هشام البرايجي
2010-09-03, 18:01
ذكر مسلمٌ رحمه الله في مقدّمة ((الصحيح)) عن محمد بن سيرين رحمه الله تعالى قال: (إنّ هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم).
وهذا فتح للباب على مصراعيه للجرح والتعديل حتى ولو كان في البدء بالمعنى الأعمّ (إنّ هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم), وهذا القول الذي ذكره الإمام مسلم في مقدمة ((الصّحيح)) عن محمد بن سيرين، أرجعته إلى أبي هريرة رضوان الله عليه وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما ذكر ذلك ابن عبد البر في ((التّمهيد)) وغيرُه في غيره، ومِثله لا يُقال من قِبَل الرّأي فله حكم الرّفع (إنّ هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذون دينكم).
فهذا هو الأمر الأول - النّظر في أصل المسألة لمعرفة سبب الخلاف الدّائر حولها.
وأمّا الأمر الثاني من أمريّ الخلاف في مسألة الجرح والتعديل فهو الخلاف المتعلّق بالأستاذ سيّد قطب رحمه الله تعالى؛ فوجدت ذلك أعجب وأعجب! لأنّ سيّدا رحمه الله هو أكبر الجارحين من المتأخرين - نعم هو أكثر من مارس الجرح في العصور المتأخرة -، ولا تعجب فإنّ الرّمي بالكفر هو أكبر جرح يكون.
هل تعلم جارحا هو أكبر من الرّمي بالكفر والوصم به؟!
فسيّد رحمه الله تعالى إمام الغلاة في الجرح بلا منازع، ومع ذلك يدور الخلاف حول جرحه وتعديله, هو رحمه الله تعالى إمام الغلاة في الجرح في العصور المتأخرة بلا منازع رحمة الله عليه, فقد كَفَّر المجتمعات الإسلامية كلّها، بل كفّر البشرية جميعها, وقبل أن أسوق إليك بعض نصوص سيّد رحمه الله في ذلك, أذكر لك شهادة الدّكتور يوسف القرضاوي في كتابه ((أولويات الحركة الإسلامية )) صفحة110 قال: (في هذه المرحلة ظهرت كتب الأستاذ سيّد قطب التي تمثّل المرحلة الأخيرة من تفكيره، والتي تنضح بتكفير المجتمع, وتعجيل الدّعوة إلى النّظام الإسلامي بفكرة تجديد الفقه وتطويره، وإحياء الاجتهاد, وتدعوا إلى العُزلة الشعورية عن المجتمع, وقطع العلاقة مع الآخرين, وإعلان الجهاد الهجوميّ على النّاس كافّة ...) إلى آخر ما قال.
وهذا بعض ما قال سيّد عفا الله عنه في تكفير البشرية:
قال سيّد عفا الله عنه في ((الظّلال)) في المجلّد الثاني ص1057قال: (لقد استدار الزّمان كهيئته يوم جاء هذا الدّين إلى البشرية، وعادت البشرية إلى مثل الموقف الذي كانت فيه يوم تنزّل هذا القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوم جاءها الإسلام مبنيا على قاعدته الكبرى: شهادة أن لا إله إلا الله).
ثم قال عفا الله عنه: (لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدّين إلى البشرية بلا إله إلا الله، فقد ارتدّت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلاّ الله، وإن ظلّ فريق منها يرددّ على المآذن لا إله إلاّ الله دون أن يدرك مدلولها).
ثم قال عفا الله عنه: (البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددّون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع وهؤلاء - يعني الّذين يرددّون لا إله إلا الله على المآذن قال: - وهؤلاء أثقل إثما وأشدّ عذابا يوم القيامة؛ لأنّهم ارتدوا إلى عبادة العباد من بعد ما تبيّن لهم الهُدى, ومن بعد أن كانوا في دين الله) - فكفروا -. وقال رحمه الله مثل هذا المعنى في نصوص كثيرة في ((الظّلال)) وغيره من كتبه.
وقال غفر الله له في ((المعالم)) صفحة98: (ما هو المجتمع الجاهلي؟ - ثم عرّفه قال: - إن المجتمع الجاهليّ هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم).
ثم ذكر صورا من صور المجتمع الجاهليّ, ثم قال صفحة101: (وأخيرا يدخل في إطار المجتمع الجاهلي - يعني الّذي هو سوى المجتمع المسلم - تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنّها مسلمة).
