المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البكاؤون


قلم : داعية
2010-09-05, 08:55
السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ..
وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..
وشرَّ الأمور محدثاتها ..
وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ...

عباد الله ..
أقول أننا لا نبكي ..لا وألف لا ..بل نبكي..
ولكن السؤال على ماذا نبكي ؟؟!!..
نبكي على مصائبنا وآلامنا ..
هذا يبكي على أبٍ أو أم ..
وذاك يبكي على أخٍ أو أخت ..
وآخر يبكي على صاحب أو حبيب أو قريب ..
وذاك يبكي لخسارة مادية أو مشكلة اجتماعية ..
بل الأدهى والأطم هناك من يبكي على أحداث في مسلسلات وشاشات وقنوات ..
وآخر يبكي على خسارة في المباريات ..فيا خسارة هؤلاء ..
أسألك مرة أخرى ..
وأكرر عليك السؤال ..
أما تبكيك الذنوب ؟!.

إذا أنت لم تبكي على ذنبك ، فمن يبكي لك عليه بعدك ؟!..

أما يبكيك تجرأك على علام الغيوب ؟!.
اسمعوا يا أصحاب الذنوب .. وكلنا ذاك ..
إبكي ..
قبل أن تشهد عليك الجوارح والأركان ..
إبكي ..
قبل أن تقف في ذلك الموقف العظيم ، ثم يقررك الملك العلام..
يقررك بذنوبك فيقول لك : أتذكر ذنب كذا ؟! أتذكر ذنب كذا ؟! وأنت لا تجد مفراً من السؤال ..
إبكي..
قبل أن يسألك ربك :
ألم تكن تظن أني أراك وأنت تعصاني ؟؟!!.
أما استحييت مني وأنت تختبأ عن أعين الناس وتنساني؟؟!!..
إبكي ..
فإن العبد إذا بكى بين يدي سيده رحمه ..
إبكي ..
فإن العبد إذا بكى بين يدي سيده رحمه ..
إبكي ..
فإن الطفل إذا بكى رحمته أمه ، وربنا أرحم بنا من إمهاتنا ..بل حتى من أنفسنا..

قال صالح المري بلغني عن كعب الأحبار أنه كان يقول :
من بكى خشية من ذنب ، غُفر له ..
ومن بكى اشتياقاً إلى الله ، أباحه النظر إليه تبارك وتعالى يراه متى شاء..
وحدث عيسى المعلم عن ذادان أبي عمر قال :
بلغنا أنه من بكى خوفاً من النار ، أعاذه الله منها ..
ومن بكى شوقاً إلى الجنة ، أسكنه الله إياها ..
اللهم لا تحرمنا فضلك ..
عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يقول : ( لا تنسوا العظيمتين ).. ( لا تنسوا العظيمتين )..
قلنا : وما العظيمتان ،؟!.
قال : ( الجنة والنار ) .

عباد الله ..
هم بكوا على عدم القدرة على الجهاد ، وطلب الاستشهاد ..
وأنا وأنت على ماذا نبكي ؟!..
أما تبكيك مآسي المسلمين في الفلبين ، وتايلاند ، والهند ، وأندونسيا ، والصين ؟؟!!.
أما يبكيك صوت الأرامل ، والأيامى ؟؟!!..
وصوت الشيوخ ، واليتامى؟؟!!

الناس في غفلة والموت يوقظهم وما يفيقون حتى ينفد العمر
إلى ما فيه قد قُبروا يشيعون أهاليهم بجمعم وينظرون
كأنهم ما رأوا شيئاً ولا نظروا ويرجعون إلى أحلام غفلتهم

وهذه حال أكثر الناس ..
وهذا حال اكثر الناس..

عبد الله ..
أنا أعلم أنك اليوم وأيام مضت لم تصلِ الفجر في جماعة المسلمين..
بل ..ولا زلت تصر على أن تكون في عداد النائمين ..
لكن هل كلما استيقظت ..
وقد فاتتك صلاة الفجر في الجماعة ، ولم تفز بذمة ربِّ العالمين..
هل بكيت ؟!.
هل ندمت ؟!.
هل عزمت على التغيير؟!.
إنَّ الفرق بيننا وبين من كانوا قبلنا أنَّ دموعهم حارة ، ودموعنا باردة ..
إنَّ الدموع الحارة هي التي ..
يبقى أثرها بالليل والنهار..
وتغير مجرى الحياة ..
ويبكي أصحابها لفوات الطاعات ..
أما الدموع الباردة ..
فأثرها يذهب بعد نزولها بلحظات ..
وسبحان من زكَّى أصحاب الدموع الحارة وبيَّن صدقهم ..

والله لو استشعرت ما يجري حولك فلن تحتاج إلى كبير عناء حتى تبكي ..
فإن القلوب قد تراكمت عليها أحزان الزمان ، وآلم القلوب قهر المتسلطين ، وشماتة الأعداء والمنافقين ..
وحين تشعر أنك لا تفعل شيئاً ، أو أنك لا تقدر على أن تفعل شيئاً تجد أنك بحاجة إلى البكاء..
فلا شيء يخفف من حرقة القلب مثل الدموع ..
دموع الذكر ، والشكر..
دموع الخشية ، والرهبة ..
دموع الولاء ، والبراء ..
دموع الانتماء لهذا الدين العظيم ..
وأخيراً .. يا ولا ة الأمور كما سعيتم مشكورين لإصلاح أمور دنيانا ، فاسعوا إلى صلاح ديننا وأخرانا .. اسعوا إلى صلاح ديننا وأخرانا حتى تكتمل فرحتنا ، ويعمَ السرور ، وإننا والله متفائلون ..
فبنصر الدين عز الدنيا ، ونعيم الآخرة ..
وبنصر الدين يكون النصر والتمكين ..

اياد27
2010-12-12, 22:42
بارك الله فيك.

سهم14
2010-12-13, 13:45
رائــــــــــــــــع أيهــــــــــــــا المجــــــــــــروح

مشكــــــــــــــــور