الأستاذ عبد الحفيظ
2010-08-03, 14:49
بسم الله الرحمن الرحيم
16 أدبا من آداب الجدل
1- ينبغي للمجادل أن يقدم على جداله تقوى الله تعالى لقوله سبحانه ( { فاتقوا الله ما استطعتم } ) [ التغابن : 61 ] ولقوله ( { ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } [ النحل : 821 ] .
2- ويخلص النية في جداله بأن يبتغي به وجه الله تعالى .
3- وليكن قصده في نظره إيضاح الحق وتثبيته دون المغالبة للخصم .
4- ويبني أمره على النصيحة لدين الله والذي يجادله لأنه أخوه في الدين مع أن النصيحة واجبة لجميع المسلمين .
5- وليرغب إلى الله في توفيقه لطلب الحق فإنه تعالى يقول ( { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين } ) [ العنكبوت : 56 ]
6- ويستشعر في مجلسه الوقار ويستعمل الهدى وحسن السمت وطول الصمت إلا عند الحاجة إلى الكلام .
7- وإن بدرت من خصمه في جداله كلمة كرهها أغضى عليها ولم يجازيه بمثلها فإن الله تعالى يقول
{ ادفع بالتي هي أحسن السيئة } ) [ المؤمنون : 69 ] وقال تعالى ( { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } ) [ الفرقان : 36 ] .
8- وينبغي أن لا يتكلم بحضرة من يشهد لخصمه بالزور أو عند من إذا وضحت لديه الحجة دفنها ولم يتمكن من إقامتها فإنه لا يقدر على نصرة الحق إلا مع الانصاف وترك التعنت والاجحاف .
9- ويكون كلامه يسيراً جامعاً بليغاً فإن التحفظ من الزلل مع الاقلال دون الاكثار وفي الاكثار أيضاً ما يخفي الفائدة ، ويضيع المقصود ويورث الحاضرين الملل .
10- ولا يرفع صوته في كلامه عالياً فيشق حلقه ويحمي صدره ويقطعه وذلك من دواعي الغضب .
11- ولا يخفي صوته اخفاء لا يسمعه الحاضرون فلا يفيد شيئاً بل يكون مقتصداً بين ذلك .
12- ويجب عليه الاصلاح من منطقه وتجنب اللحن في كلامه والافصاح عن بيانه فإن ذلك عون له في مناظرته ألا ترى إلى استعانة موسى بأخيه عليه السلام حيث يقول
( { وأخي هارون هو أفصح مني لساناً فأرسله معي ردءاً يصدقني } ) [ القصص : 43 ] وقوله عليه السلام ( { وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي } )
[ طه : 72 ] .
13- وينبغي له أن يواظب على مطالعة كتبه عند وحدته ، ورياضة نفسه في خلوته بذكر السؤال والجواب وحكاية الخطأ والصواب لئلا ينحصر في مجالس النظر إذا رمقته أبصار من حضر .
14- وينبغي أن لا يكون معجباً بكلامه مفتوناً بجداله فإن الاعجاب ضد الصواب ومنه تقع العصبية ، وهو رأس كل بلية .
15- وإذا وقع له شيء في أول كلام الخصم فلا يعجل بالحكم به فربما كان في آخره ما يبين أن الغرض بخلاف الواقع له فينبغي أن يتثبت إلى أن ينقضي الكلام . وبهذا أدّب الله تعالى نبيه في قوله تعالى ( { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما } ) [ طه : 411 ]
16- ويكون نطقه بعلم وانصاته بحلم ، ولا يعجل إلى جواب ، ولا يهجم على سؤال ، ويحفظ لسانه من إطلاقه بما لا يعلم ، ومن مناظرته فيما لا يفهمه فإنه ربما أخرجه ذلك إلى الخجل والانقطاع فكانه فيه نقصه وسقوط منزلته عند من كان ينظر إليه بعين العلم والفضل ويجدره بالمعرفة والعقل ، والعرب تقول : عيي صامت خير من غبي ناطق .
