الوادعي
2010-09-04, 13:05
السلام عليكم
منذ فترة طويلة وأعداء الإسلام يزهدون الشباب في العلماء ، ومن مخططات الصهاينة والماسونية - قديمًا وحديثًا - إبعاد الشباب عن علماء الأمة ؛ لأنهم يعرفون أنهم إذا ابتعدوا عن العلماء سوف يسقطون في الغلو والإفراط ، أو في التفريط والإلحاد والعلمنة والبعد عن الله سبحانه وتعالى ، وهذا من مخططات اليهود قديمًا موجودة في " بروتوكولات حكماء صهيون " ، وهي " دَقُّ إسفينٍ " ، أو وضع هوة بين العلماء وبين الشباب ، أو بين العلماء وبين الأمة لأنهم يعلمون : أن الحفاظ على الدين إنما يكون بالتتلمذ على العلماء
وظهرت هذه الألقاب ، وأول من أظهرها أحد الموتورين في لندن ممن أثرى من هذه البلاد ، ومن الكويت في فترة من الفترات ؛ ثم قبع في لندن يسب العلماء ، ويخرج على منهج السلف الصالح ، وهو أول من تبنى كلمة " الجامية " ؛ ثم وزعت أوراق من بعض الموتورين ممن يقبع في الجبال تصف من أسموهم بـ " الجامية " بأوصاف لا تنطبق إلا على اليهود والنصارى .
وهذا المبدأ إذا فتح سيأتي من يلقب المسلمين بـ " البازية " ، و " الألبانية " ، و " العثيمينية " ، و " الفوزانية " ، و " الغديانية " ، و " اللحيدانية " ، ونحو ذلك ؛ لأن هؤلاء هم مشايخنا الذين يبصرون الشباب من العماية التي يعيشون فيها من جراء تلك الأفكار الدخيلة ؛ وإلا فلا توجد فرقة بهذا المسمى ، أو بهذا الاسم الذي يلقبونهم بـ " الجامية " ، ولكن هذه معروفة من قديم الزمان ؛ فـ " المعتزلة " وأهل الكلام كانوا يلقبون أهل السنة والجماعة بألقاب شنيعة هم أولى بها وأهلها ، أعني أن الملقبين هم الذين يستحقون أن يكونوا تحت هذه الألقاب .
وقد يلقبون ببعض الأشخاص الذين لهم جهود في الدعوة إلى الله تعالى وفق منهج السلف الصالح ، وهذه كتب الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله تعالى - ، وهذه أشرطته موجودة أتحدى أي واحد أن يأتيني بكلمة أو جملة فيها مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة ، بل إن الشيخ - رحمه الله - لما أشتد به المرض بل في اليوم الأخير عندما أغمي عليه ثم أفاق كان من آخر وصاياه لأبنائه ، قاله : سلموا لي على المشايخ ، وقولوا لهم : العقيدة ... العقيدة ... العقيدة ... فرحمه الله رحمة واسعة .
وأنا قد تتلمذت عليه ودرست عليه ، وله فضل عليَّ بعد الله هو وسائر علمائنا الأجلاء جزاهم الله خيرًا .
وأقول : إن الذين يرددون هذه الألقاب يعلمون أنه ليست هناك فرقة بهذا الاسم ، ولكنهم استباحوا الكذب في سبيل دعوتهم التكفيرية ، والكذب - عندهم - مشروع بل يرونه من وسائل الدعوة فيكذبون لترويج دعوتهم ، لأن الغاية - عندهم - تبرر الوسيلة ، ويظلمون مخالفيهم لمصلحة دعوتهم ، ويرسبون في الامتحان لمصلحة دعوتهم ، ويفترون على العلماء لمصلحة دعوتهم ، ويغالطون الحقائق لمصلحة دعوتهم الفاسدة .
