا قول جمهور الناس) .
وبين قول المخالفين في عدم التفريق بين التشبيه والتمثيل وهو: امتناع كون الشيء يشبه غيره من وجه ويخالفه من وجه، بل عندهم كل مختلفين كالسواد والبياض فإنهما لم يشتبها من وجه، وكل مشتبيهن كالأجسام عندهم، يقولون بتماثلها، فإنها متماثلة عندهم من كل وجه لا اختلاف بينها إلا في أمور عارضة لها .
فالأجسام متماثلة من كل وجه، وأما الأعراض المختلفة والأجناس - كالسواد والبياض - فمختلفة من كل وجه .
وبين نتيجة هذا القول وأنه: (كل من أثبت ما يستلزم التجسيم في اصطلاحهم فهو مشبه ممثل) .
وذكر أن القائل بهذا كثير من أهل الكلام من المعتزلة والأشعرية، ومن وافقهم من الصفاتية كالباقلاني ، وأبي يعلى ، وأبي المعالي ، وغيرهم .
وناقش هؤلاء نقاشاً عقلياً ولغوياً، وشرعياً بقوله:
(فإن العقل يعلم أن الأعراض مثل الألوان، تشتبه في كونها ألواناً مع أن السواد ليس مثل البياض، وكذلك الأجسام والجواهر عند جمهور العقلاء تشتبه في مسمى الجسم والجوهر، وإن كانت حقائقها ليست متماثلة، فليست حقيقة الماء مماثلة لحقيقة التراب، ولا حقيقة النبات مماثلة لحقيقة الحيوان، ولا حقيقة النار مماثلة لحقيقة الماء، وإن اشتركا في أن كلاً منهما جوهر وجسم وقائم بنفسه) .
(وأيضاً فمعلوم في اللغة أنه يقال: هذا يشبه هذا، وفيه شبه من هذا، إذا أشبهه من بعض الوجوه، وإن كان مخالفاً له في الحقيقة.
قال الله تعالى: {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً } [البقرة: 25] .
وقال: { مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ } [آل عمران: 7] .
وقال: { وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ } [البقرة: 118] .
فوصف القولين بالتماثل، والقلوب بالتشابه لا بالتماثل، فإن القلوب وإن اشتركت في هذا القول فهي مختلفة لا متماثلة.
وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبين ذلك أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس» .
فدل على أنه يعلمها بعض الناس، وهي في نفس الأمر ليست متماثلة، بل بعضها حرام وبعضها حلال) .
وأما لفظ (الحشوية) فقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن هذا اللفظ ليس له مسمى معروف لا في الشرع، ولا في اللغة، ولا في العرف العام، وليس فيه ما يدل على شخص معين، ولا مقالة معينة، فلا يدرى من هم هؤلاء؟
ويذكر أن أول من تكلم بهذا اللفظ عمرو بن عبيد ، حيث قال: كان عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - حشوياً.
وأصل ذلك أن كل طائفة قالت قولاً تخالف به الجمهور والعامة فإنها تنسب قول المخالف لها إلى أنه قول الحشوية: أي الذين هم حشوٌ في الناس ليسوا من المتأهلين عندهم.
فالمعتزلة تسمي من أثبت القدر حشوياً، والجهمية يسمون مثبتة الصفات حشوية، والقرامطة - كأتباع الحاكم - يسمون من أوجب الصلاة والزكاة والصيام والحج حشوياً.
وأهل هذا المصطلح يعنون به حين يطلقونه: العامة الذين هم حشو، كما تقول الرافضة عن مذهب أهل السنة مذهب الجمهور .
وحين رد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على الرافضي في كتابه (منهاج السنة النبوية) قوله عن جماعة من الحشوية والمشبهة: إن الله تعالى جسم، له طول وعرض وعمق، وأنه يجوز عليه المصافحة... إلخ .
استفصل رحمه الله في المراد بالحشوية فقال:
(فإن كان مراده بالحشوية: طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة دون غيرهم، كأصحاب أحمد أو الشافعي، أو مالك، فمن المعلوم أن هذه المقالات لا توجد فيهم أصلاً، بل هم يكفّرون من يقولها...
وإن كان مراده بالحشوية: أهل الحديث على الإطلاق: سواء كانوا من أصحاب هذا أو هذا، فاعتقاد أهل الحديث: هو السنة المحضة؛ لأنه هو الاعتقاد الثابت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وليس في اعتقاد أحد من أهل الحديث شيء من هذا، والكتب شاهدة بذلك.
وإن كان مراده بالحشوية: عموم أهل السنة والجماعة مطلقاً: فهذه الأقوال لا تعرف في عموم المسلمين وأهل السنة) .
وأما نزول الباري عزّ وجل إلى السماء الدنيا، واستواؤه على عرشه سبحانه وتعالى، فليس في نصوص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما يثبت أنه يشبّه نزول الرب بنزول المخلوقين، واستواءه باستوائهم، بل نصوصه صريحة في نفي المماثلة والمشابهة في غير موضع.
فحين تحدث عن منهج الوسطية عند أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات قال:
(ويعلمون مع ذلك أنه لا مثيل له في شيء من صفات الكمال، فلا أحد يعلم كعلمه، ولا يقدر كقدرته، ولا يرحم كرحمته، ولا يسمع كسمعه، ولا يبصر كبصره، ولا يخلق كخلقه، ولا يستوي كاستوائه، ولا يأتي كإتيانه، ولا ينزل كنزوله كما قال تعالى: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص] ) .
وفي معرض رده على من ينفي الصفات الفعلية، بحجة أنها تستلزم التجسيم، صاغ قول المخالف وقوله على هيئة حوار قائلاً:
(فإذا قيل: سمعه ليس كسمعنا، وبصره ليس كبصرنا، وإرادته ليست كإرادتنا، وكذلك علمه وقدرته.
قيل له: وكذلك رضاه ليس كرضانا، وغضبه ليس كغضبنا، وفرحه ليس كفرحنا، ونزوله واستواؤه ليس كنزولنا واستوائنا) .
وقال عن الاستواء:
(وكذلك ما أخبر به عن نفسه من استوائه على العرش، ومجيئه في ظلل من الغمام، وغير ذلك من هذا الباب، ليس استواؤه كاستوائهم، ولا مجيئه كمجيئهم) .
وقال عن النزول ناقلاً عن الإمام أحمد بن حنبل (ت - 241هـ) رحمه الله في رسالته إلى مسدد أن النزول لا تعلم كيفيته:
(وهم متفقون على أن الله ليس كمثله شيء، وأنه لا يُعلم كيف ينزل، ولا تمثل صفاته بصفات خلقه) .
وحكم على من مثل استواء الله ونزوله باستواء المخلوقين ونزولهم بأنه مبتدع ضال .
وقد أطال النفس رحمه الله في الجواب عن شبهة أن إثبات الصفات يستلزم التجسيم، مبيناً قبل ذلك قاعدة مهمة وهي: أن كل من نفى شيئاً قال لمن أثبته إنه مجسم ومشبه، فغلاة الباطنية، نفاة الأسماء، يسمون من سمى الله بأسمائه الحسنى مشبهاً ومجسماً، فيقولون: إذا قلنا حي عليم، فقد شبهناه بغيره من الأحياء العالمين.
وكذلك إذا قلنا: هو سميع بصير، فقد شبهناه بالإنسان السميع البصير.
وإذا قلنا: رؤوف رحيم فقد شبهناه بالنبي الرؤوف الرحيم، بل قالوا: إذا قلنا: إنه موجود فقد شبهناه بسائر الموجودات، لاشتراكهما في مسمى الوجود .
ومثبتة الأسماء دون الصفات من المعتزلة ونحوهم، يقولون لمن أثبت الصفات: إنه مجسم، ومثبتة الصفات دون ما يقوم به من الأفعال الاختيارية يقولون لمن أثبت ذلك: إنه مجسم، وكذلك سائر النفاة .
وبين رحمه الله مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات: وأنه وسط بين التعطيل والتمثيل في مواضع متعددة من كتبه:
فقال: (أهل السنة والجماعة في الإسلام - كأهل الإسلام في الملل - فهم وسط في باب صفات الله عزّ وجل بين أهل الجحد والتعطيل، وبين أهل التشبيه والتمثيل؛ يصفون الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل، إثباتاً لصفات الكمال، وتنزيهاً له عن أن يكون له فيها أنداد وأمثال، إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل، كما قال تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] ، رد على الممثلة: { وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى: 11] ، رد على المعطلة.
وقال تعالى: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } [الإخلاص] ) .
وذكر أن ما نفاه المعطلة من الأسماء والصفات ثابت بالشرع والعقل، وأن تسميتهم لما أثبته غيرهم تشبيه وتجسيم، إنما هو تمويه على الجهال.
وبين أن التمثيل والتشبيه المنهي عنه في الأسماء والصفات للباري عزّ وجل هو: ما يستلزم الاشتراك بين الخالق والمخلوق فيما يختص به الخالق، مما يختص بوجوبه أو جوازه أو امتناعه، فلا يجوز أن يشركه فيه مخلوق .
ويوضح أس المشكلة عند النفاة وهي: قياس الخالق بالمخلوق، فلو كان الخالق عزّ وجل عندهم متصفاً بالصفات، لكان مماثلاً للمخلوق المتصف بالصفات، ويخلص إلى نتيجة وهي: أن هذا القول في غاية الفساد؛ لأن تشابه الشيئين من بعض الوجوه، لا يقتضي تماثلهما في جميع الأشياء.
ولو كان إثبات الصفات يقتضي التجسيم؛ لكان الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلى إنكار ذلك أسبق، وهو به أحق، وإن كان الطريق إلى نفي العيوب والنقائص، ومماثلة الخالق لخلقه هو ما في ذلك من التجسيد والتجسيم؛ كان إنكار ذلك بهذا الطريق هو الصراط المستقيم كما فعله من أنكر ذلك بهذا الطريق من القائلين بموجب ذلك من أهل الكلام، فلما لم ينطق النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولا أصحابه والتابعون بحرف من ذلك، بل كان من نطق به موافقاً مصدقاً لذلك .
والقرآن الكريم بيّن الفرق بين الخالق والمخلوق، وأنه لا يجوز أن يسوى بين الخالق والمخلوق في شيء، فيجعل المخلوق نداً للخالق. قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ } [البقرة: 165] .
وقال تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } [مريم: 65] .
وقال تعالى: { أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النحل: 17 - 21] .
قال رحمه الله في بيان لوازم التماثل بين الخالق والمخلوق، وأن التماثل غير ممكن:
(وقد علم بالعقل أن المثلين يجوز على أحدهما ما يجوز على الآخر، ويجب له ما يجب له، ويمتنع عليه ما يمتنع عليه، فلو كان المخلوق مماثلاً للخالق للزم اشتراكهما فيما يجب ويجوز ويمتنع، والخالق يجب وجوده وقدمه، والمخلوق يستحيل وجوبه وقدمه، بل يجب حدوثه وإمكانه، فلو كانا متماثلين للزم اشتراكهما في ذلك، فكان كل منهما يجب وجوده وقدمه، ويمتنع وجوب وجوده وقدمه، ويجب حدوثه وإمكانه، فيكون كل منهما واجب القدم واجب الحدوث، واجب الوجود ليس واجب الوجود، يمتنع قدمه لا يمتنع قدمه، وهذا جمع بين النقيضين) .
ومن رده رحمه الله على من توهم أن مدلول نصوص الصفات هو التمثيل، بين أنه يقع في أربعة أنواع من المحاذير:
الأول: كونه مثّل ما فهمه من النصوص بصفات المخلوقين، وظن أن مدلول النصوص هو التمثيل.
الثاني: أنه إذا جعل ذلك هو مفهومها وعطله، بقيت النصوص معطلة عما دلت عليه من إثبات الصفات اللائقة بالله.
الثالث: أنه ينفي تلك الصفات عن الله بغير علم، فيكون معطلاً لما يستحقه الرب تعالى.
الرابع: أنه يصف الرب بنقيض تلك الصفات من صفات الموات والجمادات، أو صفات المعدومات .
وتوسع رحمه الله في بيان قاعدة (اتفاق الأسماء والصفات لا يستلزم اتفاق المسميات والموصوفات عند الإضافة والتقييد والتخصيص).
ففي الأسماء: سمى الله نفسه حياً بقوله: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } [البقرة: 255] .
وبقوله: { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} [الفرقان: 58] .
وسمى بعض عباده حياً بقوله: { يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} [يونس: 31] .
مع العلم أنه ليس الحي كالحي؛ لأن قوله: (الحي) اسم لله مختص به، وقوله: { يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ } [يونس: 31] ، اسم للحي المخلوق المختص به، وإنما يتفقان إذا أطلقا، وجردا عن التخصيص.
وسمى نفسه بالملك: {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ } [الحشر: 23] ، وسمى بعض عباده الملك فقال: { وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ } [يوسف: 50] ، وليس الملك كالملك.
وسمى نفسه العزيز الجبار المتكبر فقال: { الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ } [الحشر: 23] .
وسمى بعض خلقه العزيز فقال: { قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ} [يوسف: 51] ، وسمى بعض خلقه بالجبار المتكبر فقال: { كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } [غافر: 35] .
وفي الصفات: وصف - سبحانه - نفسه بالإرادة، ووصف عباده بالإرادة فقال: { تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 67] .
ووصف نفسه بالمشيئة، ووصف بعض عباده بالمشيئة بقوله: { لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [التكوير: 28 - 29] .
ووصف نفسه بالعمل بقوله: { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } [يس: 71] .
ووصف عباده بالعمل بقوله: { جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [السجدة: 17] .
إلى غيرها من الأسماء والصفات الدالة على أن تماثل الأسماء والصفات لا يعني تماثل المسمى والموصوف عند الإطلاق (144).
وقد أجابت إحدى الباحثات عن رمي ابن تيمية رحمه الله بالتجسيم، بأن نصوص كتب ابن تيمية تدل دلالة واضحة على أنه بريء كل البراءة مما نسب إليه من شبهة التجسيم، إذ لا يمكن لسنّي مثله دافع عن الكتاب والسنة دفاعاً مريراً، إلى أن خافه الفقهاء والصوفية، فدسوا له عند الحكام، حتى سجن، أن يقول مثل هذا القول، وبينت أن الأسرة التي عاش فيها ابن تيمية لم تكن محاطة بالتشبيه والتجسيم، بل كانت أسرة متدينة ومتفقهة في الدين الإسلامي .
