شايب الدور بلقاسم
2010-08-06, 11:46
أكتب في أحد المواضيع الثلاثة الآتية:
*الموضوع الأول:
" إن أخلاقا ملموسة هي التي ينبغي أن تحدد الجهد المبذول لأجل الكمال الشخصي، ليس فقط في مجال الوجود الفردي، ولكن أيضا، وأولا، في مجال التعايش وداخل المجموعة البشرية.
يعتقد الفرد أنه إمبراطور داخل إمبراطورية، فيضع نفسه في مقابل العالم وفي تعارض مع الآخرين، بحيث يتصور نفسه كبداية مطلقة. وعلى العكس من ذلك يدرك الشخص الأخلاقي أنه لا يوجد إلا بالمشاركة. فيقبل الوجود النسبي، ويتخلى نهائيا عن الاستكفاء الوهمي. إنه ينفتح بذاته على الكون، ويستقبل الغير. لقد فهم الشخص الأخلاقي، أن الغنى الحقيقي لا يوجد في التحيز والتملك المنغلق، كما لو كان بإزاء كنز خفي، ولكن يوجد بالأحرى في وجود يكتمل ويتلقى بقدر ما يعطي ويمنح".
حلل وناقش
* الموضوع الثاني:
" إن الاتفاق مع التجربة يشكل بالنسبة للنظرية المعيار الوحيد للحقيقة".
أبرز أطروحة القولة وناقشها. * الموضوع الثالث:
هل يمكن الحديث عن هوية الشخص في غياب وجود الغير؟
- عناصر الإجابة:
* الموضوع الأول:
- يندرج هذا الموضوع/النص ضمن مجزوءة الوضع البشري، وبالضبط درسي الشخص والغير. وهو يثير علاقة الشخص، وبالضبط قيمته، بوجود الغير.
- هكذا فهو يعالج الإشكال التالي: أين تكمن قيمة الشخص؟ و هل يمكن الحديث عن قيمة له في غياب وجود الغير؟ وهل يمكن للشخص أن يحقق ذاته وغناها بدون مشاركة الغير والانفتاح عليه؟
- لمعالجة هذا الإشكال ينبغي أولا العمل على تحليل النص؛ وذلك بالوقوف عند مفاهيم النص وتحديد العلاقات بينها، من أجل رصد الأفكار الأساسية في النص، واستخراج الأساليب الحجاجية المدعمة لها، مع إبراز مضامينها ووظائفها داخل النص... ثم استخلاص أطروحة النص في آخر المطاف.
- واضح أن النص يتبنى أطروحة تتحدث عن القيمة الأخلاقية للشخص، وتربط هذه القيمة ضرورة بوجود الغير؛ فالشخص يحقق كماله الأخلاقي في إطار المشاركة والتعايش مع الغير داخل المجتمع... ولذلك فالشخص مدعو لكي يتخلى عن أنانيته وانغلاقه على ذاته، وعليه بالمقابل أن ينفتح على الغير ويستقبله، في إطار علاقة تنبني على الأخذ والعطاء المتبادل...
- في لحظة المناقشة يمكن استثمار مجموعة من المواقف الفلسفية، سواء تلك الموجودة في درس الشخص كمواقف غوسدورف وكانط وكونت، أول في درس الغير كموقفي ديكارت وهيجل مثلا؛
هكذا يمكن اعتبار غوسدورف وكونت وهيجل مؤيدين لأطروحة النص لأن مواقفهم تؤكد على ضرورة وجود الغير وحيويته بالنسبة للشخص؛ بحيث لا يمكن لهذا الأخير أن يحقق ذاته ويعيها إلا في إطار التعايش والصراع مع الغير... (للتوسع في مواقف هؤلاء الفلاسفة ينبغي الرجوع إلى الدرس)
كما يمكن اعتبار موقفي كانط وديكارت معارضين لأطروحة النص؛ إذ أن الأول منهما يحدد قيمة الشخص بشكل نظري ومجرد وبغض النظر عن العلاقة الفعلية مع الغير، بينما يعتبر الثاني بأن وجود الغير ليس ضروريا لوجود الأنا ووعيه بذاته...
