المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرات في منهج جماعة الإخوان المسلمين


هشام البرايجي
2010-09-06, 14:58
إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم.
(يا أيها الّذين آمنوا اتّقوا الله حقّ تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون)
(يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء واتّقوا الله الّذي تساءلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيبا)
(يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
أمّا بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النّار أمّا بعد:

فينتهي العرس !، وتمضي الزّفة !، وينفضّ السّامر، ويبقى المستقبل محفوفا بالمخاطر، ملفوفا بالمخاوف، يكاد صبحه يتفجّر بالأشلاء والدّماء !، وكان ما كان، ومضى ما مضى، ممّا لا يلتفت إليه أحد، ولا يعوّل عليه إنسان، وإنّما كانت تمرينات نافعة للحنجرة هتافا، وللأيدي تشويحا، وللأرجل جريا عند احتدام الخصام.

ويبقى السّؤال في الأفواه مشنوقا، وعلى الشّفاه مخنوقا، فلماذا تجيء التّساؤلات في هذا الوقت بالذّات؟.

والجواب من وجوه:
- أوّلا: إنّ القوم لم يدعوا لمسلم خيارا ولا لمؤمن اختيارا، فإمّا طريق الإسلام وإمّا طريق... !، لا اختيار، إمّا أن تسير في طريق الإسلام هو الحلّ، وإلا فالبديل..وما هو؟!، وما الّذي يقابل الإسلام الّذي هو الحلّ سوى الشّرك والكفر والطّغيان!؟.

فالقوم – غفر الله لهم – لم يدعوا ولم يتركوا لمسلم اختيارا ولا لمؤمن خيارا.
- وثانيا: إنّ القوم رفعوا شعارا لنا فيه إن شاء الله جلّ وعلا أوفى نصيب، فمن حقّنا أن نسأل على حسب نسبة مشاركتنا في الشّعار المرفوع، لأنه لم يقل أحد من المسلمين ولا من المؤمنين ولا من المشركين الكافرين: إنّ جماعة بعينها أو فردا بذاته يمثّل الإسلام ويحمل لواءه وبقيّت المسلمين خارج الإطار وبعيدا عن الدّائرة، لم يقل بذلك أحد لا من القوم ولا ممّن سواهم، وإذًا فما دام الشّعار المرفوع لنا فيه إن شاء الله جلّ وعلا أوفى نصيب، فنتكلّم إن شاء الله ربّ العالمين على قدر نصيبنا فيه.

- وثالثا: أنّ القوم يدعوننا إلى أمر بذاته، والمدعوّ عليه أن يسأل داعيه، وأن يستفصل منه مستفسرا لا متعنّتا ولا متجبّرا، وإنّما يستفصل منه لأنّ الأمر أمر آخرة، أمر الحياة الباقية.

وفي كتيّب عنوانه (رؤية شرعية: لماذا يخوض الإسلاميّون الانتخابات) من تقديم الشّيخ محمد عبد الله الخطيب الطّبعة الأولى في هذا العام لدار الدّعوة، في الصّفحة السّادسة عشرة يقول الأستاذ مصطفى مشهور المرشد الأسبق للجماعة في مقال له منقول عنه في ذلك الكتيّب: (أمّا عن التّساؤل الّذي يقول: ما الهدف من دخول الانتخابات؟!، فنقول: هو الاستفادة من فترة الدّعاية الانتخابية في تبليغ دعوة الإخوان إلى النّاس، وإفهام المسلمين شموليّة الإسلام).

إذا..!، فهي فترة أدعى فيها وتدعى ويدعى المسلمون، ومن حقّ المدعوّ على داعيه أن يسأله: إلى ما تدعوني وإلى أيّ شيء تريد وراءك إليه أن أسير؟، هذا حقّ، وبخاصّة إذا كانت الدّعوة متعلّقة بالآخرة، والدّار الآخرة هي الحيوان لو كانوا يعلمون، فمن الحقّ الذي لا مرية فيه، ومن العدل الّذي لا جور معه، أن يقف المدعوّ متسائلا لا متعنّتا وإنّما مستفهما مسترشدا مستضيئا مستنيرا بما عند القوم، لعلّ الله أن يجمع الشّمل، لعلّ وعسى.

وأيضا، فإنّ هذا الّذي كان من هذا الأمر الكبير، هو أمر ممّا يخصّ الدّين في صميمه، في صلبه، في قراره، وهذا الشّعار الّذي رفع، ينبغي لمن دُعي إليه أن يستفصل وأن يستوضح وأن يسترشد: ما هو الإسلام الّذي هو الحلّ؟!، وما هو الحلّ؟ وما هي آليّة التّنفيذ؟، وإذا ما كان ذلك كذلك فما شأن بقيّة المسلمين؟، ممّن وضعناهم على المحك، فإمّا وإمّا؟، كان عدلا أن نسأل لأنّ القوم أسرّوا فأسررنا وأعلنوا فأعلنّا ولا ظُلم.

وكانت الدّعوة تمرّ رفيقة سهلة هيّنة فيها سرّ وإسرار وغموض وإبهام فناسب هذا المقام تعريض، من غير ما تصريح ولا توضيح، فلمّا أسرّوا أسررنا ولمّا أعلنوا أعلنّا ولا جور ولا ظلم، وإنّما هو العدل والمعدلة.

وينبغي علينا أن نفرّق بين أمرين: بين الخطأ الّذي يكون متعلّقا بالمنهج، بالذّات، بالفكر، بالقلب بالضّمير، والخطأ العارض ولو تكرّر مرّات ومرّات.

أمّا الخطأ العارض ولو تكرّر فسرعان ما يُصلَح، وسرعان ما تستقيم الأمور، وأمّا الخطأ المنهجيّ الذّاتيّ الملازم فإنّه يتكرّر، كالطّبعة الّي ما تزال نسخها تتكرّر، لا أقول متماثلة وإنّما متطابقة؛ وخذ لهذا مثالا يوضّح إن شاء الله: لو أن آلة من الآلات تنتج منتجا معيّنا، فأصابها في بعض أجزائها خلل عارض وليس بخلل ذاتيّ في أصل الصّنعة وفي بداية التّكوين، فإن هذا الخلل العارض سرعان ما بصلح، ثم يصلح المنتج بعد ذلك وتستقيم الأمور.

وأمّا إذا ما كان الخلل في أصل الصّنعة وفي بداية التّكوين فإنّه لا أمل في الإصلاح حينئذ، فتتشابه نسخ المنتج بل تتطابق من غير ما أمل في إصلاح ولا في بداية تعليم.

وخذ لهذا أيضا تطبيقا من سنّة النّبي الكريم صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، الرّجل الصّحابيّ الّذي كان يؤتى به شاربا للخمر فيحدّ بين يدي النّبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم مرّة ومرّة ومرّة، وفي الصّحيح ((فمنّا الضّرب بيده ومنّا الضّارب بنعله ومنّا الضّرب بثوبه، ثمّ يؤتى به)) حتّى ملّ صحابيّ من الحضور فقال: لعنك الله ما أكثر ما يؤتى بك، فقال النّبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ((لا تلعنه فإنّه يحبّ الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم))، خطأ عارض لا يتعلّق بالمنهج، وإنّما هو يعرض شيئا فشيئا، ولو تكرّر مرّات فما أسرع أن يصلح وتستقيم الأمور، وهو يحبّ الله ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.

وأمّا الخلل الّذي يصيب المنهج، ويدمّر المعتقد، ويستولي على الذّات احتكارا، فإنّه لا أمل في إصلاحه بحال.