انتهى من كتاب الفقيه والمتفقه/ الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى بتصرف (ج2) .
16 أدبا من آداب الجدل
1- ينبغي للمجادل أن يقدم على جداله تقوى الله تعالى لقوله سبحانه ( { فاتقوا الله ما استطعتم } ) [ التغابن : 61 ] ولقوله ( { ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } [ النحل : 821 ] .
2- ويخلص النية في جداله بأن يبتغي به وجه الله تعالى .
3- وليكن قصده في نظره إيضاح الحق وتثبيته دون المغالبة للخصم .
4- ويبني أمره على النصيحة لدين الله والذي يجادله لأنه أخوه في الدين مع أن النصيحة واجبة لجميع المسلمين .
5- وليرغب إلى الله في توفيقه لطلب الحق فإنه تعالى يقول ( { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين } ) [ العنكبوت : 56 ]
6- ويستشعر في مجلسه الوقار ويستعمل الهدى وحسن السمت وطول الصمت إلا عند الحاجة إلى الكلام .
7- وإن بدرت من خصمه في جداله كلمة كرهها أغضى عليها ولم يجازيه بمثلها فإن الله تعالى يقول
{ ادفع بالتي هي أحسن السيئة } ) [ المؤمنون : 69 ] وقال تعالى ( { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } ) [ الفرقان : 36 ] .
8- وينبغي أن لا يتكلم بحضرة من يشهد لخصمه بالزور أو عند من إذا وضحت لديه الحجة دفنها ولم يتمكن من إقامتها فإنه لا يقدر على نصرة الحق إلا مع الانصاف وترك التعنت والاجحاف .
9- ويكون كلامه يسيراً جامعاً بليغاً فإن التحفظ من الزلل مع الاقلال دون الاكثار وفي الاكثار أيضاً ما يخفي الفائدة ، ويضيع المقصود ويورث الحاضرين الملل .
10- ولا يرفع صوته في كلامه عالياً فيشق حلقه ويحمي صدره ويقطعه وذلك من دواعي الغضب .
11- ولا يخفي صوته اخفاء لا يسمعه الحاضرون فلا يفيد شيئاً بل يكون مقتصداً بين ذلك .
12- ويجب عليه الاصلاح من منطقه وتجنب اللحن في كلامه والافصاح عن بيانه فإن ذلك عون له في مناظرته ألا ترى إلى استعانة موسى بأخيه عليه السلام حيث يقول
( { وأخي هارون هو أفصح مني لساناً فأرسله معي ردءاً يصدقني } ) [ القصص : 43 ] وقوله عليه السلام ( { وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي } )
[ طه : 72 ] .
13- وينبغي له أن يواظب على مطالعة كتبه عند وحدته ، ورياضة نفسه في خلوته بذكر السؤال والجواب وحكاية الخطأ والصواب لئلا ينحصر في مجالس النظر إذا رمقته أبصار من حضر .
14- وينبغي أن لا يكون معجباً بكلامه مفتوناً بجداله فإن الاعجاب ضد الصواب ومنه تقع العصبية ، وهو رأس كل بلية .
15- وإذا وقع له شيء في أول كلام الخصم فلا يعجل بالحكم به فربما كان في آخره ما يبين أن الغرض بخلاف الواقع له فينبغي أن يتثبت إلى أن ينقضي الكلام . وبهذا أدّب الله تعالى نبيه في قوله تعالى ( { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما } ) [ طه : 411 ]
16- ويكون نطقه بعلم وانصاته بحلم ، ولا يعجل إلى جواب ، ولا يهجم على سؤال ، ويحفظ لسانه من إطلاقه بما لا يعلم ، ومن مناظرته فيما لا يفهمه فإنه ربما أخرجه ذلك إلى الخجل والانقطاع فكانه فيه نقصه وسقوط منزلته عند من كان ينظر إليه بعين العلم والفضل ويجدره بالمعرفة والعقل ، والعرب تقول : عيي صامت خير من غبي ناطق .
انتهى من كتاب الفقيه والمتفقه/ الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى بتصرف (ج2) .