- ولا يجب نسيان كتابة خلاصة تركيبية في الأخير تتضمن النتائج الرئيسية لما تمت كتابته فيما سبق... مع إمكانية الخروج بسؤال مفتوح (دون الإجابة عنه)
* الموضوع الثاني:
- يتأطر هذا القول الفلسفي ضمن مجزوءة المعرفة؛ فهو يعالج إشكال معيار صحة النظرية سواء في مجال البحث الابستمولوجي المتعلق بالمعرفة العلمية الدقيقة، أو بمجال الحقيقة بمعناها الفلسفي الواسع.
- هكذا يمكن صياغة الإشكال المتضمن في هذا القول كما يلي: ما الذي يجعل نظرية ما صحيحة؟ وما هو المعيار الذي ينبغي اعتماده للتمييز بين الأفكار الحقيقية والأفكار الخاطئة؟ ...
- ولمعالجة هذا الإشكال يتوجب الانفتاح على مواقف سواء في درس الحقيقة أو في درس النظرية؛ ويتعلق الأمر بالمعنى الفلسفي الواسع لمفهوم الحقيقة، حيث نجد العقلانيين كديكارت واسبينوزا يؤكدون على معياري البداهة والمطابقة مع الفكر، في حين يقول التجريبيون كجون لوك بمعيار المطابقة مع التجربة لتمييز الأفكار الصحيحة عن الأفكار الخاطئة...
كما يتعلق الأمر بالنظرية في مجال المعرفة العلمية الدقيقة، حيث يمكن هنا التطرق إلى مجموعة من المواقف التي تقدم معايير مختلفة لتحديد علمية نظرية ما؛ ويمكن الإشارة هنا إلى الموقف الوضعي الممثل ببيير دوهايم والذي يقول بمعيار التحقق التجريبي... وموقف بيير تويليي الذي يقول بمعيار تعدد الاختبارات من جهة، والتماسك المنطقي من جهة أخرى. كما يمكن الإشارة إلى موقف كارل بوبر الذي يقول بمعيار القابلية للتكذيب... ( ضرورة الرجوع للدرس للتوسع في أفكار هؤلاء الفلاسفة)
- من البديهي كتابة خلاصة تركيبية في الأخير... مع إمكانية إنهاء الموضوع بسؤال مفتوح...
* الموضوع الثالث:
- من خلال الوقوف عند مفاهيم السؤال يتبين أنه يشمل درسي الشخص والغير، وبالضبط مسألة هوية الشخص في علاقتها بوجود الغير.
- السؤال يبتدئ بأداة الاستفهام "هل"، ولذلك فنحن أمام أطروحتين:
* الأولى نحصل عليها عندما نزيل "هل" من السؤال؛ فنحصل على ما يلي:
" يمكن الحديث عن هوية الشخص في غياب وجود الغير".
ولذلك يجب البحث عن فيلسوف يقول بمثل هذه الأطروحة، وتوظيفه للإجابة عن هذا السؤال. ولعل أبرز الفلاسفة الممثلين لهذه الأطروحة هو روني ديكارت، الذي نجده يحضر في محور هوية الشخص وفي محور وجود الغير؛ وواضح أن ديكارت يجعل التفكير هو المحدد الأساسي لهوية الشخص، وهذا التفكير يتم بعزل عن الأشياء والأشخاص الآخرين، في عزلة إبيستيمية وأنطلوجية. ولذلك فوجود الغير غير ضروري لهوية الشخص ووعيه بذاته...(ويمكن التوسع في موقف ديكارت بالرجوع إلى المحور الأول من درسي الشخص والغير)
* لكن هل يمكن الحديث عن هوية الشخص في غياب وجود الغير؟ وهل يمكن للشخص أن يحقق ذاته في غياب وجود الآخرين؟
- هذا التساؤل هو الذي سيقودنا إلى الأطروحة الثانية المعارضة والمنتقدة لأطروحة ديكارت. وهذه الأطروحة سنحصل عليها بإزالة "هل" من السؤال وتعويضها ب "لا" ؛ فنحصل على: " لا يمكن الحديث عن هوية الشخص في غياب وجود الغير".