وفي الصّحيحين في شأن الخوارج أن الصحابة – كما قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم – يحتقر أحدهم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وتلاوته مع تلاوتهم، ومع ذلك يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة، ويقول النّبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: (( قتلاهم شرّ قتلى تحت أديم السّماء، لإن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد)) كما أخبر الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.

الخلل المنهجيّ يتكرّر أصلا، وأمّا الخلل العارض فإنّه خلل ثانويّ، سرعان ما يصلح، والنّبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يخبر ((إنّه يحبّ الله ورسوله)) وإن تكرّر الخلل العارض الثّانويّ، وأمّا الآخرون فلا نفعتهم كثرة صيامهم ولا كثرة قيامهم ولا كثرة تلاوتهم يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّمية، كما أخبر خير البريّة صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.

نفرّق بين هاذين، بين الخلل المنهجي الّذي يصيب المنهج في مقتل فيشوّهه ويحوّره ويدمّره، والخللِ العارض الّذي يتأتّى في السّلوك، في العبادة، فسرعان ما يصلح وتستقيم الأمور.

وينبغي علينا أن نفرِّق بين أمرين: بين أن تتناول الرّجل لشخصه وأن تتناول الرجل لصفته، وشتّان ما بين هاذين الأمرين، فإنّ تناول الرّجل لشخصه وبشخصه في الغالب الأعمّ غيبة محرّمة، وتشهير وتجريح، وهذا كلّه محرّم في أصل دين الإسلام العظيم، وأمّا تناول الرّجل بصفته فأمر يصل في الأغلب الأعمّ إلى الوجوب، من أجل التّحذير والتّنفير ومن أجل إقامة الأمر على حقّه كما جاء بذلك دين ربّنا العظيم، فارق كبير، بين أن تتناول الإنسان لشخصه..غيبة وتجريح، وأن تتناول الإنسان لصفته فهذا واجب وفرض لازم على أهل العلم الّذين أخذ الله ربّ العالمين عليهم الميثاق ليبيّننّه للنّاس ولا يكتمونه، فإذا كتموه ألجموا يوم القيامة بلجام من نار، فارق كبير.

وسأقرأ عليك – أخي الحبيب – كلاما ستعجب له جدا عندما تعلم من قاله ومن كتبه، وكيف أذاعه ونشره، ففي كتاب (من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث) طبعة دار الصحوة الطبعة الرابعة لسنة أربع وثمانين وتسعمائة وألف (1984م) وفي فصل بعنوان (السمع والطاعة) يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، فالذي ستسمع كلامه الآن هو الشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه، في كتاب كانت طبعته الرابعة التي تحت يدي -ومنها نقلت- في سنة أربع وثمانين وتسعمائة وألف، والله يعلم كم عدد الطبعات التي وصل إليها الكتاب إلى اليوم، لم يطوي ما كتب، ولم يكتم ما نشر، وإنما كان ناصحا رحمة الله عليه، فماذا قال؟ قال: (ولقد عجبت لخلاف وقع بين شباب الإخوان المسلمين، أثاره بعضهم بتشاؤم وهو: هل نحن جماعة المسلمين أم نحن جماعة من المسلمين؟!!، والإجابة عن هذا السؤال لها نتائج ذات بال، بل النتائج ترتبط بها صيانة دماء وأموال، فإن الذين يحسبون أنفسهم جماعة المسلمين يرون مخالفة الأستاذ حسن البضيدي رحمه الله ضربا من مخالفة الله ورسوله وطريقا ممهدة إلى النّار وبئس القرار، وقد كنت أسير مع زميلي الأستاذ سيد سابق قريبا من شعبة المنيلي فمر بنا اثنان من أولائك الشبان المفتونين، وأبيا إلا إسماعنا رأيهم فينا وهو أنّنا من أهل جهنّم، وصادف ذلك منّا ساعة تبسط وضحك فمضينا في طريقنا وقد سقط طنين الكلمة النّابية على الثرى قبل أن يتماسك في آذاننا، إلا أنّني تذكرت بعد أيام هذا العداء المرّ، والأوامر التي أوحت به، فعزّ علي أن يلعب بالإسلام وبأبنائه بهذه الطريقة السّمجة...).

واستمع الآن قول الشيخ محمد الغزالي يقول:(وأن تتجدد سياسة الخوارج مرّة أخرى) كلام الغزالي! يقول: (وأن تتجدد سياسة الخوارج مرّة أخرى فيلعن أهل الإيمان ويترك أهل الطغيان، وبمن؟ باسم أن المرشد وبطانته هم وحدهم أولوا الأمر! وأن لهم حق السمع والطّاعة وأن الخارج عليهم يصدق عليه قول رسول الله صلى الله وعلى آله وسلم: ((من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصبر فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية)) وقول النبي صلى الله وعلى آله وسلم: ((من خلع يدا من طاعة لقي الله لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية))) يقول الشيخ الغزالي عليه الرّحمة: (وهذه الأحاديث وأمثالها وردت في منع الفتوق الجسيمة التي يحدثها الشّاغبون على الدولة الخارجون على الحكّام) هذا كلامه بنصه، يقول عليه الرحمة: (أما أنصار جماعة من الجماعات يجرون هذه الأحاديث إلى دورهم ويطبقونها على من يبقى معهم أو يخرج عليهم فهذا جنون، بيد أنّ تعليم هذا الجنون كان أسلوب تربية وتجميع عند بعض النّاس) يقول عليه الرّحمة: (فمن المضحك المبكي أن يخطب الجمعة في مسجد الرّوضة عقب فصلنا من المركز العامّ من يؤكّد أنّ الولاء للقيادة – يعني لقيادة الجماعة – يكفر السّيئات، وانّ الخروج عن الجماعة يمحق الفضائل، وأنّ الّذين نابذوا الجماعة عادوا إلى الجاهلية الأولى لأنّهم خلعوا البيعة) خلل منهجي، خلل ذاتي، خلل جوهري، فكل ما يأتي بعد على هذا المنحى وإلى هذا المصير يصير.

يقول الشيخ: (ورئي الدكتور محمد يوسف موسى أستاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة القاهرة يخلص بالخطيب جانبا ليقول له ايّ إسلام هذا؟ ومن من علام الأولين والآخرين أفتى بهذا اللّغو وكيف تلبسون الدين هذا الزّي المنكر؟) يقول الشيخ: (وهيهات! لقد تغلغل هذا الضلال في نفوس النّاشئة حتى كتب أحدهم لأخ له من قبل! – من قبل! كان أخا سالفا- يسأله: هل تظن نفسك مسلما بعدما خرجن من صفوف الجماعة؟!!).

ويقول الشيخ الغزالي في كتابه من معالم الحقّ في صفحة تسع ومائتين (209): (ومن الإنصاف لتعاليم الاسلام ونحن بصدد الكلام عن تغيير الحكّام أن نذكر القاعدة القائلة: إذا كان تغيير المنكر يؤدي إلى مفسدة أعظم فالإبقاء عليه أولى وذلك مصداق قوله تعالى: (واتّقوا فتنة لا تصيبنّ الّذين ظلموا منكم خاصّة واعلموا أنّ الله شديد العقاب) – يقول – والواقع أنّ الزّلازل التي تتبع إسقاط الحكومات قسرا بعيدة المدى، ومن ثمّ لم يرض الإسلام أن يشهر السّيف في وجه حاكم إلا أمام ضرورة ملجئة، وقد أبان الإسلام تلك الضرورة الملجئة بنفسه ولم يترك بيانها لتقدير أحد) يقول الشيخ: (بل إن الإسلام حبّب إلى المؤمن التضحية ببعض حقوقه الخاصّة إشاعة للاستقرار في أنحاء البلاد وإغلاقا لمنافذ الفتن).