( نقلا عن كتاب " دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية " للدكتور عبدالله الغصن - وفقه الله ، طبع دار ابن الجوزي بالدمام ،ص161-139، ومن أراد الهوامش فعليه بالكتاب .. )
http://saaid.net/monawein/taimiah/index.htm (http://saaid.net/monawein/taimiah/index.htm).
01 algeroi
2010-09-13, 17:36
لاحظ معي أيها الأخ الكريم
قال ابن تيمية
و ان أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد و ذلك يقتضي التجزئة و التبعيض، أو انهم وصفوه بما يقتضي أن يكون جسما والجسم متبعض و متجزئ، و ان لم يقولوا هو جسم، فيقال له: لا اختصاص للحنابلة بذلك، بل هذا مذهب جماهير أهل الاسلام ، بل وسائر أهل الملل و سلف الأمة و أئمتها''.اهـ
فكيف يرضيك أن يقال أن مذهب السلف هو مذهب التجسيم و لا يرضيك أن يقال إن ابن تيمية مخالف و جاهل لمذهب السلف، ولكن لا غرابة هكذا يفعل التعصب للأشخاص بصاحبه.
ثم إنني عندما قلت جاهل ليس معناه الجهل المطلق بل أنا أعني الجهل بمراد السلف في هذه النقطة بالذات لا على إطلاقه .
أنا أدعوك لأن تناقش أقوال ابن تيمية فقط لا أن تأخذها على أنها مسلمات ،بل أشك أنك تقرؤها أصلا أو كأنك لا تريد أن تقرأها أو ربما تحاول إقناع نفسك بأنها مجرد نقول منتقاة بخبث يمكنك تفنيدها حالما ينجلي لك الأمر.
لا تتعجل البحث عن الرد أو المباهلة و حاول أن تقرأ للطرف الآخر فما أعيا شيء صاحبه كالتعصب بل أكثر من ذلك أدعوك لقراءة كتاب ابن تيمية نفسه الرد على أساس التقديس حتى تستطيع أن تكون لنفسك فكرة صحيحة و حيادية بعيدا عن اتهام الآخرين بالنقل غير الأمين أو عدم الفهم و لا تجعل أقصى همك هو الرد دون أن تكلف نفسك أدنى جهد لفهم ما نقول.
كان الأولى أن تنتظر من محاورك الردّ على مشاركتك السابقة قبل أن تحاول إلهاءه بإيراد آخر ..
01 algeroi
2010-09-13, 17:45
فهنيئا لك الذكاء و الفطنة و الإنصاف....و التجسيم
بل الحقّ أنّه الذكاء والإنصاف يتطّلبان منك أن تاتينا بنقل عن صحابي واحد أو تابعي واحد إنكاره لعلوّ الله على خلقه فإن عجزت دلّ هذا على إفتقارك للحجة وتهافت إيرادك ذلك أنّه من غير المعقول أن يأتي مخالفك بمئات النقول عن أئمة الإسلام إثباتهم للعلوّ = أي علوّ الذات - بل حتى إمامك الأشعري يقرّ بهذا - ولا تقبل منه ذلك وترميه بالتجسيم في الوقت الذي تعجز فيه عن إقامة دليل واحد على دعواك ومع هذا ترمي إخوانك بما هم منه براء
01 algeroi
2010-09-13, 17:56
الاخ مراد .. إذا زوّدتني ببريدك الإلكتروني أرسلت لك هدية ... ولتعتبرها هدية العيد وآسف لتعليقي هذا الطلب في هذه الصفحة
dionysos93
2010-09-13, 18:16
يبدوا أنك سيء الأدب مع العلماء حتى يأتي غر مثلك فيقول عن ِشيخ الاسلام بن تيمية جاهل
أقول لك ان لم يكن شيخ الاسلام بن تيمية عالم فلا ندري من هو العالم
سنفرد لك و الأمثالك ردا مستقلا في نفي هذه الفرية عن شيخ الاسلام
لاحظ معي أيها الأخ الكريم
قال ابن تيمية
و ان أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد و ذلك يقتضي التجزئة و التبعيض، أو انهم وصفوه بما يقتضي أن يكون جسما والجسم متبعض و متجزئ، و ان لم يقولوا هو جسم، فيقال له: لا اختصاص للحنابلة بذلك، بل هذا مذهب جماهير أهل الاسلام ، بل وسائر أهل الملل و سلف الأمة و أئمتها''.اهـ
فكيف يرضيك أن يقال أن مذهب السلف هو مذهب التجسيم و لا يرضيك أن يقال إن ابن تيمية مخالف و جاهل لمذهب السلف، ولكن لا غرابة هكذا يفعل التعصب للأشخاص بصاحبه.
ثم إنني عندما قلت جاهل ليس معناه الجهل المطلق بل أنا أعني الجهل بمراد السلف في هذه النقطة بالذات لا على إطلاقه .
أنا أدعوك لأن تناقش أقوال ابن تيمية فقط لا أن تأخذها على أنها مسلمات ،بل أشك أنك تقرؤها أصلا أو كأنك لا تريد أن تقرأها أو ربما تحاول إقناع نفسك بأنها مجرد نقول منتقاة بخبث يمكنك تفنيدها حالما ينجلي لك الأمر.
لا تتعجل البحث عن الرد أو المباهلة و حاول أن تقرأ للطرف الآخر فما أعيا شيء صاحبه كالتعصب بل أكثر من ذلك أدعوك لقراءة كتاب ابن تيمية نفسه الرد على أساس التقديس حتى تستطيع أن تكون لنفسك فكرة صحيحة و حيادية بعيدا عن اتهام الآخرين بالنقل غير الأمين أو عدم الفهم و لا تجعل أقصى همك هو الرد دون أن تكلف نفسك أدنى جهد لفهم ما نقول.
فأنت إذا كنت تسلم ما يقول به علماؤك من أن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية شاهِدة على تقريره لِعقيدة السلف ، وما عليه الأئمة الأربعة ؛ مِن إثبات ما أثبته الله لنفسه مِن غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .
فإنني أقول لك : أنا لم أجد ما وجدوا بعد قراءة أساس التقديس ، فما تنقم مني؟
01 algeroi
2010-09-13, 18:31
فأنت إذا كنت تسلم ما يقول به علماؤك من أن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية شاهِدة على تقريره لِعقيدة السلف ، وما عليه الأئمة الأربعة ؛ مِن إثبات ما أثبته الله لنفسه مِن غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .
فإنني أقول لك : أنا لم أجد ما وجدوا بعد قراءة أساس التقديس ، فما تنقم مني؟
ليست العبرة في أنّك وجدت أم لم تجد .. بل العبرة في مدى موضوعية أقوالك وإتسّاقها مع الدليل فكثيرا ما يزعم البعض الحيادية والموضوعية وعدم التعصب مع أنّهم أسرى لترسبات فكرية لقّنوها تلقينا يوم كانوا صغارا ثمّ لم يجدوا الوقت الكافي لدراستها أو حتى وزنها بميزان الدليل يوم صاروا كبارا فصارت عندهم مسلّمات رغم أنّها عند مخالفيهم من أبطل الباطل .. على كلّ أنصحك بالإبتعاد عن سياسة - آخر كلمة - ولتترك لمحاورك فرصة الجواب عن إيراداتك الكثيرة إلاّ إذا كنت تريد حوار نفسك وإغماط حقّ غيرك فعندها لن يعدوا هذا الحوار أن يكون جولة أخرى من الجولات العديدة في هذا المنتدى وغيره ..
dionysos93
2010-09-13, 20:37
ليست العبرة في أنّك وجدت أم لم تجد .. بل العبرة في مدى موضوعية أقوالك وإتسّاقها مع الدليل فكثيرا ما يزعم البعض الحيادية والموضوعية وعدم التعصب مع أنّهم أسرى لترسبات فكرية لقّنوها تلقينا يوم كانوا صغارا ثمّ لم يجدوا الوقت الكافي لدراستها أو حتى وزنها بميزان الدليل يوم صاروا كبارا فصارت عندهم مسلّمات رغم أنّها عند مخالفيهم من أبطل الباطل .. على كلّ أنصحك بالإبتعاد عن سياسة - آخر كلمة - ولتترك لمحاورك فرصة الجواب عن إيراداتك الكثيرة إلاّ إذا كنت تريد حوار نفسك وإغماط حقّ غيرك فعندها لن يعدوا هذا الحوار أن يكون جولة أخرى من الجولات العديدة في هذا المنتدى وغيره ..
قولك
لاحظت بأنّ المخالف قد بتر نقله عن ابن كثير رحمه الله وأسقط عبارة تشكلّ فارقا كبيرا في المعنى بين ما قاله ابن كثير وما حاول المخالف إيهام القاريء بأنّه يقوله وهذه العبارة هي ( على على ما هو منسوب إلى ابن حنبل ) إذن عبارة ابن كثير هي ( ( وفيها استدعي تقي الدين أحمد بن تيمية من دمشق إلى مصر ، وعقد له مجلس ، وأمسك وأودع الاعتقال ، بسبب عقيدته ، فإنه كان يقول بالتجسيم على ما هو منسوب إلى ابن حنبل )
هذا لا يغير من الأمر شيئا مع أن العبارة نقلتها كما وجدتها أقول و هذا القول معناه أن ابن تيمية كان يقول بالتجسيم على طريقة ابن حنبل أو يقول بالتجسيم المنسوب إلى ابن حنبل فالمعنى أن كليهما يقول بالتجسيم و لكن ابن حنبل هو صاحب المذهب أما ابن تيمية بمثابة التابع في ذلك
لوجه الأول : أن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية شاهِدة على تقريره لِعقيدة السلف ، وما عليه الأئمة الأربعة ؛ مِن إثبات ما أثبته الله لنفسه مِن غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .
ومِن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير عقيدة السلف : العقيدة الواسطية ، والعقيدة التدمرية ، والفتوى الحموية الكبرى ، والعقيدة الأصفهانية .
و من كتبه أتيت لك بما أوردت فما تقول؟
ليست العبرة في أنّك وجدت أم لم تجد .. بل العبرة في مدى موضوعية أقوالك وإتسّاقها مع الدليل
أقول وجدت لأنني قرأت و اطلعت بنفسي و لم أجتر أقوالا و أحكاما قالها غيري و الدليل أتيت به فإني أردت من صاحبك و منك أن تردوا الشبهة عن شيخكم مما أوردته لا مما توردونه أنتم بكثرة الإيرادات بمعنى هل يستلزم ما أوردته من أقوال شيخ الإسلام القول بالتجسيم أم لا؟
فكثيرا ما يزعم البعض الحيادية والموضوعية وعدم التعصب مع أنّهم أسرى لترسبات فكرية لقّنوها تلقينا يوم كانوا صغارا ثمّ لم يجدوا الوقت الكافي لدراستها أو حتى وزنها بميزان الدليل يوم صاروا كبارا فصارت عندهم مسلّمات رغم أنّها عند مخالفيهم من أبطل الباطل ..
و تبعا لذلك و حتى أتخلص من ترسباتي الفكرية قررت أن أطلع على ما قاله شيخ الإسلام فكانت صدمتي كبيرة فلجأت إليكم علني أظفر منكم بتوضيحات أو تصحيحات لفكرتي و لكنني لم أجد من أتباعه إلا المكابرة و مناقشتهم مخالفيهم من نياتهم لا من أدلتهم ثم كما يقال كل إناء بما فيه ينضح و التلقين الفكري ينسحب على كلينا فلا تحكم علي مما لم أقله، و أشهد الله العظيم أنني سأكون شاكرا لك لو أثبتت لي أن ابن تيمية لا يشوبه التجسيم و لكن مما ذكرت لك فأنا أحاجج بما يقوله هو لا بما يقوله عنه العلماء
على كلّ أنصحك بالإبتعاد عن سياسة - آخر كلمة - ولتترك لمحاورك فرصة الجواب عن إيراداتك الكثيرة إلاّ إذا كنت تريد حوار نفسك وإغماط حقّ غيرك فعندها لن يعدوا هذا الحوار أن يكون جولة أخرى من الجولات العديدة في هذا المنتدى وغيره ..
إذا طرحت على الأخ سؤالا و لم يناقشني فيما أوردت بل أكثر علي من النقول دون الرجوع إلى ما قلت عددت ذلك هروبا من الجواب فأتقدم في الموضوع، و في موضوعنا ألزمه بالإعتراف بأن شيخ الإسلام يقول بالتجسيم مما قاله لا مما يقال عنه، فإذا رأى غير ذلك و قرر أني اتهمته فليقل أما إذا لم يكن جوابه في صلب ما قلت فهدا لا يعنيني في شيء لأنه أسلوب مداراة لا مصارحة
01 algeroi
2010-09-13, 22:06
قولك
لاحظت بأنّ المخالف قد بتر نقله عن ابن كثير رحمه الله وأسقط عبارة تشكلّ فارقا كبيرا في المعنى بين ما قاله ابن كثير وما حاول المخالف إيهام القاريء بأنّه يقوله وهذه العبارة هي ( على على ما هو منسوب إلى ابن حنبل ) إذن عبارة ابن كثير هي ( ( وفيها استدعي تقي الدين أحمد بن تيمية من دمشق إلى مصر ، وعقد له مجلس ، وأمسك وأودع الاعتقال ، بسبب عقيدته ، فإنه كان يقول بالتجسيم على ما هو منسوب إلى ابن حنبل )
هذا لا يغير من الأمر شيئا مع أن العبارة نقلتها كما وجدتها أقول و هذا القول معناه أن ابن تيمية كان يقول بالتجسيم على طريقة ابن حنبل أو يقول بالتجسيم المنسوب إلى ابن حنبل فالمعنى أن كليهما يقول بالتجسيم و لكن ابن حنبل هو صاحب المذهب أما ابن تيمية بمثابة التابع في ذلك
بل يغيّر .. ويغيّر كثيرا عزيزي المحاور .. ذلك أنّ قول ابن كثير يثبت بأنّ ابن تيمية رحمه الله على مذهب الإمام أحمد لا كما توهمه العبارة كما نقلتها أنت فالعبارة كما نقلتها أنت توهم القاريء الكريم بأنّ ابن كثير رحمه الله يرمي ابن تيمية بالتجسيم أمّا العبارة كما قالها ابن كثير فهي دليل على أنّ ابن تيمية قد قال بقول الإمام أحمد ولم يأت بشيء من عنده وقد جاء في جواب الشيخ السحيم حفظه الله العديد من الشواهد التي ترجّح هذا الفهم مع أنّي أفضّل إحالة القاريء إلى البداية والنهاية وليطالع بنفسه ... الحكاية
لوجه الأول : أن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية شاهِدة على تقريره لِعقيدة السلف ، وما عليه الأئمة الأربعة ؛ مِن إثبات ما أثبته الله لنفسه مِن غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .
ومِن كُتُب شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير عقيدة السلف : العقيدة الواسطية ، والعقيدة التدمرية ، والفتوى الحموية الكبرى ، والعقيدة الأصفهانية .
و من كتبه أتيت لك بما أوردت فما تقول؟
"]أمّا النقول التي نقلتها فهي بين أمرين :
1 - قراءة خاطئة لكلام الشيخ
2 - نسبة اقوال المتكلّمين لشيخ الإسلام رحمه الله
وسيأتيك الجواب فلا تستعجل ولتترك الكلام حتى يردّ محاورك على مشاركتك السابقة أمّا إن أصرّيت على هذه الطريقة فلن ينتفع أحد بل سنلجأ لمثلها ولنرى بعدها النتيجة[/B]
ليست العبرة في أنّك وجدت أم لم تجد .. بل العبرة في مدى موضوعية أقوالك وإتسّاقها مع الدليل
أقول وجدت لأنني قرأت و اطلعت بنفسي و لم أجتر أقوالا و أحكاما قالها غيري و الدليل أتيت به فإني أردت من صاحبك و منك أن تردوا الشبهة عن شيخكم مما أوردته لا مما توردونه أنتم بكثرة الإيرادات بمعنى هل يستلزم ما أوردته من أقوال شيخ الإسلام القول بالتجسيم أم لا؟
بل أقوالك لا تعدوا تكرارا لما يردده الأشعرية منذ أن كسرهم شيخ الإسلام رحمه الله بل حتى المنصفون منهم ردّوا على هذه الفرية ومع هذا فبإمكانك إدّعاء ما تشاء من الدعاوى وبإمكان مخالفك قلبها عليك ذلك أنّ مخالفيكم من المعتزلة يرمونكم بمثل ما ترمون به شيخ الإسلام في إثباتكم للصفات التي تثبتونها بل لازم أقوالكم أنّ متقدّمي اشياخكم ممّثلة لأنّهم يثبتون من الصفات ما لا يثبته المتأخرون أمّا عن مطالبتك بنقض دليلك فهذا ما وعدك به الأخ مراد ولتتأكّد بأنّي لن أتأخّر بنقض ما يسعفني الوقت بنقضه .. فلست وحيد زمانك ولا أنت آت بما لم تستطعه الأوائل
فكثيرا ما يزعم البعض الحيادية والموضوعية وعدم التعصب مع أنّهم أسرى لترسبات فكرية لقّنوها تلقينا يوم كانوا صغارا ثمّ لم يجدوا الوقت الكافي لدراستها أو حتى وزنها بميزان الدليل يوم صاروا كبارا فصارت عندهم مسلّمات رغم أنّها عند مخالفيهم من أبطل الباطل ..
و تبعا لذلك و حتى أتخلص من ترسباتي الفكرية قررت أن أطلع على ما قاله شيخ الإسلام فكانت صدمتي كبيرة فلجأت إليكم علني أظفر منكم بتوضيحات أو تصحيحات لفكرتي و لكنني لم أجد من أتباعه إلا المكابرة و مناقشتهم مخالفيهم من نياتهم لا من أدلتهم ثم كما يقال كل إناء بما فيه ينضح و التلقين الفكري ينسحب على كلينا فلا تحكم علي مما لم أقله، و أشهد الله العظيم أنني سأكون شاكرا لك لو أثبتت لي أن ابن تيمية لا يشوبه التجسيم و لكن مما ذكرت لك فأنا أحاجج بما يقوله هو لا بما يقوله عنه العلماء
بل هي هي تلك الترسبّات التي تعمي بصيرتك وتحجب عقلك لم تزل آثارها ماثلة أمام عيني وأنا أقرأ مداخلاتك فمن غير المنطقي أن ترفع ردّا أو تثير شبهة ثمّ تصرخ في كل لحظة ردّوها إن استطعتم ذلك أنّنا لسنا في مجلس مناظرة مفتوح بل هو حوار منتديات يكتب فيه كلّ واحد ما أسعفه وقته بكتابته وقد يتأخر أو يتقدم تبعا لعوامل كثيرة .. أهمها الوقت فأرجوا أن تكفّ عن اسلوبك هذا فهو لا يليق
على كلّ أنصحك بالإبتعاد عن سياسة - آخر كلمة - ولتترك لمحاورك فرصة الجواب عن إيراداتك الكثيرة إلاّ إذا كنت تريد حوار نفسك وإغماط حقّ غيرك فعندها لن يعدوا هذا الحوار أن يكون جولة أخرى من الجولات العديدة في هذا المنتدى وغيره ..
إذا طرحت على الأخ سؤالا و لم يناقشني فيما أوردت بل أكثر علي من النقول دون الرجوع إلى ما قلت عددت ذلك هروبا من الجواب فأتقدم في الموضوع، و في موضوعنا ألزمه بالإعتراف بأن شيخ الإسلام يقول بالتجسيم مما قاله لا مما يقال عنه، فإذا رأى غير ذلك و قرر أني اتهمته فليقل أما إذا لم يكن جوابه في صلب ما قلت فهدا لا يعنيني في شيء لأنه أسلوب مداراة لا مصارحة
نقاشنا كان حول إثبات الصفات وليس حول شخص شيخ الإسلام رحمه الله والذي غيّر مجرى الموضوع هربا من الأدلة هو أنت وليس محاورك ولتعلم بأنّي قد غسلت يدي من مثل هذه الحوارات من زمن إلاّ أنّي لن أتأخر بإذن الله عن الردّ على الشبهات التي تثيرها ويثيرها غيرك ممّن هم على مثل قولك وعلى هذا فسأبدأ بتقرير القواعد أوّلا ثمّ سرد الأدلة وسأتحفك بنقض كلّ شبهة في حينها ذلك أنّي لا أكتب لك أنت بل أكتب للقاريء المحايد الذي قد يكون على غير دراية بأصول أهل السنّة في هذه النقاط وسأبدأ من إشكالية الصفات بين الحقيقة والمجاز وسنرى بإذن الله ما كان موقف السلف من هذه القضية ثمّ أتحفك بغيرها إن شاء الله وسأترك للأخ مراد مسألة تتبّع كلامك مع أنّي أعدك ولسواد عينيك كما يقال بنقض نموذجي لأحد نقولك وقد أتابع تبعا لتقدّم الحوار بينك وبين أخي
بين السطور ..
01 algeroi
2010-09-14, 13:58
[quote=مراد_2009;3700576]
والجواب عنها ما قاله ابن تيمية في ( التدمرية ) ( ص 45 ) : قد يراد ب ( الجهة ) شيء موجود غير الله فيكون مخلوقا كما إذا أريد ب ( الجهة ) نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما إذا أريد بالجهة ما فوق العالم . ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه كما فيه إثبات العلو والاستواء والوفوقية والعروج إليه ونحو ذلك وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق سبحانه وتعالى مباين للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته فيقال لمن نفى : أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق ؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات أم تريد بالجهة ما وراء العالم فلا ريب أن الله فوق العالم . وكذلك يقال لمن قال : الله في جهة . أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات ؟ فإن أردت الأول فهو حق وإن أردت الثاني فهو باطل
من هذا الكلام تفهم أن ابن تيمية يقول أن الله موجود خارج العالم في جهة الفوق من العالم
هذا القول معلوم بالضّرورة ولا ينكره إلاّ دعاة الحلول ذلك أنّ الجميع متّفق على أنّه ما ثمّ سوى الله والعالم وكلّ ما سوى الله هو العالم ولا يخرج الأمر عن شيئين :
- إمّا أن يكون الله قد خلق العالم في نفسه وهذا قول الحلولية
- إمّا أن يكون الله قد خلق العالم خارج نفسه وهذا قول جميع العقلاء
والذي ينفيه ابن تيمية فقط هو أن يكون الله تعالى موجودا في شيء خارج العالم ،
الذي ينفيه ابن تيمية رحمه الله هو أن يكون الله موجودا في شيء من العالم ذلك أنّه ما ثمّة إلاّ الله والعالم
هذا هو الأمر الوحيد الذي ينفيه ابن تيمية و لكن لا ينفي كون الله تعالى نفسه جهة
ابن تيمية قد فصّل القول في الجهة وبيّن بأنّها مصطلح حادث لم يؤثر إطلاقه لا نفيا ولا إثباتا وعليه فالواجب هو الإستفصال عن دلالة هذا المصطلح عند من أطلقه ثمّ يتمّ الكلام إمّا نفيا وإمّا إثباتا فابن تيمية لا ينفي كون الله في (جهة) عند من يلبّس على الناس بجعل لفظ (الجهة) مكان لفظ (فوق العالم ّ) وعليه فلنقرأ كلام المحاور بطريقة صحيحة ليصبح ( هذا هو الأمر الوحيد الذي ينفيه ابن تيمية و لكن لا ينفي كون الله تعالى نفسه فوق العالم ) وهذا هو القول الذي دلّت عليه الآيات والأحاديث والآثار وأقوال الأئمة بل عقلاء البشر جميعهم مقرّون بأنّ هذا هو الحقّ الذي ليس دونه إلاّ الضلال وقد جمع أقوالهم العلامة ابن القيّم رحمه الله في كتابه إجتماع الجيوش الإسلامية في غزو المعطّلة والجهمية فليراجعه من شاء
،أي إذا أراد أن يتوجه و يتحرك و ينتقل إلى العالم فإن الجهة التي يتحرك منها هي عين ذاته و التي ينتقل إليها هي عين العالم و هذا هو نفس الأمر الذي وقع فيه الخلاف بين المنزهة و المجسمة فالخلاف بينهم هو في الجهة بهذا المعنى .
بل هذا القول هو من أكبر الأدّلة على أنّ المحاور يقع في شبّه ثمّ يقوده تصوّره الباطل إلى التعطّيل فرارا من موقفه الأوّل ذلك أنّ هذا الذي قام بشرحه هو خوض في الكيفية وقد نهينا عن الخوض فيها ذلك أنّه لا يتصور -مثلا- نزول الله عزّ وجلّ إلاّ بحلوله في شيء من العالم وهذا لا يصحّ إلاّ في حقّ المخلوق أمّا الله عزّ وجلّ فينزل كيف شاء ويصعد كيفما يشاء آمنّا بما جاء في الكتاب وما قرّرته السنّة لا نجاوز القرآن والحديث
فعرفت إذن أن ما أوردته لأبن تيمية هو نقيض ما أردته إذ صاحبه يقول:
أن الله هو نفسه جهة نفسه فهو الجهة التي ينتقل منها إلى العالم و هو أيضا الجهة التي يتوجه إليها الناس من العالم .
وبهذا علم القاريء مدى التلبيس الذي يلجأ إليه المخالف وهو ينقل بكلّ خيانة موقف مخالفيه وقد سبق وأن شرحت لك أنّ قوله (أن الله هو نفسه جهة نفسه ) هو تقويل لشيخ الإسلام ذلك أنّ الشيخ رحمه الله لم يقل يوما بأنّ الله جهة نفسه بل هو لا يطلق لفظ الجهة إثباتا ولا نفيا بل يناقش من أطلق هذا اللفظ في حقّ الله عزّ وجلّ ويريد أن يخلص من ورائه إلى التعطيل وعلمنا ممّا سبق أنّ قول شيخ الغسلام هو قول السلف جميعا بأنّ الله فوق العالم وعرفتم بأنّ المحاور معطّل لا يؤمن بعلوّ الله على خلقه
و لما أراد تبيين الفرق بين الأشاعرة و بين من أطلق عليهم أنهم أهل الحديث قال إن أهل الحديث أثبتو ا العلو و الأشاعرة نفوا الجهة ،فيفهم من مقابلته الجهة و العلو أنه يريد بالعلو نفس معنى الجهة فيكون معنى كلامه أن الأشاعرة نفوا الجهة و أهل الحديث أثبتوا الجهة و معلوم أن ابن تيمية إنما ينصر مذهب أهل الحديث .
كان الأولى أن تستخدم لفظ (العلو) الذي ينفيه أشياخك تترسا وراء لفظ (الجهة) وعليه فأنا أقول بأنّ أهل الحديث مثبتون للعلوّ والاشعرية المتأخرّون نافون له ومعلوم أنّ ابن تيمية ينصر أقوال أهل الحديث
و الجهة عند ابن تيمية من أعظم الصفات التي يتصف به الله تعالى، بل هي كما يقول يحصل بها التمايز بين الموجودات أكثر مما يحصل به التمايز بالصفات المعاني مثل القدرة و الإرادة و العلم أي أن تميز الله عن خلقه بالجهة أعظم من تميزه عنهم باٌرادة و القدرة و العلم و سائر الصفات.
بل تميّز الله بالعلوّ فقد تقدّم بأن لفظ الجهة هو من كيس أصحابك
و إذا كان الأمر كذلك فكيف يقول بأن هذه الجهة عدمية فهل يتميز الله عن خلقه بأمر عدمي و هل يعقل أن يكون تميزه عنهم بألأمر العدمي أعظم من تميزه عنهم بالصفات الوجودية الأخرى؟
الردّ على هذا القول وبالتفصيل في النقل الذي نقلته عن شيخ الإسلام رحمه الله في مشاركة سابقة
فإذا أردنا أن نفهم من كل ذلك معنى صحيحا فإنه يرجع إلى أن الله تعالى يتميز عن الخلق بذاته أي بنفس حقيقته لا بكونه في جهة منهم و يتميز عنهم بصفاته و هو ما أعتقد به
بل إذا أردنا أن نفهم ذلك فهما صحيحا فإنّه يرجع إلى أنّ الله يتميّز عن خلقه بذاته وأعظم ما يميّز ذاته هو مباينته لخلقه وعلوّه عليهم وهذا هو الأمر الذي تنمفيه المعطّلة فصاروا بين أمرين :
1 - إعتقاد الحلول
2 - إعتقاد عدم الوجود
سلام
تعقيبات بسيطة على مشاركة لم أنتبه لها إلاّ الآن وهي مشاركة فوق الحساب في إنتظار ما سيكتبه الأخ مراد حفظه الله
01 algeroi
2010-09-14, 14:27
أقوال ابن تيمية في تجسيم رب العالمين
جاء في كتاب " المختصر في أخبار البشر " لابن كثير ، في أحداث سنة خمس وسبعمائة ( 705 هـ ) ، ما نصه : ( وفيها استدعي تقي الدين أحمد بن تيمية من دمشق إلى مصر ، وعقد له مجلس ، وأمسك وأودع الاعتقال ، بسبب عقيدته ، فإنه كان يقول بالتجسيم )
قال ان تيمية في الرد على أساس التقديس [1/93]:
" ومعلوم أن كون الباري ليس جسما، ليس هو مما تعرفه الفطرة بالبديهة، ولا بمقدمات قريبة من الفطرة ،و لا بمقدمات بينة في الفطرة، بل بمقدمات فيها خفاء و طول،و ليست مقدمات بينة ولا متفقا على قبولها بين العقلاء، بل كل طائفة من العقلاء تبين أن من المقدمات التي نفت بها خصومها ذلك ما هو فاسد معلوم الفساد بالضرورة عند التأمل
و ترك التقليد ، وطوائف كثيرون من أهل الكلام يقدحون في ذلك كله ويقولون: بل قامت القواطع العقلية على نقيض هذا المطلوب، و ان الموجود القائم بنفسه لا يكون الا جسما و ما لا يكون جسما لا يكون [إلا] معدوما . و من المعلوم أن هذا أقرب الى الفطرة و العقول من الأول" اهـ
ثم رجع الى تأكيد هذا المعنى في (1/97) فقال:
" بل هذا القول الذي اتفق عليه العقلاء من أهل الاثبات و النفي:اتفقوا أن الوهم والخيال لا يتصور موجودا إلا متحيزا أو قائما بمتحيز وهو الجسم و صفاته.
