01 algeroi
2010-08-07, 14:16
الكلمة ..!!
«(والكلمةُ) قد تُطلقُ ويُرادُ بها اللفظُ الموضوعُ لمعنًى مفردٍ, وقد يُقصدُ بها الكلامُ؛ كقولهم في (لا إله إلا الله): كلمة الإخلاصِ.
وكقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَفضَلُ كَلِمَةٍ قَالَها شَاعِرٌ, كَلِمَةُ لَبِيدٍ: ألَا كُلُّ شَيءٍ مَا خَلا الله بَاطِلٌ». رواه مسلم.
والمقصودُ هنا هو (الكلمةُ) المرادُ بها اللفظُ الموضوعُ لمعنًى مفردٍ, (والكلمةُ) المرادُ بها الكلامُ؛ كلُّ أولئك مقصودٌ.
والكلامُ الذي يدلُّ عليه (شاهدُ الحالِ) - وإن لم يلفظ به لسانٌ - داخلٌ في مرادِنَا أيضًا, على حدِّ قولِ الشاعرِ:
أشَارَتْ بِطَرْفِ العَينِ خِيفَةَ أهلِهَا .. إشَارَةَ مَحْزُونٍ وَلَم تَتَكَلَّمِ
فَأيْقَنْتُ أنَّ الطَّرْفَ قَدْ قَالَ: مَرْحَبًا .. وَأهلًا وَسَهلًا بِالْحَبِيبِ الْمُتَيَّمِ
بل إنَّ (الكلامَ) المضمرَ الذي يُكنُّهُ الفؤادُ, ولا تُبديه الجوارحُ, ممَّا هو مَعنِيٌّ فيما نحاوله من بيانِ شأنِ (الكلمة), ذلك (الكلامُ) الذي عناه مَن قالَ:
إنَّ الكَلامَ لَفِي الفُؤادِ وَإنَّمَا ... جُعِل اللسَانُ علَى الفُؤَادِ دَلِيلًا
(فالكلمةُ) إنَّما تَصدرُ من قائلها مُلَوَّنَةً بألوانِ باطنِهِ, مُبينةً عن ذاتِ نفسِهِ ودخيلةِ قلبِهِ, ولو أنَّنا جرينا على سَنَنِ البداهةِ ليمَّمنا وجوهنا شَطْرَ (القلبِ) لا شَطْرَ (اللسانِ), وألقينا على بابِهِ رحالنا, ثمَّ قَرَّرنا في تسليمٍ أنَّه: إن كان القلبُ صالحًا فقد صلحت (الكلمةُ), وإن كان طالحًا فقد فسدت (الكلمةُ)؛ فصلاحُ (الكلمةِ) وفسادُها, فرعُ صلاحِ القلبِ وفسادِهِ, سنَّة الله ولن تجد لسنَّةِ الله تبديلًا.
والعَلاقَةُ بين (أدبِ النَّفسِ) و(أدبِ اللَّفظِ) أوثقُ من أن يُنَبَّه عليها أو يشارَ إليها, وما من سوءِ أدبٍ في اللفظِ إلا والنفسُ منبعُهُ وحَمأتُهُ, وفيها مَبَاءَتُهُ وبُؤرَتُهُ, وما أجملَ وأصدقَ قولَ مَن قال: «إنَّ نَفْسَ الإِنْسَانِ إذَا اتَّسَخَتْ, كَانَ كَلامُهُ فِي حَاجَةٍ إلَى أن يُغْسَلَ بالمَاءِ والصَّابُونِ!».
.................................................. .
عن كتاب شان (الكلمة) في الاسلام لشيخنا المحدث الفقيه محمد سعيد رسلان
للفائدة : انظر :
http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7...B9%D8%B4%D8%B1
«(والكلمةُ) قد تُطلقُ ويُرادُ بها اللفظُ الموضوعُ لمعنًى مفردٍ, وقد يُقصدُ بها الكلامُ؛ كقولهم في (لا إله إلا الله): كلمة الإخلاصِ.
وكقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَفضَلُ كَلِمَةٍ قَالَها شَاعِرٌ, كَلِمَةُ لَبِيدٍ: ألَا كُلُّ شَيءٍ مَا خَلا الله بَاطِلٌ». رواه مسلم.
والمقصودُ هنا هو (الكلمةُ) المرادُ بها اللفظُ الموضوعُ لمعنًى مفردٍ, (والكلمةُ) المرادُ بها الكلامُ؛ كلُّ أولئك مقصودٌ.
والكلامُ الذي يدلُّ عليه (شاهدُ الحالِ) - وإن لم يلفظ به لسانٌ - داخلٌ في مرادِنَا أيضًا, على حدِّ قولِ الشاعرِ:
أشَارَتْ بِطَرْفِ العَينِ خِيفَةَ أهلِهَا .. إشَارَةَ مَحْزُونٍ وَلَم تَتَكَلَّمِ
فَأيْقَنْتُ أنَّ الطَّرْفَ قَدْ قَالَ: مَرْحَبًا .. وَأهلًا وَسَهلًا بِالْحَبِيبِ الْمُتَيَّمِ
بل إنَّ (الكلامَ) المضمرَ الذي يُكنُّهُ الفؤادُ, ولا تُبديه الجوارحُ, ممَّا هو مَعنِيٌّ فيما نحاوله من بيانِ شأنِ (الكلمة), ذلك (الكلامُ) الذي عناه مَن قالَ:
إنَّ الكَلامَ لَفِي الفُؤادِ وَإنَّمَا ... جُعِل اللسَانُ علَى الفُؤَادِ دَلِيلًا
(فالكلمةُ) إنَّما تَصدرُ من قائلها مُلَوَّنَةً بألوانِ باطنِهِ, مُبينةً عن ذاتِ نفسِهِ ودخيلةِ قلبِهِ, ولو أنَّنا جرينا على سَنَنِ البداهةِ ليمَّمنا وجوهنا شَطْرَ (القلبِ) لا شَطْرَ (اللسانِ), وألقينا على بابِهِ رحالنا, ثمَّ قَرَّرنا في تسليمٍ أنَّه: إن كان القلبُ صالحًا فقد صلحت (الكلمةُ), وإن كان طالحًا فقد فسدت (الكلمةُ)؛ فصلاحُ (الكلمةِ) وفسادُها, فرعُ صلاحِ القلبِ وفسادِهِ, سنَّة الله ولن تجد لسنَّةِ الله تبديلًا.
والعَلاقَةُ بين (أدبِ النَّفسِ) و(أدبِ اللَّفظِ) أوثقُ من أن يُنَبَّه عليها أو يشارَ إليها, وما من سوءِ أدبٍ في اللفظِ إلا والنفسُ منبعُهُ وحَمأتُهُ, وفيها مَبَاءَتُهُ وبُؤرَتُهُ, وما أجملَ وأصدقَ قولَ مَن قال: «إنَّ نَفْسَ الإِنْسَانِ إذَا اتَّسَخَتْ, كَانَ كَلامُهُ فِي حَاجَةٍ إلَى أن يُغْسَلَ بالمَاءِ والصَّابُونِ!».
.................................................. .
عن كتاب شان (الكلمة) في الاسلام لشيخنا المحدث الفقيه محمد سعيد رسلان
للفائدة : انظر :
http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7...B9%D8%B4%D8%B1