هذا كلام الشّيخ الغزالي رحمة الله عليه في كتابه (من معالم الحقّ) يقول:(إن الأمّة الّتي تغير حكّامها كما تغير المرأة أزياءها لا تصلح لها حال ولا تبقى لها ريح.
وإنّني لأمقت أن أكون داعية لحاكم ما، وأستعيذ بالله من أن أعين بكلمة على بقاء وال جائر.
غاية ما أبغي أن أشرح قانون السّمع والطّاعة وأن أمنع الكهّان والدّجّالين من الاحتيال به على ناشئة مضلَّلة قليلة الفقه في الإسلام، وهذا حق لا مرية فيه.
لقد كان الرّاسخون في العلم يدعون إلى الله ويتجرّدون للدّعوة، فكان النّاس يرون طاعتهم من طاعة الله لأنّهم تلقوا دروس معرفته عنهم.
ثمّ جاء الرّاسخون في الجهل يطلبون حقّ القيادة، ويتحدثون عن قانون السّمع والطّاعة، ولست أعنّف دعيا من هؤلاء على مزاعمه ومطالبهن فالأمر كما قيل: ((بعض النّاس طغاة لأنّنا نركع لهم))).

ويقول الشّيخ الغزالي رحمة الله عليه في كتابه (من معالم الحقّ) في صفحة (211): (والأحزاب المناوئة للحكّام عندما تفقد نعمة العلانية في التنفيس عن رغباتها، والإبانة عن مقاصدها وغاياتها لا ترى بدا من جمع فلولها في الظلام، ونشر تعاليمها في شكل رسائل أو منشورات مقتضبة حاسمة...
والوسيلة الوحيدة عندهم هي المقاومة السّرّية، حيث يتلقى الأتباع الأوامر الصّادرة من فوق على أنها نصوص واجبة الطّاعة لا مجال البتّة لمقاومتها أو التّملص منها، لا...، إنّ شيئا من هذا لا يجول بخاطر أحد من الأتباع! فإنّ تنفيذ هذه الأوامر دين تقبل عليه النفس بلذّة وشغف، ولو كانت عقباه العُطوب والدّمار..!
وفي هذه الدّائرة المغلقة تتحول الثّقة في القيادة إلى القول بعصمة الأئمة...).
وقد سمعها بأذنيه رحمة الله عليه، يقول: (وأظنّ أنّ الفرق الكثيرة الّتي نهشت جوهر الإسلام - من باطنية وقرامطة وغيرهم – لم تتولد إلا في هذه البيئة...).

في بيئة العمل السّرّي والتّحرّك التحتي، والأوامر التي تغلّف بغلالة من السّحر والغموض، والقول في المنتهى بعصمة الأئمة.

يقول الشّيخ رحمة الله عليه في كتابه (من معالم الحقّ) في صفحة (212): (وقد رأيت جمعا غفيرا من شباب جماعة المسلمين ينظرون إلى مرشدهم نظرة يجب أن تدرس وأن تُحذر.
قال أحدهم في اجتماع ضخم للهيئة التأسيسية: إن المرشد لا يخطئ.) مقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بل إنّ الرّسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يتأتّى منه ما يصوّبه له ربّه سبحانه وتعالى، ولا نقول يأتي منه خطأ، وإنّما خلاف الأولى صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وأمّا الّذي سمعه الشّيخ في اجتماع الهيئة التأسيسية فإنّه يقول: ([سمعته يقول]( ) إن المرشد لا يخطئ.
وكان بهذه القولة العجيبة يريد أن يخذلني، وأنا أعارض المرشد في بعض تصرّفه، وقد خذلت فعلا، ومزّقت ملابس الرّجل الّي وقف يناصرني.

قال لي ذات يوم واحد من أقرب رجال المرشد إليه (إن الإيمان بالقائد جزء من الإيمان بالدّعوة، ألا ترى أن الله ضمّ الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان بذاته – جلّ شأنه- ؟ ذلك لأنّ المظهر العملي للطّاعة والأسوة هو في اتّباع القائد اتّباعا مطلقا)...!!).

هذا دين الإسلام الّذي هو الحلّ؟!! ألِمثل هذا أدعى وتدعى؟!! ألِمثل هذا يجب أن أجيب وأن تجيب وإلا فإمّا وإمّا؟!!.

يقول الشّيخ: (وبمثل هذا الأسلوب رسم مجرى المعاملة بين مرشد الإخوان والجماعة، فلمّا استغربناه وتأبّينا عليه ورأينا أنفسنا نبصر الحقائق القريبة والرّجل لا يحسّها، ونعامله مخطئا أو مصيبا غير مقرّين هذه الهالة التي أضفاها الأغرار عليه، مقتنا الرّجل أشدّ المقت، مقتنا كما يمقت الكفّار والفسّاق).

لمّا نظروا إليه مجرّدا، مصيبا ومخطئا، لا هالة ولا قداسة ولا عصمة، وإنّما عند حدود العلم الشّرعي ينبغي أن تتوقف، وبه ينبغي أن تنطق، وإليه ينبغي أن تحاكَم، لمّا نظروا إليه كذلك مقتهم – كما يقول عليه الرّحمة – كما يمقت الكفّار والفسّاق.

قال: (ثمّ سار بمن معه يتقحّم العثرات والمزالق لا يلوي على شيء ولا يلام على شيء.
والشّيء الذي تحار البرية فيه – إي والله – وتحار منه الجبال والوهاد والأنجاد والأنهار والبحار والسّماء والأرض، الشيء الذي تحار البرية فيه هو إطباق فريق من النّاس على تقديس شخص ليست لديه ذرّة من الخصائص العبقرية).
جنون ! جنون مطبق (الشيء الذي تحار البرية فيه هو إطباق فريق من النّاس على تقديس شخص ليست لديه ذرّة من الخصائص العبقرية) هذا كلام الشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه.

وبعقب فصله وفصل من كان معه ممّن أرادوا أن يعودوا بالأمر إلى المرجعية الشرعية على ضوء النّصوص، على هدي النّبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بعقب فصله أصدروا بيانا، والبيان يصلح لكل زمان على قاعدة الإخوان، يقول الشيخ عليه الرّحمة في البيان الّذي أذاعه ومن فصل معه من الجماعة بعقب الفصل: (أيّها الأخ المسلم ! إن شرف دعوتك العظيمة في أنها صدى الإسلام، وصورة كاملة لتعاليمه الرّاشدة.
- فاعلم أنّ الإسلام بني على الوضوح والثِّقة والتّعقل.
- (ذلك الكتاب لا ريب فيه)
- (إنّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلّكم تعقلون)
- فارفض الغموض في رسالتك، واحذر قبول الرّيبة باسم السّمع والطّاعة، فالطّاعة في المعروف.
- ولا تتعصب إلا لما تعقل وتؤمن، فإن التسليم للأوهام بعض الطقوس الماسونيّة في هذا العصر، وبعض طقوس الكنيسة في العصور الوسطى المظلمة.
- فأما الإسلام فبريء من هذه المسالك المحدثة).

يقول الشيخ الغزالي رحمة الله عليه في صفحة (220) من ذات الكتاب: (إنّ قيادة الإخوان الآن حريصة على الأوضاع الغامضة، والقرارات المريبة الجائرة، وهي مسؤولة أمام الله ثمّ أمام النّاس عن مشاعر الحيرة والبلبلة الّتي تغمر قلوب الإخوان في كلّ مكان).

