المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مسائل الجاهلية : الغلو بأهل العلم والصلاح !


أبو صهيب الجزائري
2010-08-10, 10:10
السلام عليكم

ما يقع فيه الكثير من الاخوة في منتدانا من غلو في بعض العلماء بقصد أو بغير قصد ، حتى اعتقدوا لهم الصلاحية في تحليل الحرام وتحريم الحلال ، وتغيير الشرع المطهر .ومن أخذ بقول هذا العالم فهو سني ومن لم يأخذ بقوله فهو مبتدع ضال .

فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان : الغُلُوُّ في العلماء والصالحين ، كقوله : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقِّ ) . [ النساء : 171 ] .

الشرح : وهذه مسألة خطيرة ، والغلو معناه في اللغة : الزيادة عن الحد ، يقال : غلا القدر ، إذا ارتفع فيه الماء بسبب الغليان ، ويقال : غلا السعر ، إذا ارتفع عن الحد المعروف . فالغلو هو : الزيادة والارتفاع عن الحد المعروف .

والغلو في الشرع هو : الزيادة في رفع شخص فوق منزلته اللائقة به ؛ كالزيادة في حق الأنبياء أو الصالحين ، ورفعهم عن قدرهم إلى الربوبية أو الألوهية .

فأهل الجاهلية غلو في الأشخاص حتى رفعوهم عن قدرهم ، على أن جعلوهم أربابًا مع الله ؛ كما غلا اليهود في عزير وقالوا : هو ابن الله . وكما غلت النصارى ورفعوا عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - من البشرية والرسالة إلى الألوهية ، وقالوا : هو ابن الله . وكذلك قوم نوح لما غلو في الصالحين ، وصوروا صورهم وتماثيلهم ، ثم عبدوهم من دون الله ، فرفعوهم إلى مرتبة الألوهية : ( وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ) . [ نوح : 23 ] . جعلوهم آلهة .

وكذلك غيرهم من طوائف المشركين إلى اليوم ، يغلون في الصالحين ، ويطوفون بقبورهم ، ويذبحون لهم ، وينذرون لهم ، ويستغيثون بالموتى ويستنجدون بهم ، يطلبون منهم قضاء الحوائج .

فالغلو يجرُّ أصحابه إلى الشرك ، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تُطرُوني ؛ كما أطرت النصارى ابن مريم ) . والإطراء هو : الغلو في المدح ( إنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله ) . [ أخرجه البخاري : رقم 3445 ] .

والغلو في الأشخاص من الأنبياء والصالحين ، هو الذي أوقع المشركين - من الكتابيين والأميين - في الشرك الأكبر .

والواجب : أن يُعرف للأشخاص قدرهم اللائق بهم ، فيعرف للرسل رسالاتهم ، ويعرف للصالحين صلاحهم ، ويعرف للعلماء علمهم ، وأنهم أفضل من غيرهم ، ففضل العالم على العابد ؛ كفضل القمر على سائر الكواكب ، ويُنزلون منازلهم ، ولا يرفعون فوق منازلهم .

قال تعالى : ( لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ ) . [ النساء : 171 ] .

وقال تعالى : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ) . [ المائدة : 77 ] .

والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) . [ أخرجه النسائي وابن ماجه ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " ] .

فلا يجوز الغلو في المخلوقين ، ورفعهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله فيها ؛ لأن هذا يجر إلى الشرك بالله - عز وجل - ، وكذلك الغلو في العلماء والعباد ، قال تعالى عن اليهود والنصارى : ( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ ) . [ التوبة : 31 ] .

غلو في علمائهم وعبادهم ، حتى اعتقدوا لهم الصلاحية في تحليل الحرام وتحريم الحلال ، وتغيير الشرع المطهر .
انتهى كلام الشيخ رحمه الله
اليكم اخوتي زيادة على ما تفضل به الشيخ رحمه الله ، سماتٍ من اتسم بها أو ببعضها فهو خارجي ، أو وقع فيما وقعت فيه الخوارج من الغلو مما يقع فيه الكثير من الاخوة :

1- تكفير صاحب الكبيرة
2- تكفير من وقع في معصية وأصر عليها.
3- القول بأن الإيمان شيء واحد لا ينقص ، فإذا ذهب بعضه ذهب كله.
4- جواز الخروج على الحاكم المسلم لجوره وظلمه، وإن لم يُرَ منه كفرٌ بواحٌ.
(ووجه كونه خارجية، أنه قد استقر رأي أهل السنة والجماعة على عدم جواز ذلك، وخالفت الخوارج))
5- عدم العذر بالجهل مطلقاً.
((والصواب أنَّ الجهل قد يكون عذراً وقد لا يكون؛ ففيه تفصيل))
6- تكفير كل من حكم بغير ما أنزل الله ولو في قضية معينة.
((والصواب: التفريق بين التشريع العام وجعله ديناً متبعاً وقانوناً ملزماً وبين جعل الشريعة الإسلامية هي الدين المُلْزِم، ومخالفتها وعدم الحكم بها في قضية أو قضايا معينة))
7- التسرع في تكفير المعين دون مراعاةٍ لتحقق الشروط وانتفاء الموانع.
مقتبس من هامش شرح ((العقيدة الواسطية)) للعلامة محمد خليل هراس الطبعة الرابعة (ص267)
والله أعلم
وصلي اللهم وسلم على المصطفى وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم

01 algeroi
2010-08-10, 10:31
كلام جيّد ونقل سديد مع التأكيد على أنّ الغلو ظاهرة مرضية تعتري جميع الدعوات وعليه فعلاجها يعتمد على إحياء الأصول التربوية وتصحيح المفاهيم الفكرية والتصورات العقدية للجيل القادم من أبناء الإسلام وأن يمنع توريث الخطأ بقطع أسبابه المؤدية إليه من سوء التربية ضعف التأصيل وعشوائية التحصيل والله المستعان ..

الأخ سعيد
2010-08-10, 11:40
بارك الله فيك أخي ..و التعصب يكون للحق لا للرجال

العربي عبدية
2010-08-10, 12:27
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و ارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه

yacinp2
2010-08-10, 13:17
موضوع جميل لا افراط ولا تفريط

أمير البيان
2010-08-10, 14:22
أصبت الهدف اخي الكريم، المشكلة عقدية منهجية إضافة إلى كونها أخلاقية، وتحسبونه هيّنا وهو عند الله عظيم!
... تحياتي ...

ايوب الجزائري
2010-08-10, 14:28
كلام جميل
بارك الله فيك اخي الحبيب
التعصب للحق لا للرجال فالرجال بشر لا تؤمن عليهم الفتنة والتاريخ نقل لنا كم شيخ غير وبدل وانتقل من حال لحال

أبو صهيب الجزائري
2010-08-10, 15:36
كلام جيّد ونقل سديد مع التأكيد على أنّ الغلو ظاهرة مرضية تعتري جميع الدعوات وعليه فعلاجها يعتمد على إحياء الأصول التربوية وتصحيح المفاهيم الفكرية والتصورات العقدية للجيل القادم من أبناء الإسلام وأن يمنع توريث الخطأ بقطع أسبابه المؤدية إليه من سوء التربية ضعف التأصيل وعشوائية التحصيل والله المستعان ..

السلام عليكم
بارك الله فيك وربنا يجازيك خيرا على هذه الاضافة
اللهم آمين
السلام عليكم

أبو صهيب الجزائري
2010-08-15, 12:49
بارك الله فيك أخي ..و التعصب يكون للحق لا للرجال

السلام عليكم
وفيك بارك الله أخي وربنا يجازيك خيرا على هذا المرور
اللهم آمين
السلام عليكم