- وإذا بحثنا عن فلاسفة، في درسي الشخص والغير، يتبنون هذه الأطروحة الثانية فسنجد أكثر من واحد؛ هكذا يمكن استثمار مواقف الفلاسفة الآتية أسماؤهم:
● جون لوك: الذي يربط هوية الشخص بالذاكرة؛ بحيث لا يمكن الحديث عن ذاكرة للشخص إلا في علاقته بالآخرين. فذاكرتي هي تاريخي في الماضي، ومجموعة الأحداث التي طبعت هذا التاريخ، والتي كان الآخرون أبطالا فيها بما فيهم أنا بطبيعة الحال. ولذلك فهويتي تشكلت من خلال علاقتي بالغير، ومجموعة التأثيرات التي تركها في شخصيتي...
● هيجل: الذي يرى أنه لا يمكن للأنا أن يعي ذاته ويحققها إلا من خلال عملية الصراع مع الغير... فوجود الغير ضروري لتحقيق الشخص لذاته وتشكل هويته...
●أوغست كونت: الذي يرى أن الغير هو الذي يهذب الغريزة البشرية ويسيجها، ويعمل على الارتقاء بأخلاق الفرد إلى مستو إنساني رفيع... وهذا يدل على دور الآخرين في تكون أفكار الشخص ومشاعره، وبالتالي هويته...
● سارتر: يمكن توظيفه أيضا؛ فهو يرى أن "الغير هو الوسيط الضروري بين الأنا وذاته". ولذلك فالغير هو عنصر مكون لهوية الأنا ولا غنى له عنه في وجوده...
● غوسدورف: كما يمكن توظيف أطروحة غوسدورف التي يرى من خلالها أن الكمال الأخلاقي الشخصي، والذي هو جزء أساسي من هوية الشخص، لا يتحقق في مجال الوجود الفردي، بل في مجال الوجود الاجتماعي وفي أشكال التعايش مع الغير...
- وبطبيعة الحال ليس بالضرورة توظيف كل هذه الأطروحات، بل يمكن الاقتصار على بعضها فقط ، أو تعويض بعضها بأطروحات فلسفية أخرى مناسبة لمعالجة الإشكال المطروح...
المهم أن يتم ذلك بشكل متدرج وممنهج، من خلال تتبع الخطوات الرئيسية التالية:
1- تأطير عام مناسب لموضوع السؤال
2- صياغة الإشكال المتضمن في السؤال من خلال طرح تساؤلين أو أكثر مترابطين
ومعبرين بشكل دقيق عن الهاجس الإشكالي الذي "يسكن" السؤال.
3- تحليل السؤال من خلال الوقوف عند مفاهيمه الرئيسية، وكذا العلاقات القائمة بينها...
4- استخراج الأطروحات الممكنة في السؤال، ومعارضة بعضها بالبعض الآخر، مع البحث
عن فلاسفة من الدرس ممثلين لها، واستدعاء الحجج المدعمة لها، وتعزيز كل ذلك
بأمثلة موضحة...
5- كتابة خلاصة تركيبية تتضمن النتائج المتوصل إليها، بصدد كل الأطروحات التي تم
تقديمها في العرض من أجل معالجة الإشكال...
6- الخروج بسؤال مفتوح (دون الإجابة عليه) إن أمكن ذلك.
ْاعضم هندسة في الحياة ان تبني جسرا من الامال فوق بحر من الياْس
*الموضوع الأول:
" إن أخلاقا ملموسة هي التي ينبغي أن تحدد الجهد المبذول لأجل الكمال الشخصي، ليس فقط في مجال الوجود الفردي، ولكن أيضا، وأولا، في مجال التعايش وداخل المجموعة البشرية.
يعتقد الفرد أنه إمبراطور داخل إمبراطورية، فيضع نفسه في مقابل العالم وفي تعارض مع الآخرين، بحيث يتصور نفسه كبداية مطلقة. وعلى العكس من ذلك يدرك الشخص الأخلاقي أنه لا يوجد إلا بالمشاركة. فيقبل الوجود النسبي، ويتخلى نهائيا عن الاستكفاء الوهمي. إنه ينفتح بذاته على الكون، ويستقبل الغير. لقد فهم الشخص الأخلاقي، أن الغنى الحقيقي لا يوجد في التحيز والتملك المنغلق، كما لو كان بإزاء كنز خفي، ولكن يوجد بالأحرى في وجود يكتمل ويتلقى بقدر ما يعطي ويمنح".
حلل وناقش
* الموضوع الثاني:
" إن الاتفاق مع التجربة يشكل بالنسبة للنظرية المعيار الوحيد للحقيقة".
أبرز أطروحة القولة وناقشها. * الموضوع الثالث:
هل يمكن الحديث عن هوية الشخص في غياب وجود الغير؟
- عناصر الإجابة:
* الموضوع الأول:
- يندرج هذا الموضوع/النص ضمن مجزوءة الوضع البشري، وبالضبط درسي الشخص والغير. وهو يثير علاقة الشخص، وبالضبط قيمته، بوجود الغير.
- هكذا فهو يعالج الإشكال التالي: أين تكمن قيمة الشخص؟ و هل يمكن الحديث عن قيمة له في غياب وجود الغير؟ وهل يمكن للشخص أن يحقق ذاته وغناها بدون مشاركة الغير والانفتاح عليه؟
- لمعالجة هذا الإشكال ينبغي أولا العمل على تحليل النص؛ وذلك بالوقوف عند مفاهيم النص وتحديد العلاقات بينها، من أجل رصد الأفكار الأساسية في النص، واستخراج الأساليب الحجاجية المدعمة لها، مع إبراز مضامينها ووظائفها داخل النص... ثم استخلاص أطروحة النص في آخر المطاف.
- واضح أن النص يتبنى أطروحة تتحدث عن القيمة الأخلاقية للشخص، وتربط هذه القيمة ضرورة بوجود الغير؛ فالشخص يحقق كماله الأخلاقي في إطار المشاركة والتعايش مع الغير داخل المجتمع... ولذلك فالشخص مدعو لكي يتخلى عن أنانيته وانغلاقه على ذاته، وعليه بالمقابل أن ينفتح على الغير ويستقبله، في إطار علاقة تنبني على الأخذ والعطاء المتبادل...
- في لحظة المناقشة يمكن استثمار مجموعة من المواقف الفلسفية، سواء تلك الموجودة في درس الشخص كمواقف غوسدورف وكانط وكونت، أول في درس الغير كموقفي ديكارت وهيجل مثلا؛
هكذا يمكن اعتبار غوسدورف وكونت وهيجل مؤيدين لأطروحة النص لأن مواقفهم تؤكد على ضرورة وجود الغير وحيويته بالنسبة للشخص؛ بحيث لا يمكن لهذا الأخير أن يحقق ذاته ويعيها إلا في إطار التعايش والصراع مع الغير... (للتوسع في مواقف هؤلاء الفلاسفة ينبغي الرجوع إلى الدرس)
كما يمكن اعتبار موقفي كانط وديكارت معارضين لأطروحة النص؛ إذ أن الأول منهما يحدد قيمة الشخص بشكل نظري ومجرد وبغض النظر عن العلاقة الفعلية مع الغير، بينما يعتبر الثاني بأن وجود الغير ليس ضروريا لوجود الأنا ووعيه بذاته...
- ولا يجب نسيان كتابة خلاصة تركيبية في الأخير تتضمن النتائج الرئيسية لما تمت كتابته فيما سبق... مع إمكانية الخروج بسؤال مفتوح (دون الإجابة عنه)
* الموضوع الثاني:
- يتأطر هذا القول الفلسفي ضمن مجزوءة المعرفة؛ فهو يعالج إشكال معيار صحة النظرية سواء في مجال البحث الابستمولوجي المتعلق بالمعرفة العلمية الدقيقة، أو بمجال الحقيقة بمعناها الفلسفي الواسع.
- هكذا يمكن صياغة الإشكال المتضمن في هذا القول كما يلي: ما الذي يجعل نظرية ما صحيحة؟ وما هو المعيار الذي ينبغي اعتماده للتمييز بين الأفكار الحقيقية والأفكار الخاطئة؟ ...
- ولمعالجة هذا الإشكال يتوجب الانفتاح على مواقف سواء في درس الحقيقة أو في درس النظرية؛ ويتعلق الأمر بالمعنى الفلسفي الواسع لمفهوم الحقيقة، حيث نجد العقلانيين كديكارت واسبينوزا يؤكدون على معياري البداهة والمطابقة مع الفكر، في حين يقول التجريبيون كجون لوك بمعيار المطابقة مع التجربة لتمييز الأفكار الصحيحة عن الأفكار الخاطئة...
كما يتعلق الأمر بالنظرية في مجال المعرفة العلمية الدقيقة، حيث يمكن هنا التطرق إلى مجموعة من المواقف التي تقدم معايير مختلفة لتحديد علمية نظرية ما؛ ويمكن الإشارة هنا إلى الموقف الوضعي الممثل ببيير دوهايم والذي يقول بمعيار التحقق التجريبي... وموقف بيير تويليي الذي يقول بمعيار تعدد الاختبارات من جهة، والتماسك المنطقي من جهة أخرى. كما يمكن الإشارة إلى موقف كارل بوبر الذي يقول بمعيار القابلية للتكذيب... ( ضرورة الرجوع للدرس للتوسع في أفكار هؤلاء الفلاسفة)
- من البديهي كتابة خلاصة تركيبية في الأخير... مع إمكانية إنهاء الموضوع بسؤال مفتوح...
* الموضوع الثالث:
- من خلال الوقوف عند مفاهيم السؤال يتبين أنه يشمل درسي الشخص والغير، وبالضبط مسألة هوية الشخص في علاقتها بوجود الغير.
- السؤال يبتدئ بأداة الاستفهام "هل"، ولذلك فنحن أمام أطروحتين:
* الأولى نحصل عليها عندما نزيل "هل" من السؤال؛ فنحصل على ما يلي:
" يمكن الحديث عن هوية الشخص في غياب وجود الغير".
ولذلك يجب البحث عن فيلسوف يقول بمثل هذه الأطروحة، وتوظيفه للإجابة عن هذا السؤال. ولعل أبرز الفلاسفة الممثلين لهذه الأطروحة هو روني ديكارت، الذي نجده يحضر في محور هوية الشخص وفي محور وجود الغير؛ وواضح أن ديكارت يجعل التفكير هو المحدد الأساسي لهوية الشخص، وهذا التفكير يتم بعزل عن الأشياء والأشخاص الآخرين، في عزلة إبيستيمية وأنطلوجية. ولذلك فوجود الغير غير ضروري لهوية الشخص ووعيه بذاته...(ويمكن التوسع في موقف ديكارت بالرجوع إلى المحور الأول من درسي الشخص والغير)
* لكن هل يمكن الحديث عن هوية الشخص في غياب وجود الغير؟ وهل يمكن للشخص أن يحقق ذاته في غياب وجود الآخرين؟
- هذا التساؤل هو الذي سيقودنا إلى الأطروحة الثانية المعارضة والمنتقدة لأطروحة ديكارت. وهذه الأطروحة سنحصل عليها بإزالة "هل" من السؤال وتعويضها ب "لا" ؛ فنحصل على: " لا يمكن الحديث عن هوية الشخص في غياب وجود الغير".