ثمّ قال قولة لم أكن أجرؤ يوما على قولها، فقالها الشّيخ من داخل، خبرة وبحثا واستقصاء – عفا الله عنه-، يقول في ذلك البيان المنشور: (ثمّ هي – أي الجماعة – مسؤولة من قبل ومن بعد عن الخسائر الّتي اصابت الحركة الإسلامية في هذا العصر) كلام الغزالي! يقول: ([إن جماعة الإخوان المسلمين] مسؤولة عن الخسائر التي أصابت الحركة الاسلامية في هذا العصر، وعن التّهم الشّنيعة التي توجّه للإسلام من خصومه المتربصين، فقد صوّرته على أنّه نزوات فرد متحكم، كما صوّرت هيئة الإخوان المسلمين وكأنها حزب من الأحزاب المنحلّة تسودها الدّسائس وتسيّرها الأهواء).

كلام الشّيخ الغزالي دامغ، وكلام الشّيخ عن بحث واستقصاء ومن داخل، يقول: ([إن الجماعة] مسؤولة عن الخسائر التي أصابت الحركة الاسلامية في هذا العصر) هكذا ! من غير ما استثناء ولا مثنوية، والرجل يتكلّم وكان عضوا في مكتب الإرشاد، وكان راسخ القدم في العلم بهم نسأل الله أن يعفو عنه وأن يغفر له، يقول :( و[هي مسؤولة] التّهم الشّنيعة التي توجّه للإسلام من خصومه المتربصين، فقد صوّرته [صوّرت الإسلام] على أنّه نزوات فرد متحكم، كما صوّرت هيئة الإخوان المسلمين وكأنها حزب من الأحزاب المنحلّة تسودها الدّسائس وتسيّرها الأهواء).

ثمّ قال الشّيخ: (إنّ هذا البيان لم يجد فتيلا ولم ينفع بشيء، وإنما كان كالهباء في الهواء) يقول: (إنّ هذه المناشدة الحارّة لم تجد صداها الواجب).

ثمّ وصف وصفا يصلح لكل زمان على قاعدة الإخوان –يعني على قانونهم-يقول: (كان الجمهور المخدوع كالزجاجات المعبّئة إلى نهايتها لا تقبل جديدا ولا مزيدا) فمضى البيان ولم يؤثّر شيئا، وذهب الكلام في الهواء هباء، وجاءت المحنة نسأل الله العفو والصّفح والغفران، من حقّ المدعو إذا ما دعي أن يتساءل، ومن حقّ المدعو إذا ما دعي أن يتناول بالوصف لا بالشّخص، أمّا الأشخاص فموفورون عندنا بأعراضهم، أمّا الأشخاص فموفورون عندنا بأشخاصهم، لا نلمزهم ولا نغتابهم ولا نجرّحهم ولا نقسو عليهم، وأمّا إذا ما تناولناهم بصفتهم، فالأمر أمر آخرة وأمر دين، وأمر أمّة مسكينة يغيّب ضميرها، ويراد أن تغشّى على عينيها غشاوات الجهل والضّلال، فلابد من البيان، أمّا بالصفة فجرح وقدح وأمّا بالشخص فترحّم واستغفار.

والشيخ هو الّذي قال، ولم يقل أحد من خارج، ولم يقل أحد غير خبير، وإنّما نطق الشّيخ بالخبرة ومن داخل فقد كان راسخ القدم في منهجهم جدّا، بل كان مرشّحا لقيادة المجموع، ومع ذلك يقول إنّ الجماعة مسؤولة عن كل منيت به الحركات الإسلامية بعد من هذا الّذي أصابها بالخلل المنهجي الذّاتي الجوهري، وإنّها مسؤولة مسؤولية مباشرة من غير ما استثناء عن الخسائر الّتي أصابت الحركة الإسلامية في هذا العصر، العصر الحديث، هي مسؤولة عن الخسائر الّتي أصابت الإسلام وأصابت المسلمين في بقاع الأرض كما يقول الرّجل، ولا نتقوّل عليه فقد أحلتك على المصدر فعد إليه، ثمّ إنّها فتحت الباب على مصراعيه لاتّهام الإسلام بالتّهم الشّنيعة – كما يقول الرّجل عليه الرّحمة-، مسؤولة هي عن التّهم الشّنيعة الّي توجّه للإسلام من خصومه المتربّصين، هذا كلامه، ولم يجد شيئا ولم ينفع بشيء، ومرّ كالهباء في الهواء وإلى الله تبارك وتعالى المردّ وهو على كلّ شيء قدير، نسأل الله أن يهدينا جميعا إلى سواء الصّراط إنّه على كلّ شيء قدير وصلى الله على نبيّنا محمد صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم( ).

هشام البرايجي
2010-09-06, 15:02
الحمد لله ربّ العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له هو يتولّى الصّالحين، وأشهد أنّ محمّدا عيده ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدّين أمّا بعد:

فإنّ الشّعار عندما يرفع ينبغي أن يُبحث عن الحقيقة الّتي وراءه، والّتي رُفعت عليه، في هذا الطّرح، في هذا التّسويق، في هذا التّرويج، نتأمل فيه، أمبنيّ هو على قاعدة الإسلام العظمى وهي {صحّة المعتقد}؟ عند الجماعة منهج اعتقاديّ هو منهج الإسلام في الاعتقاد؟ أم ماذا الّذي عندهم؟؛ ما دمنا ندعى فلابدّ أن نتساءل وسؤالات تطرح وما تزال علامات استفهامها قائمة، تحتاج جوابا، وتبحث عن جواب، من أجل أن نفهم، ومن أجل أن نسترشد بالإجابات على الوصول إلى الطّريق المستقيم، من غير ما تعنّت وإنّما بتجرّد مطلق، ومن أجل ما تشهير ولا تجريح فالأمر أمر دين، ونحن جميعا في سفينة واحدة تلعب بها الأعاصير، وتتلاطم بها الأمواج في بحر الظّلمات في هذا العالم الكبير، نحن جميعا في سفينة واحدة، وويل لمن أراد أن يخرق السّفينة ليغرق أهلها، ويل له ثمّ ويل له ثمّ ويل له، جميعا في سفينة واحدة، فمن الحدب على إخواني، ومن الحرص والشّفقة على أحبّائي، أن أسأل، وأن أتساءل، من أجل أن أكون قائما على الصّراط المستقيم، عند القوم منهج اعتقاديّ هو منهج الإسلام في الاعتقاد يمثّل الإسلام عندما يدّعى للجماعة الشّموليّة! وأنّها هي دعوة ربّنا ودعوة خير البريّة! صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لابدّ أن نطرح الاستفهام تلو الاستفهام.

وانظر إلى الاضطراب الحادث عندهم في منهج الاعتقاد، الاضطراب في الأسماء والصّفات، يقول الشيخ المؤسّس عليه رحمة الله وغفرانه في كتابه الأصول العشرين في الأصل العاشر في الصّفحة التّاسعة والثّلاثين، والشّيخ رحمة الله عليه لمّا كتب الأصول العشرين صارت بعد منهجا، يقولون – غفر الله لنا ولهم-: (ينبغي أن يُفهم الإسلام في ضوء الأصول العشرين للإمام البنّا) ! كيف..؟!!، كيف يؤتى بهذا المتّسِع الّذي لا حدود له تراميا كالمحيط بل كمثله المحيط لكي يُدخل في سمّ الخياط؟!!، كيف تأتي بالعالم كلّه لكي تجعله داخلا في سمّ خياط ؟!!، كيف..؟!!، هذا قلب للأوضاع وإنّما عليك أن تخرج من المضيق إلى الفضاء الواسع الرّحيم، ينبغي أن يُفهم الإسلام العظيم دين ربّ العالمين في ضوء الأصول العشرين !!، في اجتهاد بشر يخطئ ويصيب؟!!.

