klimer
2008-04-22, 14:03
أخي في الله ..
إنَّ الموت حقيقة لا يكابر فيها مكابر ، ولا يجادل فيها ذو عقل ؛ لأنَّ الموت مشاهد مكرور ، ولكن الناس غافلون أو متغافلون عنها ، ومع ذلك فكل حي سبيله الموت والرحيل من هذه الحياة ، تاركاً ما خوله الله خلف ظهره من أهل ومال ونعيم ، بل إن أهله الذين هم أهله هم الذين سيوارونه التراب بعد أن خمدت فيه الحياة.
أحبتي في الله …
إنَّ للعمر أيامه ، وللحياة نهايتها ، ولا ندري متى تنقضي أيام العمر ومتى تبلغ الحياة نهايتها ، ولكن كلنا يدري أن ذلك لن يطول.
قال الله : " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُون " [الأعراف/34] فكيف بك إذا بلغت من الحياة النهاية ، وانتقلت منها إلى حياتك الأخرى ؟ أتراك ستنتقل من هذه الحياة إلى حياة أفضل منها أم إلى حياة أشقى وأتعس ؟!!
أحبتي في الله ….
نحن قوم مسافرون ، والطريق طويلة ، والعقبات كثر فتزود لآخرتك من دنياك ، ولا يلهينكم عن غايتكم فتات الطريق ، وبريق الشهوات وبهرج المال ، وحلاوة العيش فإن ذلك لن يدوم " قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ" [ النساء/78 ]
أخي في الله …
دعنا نفسح للحق في نفوسنا سبيلاً ، دعنا نعرف حقيقة الحياة ، تالله إن الحياة التي تخلو من السير على المنهج الإلهي… إن الحياة التي لا تتصل بالحي الذي لا يموت …إن الحياة التي تنخلع من ظل شريعة الله …إنها لحياة تافهة شائهة ، عذابٌ .. يعيش صاحبها يقاسي في نفسه لوعه ، وفي روحه جوعه ؛ لأنه يعيش دون أن يشعر بوجوده الحق ، ودون أن يعرف سبيله فاعرف ربك تعرف نفسك، وتعرف سعادتك ، وتُهدى لغايتك ، ودون ذلك حياتك سراب يلمع في وهج الشمس في حر الهاجرة ، يخيل إليك أنه شئ يُغنى ويقني ، ولكنه لا شئ إنه سراب .
" وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ "[ النور/39 ]
أخي في الله …
لا ألفينك وقد انقضت حياتك وحان حينك ، وولت عنك الدنيا مدبرة ، ونظرت إلى ماضي أيامك فإذا بك تشاهد ماضياً أليماً ، وأياماً سوداء قاتمة قضيتها في عصيان رب العالمين ، وقد خدعك في الحياة مظهرها وزخرفها فغابت عنك حقيقتها وغايتها، فعند ذلك تقوم باكياً حين تبلغ الروح الحلقوم والناس إليك ينظرون : رب امهلون وإلى الدنيا ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ، فيقال لك : لا ، لقد انتهت الحياة ومضت فترة الاختبار .
قال الله تعالى : " قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ " [ غافر/11 ]
وقال جل وعلا : " وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِير" [ فاطر/37 ]
ثم ماذا .. ؟؟
لم يشغلِ الموتُ عنا مذ أُعِدَّ لنا
وكلنا عنه باللذاتِ مشغـولُ
وليس من موضعٍ يأتيه ذو نَفَسٍ
إِلا وللموتِ سَيْفٌ فيه مسلولُ
ومن يمتْ فهو مقطوعٌ ومجتنبٌ
والحي ما عاشَ مَغْشِيٌ ومَوْصولُ
كُـلْ ما بدا لكَ فالآكـالُ فانيـة
وكُـلُّ ذي أُكُـلٍ لابُـدَّ مأكـولُ
ثم ماذا .. ؟؟
هذا أخطر ما يكون .. ثم ماذا ؟؟ وهنا تفترق الطرق بين أهل الإيمان وبين أهل الكفر والعصيان ، أثمَّ حياة أخرى أم لا ؟ أثم نعيم وعذاب في القبر أم لا ؟ أهناك بعث ونشور وحساب وجزاء يوم تقوم الأشهاد أم لا ؟ أجنة هي موعود المؤمنين ونار هي جزاء الكافرين أم لا ؟
فأهل الإيمان يؤمنون بأن هذه الحياة إلى زوال ثم ينتقل الإنسان إلى الحياة الأخرى السرمدية ، فالدنيا دار ابتلاء والآخرة دار الجزاء ، ويؤمنون بأن في القبر نعيما وعذابا ، ثم يبعث الله الناس من قبورهم يوم القيامة ذلك اليوم العظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين فيوفيهم حسابهم فيدخل الجنة المؤمنين برحمته ويوفيهم أجورهم والله ذو الفضل العظيم ، ويدخل النار الكافرين بعدله وبئس مثوى الكافرين .
أيها الأخوة …
خرجت الروح ، ووضع الجسد في التراب حيث القبر أول منازل الآخرة ، وأول مراحل البداية لحياة أخرى ، غيب يا لهوله !!!
ومن مقتضيات الإيمان أن نتفكر في هذا الأمر ، وإلا فليتهم كل منا نفسه فالتفكر أول طريق الاستعداد فجديرٌ بمَنْ الموت مصرعه ، والتراب مضجعه ، والدود أنيسه ، ومنكر ونكير جليسه ، والقبر مقره ، وبطن الأرض مستقره ، والقيامة موعده ، والجنة أو النار مورده ، ألا يكون له فكر إلا في الموت ، لا ذكر إلا له ، ولا استعداد إلا لأجله ، ولا تدبير إلا فيه ، ولا تطلع إلا إليه ، ولا اهتمام إلا به ، ولا انتظار وتربص إلا له.
وحقيق بمن أراد الفوز والنجاة أن يعد نفسه في الموتى ، ويراها في أصحاب القبور ، ولكن قست القلوب فأعرضت عن ذكر هذا الخطر العظيم ، ومن يذكره يذكره بقلب فارغ ، بل بقلب مشغول بشهوة الدنيا فازدادت القلوب قسوة على قسوة .
فلماذا هذا الصدود والإعراض عن سبيل الله جل وعلا ؟
لماذا إخوتاه قست قلوبنا فلم تعد تنجع فيها المواعظ المتتالية والدعوات المستمرة ، مع كل هذه الوسائل المختلفة في دعوة الناس لدينهم لماذا يحيدون ولا يلتزمون بشريعة ربهم ؟
أهي الدنيا قد اجتالت الناس عن دينهم فعبدوها من دون الله ؟ فلا همَّ ولا شغل للإنسان إلا شهواته وقد علم أنَّ نعيم الدنيا منغص لأنها ليست بدار الخلود ، إذ السلامة فيها ترك ما فيها .
أهي الحرب الضروس التي تشن على الإسلام في كل مكان وبكل صورة ، سواء الحرب العسكرية أو الثقافية فيما يعرف بالغزو الثقافي ، ذلك المخطط الخبيث لمحو هويتنا الإسلامية ، فانصاع الناس وراء هؤلاء ، ومُكِر بهم ، فدب فيهم الوهن والعجز وهزموا نفسياً ، فلم يروا لدينهم علوا ولا مكانة بل انبهروا بمغريات المدنية الغربية ، وانجرفوا لتيار حياتهم المادية التي لا روح فيها فابتعدوا عن دينهم ، فعدت اليوم حين تخاطب المسلمين الذين هم من جلدتك وربما يتكلم أغلبهم بلسانك تجد عجباً ، تسلل إلى الناس الشك ، وراحوا يتخبطون حتى ترى من يسخر بعقائد الإسلام ، يسخر أن هناك عذابا في القبر ، لا يصدق وأخشى أن تزل الأقدام فينفون يوم القيامة ثم ينفون الدين بالكلية حتى تأتي الطامة فينفون وجود الله ، وإنها دركات بعضها تحت بعض ، وظلمات بعضها فوق بعض ، ومقتضى الطبيعة أن الهبوط أسرع من الصعود فترقب !!
أيها الأخوة …
إنني أخاطب الآن من يريد الله والدار الآخرة أحاول أن أوقظه أحاول أن أجذبه بقوة قبل أن يهلك تحت القبضان أريده أن يركب سفينة الإيمان ولا يكن مع الهالكين .
وسأصف لك ـ أخي ـ وصفة ناجعة عساك تنتفع بها ، فجرد الإخلاص أولا واصحبني ساعة واحدة من عمرك لعلك تظفر بها طيلة حياتك .
إخوتاه
بداية ينبغي أن نتأمل ذلك الخطر العظيم الذي يحول بينك وبين طريق الآخرة ، لعلك تعرف أن الطريق إلى الله لا تقطع بالأقدام بل تقطع بالقلوب ، فإذا كان القلب يعاني من القسوة والجمود فلا بأس أن نصف له الدواء ، ومن جملته ما نحن بصدد الحديث عنه من أهوال القبور ، فاستعن بالله ولا تعجز ، وابدأ من الآن في كتابة الجرعات التي ستحافظ عليها حتى يحيا قلبك .
إنَّ الموت حقيقة لا يكابر فيها مكابر ، ولا يجادل فيها ذو عقل ؛ لأنَّ الموت مشاهد مكرور ، ولكن الناس غافلون أو متغافلون عنها ، ومع ذلك فكل حي سبيله الموت والرحيل من هذه الحياة ، تاركاً ما خوله الله خلف ظهره من أهل ومال ونعيم ، بل إن أهله الذين هم أهله هم الذين سيوارونه التراب بعد أن خمدت فيه الحياة.
أحبتي في الله …
إنَّ للعمر أيامه ، وللحياة نهايتها ، ولا ندري متى تنقضي أيام العمر ومتى تبلغ الحياة نهايتها ، ولكن كلنا يدري أن ذلك لن يطول.
قال الله : " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُون " [الأعراف/34] فكيف بك إذا بلغت من الحياة النهاية ، وانتقلت منها إلى حياتك الأخرى ؟ أتراك ستنتقل من هذه الحياة إلى حياة أفضل منها أم إلى حياة أشقى وأتعس ؟!!
أحبتي في الله ….
نحن قوم مسافرون ، والطريق طويلة ، والعقبات كثر فتزود لآخرتك من دنياك ، ولا يلهينكم عن غايتكم فتات الطريق ، وبريق الشهوات وبهرج المال ، وحلاوة العيش فإن ذلك لن يدوم " قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ" [ النساء/78 ]
أخي في الله …
دعنا نفسح للحق في نفوسنا سبيلاً ، دعنا نعرف حقيقة الحياة ، تالله إن الحياة التي تخلو من السير على المنهج الإلهي… إن الحياة التي لا تتصل بالحي الذي لا يموت …إن الحياة التي تنخلع من ظل شريعة الله …إنها لحياة تافهة شائهة ، عذابٌ .. يعيش صاحبها يقاسي في نفسه لوعه ، وفي روحه جوعه ؛ لأنه يعيش دون أن يشعر بوجوده الحق ، ودون أن يعرف سبيله فاعرف ربك تعرف نفسك، وتعرف سعادتك ، وتُهدى لغايتك ، ودون ذلك حياتك سراب يلمع في وهج الشمس في حر الهاجرة ، يخيل إليك أنه شئ يُغنى ويقني ، ولكنه لا شئ إنه سراب .
" وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ "[ النور/39 ]
أخي في الله …
لا ألفينك وقد انقضت حياتك وحان حينك ، وولت عنك الدنيا مدبرة ، ونظرت إلى ماضي أيامك فإذا بك تشاهد ماضياً أليماً ، وأياماً سوداء قاتمة قضيتها في عصيان رب العالمين ، وقد خدعك في الحياة مظهرها وزخرفها فغابت عنك حقيقتها وغايتها، فعند ذلك تقوم باكياً حين تبلغ الروح الحلقوم والناس إليك ينظرون : رب امهلون وإلى الدنيا ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ، فيقال لك : لا ، لقد انتهت الحياة ومضت فترة الاختبار .
قال الله تعالى : " قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ " [ غافر/11 ]
وقال جل وعلا : " وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِير" [ فاطر/37 ]
ثم ماذا .. ؟؟
لم يشغلِ الموتُ عنا مذ أُعِدَّ لنا
وكلنا عنه باللذاتِ مشغـولُ
وليس من موضعٍ يأتيه ذو نَفَسٍ
إِلا وللموتِ سَيْفٌ فيه مسلولُ
ومن يمتْ فهو مقطوعٌ ومجتنبٌ
والحي ما عاشَ مَغْشِيٌ ومَوْصولُ
كُـلْ ما بدا لكَ فالآكـالُ فانيـة
وكُـلُّ ذي أُكُـلٍ لابُـدَّ مأكـولُ
ثم ماذا .. ؟؟
هذا أخطر ما يكون .. ثم ماذا ؟؟ وهنا تفترق الطرق بين أهل الإيمان وبين أهل الكفر والعصيان ، أثمَّ حياة أخرى أم لا ؟ أثم نعيم وعذاب في القبر أم لا ؟ أهناك بعث ونشور وحساب وجزاء يوم تقوم الأشهاد أم لا ؟ أجنة هي موعود المؤمنين ونار هي جزاء الكافرين أم لا ؟
فأهل الإيمان يؤمنون بأن هذه الحياة إلى زوال ثم ينتقل الإنسان إلى الحياة الأخرى السرمدية ، فالدنيا دار ابتلاء والآخرة دار الجزاء ، ويؤمنون بأن في القبر نعيما وعذابا ، ثم يبعث الله الناس من قبورهم يوم القيامة ذلك اليوم العظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين فيوفيهم حسابهم فيدخل الجنة المؤمنين برحمته ويوفيهم أجورهم والله ذو الفضل العظيم ، ويدخل النار الكافرين بعدله وبئس مثوى الكافرين .
أيها الأخوة …
خرجت الروح ، ووضع الجسد في التراب حيث القبر أول منازل الآخرة ، وأول مراحل البداية لحياة أخرى ، غيب يا لهوله !!!
ومن مقتضيات الإيمان أن نتفكر في هذا الأمر ، وإلا فليتهم كل منا نفسه فالتفكر أول طريق الاستعداد فجديرٌ بمَنْ الموت مصرعه ، والتراب مضجعه ، والدود أنيسه ، ومنكر ونكير جليسه ، والقبر مقره ، وبطن الأرض مستقره ، والقيامة موعده ، والجنة أو النار مورده ، ألا يكون له فكر إلا في الموت ، لا ذكر إلا له ، ولا استعداد إلا لأجله ، ولا تدبير إلا فيه ، ولا تطلع إلا إليه ، ولا اهتمام إلا به ، ولا انتظار وتربص إلا له.
وحقيق بمن أراد الفوز والنجاة أن يعد نفسه في الموتى ، ويراها في أصحاب القبور ، ولكن قست القلوب فأعرضت عن ذكر هذا الخطر العظيم ، ومن يذكره يذكره بقلب فارغ ، بل بقلب مشغول بشهوة الدنيا فازدادت القلوب قسوة على قسوة .
فلماذا هذا الصدود والإعراض عن سبيل الله جل وعلا ؟
لماذا إخوتاه قست قلوبنا فلم تعد تنجع فيها المواعظ المتتالية والدعوات المستمرة ، مع كل هذه الوسائل المختلفة في دعوة الناس لدينهم لماذا يحيدون ولا يلتزمون بشريعة ربهم ؟
أهي الدنيا قد اجتالت الناس عن دينهم فعبدوها من دون الله ؟ فلا همَّ ولا شغل للإنسان إلا شهواته وقد علم أنَّ نعيم الدنيا منغص لأنها ليست بدار الخلود ، إذ السلامة فيها ترك ما فيها .
أهي الحرب الضروس التي تشن على الإسلام في كل مكان وبكل صورة ، سواء الحرب العسكرية أو الثقافية فيما يعرف بالغزو الثقافي ، ذلك المخطط الخبيث لمحو هويتنا الإسلامية ، فانصاع الناس وراء هؤلاء ، ومُكِر بهم ، فدب فيهم الوهن والعجز وهزموا نفسياً ، فلم يروا لدينهم علوا ولا مكانة بل انبهروا بمغريات المدنية الغربية ، وانجرفوا لتيار حياتهم المادية التي لا روح فيها فابتعدوا عن دينهم ، فعدت اليوم حين تخاطب المسلمين الذين هم من جلدتك وربما يتكلم أغلبهم بلسانك تجد عجباً ، تسلل إلى الناس الشك ، وراحوا يتخبطون حتى ترى من يسخر بعقائد الإسلام ، يسخر أن هناك عذابا في القبر ، لا يصدق وأخشى أن تزل الأقدام فينفون يوم القيامة ثم ينفون الدين بالكلية حتى تأتي الطامة فينفون وجود الله ، وإنها دركات بعضها تحت بعض ، وظلمات بعضها فوق بعض ، ومقتضى الطبيعة أن الهبوط أسرع من الصعود فترقب !!
أيها الأخوة …
إنني أخاطب الآن من يريد الله والدار الآخرة أحاول أن أوقظه أحاول أن أجذبه بقوة قبل أن يهلك تحت القبضان أريده أن يركب سفينة الإيمان ولا يكن مع الهالكين .
وسأصف لك ـ أخي ـ وصفة ناجعة عساك تنتفع بها ، فجرد الإخلاص أولا واصحبني ساعة واحدة من عمرك لعلك تظفر بها طيلة حياتك .
إخوتاه
بداية ينبغي أن نتأمل ذلك الخطر العظيم الذي يحول بينك وبين طريق الآخرة ، لعلك تعرف أن الطريق إلى الله لا تقطع بالأقدام بل تقطع بالقلوب ، فإذا كان القلب يعاني من القسوة والجمود فلا بأس أن نصف له الدواء ، ومن جملته ما نحن بصدد الحديث عنه من أهوال القبور ، فاستعن بالله ولا تعجز ، وابدأ من الآن في كتابة الجرعات التي ستحافظ عليها حتى يحيا قلبك .