ثم المثبتة قالوا: و هذا حق معلوم أيضا بالأدلة العقلية والشرعية، بل بالضرورة.
و قالت النفاة: انه قد يعلم بنوع من دقيق النظر أن هذا باطل.
فالفريقان اتفقوا على أن الوهم والخيال يقبل قول المثبتة الذين ذكرت أنهم يصفونه بالأجزاء والأبعاض و تسميهم المجسمة، فهو يقبل مذهبهم لا نقيضه في الذات"اهـ
و قال في [1/19] من التأسيس:
'' ..و هذا حقيقة قول الجهمية الذين يقولون إنه [أي الله] لا يمكن رؤيته و إحساسه.
فإن كل موجود قائم بنفسه يمكن رؤيته، بل كل موجود يمكن احساسه إما بالرؤية و اما بغيرها، فما لا يعرف بشيء من المحسوس لم يكن إلا معدوما، حتى ان الصور الذهنية يمكن احساسها من حيث وجود ذاتها و لكن هي من جهة مطابقتها للمعدومات كلية والمطابقة صفة لها اضافية. فهذه معاني ينبغي أن يفطن لها'' اهـ
و قال في [1/324] منه:
''..فهكذا ما ذكروه عن السمنية، انما كان أصل قولهم أن الموجود لا بد أن يمكن أن يكون محسوسا بإحدى الحواس، لا أنه لا بد لمن أقر به أن يحس به. وهذا الأصل الذي قالوه عليه أهل الاثبات؛ فإن أهل السنة والجماعة المقرّين بأن الله تعالى يُرى متفقون على أن ما لا يمكن معرفته بشيء من الحواس فإنما يكون معدوما لا موجودا ''اهـ
و قال في ص 46 من التسعينية:
''..و معلوم أن الخلق كلهم ولدوا على الفطرة ، ومعلوم بالفطرة أن ما لا يمكن احساسه لا باطنا ولا ظاهرا لا وجود له''.اهـ.
و قال في التأسيس [1/9] :
'' و طوائف من النظار قالوا: ما ثمّ موجود إلا جسم أو قائم بجسم، اذا فسر الجسم بالمعنى الاصطلاحي لا اللغوي، كما هو مستقر في فطر العامة. وهذا قول كثير من الفلاسفة أو أكثرهم ، وكذلك أيضا الأئمة الكبار كالامام أحمد في رده على الجهمية،و عبد العزيز المكي في رده على الجهمية و غيرهما ؛بينوا أن ما ادعاه النفاة من اثبات قسم ثالث ليس بمباين و لا محايث معلوم الفساد بصريح العقل، وان هذه من القضايا البينة التي يعلمها العقلاء بعقولهم''.اهـ
و قال في التأسيس [1/33]:
'' قال الرازي: و أما الحنابلة الذين التزموا الأجزاء والأبعاض...
فيقال[أي ابن تيمية]: ان أردت بهذا الكلام أنهم وصفوه بلفظ الأجزاء و الأبعاض و أطلقوا ذلك عليه من غير نفي للمعنى الباطل، وقالوا إنه يتجزأ أو يتبعض و ينفصل بعضه عن بعض فهذا ما يعلم أحد من الحنابلة يقوله.
و ان أردت اطلاق لفظ البعض على صفاته في الجملة فهذا ليس مشهورا عنهم، لاسيما والحنابلة أكثر اتباعا لألفاظ القرآن والحديث من الكرامية و من الاشعرية بإثبات لفظ الجسم، فهذا مأثور عن الصحابة و التابعين و الحنبلية، وغيرهم متنازعون في اطلاق هذا اللفظ كما سنذكره ان شاء الله.
و ان أردت أنهم وصفوه بالصفات الخبرية مثل الوجه واليد و ذلك يقتضي التجزئة و التبعيض، أو انهم وصفوه بما يقتضي أن يكون جسما والجسم متبعض و متجزئ، و ان لم يقولوا هو جسم، فيقال له: لا اختصاص للحنابلة بذلك، بل هذا مذهب جماهير أهل الاسلام ، بل وسائر أهل الملل و سلف الأمة و أئمتها''.اهـ
وقال في كتابه بيان تلبيس الجهمية (1/101) ما نصه : "وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم، وأن صفاته ليست أجسامًا وأعراضًا، فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال " اهـ.
قال الإمام الشافعي رحمه الله : ((من قال أن الله جسم لا كالأجسام كفر)) من الأشباه والنظائر للسيوطي
ويكفي في بيان أن ابن تيمية مخالف لمذهب السلف وانه جاهل بمذهبهم ما نقله أبو الفضل التميمي رئيس الحنابلة ببغداد وابن رئيسها عن أحمد قال - اعتقاد الإمام أحمد (ص/ 7- 8)- :"وأنكر أحمد على من يقول بالجسم وقال: إن الأسماء مأخوذة من الشريعة واللغة، وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على ذي طولٍ وعرضٍ وسمكٍ وتركيبٍ وصورةٍ وتأليف والله تعالى خارج عن ذلك كله، فلم يجز أن يسمى جسمًا لخروجه عن معنى الجسمية، ولم يجىء في الشريعة ذلك فبطل" أ هـ، ونقله الحافظ البيهقي عنه في مناقب أحمد وغيرُه.
حيث أنّي لم أكن اريد أن أسبق أخي مراد بفضل نقض هذه المشاركة فإنّي اسمح لنفسي بدلالته على محلّ نقضها وهوكتاب نقض الكاشف الصغير لسعيد فودة تأليف الاخ الفاضل عبد الباسط بن يوسف الغريب فلتتفضّلوه مشكورين ولعلّ الأخ مراد يلخّص لنا ردّا إعتمادا عليه وشكرا
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=3632
]
Ilhem daystar
2010-09-14, 14:40
بارك الله فيكم
dionysos93
2010-09-14, 15:52
هذا القول معلوم بالضّرورة ولا ينكره إلاّ دعاة الحلول ذلك أنّ الجميع متّفق على أنّه ما ثمّ سوى الله والعالم وكلّ ما سوى الله هو العالم ولا يخرج الأمر عن شيئين :
- إمّا أن يكون الله قد خلق العالم في نفسه وهذا قول الحلولية
- إمّا أن يكون الله قد خلق العالم خارج نفسه وهذا قول جميع العقلاء
الذي ينفيه ابن تيمية رحمه الله هو أن يكون الله موجودا في شيء من العالم ذلك أنّه ما ثمّة إلاّ الله والعالم
ابن تيمية قد فصّل القول في الجهة وبيّن بأنّها مصطلح حادث لم يؤثر إطلاقه لا نفيا ولا إثباتا وعليه فالواجب هو الإستفصال عن دلالة هذا المصطلح عند من أطلقه ثمّ يتمّ الكلام إمّا نفيا وإمّا إثباتا فابن تيمية لا ينفي كون الله في (جهة) عند من يلبّس على الناس بجعل لفظ (الجهة) مكان لفظ (فوق العالم ّ) وعليه فلنقرأ كلام المحاور بطريقة صحيحة ليصبح ( هذا هو الأمر الوحيد الذي ينفيه ابن تيمية و لكن لا ينفي كون الله تعالى نفسه فوق العالم ) وهذا هو القول الذي دلّت عليه الآيات والأحاديث والآثار وأقوال الأئمة بل عقلاء البشر جميعهم مقرّون بأنّ هذا هو الحقّ الذي ليس دونه إلاّ الضلال وقد جمع أقوالهم العلامة ابن القيّم رحمه الله في كتابه إجتماع الجيوش الإسلامية في غزو المعطّلة والجهمية فليراجعه من شاء
قال ابن تيمية في المنهاج 2-86 (أهل الحديث والسنة المحضة متفقون على إثبات العلو والمباينة وإثبات الرؤية وحينئذ فمن أثبت أحدهما ونفى الآخر أقرب إلى الشرع والعقل ممن نفاهما جميعا فالأشعرية الذين أثبتوا الرؤية ونفوا الجهة أقرب إلى الشرع والعقل ممن نفاهما جميعا)
هذا اعتراف صريح منه و إلا فلماذا صرح هنا بالجهة؟
بل هذا القول هو من أكبر الأدّلة على أنّ المحاور يقع في شبّه ثمّ يقوده تصوّره الباطل إلى التعطّيل فرارا من موقفه الأوّل ذلك أنّ هذا الذي قام بشرحه هو خوض في الكيفية وقد نهينا عن الخوض فيها ذلك أنّه لا يتصور -مثلا- نزول الله عزّ وجلّ إلاّ بحلوله في شيء من العالم وهذا لا يصحّ إلاّ في حقّ المخلوق أمّا الله عزّ وجلّ فينزل كيف شاء ويصعد كيفما يشاء آمنّا بما جاء في الكتاب وما قرّرته السنّة لا نجاوز القرآن والحديث
بما أنك عرفت أن ابن تيمية يقصد بالفوق الجهة كما صرح بذلك من تلقاء نفسه فإنه يكون من اللازم عليه القول بلواحق الجهة لأنها معنى إضافي أي لا نتحدث عن الجهة إلا بنسبتها لجهة أخرى و هي الحركة و التنقل والحد و التحيز فهذا إذن مما يلزمه بما أنه قال بالجهة و بما أنه تصور الله في مكان يمكنه أن يتصور الأمور المستتبعة لذلك.
وبهذا علم القاريء مدى التلبيس الذي يلجأ إليه المخالف وهو ينقل بكلّ خيانة موقف مخالفيه وقد سبق وأن شرحت لك أنّ قوله (أن الله هو نفسه جهة نفسه ) هو تقويل لشيخ الإسلام ذلك أنّ الشيخ رحمه الله لم يقل يوما بأنّ الله جهة نفسه بل هو لا يطلق لفظ الجهة إثباتا ولا نفيا بل يناقش من أطلق هذا اللفظ في حقّ الله عزّ وجلّ ويريد أن يخلص من ورائه إلى التعطيل وعلمنا ممّا سبق أنّ قول شيخ الغسلام هو قول السلف جميعا بأنّ الله فوق العالم وعرفتم بأنّ المحاور معطّل لا يؤمن بعلوّ الله على خلقه
و يتضح للقارئ أنني لم ألبس عليه بالقول إن ابن تيمية يقصد بالعلو الجهة أي الفوق أما قولك أنني لا أؤمن بعلو الله فهذا غير صحيح – و ستحاسب عليه- بل أؤمن بعلو الله علو قهر و قدرة دون حيز أو جهة كما يريده هو لنفسه و دون تعطيل أو تشبيه.
كان الأولى أن تستخدم لفظ (العلو) الذي ينفيه أشياخك تترسا وراء لفظ (الجهة) وعليه فأنا أقول بأنّ أهل الحديث مثبتون للعلوّ والاشعرية المتأخرّون نافون له ومعلوم أنّ ابن تيمية ينصر أقوال أهل الحديث
بل تميّز الله بالعلوّ فقد تقدّم بأن لفظ الجهة هو من كيس أصحابك
يجزئ عن الجواب ما سبق، قوله أن الأشاعرة ينفون الجهة و بما أنه مخالف لهم أي هو من المثبتة فالإستنتاج واضح.
بل إذا أردنا أن نفهم ذلك فهما صحيحا فإنّه يرجع إلى أنّ الله يتميّز عن خلقه بذاته وأعظم ما يميّز ذاته هو مباينته لخلقه وعلوّه عليهم وهذا هو الأمر الذي تنمفيه المعطّلة فصاروا بين أمرين :
1 - إعتقاد الحلول
2 - إعتقاد عدم الوجود
فانظر من حصرت بين ملحد و كافر
الامام الباهلي والاسفراييني وأبو نعيم الأصبهاني والقاضي المالكي عبد الوهاب والامام الجويني وابنه امام الحرمين ومنصور التميمي والحافظ الاسماعيلي والدارقطني والخطيب البغدادي والقشيري والشيرازي و الفقيه الشافعي والغزالي والفرواي والدامغاني الحنفي القاضي والباجي والنووي وخاتمة الحفاظ ابن حجر والقرطبي المفسر والطبري والسخاوي والباقلاني والجويني والقاوقجي الطرابلسي والرواس ومفتي مكة أحمد بن زيني دحلان وشيخ الأزهر في زمانه عبد الله الشرقاوي وفي هذا الزمن، الحافظ المحدّث الشيخ عبد الله الهرري
وأما المجاهدين الذين حملوا الراية، وهم أمثال الوزير المشهورنظام الملك والسلطان المجاهد الفقيه صلاح الدين الأيوبي طارد الصليبيين والكامل الأيوبي والأشرف خليل بن المنصور سيف الدين قلاوون ومنهم السلطان محمد الفاتـــح العثماني فاتح القسطنطينية الذي جاء في حديث رسول الله: "لتفتحن القسطنطينية فلنِعم الجيشُ ذلك الجيش ولنعم الأمير أميره" رواه أحمد..وكذا كل سلاطين العثمانيين كانوا كلهم أشاعرة، حموا الدين وحموا المسلمين مئات السنين.
عــــادل الميـــلي
2010-09-14, 15:54
قال الفقيه المتكلم تاج الدين الحموي في حدائق الفصول ، عند الحديث عن صفات الله تعالى :
وفرقة مالوا الى القياس......... فأثبتوها كصفات الناس
وبعضُهم أثبت منها البعضا ........ثمّ نفى البعضَ فجاء عُرِِْضا
ثمّ الخلافُ بین مُثبتیها .......... في نفسها أکثرٌ منهُ فیها
قلتُ : فصفة الكلام مثلا ــ عند التفصيل ــ نجد خلافا قويا بين العلماء ــ الأوائل والمتأخرين ــ المعدودين من أهل السنة عند السلفيين .