فالمقصود: أن سيّدا غفر الله له كان غاليا في التّجريح جدّا, بل هو إمام أئمة الغلوّ فيه, وقد رمى عمرًوا رضي الله عنه بالكذب والغشّ والخديعة والنّفاق والرشوة وشراء الذّمم, وجرّده رضي الله عنه من كلّ فضيلة, مع أن سيّدا مَدِين لعمرو رضي الله عنه خاصّة بإسلامه - أي: بإسلام سيّد نفسه -, لأنّه ما من مصريّ مسلم إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله ربّ العالمين إلاّ ولعمرو بن العاص خاصّة رضي الله عنه في عنقه دَين كبير, وجميل جليل, فعمرو رضي الله عنه هو قائد الأجناد الذين فتح الله بهم مصر, وأجداد أجداد سيّد - عفا الله عنه - إلى زمن الفتح ممّن دخل في الدّين إنّما أسلموا بسبب عمرو وجنده رضي الله عنهم أجمعين.
وفي الحديث الّذي رواه أحمد ومسلم وأصحاب السّنن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا), فما سجد سيّد لله سجدة, ولا كتب حرفا يُرضي الله, ولا كُتِب في صحيفة حسناته حسنة إلاّ ولعمرو رضي الله عنه مثلها.
أفهذا هو ردّ الجميل؟! أفهذا هو ردّ الجميل؟!
لقد طاش قلم سيّد في أعراض جملة من الصّحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين, فطال قلمه معاوية وعمروا وأبا سفيان وهندا, بل طال قلمه الخليفة الرّاشد عثمان بن عفّان رضي الله عنه, وأسقط خلافته من الخلافة الرّاشدة, واعتبرها فجوة بين خلافة عمر وخلافة عليّ رضي الله تبارك وتعالى عنهما في كلام يجيء إن شاء الله ربّ العالمين.
وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم.
هشام البرايجي
2010-09-03, 18:04
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده, والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده صلى الله عليه وعلى آله وسلّم.
أمّا بعد:
فقد قال سيّد رحمه الله في كتابه ((العدالة الاجتماعية في الإسلام)) طبعة دار الشّروق لسنة 1975 صفحة230, لعلّ الطّبعات بلغت إلى الآن عشرين طبعة أو تزيد, كما أنّ طبعات ((الظّلال)) ربّما وصلت الآن إلى الأربعين إن لم تكن تجاوزته.
قال سيّد غفر الله له: (نحن نميل - هو - إلى اعتبار خلافة علي رضي الله عنه امتدادا طبيعيّا لخلافة الشّيخين قبله, - يعني أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يقول:- وأنّ عهد عثمان الّذي تحَكّم فيه مروان كان فجوة بينهما).
قال الطّحاويّ رحمه الله في ((العقيدة)): (ونُثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم أوّلا لأبي بكر رضي الله عنه تفضيلا وتقديما على جميع الأمّة, ثمّ لعمر بن الخطّاب رضي الله عنه ثمّ لعثمان بن عفّان رضي الله عنه, ثمّ لعليّ رضي الله عنه, وهم الخلفاء الرّاشدون والأئمة المهتدون).
عقيدة أهل السنّة أنّ خلافة عثمان كانت من الخلافة الرّاشدة, فجاء سيّد - رحمه الله - فأسقط خلافة عثمان من الخلافة الرّاشدة.
بأيّ دليل وبأيّ حجّة؟!
وقال في ذات الكتاب صفحة 212: (وأخيرا ثارت الثائرة على عثمان, واختلط فيها الحقّ بالباطل والخير بالشرّ, ولكن لابدّ لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام, ويستشعر الأمور بروح الإسلام؛ أن يقرّر أنّ تلك الثّورة في عمومها - أي الثورة الّتي أدّت إلى مقتل عثمان رضوان الله عليه - كانت فورة من روح الإسلام, وذلك دون إغفال لما كان وراءها من كيد اليهوديّ ابن سبأ عليه لعنة الله).
فالثّورة على عثمان رضي الله عنه الّتي كان وراءها اليهوديّ عبد الله بن سبأ لعنة الله عليه كانت في نظر سيّد وفي حساباته أقرب إلى روح الإسلام من خلافة عثمان الرّاشدة, ثورة السّبئية من أتباع بن السّوداء عبد الله بن سبأ اليهوديّ, ثورة هؤلاء كانت أقرب إلى روح الإسلام من خلافة عثمان!
تصدّقون هذا؟
يا أهل السنّة, يا من تدعون إلى السّلفية وتنتسبون إليها!
