الزمزوم
2010-08-12, 00:48
قال النبي - صلى الله عليه وسلم :"تسحروا فإن في السحور بركة " ، فحري بالصائم أن يتسحر ، و أن يؤخر سحوره إلى قبيل الفجر ولو كان السحور قليلا ، لما في ذلك من الخيرات والبركات العظيمة ، فمن ذلك أنه استجابة لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث قال في الحديث المتفق عليه : " تسحروا فإن في السحور بركة " ، وكفى بذلك فضلا وشرفا ، قال تعالى :" من يطع الرسول فقد أطاع الله " وقال : " ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " ومن بركاته أنه شعار المسلمين ، وأن فيه مخالفة لأهل الكتاب قال النبي - صلى الله عليه وسلم -فيما رواه مسلم : " فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب ، أكلة السحر " ، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - :"ما يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " رواه البخاري ومسلم . ومن بركات السحور أن فيه تقوية على الطاعة ، وإعانة على العبادة ، وزيادة في النشاط والعمل ، ذلكم أن الجائع الظامئ يعتريه الفتور ، ويدب إليه الكسل ، ومن بركات السحور حصول الصلاة من الله وملائكته على المتسحرين ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما: " إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين " رواه ابن حبان والطبراني وحسنه الألباني ، ومن بركات السحور أن فيه مدافعة لسوء الخلق الذي قد ينشأ عن الجوع ، ومن بركاته أن وقت السحور وقت مبارك ، فهو وقت النزول الإلهي ، كما يليق بجلال الله وعظمته ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول : من يدعوني فأستجب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له " رواه البخاري ، وأن وقت السحور من أفضل الأوقات للإستغفار إن لم يكن أفضلها ، قال تعالى :" والمستغفرين بالأسحار " ، وقوله : " وبالأسحار هم يستغفرون " فالقيام للسحور سبب لإدراك هذه الفضيلة ، ونيل بركات الإستغفار المتعددة .ومن بركات السحور أنه أضمن لإجابة المؤذن بصلاة الفجر ، ولا يخفى ما في ذلك من الأجر ، وأنه أضمن لإدراك صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة ، ومن بركات السحور أن تناوله في حد ذاته عبادة إذا نوى بها التقوَي على طاعة الله ، والمتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك أن الصائم إذا تسحر لا يمل إعادة الصيام ، بل يشتاق إليه ، خلافا لمن لا يتسحر ، فإنه يجد حرجا ومشقة يثقلان عليه العودة إليه .ومن بركات السحور أن الله تعالى يطرح الخير في عمل المتسحر ، ، فحري به أن يوفق لأعمال صالحة في ذلك اليوم ، فيجد انبعاثا لأداء الفرئض والنوافل ، والإتيان بالأذكار ، والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .