طاهيري فتيحة
2010-08-16, 11:28
سعت بعض الأوساط المصرية المعروفة بحرصها الدائم على انتهاز فرص إشعال الفتن إلى استغلال حادثة رشق حافلة نادي الأهلي المصري بالحجارة من طرف شاب متهور لإطلاق بوادر "نذر" حرب إعلامية وسياسية جديدة مع الجزائر، حيث كشف التعاطي الإعلامي لبعض الصحف الإلكترونية المصرية وجود إرادة قوية في عدم استخلاص دروس الأزمة الفارطة، التي لم تصل بعد خط النهاية.
هوّلت معظم المواقع الإخبارية، ومواقع الصحف المصرية على الأنترنت حادثة رشق حافلة نادي الأهلي المصري سهرة السبت من طرف أحد الشباب المتعصبين بمدينة تيزي وزو، وهي الحادثة التي اعتذر عنها رئيس نادي شبيبة القبائل محند الشريف حناشي، وحاول متعصبون مصريون تضخيم الحادثة وتصويرها بمثل خطورة الاعتداء الهمجي الذي تعرضت له حافلة المنتخب الوطني يوم 12 نوفمبر من السنة الماضية بالعاصمة المصرية القاهرة، وهو الاعتداء الذي لا يمكن أن يرقى إلى حجمه أبدا اعتداء تيزي وزو، ناهيك عن مسارعة المسؤول الأول في النادي القبائلي إلى الاعتذار عكس مسؤولي الاتحاد المصري لكرة القدم الذين لم يعتذروا عن ضرب حافلة "الخضر" بل كانوا أكثر وقاحة حين زعموا أن اللاعبين الجزائريين قد ضربوا أنفسهم وقاموا بـ"تمثيلية وقحة".
وإذا لم غريبا على بعض وسائل الإعلام المصرية المعروفة بشوفينيتها الكبيرة وإصابتها بداء "البارانويا الإعلامية"، فإن الغريب هو أن تنحو بعض وسائل الإعلام العربية منحى المتعصبين المصريين، حيث سارعت بعض المواقع الإخبارية الخاصة بصحف وقنوات فضائية عربية إلى تناقل أخبار الاعتداء على حافلة الأهلي المصري بكثير من المبالغة والتهويل، بحثا عن الإثارة والفتنة، علما أن بعض تلك الجهات قد "تغذت" وانتعشت لفترة طويلة بفضل أخبار أزمة العلاقات وحرب التصريحات بين الجزائر ومصر.
وإذا كانت معظم وسائل الإعلام العربية قد تعاملت بحذر شديد وتجاهلت حادثة الاعتداء المصري على حافلة "الخضر"، فإن الأمر لم يكن كذلك بمناسبة الاعتداء الجزائري على حافلة الأهلي، حيث لم تتردد كثير من المواقع العربية في تناقل الخبر وتضخيمه على طريقتها، بعد أن ضخمت حادثة انحراف حافلة الفريق نفسه بسبب الأمطار، وزعمت أن بعثة الأهلي قد نجت من الموت.
وفي هذا السياق طالعتنا قناة الآم بي سي الفضائية عبر موقعها الإلكتروني بعنوان مثير يقول "اعتداء جزائري على حافلة الأهلي المصري"، زعمت فيه أنه قد "اعتدى عدد من الجماهير الجزائرية على حافلة الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي المصري بالحجارة"، علما أن المعتدي كان شخصا واحدا تم القبض عليه وتحويله للعدالة.
ومضت قناة الآم بي سي في تهويل الأمور فابتدعت قصة خيالية قالت فيها أن حافلة الأهي "تعرضت لهجوم من مجموعة خرجت من منطقة زراعية بين الجبال في أثناء انتقال الفريق من فندق الإقامة إلى موقع التدريبات".