فالثّورة على عثمان رضي الله عنه الّتي كان وراءها اليهوديّ عبد الله بن سبأ لعنة الله عليه كانت أقرب إلى روح الإسلام من خلافة عثمان!
وقال في نفس الكتاب صفحة 213: (مضى عثمان إلى رحمة ربّه, وقد خلّف الدّولة الأمويّة قائمة بالفعل بفضل ما مكّن لها في الأرض, وبخاصّة في الشّام, وبفضل ما مكّن للمبادئ الأمويّة المجافية لروح الإسلام - يعني كان عثمان يعمل ضدّ الإسلام وضدّ روح الإسلام؟! - من إقامة الملك الوراثي, والاستئثار بالغنائم والأموال والمنافع ممّا أحدث خلخلة في الرّوح الإسلاميّ العام, وليس بالقليل ما يَشِيع في نفس الرّعية إن حقّا وإن باطلا أنّ الخليفة يُؤثر أهله, ويمنحهم مئات الألوف, ويعزل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - ليُوَلِّي أعداء رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -).
عثمان يستأثر ويولّي أعداء رسول الله ويعزل أولياء رسول الله؟!
يولّي أعداء رسول الله ويعزل أولياء رسول الله!
إلى آخر ما قال من طعنه في الخليفة الرّاشد عثمان رضوان الله عليه.
طغى قلم سيّد, وأطلق كلاما في الّذين فضّلهم عمر وعثمان في العطاء, وهؤلاء في الجملة هم من المهاجرين والأنصار من أهل بدر وبيعة الرّضوان وأهل الشّورى, فكان عمر يفضّلهم في العطاء, وكان عثمان على سنن عمر يفضّلهم في العطاء رضوان الله عليهم أجمعين.
فقال سيّد في نفس الكتاب صفحة 216: (ولقد كان من الطّبيعي أن لا يرضى المُستَنفِعُون - الصّحابة من المهاجرين والأنصار من أهل بدر وبيعة الرّضوان وأهل الشّورى كانوا من المستنفِعِين؟!- أن لا يرضى المُستَنفِعُون عن عليّ, وأن لا يقنع بِشِرعَة المساواة من اعتادوا التّفضيل, ومن مَردوا على الاستئثار؛ فانحاز هؤلاء في النّهاية إلى المعسكر الآخر معسكر أميّة حيث يجدون فيه تحقيقا لأطماعهم على حساب العدل والحقّ اللّذين يصرّ عليهما عليّ رضي الله عنه هذا الإصرار).
الكتاب في جملته طعن في أصحاب النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلّم, وتطاول على الصّحابة رضي الله عنهم أجمعين.
سنعود إلى تفصيل ذلك يوما من الدّهر إن شاء الله جلّ وعلا, فنسرد ذلك ونكشفه في ضوء الكتاب والسُّنّة ليحيى من حيّ عن بيّنة ويهلك من هلك عن بيّنة.
بل طغى قلم سيّد وطاش فنال من نبيّ الله وكليمه موسى صلّى الله عليه وسلّم فقال في كتابه ((التّصوير الفنيّ في القرآن)) تحت عنوان (رسم الشّخصيات في القصّة) صفحة162-163- 164 قال: (ولنأخذ موسى - عليه السّلام -؛ إنّه نموذج للزّعيم المندفع العصبيّ المزاج).
لو قلت لعلّ سيّدا كان في ذلك الوقت متأثّرا بالدّسائس الّتي كانت تُحاك في الفترة الملكية من حياة مصر, بل ما كان هنالك في أيّام الحرب العالمية الثانية, وما وقع من أودولف هتلر, وموسوليني, وأولئك الطّغاة, فكان يكتب؛ فإنّ القول هاهنا ينبغي أن يُقال فيه ما يُصحّحه, لو أنّ المرء كان متأثّرا في الكتابة عن أولئك السادة الكرام بهذا الّذي يكتبه, وهذا الّذي يسطره عن أولئك الطّغاة, أفيُقال عن موسى عليه السّلام نموذج للزّعيم المندفع العصبيّ المزاج؟! لو قيل لك هذا؛ فإنّ الصّورة الذّهنية الّتي ستأتي إلى خاطرك هي: أنّ الّذي سيتكلّم عنه من كَتَبَ هذا - مادمت لا تعلم بعد عمّن يتكلّم - أنّه سيتكلّم عن أودولف هتلر أو واحد من أولئك الطغاة.
زعيم مندفع عصبيّ المزاج, زعيم!
ما دخل الزّعامة في النّبوة؟!
مندفع!
غير مسدّد بالوحي هو؟!
عصبيّ المزاج!
