المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من دروس شهر مضان " الاخلاص في العبادة "


حمراوي نت
2010-08-15, 20:29
السلام عليكم اخواني أعضاء و زوار منتدى الجلفة لكل الجزائريين و العرب ، أردت أن أفيدكم بجملة من الدروس الليلية التي
ألقيها بمسجد الحي بالقرية التي أسكن فيها ، عسى الله تعالى أن ينفعكم بها
الدرس الرابع : الاخلاص في العبادة
الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمداً يليق بجلاله وعظمته وقدرته وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي أوجب الصيام في رمضان على عباده، والصلاة والسلام على من سن القيام في رمضان لأصحابه واتباعه.. أمّا بعد:
قال الله تعالى :{ وما أُمروا إلا ليعبدوا اللهَ مخلصينَ لهُ الدينَ حنفاءَ ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاةَ وذلكَ دينُ القيّمة } سورة البيّنة/5 وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه قيل: وما إتقانه يا رسول الله ؟ قال : يخلصه من الرياء والبدعة.
إنّ الله تبارك وتعالى جعل الإخلاص شرطا لقبول الأعمال الصالحة. والإخلاص هو العمل بالطاعة لله وحده. والمُخلص هو الذي يقوم بأعمال الطاعة من صلاة وصيام وحج وزكاة وصدقة وقراءة للقرءان وغيرها ابتغاء الثواب من الله وليس لأن يمدحه الناس ويذكروه.
يقول أبن القيم رحمه الله تعالى ( الإخلاص ألا تطلب على عملك شاهداً غير الله ، ولا مجازياً سواه )
يقول الشيخ خالد الراشد أن العلماء عرفوا الإخلاص : هو أن يكون قصد الإنسان في سكناته وحركاته وعباداته الظاهرة والباطنة خالصة لوجه الله تعالى لا يريد بها شيئاً من حطام الدنيا أو ثناء الناس. ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى ) لا يجتمع الإخلاص ومحبة المدح والثناء في قلب مؤمن (
شروط قبول العمل
1 - الإخلاص لله تعالى 2 - المتابعة لرسول الله
فإن أخلّ بالأول كان مشركاً، وإن أخلّ بالثاني كان مبتدعاً.
(بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
فإسلام الوجه له هو: الإخلاص، والإحسان: هو المتابعة.( اللجنة الدائمة (
فالمصلي يجب أن تكون نيته خالصة لله تعالى وحده فقط فلا يصلي ليقول عنه الناس " فلان مصل لا يقطع الفرائض " والصائم يجب أن يكون صيامه لله تعالى وحده فقط وكذلك الأمر بالنسبة للمزكي والمتصدق وقارئ القرءان ولكل من أراد أن يعمل عمل برٍ وإحسان.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل سأله بقوله :" يا رسولَ الله الرجلُ يبتغي الأجرَ والذكرَ مَا لَه؟" قال:" لا شيء له" فسأله الرجل مرة ثانية " الرجل يبتغي الأجر والذكر ما له؟" قال :" لا شيء له" حتى قال ذلك ثلاث مرات ثم قال :" إنّ الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له وابتُغي به وجهه" رواه الحاكم. أي أنّ من نوى بعمل الطاعة الأجرَ من الله والذكرَ من الناس فليس له من الثواب شيء.
قال تعالى :" مَثَلُ الذين ينفقون أموالَهم في سبيلِ اللهِ كمثلِ حبةٍ أنبتَتْ سبعَ سنابلَ في كلِّ سُنبلةٍ مائةُ حبةٍ واللهُ يضاعفُ لمن يشاءُ والله واسعٌ عليم}. سورة البقرة/261
فالدرهم الذي يدفعه المسلم في سبيل الله ووجوه الخير يضاعفه الله إلى سبعمائة ضعف ويزيد الله لمن يشاء. وهذا الحكم وهو مضاعفة الأجر عام للمصلي والصائم والمزكي والمتصدق وقارئ القرآن والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر وغيرهم بشرط الإخلاص لله تعالى الذي هو أساس العمل.
أما الرياء فهو العمل بالطاعة طلباً لمحمدة الناس. فمن عمِل عَمَل طاعةٍ وكانت نيته أن يمدحه الناس وأن يذكروه بأفعاله فليس له ثواب على عمله هذا بل وعليه معصية كبيرة ألا وهي معصية الرياء.
وقد سمّى الرسول عليه الصلاة والسلام الرياءَ الشركَ الأصغر، شبهه بالشرك الأكبر لعظمه. فالرياء ليس شركاً يخرج فاعله من الإسلام بل هو ذنب من أكبر الكبائر.

أخي المسلم، بادر إلى الطاعات والأعمال الصالحة في هذا الشهر الكريم بإخلاص في النية وثبات في العزيمة وإياك والرياء فإنه يبطل ثواب العمل ويستوجب صاحبه العذاب في النار. تزود من حياتك للمعاد وقم لله واجمع خير زاد ولا تركن إلى الدنيا طويلا فإن المال يجمع للنفاد. اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين الذين يفعلون الطاعات ابتغاء مرضاتك واجعلنا من عبادك التوابين المتطهرين.

امنة مسعد
2010-08-15, 20:50
السلام عليكم ورحمة الله وبكاته
شكرااااا اخي على الموضوع القيم و المفيد ... وشكرا على التوقيع الرائع
تقبّل الله منّا ومنك الصيّام والقيام

abires
2010-08-15, 21:50
بارك الله فيك اخي

على الموضوع القيم والمميز

يعطيك الف عافية

وبانتظار جديدك الدائم

البلبلة
2010-08-15, 21:56
http://forums.yallagroup.net/uploads/monthly_04_2010/post-51212-1271946987.gif

حمراوي نت
2010-08-30, 20:18
بارك الله فيكم جميعا على المرور الطيب و الردود المشجعة