المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجل والرجال قليل


KHAOULA SEBTI
2008-05-02, 16:49
الشيخ رائد صلاح.. سخّر نفسه للدفاع عن الأقصى


لم يفتقد الفلسطينيون فقط الشيخ رائد صلاح، بل وافتقده المسجد الأقصى حيث سخّر نفسه ووقته وجهده لخدمته وفضح المخططات الصهيونية بحقه.. ولم تكن اليد الصهيونية لتصل إليه وتعتقله لولا دفاعه المستميت عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

المولد والنشأة
ولد الشيخ رائد صلاح عام 1958 في مدينة أم الفحم، ودرس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس مدينة أم الفحم، ثم أكمل تعليمه الجامعي في كلية الشريعة بمدينة الخليل.
وبعد أن تخرج من كلية الشريعة أُدخل السجن بتهمة الارتباط مع منظمة محظورة وهي (أسرة الجهاد) وكان ذلك عام 1981، ثم بعد الخروج من السجن فُرضت عليه الإقامة الجبرية لفترة طويلة، ثم رفضت وزارة المعارف الإسرائيلية طلبه للالتحاق في سلك التعليم كمعلم في مدارس أم الفحم.
وفي عام 1985 تزوج الشيخ رائد صلاح، وفي عام 1986عمل محرراً في مجلة الصراط الشهرية الإسلامية حتى نهاية عام 1988، بعدها تفرغ في مطلع عام 1989 لخوض انتخابات رئاسة بلدية أم الفحم عن الحركة الإسلامية، ونجح في تلك الانتخابات بنسبة تزيد على 70% وأصبح رئيساً للبلدية وهو ابن 31 عاماً, ثم خاض الانتخابات للمرة الثانية عام 1993 ونجح بنسبة تزيد على 70% أيضاً، ثم خاض الانتخابات للمرة الثالثة عام 1997 ونجح بنسبة تزيد على 70% للمرة الثالثة، وفي عام 2001 قدّم استقالته ليفسح المجال لغيره من قادة الحركة الإسلامية.

رحلة عطاء
وفي رحلة العطاء شغل الشيخ صلاح منصب نائب رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية ونائب رئيس لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب منذ انتخابه لرئاسة بلدية أم الفحم حتى استقالته.
وفي عام 1998 قاد أحداث الروحة التي اجتاحت خلالها قوات الشرطة الإسرائيلية مدينة أم الفحم وأصابت بنيرانها وبالغاز المدمع قرابة 600 مواطن, ونجح مع لجنة الروحة الشعبية أن يحرروا غالبية أراضي الروحة. وفي نفس العام أعلن مشروع المجتمع العصامي الذي يهدف إلى بناء الذات لفلسطينيي الداخل.
وفي عام 2000 تعرض لمحاولة اغتيال في الأيام الأولى من انتفاضة الأقصى وأصيب بعيار ناري في رأسه من قبل القوات الإسرائيلية. ثم وجهت له ((لجنة أور)) المشكّلة في أعقاب استشهاد 13 مواطناً عربياً في الداخل خلال انتفاضة الأقصى إنذاراً واعتبرته أحد المسببين للمسيرات ورأت الجماهير العربية بذلك محاولة لإزاحة التهمة عن المجرم إيهود باراك رئيس وزراء العدو آنذاك وقيادات الأمن الصهيوني وإلصاقها بالضحية.
وللأدب نصيب من الشيخ رائد الذي ينظم الشعر منذ أكثر من عشرين عاماً, ويتمتع بحس فني مرهف ويمارس هواية الرسم.

شيخ الأقصى
نال الشيخ لقب ((شيخ الأقصى)) حيث جعله همّه الأول, وعلى رأس سلم أولوياته وكان من المبادرين الرئيسيين لإعمار التسوية الشرقية ((المصلى المرواني)) والأقصى القديم وكثير من مشاريع الإعمار في المسجد الأقصى من خلال دوره كرئيس لمؤسسة الأقصى وبالتعاون مع هيئة الأوقاف ولجنة الإعمار في القدس.
خلال السنوات الأخيرة اشتدت الحملة الرسمية وغير الرسمية على الشيخ رائد صلاح من قبل أذرع المؤسسة الإسرائيلية والإعلام العبري وراحوا يرجمونه بالإرهاب وتهديد أمن الدولة, وبسبب ذلك تعرض للتحقيق البوليسي ومنع من السفر خارج البلاد ودخول المدارس الثانوية ثم الجامعات لإلقاء محاضرات. وظلت حملة التحريض تشتد عليه حتى تاريخ 13/5/2003 حيث تعرض للاعتقال ليلاً وكان في تلك الليلة يجلس قرب سرير والده المريض في المستشفى، ولا زال رهن الاعتقال.
وعن أهم المراحل التي أثرت في حياته يقول صلاح: كانت المحطة الأولى خلال دراستي في الثانوية حيث كانت قد هبّت على الطلاب ريح إلحاد عمياء، فحزنت حزناً شديداً لأنني لم أكن أملك الثقافة الإسلامية حتى أواجهها، فاضطررت أن أبحث عن بعض الكتب.
وأضاف: عشت المحطة الثانية التي وقفت فيها على حقيقة هويتي الإسلامية وأبعادها وذلك منذ مطلع عام 1976 حيث بدأت أتعلم في كلية الشريعة بمدينة الخليل!! هناك بدأت أقرأ بنهم كتب أساتذة الصحوة الإسلامية ومفكريها.
وعن أسباب اعتقاله مع عدد من قادة الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر يقول صلاح: في تصوري ووفق اقتناعي فإن كل ما قمت به هو بعض الدوافع الأساسية التي دعت المؤسسة الإسرائيلية إلى التعجيل باعتقالنا، فإن المؤسسة الإسرائيلية تطمع لنفسها أن تنفرد بالمسجد الأقصى لتفعل به ما تشاء، والحركة الإسلامية هي العقبة دون ذلك، وأن المؤسسة الإسرائيلية كانت ولا زالت تريد لنا أن نحيا (ردّاحين) فقط بمعنى أن نحسن البكاء على تعاسة واقعنا فقط.
ويضيف: المؤسسة الإسرائيلية طمعت في اجتثاثنا عن أصلنا الثابت الإسلامي والعربي فجاءت الحركة الإسلامية تؤكد ضرورة التواصل مع العالم الإسلامي والعربي.
يذكر أن السلطات الإسرائيلية اعتقلت مع الشيخ رائد صلاح أربعة من قيادات الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948 هم: الدكتور سليمان أحمد إغبارية، ناصر خالد، توفيق عبد اللطيف، ومحمود أبو سمرة.
ومن المهم الإشارة إلى أن مؤسسة القدس نظّمت حملة دولية لإطلاق سراح الشيخ رائد صلاح انطلقت فاعلياتها من بيروت الشهر الماضي في مؤتمر صحفي عقده الأمين العام للمؤسسة الدكتور محمد أكرم عدلوني.



فلسطين المسلمة ...................منقول