في انتظار شرح صاحب الموضوع لهذه الصفة وتبیین الحد الفاصل بين السنة والبدعة فيما يتعلق بها كـــ:
مسألة القدم والحدوث
صفة ذات أو صفة فعل
وصف الله بالسكوت
مراد_2009
2010-09-14, 18:15
بما أنك عرفت أن ابن تيمية يقصد بالفوق الجهة كما صرح بذلك من تلقاء نفسه فإنه يكون من اللازم عليه القول بلواحق الجهة لأنها معنى إضافي أي لا نتحدث عن الجهة إلا بنسبتها لجهة أخرى و هي الحركة و التنقل والحد و التحيز فهذا إذن مما يلزمه بما أنه قال بالجهة و بما أنه تصور الله في مكان يمكنه أن يتصور الأمور المستتبعة لذلك.
أصحاب الفلسفة و من تبعهم كالأشاعرة هم الذين يقول باللازم من أثبات الصفة أن يلحقها لواحق الصفة
و لكن أهل السنة اذا جاءت الصفة يقولون آمنا بها على حقيقتها من دول تأويل الذي يراد به التعطيل عند القوم
فتق الله ودعك من هذه الفلفسة التى ستورثك الحيرة
و يتضح للقارئ أنني لم ألبس عليه بالقول إن ابن تيمية يقصد بالعلو الجهة أي الفوق أما قولك أنني لا أؤمن بعلو الله فهذا غير صحيح – و ستحاسب عليه- بل أؤمن بعلو الله علو قهر و قدرة دون حيز أو جهة كما يريده هو لنفسه و دون تعطيل أو تشبيه.
لمذا فسرت أو أولت العلو بالقهر و القدرة
العلو في كلام العرب هو السمو و الارتفاع
فما هو وجه التأويل اذا
لقد أفردنا ردا مستقلا في دفع شبهة التجسيم عن شيخ الاسلام فرجع اليه
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=384982
جاء في حديث رسول الله: "لتفتحن القسطنطينية فلنِعم الجيشُ ذلك الجيش ولنعم الأمير أميره" رواه أحمد
هذا الحديث ضعيف و الضعيف لا يحتج به
10126 - لتفتحن القسطنطينية و لنعم الأمير أميرها و لنعم الجيش ذلك الجيش
( حم ك ) عن بشر الغنوي .
قال الشيخ الألباني : ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 4655 في ضعيف الجامع
أما عن شبهتك التي أوردتها نقول لك كل يؤخذ من قوله ويرد و لو نصر الدين و حارب حتى نقطع سيفه
فالعبرة بتباع الحق لا بالرجال
01 algeroi
2010-09-14, 18:44
هذا القول معلوم بالضّرورة ولا ينكره إلاّ دعاة الحلول ذلك أنّ الجميع متّفق على أنّه ما ثمّ سوى الله والعالم وكلّ ما سوى الله هو العالم ولا يخرج الأمر عن شيئين :
- إمّا أن يكون الله قد خلق العالم في نفسه وهذا قول الحلولية
- إمّا أن يكون الله قد خلق العالم خارج نفسه وهذا قول جميع العقلاء
الذي ينفيه ابن تيمية رحمه الله هو أن يكون الله موجودا في شيء من العالم ذلك أنّه ما ثمّة إلاّ الله والعالم
ابن تيمية قد فصّل القول في الجهة وبيّن بأنّها مصطلح حادث لم يؤثر إطلاقه لا نفيا ولا إثباتا وعليه فالواجب هو الإستفصال عن دلالة هذا المصطلح عند من أطلقه ثمّ يتمّ الكلام إمّا نفيا وإمّا إثباتا فابن تيمية لا ينفي كون الله في (جهة) عند من يلبّس على الناس بجعل لفظ (الجهة) مكان لفظ (فوق العالم ّ) وعليه فلنقرأ كلام المحاور بطريقة صحيحة ليصبح ( هذا هو الأمر الوحيد الذي ينفيه ابن تيمية و لكن لا ينفي كون الله تعالى نفسه فوق العالم ) وهذا هو القول الذي دلّت عليه الآيات والأحاديث والآثار وأقوال الأئمة بل عقلاء البشر جميعهم مقرّون بأنّ هذا هو الحقّ الذي ليس دونه إلاّ الضلال وقد جمع أقوالهم العلامة ابن القيّم رحمه الله في كتابه إجتماع الجيوش الإسلامية في غزو المعطّلة والجهمية فليراجعه من شاء
قال ابن تيمية في المنهاج 2-86 (أهل الحديث والسنة المحضة متفقون على إثبات العلو والمباينة وإثبات الرؤية وحينئذ فمن أثبت أحدهما ونفى الآخر أقرب إلى الشرع والعقل ممن نفاهما جميعا فالأشعرية الذين أثبتوا الرؤية ونفوا الجهة أقرب إلى الشرع والعقل ممن نفاهما جميعا)
هذا اعتراف صريح منه و إلا فلماذا صرح هنا بالجهة؟
عجيب أمرك يا هذا .. قلنا بأنّ نزاعنا في دلالة لفظ (جهة) وليس في مجرّد (اللفظ) فتأمّل !!
أعيد وأقول : كان السلف رضوان الله عليهم يحذّرون من إطلاق الألفاظ الحادثة وينكرون على مستخدميها إلاّ أنّ فساد الزمان وانتشار البدع وظهور المتكلّمة جعل من الأئمة يستخدمون مثل هذه الألفاظ لتقريب المعاني الصحيحة إلى الأذهان المتلبّسة بعلم الكلام ومن هذا لفظ الجسم والجوهر والعرض والجهة وغيرها فاللفظ الحادث لا يقبل مطلقا كما لا يردّ مطلقا بل يستفصل من صاحبه فيقبل ما دلّ عليه من حقّ ويردّ ما اشتمل عليه من باطل وهذا المعنى هو الذي دندن حوله شيخ الإسلام في مواضع كثيرة من كتبه بل في كلّ مرة يتناول فيها مثل هذه المصطلحات بالنقد
بل هذا القول هو من أكبر الأدّلة على أنّ المحاور يقع في شبّه ثمّ يقوده تصوّره الباطل إلى التعطّيل فرارا من موقفه الأوّل ذلك أنّ هذا الذي قام بشرحه هو خوض في الكيفية وقد نهينا عن الخوض فيها ذلك أنّه لا يتصور -مثلا- نزول الله عزّ وجلّ إلاّ بحلوله في شيء من العالم وهذا لا يصحّ إلاّ في حقّ المخلوق أمّا الله عزّ وجلّ فينزل كيف شاء ويصعد كيفما يشاء آمنّا بما جاء في الكتاب وما قرّرته السنّة لا نجاوز القرآن والحديث
بما أنك عرفت أن ابن تيمية يقصد بالفوق الجهة كما صرح بذلك من تلقاء نفسه فإنه يكون من اللازم عليه القول بلواحق الجهة لأنها معنى إضافي أي لا نتحدث عن الجهة إلا بنسبتها لجهة أخرى و هي الحركة و التنقل والحد و التحيز فهذا إذن مما يلزمه بما أنه قال بالجهة و بما أنه تصور الله في مكان يمكنه أن يتصور الأمور المستتبعة لذلك.
هداني الله وإيّاك : لست أدري لم تصرّ على تحوير الكلام ؟
ابن تيمية رحمه الله يتحدّث عن علوّ الله عزّ وجلّ وفوقيته أمّا لفظ الجهة فهو من كيس أشياخك وقد قابلهم أهل الحديث به حتى يردّوا على تلبيساتهم وقد تقدّم من كلامي شرح وجيز لهذه الجزئية وعليه فالموقف من الألفاظ التي سقتها هو نفسه الموقف من لفظ الجهة فهي ألفاظ حادثة لم ترد في الكتاب ولا في السنة فقد يقصد بها صاحبها معنى حقّا نخطيء بردّه كما قد يقصد بها معنى باطلا نخطيء بقبوله أمّا عن دعوى أنّ السلفيين يتصوّرون بأنّ الله في (مكان) -هكذا- وتريد أن تصوّر للقاريء بأنّهم يعتقدون بأنّ الله حالّ في شيء من العالم فهو من أعظم الفرية عليهم وسأسالك سؤالا أرجوا أن لا تتفلسف كثيرا وأنت تردّ عليه بل أجب بصراحة وبساطة يفهمها كلّ أحد
هل تقرّ بأنّ ما هناك إلاّ الله وما سوى الله هو العالم أم لا تقرّ بهذا ؟
وبهذا علم القاريء مدى التلبيس الذي يلجأ إليه المخالف وهو ينقل بكلّ خيانة موقف مخالفيه وقد سبق وأن شرحت لك أنّ قوله (أن الله هو نفسه جهة نفسه ) هو تقويل لشيخ الإسلام ذلك أنّ الشيخ رحمه الله لم يقل يوما بأنّ الله جهة نفسه بل هو لا يطلق لفظ الجهة إثباتا ولا نفيا بل يناقش من أطلق هذا اللفظ في حقّ الله عزّ وجلّ ويريد أن يخلص من ورائه إلى التعطيل وعلمنا ممّا سبق أنّ قول شيخ الغسلام هو قول السلف جميعا بأنّ الله فوق العالم وعرفتم بأنّ المحاور معطّل لا يؤمن بعلوّ الله على خلقه
و يتضح للقارئ أنني لم ألبس عليه بالقول إن ابن تيمية يقصد بالعلو الجهة أي الفوق أما قولك أنني لا أؤمن بعلو الله فهذا غير صحيح – و ستحاسب عليه- بل أؤمن بعلو الله علو قهر و قدرة دون حيز أو جهة كما يريده هو لنفسه و دون تعطيل أو تشبيه.
نعم ابن تيمية يقصد بلفظ (الجهة) علوّ الذات أي فوقيّتها وهذا هو مذهب السلف الصالح رضوان الله عليهم بل حتى أبو الحسن الأشعري ومتقدّموا أصحابه مقرّون بهذا وإنكارك عليه ذلك دليل على عدم إيمانك بعلوّ الذات علوّا حقيقيا كما هو مذهب أهل الحقّ فأنا لم أتقوّل عليك بل وصفت مذهبك ولا داعي من المناورة بقولك (دون حيز أو جهة كما يريده هو لنفسه و دون تعطيل أو تشبيه ) ذلك أنّ السلف رضوان الله عليهم لم يقل أحدهم بأنّ الله حالّ في حيّز أو مظروف تعالى الله عن أن يحيط به شيء من خلقه بل هو محيط بكلّ شيء وفوقه وساسوق لك نصوص السلف في إثبات علوّ الذات وسنرى من هو موافق للسلف ممّن هو مخالف لهم
كان الأولى أن تستخدم لفظ (العلو) الذي ينفيه أشياخك تترسا وراء لفظ (الجهة) وعليه فأنا أقول بأنّ أهل الحديث مثبتون للعلوّ والاشعرية المتأخرّون نافون له ومعلوم أنّ ابن تيمية ينصر أقوال أهل الحديث
بل تميّز الله بالعلوّ فقد تقدّم بأن لفظ الجهة هو من كيس أصحابك
يجزئ عن الجواب ما سبق، قوله أن الأشاعرة ينفون الجهة و بما أنه مخالف لهم أي هو من المثبتة فالإستنتاج واضح.
الشيخ لم يثبت مطلقا ولم ينفي مطلقا بل استفصل عن المعنى وفصّل فيه وقاريء كلامه يفهم ذلك أمّا الأشعرية -وأقصد المتأخّرين منهم- فلا يؤمنون بعلوّ الذات وينسبون من أثبت ذلك للتشبيه
بل إذا أردنا أن نفهم ذلك فهما صحيحا فإنّه يرجع إلى أنّ الله يتميّز عن خلقه بذاته وأعظم ما يميّز ذاته هو مباينته لخلقه وعلوّه عليهم وهذا هو الأمر الذي تنمفيه المعطّلة فصاروا بين أمرين :
1 - إعتقاد الحلول
2 - إعتقاد عدم الوجود
فانظر من حصرت بين ملحد و كافر
الامام الباهلي والاسفراييني وأبو نعيم الأصبهاني والقاضي المالكي عبد الوهاب والامام الجويني وابنه امام الحرمين ومنصور التميمي والحافظ الاسماعيلي والدارقطني والخطيب البغدادي والقشيري والشيرازي و الفقيه الشافعي والغزالي والفرواي والدامغاني الحنفي القاضي والباجي والنووي وخاتمة الحفاظ ابن حجر والقرطبي المفسر والطبري والسخاوي والباقلاني والجويني والقاوقجي الطرابلسي والرواس ومفتي مكة أحمد بن زيني دحلان وشيخ الأزهر في زمانه عبد الله الشرقاوي وفي هذا الزمن، الحافظ المحدّث الشيخ عبد الله الهرري
وأما المجاهدين الذين حملوا الراية، وهم أمثال الوزير المشهورنظام الملك والسلطان المجاهد الفقيه صلاح الدين الأيوبي طارد الصليبيين والكامل الأيوبي والأشرف خليل بن المنصور سيف الدين قلاوون ومنهم السلطان محمد الفاتـــح العثماني فاتح القسطنطينية الذي جاء في حديث رسول الله: "لتفتحن القسطنطينية فلنِعم الجيشُ ذلك الجيش ولنعم الأمير أميره" رواه أحمد..وكذا كل سلاطين العثمانيين كانوا كلهم أشاعرة، حموا الدين وحموا المسلمين مئات السنين.