- وإذا بحثنا عن فلاسفة، في درسي الشخص والغير، يتبنون هذه الأطروحة الثانية فسنجد أكثر من واحد؛ هكذا يمكن استثمار مواقف الفلاسفة الآتية أسماؤهم:
● جون لوك: الذي يربط هوية الشخص بالذاكرة؛ بحيث لا يمكن الحديث عن ذاكرة للشخص إلا في علاقته بالآخرين. فذاكرتي هي تاريخي في الماضي، ومجموعة الأحداث التي طبعت هذا التاريخ، والتي كان الآخرون أبطالا فيها بما فيهم أنا بطبيعة الحال. ولذلك فهويتي تشكلت من خلال علاقتي بالغير، ومجموعة التأثيرات التي تركها في شخصيتي...
● هيجل: الذي يرى أنه لا يمكن للأنا أن يعي ذاته ويحققها إلا من خلال عملية الصراع مع الغير... فوجود الغير ضروري لتحقيق الشخص لذاته وتشكل هويته...
●أوغست كونت: الذي يرى أن الغير هو الذي يهذب الغريزة البشرية ويسيجها، ويعمل على الارتقاء بأخلاق الفرد إلى مستو إنساني رفيع... وهذا يدل على دور الآخرين في تكون أفكار الشخص ومشاعره، وبالتالي هويته...
● سارتر: يمكن توظيفه أيضا؛ فهو يرى أن "الغير هو الوسيط الضروري بين الأنا وذاته". ولذلك فالغير هو عنصر مكون لهوية الأنا ولا غنى له عنه في وجوده...
● غوسدورف: كما يمكن توظيف أطروحة غوسدورف التي يرى من خلالها أن الكمال الأخلاقي الشخصي، والذي هو جزء أساسي من هوية الشخص، لا يتحقق في مجال الوجود الفردي، بل في مجال الوجود الاجتماعي وفي أشكال التعايش مع الغير...
- وبطبيعة الحال ليس بالضرورة توظيف كل هذه الأطروحات، بل يمكن الاقتصار على بعضها فقط ، أو تعويض بعضها بأطروحات فلسفية أخرى مناسبة لمعالجة الإشكال المطروح...
المهم أن يتم ذلك بشكل متدرج وممنهج، من خلال تتبع الخطوات الرئيسية التالية:
1- تأطير عام مناسب لموضوع السؤال
2- صياغة الإشكال المتضمن في السؤال من خلال طرح تساؤلين أو أكثر مترابطين
ومعبرين بشكل دقيق عن الهاجس الإشكالي الذي "يسكن" السؤال.
3- تحليل السؤال من خلال الوقوف عند مفاهيمه الرئيسية، وكذا العلاقات القائمة بينها...
4- استخراج الأطروحات الممكنة في السؤال، ومعارضة بعضها بالبعض الآخر، مع البحث
عن فلاسفة من الدرس ممثلين لها، واستدعاء الحجج المدعمة لها، وتعزيز كل ذلك
بأمثلة موضحة...
5- كتابة خلاصة تركيبية تتضمن النتائج المتوصل إليها، بصدد كل الأطروحات التي تم
تقديمها في العرض من أجل معالجة الإشكال...
6- الخروج بسؤال مفتوح (دون الإجابة عليه) إن أمكن ذلك.
ْاعضم هندسة في الحياة ان تبني جسرا من الامال فوق بحر من الياْس