وأنا أقول لكم يا إخواني ! : قارنوا بين أمرين ؛ قارنوا بين من يدعو إلى نهج علماء الأمة وإلى منهج السلف الصالح والذين أسموهم بـ " الجامية " ، وبين من يدعو إلى منهج التكفيريين والخوارج .
علمًا بأن هؤلاء الذين يدعون إليهم لهم فتاوى عجيبة في استحلال ما حرم الله ؛ فكثير من زعمائهم الذين يسيرون على نهجهم يبيحون الربا ، ويبيحون الغناء ، ويبيحون الاختلاط ، ويبيحون السرقة من الكفار من غير المسلمين وحتى من المسلمين الذين ينظرون إليهم نظرة أخرى ؛ لأن الغاية - عندهم - تبرر الوسيلة .
وانظروا إلى جواب مشايخنا الشيخ صالح الفوزان ، وشيخنا سماحة المفتي ، والشيخ صالح اللحيدان عندما سئلوا عن التسمية بـ " الجامية " انظروا إلى أجوبتهم أنه ليست هناك فرقة بهذا الاسم ، وثنائهم على الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله تعالى - ؛ فلا تأخذوا العلم عن غير أهله .
عباد الله : إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ، ومن العجب : أن نرى ذلك المسكين الذي كتب مقالاً في المحايد بعنوان : " الجامية على السفود " ، والذي وصف فيه من وصفهم بهذا اللقب بالكفر والزندقة ، والنفاق والإلحاد وفات هذا المسكين قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من قال لأخيه : يا كافر ؛ فقد باء بها أحدهما ) .
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من قال لأخيه : يا كافر إن لم يكن كذلك ، وإلا حار عليه ) . أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - .
وكأنه لم يسمع بهذه الأحاديث يكفر علماء الأمة لأنه تربى على مدرسة معينة تكفيرية .
ومن علاماتها : الكذب والتهويل ، والتضخيم للجهلة حتى ولو كانوا من عباد القبور ؛ حتى ولو كانوا ممن يفتون بغير حق ؛ حتى ولو كانوا ممن يقول بجواز اختلاط الرجال بالنساء ؛ حتى ولو كانت مظاهرهم لا تمثل مظهر الإسلام ؛ حتى ولو كانوا من دعاة الشرك ومن دعاة عبادة القبور . ومن العجب أنه يلمع عبدة القبور ويسب إخوانه الذين هم معه على المنهج الحق في الأصل .
كفى بك داء أن ترى الموت شافيًا ... وحسب المنايا أن يكن أمانيًا
وما هذه الحملة على هذه الدورات العلمية إلا من هذا القبيل ، ونحن نقول للأخوة - هداهم الله - الذين يحملون على هذه الدورات العلمية التي هي بتوجيه من مشايخنا - وفقهم الله - نقول لهم : عليكم أن تسمعوا ما يقال في هذه الدورات ، وما وجدتم فيها مخالفًا للمنهج السلفي القويم ؛ فاعترضوا عليه ، وبينوه ، وأخبروا به ولاة الأمر والمسؤولين والعلماء ؛ أما أن تقوموا بهذه الحملة ؛ فهذا من الصد عن سبيل الله والعياذ بالله ، وهذا من الإعراض عن الحق وليس الإعراض فقط بل الصد عنه بشتى الوسائل الخطيرة بالكذب بالإلزامات الفاسدة بالدعاوى المغرضة وبالتحايل والتشويه .
نقول لهؤلاء الأخوة : اتقوا الله تبارك وتعالى في إخوانكم ، واتقوا الله تبارك وتعالى في منهج علمائكم ، واتقوا الله تبارك وتعالى في ولاة أمركم ، واتقوا الله تبارك وتعالى في مقدرات بلادكم ، واتقوا الله تبارك وتعالى في أنفسكم ( اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) .