من يشملهم مصطلح (أشعرية) مختلفون فيما بينهم بين مثبت لعلوّ الذات ومنكر لها ناسبا قائليها إلى التشبيه وكثير ممّن ذكرتهم ليسوا أشعرية كالدارقطني والخطيب والطبري وأمثالهم بل حتى الحافظ ابن حجر رحمه الله ليس أشعريا وإن وافق الأشعرية في بعض تأويلاتهم أمّا عن القادة والمجاهدين وأمثالهم كالناصر صلاح الدين وغيره ممن ذكرت فالواجب أن تنقل لنا من آثارهم ما يدلّ على إنكارهم لعلو الله على خلقه ثمّ لك أن تحشدهم مع من ذكرت أم لا .. على كلّ فليطمئن قلبك فلسنا ممّن يكفّر باللازم ولا من يبدّع دون إقامة الحجّة ولباب الأسماء والأحكام عند أهل السنة قواعد وضوابط لا أظنّك تجهلها أمّا إن كانم (إنكار علوّ الذات) مستلزما لما قلته فهو الحقّ الذي لا يجد المنصف أمامه إلاّ التسليم بل إظهار اللازم الفاسد دليل على فساد القول وأدعى لصاحبه بتركه بل أدعوك كما أدعوا غيرك إلى التأمّل في هذا النقل :
وقال الامام القاضي أبو القاسم عبد الملك بن عيسى بن درباس كما في
أصول الديانة رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري وكتابه الإبانة عن
(ينسبها بعض المحققين لابن أخيه الفقيه إبراهيم ابن الفقيه الإمام أبي عمرو عثمان بن عيسى بن درباس)
((أما بعد.. فاعملوا معشر الإخوان وفقنا الله وإياكم للدين القويم وهدانا أجمعين الصراط المستقيم أن كتاب الإبانة عن أصول الديانة الذي ألفه الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري هو الذي استقر عليه أمره فيما كان يعتقده وبما كان يدين الله سبحانه وتعالى بعد رجوعه من الاعتزال بمنَّ الله ولطفه، وكل مقالة تنسب إليه الآن مما يخالف ما فيه فقد رجع عنها وتبرأ إلى الله سبحانه منها، كيف وقد نص فيه على أنه ديانته التي يدين الله سبحانه بها، وروي وأثبتت ديانة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث الماضين وقول أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين، وأنه ما دلّ عليه كتاب الله وسنّة رسوله فهل يسوغ أن يقال: إنه رجع عنه إلى غيره؟ فإلى ماذا رجع إلى كتاب الله وسنّة نبي الله وخلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون وأئمة الحديث المرضيون، وقد علم أنه مذهبهم ورواه عنهم، هذا الذي [لعمري] ما لا يليق نسبته إلى عوام المسلمين كيف بأئمة الدين؟ ) إلى أن قال :
((وقد ذكر الكتاب واعتمد عليه وأثبته عن الإمام أبي الحسن رحمه الله عليه وأثنى عليه بما ذكره فيه وبرأه من كل بدعة نسبت إليه، ونقل منه إلى تصنيفه جماعة من الأئمة الأعلام من فقهاء الإسلام وأئمة القراء وحفاظ الحديث وغيرهم.))
والعجيب أن هذا الامام الأشعري مذهبا قد نقل عن أحد أئمتهم وصف هؤلاء المتأخرين ممن ينكر علوّ الذات بأنهم جهمية فقد جاء في الرسالة المذكورة قوله :
((ومنهم الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت الطرقي فإنه قال في بيان مسألة الاستواء من تواليفه [من تأليفه]:
ما أخبرنا به الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن ثابت قال: رأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي العرش وتأويل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري.
وما هذا بأول باطل ادَّعوه وكذب تعاطوه، فقد قرأت في كتابه المرسوم بـ (الإبانة عن أصول الديانة) أدلة من جملة ما ذكرته في إثبات الاستواء.
وقال في [جملة] ذلك: ومن دعاء أهل الإسلام جميعًا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل [هم] يقولون: يا ساكن العرش.
ثم قال: ومن حَلِفِهِمء جميعًا [قولهم:] لا والذي احتجب بسبع سماوات.
هذا آخر ما حكاه، وهو في الإبانة كما ذكره [(ص 115)].)) انتهى
حمّل كتاب العلو للعلي الغفار في إيضاح صحيح الأخبار وسقيمها للحافظ محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي شمس الدين أبو عبد الله
http://www.waqfeya.com/search.php
مراد_2009
2010-09-15, 14:51
و الآن نأتي الى الصفة الأخيرة
ألا و هي رؤية المؤمنون ربهم يوم القيامة
روى البخاري في صحيحه بَاب قَوْلِهِ { إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } يَعْنِي زِنَةَ ذَرَّةٍ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ أُنَاسًا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ ضَوْءٌ لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ قَالُوا لَا قَالَ وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ضَوْءٌ لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ قَالُوا لَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا كَمَا تُضَارُونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ فَلَا يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ مِنْ الْأَصْنَامِ وَالْأَنْصَابِ إِلَّا يَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ بَرٌّ أَوْ فَاجِرٌ وَغُبَّرَاتُ أَهْلِ الْكِتَابِ فَيُدْعَى الْيَهُودُ فَيُقَالُ لَهُمْ مَنْ كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ قَالُوا كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ لَهُمْ كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلَا وَلَدٍ فَمَاذَا تَبْغُونَ فَقَالُوا عَطِشْنَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا فَيُشَارُ أَلَا تَرِدُونَ فَيُحْشَرُونَ إِلَى النَّارِ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ ثُمَّ يُدْعَى النَّصَارَى فَيُقَالُ لَهُمْ مَنْ كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ قَالُوا كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ فَيُقَالُ لَهُمْ كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلَا وَلَدٍ فَيُقَالُ لَهُمْ مَاذَا تَبْغُونَ فَكَذَلِكَ مِثْلَ الْأَوَّلِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ أَتَاهُمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ فِي أَدْنَى صُورَةٍ مِنْ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا فَيُقَالُ مَاذَا تَنْتَظِرُونَ تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ قَالُوا فَارَقْنَا النَّاسَ فِي الدُّنْيَا عَلَى أَفْقَرِ مَا كُنَّا إِلَيْهِمْ وَلَمْ نُصَاحِبْهُمْ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ رَبَّنَا الَّذِي كُنَّا نَعْبُدُ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا
قال لنا نبينا نعم سترون ربكم يوم القيامة فآمنا بصادق المصدوق
من أراد الحق يكفيه والله هذا الدليل أما طالب الهوى لا يكفيه ألف دليل
الحمد لله قد انتهينا من تبيان الصفات الثلاثة التي من أثبتها فهو السني السلفي و من أنكرها فهو البعي الخلفي
نسأل الله أن يوفق كل مخالف و يهديه الى عقيدة سلفنا و يجنبه عقيدة الخلف
قل آمين لعل الله أن يفتح على قلبك
عــــادل الميـــلي
2010-09-15, 16:49
و الآن نأتي الى الصفة الأخيرة
ألا و هي رؤية المؤمنون ربهم يوم القيامة
الرؤيـــة صــــفة لمن ؟!!
مراد_2009
2010-09-15, 17:46
( صفة الرؤية لله عز وجل )
جزء من محاضرة : ( شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد - صفة الرؤية لله عز وجل )
للشيخ : ( محمد حسن عبد الغفار )
صفة الرؤية لله عز وجل
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شرك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد: فإن شرف العلم يعرف من شرف المعلوم، ولا أحد أشرف من الله جل في علاه. ونحن نتكلم عن صفة من الصفات التي لا بد أن نتعبد بها لله، وهي رؤية الله جل في علاه في الآخرة. فنقول: لقد اشرأبت أعناق المحسنين والمتقين لهذه الرؤية؛ فمن أجل رؤية وجه الله الكريم شمر عن ساعد الجد المتقون والمجتهدون، وهذه الصفة لا ينالها إلا المحسنون.
رؤية الله عز وجل في الدنيا
وإن رؤية الله جل في علاه في الدنيا بالعين البصرية مستحيلة، ولا يمكن أن تحدث ولا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وأما الرؤية القلبية فجائزة لمحمد صلى الله عليه وسلم ولغير محمد صلى الله عليه وسلم، والمراد برؤية القلب أي: في المنام فالرؤية رؤيتان: رؤية بصرية، ورؤية قلبية. أما الرؤية البصرية فمستحيل على أي أحد أن يرى الله جل في علاه في الدنيا. والدليل على ذلك قول الله تعالى في مجيء موسى لميقاته: رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا [الأعراف:143]، وقد اختلف العلماء في رؤية محمد لربه في الدنيا على قولين: القول الأول: ذهب ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه إلى أن محمداً قد رأى ربه ليلة المعراج. واستدل على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: (نور أنى أراه) وأيضاً قال: أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والرؤية لمحمد، وهذا لم يثبت عن ابن عباس رضي الله عنه. والقول الثاني: ذهب ابن عباس أيضاً في رواية أخرى عنه إلى أنه: رآه مرتين بقلبه. وهذه الرواية توافق رواية عائشة والجمهور. وقد انتصر الحافظ ابن حجر لقول ابن عباس وهو خلاف الراجح. إذ إن الراجح: أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعينه البصرية أبداً؛ وذلك لما تقرر في علم الأصول أن خطاب النبي صلى الله عليه وسلم لأمته يدخل هو فيه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لن تروا ربكم حتى تموتوا). فهذا فيه دلالة قاطعة على أنه لا أحد يرى الله حتى يموت، ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم. أما الرؤية القلبية، أو في المنام فهذه قد حصلت له صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، وحصلت لآحاد الناس؛ لأن الأحكام على العموم لا على الخصوص. ففي الترمذي بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رأيت ربي في المنام، فقال لي: يا محمد! أتدري فيما يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت: لا أعلم، قال: فوضع يده على صدري فوجدت برد أنامله). فالشاهد أنه قال: (رأيت ربي في المنام) فهذه دلالة على رؤية الله في المنام بلا كيفية، ولآحاد الأمة أن يرى ذلك، وهذا هو الذي رجحه الإمام أحمد ، ورجحه شيخ الإسلام ابن تيمية .
رؤية الله في الآخرة
وأما الرؤية في الآخرة فأسعد الناس بها من اتبع شرع الله جل في علاه، وأذل أهل الأرض لله جل في علاه، وإن العبد المؤمن أسعد ما يسعد به ويتنعم به في الجنة هو رؤية وجه الله الكريم جل في علاه، وكذلك المزاورة، فإن المؤمن يزور ربه ويسعد بلقائه، وذلك في اليوم الذي يقابل يوم الجمعة في الدنيا، فالمؤمن إذا دخل الجنة ورأى ما فيها من نعيم يكشف الحجاب، فما يتنعم بنعمة مثل نعمة النظر إلى وجه الله الكريم.
أدلة الكتاب على رؤية الله يوم القيامة
والأدلة كثيرة جداً على رؤية الله يوم القيامة، وهذه الأدلة من الكتاب ومن السنة ومن النظر. فأما الأدلة من الكتاب فدلالات كثيرة، منها قول الله تعالى: ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23] فهذه النضرة في الوجوه لأمر ولعلة؛ وهي أنها لربها ناظرة. والفعل (نظر) يتعدى بنفسه، ويتعدى بفي، ويتعدى بإلى. فإذا تعدى بنفسه فيكون بمعنى: الانتظار. وذلك كقول الله تعالى عن المنافقين عندما يعبر أهل الإيمان الصراط فيقف المنافقون ويقولون: انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ [الحديد:13]. فـ(انْظُرُونَا) بمعنى: انظروا إلينا أو انتظرونا حتى نستنير بهذه الأنوار، وهذه غير مرادة هنا. ويتعدى بفي ويكون بمعنى: الرؤية القلبية، أو التدبر في مخلوقات الله، كما قال الله تعالى: أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [الأعراف:185]. فقوله: يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ [الأعراف:185] يعني: ألا يتدبرون في عظيم خلق الله، ليعلموا عظمة ربهم جل في علاه، فتزداد الرهبة في قلوبهم والرغبة والرجاء في الله جل في علاه. ويتعدى بإلى ويكون معناه بالاتفاق: الرؤية البصرية. وذكرنا الاتفاق لأن أهل البدعة قد يقولون: هو الانتظار، أو يقولون: هو التدبر في نعائم الله وثواب الله. فقال الله تعالى: ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23] أي: تنظر إلى الله بهذه الأعين، كما قال تعالى: فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [ق:22]، أي: حتى يستطيع أن ينظر إلى وجه الله الكريم الذي لو كشف الحجاب لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه. الدليل الثاني من الكتاب: قال الله تعالى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26] والقاعدة عند أهل التفسير: أن أفضل التفسير تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة، ثم بأقوال الصحابة، ثم باللغة. وهنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك الآية إلا وقد فسرها، وهذا أفضل التفسير فقال في قول الله تعالى: ((( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ))، قال: الزيادة: النظر إلى وجه الله). وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: (أنه إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال لهم ربهم: تريدون شيئاً؟ فيقولون: ألم تكن أكرمتنا وأدخلتنا الجنة؟ فيقول: لكم عندنا شيء، -أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم- فيكشف الحجاب، فما تنعموا بنعمة مثل هذه النعمة) وهي نعمة النظر إلى وجه الله الكريم. الدليل الثالث: من الأدلة على رؤية الله يوم القيامة من الكتاب: قول الله تعالى: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ق:35]. فقال أبو هريرة ، و أنس ، و علي بن أبي طالب ، و ابن مسعود قول الله تعالى: (لهم ما يشاءون فيها) أي: من الحور العين، ومن الأنهار، ومن اللبن، والخمر، والعسل. وقالوا في قوله تعالى: وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ق:35] : إنها النظر إلى وجه الله الكريم. رزقنا الله وإياكم النظر إلى وجه الله الكريم يوم القيامة. الدليل الرابع: قول الله تعالى في سورة الإنسان: عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ [المطففين:23-24]، فنضرة النعيم حصلت لهم لأنهم ينظرون إلى وجه ربهم. والقاعدة عند العلماء: نفي المعمول يؤذن بالعموم، فحذف مفعول ينظرون أشعرت بالعموم، أي: ينظرون إلى الحور العين وإلى الجنات والنهر وإلى الخمر وإلى اللبن وإلى العسل، وينظرون إلى وجوه بعضهم البعض، وينظرون إلى وجه الله. فهم ينظرون بالعموم، فنفي المعمول يؤذن بالعموم. وهذا فيه دلالة على أنهم ينظرون إلى وجه الله الكريم. رزقنا الله وإياكم ذلك. خامساً: قول الله تعالى عن الكفار: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15]. قال الإمام الشافعي رحمه الله: لما حجب هؤلاء في الغضب، كان لهؤلاء في الرضا النظر إلى وجه الله الكريم. وهذا ظاهر جداً؛ لأن الله اشتد غضبه عليهم فلم يروا وجه الله الكريم، فكانت المكافأة للذين تذللوا له وأطاعوه أنهم ينظرون إلى وجهه الكريم.