يخضع للتحليل النّفسي في مدرسة سيجموند فرُويد؟!
يقول: (فها هو ذا قد رُبِّي في قصر فرعون, وتحت سمعه وبصره, وأصبح فتى قويّا{وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ} [القصص : 15]).
قال سيّد: (هنا يبدو التعصّب القوميّ, كما يبدو الانفعال العصبيّ - تعصّب قوميّ! -, وسرعان ما تذهب هذه الدّفعة العصبيّة, فيثوب إلى نفسه؛ شأن العصبيّين . {قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ . قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ} [القصص 15 : 17].
{فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ}[القصص : 18].
قال سيّد: (وهو تعبير مصوّر لهيئة معروفة: هيئة المتفزّع المتلفّت المتوقّع للشرّ في كلّ حركة, وتلك سمة العصبيّين أيضا, ومع هذا, ومع أنّه قد وعد بأنّه لن يكون ظهيرا للمجرمين؛ فلننظر ما يصنع إنّه ينظر: {فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ}[القصص : 18], مرّة أخرى على رجل آخر {قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ}[القصص : 18], ولكنّه يهُمُّ بالرّجل الآخر كما همّ بالأمس ويُنسِيه - أي يُنسِي موسى - التعصّب والاندفاع استغفاره وندمه وخوفه وترقّبه).
لو قيل هذا عن آحاد الصّالحين لكان سيّئا, وكان مردودا, فكيف وهو يقال لكليم الله موسى صلىّ الله عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وسلّم.
قال: (لولا أن يذكّره من يهمّ به بفعلته فيتذكّر ويخشى {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ}[القصص : 19], وحينئذ يَنصح له بالرّحيل رجل جاء من أقصى المدينة يسعى, فيرحل عنها كما عَلمنا, فلندعه هنا لنلتقي به في فترة ثانية من حياته بعد عشر سنوات؛ فلعلّه قد هدأ, وصار رجلا هادئ الطّبع حليم النّفس, كلاّ! فها هو ذا يُنادى من جانب الطّور الأيمن: أن ألق عصاك. فألقاها؛ فإذا هي حيّة تسعى, وما يكاد يراها حتى يثب جريا لا يعقّب ولا يُلوَى, إنّه الفتى العصبيّ نفسه, ولو أنّه قد صار رجلا؛ فغيره كان يخاف نعم, ولكن لعلّه كان يبتعد منها, ويقف ليتأمّل هذه العجيبة الكبرى).
وأجزم أنّ سيّدا لو كان حيّا لو كان شاهدا ما وقع لموسى من تلك المعجزة, وأعطاه الله ربّ العالمين الحياة إلى يوم القيامة؛ لكان في جريه إلى يوم النّاس هذا.
قال: (ثمّ لندعه فترة أخرى لنرى ماذا يصنع الزّمن في أعصابه. - نعم كان ينبغي أن يقصد طبيبا يعالجه !- لقد انتصر على السّحرة, وقد استخلص بني إسرائيل, وعبر بهم البحر, ثمّ ذهب إلى ميعاد ربّه على الطّور, وإنّه لنبيّ - يتكلّم عنه وهو يعلم أنّه في هذا المقام -, ولكن ها هو ذا يسأل ربّه سؤالا عجيبا {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ}[الأعراف : 143], ثمّ حدث ما لا تحتمله أيّة أعصاب إنسانية, بَلهَ أعصاب موسى - كلامُه -,{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}[الأعراف : 143]. عودة العصبيّ في سرعة واندفاع! - يعني كان يجب عليه أن يتروّى لكي يستغفر ويتوب ويعود؟! -, ثمّ ها هو ذا يعود, فيجد قومه قد اتّخذوا لهم عجلا إلها, وفي يديه الألواح التي أوحاها الله إليه, فما يتريّث وما يَنِي, {وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ}[الأعراف : 150], وإنّه ليمضي منفعلا يشدّ رأس أخيه ولحيته, ولا يسمع له قولا: {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي}[طه : 94], وحين يعلم أنّ السّامري هو الّذي فعل الفعلة؛ يلتفت إليه مغضبا, ويسأله مستنكرا حتّى إذا علم سرّ العجل: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً}[طه : 97]. - فقال معلّقا - هكذا في حنق ظاهر وحركة متوتّرة).
قال: (فلندعه سنوات أخرى, لقد ذهب قومه في التّيه, ونحسبه قد صار كهلا حينما افترق عنهم, ولقي الرّجل الّذي طلب إليه أن يصحبه ليعلّمه ممّا آتاه الله علما, ونحن نعلم أنّه لم يستطع أن يصبر حتّى ينبئه بسرّ ما يصنع مرّة ومرّة ومرّة فافترقا).