استمع إلى ما يقال - يا عبد الله - ، فإن سمعت شرًا أو باطلاً فأنكره ، أمَّا أن تهاجم من الخارج سواءً عبر زبالات الإنترنت ، أو عبر بعض الفضائيات ، وأنت لا تعلم ما يقال وليس عندك استعداد أن تسمع نقول :
وكم من عائب قـولاً صحيحًا ... وآفته من الفهم السقيم
ولكن أين مراقبتك لله - عز وجل - !؟ أين ورعك الذي تدعيه !؟ أين التزامك بهدي الكتاب والسنة !؟ أين بعدك عن الغيبة والنميمة ، والكذب والإلزامات !؟ أين تطبيقك لما تدعيه من عدم اتهام النيات والدخول في النيات !؟ وها أنت تدخل في نيات طلبة العلم وتتهمهم بما ليس فيهم .
تعال واسمع - جزاك الله خيرًا - فإن سمعت خيرًا فاقبله ، وإن سمعت غير ذلك فأنكره .
أمَّا أن تحارب من بعيد عبر النت وتحمل على هذه الدورات المباركة التي تقام بتوجيه من مشايخنا - وفقهم الله - فهذا أمر في غاية الخطورة .
لكني أذكرك بالوقوف بين يدي الله ( يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) . [ الشعراء : 88 - 89 ] .
( يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ ) . [ الحج : 2 ] .
وأذكرك بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه - عز وجل - من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : ( من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب ) .
وفي رواية : ( فقد بارزني بالمحاربة ) .
إذا سئلت - غدًا - لماذا تحذر من منهج السلف !؟ لماذا تكذب على إخوانك الذين يدعون إلى هذا المنهج ( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) . [ البروج : 8 ] .
لماذا تقبل الكذب أو تكذب أنت من أجل إنجاح منهجك الذي سرت عليه والذي استقيته من غير أهل السنة والجماعة !؟
كل ذلك ستسأل عنه ( يوم يسأل المرء عن شبابه فيما أبلاه ، وعن عمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين اكتسبه وأين أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به ) .
اسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يبصرنا وإياكم في ديننا ، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح ، وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه ، وأن يهدي ضال المسلمين .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول
منذ فترة طويلة وأعداء الإسلام يزهدون الشباب في العلماء ، ومن مخططات الصهاينة والماسونية - قديمًا وحديثًا - إبعاد الشباب عن علماء الأمة ؛ لأنهم يعرفون أنهم إذا ابتعدوا عن العلماء سوف يسقطون في الغلو والإفراط ، أو في التفريط والإلحاد والعلمنة والبعد عن الله سبحانه وتعالى ، وهذا من مخططات اليهود قديمًا موجودة في " بروتوكولات حكماء صهيون " ، وهي " دَقُّ إسفينٍ " ، أو وضع هوة بين العلماء وبين الشباب ، أو بين العلماء وبين الأمة لأنهم يعلمون : أن الحفاظ على الدين إنما يكون بالتتلمذ على العلماء
وظهرت هذه الألقاب ، وأول من أظهرها أحد الموتورين في لندن ممن أثرى من هذه البلاد ، ومن الكويت في فترة من الفترات ؛ ثم قبع في لندن يسب العلماء ، ويخرج على منهج السلف الصالح ، وهو أول من تبنى كلمة " الجامية " ؛ ثم وزعت أوراق من بعض الموتورين ممن يقبع في الجبال تصف من أسموهم بـ " الجامية " بأوصاف لا تنطبق إلا على اليهود والنصارى .
وهذا المبدأ إذا فتح سيأتي من يلقب المسلمين بـ " البازية " ، و " الألبانية " ، و " العثيمينية " ، و " الفوزانية " ، و " الغديانية " ، و " اللحيدانية " ، ونحو ذلك ؛ لأن هؤلاء هم مشايخنا الذين يبصرون الشباب من العماية التي يعيشون فيها من جراء تلك الأفكار الدخيلة ؛ وإلا فلا توجد فرقة بهذا المسمى ، أو بهذا الاسم الذي يلقبونهم بـ " الجامية " ، ولكن هذه معروفة من قديم الزمان ؛ فـ " المعتزلة " وأهل الكلام كانوا يلقبون أهل السنة والجماعة بألقاب شنيعة هم أولى بها وأهلها ، أعني أن الملقبين هم الذين يستحقون أن يكونوا تحت هذه الألقاب .
