تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إسناد الأمور لغير أهلها تضييع للأمانة


الكهف الجزائري
2007-05-28, 22:18
الرجل المناسب في المكان المناسب
إسناد الأمور لغير أهلها تضييع للأمانة


ففي الحديث الصحيح (إذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة) قيل وكيف إضاعتها قال: ''إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة''· وهذا ما يحصل اليوم في حياتنا الاجتماعية أسريا ودينيا وسياسيا وإداريا ورياضيا وقضائيا وبرلمانيا·· إلى غيرها من مجالات الدين والدنيا التي غلبت عليها في واقعنا مقاييس الحزبية والجهوية والعرقية والمصلحة الشخصية والمذهبية والأيديولوجية·· مما لا يرضاه الإسلام، ولا يصحح وضعا ولا يقيم عدلا ولا يجلب استقرارا·


بين الشيوخ وفتى الكهول

إن المفاضلة في الإسلام تقوم على أساس الكفاءة والاستقامة· قال البخاري في صحيحه: ''وكان القراء أهل مشورة عمر كهولا كانوا أو شبابا''· وقد كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بفضل علمه وفقهه مستشارا للخلافة الراشدة رغم صغر سنه، فكان إذا أشكل على عمر رضي الله عنه أمر دعا شيوخ الصحابة ودعا معهم عبد الله بن عباس، فإذا حضر رفع منزلته وأدنى مجلسه، وقال له: لقد أعضل علينا أمر أنت له ولأمثاله·· وقد عوتب مرة في تقديمه له وجعله مع الشيوخ وهو مازال فتى فقال: ''إنه فتى الكهول، له لسان سؤول وقلب عَقول''·
يقول شيخ الإسلام ابن حجر في الفتح: ''كان عمر يقدمه مع الأشياخ وهو شاب''·

ترجمان الرسول صلى الله عليه وسلم في الثالثة عشرة من عمره

وها هو زيد بن ثابت رضي الله عنه يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وهو لم يتم الثالثة عشرة من عمره، وفي يده سيف يساويه في الطول أو يزيد عنه، يستأذن النبي في القتال معه·· فيصرفه صلى الله عليه وسلم، ولكن زيد بن ثابت الذي علم تقدير النبي صلى الله عليه وسلم للكفاءة والخبرة، تفطن إلى ما لا علاقة له بالسن وهو مجال العلم والحفظ والاختصاص، فذكر الفكرة لأمه ففرحت بها فذكرت فكرته لرجال من قومه، فمضوا به إلى رسول الله وقالوا: يا نبي الله، هذا ابننا زيد بن ثابت يحفظ سبع عشرة سورة من كتاب الله ويتلوها صحيحة كما أنزلت على قلبك، وهو فوق ذلك يجيد الكتابة والقراءة·· وهو يريد أن يتقرب بذلك إليك·· فسمع الرسول منه·· فسُرّ به وقال له ''يا زيد تعلّم لي كتابة اليهود، فإني لا آمنهم على ما أقول·· ثم تعلّم السريانية بأمر منه صلى الله عليه وسلم فأصبح ترجمان رسول الله صلى الله عليه وسلم·

الرسول يقدم أهل العلم والرماية والمصارعة من الشباب

في السنة التاسعة من الهجرة، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد ثقيف ليتناقشوا مع النبي في أمر الإسلام· وقد روى موسى بن عقبة في مغازيه أن عثمان بن أبي العاص كان في ذلك الوفد وكان أصغرهم·· فكان يذهب إلى النبي في الهاجرة فيسأله عن الدين ويستقرئه القرآن حتى فقه في الدين· وكان إذا وجد الرسول نائما ذهب إلى أبي بكر الصديق· فأعجب به الرسول صلى الله عليه وسلم· وبعد دخول الوفد في الإسلام استأذنوا الرسول فأذن لهم في الرجوع وأمّر عليهم عثمان بن أبي العاص لما رأى من حرصه، وكان قد تعلّم سورا من القرآن·
وفي غزوة أحد منع الرسول صلى الله عليه وسلم رافع بن خديج وسمرة بن جندب من الاشتراك في القتال لصغر سنهما (خمس عشرة سنة) فقيل له: يا رسول الله إن رافعا رام فأجازه· فجاء سمرة بن جندب يقول: فأنا والله أصرع رافعا فأجازه هو أيضا·

إن المجتمع الواعي يستثمر طاقات وخبرات شبابه في الخير والنفع العام ويمكّنهم من مقاليد الأمور، فإن لم يفعل فلا ضمان على المجتمع من مفاتيح الشر ودعاة الفساد في الأرض الذين يحسنون توظيف قدرات وخبرات ومشاعر الشباب فيما يعود بالويل والدمار والخراب على المجتمع، وفي حوادث العنف والإجرام والمخدرات والسرقات والتخريب والاغتصاب خير بيان·

أختكم
2007-05-29, 18:28
بارك الله فيك أخي الكهف الجزائري إن هذا الموضوع المهم و هو أصل مشاكلنا و ذل أمتنا...و أعظم مصائبنا أن كلَّ من هب و دب صار يتكلم في الدين بغير أدنى علم...ا

samstar
2007-05-31, 15:24
أين نحن الأن من ذلك الزمن