ثمّ قال: (تلك شخصية موحّدة بارزة, ونُموذج إنسانيّ واضح في كلّ مرحلة من مراحل القصّة جميعا).
قال: (وتقابل شخصية موسى شخصية إبراهيم, إنّه نُموذج الهدوء والتّسامح والحلم{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ}[هود : 75]).
والإتيان بهذه الصّورة في مقابل شخصية موسى عليه السّلام من باب قولك: وبضدّها تتميز الأشياء.
فهل هذا كلام يقال في حقّ كليم الله موسى؟!
أن يُغفر لقائل الكلام أو لا يُغفر؟ لا شأن لنا به, أن ينزل الفردوس الأعلى أو قرارة الجحيم؟ لا علاقة لنا بذلك, نسأل الله أن يغفر له, ولكن هذا الكلام يا أصحاب العقيدة الصّحيح: كيف يُسكت عليه وهو يُتداول بين الشّبيبة؟ في هذا الكتاب, في هذا الكتاب الّذي وسمه بـ((التّصوير الفنّي في القرآن)), وجمع فيه من كلّ موبقة, وهو يُدَرّس في كلّيات الآداب, وفي كلّيات اللّغة العربية, ويُنَوّه به, ويُعلَى من ذكره, وفيه هذه الطّامة وحدها, ولو كانت وحدها في كتاب لاستحقّ إعدامه.
وبعد:
فإنّ هذه المسألة قد صارت لأهل السنّة محكّا, ولمسيرتهم مَضِيقا, والحقّ فيها واضحا وضوحا لا يلتبس إلاّ على جاهل أو ذي هوى, فعلينا أن نردّ الأمور إلى الكتاب والسُّنّة بفهم سلف الأمّة, وأن نتجرّد من أهوائنا متذكّرين قول ربّنا سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}[النساء : 135].
فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا.
وقوله - أي: ونتذكّر قوله - تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ} {اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[المائدة : 8].
ولنعلم أنّ الذي يُثير الفتن, ويأجّج نارها هو الّذي يخالف الكتاب والسُّنّة, وأنّ الّذي يأمر النّاس باتّباع الكتاب والسُّنّة, واتّباع السلف الصّالح من الصّحابة ومن تبعهم بإحسان هو ساع في رفع العداوة والبغضاء عن الأمّة, قال تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}[المائدة : 14].
فنسيان حظّ أي: ترك قدر ممّا ذُكّرت به الأمّة من الكتاب والسُّنّة مستجلب للعداوة والبغضاء بين أبناءها, والسّاعي في التذكير بالكتاب والسُّنّة هو ساعٍ في رفع العداوة والبغضاء عن الأمّة.
لمّا تأملت في تلك المسألة بشِقّيها وجدتها أوضح من الوضوح, وأجلى من الشّمس في رائعة النّهار في كبد السّماء ليس دونها غمام ولا سحاب ولا ضباب, فعجبت!
فلمَ الخلاف إذن؟!لمَ الخلاف وما سببه؟!
الأمر واضح جداّ, وجليّ جدّا, والأمر في المنتهى أمر عقيدة, ومصائر النّاس - لثالث مرّة - وأقدارهم في الآخرة لا يتدخّل فيه أحد, لأننّا لا نشهد لأحد بجنّة ولا نار إلاّ من شهد له النبيّ المختار, هذا أصل من أصول عقيدتنا أهل السُّنّة, ولا نقول لأحد شهيد, وفي ((البخاري)) ((باب: لا يقال فلان شهيد)).
من أدراك؟
ونسأل الله أن يكون قد ختم لمن مات من أهل القبلة بخير, وأن يختم لنا بخير, وأن يحشرنا جميعا في الجنّة على سرر متقابلين, وأن ينزع ما في قلوبنا من الغلّ لإخواننا من المؤمنين والمسلمين والمحسنين الذّابين عن دين ربّ العالمين إنّه على كلّ شيء قدير.
وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1131
هشام البرايجي
2010-09-03, 18:11
على من تدافع
على نبيك عليه الصلاة والسلام وأخيه موسى عليه السلام؟؟؟ أم ستدافع عن سيد قطب رحمه الله؟؟؟؟
لو دافعت عن نبيك عليه الصلاة والسلام وايضا عن موسى عليه سلام فأنت سلفي؟؟؟
أما إذا سكت ولم ترد فأنت شيطان أخرس لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس
أما إذا دافعت عن سيد قطب فأنت قطبي
فإختر لنفسك أحد المواقف الثلاث
السلفي الأثري
2010-09-03, 18:50
الله معزز كتابه وسنة رسوله وكن متأكد انها محمية ومحفوضة بإدنه دافعت عليها ام لم تدافع . والدفاع عليها بطريقة الغلاة لاخير فيه
اما عن السيد قطب رحمه الله انت لا تعرفه ولا تعرف المراحل التي مر بها , ودعك من هاته المسميات التي اتخدتمونها للتفرقة بين المسلمين ....وللكلام بقية
علي الجزائري
2010-09-03, 19:04
السلام عليكم
أكتفي بهذا النقل.........
هل لبعض كبار العلماء قولان في سيد قطب الأول المدح
و الثاني التحذير لما خبروه ؟!
بسم الله و الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله :
فيما يتعلق بموضوع سيد قطب و طوامه و جرائمه و هل يجب التحذير منه
و من أخطائه ؛ فإني يا إخوان قد بحثت في هذا الموضوع فوجدت فريقين
الفريق الأول
المدافعون عن سيد قطب المستنكرون للتحذير من أخطائه
و يستدلون بتسجيلات للعلماء غالبها من موقع الإسلام الذهبي فيها بعض المدح
لسيد قطب ؛ و أنا أعتقد أن ثناء كثير من العلماء لسيد قطب كان قبل أن يعرفوا
طوامه فلما عرفوا حذروا منه و من ثم يجب على الباحث عن الحق أن لا يتمسك
بالفتاوى القديمة للعلماء قبل أن يعرفوا حقيقة و جرائم سيد قطب ؛
و قدأوردت في مشاركاتي السابقة قول الشيخين ابن باز و العثيمين اللذين صرحا
في هذا الوقت أنهما لم يطلعا بشكل كاف على كتب سيد قطب و الأخوة عندما يدخلون
على الرابط سيجدون رابطاً آخر فيه تسجيل للكلام المنقول للشيخين
http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=107
السؤال: يا شيخ أنا طالب علم، وأريد قولاً من سماحتكم في تفسير سيد قطب
من ناحية العقيدة، وخاصة سورة الإخلاص، وسورة المجادلة، وآية قوله تعالى:\
" ما يكون من نجوىثلاثة.......\"،،إلى آخره..؟
فقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله-:
ما قرأت تفسير سيد قطب، بينما قرأت شيئاً منه.. والتفسير عظيم ومفيد،
ولكنه لا يخلو من أخطاء ومن أغلاط، ولكني لا أذكر الآن شيئاً يتعلق بما
سألتَ عنه.. يحتاج إلى مراجعة..فالسائل راجعني- إن شاء الله- بعد يومين أو ثلاثة
حتى نفيدك
http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=67
يسأل المستفتي: ما رأيكم في كتاب سيد قطب في ظلال القرآن مع أن العلم أن
في هذا الكتاب عقيدة وحدة الوجود؟!
الشيخ -ابن عثيمين- : هذه دعوى أن في الكتاب عقيدة وحدة الوجود ،
لأن هذالو ثبت لكان من أعظم الكفر ، لكن نقول لهذا القائل المدعي هات البينة ..
هات البينةعلى ما قلت أن هذا الكتاب فيه القول بوحدة الوجود أو تقرير
وحدة الوجود ،الكتاب على كل حال أنا لم أقرأه ، ...........
يسأل المستفتي : غير واضح كلام السائل ، يبدوا أنه عن تفسيره سورة
(قل هو الله أحد)
الشيخ ابن عثيمين : تفسيره سورة (قل هوالله أحد)أنا قلت أنا ما قرأت الكتاب ،
لكن أعطنا إياه الآن ننظر ...
يقاطع المستفتي : بكلام غير واضح
الشيخ ابن عثيمين : هاه ؟! كيف ؟!
السائل مستمر بالمقاطعة بكلام غير واضح...
الشيخ ابن عثيمين :على كل حال ما نقول شيء ، لا نقول شيئاً حتى نشهد
بأعيننا لأن المسألة خطيرة جداً ،وأنا أقول لكم إذا صدر من عالم معروف
بالنصح للأمة ، إذا صدر منه ما يوهم الحق ومايوهم الباطل ، فاحمله
على أحسن الحملين...