ويزول العجب حين يعلم القارئ أن عددا كبيرا من المواقع الإعلامية العربية يسيطر عليها صحفيون مصريون، يلتزم بعضهم بالقواعد المهنية، ويفكر آخرون بالمنطق الفرعوني القائل "ما أريكم إلا ما أرى".. نسأل الله أن يهدينا جميعا ويقي أمة الإسلام من فتنة جديدة.
منقول من جريدة أخبار اليوم
هوّلت معظم المواقع الإخبارية، ومواقع الصحف المصرية على الأنترنت حادثة رشق حافلة نادي الأهلي المصري سهرة السبت من طرف أحد الشباب المتعصبين بمدينة تيزي وزو، وهي الحادثة التي اعتذر عنها رئيس نادي شبيبة القبائل محند الشريف حناشي، وحاول متعصبون مصريون تضخيم الحادثة وتصويرها بمثل خطورة الاعتداء الهمجي الذي تعرضت له حافلة المنتخب الوطني يوم 12 نوفمبر من السنة الماضية بالعاصمة المصرية القاهرة، وهو الاعتداء الذي لا يمكن أن يرقى إلى حجمه أبدا اعتداء تيزي وزو، ناهيك عن مسارعة المسؤول الأول في النادي القبائلي إلى الاعتذار عكس مسؤولي الاتحاد المصري لكرة القدم الذين لم يعتذروا عن ضرب حافلة "الخضر" بل كانوا أكثر وقاحة حين زعموا أن اللاعبين الجزائريين قد ضربوا أنفسهم وقاموا بـ"تمثيلية وقحة".
وإذا لم غريبا على بعض وسائل الإعلام المصرية المعروفة بشوفينيتها الكبيرة وإصابتها بداء "البارانويا الإعلامية"، فإن الغريب هو أن تنحو بعض وسائل الإعلام العربية منحى المتعصبين المصريين، حيث سارعت بعض المواقع الإخبارية الخاصة بصحف وقنوات فضائية عربية إلى تناقل أخبار الاعتداء على حافلة الأهلي المصري بكثير من المبالغة والتهويل، بحثا عن الإثارة والفتنة، علما أن بعض تلك الجهات قد "تغذت" وانتعشت لفترة طويلة بفضل أخبار أزمة العلاقات وحرب التصريحات بين الجزائر ومصر.
وإذا كانت معظم وسائل الإعلام العربية قد تعاملت بحذر شديد وتجاهلت حادثة الاعتداء المصري على حافلة "الخضر"، فإن الأمر لم يكن كذلك بمناسبة الاعتداء الجزائري على حافلة الأهلي، حيث لم تتردد كثير من المواقع العربية في تناقل الخبر وتضخيمه على طريقتها، بعد أن ضخمت حادثة انحراف حافلة الفريق نفسه بسبب الأمطار، وزعمت أن بعثة الأهلي قد نجت من الموت.
وفي هذا السياق طالعتنا قناة الآم بي سي الفضائية عبر موقعها الإلكتروني بعنوان مثير يقول "اعتداء جزائري على حافلة الأهلي المصري"، زعمت فيه أنه قد "اعتدى عدد من الجماهير الجزائرية على حافلة الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي المصري بالحجارة"، علما أن المعتدي كان شخصا واحدا تم القبض عليه وتحويله للعدالة.
ومضت قناة الآم بي سي في تهويل الأمور فابتدعت قصة خيالية قالت فيها أن حافلة الأهي "تعرضت لهجوم من مجموعة خرجت من منطقة زراعية بين الجبال في أثناء انتقال الفريق من فندق الإقامة إلى موقع التدريبات".
ويزول العجب حين يعلم القارئ أن عددا كبيرا من المواقع الإعلامية العربية يسيطر عليها صحفيون مصريون، يلتزم بعضهم بالقواعد المهنية، ويفكر آخرون بالمنطق الفرعوني القائل "ما أريكم إلا ما أرى".. نسأل الله أن يهدينا جميعا ويقي أمة الإسلام من فتنة جديدة.
منقول من جريدة أخبار اليوم