أدلة السنة على رؤية الله يوم القيامة
وأما من السنة فالأدلة التي تدل على رؤية الله يوم القيامة كثيرة، منها: ما جاء في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه يرفعه: (جنتان من ذهب -أي: لكل رجل جنتان- آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن يروا ربهم إلا رداء الكبرياء)، فإذاً رداء الكبرياء إذا كشفه الله نظر الناس إلى وجه الله الكريم. والأصرح من ذلك في السنة ما جاء في الصحيحين: (أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس مع أصحابه، فنظر إلى الشمس وقال: هل تضامون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا، قال: هل تضامون في رؤية القمر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا. قال: كذلك ترون ربكم). هو هنا يشبه الرؤية بالرؤية؛ لأنه قال: (لا تضامون) أي: لا يحدث ضيم عليكم. ولا تضارون: أي: ولا ضرر يقع عليكم عندما تنظرون إلى القمر، فكذلك عندما تنظرون إلى وجه الله الكريم فإنكم لا تضارون ولا تضامون. فقال: كذلك ترون ربكم وهذا فيه تصريح عظيم من النبي صلى الله عليه وسلم على رؤية الله جل في علاه، ودائماً كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في دعائه ويقول: (وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم) . فإذاً: في الأدلة من الأثر الكتاب والسنة دلالة قاطعة على رؤية الله جل في علاه يوم القيامة.
أدلة النظر على رؤية الله يوم القيامة
وأما الأدلة من النظر: فإن موسى عليه السلام عندما سمع صوت الله طمع فيما هو أكثر، وقال: رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي [الأعراف:143]. فمن هذه القصة نستشعر بأن رؤية الله ممكنة يوم القيامة لا في الدنيا. وذلك من وجهين: أولاً: أن موسى عليه السلام قد سأل ربه سؤالاً، وكان هذا السؤال الذي سأله موسى عن علم؛ لأنه كان في زمانه أعلم الخلق بالله، وعندما يسأل أعلم الخلق بالله عندما يسأل سؤالاً مثل هذا فإن فيه دلالة على أنه يعتقد برؤية الله، وقد أقره الله على هذا الاعتقاد. لأنه لا يمكن لموسى أن يتجرأ على ربه فيسأله ما ليس له به علم، وإنما سأل عن علم. وجه الدلالة الثاني: أن الله أقر موسى عليه السلام، ولكن قال: لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي [الأعراف:143]. ولو كان هذا السؤال تعدياً من موسى لأنكر عليه ربه كما أنكر على نوح عليه السلام عندما قال: فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ [هود:45] فقال له الله: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ [هود:46]، ثم قال: فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [هود:46]. فهذا إنكار من الله تعالى على نوح عليه السلام، فلما أقر الله موسى على هذا السؤال دل ذلك على أن رؤية الله ممكنة. لكن ليس ذلك في الدنيا؛ لأن القوة البشرية لا تطيق ذلك. ولذلك قال تعالى: فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [ق:22] فهذا هو الدليل من النظر الذي يدل أيضاً على رؤية الله يوم القيامة.
مراد_2009
2010-09-17, 11:53
قال الله تعالى
وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) )
الفارس الجدَّاوي
2010-09-17, 12:05
السلام عليكم:
يا قوم كفوا عن هذا، تفكروا في آيات الله و لا تفكروا في ذاته سبحانه و تعالى، جل جلاله و علا شانه و تنزه عن كل وصف، له طلاقة القدرة، يفعل ما يشاء و هو الحكيم الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد.
01 algeroi
2010-09-17, 12:13
السلام عليكم:
يا قوم كفوا عن هذا، تفكروا في آيات الله و لا تفكروا في ذاته سبحانه و تعالى، جل جلاله و علا شانه و تنزه عن كل وصف، له طلاقة القدرة، يفعل ما يشاء و هو الحكيم الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم : نصيحتك جاءت متأخّرة شيئا ما ومع هذا فإخوانك يشكرونك عليها إلاّ أنّي قد إستشكلت فيها شيئا فارجوا أن تجيب عليه بما فتح الله عليك وهو : معنى قولك حفظك الله ( تنزه عن كل وصف ) لأنّي لم افهمه
مراد_2009
2010-09-17, 16:17
السلام عليكم:
يا قوم كفوا عن هذا، تفكروا في آيات الله و لا تفكروا في ذاته سبحانه و تعالى، جل جلاله و علا شانه و تنزه عن كل وصف، له طلاقة القدرة، يفعل ما يشاء و هو الحكيم الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد.
كلامك غير مفهوم
أليس من آيات الله آيات الصفات و لا تكاد تخلوا سورة من القرءان من صفات الله عز و جل
و من الصفات صفات ذاتية كالعلم و الرحمة و القدرة و غيرها من الصفات التى لا تنفك عن ذاته سبحانه و تعالى
وهناك صفات الفعلية كالنزول في ثلث الليل الآخر و الاستواء على عرشه و المجىء يوم القيامة
و هل تقصد تنزيه الله عن كل وصف أن لا نصفه بما وصف به نفسه ووصفه به نبيه
جمال البليدي
2010-09-20, 00:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نظرا لضيق وقتي سأنقل لكم ملخص ماجري وبيني وبين أحد أعمدة الصوفية في المنتديات:
إعتراضاتهم حول صفة العلو:
اعلم أيها القارئ أن أهل السنة والجماعة يثبتون لله العلو بأنواعه الثلاث:علو القهر و علو القدر وعلو الذات
أما علو القدر فهو علو صفاته، وعظمتها قال تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}
وعلو القهر فهو قهره تعالى لجميع المخلوقات كما قال تعالى(وهو القاهر فوق عباده)
وعلو الذات:أنه مستو على عرشه فوق جميع خلقه كما في قوله تعالى(الرحمان على العرش استوى)).
والخلاف بيننا وبين الأشاعرة والجهمية وغيرهم من فرق الكلام والفلسفة يكمن في علو الذات فقط
ولن أسرد الآن أدلة أهل السنة في إثبات علو الله تعالى بل أحيلكم إلى هذا الرابط:
http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?p=62235#post62235 (http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?p=62235#post62235)
إعتراضهم الأول:قالو أن العلو لا يكون إلا الأجسام والفوقية لا تكون إلا الأجسام وبالتالي إذا قلنا أن الله فوق العالم فهذا يعني أنه جسم.
الرد عليهم:
http://montada.echoroukonline.com/showpost.php?p=687628&postcount=13 (http://montada.echoroukonline.com/showpost.php?p=687628&postcount=13)
إعتراضهم الثاني:قالو لنا لا يصح لكم الإستدلال بقوله تعالى((( إليه يصعد الكلم الطيب )) لأنه لا يوجد في ذكرها للعرش أو الفوقية .
الرد عليهم:نعم لا يوجد ذكر للعرش هنا لكن الآية تدل على أن الأعمال الصالحة ترفع إلى الله تعالى وتصعد إليه ومعلوم أن الصعود لا يكون إلا من الأسفل إلى الأعلى فدل هذا على أن الله فوق العالم فهو جل جلاله العلي الأعلى فسبحان ربي الأعلى.
قال الطبري رحمه الله :(( يقول تعالى ذكره : إلى الله يصعد ذكر العبد إياه وثناؤه عليه))تفسير الطبري.
إعتراضهم الثالث:قالو لا يصح لكم الإستدلال بقوله تعالى(( ( إني متوفيك ورافعك إلي ))) لأن الله هنا يتكلم عن علو المكانة للمسيح عليه السلام فقط.
الرد عليهم:كل العلماء من أهل السنة يقولون بأن الله رفع المسيح عليه السلام رفعا حسيا من الدنيا إلى السماء وكلهم يقولون أنه سينزل يوم القيامة وبالتالي لا يصح تفسيرك للرفع هنا برفع المكانة فكل الأدلة تدل على أن المسيح رفع إلى الله عزوجل كما هو بين جدا في الآية بل وهناك آية آخرى صريحة جدا تبطل تأويلك وهي قوله تعالى: { بل رفعه الله إليه} النساء158,فدلت الآية أن الله تعالى فوق العالم في العلو.
إعتراضهم الرابع:قالو لنا أنتم تفسرون آيات العلو على ظاهرها وأن الله فوق السماوات فلماذا لا تفسر آيات معية الله على ظاهرها كقوله تعالى(( وهو معكم أينما كنتم} {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}
الرد عليهم:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223297&postcount=13 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223297&postcount=13)
إعتراضهم الخامس:قالو لنا لا يصح لكم الإستدلال بقوله تعالى(({تعرج إليه الملائكة}) في إثبات العلو لله تعالى لأن الملائكة تعرج إلى السماء لا إلى الله .
الرد:
هناك هذا تحريف منكم للمعنى ومخالف لتفسير السلف الصالح .
قال مجاهد رحمه الله((يقال ذي المعارج : الملائكة تعرج إلى الله))رواه النسائي في السنن الكبرى وصححه الألباني.
وقال الطبري رحمه الله((يقول تعالى ذكره : تصعد الملائكة والروح وهو جبريل عليه السلام-إليه يعني : إلى الله جلا وعز ,والهاء في قوله(إليه) عائدة على إسم الله))جامع البيان(م14/ج39/ص78).
ونرد عليكم كذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم(( {يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله تعالى: كيف تركتم عبادي؟ قالوا: جئناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون }.
فسؤال الله لهم دليل على أن الملائكة عرجت إليه والعروج لا يكون إلا من الأسفل إلى الأعلى.
قال ابن خزيمة رحمه الله : ( وفي الخير ما بان وثبت وصح أن الله عز وجل في السماء,وأن الملائكة تصعد إليه من الدنيا ,لا كما زعمت الجهمية المعطلة)التوحيد381
إعتراضهم السادس:قالو أن الذي في السماء هم الملائكة وليس الله.
الرد:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=224131&postcount=16 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=224131&postcount=16)
إعتراضهم السابع:قالو لنا لا يصح لكم الإستدلال برفع الأيدي في الدعاء إلى السماء لأن السماء قبلة الدعاء وليس لأن الله في الأعلى.
الرد:
1-من أين عرفتم أن الكعبة قبلة المصلين؟ أبعقل المتكلمين أم بكشف المتصوفة أم بالوحي؟
وإذا كانت معرفتكم هذه مصدرها وحي الله فنسألكم:
من أين عرفتم أن السماء قبلة الداعين؟ أمن عقولكم أم من كشوفاتكم أم من وحي الله؟
2-أن النبي كان يستقبل القبلة عند الدعاء والاستسقاء، فهي قبلة الدعاء والصلاة معا، ففي البخاري "فلما أراد صلى الله عليه وسلم أن يدعو استقبل القبلة".
3- أن القبلة هي ما يستقبله العابد بوجهه ولذلك سميت وجهة. فأما ما حاذاه الإنسان برأسه فهذا لا يسمى قبلة لا حقيقة ولا مجازاً.
4-أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع إصبعه إلى السماء ويخطب ربه كقوله "ألا هل بلغت؟ قالوا نعم" فجعل يرفع إصبعه إلى السماء وينكتها إليهم ويقول الله فاشهدوهذا إشهاد منه لله تعالى على تبليغه ليس إشهاداً للخزنة ولا للملائكة ولا للبركات المخزونة في السماء.
5-إذا كنت السماء قبلة الدعاء فما معنى قول عائشة "برّأني ربي من فوق سبع سماوات" وقول زينت "زوّجني ربي من فوق سبع سماوات" وقول عمر عن خولة بنت ثعلب "هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات"؟
6- أن قولكم (نرفع أيدينا إلى السماء لأنها مهبط البركات) قول فيه سخف ووثنية. فهل يجوز إذا وضع الله بركته في موضع ما أن تتوجه الأيدي إلى هذا لموضع بالتضرع والدعاء، فإذا جعل الله بركته في جوف الأرض فهل يجوز أن نتخذ هذا الموضع قبلة لنا ومن ثم تتوجه أيدينا إلى جوف الأرض حيث صارت موضع الرحمات والبركات!
وإذا كانت الأيدي ترفع إلى السماء لأنها مهبط البركات فإن الأرض منبت البركات ومخزنها فاجعلوها قبلة لكم أيضاً!
إعتراضهم الثامن:قالوا:إذا قلتم أن الله فوق العرش فهذا يعني أنه في جهة
الرد:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223280&postcount=3 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223280&postcount=3)
إعتراضهم التاسع:قالو:إذا قلتم ان الله تعالى فوق العرش فهذا يعني أنه في مكان وحيز وله حد .
الرد:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223282&postcount=4 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223282&postcount=4)
إعتراضهم العاشر:قالو إن لفظ(بذاته) لم يرد لا في كتاب ولا في سنة فلما قلتم به.
الرد:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=241802&postcount=18 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=241802&postcount=18)
إعتراضهم الحادي العشر:بقول النبي صلى الله عليه وسلم((أنت الظاهر فليس فوقك شيء,وأنت الباطن فليس دونك شيء)) على نفي علو الله .
الرد:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223296&postcount=12 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223296&postcount=12)
إعتراضهم الثاني عشر:قالوا لو كان الله فوق العرش فهذا يعني إما أن هناك مسافة أو إما مماسة(إنفصال أو إتصال)
الرد :
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=240294&postcount=19 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=240294&postcount=19)
إعتراضهم الثالث عشر:قالو لا يصح لكم الإستدلال بحديث الجارية التي قالت أن الله في السماء وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم وأعتقها لأن الحديث الذي رواه مسلم ضعيف.
الرد:
http://www.dd-sunnah.net/forum/showpost.php?p=330672&postcount=1 (http://www.dd-sunnah.net/forum/showpost.php?p=330672&postcount=1)
إعتراضهم الرابع عشر:إستدلالهم بكتاب(حسن المحاججة) لشيخهم الأشعري سعيد فودة ونقله الكتاب للمنتدى.
الرد :
لقد رد على هذه الكتاب الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمان الخميس ,وهذا هو الكتاب:
http://montada.echoroukonline.com/showpost.php?p=569167&postcount=1 (http://montada.echoroukonline.com/showpost.php?p=569167&postcount=1)
إعتراضهم الخامس عشر:قالو لا يصح الإستدلال بالفطرة في إثبات علو الله على خلقه لأن الإنسان يولد وهو لا يعلم شيء.
الرد:
- أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على هذا الإشكال فقال رحمه الله :
" ولا يلزم من كونهم مولودين على الفطرة أن يكونوا حين الولادة معتقدين للإسلام بالفعل ؛ فإن الله أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا , ولكن سلامة القلب وقبوله وإرادته للحق الذي هو الإسلام بحيث لو ترك من غير مغير لما كان إلا مسلما , وهذه القوة العلمية العملية التي تقتضي بذاتها الإسلام ما لم يمنعها مانع هي فطرة الله التي فطر الناس عليها .
