المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كرة القدم في الجزائر حديث الشارع ونبض القلوب


kharfia djoudi
2010-09-02, 01:38
أصبح الشعب الجزائري يتنفس كرة القدم و يحي بها هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن شعب مضغ السياسة فآلمته وكسرت أسنانه، وفرك الاقتصاد فجرحه، ونزف حتى جفت دماه ، فبعد سنوات الكفاح والجهاد ضد الاستعمار إلي سنوات المرارة والاحتقان والعشرية السوداء التي عاش فيها الجزائريون صغار وكبارا فترة طويلة من الحداد والحزن كادت تنسيهم ألوان الفرح وشكل الابتسامة وطعم المجد والانتصار وأصبح كل باب يفتحونه يجلب له الهم والدمار. اليوم نعود بالجزائريين ذكريات 1982 لا لأن التاريخ يعيد نفسه بعد 24 سنة وما أشبه اليوم بالأمس، بل لان الصناعة الجزائرية خالصة 100% صناعة تتعلق بحب الوطن وعشقه حتى النخاع وهو الشعب الذي علمنا معنى الوطنية والتضحية بدليل 2/1 مليون قلب نابض بالحياة في سبيل الوطن الأغلى الجزائر، عشق تغلغل اليوم في الرياضة الأكثر شعبية في العالم، كرة القدم إنها لا تتعلق بمدى وطنية شعب أو فريق وإنما هي مرتبطة بالأساس بما يقدمه الأخر ليصنع أفراح شعب ويدب الحماسة في عروقه بعد جفت ينابيع الفرح منها، فرحة ارتبطت أساسا بمواطنة شعب بأكمله وبفريق يتكون أساس من إحدى عشر لاعب ورجل على رأسهم نصبوهم ملائكة لرحمان فوق أرض القرآن والشهداء، لا لشيء سوى لأنهم أعادوا الابتسامة إلي شفاه نسيت كيف تبتسم حتى لا نقول أنهم صنعوها .
إن من يصنع أفراحنا لا يموت
عبارة يرددها الكثير من الجزائريين بل هي منهج العقيدة لديهم ومن بينهم عمي احمد رجل في السبعينات من العمر قد تحسب من الوهلة الأولي أن قطار عمره قد مر ولن يعود دائم التردد على المقاهي ومدمن قراءة الصحف إنه يعرف كل صغيرة وكبير ة عن محاربي الصحراء لا جزئية تغيب عنه فهذا متزوج وذاك أعزب والأخر وقع للنادي كذا وهكذا أمر عجيب جعلنا نتساءل عن خفايا هذا الاهتمام، غير أن إجابته جعلتنا نقف ولو لوهلة في دوامة من التأمل والدهشة، فببساطة الجزائري وروعة الجزائري قال: إنهم أولادي ويحق للأب معرفة كل شيء عن أبناءه ثم يضيف إنهم مصدر فخري وذخر مجدنا فلقد أعادوا الجزائر لجزائريين نسو أنهم يحيون في أرض الجزائر، إنها إجابة تتوقف عندها عجلة التاريخ لتعيد إلي الأذهان معركة أم درمان وثورة التحرير المجيدة والمقدسة، ولكن هل نسي الجزائريون جزائريتهم، إن الأمر ببساطة يتعلق ببحث الجزائري الرجل البسيط عن لقمة العيش عندها لا شيء سيهم بعدها وتهون الأرض في سبيل الجوع وأبدا لن تهون الجزائر لأنها ثملت من دماء الشهداء ، إن من أمثال عنتر يحي وحليش ومطمور لم يضحوا بحياتهم في سبيل الاستقلال ولن يتهاون إذا استلزم الأمر ولكن قدموا دروسا كان أهمها أن كرامة الجزائر فوق كل اعتبار في أرض القريب أو الغريب. ومهما استلزم الأمر وبأي ثمن، فمن ملحمة خيخون إلي أم درمان إل واقعة كابيندا وكيب تاون في بلاد البافانا بافا، لن ننسي وكل ما يحصل يسجل في ذاكرة الجزائري وفي ذاكرة أكثر من 35 مليون جزائري ألتف واتحد على فريق واحد ضم عدد من لاعبين قد يجيدون ركل الكرة ولم يحملوا كأس العالم ولا كأس إفريقيا ولكنهم بالتأكيد استطاعوا إيجاد صيغة تمكنه من توحيد شعب بأكمله خلفهم يرددون عبارة واحدة ( 1.2.3 viva la l'gerie) .
حمى المونديال... لم تنتهي بعد.
توقع الكثير من الخبراء أن حالة الهوس التي أصابت الجزائريين لم يسلم منها لا الكبير ولا الصغير لا الجنس اللطيف ولا غيره من بقية الأجناس الموجودة على بسيطة الأرض الجزائرية وكل من يحمل هذه الهوية خارجها، والتي ابتدأت قبيل مباراة القاهرة التي أحيت في الأذهان صور الصراع الكروي القديم بين مصر والجزائر وحتى قبل بداية المونديال ظن الكثيرون بل تيقنوا أنها حمى سرعان ما تبرد بزوال مسبباتها أي بمجرد انتهاء المونديال، غير أن ذلك لم يحدث فهذه الحمى اشتعل لهيبها وأضحت داء عضال يستعصى الشفاء منه، حمى أدخلت الجزائريين في دوامة الأسباب والنتائج والمخلفات والبحث عن العلاج، ففور خروج الجزائر من الدور الأول انقلب الحال وبات ملائكة الأمس عصاة اليوم لهم وما عليهم من أخطاء يجب بترها والعلاج يبدأ من الأساس فلم يسلم لا الرئيس والمدرب واللاعبين ولا التقنين وإن صح اللوم حتى على عمال النظافة والبواب والحراس وكل ما له علاقة بالفريق الوطني الذي أصبح مقدس وعبارة عن خطوط حمراء وقوانين وتشريعات تنهي عن كل تدنيس، وكما لو أن الخروج من الدور الأول صعق أحلام الجزائريين وحطمها في نيل كأس العالم على الرغم من أن ظروفه وأحواله كانت واضحة وبادية للعيان يعرفها الكبير والصغير وأقصي أمكانته يدركها الجميع.