الإسلام هو الحلّ..هو هذا؟!!، أسأل وأريد جوابا، بلا تعنّت وبلا تجريح ولا تشهير، هو حقّ أمّة على الدّاعينها إلى هذا المنهج عسى أن يكون قويما وعسى أن يكون رشيدا وعسى أن يكون مؤدّيا إلى الصراط المستقيم، وهيهات فاسمع..يقول الشّيخ المؤسّس الإمام في الأصل العاشر – والإسلام يفهم في ضوء هذه الأصول!- يقول: (ومعرفة الله تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسما عقائد الإسلام، وآيات الصّفات وأحاديثها الصّحيحة وما لحق بذلك من المتشابه نؤمن به كما جاء من غير تأويل ولا تعطيل) وهذا خرق لما كان عليه علماء الأمّة من المتثبّتين، والتّفويض لا يكون في المعاني وإنمّا يكون في الكيفيّة، فهذا تنزيل للأسماء والصّفات بمنزلة الكلام الأعجميّ الّذي لا يُفهم، فعندما تسمع صفة من صفات ربّك، وعندما يمرّ عليك اسم من أسماء جلال ذاته فعليك ألا تبحث عن معنى! وإنّما - كما يقول الشّيخ- نؤمن به كما جاء من غير تعطيل ولا تأويل!، المتشابه لا يُفهم معناه، وأمّا أسماء الله تبارك وتعالى وصفاته فينبغي أن تُفهم في ضوء معناها مع تفويض الكيفيّة إلى الله ربّ العالمين، كما قالت أمّ سلمة عليها الرّضوان وكما قال الإمام مالك عليه الرّحمة وكما هو الشّأن عند علماء أهل السنّة من المتثبّتين: (الاستواء معلوم ) وإلا فإنّ الله تبارك وتعالى يخاطبنا بالعربيّة بما لا معنى له! حاشا لله ربّ العالمين (الاستواء معلوم والكيف مجهول) فنفوّض الكيفيّة لله ربّ العالمين.

يقول الشّيخ البنّا عليه الرّحمة في رسالة العقائد من مجموعة رسائل البنّا صفحة 498: (ونحن نعتقد أنّ رأي السّلف من السّكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم، وأولى بالإتّباع حسما لمادّة التّأويل والتّعطيل) وهذا ليس بمذهب السّلف ولا بمنهج السّلف، منهج السّلف هو أن تفهم في ضوء معناها مع تفويض الكيفيّة إلى الله ربّ العالمين، وأمّا الشّيخ فيثبت للسّلف ما لم يثبتوه، وهذا ممّا لا ينبغي ان يتورّط فيه عالم بل طالب من أوساط طلاّب العلم المجتهدين، غفر الله ربّ العالمين له وعفا عنه ونسأل الله أن يتجاوز عنه وأن يصفح.

والأستاذ محمود عبد الحليم ينقل ما سمعه بأذنيه من محاضرة للشّيخ الإمام حسن البنّا رحمة الله عليه، يقول: ( أقرّر أنّ خصومتنا لليهود ليست دينية، لأنّ القرآن حضّ على مصافّاتهم ومصادقتهم)، وأسأل مستفهما: أين هو الموضع في كتاب الله تبارك وتعالى الّذي حضّنا فيه ربّنا جلّ وعلا على مصافاة اليهود ومصادقتهم؟، هذا القرآن بين أيدينا فأين هو الموضع الّذي حضّنا فيه ربّنا على مصافاة اليهود ومصادقتهم؟..

يقول: (والإسلام شريعة إنسانيّة قبل أن يكون شريعة قوميّة، وقد أثنى الله على اليهود) ونريد أن نعلم في أيّ موضع من كتاب الله تبارك وتعالى ثناء ربّنا جلّ وعلا على اليهود؟!!، يقول: ( وقد أثنى الله على اليهود، وجعل بيننا وبينهم اتّفاقا، قال تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالّتي هي أحسن}) فأين قول الله جلّ وعلا: {لتجدنّ أشدّ النّاس عداوة للّذين آمنوا اليهود والّذين أشركوا} أين حضّ الله تبارك وتعالى على مصافاتهم ومصادقتهم؟ وأين أثنى الله تبارك وتعالى عليهم في كتابه؟.

هذا هو الإسلام هو الحلّ..؟!!، فلم تصدّع الرّؤوس؟ من مسجد السّليم وبالاعتداء على المقدّسات والحرمات؟ من أجل أيّ شيء؟ أمن أجل الوصول إلى تحصيل أصوات توصّل إلى أمور ثمّ لا يتأتّى من بعدها إلا قبض على الهباء بالخلاء؟ ما الدّفين وما الخفيّ؟ نسأل ونريد الإجابة عسى الله جلّ وعلا أن يهدينا جميعا إلى سواء الصّراط المستقيم.

يقول الشّيخ: (حينما أراد القرآن الكريم أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الاقتصادية والقانونية)، وأنا أسأل: أين هي الوجهة القانونية في كتاب الله ربّ العالمين الّتي تناول بها القرآن العظيم مسألة اليهود؟ أين هي الوجهة القانونيّة؟ أين هي الوجهة الاقتصادية في كتاب الله ربّ العالمين؟، عفى الله تبارك وتعالى عنه؛ هذا في كتاب (أحداث صنعت التّاريخ) لمحمود عبد الحليم في الجزء الأول صفحة 409.

وكان الشّيخ البنّا عليه الرّحمة صوفيا على الطّريقة الحصافيّة الشّاذليّة – رحمه الله عليه-، يقول في مذكّرات الدّعوة والدّاعية صفحة 27: (وصحبت الإخوان الحصافيّة بدمنهور وواظبت على الحضرة في مسجد التّوبة كلّ ليلة)، وقال في صفحة 33: ( وحضر السّيد عبد الوهّاب)، هو المجيز المسلّك للمريدين في اصطلاح الطّرق، قال: ( وحضر السّيد عبد الوهّاب المجيز في الطّريقة الحصافيّة، وتلقّيت الحصافيّة الشّاذليّة عنه وآذنني بأدوارها ووظائفها)، وقال الشّيخ رحمة الله عليه في مذكّرات الدّعوة والدّاعية صفحة 28، وتأمّل في هذا النّص جدّا، فالشّيخ قد كتبه بيده وفي أخريات حياته رحمة الله عليه، ومازال قائما مرجعا، ومازال قائما مصدرا يعاد إليه ويصدر عنه، يقول الشّيخ: (وفي هذه الأثناء بدا لنا أن نؤسّس في المحموديّة جمعيّة إصلاحية هي الجمعيّة الحصافيّة الخيريّة، وانتخبت سكرتيرا لها، وخلفتها في الكفاح جمعيّة الإخوان المسلمين بعد ذلك)، خلفتها في الكفاح على الطّريقة الحصافيّة الشّاذليّة الخيرية جمعيّة الإخوان المسلمين بعد ذلك.

وقال الشّيخ رحمه الله في مذكّراته صفحة 32: (ونزلت دمنهور مشبّعا بالفكرة الحصافيّة، ودمنهور مقرّ ضريح الشّيخ السّيد حسنين الحصافي، شيخ الطّريقة الحصافيّة).