أما الفريق الثاني
فهم الذين يرون بوجوب التحذير من سيدقطب لأخطائه الفادحة
و هؤلاء يوردون تسجيلات للعلماء فيها تحذير من كتب سيد
و لقد أنزلت تسجيلات في التحذير من سيد قطب و هي عندي و لعل من أشدها تأثيراً
كلام الشيخ ابن باز بعد سماعه لسب سيد للصحابة فأفتى بتمزيق كتب سيد
و هذا يبين مدى غضب الشيخ لله تعالىعلى حرمات أولياء الله الصحابة
و إليكم رابط فيه الفتاوى الصوتية للعلماء التي تحذر من سيد قطب ومن كتبه
و من هؤلاء العلماء المشايخ ( ابن باز - ابن عثيمين - الفوزان - الألباني )
http://www.fatwa1.com/anti-erhab/Qutb/index.html
و في هذا الموقع ما يلي
رأي كبار علماء السنة في المفكر سيد قطب
الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله
كلامه في الاستواء يدل على أنه مسكين ضائع في التفسير
كلامه في الصحابة خبيث فيجب أن تمزق كتبه
استهزاءه بالأنبياء ردة مستقلة
محدث العصر الإمام الألباني رحمه الله
لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه ومنحرف عن الإسلام
قصة مقاطعة جماعة الأخوان للشيخ من أجل عيون قطب القائل بوحدة الوجود
كلمة حق وإنصاف في شأن الشيخ ربيع
وقطب جاهل بأصول الإسلام وفروعه
الإمام إبن عثيمين رحمه الله
قال قولاً عظيماً مخالفاً لما عليه أهل السنة والجماعة؛ حيث أنه يقول بوحدة الوجود
تفسيره فيه طوام فلا ينصح بقرائته
يراجع في بيان عقيدة سيد قطب كتب الشيخ عبد الله الدويش وكتب الشيخ ربيع
العلامة المحدث الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله
إن كان ( سيد قطب ) حياً فيجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً ...
العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
لا يقال لهؤلاء الكتاب علماء وإنما مفكرون ولولا أن سيد قطب معذور بالجهل لكفرناه لكلامه الإلحادي
العلامة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله
كتبه مليئة بما يخالف العقيدة ، فالرجل ليس من أهل العلم
العلامة الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله
قال عن قول له في "الظلال " هذا قول أهل الاتحاد الملاحدة الذين هم أكفر من اليهود والنصارى
العلاّمة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله
تأكيد ما ورد في مقال أطوار سيد قطب في وحدة الوجود ودفع شبه المعترضين
أقرأ بقية أقوال العلماء :
ابن غديان .. العباد .. صالح آل الشيخ .. السحيمي .. النجمي .. .. .. في البراءة
علماء الأزهر
نص الوثيقة الرسمية للأزهر في التحذير من كتاب معالم في الطريق
شهادة عبدالله عزام رحمه الله
أفكار سيد قطب وكتبه هي الداء لما نراه من تفجير وتكفير وتدمير
و رابط آخر
http://www.sahab.net/sahab/showthread.php?threadid=325894
و رابط آخر و هاكم رابط آخر
الشيخ الألباني :
الشيخ الألباني يقول: [الذي يأخذ بأن الشيخ الألباني أثنى على سيد قطب
في مكان معين ، من أهل الأهواء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ: أنا قلت يومًا ما بالنسبة لسيد قطب ، تسمع عن الشيخ ...
السائل: عبد الله عزام؟
الشيخ: عبد الله عزام ، تسمع فيه ؟
السائل: نعم.
الشيخ: جزاك الله خير ، عبد الله عزام كان هنا من الإخوان المسلمين ،
منذ قريب - سبع سنين أوثمان سنين - الإخوان المسلمون اتخذوا قرارًابمقاطعة الألباني ؛
مقاطعة دروسه ، ومقاطعة كل من ينتمي إلى دعوته ، علمًا أن عبد الله عزام
كان هو الرجل الوحيد من بين الإخوان المسلمين اللي لا يكاد يسمع أن الشيخ الألباني
عنده جلسة في دار كذا إلا يكون هو من أول الحضور ، ومعه هيك دفتر صغير وقلم
هيك صغير جدًا يكتب فيه خلاصات.
هذا الرجل - الودود حقًا - لما صدر قرار مقاطعةالألباني ما عاد حضر عندالألباني إطلاقًا.
لقيته في "مسجد صهيب" ، نحن خارجون من الصلاة ،سلمت عليه بطبيعة الحال ،
وسلَّم هو علىاستحياء لأنه لا يريد أن يخالف القرار !
قلتله: إيش هذا يا شيخ ، هكذا الإسلام يأمركم؟
قال : سحابة صيف عما قريب تنقشع.
