طلعت شلالدة
2008-05-01, 15:58
هدنة
1/5/2008
بقلم/ حافظ البرغوثي
الهدنة الجاري الحديث عنها حاليا قد تلقى مصير سابقاتها.. ذلك أن إسرائيل غير معنية بالتهدئة على مزاجنا بل على مزاجها وسبق أن تم ترتيب تهدئات فلسطينية لم تلتزم بها إسرائيل.. وسبق أن بح صوت الرئيس أبو مازن وهو يدعو الفصائل الى التهدئة حتى لا نعطي الاحتلال ذرائع للرد وقتل المئات منا مقابل جرح إسرائيلي هنا وهناك..
لكن أقواله كانت تضيع في خضم وجود برامج وأولويات أخرى لدى بعض الفصائل والآن بعد أن وصل حد السكين الى نحور الفصائل نفسها وكأن نحور عامة الشعب ليست مهمة بتنا نسمعها توافق على التهدئة وكأن شعار المقاومة الذي رفع سابقا فقد بريقه الآن.. او انه رفع لأهداف أخرى ليس بينها المقاومة بل المقاومة من اجل المقاومة كالفن من اجل الفن او التفاوض من اجل التفاوض كما هو حال المفاوضات الجارية.
كنت مدعواً للغداء الأسبوع الماضي لدى زميل صحفي في الشارقة كان صحافيا وفتحاويا أصيلا هو توفيق الباشا ضحى بجهده وعمله وماله من اجل الصحافة وفتح والقضية ولما أخرج من الكويت بعد غزوها وجد نفسه بلا مستقبل او مال فطلق الصحافة وفتح وانتبه لنفسه ففتحت له أبواب الرزق..
وأثناء تناولنا الأسماك في فندق فخم اتصلت بي إذاعة عربية لسؤالي عن مستجدات وضعنا الفلسطيني فاعتذرت عن الحديث لأنني خارج البلاد ولكنهم أصروا على الحديث وكان السؤال عن الهدنة التي تعرضها حماس وعن المفاوضات التي يجريها الرئيس عباس، فقلت كان حرياً بحماس ان تعرض هدنة على السلطة الوطنية وليس على إسرائيل، وكان حريا بالسلطة أن تفاوض حماس حتى نتمكن من التفاوض مع إسرائيل كصف واحد ويكون لمفاوضنا مصداقية وقوة مستمدة من الموقف الموحد.. لكن واقع الحال إننا أصبحنا طرفين أمام إسرائيل فلا حماس قادرة على انجاز شيء ولا السلطة كذلك.
وبعد الحديث الإذاعي المطول فوجئت برجل يأتيني من طاولة مجاورة ويثني على كلامي.. كان الرجل من غزة مع عائلته ورأيت الدموع على وجه زوجته وهي طبيبة من غزة فهي على اتصال مستمر مع أهلها وتعرف واقع غزة الكارثي.. ففقدت الشهية للأكل خاصة بعد ان روى مهندس فلسطيني يعمل في شركة اتصالات إماراتية في نيجيريا أن خطف الأجانب تجارة رائدة في دلتا نهر النيجر الغنية بالنفط وقد جرى اختطاف فلسطيني هناك وبعد أسبوع لم يتصل احد للمطالبة به، لا الشركة التي يعمل فيها ولا أية جهة.. فسأله الخاطفون "ما هي جنسيتك ايها المنسي" فقال "فلسطيني" فأطلقوا سراحه وعاتبوه لأن اختطافه لم يعد عليهم بأي ربح او فدية.
الفلسطيني سيبقى منسيا ان ظل واقعه انشطاريا.
1/5/2008
بقلم/ حافظ البرغوثي
الهدنة الجاري الحديث عنها حاليا قد تلقى مصير سابقاتها.. ذلك أن إسرائيل غير معنية بالتهدئة على مزاجنا بل على مزاجها وسبق أن تم ترتيب تهدئات فلسطينية لم تلتزم بها إسرائيل.. وسبق أن بح صوت الرئيس أبو مازن وهو يدعو الفصائل الى التهدئة حتى لا نعطي الاحتلال ذرائع للرد وقتل المئات منا مقابل جرح إسرائيلي هنا وهناك..
لكن أقواله كانت تضيع في خضم وجود برامج وأولويات أخرى لدى بعض الفصائل والآن بعد أن وصل حد السكين الى نحور الفصائل نفسها وكأن نحور عامة الشعب ليست مهمة بتنا نسمعها توافق على التهدئة وكأن شعار المقاومة الذي رفع سابقا فقد بريقه الآن.. او انه رفع لأهداف أخرى ليس بينها المقاومة بل المقاومة من اجل المقاومة كالفن من اجل الفن او التفاوض من اجل التفاوض كما هو حال المفاوضات الجارية.
كنت مدعواً للغداء الأسبوع الماضي لدى زميل صحفي في الشارقة كان صحافيا وفتحاويا أصيلا هو توفيق الباشا ضحى بجهده وعمله وماله من اجل الصحافة وفتح والقضية ولما أخرج من الكويت بعد غزوها وجد نفسه بلا مستقبل او مال فطلق الصحافة وفتح وانتبه لنفسه ففتحت له أبواب الرزق..
وأثناء تناولنا الأسماك في فندق فخم اتصلت بي إذاعة عربية لسؤالي عن مستجدات وضعنا الفلسطيني فاعتذرت عن الحديث لأنني خارج البلاد ولكنهم أصروا على الحديث وكان السؤال عن الهدنة التي تعرضها حماس وعن المفاوضات التي يجريها الرئيس عباس، فقلت كان حرياً بحماس ان تعرض هدنة على السلطة الوطنية وليس على إسرائيل، وكان حريا بالسلطة أن تفاوض حماس حتى نتمكن من التفاوض مع إسرائيل كصف واحد ويكون لمفاوضنا مصداقية وقوة مستمدة من الموقف الموحد.. لكن واقع الحال إننا أصبحنا طرفين أمام إسرائيل فلا حماس قادرة على انجاز شيء ولا السلطة كذلك.
وبعد الحديث الإذاعي المطول فوجئت برجل يأتيني من طاولة مجاورة ويثني على كلامي.. كان الرجل من غزة مع عائلته ورأيت الدموع على وجه زوجته وهي طبيبة من غزة فهي على اتصال مستمر مع أهلها وتعرف واقع غزة الكارثي.. ففقدت الشهية للأكل خاصة بعد ان روى مهندس فلسطيني يعمل في شركة اتصالات إماراتية في نيجيريا أن خطف الأجانب تجارة رائدة في دلتا نهر النيجر الغنية بالنفط وقد جرى اختطاف فلسطيني هناك وبعد أسبوع لم يتصل احد للمطالبة به، لا الشركة التي يعمل فيها ولا أية جهة.. فسأله الخاطفون "ما هي جنسيتك ايها المنسي" فقال "فلسطيني" فأطلقوا سراحه وعاتبوه لأن اختطافه لم يعد عليهم بأي ربح او فدية.
الفلسطيني سيبقى منسيا ان ظل واقعه انشطاريا.