قال جابر رزق في كتابه حسن البنّا بأقلام تلامذته ومعاصريه صفحة 70 وهو ينقل عن عبد الرّحمن البنّا أخ حسن البنّا رحمة الله عليه: (قال عبد الرّحمن البنّا وعقب صلاة العشاء يجلس أخي حسن إلى الذّاكرين في جماعة الطّريقة الحصافيّة وقد اشرق قلبه بنور الله ن فأجلس إلى جواره أذكر الله مع الذّاكرين وقد خلى المسجد إلاّ من أهل الذّكر وخبى الضّوء إلاّ خبالة من سراج، وسكن اللّيل إلاّ همسات من دعاء وومضات من ضياء، وذابت الأجسام وهامت الأرواح وتلاشى كلّ شيء في الوجود وانمحى)، وتلاشى كلّ شيء في الوجود وانمحى كلمة خطيرة جدا عند أهل السنّة من أصحاب المنهج الحقّ، يقول: (وانساب صوت المنشد في حلاوة وتطريب:
الله قل وذر الوجود وما حوى إن كنت مرتادا بلوغ كمالي
فالكـلّ دون الله إن حقّقتـه عدم على التّفصيل والإجمال...).

وهذا البيت الأخير خطير جدا عند من يفهم شيئا في أصول الاعتقاد، وعند من يشمّ شيئا من رائحة المنهج الاعتقاديّ الصّحيح لدين الإسلام العظيم؛ لأنّه يشير بجماع الكفّ إلى عقيدة وحدة الوجود وإلى الاتّحاد؛ يقول: (فالكـلّ دون الله إن حقّقتـه عدم على التّفصيل والإجمال).

الإسلام هو الحلّ..ما الإسلام الّذي هو الحلّ؟!!، نريد أن نعرف حتّى نمضي معا ولا نختلف، نريد أن نعرف حتّى نزيل جهالاتنا، وحتّى نكون متحقّقين متثبّتين من أمر ديننا، وعلى يقين من برهان ربّنا.

ذكر الشّيخ رحمة اله عليه في مذكّرات الدّعوة الدّاعية صفحة 58 أنّه كان من عادته الخروج في ذكرى المولد بالموكب بعد الحضرة كلّ ليلة من أوّل ربيع الأوّل إلى الثّاني عشر منه وهم ينشدون القصائد، وذكر عبد الرّحمن البنّا أنّ المجموعة كانت تردّد هذا البيت – يعني الكورس كان يردد هذا البيت- فهذا بيت يتكرّر ، وكلّما أنشد المنشد مقطعا ردّد الكورس وراءه هذا البيت:
(صلّى الإله على النّور الّذي ظهرا للعالمين ففاق الشّمس والقمرا) [صلى الله عليه وسلّم]
فهذا يردّد والنشد يقول؛ والمنشد من؟..هو الشّيخ الإمام رحمة الله عليه وغفرانه، يقول: (بينما ينشد الشّيخ حسن وأنشد معه) هذا كلام أخيه عبد الرّحمن البنّا رحمة الله عليه، يقول: (كان الشّيخ ينشد:
هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا...).

حضر النّبي صلى الله عليه وسلّم في المولد بجسده!، بذاته!.
(هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا وسامح الكلّ فيما قد مضى وجرى)

من خصائص من هذه؟ لمن هذه؟ لله، لله وحده، الّذي يغفر الذّنوب ويعفو عن الزلاّت هو الله، الله وحده، فهذا من اعتداء المعتدين على جناب الألوهيّة، هذا حقّ الله، لا ينازعه فيه أحد أبدا فيفلح.

(هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا وسامح الكلّ فيما قد مضى وجرى
لقــد أدار علـى العشّاق خمرته صرفا يكاد سناهـا يذهب البصرا).

الّذي أدار على العشّاق خمرته الضّمير هنا يعود إلى الرّسول صلى الله عليه وسلّم.

(يا سعد كرّر لنا ذكــر الحبيب لقد بلبلت أسماعنا يــا مطرب الفقرا
ومــا لركـب الحمى مالت معاطفه لا شكّ أنّ حبيب القوم قد حضرا)

الإسلام الّذي هو الحلّ نريد أن نعرفه!، ما هو المنهج الاعتقاديّ الّذي نصدر عنه نجابه به الدّنيا؟ وترتكز عليه قلوبنا؟ وتستقرّ عليه أفئدتنا؟ وتمرح في أفيائه وتحت ظلاله أرواحنا؟ والّذي ندعو إليه العالم؟ ونأمر النّاس أن يدخلوا تحت لوائه؟ أين هو؟.

الشّيخ رحمة الله عليه، لعلّ ذلك كان في بدء حياته ثمّ كان شيئا مضى وانقضى!!، والّذي مرّ إذا أردت ان تعود إليه في مصدره فهو في كتاب حسن البنّا بأقلام تلامذته ومعاصريه لجابر رزق صفحة 71.

هذا الكلام كتبه عبد الرّحمن البّنا بعد موت الشّيخ حسن رحمة الله عليه، هذا الكلام الّذي مرّ ذكره كتبه عبد الرّحمن بعد موت الشّيخ الإمام رحمة الله عليه.

بقول سعيد حوّى في كتابه (جولات في الفقهين) الجولة الثّامنة صفحة 154: (إنّ حركة الإخوان المسلمين نفسها أنشأها صوفيّ، وأخذت حقيقة التّصوّف دون سلبيّاته)، حقيقة التّصوّف الّتي يتكلّم عنها الأستاذ سعيد حوّى رحمة الله عليه هي الّتي أعلنها في كتابه (تربيتنا الرّوحية) عندما أعلن مجاهرا أمام العالم متحدّيا أنّ البطائحيّة الرّفاعية من الممخرقة المندسّين على دين الله ربّ العالمين عندما يضرب الواحد منهم صدره بالشّيش وهو قطعة من الحديد مدبّبة فيخرج هذا الشّيش من ظهره ثمّ يستلّه! هكذا سحرا ومخرقة تحت الأعين ممّا يموّه به على السذّج والعامّة.. !، يقول: (إنّ هذا الشّيء وإدخال الشّيش من جانب الفم إلى الجانب الآخر ويمضي به الرّجل شيئا بضع خطوات ثمّ ينزعه من غير ما أذى ولا قطرة من دماء – يقول – هذا [هذا!] دلالة على صدق أنّ هذا الإسلام من عند الله).

فالتّصوّف الحقيقي دون السّلبيّ يسال عنه المنظّر الكبير الأستاذ سعيد حوّى رحمة الله عليه في كتابه (تربيتنا الرّوحية) إلى غير ذلك من تلك الأشياء كالذكر بالاسم المفرد بل بالضّمير.

الأستاذ أبو الحسن النّدوي يقول في كتابه (التّفسير السّياسي للإسلام) صفحة 138: (وقد مارس الشّيخ حسن أشغال الطّريقة الحصافيّة الشّاذليّة وداوم عليها مدّة، وقد حدّثني كبار رجاله وخواصّ أصحابه أنّه بقي متمسّكا بهذه الأشغال والأوراد إلى آخره عهده وفي زحمة أعماله لأنّ المرء إذا ما سلّك له طريقه على طريقة فينبغي أن يلزم ومن اعترضه انقرض كما هو معلوم..) والله ربّ العالمين هو المسؤول أن يهدينا جميعا إلى سواء الصّراط المستقيم.

الّذي يدعو إلى التّساؤلات هو أنّ القوم أعلنوا بدعائنا ودعوتنا إلى الدّخول معهم، ولم يدعوا ولم يتركوا لنا بديلا، إمّا أن تسير في طريق (الإسلام هو الحلّ) وإلاّ فأنت في طريق الطّاغوت والشّيطان، لأنه إذا كانت القسمة قد صارت ثنائية:الإسلام هو الحلّ فما المقابل؟ الكفر هو الحلّ! والشرك هو الحلّ؟! والفساد هو الحلّ؟! والبدعة هي الحلّ؟!..