وقد يلقبون ببعض الأشخاص الذين لهم جهود في الدعوة إلى الله تعالى وفق منهج السلف الصالح ، وهذه كتب الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله تعالى - ، وهذه أشرطته موجودة أتحدى أي واحد أن يأتيني بكلمة أو جملة فيها مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة ، بل إن الشيخ - رحمه الله - لما أشتد به المرض بل في اليوم الأخير عندما أغمي عليه ثم أفاق كان من آخر وصاياه لأبنائه ، قاله : سلموا لي على المشايخ ، وقولوا لهم : العقيدة ... العقيدة ... العقيدة ... فرحمه الله رحمة واسعة .
وأنا قد تتلمذت عليه ودرست عليه ، وله فضل عليَّ بعد الله هو وسائر علمائنا الأجلاء جزاهم الله خيرًا .
وأقول : إن الذين يرددون هذه الألقاب يعلمون أنه ليست هناك فرقة بهذا الاسم ، ولكنهم استباحوا الكذب في سبيل دعوتهم التكفيرية ، والكذب - عندهم - مشروع بل يرونه من وسائل الدعوة فيكذبون لترويج دعوتهم ، لأن الغاية - عندهم - تبرر الوسيلة ، ويظلمون مخالفيهم لمصلحة دعوتهم ، ويرسبون في الامتحان لمصلحة دعوتهم ، ويفترون على العلماء لمصلحة دعوتهم ، ويغالطون الحقائق لمصلحة دعوتهم الفاسدة .
وأنا أقول لكم يا إخواني ! : قارنوا بين أمرين ؛ قارنوا بين من يدعو إلى نهج علماء الأمة وإلى منهج السلف الصالح والذين أسموهم بـ " الجامية " ، وبين من يدعو إلى منهج التكفيريين والخوارج .
علمًا بأن هؤلاء الذين يدعون إليهم لهم فتاوى عجيبة في استحلال ما حرم الله ؛ فكثير من زعمائهم الذين يسيرون على نهجهم يبيحون الربا ، ويبيحون الغناء ، ويبيحون الاختلاط ، ويبيحون السرقة من الكفار من غير المسلمين وحتى من المسلمين الذين ينظرون إليهم نظرة أخرى ؛ لأن الغاية - عندهم - تبرر الوسيلة .
وانظروا إلى جواب مشايخنا الشيخ صالح الفوزان ، وشيخنا سماحة المفتي ، والشيخ صالح اللحيدان عندما سئلوا عن التسمية بـ " الجامية " انظروا إلى أجوبتهم أنه ليست هناك فرقة بهذا الاسم ، وثنائهم على الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله تعالى - ؛ فلا تأخذوا العلم عن غير أهله .
عباد الله : إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ، ومن العجب : أن نرى ذلك المسكين الذي كتب مقالاً في المحايد بعنوان : " الجامية على السفود " ، والذي وصف فيه من وصفهم بهذا اللقب بالكفر والزندقة ، والنفاق والإلحاد وفات هذا المسكين قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من قال لأخيه : يا كافر ؛ فقد باء بها أحدهما ) .
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من قال لأخيه : يا كافر إن لم يكن كذلك ، وإلا حار عليه ) . أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - .
وكأنه لم يسمع بهذه الأحاديث يكفر علماء الأمة لأنه تربى على مدرسة معينة تكفيرية .
