khaled002
2010-08-24, 17:05
كيف ينظر شباب الجزائر لتاريخ بلادهم؟
، وما مدى إطلاع طلائع الجيل الجديد على ما فعلته أسطورة شبانية فجّرت أعظم ثورة تحررية في العصر الحديث وهزمت من خلالها رابع قوة عسكرية في العالم، ببطولات شهداء عظام على غرار ديدوش.. بن بولعيد .. بن مهيدي وغيرهم قبل نصف قرن؟
“موقع الإذاعة الجزائرية” يرصد من خلال الاستطلاع التالي، انطباعات ورؤى شباب 2010 تجاه ملاحم شباب نوفمبر، وثمرة الخامس جويلية التي نعانق ذكراها، هذا الاثنين.
يقرّ فارس (26 عاما) إنّه شخصيا لا يدرك الكثير عن تاريخ الجزائر، عدا محطات هامة كاندلاع ثورة نوفمبر، مؤتمر الصومام، ومظاهرات الحادي عشر ديسمبر.
ويلقي هذا الشاب الذي رأى النور في الخامس جويلية 1984، باللائمة على ما جرى تلقينه في المؤسسات التربوية، حيث يستهجن تركيز المقررات الدراسية بشكل كبير – مثلما قال – على تاريخ أمم أخرى، وذلك على حساب تفاصيل تاريخ الأمة الجزائرية العظيمة.
وعلى المنوال ذاته، رمى طارق (24 عاما) وصديقه رضا (21 عاما) بالمسؤولية على المدرسة، فتاريخ الجزائر –حسبهما- لم يلقن بالشكل المأمول والمناسب.
ويؤيد طارق ورضا اللذين التقيناهما بشارع شاراس بالعاصمة، نظرة فارس، واستدلا على ذلك، بكونهما يحفظان عن ظهر قلب صفحات من التاريخ الإنساني القديم والوسيط، إلاّ أنّهما يتعطشان إلى ذلك في الشأن الجزائري، وهو ما يسعيان إلى استدراكه من خلال إبحارهما المستمر في شبكة الأنترنيت، واستزادتهما عبر المطالعة.
من جانبه، يلفت “علي” (20 عاما) الطالب سنة ثانية بكلية الطب، إلى غزارة معلوماته التاريخية حول الجزائر.
ويقول محدثنا إنّ ذلك حال كثير من أقرانه بولاية تمنراست الجنوبية، بيد أنّ علي يشير إلى التلقين غير الجيد لتاريخ الجزائر، ما جعله يبذل جهودا لكي يستعيد ذاكرة وطنه بمفرده، لكن التزاماته لم تسمح له بفعل ذلك.
كما يلفت علي إلى أنّه عندما كان يتأهب رفقة زملائه لاجتياز عقبة امتحان شهادة البكالوريا، تعيّن عليه الخوض في تاريخ الأمم الأخرى، على حساب التاريخ الجزائري الذي يُفترض أنّه يشكّل محورا اختباريا حاسما
إشكالية كتابة التاريخ من مصادره الأصلية.
ويبدي رضوان (27 عاما)، سمير (25 سنة) ومبارك (29 سنة)، ألما مضاعفا لما يلمسونه من عدم إلمام نظرائهم بتاريخ وطنهم، وذلك راجع برأيهم إلى قصور حصل عبر أطوار ومسالك التعليم، ويرفض الثلاثة المزاعم القائلة بأنّ الشباب الحالي لا يلقون بالا لما يتصل ببلدهم وذاكرته الجمعية، ويصرّ رضوان وسمير ومبارك أنّ التأطير البيداغوجي لمادة التاريخ لم يكن بالجودة المفترضة التي بإمكانها إنتاج وعي ومعرفة تاريخيين بين الشباب.
قصدنا جامعة الجزائر، وبكلية الصيدلة، التقينا بآمال (21 سنة) التي بادرتنا بثقة:”أعرف الكثير عن التاريخ الرائع لبلدي”.