الشيخ: راحت أيام وإيجت أيام ، كان إيجى زارني على البيت ماوجدني [...]
الخلاصة كان بيتتبع الأخبار وعرف إنه أنا عند (نظام) لما كان بيته تحت في البلد ،
طرق الباب ، دخل ، أهلاً وسهلاً.
قال: أنا جيت على البيت وما وجدتك ، وأنا كما تعلم حريصعلىالاستفادة من علمك ،
من هذاالكلام.
قلت له: أناهيك بعرف ، لكن إيش معنى ها المقاطعة هذه ؟
قال: أنت كفَّرتَ سيد قطب – موضع الشاهد -.
قلت له: وين كفَّرت ؟
قال: أنت بتقول إنه هو يقرر عقيدة وحدة الوجود في تفسير:
أولاً:"سورةالحديد"- أظن -
وثانياً: بـ "قل هو الله أحد".
قلت: نعم ! نقل كلام الصوفية ، ولا يمكن أن يفهم منه إلا أنه يقول بوحدة الوجود ،
لكن نحن من قاعدتنا - وأنت من أعرف الناس بذلك لأنك بتابع جلساتي -
لا نكفر إنسانًا ولو وقع في الكفر إلا بعد إقامة الحجة،فكيف أنتوا تعلنون المقاطعة
هذه وأنا موجودبين ظهرانيكم .
قلتله: انت لمَ ما جيت تبعثوا شخص يتحقق من أنه صحيح أنا بكفر سيد قطب؟
كان معه يومئذٍ لما جاء عند (نظام) ، أخونا علي السطري .
قلتله: سيد قطب هكذا يقول في سورة كذا.
قام فتح في مكان آخر ، فيه بأن الرجل يؤمن بالله ورسوله والتوحيد … إلىآخره .
قلناله: يا أخي ! نحن ما أنكرنا هذا الحق الذي يقوله ، لكننا أنكرنا هذاالباطل الذي قاله.
ورغم هذه الجلسة فيما بعد راح نشر مقالتين أوثلاثة بصورة متتابعةفي"مجلة المجتمع"
في الكويت بعنوان ضخم: (الشيخ الألباني يكفر سيد قطب)، والقصةطويلة جدًا ،
لكن الشاهد منها وين؟
نحن نقول هيك ونقول هيك ،فاللي بياخذ إنه سيد قطب كفره الألباني ،
مثلا للي بياخذ إنه - والله - الشيخ الألباني أثنى على سيد قطب في مكان معين ،
فدول أهل أهواء يا أخي !إنه لا سبيل لنا أن نقف في طريقهم
إلا أنندعـو الله لهـم فقط ((أفأنتَ تُكْرهُ الناس حتى يكونوا مؤمنين ))؟!) اهـ.
المصدر : (سلسلةالهدىوالنور الشريط رقم 785 الدقيقة 11 تقريبًا)
أو (شريط للشيخ بعنوان "مفاهيم يجب أن تصحح" )
تحميلالمادةالصوتية
http://www.alalbany.info/attachment.php?attachmentid=54
http://www.alalbany.info/showthread.php?t=261
السلفي الأثري
2010-09-03, 19:10
الفريق الأول
المدافعون عن سيد قطب المستنكرون للتحذير من أخطائه
و يستدلون بتسجيلات للعلماء غالبها من موقع الإسلام الذهبي فيها بعض المدح
لسيد قطب ؛ و أنا أعتقد أن ثناء كثير من العلماء لسيد قطب كان قبل أن يعرفوا
طوامه فلما عرفوا حذروا منه و من ثم يجب على الباحث عن الحق أن لا يتمسك
بالفتاوى القديمة للعلماء قبل أن يعرفوا حقيقة و جرائم سيد قطب ؛
و قدأوردت في مشاركاتي السابقة قول الشيخين ابن باز و العثيمين اللذين صرحا
في هذا الوقت أنهما لم يطلعا بشكل كاف على كتب سيد قطب و الأخوة عندما يدخلون
على الرابط سيجدون رابطاً آخر فيه تسجيل للكلام المنقول للشيخين
هل العلماء يزكون كتاب او عالما بلا معرفته , اقول انك تطعن في العلماء الكبار , فتنبه
الا يوجد فارق زمني بين وفاة السيد قطب ومدح هؤولاء العلماء الكبار او بالأحرى انصافهم له
ولي طلب منك يجب ان تكون عادلا في المنتدى ولا تغلب ترجيحاتك على غلقك للمواضيع