إن التعطش للانتصارات جعلت الجزائري يطالب بالنصر والمجد على الرغم من أن أي منتخب في العالم يمكن أن
يحدث له ما حدث للفريق والوطني ولكن هذا التمسك الرهيب للجزائري التي تجعله يطالب بالبدائل والحلول هل هي نتيجة معرفته انه قد يفقد الفريق مثلما حدث بالأمس القريب عندما غاب عنا نجوم 82، والحقيقة أن ما أصبح مصدر أمل بات هو الأخر مصدر قلق وترقب، فيبل كل مباراة يضع الجزائري يده على قلبه خوفا وفزعا من النتيجة التي سيتمخض عنها اللقاء .
وبين المطرقة والسنديان تبقي آمال الجزائريين ومخاوفهم مشروعة، وعلى الرغم ومن كل الجدال الحاصل اليوم يبقي الحلم وحده سبيلهم في التمسك بفريقهم الوطني.

kharfia djoudi
2010-09-02, 01:51
ما رأيكم في الروبرتاج

خولة1995
2010-09-02, 13:23
بارك الله فيك

zahra_29
2010-09-02, 15:43
انا صوتت على الاقتراح 2

شكرا على الطرح فعلا مهم جدا

بلال الرومنسي
2010-09-02, 15:49
كل المشــــــــــــاكل التي وضعتها هي السبب , انا اخترت الاولى لكن اؤكد أنها مجتمعة سبب ما وصلنا اليه
وكل فئة من المجتمع تنقسم عليه حــــــــــــــــالة