"مجموع ا لفتاوى" (4/247)
وقال ابن القيم - رحمه الله- : ليس المراد بقوله يولد على الفطرة أنه خرج من بطن أمه يعلم الدين لأن الله يقول :{والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا} , ولكن المراد أن فطرته مقتضية لمعرفة دين الإسلام ومحبته ؛ فنفس الفطرة تستلزم الإقرار والمحبة , وليس المراد مجرد قبول الفطرة لذلك لأنه لا يتغير بتهويد الأبوين مثلا بحيث يخرجان الفطرة عن القبول , وإنما المراد أن كل مولود يولد على إقراره بالربوبية فلو خلي ؛ وعدم المعارض لم يعدل عن ذلك إلى غيره كما أنه يولد على محبة ما يلائم بدنه من ارتضاع اللبن حتى يصرفه عنه الصارف , ومن ثم شبهت الفطرة باللبن بل كانت إياه في تأويل الرؤيا .والله أعلم
"الفتح" (3|293)
2-الفطرة قطعاً دلت على علو الله تعالى علو ذات وعلو قهر وعلو منزلة سبحانه وتعالى , وعلى ذلك مذهب الأشعري وشيخه ابن كلاب .
وتأمل معي القصة التالية: - قال أبو منصور بن الوليد الحافظ في رسالة له إلى الزنجاني انبأنا عبد القادر الحافظ بحران أنبأنا الحافظ أبو العلاء أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي الحافظ قال سمعت أبا المعالي الجويني وقد سئل عن قوله الرحمن على العرش استوى فقال كان الله ولا عرش وجعل يتخبط في الكلام فقلت قد علمنا ما أشرت إليه فهل عندك للضرورات من حيله فقال ما تريد بهذا القول وما تعني بهذه الإشارة فقلت ما قال عارف قط يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه قام من باطنه قصد لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقصد الفوق فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت وبكيت وبكى الخلق فضرب الأستاذ بكمه على السرير وصاح ياللحيرة وخرق ما كان عليه وانخلع وصارت قيامة في المسجد ونزل ولم يجبني إلا يا حبيبي الحيرة الحيرة والدهشة الدهشة فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون سمعناه يقول حيرني الهمداني))(كتاب العلو للإمام الذهبي (ص1347) .
إعتراضهم السادس العشر:قالو أن كروية الأرض تدل على نفي العلو على الله تعالى
الرد:
http://www.shobohat.com/vb/showpost.php?p=10271&postcount=11 (http://www.shobohat.com/vb/showpost.php?p=10271&postcount=11)
مراد_2009
2010-09-20, 16:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نظرا لضيق وقتي سأنقل لكم ملخص ماجري وبيني وبين أحد أعمدة الصوفية في المنتديات:
إعتراضاتهم حول صفة العلو:
اعلم أيها القارئ أن أهل السنة والجماعة يثبتون لله العلو بأنواعه الثلاث:علو القهر و علو القدر وعلو الذات
أما علو القدر فهو علو صفاته، وعظمتها قال تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}
وعلو القهر فهو قهره تعالى لجميع المخلوقات كما قال تعالى(وهو القاهر فوق عباده)
وعلو الذات:أنه مستو على عرشه فوق جميع خلقه كما في قوله تعالى(الرحمان على العرش استوى)).
والخلاف بيننا وبين الأشاعرة والجهمية وغيرهم من فرق الكلام والفلسفة يكمن في علو الذات فقط
ولن أسرد الآن أدلة أهل السنة في إثبات علو الله تعالى بل أحيلكم إلى هذا الرابط:
http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?p=62235#post62235 (http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?p=62235#post62235)
إعتراضهم الأول:قالو أن العلو لا يكون إلا الأجسام والفوقية لا تكون إلا الأجسام وبالتالي إذا قلنا أن الله فوق العالم فهذا يعني أنه جسم.
الرد عليهم:
http://montada.echoroukonline.com/showpost.php?p=687628&postcount=13 (http://montada.echoroukonline.com/showpost.php?p=687628&postcount=13)
إعتراضهم الثاني:قالو لنا لا يصح لكم الإستدلال بقوله تعالى((( إليه يصعد الكلم الطيب )) لأنه لا يوجد في ذكرها للعرش أو الفوقية .
الرد عليهم:نعم لا يوجد ذكر للعرش هنا لكن الآية تدل على أن الأعمال الصالحة ترفع إلى الله تعالى وتصعد إليه ومعلوم أن الصعود لا يكون إلا من الأسفل إلى الأعلى فدل هذا على أن الله فوق العالم فهو جل جلاله العلي الأعلى فسبحان ربي الأعلى.
قال الطبري رحمه الله :(( يقول تعالى ذكره : إلى الله يصعد ذكر العبد إياه وثناؤه عليه))تفسير الطبري.
إعتراضهم الثالث:قالو لا يصح لكم الإستدلال بقوله تعالى(( ( إني متوفيك ورافعك إلي ))) لأن الله هنا يتكلم عن علو المكانة للمسيح عليه السلام فقط.
الرد عليهم:كل العلماء من أهل السنة يقولون بأن الله رفع المسيح عليه السلام رفعا حسيا من الدنيا إلى السماء وكلهم يقولون أنه سينزل يوم القيامة وبالتالي لا يصح تفسيرك للرفع هنا برفع المكانة فكل الأدلة تدل على أن المسيح رفع إلى الله عزوجل كما هو بين جدا في الآية بل وهناك آية آخرى صريحة جدا تبطل تأويلك وهي قوله تعالى: { بل رفعه الله إليه} النساء158,فدلت الآية أن الله تعالى فوق العالم في العلو.
إعتراضهم الرابع:قالو لنا أنتم تفسرون آيات العلو على ظاهرها وأن الله فوق السماوات فلماذا لا تفسر آيات معية الله على ظاهرها كقوله تعالى(( وهو معكم أينما كنتم} {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}
الرد عليهم:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223297&postcount=13 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223297&postcount=13)
إعتراضهم الخامس:قالو لنا لا يصح لكم الإستدلال بقوله تعالى(({تعرج إليه الملائكة}) في إثبات العلو لله تعالى لأن الملائكة تعرج إلى السماء لا إلى الله .
الرد:
هناك هذا تحريف منكم للمعنى ومخالف لتفسير السلف الصالح .
قال مجاهد رحمه الله((يقال ذي المعارج : الملائكة تعرج إلى الله))رواه النسائي في السنن الكبرى وصححه الألباني.
وقال الطبري رحمه الله((يقول تعالى ذكره : تصعد الملائكة والروح وهو جبريل عليه السلام-إليه يعني : إلى الله جلا وعز ,والهاء في قوله(إليه) عائدة على إسم الله))جامع البيان(م14/ج39/ص78).
ونرد عليكم كذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم(( {يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله تعالى: كيف تركتم عبادي؟ قالوا: جئناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون }.
فسؤال الله لهم دليل على أن الملائكة عرجت إليه والعروج لا يكون إلا من الأسفل إلى الأعلى.
قال ابن خزيمة رحمه الله : ( وفي الخير ما بان وثبت وصح أن الله عز وجل في السماء,وأن الملائكة تصعد إليه من الدنيا ,لا كما زعمت الجهمية المعطلة)التوحيد381
إعتراضهم السادس:قالو أن الذي في السماء هم الملائكة وليس الله.
الرد:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=224131&postcount=16 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=224131&postcount=16)
إعتراضهم السابع:قالو لنا لا يصح لكم الإستدلال برفع الأيدي في الدعاء إلى السماء لأن السماء قبلة الدعاء وليس لأن الله في الأعلى.
الرد:
1-من أين عرفتم أن الكعبة قبلة المصلين؟ أبعقل المتكلمين أم بكشف المتصوفة أم بالوحي؟
وإذا كانت معرفتكم هذه مصدرها وحي الله فنسألكم:
من أين عرفتم أن السماء قبلة الداعين؟ أمن عقولكم أم من كشوفاتكم أم من وحي الله؟
2-أن النبي كان يستقبل القبلة عند الدعاء والاستسقاء، فهي قبلة الدعاء والصلاة معا، ففي البخاري "فلما أراد صلى الله عليه وسلم أن يدعو استقبل القبلة".
3- أن القبلة هي ما يستقبله العابد بوجهه ولذلك سميت وجهة. فأما ما حاذاه الإنسان برأسه فهذا لا يسمى قبلة لا حقيقة ولا مجازاً.
4-أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع إصبعه إلى السماء ويخطب ربه كقوله "ألا هل بلغت؟ قالوا نعم" فجعل يرفع إصبعه إلى السماء وينكتها إليهم ويقول الله فاشهدوهذا إشهاد منه لله تعالى على تبليغه ليس إشهاداً للخزنة ولا للملائكة ولا للبركات المخزونة في السماء.
5-إذا كنت السماء قبلة الدعاء فما معنى قول عائشة "برّأني ربي من فوق سبع سماوات" وقول زينت "زوّجني ربي من فوق سبع سماوات" وقول عمر عن خولة بنت ثعلب "هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات"؟
6- أن قولكم (نرفع أيدينا إلى السماء لأنها مهبط البركات) قول فيه سخف ووثنية. فهل يجوز إذا وضع الله بركته في موضع ما أن تتوجه الأيدي إلى هذا لموضع بالتضرع والدعاء، فإذا جعل الله بركته في جوف الأرض فهل يجوز أن نتخذ هذا الموضع قبلة لنا ومن ثم تتوجه أيدينا إلى جوف الأرض حيث صارت موضع الرحمات والبركات!
وإذا كانت الأيدي ترفع إلى السماء لأنها مهبط البركات فإن الأرض منبت البركات ومخزنها فاجعلوها قبلة لكم أيضاً!
إعتراضهم الثامن:قالوا:إذا قلتم أن الله فوق العرش فهذا يعني أنه في جهة
الرد:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223280&postcount=3 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223280&postcount=3)
إعتراضهم التاسع:قالو:إذا قلتم ان الله تعالى فوق العرش فهذا يعني أنه في مكان وحيز وله حد .
الرد:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223282&postcount=4 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223282&postcount=4)
إعتراضهم العاشر:قالو إن لفظ(بذاته) لم يرد لا في كتاب ولا في سنة فلما قلتم به.
الرد:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=241802&postcount=18 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=241802&postcount=18)
إعتراضهم الحادي العشر:بقول النبي صلى الله عليه وسلم((أنت الظاهر فليس فوقك شيء,وأنت الباطن فليس دونك شيء)) على نفي علو الله .
الرد:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223296&postcount=12 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=223296&postcount=12)
إعتراضهم الثاني عشر:قالوا لو كان الله فوق العرش فهذا يعني إما أن هناك مسافة أو إما مماسة(إنفصال أو إتصال)
الرد :
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=240294&postcount=19 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=240294&postcount=19)
إعتراضهم الثالث عشر:قالو لا يصح لكم الإستدلال بحديث الجارية التي قالت أن الله في السماء وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم وأعتقها لأن الحديث الذي رواه مسلم ضعيف.
الرد:
http://www.dd-sunnah.net/forum/showpost.php?p=330672&postcount=1 (http://www.dd-sunnah.net/forum/showpost.php?p=330672&postcount=1)
إعتراضهم الرابع عشر:إستدلالهم بكتاب(حسن المحاججة) لشيخهم الأشعري سعيد فودة ونقله الكتاب للمنتدى.
الرد :
لقد رد على هذه الكتاب الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمان الخميس ,وهذا هو الكتاب:
http://montada.echoroukonline.com/showpost.php?p=569167&postcount=1 (http://montada.echoroukonline.com/showpost.php?p=569167&postcount=1)
إعتراضهم الخامس عشر:قالو لا يصح الإستدلال بالفطرة في إثبات علو الله على خلقه لأن الإنسان يولد وهو لا يعلم شيء.
الرد:
- أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على هذا الإشكال فقال رحمه الله :
" ولا يلزم من كونهم مولودين على الفطرة أن يكونوا حين الولادة معتقدين للإسلام بالفعل ؛ فإن الله أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا , ولكن سلامة القلب وقبوله وإرادته للحق الذي هو الإسلام بحيث لو ترك من غير مغير لما كان إلا مسلما , وهذه القوة العلمية العملية التي تقتضي بذاتها الإسلام ما لم يمنعها مانع هي فطرة الله التي فطر الناس عليها .
"مجموع ا لفتاوى" (4/247)
وقال ابن القيم - رحمه الله- : ليس المراد بقوله يولد على الفطرة أنه خرج من بطن أمه يعلم الدين لأن الله يقول :{والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا} , ولكن المراد أن فطرته مقتضية لمعرفة دين الإسلام ومحبته ؛ فنفس الفطرة تستلزم الإقرار والمحبة , وليس المراد مجرد قبول الفطرة لذلك لأنه لا يتغير بتهويد الأبوين مثلا بحيث يخرجان الفطرة عن القبول , وإنما المراد أن كل مولود يولد على إقراره بالربوبية فلو خلي ؛ وعدم المعارض لم يعدل عن ذلك إلى غيره كما أنه يولد على محبة ما يلائم بدنه من ارتضاع اللبن حتى يصرفه عنه الصارف , ومن ثم شبهت الفطرة باللبن بل كانت إياه في تأويل الرؤيا .والله أعلم
"الفتح" (3|293)
2-الفطرة قطعاً دلت على علو الله تعالى علو ذات وعلو قهر وعلو منزلة سبحانه وتعالى , وعلى ذلك مذهب الأشعري وشيخه ابن كلاب .
وتأمل معي القصة التالية: - قال أبو منصور بن الوليد الحافظ في رسالة له إلى الزنجاني انبأنا عبد القادر الحافظ بحران أنبأنا الحافظ أبو العلاء أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي الحافظ قال سمعت أبا المعالي الجويني وقد سئل عن قوله الرحمن على العرش استوى فقال كان الله ولا عرش وجعل يتخبط في الكلام فقلت قد علمنا ما أشرت إليه فهل عندك للضرورات من حيله فقال ما تريد بهذا القول وما تعني بهذه الإشارة فقلت ما قال عارف قط يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه قام من باطنه قصد لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقصد الفوق فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت وبكيت وبكى الخلق فضرب الأستاذ بكمه على السرير وصاح ياللحيرة وخرق ما كان عليه وانخلع وصارت قيامة في المسجد ونزل ولم يجبني إلا يا حبيبي الحيرة الحيرة والدهشة الدهشة فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون سمعناه يقول حيرني الهمداني))(كتاب العلو للإمام الذهبي (ص1347) .
إعتراضهم السادس العشر:قالو أن كروية الأرض تدل على نفي العلو على الله تعالى
الرد:
http://www.shobohat.com/vb/showpost.php?p=10271&postcount=11 (http://www.shobohat.com/vb/showpost.php?p=10271&postcount=11)
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على هذه الاضافات الطيبة
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir