عبد القادر
2010-08-16, 17:03
حفيظ دراجي , 3 أغسطس 2010
الحياة مواقف وتجارب ومعالم وعبر نتعلم منها كل يوم درسا، وان لم نفعل سيفوتنا القطار ونبقى نتفرج على عالم لا ينظر في المرأة ولا ينتظرنا ولا يرحمنا ، وما حدث في كأس العالم بجنوب إفريقيا يبقى واحدا من أهم وأبرز هذه المحطات التي تستوقفنا كعرب وأفارقة وأسيويين ، وكبلدان متخلفة ونامية وأخرى في طريق النمو تتمتع وتستمتع بالفنيات ، وتتابع الآخرين وهم يتألقون وتنقسم في تشجيع هذا أو ذاك المنتخب، ولا تستفيد ولا تستثمر ولا توظف طاقاتها ومهاراتها ، ولا توفر لأبنائها ظروف العمل والنجاح والمشاركة في أكبر المحافل الدولية ، وتحقيق النتائج الطيبة التي تحققها غانا والأورغواي وسلوفاكيا واليابان وألمانيا ..
التنظيم الرائع لجنوب إفريقيا للحدث الأكبر في العالم بالكيفية التي شاهدناها يجب أن يثير فينا الغيرة ويزعزع فينا الطموح والسعي نحو الاقتداء بأبناء مانديلا في رفع تحدي التنظيم والسعي نحو ربح معركة احتضان العرب لكأس العالم، وعدم تكرار ما حدث مع المغرب التي حاولت ولكنها لم تلق كل السند المطلوب من أقرب المقربين .
نجاح جنوب إفريقيا في احتضان كأس العالم وما أدراك ما كأس العالم يسعدنا لأنه يحفزنا، ويحزننا في نفس الوقت لأن بعض بلداننا تملك كل المؤهلات للتنظيم وكان يمكن لعرب أسيا وإفريقيا أن يفعلوا ذلك قبل جنوب إفريقيا بكثير .
تتويج اسبانيا باللقب العالمي كتحصيل حاصل لسنوات من الجهد والتألق على مستوى الأندية والمنتخب يجب أن نتعلم منه بأن كرة القدم ليست فوزا وخسارة ، وليست مجرد لعبة وورقة تؤهل إلى المونديال نتصارع من أجلها، وليست وسيلة ولا غاية بل هي مشروع دولة ومجتمع، والتفوق فيها يجب أن يكون نتاج تخطيط وتدبير واجتهاد واستثمار في الموارد البشرية والمادية المتوفرة، وعلى مستوى المدربين واللاعبين والأندية ومنتخبات الشباب ، وعلى المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي ..
الاهتمام السياسي والإعلامي الكبير بكأس العالم من كل وسائل الإعلام ومن الملوك والأمراء والرؤساء والمؤسسات الاقتصادية الكبرى دليل آخر على أن كرة القدم ليست مجرد لعبة تتقاذفها الأرجل، بل هي أيضا مشروع سياسي واقتصادي واجتماعي كبير يعبر عن تفوق الأمم وتقدمها ولا يختلف عن كل المعارك الحربية والسياسية الكبرى التي نخوضها يوميا ..
التجاوب الجماهيري في كل بقاع الدنيا بكرة القدم وبكأس العالم ظاهرة يجب أن نفهم منها أهمية اللعبة في حياة الأمم والشعوب، وانعكاسها على مشاعر ومعنويات الناس وعلى يومياتها، وندرك من خلالها بأن الأمر يتعلق بظاهرة عالمية سلبت عقول وقلوب الصغار والكبار، وستبقى الأكثر تأثيرا من أي ظاهرة أخرى .
وجود منتخب عربي وحيد ويتيم في المونديال يجب أن يتوقف عنده العرب ليطرحوا ألف سؤال وسؤال عن هذا الإخفاق في الحضور بين الكبار، وهذا التراجع في التمثيل الذي هو امتداد لتراجعنا الرهيب في عديد المجالات وعلى كل المستويات الفكرية والبدنية و الفردية والجماعية .
تألق غانا يبعث فينا الأمل في قدرة شبابنا على التألق أيضا إذا وضعنا الثقة فيهم، وإخفاق بقية المنتخبات الأفريقية في مونديال جنوب إفريقيا رغم تجاربها المتكررة يعيد إلى أذهاننا إخفاقاتنا المتكررة في تجاربنا ومشاركاتنا المتعددة من أجل المشاركة .
خيبة أمل الفرنسيين والايطاليين درس آخر نفهم منه بأن كرة القدم لعبة واقعية لا مجال فيها للعيش على الأمجاد ، ولا تعترف بالرصيد والتاريخ والنجومية من دون الاستمرارية في العمل والعطاء ، ولا تبتسم لمن لا يحترم قواعدها ولمن يعتقد بأن البقاء في القمة أسهل من الوصول إليها .
خروج الأرجنتين والإنجليز بالشكل المهين أمام الألمان نتوقف عنده لنفهم بأن المدرب لوحده لا يصنع المنتخب حتى وان كان اسمه مارادونا أو كابيلو ، ونفهم بأن العقلية الألمانية والروح الجماعية والثقة في النفس والتحرر من كل العقد هي العوامل الكفيلة بصناعة المنتخبات واستقرارها حتى ولو كان الغائب نجم من طراز مايكل بالاك ..
أما تألق الأوروغواي ووصوله إلى نصف نهائي كأس العالم فهو أكبر الدروس التي لا تعترف بالمستحيل في كرة القدم من منتخب لم يتأهل إلى المونديال سوى بعد مباراته الفاصلة ، ولكنه لا يؤمن بكلمة مستحيل واستفاد من تأهله الصعب إلى المونديال.
كل ما حدث في جنوب إفريقيا كان محطات لمشاوير خاضها وبدأها الآخرون من زمان واستفادوا من تجاربهم وخبراتهم وانتصاراتهم وانتكاساتهم في وقت لم نبدأ بعد في التفكير والتخطيط ، ولم نفهم معاني كرة القدم وفلسفتها وأهميتها في حياة الأمم والشعوب، ولا نعرف متى وكيف السبيل إلى ذلك، ولا زلنا نعتقد بأن كرة القدم مجرد لعبة
أتركواا ولو رد ......................
الحياة مواقف وتجارب ومعالم وعبر نتعلم منها كل يوم درسا، وان لم نفعل سيفوتنا القطار ونبقى نتفرج على عالم لا ينظر في المرأة ولا ينتظرنا ولا يرحمنا ، وما حدث في كأس العالم بجنوب إفريقيا يبقى واحدا من أهم وأبرز هذه المحطات التي تستوقفنا كعرب وأفارقة وأسيويين ، وكبلدان متخلفة ونامية وأخرى في طريق النمو تتمتع وتستمتع بالفنيات ، وتتابع الآخرين وهم يتألقون وتنقسم في تشجيع هذا أو ذاك المنتخب، ولا تستفيد ولا تستثمر ولا توظف طاقاتها ومهاراتها ، ولا توفر لأبنائها ظروف العمل والنجاح والمشاركة في أكبر المحافل الدولية ، وتحقيق النتائج الطيبة التي تحققها غانا والأورغواي وسلوفاكيا واليابان وألمانيا ..
التنظيم الرائع لجنوب إفريقيا للحدث الأكبر في العالم بالكيفية التي شاهدناها يجب أن يثير فينا الغيرة ويزعزع فينا الطموح والسعي نحو الاقتداء بأبناء مانديلا في رفع تحدي التنظيم والسعي نحو ربح معركة احتضان العرب لكأس العالم، وعدم تكرار ما حدث مع المغرب التي حاولت ولكنها لم تلق كل السند المطلوب من أقرب المقربين .
نجاح جنوب إفريقيا في احتضان كأس العالم وما أدراك ما كأس العالم يسعدنا لأنه يحفزنا، ويحزننا في نفس الوقت لأن بعض بلداننا تملك كل المؤهلات للتنظيم وكان يمكن لعرب أسيا وإفريقيا أن يفعلوا ذلك قبل جنوب إفريقيا بكثير .
تتويج اسبانيا باللقب العالمي كتحصيل حاصل لسنوات من الجهد والتألق على مستوى الأندية والمنتخب يجب أن نتعلم منه بأن كرة القدم ليست فوزا وخسارة ، وليست مجرد لعبة وورقة تؤهل إلى المونديال نتصارع من أجلها، وليست وسيلة ولا غاية بل هي مشروع دولة ومجتمع، والتفوق فيها يجب أن يكون نتاج تخطيط وتدبير واجتهاد واستثمار في الموارد البشرية والمادية المتوفرة، وعلى مستوى المدربين واللاعبين والأندية ومنتخبات الشباب ، وعلى المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي ..
الاهتمام السياسي والإعلامي الكبير بكأس العالم من كل وسائل الإعلام ومن الملوك والأمراء والرؤساء والمؤسسات الاقتصادية الكبرى دليل آخر على أن كرة القدم ليست مجرد لعبة تتقاذفها الأرجل، بل هي أيضا مشروع سياسي واقتصادي واجتماعي كبير يعبر عن تفوق الأمم وتقدمها ولا يختلف عن كل المعارك الحربية والسياسية الكبرى التي نخوضها يوميا ..
التجاوب الجماهيري في كل بقاع الدنيا بكرة القدم وبكأس العالم ظاهرة يجب أن نفهم منها أهمية اللعبة في حياة الأمم والشعوب، وانعكاسها على مشاعر ومعنويات الناس وعلى يومياتها، وندرك من خلالها بأن الأمر يتعلق بظاهرة عالمية سلبت عقول وقلوب الصغار والكبار، وستبقى الأكثر تأثيرا من أي ظاهرة أخرى .
وجود منتخب عربي وحيد ويتيم في المونديال يجب أن يتوقف عنده العرب ليطرحوا ألف سؤال وسؤال عن هذا الإخفاق في الحضور بين الكبار، وهذا التراجع في التمثيل الذي هو امتداد لتراجعنا الرهيب في عديد المجالات وعلى كل المستويات الفكرية والبدنية و الفردية والجماعية .
تألق غانا يبعث فينا الأمل في قدرة شبابنا على التألق أيضا إذا وضعنا الثقة فيهم، وإخفاق بقية المنتخبات الأفريقية في مونديال جنوب إفريقيا رغم تجاربها المتكررة يعيد إلى أذهاننا إخفاقاتنا المتكررة في تجاربنا ومشاركاتنا المتعددة من أجل المشاركة .
خيبة أمل الفرنسيين والايطاليين درس آخر نفهم منه بأن كرة القدم لعبة واقعية لا مجال فيها للعيش على الأمجاد ، ولا تعترف بالرصيد والتاريخ والنجومية من دون الاستمرارية في العمل والعطاء ، ولا تبتسم لمن لا يحترم قواعدها ولمن يعتقد بأن البقاء في القمة أسهل من الوصول إليها .
خروج الأرجنتين والإنجليز بالشكل المهين أمام الألمان نتوقف عنده لنفهم بأن المدرب لوحده لا يصنع المنتخب حتى وان كان اسمه مارادونا أو كابيلو ، ونفهم بأن العقلية الألمانية والروح الجماعية والثقة في النفس والتحرر من كل العقد هي العوامل الكفيلة بصناعة المنتخبات واستقرارها حتى ولو كان الغائب نجم من طراز مايكل بالاك ..
أما تألق الأوروغواي ووصوله إلى نصف نهائي كأس العالم فهو أكبر الدروس التي لا تعترف بالمستحيل في كرة القدم من منتخب لم يتأهل إلى المونديال سوى بعد مباراته الفاصلة ، ولكنه لا يؤمن بكلمة مستحيل واستفاد من تأهله الصعب إلى المونديال.
كل ما حدث في جنوب إفريقيا كان محطات لمشاوير خاضها وبدأها الآخرون من زمان واستفادوا من تجاربهم وخبراتهم وانتصاراتهم وانتكاساتهم في وقت لم نبدأ بعد في التفكير والتخطيط ، ولم نفهم معاني كرة القدم وفلسفتها وأهميتها في حياة الأمم والشعوب، ولا نعرف متى وكيف السبيل إلى ذلك، ولا زلنا نعتقد بأن كرة القدم مجرد لعبة
أتركواا ولو رد ......................