لم يدعوا لنا خيارا.. ! فوقفنا على رأس الطّريق، ولو تركوا لنا خيارا لاخترنا، ولكن وقفنا على رأس الطّريق متسائلين متحيّرين متلبّدين مستفهمين، نطرح السّؤال تلو السّؤال، ونريد جوابا شافيا لأنّ الأمر أمر دين، ولأنّه أمر آخرة، والإنسان ينبغي عليه أن يكون محتاطا، وألاّ يسلم زمام قلبه وروحه لكلّ داع، وإنّما من حقّ المدعوّ على داعيه أن يسأله وأن يستفهمه وأن يسترشده، وأن يطرح بين يديه السّؤال تلو السّؤال، حتّى تستقرّ الأمور على قرار، والأمر من قبل ومن بعد لله ربّ العالمين.
وهذه الأمّة في مهبّ الأعاصير، وهذا الوطن مقبل على المحن، إلاّ أن يشاء ربّي شيئا، فحذار ثمّ حذار ثمّ حذار أيّها الأخ الحبيب، أن تكون في فتنة مشاركا، أو على فتنة مهيّجا، أو في فتنة بكلمة قائلا، والزم الجادّة فقد جاءكم النّذير صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، ودلّك على الخير البشير صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، ولم يحوجك دينك إلى أحد أبدا، وإنّما إلزم الجادّة وسر على الصّراط المستقيم.

وأسأل الله جلّت قدرته أن يجمعنا وإخواننا جميعا على كلمة سواء، وأن يهدينا وأن يهديهم، وأن يشرح صدورنا وصدورهم، وأن يثبّت أقدامنا وأقدامهم، وأن يجمعنا جميعا على طريق الإسلام الصّحيح، تحت راية محمّد صلى الله عليه وعلى آله وسلّم.

أسأل الله ربّ العالمين بأسمائه الحسنى وصفاته المثلى ألاّ يجعل للهوى على قلوبنا من سبيل، وألاّ يجعل للهوى على أرواحنا من سبيل، وأن يجرّدنا لوجهه الكريم طالبين للحقّ متمسّكين بالحقّ سائرين على الحقّ، حتّى نلقي الحق على الحقّ، إنّه تعالى على كلّ شيء قدير.

اللهمّ اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرّقنا من بعده تفرّقا معصوما، ولا تجعل فينا ولا حولنا ولا بيننا شقيّا ولا مطرودا ولا محروما.

اللهمّ اهد قلوبنا وثبّت أقدامنا وبيّض وجوهنا، اللهمّ ثقّل موازيننا وسدّد ألسنتنا، واشرح صدورنا وأصلح بالنا، اللهمّ اجمع المسلمين جميعا في مشارق الأرض ومغاربها على كلمة سواء يا ربّ العالمين ويا أرحم الرّاحمين، ويا ذا القوّة المتين، اللهمّ ألّف بين قلوب المسلمين، ألّف بين قلوب المسلمين.

اللهم ارزقنا الإخلاص، أرزقنا الإخلاص، أرزقنا الإخلاص، اللهمّ ارزقنا الإخلاص، أرزقنا الإخلاص، اللهمّ أعذنا من النّفاق، أعذنا من النّفاق، أعذنا من الرّياء أعذنا من السّمعة.

اللهمّ إن أردت بالنّاس فتنة فاقبضنا إليك غير فاتنين ولا مفتونين، اللهمّ إنّا نعوذ بك من فتنة القول والعمل، نعوذ بك من فتنة القول والعمل، نعوذ بك من فتنة القول والعمل.

اللهمّ استر عورات المسلمين، وآمن روعات المسلمين، اللهمّ احقن دماء المسلمين، اللهمّ ألّف بين قلوب المسلمين، ألّف بين قلوب المسلمين، حكّاما ومحكومين، اللهمّ ردّنا إلى الإسلام الحقّ الصّحيح ردّا جميلا، في غير ضراء مضرّة ولا فتنة مضرّة، اللهمّ جنّب وطننا مضلاّت الفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهمّ جنّب وطننا وجميع أوطان المسلمين مضلاّت الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهمّ عورات المسلمين، وآمن روعات المسلمين واحقن دماء المسلمين، اللهمّ احفظ أرض الإسلام على المسلمين يا ربّ العالمين، اللهمّ احفظ عواصم المسلمين وأوطان المسلمين وديار المسلمين، وأعراض المسلمين، اللهمّ طهّر عواصم المسلمين من الكفر والكافرين، ومن الظلم والظّالمين، ومن الفساد والفاسدين، واجمع الجميع على كلمة سواء يا ربّ العالمين.

اللهمّ فهّمنا حقيقة الدّين، أرزقنا الإخلاص والسّداد في القول والعمل، أرزقنا الإخلاص في النّيّة القصد، وارزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلّها، واجعل عاقبتنا رشدا، واجعل آخر كلامنا من الدّنيا لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم. وأقم الصّلاة



لفضيلة الشيخ:محمد سعيد رسلان

فارس الجزائري
2010-09-06, 15:34
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام
أخي الكريم سؤال واحد جال بذهني وأتمنى أن تصدقني وتجيب عنه
ما هدفك من طرح هذا الموضوع؟

هشام البرايجي
2010-09-06, 16:00
الاخوان المسلمين مدرسة تجديدية اعطت نفسا جديدا لمفهوم الاسلام و تفعيله في المجتمع ...و قد كانت لها اخطاؤها و اخطاء افرادها ....و النقد في الجماعة مفتوح على مصراعيه كما صنع و يصنع الكثير من قادتها و من المنتمين اليها لكن الكل متفق على ان الهدف واحد و المبدأ واحد و المنهج واحد ...و هو تفعيل الاسلام و اخضاع كل شيئ في الحياة لقوانينه و تعاليمه .و سؤالي لك لماذا يحاول السلفيون كما يفعل العلمانيون و اللائكيون و الساسة تحميل الاخوان المسؤولية الكاملة في تلك الاخطاء ...و لا يتكلمون ابدا عن اخطاء الانظمة في تعاملها مع الاخوان او في مسؤولية الساسة او الحركات اللادينية الاخرى و تشجيعها في سحقها للاخوان و دفعهم بوعي او دون وعي للوقوع في المزيد من الاخطاء و الانحرافات .......لماذا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هدا جواب لسؤال لعله وعسى يعرف الواحد منا عن من يدافع

فارس الجزائري
2010-09-06, 23:49
وما ذا تتوقع بكل صراحة بعد ان تفكر قليلا
هل سيتوقف المدافع عن دفاعه؟

عابر . سبيل
2010-09-09, 17:18
السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته

لا اظن ان الجماعة لها قادسية لاحد بل حسب ما اعرفه

انها لا تفرض منهجا عقائديا لفرد ولا طريقة تربوية معينة

ولا تقدس فردا ولو كان مرشدها الاول وهي مرنة في طريقة

اعدادها التربوي لافرادها ولا تفرض عليهم شيخا ولا نمطا

معينا ... ولها ما لها وعليها ما عليها ..

هشام البرايجي
2010-09-12, 15:18
(كان الجمهور المخدوع كالزجاجات المعبّئة إلى نهايتها لا تقبل جديدا ولا مزيدا)

وعليك السلام عليك ورحمة الله وبركاته

لا اظن ان الجماعة لها قادسية لاحد بل حسب ما اعرفه

انها لا تفرض منهجا عقائديا لفرد ولا طريقة تربوية معينة

ولا تقدس فردا ولو كان مرشدها الاول وهي مرنة في طريقة

اعدادها التربوي لافرادها ولا تفرض عليهم شيخا ولا نمطا

معينا ... ولها ما لها وعليها ما عليها ..


كلام الشّيخ الغزالي دامغ، وكلام الشّيخ عن بحث واستقصاء ومن داخل، يقول
([إن الجماعة] مسؤولة عن الخسائر التي أصابت الحركة الاسلامية في هذا العصر) هكذا ! من غير ما استثناء ولا مثنوية، والرجل يتكلّم وكان عضوا في مكتب الإرشاد، وكان راسخ القدم في العلم بهم نسأل الله أن يعفو عنه وأن يغفر له، يقول و[هي مسؤولة] عن التّهم الشّنيعة التي توجّه للإسلام من خصومه المتربصين، فقد صوّرته [صوّرت الإسلام] على أنّه نزوات فرد متحكم، كما صوّرت هيئة الإخوان المسلمين وكأنها حزب من الأحزاب المنحلّة تسودها الدّسائس وتسيّرها الأهواء).


هدا كلامه على علم وانت عابر سبيل تظن...

شهرزادملاك
2010-09-24, 20:22
ما هدفك من طرح هذi المواضيع التى تثير الفتنة؟

هشام البرايجي
2010-09-24, 20:29
(كان الجمهور المخدوع كالزجاجات المعبّئة إلى نهايتها لا تقبل جديدا ولا مزيدا)
لو قرات الموضوع لعرفت الهدف بارك الله فيك

مراد_2009
2010-09-25, 08:09
قال الشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله في شرح لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي


(من السنة هِجران أهل البدع ومباينتهم) وهذا هو الذي كان أئمة أهل السنة يوصون به من عدم غشيان المبتدعة في مجالسهم ولا مخالطتهم، بل هجرانهم بالكلام، وهجران بالأبدان، حتى تُخمد بدعهم، وحتى لا ينتشر شرهم، فالدخول مع المبتدعة ومساكنتهم، سواء كانت البدع صغيرة أو كبيرة، والسكوت عن ذلك، وعدم هِجرانهم، والاستئناس لهم، وعدم رفع الرأس بحالهم مع بدعهم، هذا من حال أهل الضلال، إذْ أهل السنة تميزوا بأنهم لهم الموقف الأعظم الذي فيه القوة والشدة مع أهل البدع مهما كانت البدع، فيهجرون أهل البدع، هجر المبتدع من أصول الإسلام، بل من أصول أهل السنة، لأن جنس البدع أعظم من الكبائر، فالبدعة أشد وأعظم من الكبائر، وذلك من خمس جهات، نذكر بعضا منها: الأولى أن البدعة من باب الشبهات، والكبائر من باب الشهوات، وباب الشبهات يعسر التوبة منه، بخلاف أبواب الشهوات، ولهذا جاء في الأحاديث من حديث معاوية وغيره، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في وصف أهل البدع «تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَبُ بصاحبه لا يبقَى منه عرق ولا مفصل إلا دخله»وقد بيّن عليه الصلاة والسلام إن صحّ الحديث وقد صحّحه جمع من العلماء أنه قال « أبى الله أن يقبل توبة صاحب بدعة حتى يدع بدعته» وقد جاء في ذلك أيضا بعض الأحاديث، التي منها ما يصح، ومنها ما لا يصح، ومنها ما رُوي أنه قال «من وقَّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام».
ونلاحظ اليوم أنه في هذه المسألة فيه تَرْكٌ لهذا الأصل، فكثير من الناس يُخالط المبتدعة ولا يهجرهم بحجج شتى؛ إمَّا دنيوية، وإما تارة تكون دعوية أو دينية، وهذا مما ينبغي التنبه له والتحذير منه؛ لأن هِجران أهل البدع متعين، فلا يجوز مخالطتهم بدعوى أن ذلك للدعوة، ولا مخالطتهم بدعوى أن ذلك للدنيا، ولا مخالطتهم وعدم الإنكار عليهم بدعوى أن هذا فيه مصلحة كذا وكذا، إلا لمن أراد أن ينقلهم لما هو أفضل لما هم فيه، وأن ينكر عليهم ويغيّر عليهم.
الاهتمام بالسنة والرد على المبتدعة هذا كما تعلمون ظاهر في حال أئمة أهل الإسلام، فقد كانت حياتهم في الرد على المبتدعة، ولم يشغلوا أنفسهم بالرد على الكفار الأصليين من اليهود والنصارى، فإذا رأيت كلام الإمام أحمد، وسفيان، وحمّاد بن زيد، أو حمّاد بن سلمة، ونعيم وهم أئمة أهل السنة، والأوزاعي، وإسحاق، وعلي بن المديني، ونحوهم من أهل السنة والإسلام، وجدتَ أن جُلّ كلامهم وجهادهم إنما هو في الرد على المبتدعة وفي نقض أصول المبتدعة، وإن كانوا باقين على أصل الإسلام، ولم يشغلوا أنفسهم بالرد على اليهود والنصارى وسائر ملل أهل الكفر، وذلك لأن شر المبتدع لا يظهر على أهل الإسلام، ولا يؤمَن على أهل الإسلام، أما الكافر الأصلي من اليهود والنصارى فشرُّه وضرره بين وواضح لكل مسلم؛ لأن الله جل وعلا بيّن ذلك في كتابه، وهم ظاهرون، أما أهل البدع فالشر منهم كثير، ولهذا لا يحسن أن يُنسب لأهل السنة والجماعة أنهم مفرّطون في الرد على اليهود والنصارى ومنشغلون بالرد على أهل الإسلام، كما قاله بعض العقلانيين من المعتزلة وغيرهم: إن أهل السنة انشغلوا بالرد على أهل الإسلام، وتركوا الرد على الكفار من اليهود والنصارى، وسائر أهل الملل الزائفة. وهذا سببه هو ما بينته لك أن شر البدع أعظم؛ لأن هؤلاء يدخلون على المسلمين باسم الإسلام، وأما أولئك ففي القلب منهم نفرة من اليهود والنصارى، فهدي أئمة الإسلام كان ظاهرا في الرد على المبتدعة، والرد على أهل الأهواء، ولم يعرف عنهم كبير عمل في الرد على اليهود والنصارى، وليس معنى ذلك أن المؤمنين من أهل السنة لا ينشغلوا بالرد على اليهود والنصارى، لا، ولكن نذكر ما تميز به أئمة أهل السنة وإلا فالرد على كل معادٍ للإسلام من الكفار الأصليين، ومن أهل البدع متعيِّن وفرض، لكن من انشغل بالرد على المبتدعة لا يقال له لما تركت اليهود والنصارى لم ترد عليهم وانشغلت بهؤلاء، نقول هذا هدي الأئمة
الأولين، وكلٌّ يرد في مجاله؛ منا من يرد على اليهود والنصارى، ومنا من يرد على المبتدعة، ونحن جميعا نكون حامين لبيضة الإسلام من تلبيسات الملبِّسين، وبدع المبتدعين، وشرك المشركين، وضلالات الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم. انتهى كلام الشيخ

وهذا كلام عظيم يكتب بماء الذهب اين من يطبق هذا الاصل العظيم من اصول اهل السنة والجماعة
بل للاسف اصبح من يطبق هذا يشنع عليه ويوصف بأبشع الالقاب فحسبنا الله ونعم الوكيل

منقول