ووصفت آمال تاريخ الجزائر بـ”البطولي” الذي ينطوي على عديد المحطات الشائقة والمضيئة، وهي نظرة شاطرتها مروة (18 سنة) الطالبة بمعهد اللغة العربية وآدابها، حيث لم تخف إطلاعها على ما انتاب مسيرة “سويداني بوجمعة”، “العربي بن مهيدي”، “محمد بوضياف” وكثير من أبطال الجزائر، وأضافت مروة بحماسة ظاهرة:”هؤلاء في قمة شبابهم العض، راحوا يؤدون دورا رياديا في المشهد الثوري، ورغبة منها في إبهارنا بمعلوماتها، لاحظت هذه الفتاة أنّ أبرز قادة الثورة، كانوا شبانا بالكامل، في صورة ديدوش مراد (27 سنة)، العربي بن مهيدي (31 سنة)، ياسف سعدي (34 سنة)، علي ملاح (30 سنة)، أحمد محساس (31 سنة)، عبان رمضان (34 سنة)، العقيد أحمد بن عبد الرزاق حمودة “سي الحواس” (31 سنة)، سويداني بوجمعة (32 سنة)، مصطفى بن بولعيد (37 سنة)، والقائمة زاخرة بملايين الشباب الذين اختاروا التضحية بأرواحهم فداءا للجزائر.
وبأحد المقاهي الشعبية الضيقة وسط ساحة الشهداء، التقينا بمهدي (18 سنة) ومجموعة من أترابه رشيد – كمال – لطفي وكريم، قابلونا ببسمات شاحبة، قالوا إنّهم لا يملكون إلاّ النزر اليسير من المعلومات عن تاريخ بلدهم، وردّد مهدي بتباهي أنّه ممتنّ لجيل المجاهدين والشهداء الفطاحل لما بذلوه من تضحيات، لكنه لا يعلم شيئا عن تلك الفترة المشرقة (1954 – 1962)، لذا وجّه نداءا حارا لاطلاع شباب اليوم عما سطره أبطال الأمس.
المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية
، وما مدى إطلاع طلائع الجيل الجديد على ما فعلته أسطورة شبانية فجّرت أعظم ثورة تحررية في العصر الحديث وهزمت من خلالها رابع قوة عسكرية في العالم، ببطولات شهداء عظام على غرار ديدوش.. بن بولعيد .. بن مهيدي وغيرهم قبل نصف قرن؟
“موقع الإذاعة الجزائرية” يرصد من خلال الاستطلاع التالي، انطباعات ورؤى شباب 2010 تجاه ملاحم شباب نوفمبر، وثمرة الخامس جويلية التي نعانق ذكراها، هذا الاثنين.
يقرّ فارس (26 عاما) إنّه شخصيا لا يدرك الكثير عن تاريخ الجزائر، عدا محطات هامة كاندلاع ثورة نوفمبر، مؤتمر الصومام، ومظاهرات الحادي عشر ديسمبر.
ويلقي هذا الشاب الذي رأى النور في الخامس جويلية 1984، باللائمة على ما جرى تلقينه في المؤسسات التربوية، حيث يستهجن تركيز المقررات الدراسية بشكل كبير – مثلما قال – على تاريخ أمم أخرى، وذلك على حساب تفاصيل تاريخ الأمة الجزائرية العظيمة.
وعلى المنوال ذاته، رمى طارق (24 عاما) وصديقه رضا (21 عاما) بالمسؤولية على المدرسة، فتاريخ الجزائر –حسبهما- لم يلقن بالشكل المأمول والمناسب.
ويؤيد طارق ورضا اللذين التقيناهما بشارع شاراس بالعاصمة، نظرة فارس، واستدلا على ذلك، بكونهما يحفظان عن ظهر قلب صفحات من التاريخ الإنساني القديم والوسيط، إلاّ أنّهما يتعطشان إلى ذلك في الشأن الجزائري، وهو ما يسعيان إلى استدراكه من خلال إبحارهما المستمر في شبكة الأنترنيت، واستزادتهما عبر المطالعة.