ومن علاماتها : الكذب والتهويل ، والتضخيم للجهلة حتى ولو كانوا من عباد القبور ؛ حتى ولو كانوا ممن يفتون بغير حق ؛ حتى ولو كانوا ممن يقول بجواز اختلاط الرجال بالنساء ؛ حتى ولو كانت مظاهرهم لا تمثل مظهر الإسلام ؛ حتى ولو كانوا من دعاة الشرك ومن دعاة عبادة القبور . ومن العجب أنه يلمع عبدة القبور ويسب إخوانه الذين هم معه على المنهج الحق في الأصل .
كفى بك داء أن ترى الموت شافيًا ... وحسب المنايا أن يكن أمانيًا
وما هذه الحملة على هذه الدورات العلمية إلا من هذا القبيل ، ونحن نقول للأخوة - هداهم الله - الذين يحملون على هذه الدورات العلمية التي هي بتوجيه من مشايخنا - وفقهم الله - نقول لهم : عليكم أن تسمعوا ما يقال في هذه الدورات ، وما وجدتم فيها مخالفًا للمنهج السلفي القويم ؛ فاعترضوا عليه ، وبينوه ، وأخبروا به ولاة الأمر والمسؤولين والعلماء ؛ أما أن تقوموا بهذه الحملة ؛ فهذا من الصد عن سبيل الله والعياذ بالله ، وهذا من الإعراض عن الحق وليس الإعراض فقط بل الصد عنه بشتى الوسائل الخطيرة بالكذب بالإلزامات الفاسدة بالدعاوى المغرضة وبالتحايل والتشويه .
نقول لهؤلاء الأخوة : اتقوا الله تبارك وتعالى في إخوانكم ، واتقوا الله تبارك وتعالى في منهج علمائكم ، واتقوا الله تبارك وتعالى في ولاة أمركم ، واتقوا الله تبارك وتعالى في مقدرات بلادكم ، واتقوا الله تبارك وتعالى في أنفسكم ( اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) .
استمع إلى ما يقال - يا عبد الله - ، فإن سمعت شرًا أو باطلاً فأنكره ، أمَّا أن تهاجم من الخارج سواءً عبر زبالات الإنترنت ، أو عبر بعض الفضائيات ، وأنت لا تعلم ما يقال وليس عندك استعداد أن تسمع نقول :
وكم من عائب قـولاً صحيحًا ... وآفته من الفهم السقيم
ولكن أين مراقبتك لله - عز وجل - !؟ أين ورعك الذي تدعيه !؟ أين التزامك بهدي الكتاب والسنة !؟ أين بعدك عن الغيبة والنميمة ، والكذب والإلزامات !؟ أين تطبيقك لما تدعيه من عدم اتهام النيات والدخول في النيات !؟ وها أنت تدخل في نيات طلبة العلم وتتهمهم بما ليس فيهم .
تعال واسمع - جزاك الله خيرًا - فإن سمعت خيرًا فاقبله ، وإن سمعت غير ذلك فأنكره .
أمَّا أن تحارب من بعيد عبر النت وتحمل على هذه الدورات المباركة التي تقام بتوجيه من مشايخنا - وفقهم الله - فهذا أمر في غاية الخطورة .
لكني أذكرك بالوقوف بين يدي الله ( يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) . [ الشعراء : 88 - 89 ] .
( يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ ) . [ الحج : 2 ] .
وأذكرك بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه - عز وجل - من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : ( من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب ) .
وفي رواية : ( فقد بارزني بالمحاربة ) .
إذا سئلت - غدًا - لماذا تحذر من منهج السلف !؟ لماذا تكذب على إخوانك الذين يدعون إلى هذا المنهج ( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) . [ البروج : 8 ] .
لماذا تقبل الكذب أو تكذب أنت من أجل إنجاح منهجك الذي سرت عليه والذي استقيته من غير أهل السنة والجماعة !؟
كل ذلك ستسأل عنه ( يوم يسأل المرء عن شبابه فيما أبلاه ، وعن عمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين اكتسبه وأين أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به ) .
اسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يبصرنا وإياكم في ديننا ، وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح ، وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه ، وأن يهدي ضال المسلمين .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول