المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لو ظل حلما


مايليس
2010-08-07, 20:25
أذكر كنت طالبا في المرحلة المتوسطة حين لمحته أول للمرة الاولى كان سواده جليلا توشيه خيوط ذهبية لامعة وتستطيل على غطائه حمالة نحيلة من الفضة أفرده البائع دون غيره من الاقلام وسط مساحة من الساتان الابيض ليزيد من اظهار بهائه وتفرده
ومنذ تلك النظرة فاضت في شهوة امتلاكه وصار المحل المجاور لمدرستي محجا لي في الذهاب والاياب اتوقف لحظات امام واجهة المحل كي اتامله واتملى في تفاصيله غارقا بعدها في متعة امتلاكه وضمه بين اصابعي احكي له ما في داخلي فينقله بانسياب على الورق ومن تلقائه
ولاحساسي بانني صاحبه المؤجل كنت اعرضه على اصدقائي طالبا رايهم فيه فيشهقون في دهشتهم واعجابهم لكنهم لا ينسون ان بلاحظوا ارتفاع ثمنه فوق طاقة اي منا.
وثمنه كان مرتفعا فعلا بل انه ابهظ من قدرتي على اقناع والدي باقتنائه لي بيد انني لهوسي به رحت ارجو والدي واتوسل اليه كي يشتريه وحين خابت رجاءاتي لجأت الى المساومة وهي بان يعدني بالحصول عليه اذا ما تفوقت في امتحاناتي فقبل وانكببت على الدراسة وتفوقت
وبر والدي بوعده فاخذني الى المكتبة وطلبه من البائع الذي رحب بنا ثم تناول علبة من الرف خلفه واخرج منها قلما وقدمه لكنني بوغت به تماما لم يكن كقلم الواجهة
وبرغم تطمينات ابي بعد معاودة النظر ومقارنته وتاكيدات البائع بانه من العلبة ذاتها فان احساسا باختلافه ظل ينتابني مما دفعني لرجاء البائع ان يعطيني قلم الواجهة نفسه.
وامتثل صاحب المكتبة على مضض فمد يده الى الواجهة بعد ان تبادل مع والدي نظرات استغراب وسالني اهذا ما تريد ؟ قلت لهوفا : بلى ...بلى فاخرجه بعد جهد وقدمه قائلا مبروك فضممته بشدة بين مصدق ومكذب وخرجنا لا تسعني الدنيا من الفرح
ولا ادري كيف حدث ما حدث بعد ذلك.
فما لم اصدقه ابدا ولا جرؤت على البوح به لوالدي وما ظل يسكنني الى يومنا هذا بعد ان كبرت هو ذلك الشعور الممض بان القلم الذي حصلت عليه وبات ملكي اخيرا لم يكن ذاك الذي لمحته في الواجهة يوما وتعلقت به وكان هاجسي الاجمل عليه
في احساسي لم يكن هو بالمرة شيء ما تغير فيه خبا بريقه ربما او ربما حال لونه او تقلص لا ادري.
ما شعرت به بعد امتلاكي له انه لم يكن هو عينه بالذات الذي قضيت اياما وشهورا اتامل فيه واتملاه واحلم بضمه كلما ذهبت الى المدرسة وابت منها.

شجون القلم
2010-08-16, 22:44
خيل جامح واسلوب راقي .جميلة

tawfik07
2010-08-16, 23:07
يبقى المرء يمني نفسه بما لا ينال فإن نال مبتغاه رغب عنه وما عاد يوليه من الاهتمام ماكان
روعة في التصوير اسلوبك جميل مشوق
سلمت يداك
لو ظل حلما لكان خيرا