تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة......... ما رايكم


شجون القلم
2010-08-14, 22:37
قصة قصيرة: بعـنوان:"في حدود الذكرى"
لقد ضم وجودها الثرى، وفتحت لنفسها باب الراحة والوقار، ها قد توارت عن الأنظار. بعد أن أهدتني وردة، وقد كانت وردة بهية، لا يبارحني عطر أمها فيها. أما أنا فلم أكن قد ارتويت من بحر حبها بعد، وفقدت بفقدانها طعم السعادة والأمان. تلك الوردة البريئة لازالت تفتقدني وتفتقد الحضن الدافئ، أنها لا تزال متفائلة ومفعمة بالحياة والأمل والحب، ومضت تشاركني أفراحها في الدراسة حينا وإخفاقاتها حينا أخرى. وأنا اكتفي بالتهنئة أو بالتأسف، لكنها ما تفتر أن تتذكر حبيبتي وتتحسر لغيابها الأبدي خاصة واني انفرد بها في بيت قد خلى من حسها، وعج بصورتها التي كثيرا ما أبحرت معها إلى عالم الذكريات المشتركة. فوردة لم تكن لتتأقلم مع مكان تكتنفه الوحدة من كل جانب، ويعمره حزن أب طال وجوده. هاهي سنين العمر تداهمني وإياها، وها قد ولجت وردة العقد الثاني وقضت منه سنين. لكنها -وعلى غير عهدي بها- فقد باتت صعبة المزاج، وتنفر من أبوتي. فهي من بعد السلام، لا تجرؤ عن السؤال عن حالي بعد غياب يوم طويل وشاق، وكنت قد بدأت الحظ تباينها هذا من عينيها اللتين تبعثانني بنظرات القسوة والحقد، ورحت أقابلها أنا بأخرى للندم والشفقة، ولحظت ذلك أيضا من تجنبها ومحاشاتها الحديث معي، لأنها أضحت تقضي جل يومها خارج البيت، ولا تعود إلا بعد ساعات متأخرة من المساء، تنتقي لذلك ما جاد وحسن من الثياب والزينة آملة أن يغنيها هذا عن حرماني العاطفي. كما أنها لا تكلف نفسها في خلق الأعذار لتصرفاتها الأخيرة الغريبة هاته. فهي تدرك مدى انشغالي عنها بفرط حبي للماضي وبقائي أسيرا له لأحوال كثيرة؛ فقد حدث أن نعتتني ذات يوم بأني رجل عاشق للذكريات، ودعتني إلى التخلي عن التقليب في صفحات الماضي إذ قالت بنبرة حادة "لو كنت أقوى على بعثها للوجود لكان ذلك أول منى، فهو راحة لي قبل أن يكون لك كذلك. لقد تيقنت أن الفتاة مذهولة بحقيقة والدها الذي لا ينشد التغيير والرجاء في حياته. بيد أنها لم تعد تولي لحقيقتي اهتماما فتجدها من بعد عودتها، تطوف في أرجاء البيت كالغريب، وكأنها تحن إلى تلك الأم وأولئك الأهل والخلان، الذين لا تتردد عنهم إلا فيما ندر. لكن لا ريب في أن حنينها لذلك الحاضر الغائب كان أعظم. فمنذ نعومة أضافرها قد اعتادت على تمثال يركن إل تلك المكتبة في البيت، يقابل بذلك مجموعة صور عتيقة. آه كم أشفق عليها وعلى طفولتها المحرومة التي أعدمت فيها معاني البراءة. أما الآن وقد أينعت فهي تدينني بالإهمال والتجاهل طيلة ثمانية عشرة ربيعاً. لقد غابت عن محياها الطاهر تلك...............................يتبع

زكريا ضياء الدين
2010-08-18, 11:48
شكرا على القصة.
ننتظر منك المزبد