من جانبه، يلفت “علي” (20 عاما) الطالب سنة ثانية بكلية الطب، إلى غزارة معلوماته التاريخية حول الجزائر.
ويقول محدثنا إنّ ذلك حال كثير من أقرانه بولاية تمنراست الجنوبية، بيد أنّ علي يشير إلى التلقين غير الجيد لتاريخ الجزائر، ما جعله يبذل جهودا لكي يستعيد ذاكرة وطنه بمفرده، لكن التزاماته لم تسمح له بفعل ذلك.
كما يلفت علي إلى أنّه عندما كان يتأهب رفقة زملائه لاجتياز عقبة امتحان شهادة البكالوريا، تعيّن عليه الخوض في تاريخ الأمم الأخرى، على حساب التاريخ الجزائري الذي يُفترض أنّه يشكّل محورا اختباريا حاسما
إشكالية كتابة التاريخ من مصادره الأصلية.
ويبدي رضوان (27 عاما)، سمير (25 سنة) ومبارك (29 سنة)، ألما مضاعفا لما يلمسونه من عدم إلمام نظرائهم بتاريخ وطنهم، وذلك راجع برأيهم إلى قصور حصل عبر أطوار ومسالك التعليم، ويرفض الثلاثة المزاعم القائلة بأنّ الشباب الحالي لا يلقون بالا لما يتصل ببلدهم وذاكرته الجمعية، ويصرّ رضوان وسمير ومبارك أنّ التأطير البيداغوجي لمادة التاريخ لم يكن بالجودة المفترضة التي بإمكانها إنتاج وعي ومعرفة تاريخيين بين الشباب.
قصدنا جامعة الجزائر، وبكلية الصيدلة، التقينا بآمال (21 سنة) التي بادرتنا بثقة:”أعرف الكثير عن التاريخ الرائع لبلدي”.
ووصفت آمال تاريخ الجزائر بـ”البطولي” الذي ينطوي على عديد المحطات الشائقة والمضيئة، وهي نظرة شاطرتها مروة (18 سنة) الطالبة بمعهد اللغة العربية وآدابها، حيث لم تخف إطلاعها على ما انتاب مسيرة “سويداني بوجمعة”، “العربي بن مهيدي”، “محمد بوضياف” وكثير من أبطال الجزائر، وأضافت مروة بحماسة ظاهرة:”هؤلاء في قمة شبابهم العض، راحوا يؤدون دورا رياديا في المشهد الثوري، ورغبة منها في إبهارنا بمعلوماتها، لاحظت هذه الفتاة أنّ أبرز قادة الثورة، كانوا شبانا بالكامل، في صورة ديدوش مراد (27 سنة)، العربي بن مهيدي (31 سنة)، ياسف سعدي (34 سنة)، علي ملاح (30 سنة)، أحمد محساس (31 سنة)، عبان رمضان (34 سنة)، العقيد أحمد بن عبد الرزاق حمودة “سي الحواس” (31 سنة)، سويداني بوجمعة (32 سنة)، مصطفى بن بولعيد (37 سنة)، والقائمة زاخرة بملايين الشباب الذين اختاروا التضحية بأرواحهم فداءا للجزائر.
وبأحد المقاهي الشعبية الضيقة وسط ساحة الشهداء، التقينا بمهدي (18 سنة) ومجموعة من أترابه رشيد – كمال – لطفي وكريم، قابلونا ببسمات شاحبة، قالوا إنّهم لا يملكون إلاّ النزر اليسير من المعلومات عن تاريخ بلدهم، وردّد مهدي بتباهي أنّه ممتنّ لجيل المجاهدين والشهداء الفطاحل لما بذلوه من تضحيات، لكنه لا يعلم شيئا عن تلك الفترة المشرقة (1954 – 1962)، لذا وجّه نداءا حارا لاطلاع شباب اليوم عما سطره أبطال الأمس.
المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية