م.عبد الوهاب
2010-08-03, 11:13
السلام عليكم ورحمة الله
لعلكم قرأتم مقالة او خبرية في جريدة الشروق عن قطاع الطرق و شاربي الخمر و مقتطفي السلاسل من رقاب النساء و مختلسي البنوك بعشرات الملايين ، كيف لانت قلوبهم و أصبحوا يجودون على الفقراء و المساكين و خصوصا في شهر الرحمة و الغفران أو على أبوابه فتحت قلوبهم ، لا ادري هل طلب للغفران ، أم هي توبة و بطونهم فيها نار السرقة و الحرام .
و بذلك نرى ان السارق و القاتل أصبح له رأفة على الفقير عكس أصحاب النفوذ و أصحاب المال الوفير الذي كسبوه عن حلال و هو ليس بحلال لكن قد خييل لهم فقط .
لماذا هذا كله يا ترى فحتما يوجد سبب و جيه ، سبب ليونة قلب السارق و امتناع من يضنون أنفسهم كسبوا أموالهم عن طريق الحلال ، يحدث في بلادي بالكثير من شرقها الى غربها و ما يدريك لعله في أبو ضبي و جدة و القاهرة و كل بلاد نسمع فيه نداء الله أكبر .
شيء فضيع ، و من هول ما انسجمنا مع الوضع أصبحنا لا نحس كنازع الضرس من اللحم الشقي كما يقال له ، لكن باستعمال الدواء ، و لولا الدواء لسمعنا صراخاً و ضجيجاً في بقاع الأرض من هول الألم و الزهير .
هي مبيدات عدلت في قوانين الأرض كلها للشعب الشقي ، لكي يزيد شقاء و تدهور ، فأكثروا له الشقاء و هي وثائق ، مكتوبة و ممضية من طرف الأسياد ، لا تمضى الاّ بعد أن يرى في وجهك ، و يحدق في عينك و القلم يكتب من غير نظرْ ، حتى السؤال عن حالك تترجاه ، لكن لن يسألك لأنه اعلم من في الأرض بحالك ، لكنك لا تعلم أيها الشقي في الارض حتى مبتغاك .
و لانك أيها الشقي أنت من آثرت الشقاء على نفسك
فإذا قال لك صديق تعالى عندي ستجدني في بقعة كذا او في مكان كذا لاجل مصلحة ما .
ستذهب اليه و انت قليل العزيمة او تكاد تنعدم لان النية ناقصة في ذهابك
و انظر ماذا ستقول لزوجتك او اولادك او اصدقائك
ستقول لهم سأشقى الى فلان لأراه
و لا تقول سأسعى لفلان لأراه
أنتم من تريدون الشقاء لأنفسكم
و لو استبدلتم كلمة الشقاء بالسعي الى رضى الله يا أبناء بلدي لوجدتم في سعيكم الخير الكثير و كانت النية ثابتة لا لبس فيها .
وثائق كثيرة ، ترى دار البلدية عارمة بمن فيها باهالي القرى و المداشر من كل منطقة يهيمون ، هذه مبالغ مالية اعدت للفقراء و هذه قفة رمضان على الابواب و هذه تسجيلات جامعية ، و هذه مديريات لها اموال على عاتق الأبرياء ، من جراء ، اعوجاج في الطرقات ، فكان السبب كالذي اشترى بالتقسيط ، و كان السبب الثاني في الاعوجاج و الحفر ، فسقط فيها من سدد فاتورة الطريق لتبنى بها طرقات اخرى لكن ، قد اختلست من البنوك و كان المبلغ 20000 عشرين الف مليار من مكان واحد و تعددت الامكنة و كثرت في البلاد ، فأصبحنا نسمع في كل مرة عن سبب يجعل كثرة و تعدد الاختلاسات .
كيف يجمع المال من الشعب ليعيده الى الشعب هذا لن يكون و هل تحسب هذا الذي يجمع احمقاً لا يفهم او حمار .
كلا سيسرق بأي طريقة ليحول مرة واحدة الى سويسرا الأمينة ، الامة التي لم تطئ قدم هتلر اليها بالرغم من انها اقرب المدن إليه .
فلا تعجبوا لان، المؤذن إذا عاد مغني ، يغني في الطرقات ، سيكسب مال وفير ولو قعد يؤذن عشرات السنين لم و لن يصل إلى ما وصل إليه في عهدة الغناء لمدة ثلاثة أشهر ، و العالم أذا أمسى فأصبح دجال ، فإنه سيؤثر على نصف العالم ، بفعل من الأفعال
حتى الأساتذة و المعلمين و الدارسين للعلم ، أرادوا لهم التنكيل لولا حكمة ، جفت البقرة فما عادت تحلب الحليب
هي صدفة نافعة ، و حسبها الجاهلون سوء أقدار ، في ذلك الوقت المستقطع ، و حين ،عاد الأستاذ بتفكيره و منهم من سأل العلماء و منهم من سأل نفسه لانه قارئ لكتب العلماء عرفوا أن هذا الوقت المستقطع الذي وضعته الهياكل عن غير قصد منها جعلهم يمتنعون عن أكل الربي و الحرام لكن العشرات منهم قد سقطوا في بئر عميق .
فهاكم الدليل حول هذه الأخبار .
بينما أنا محتار !!!!!!!!
أتى صديقا لي فقال ، أنظر أريد أن أخبرك مجريات قد حدثت لي و أنا في حيرة من أمري اشتكي أمري إلى الله أم إلى مديرية بأسرها ظلمتني
قال .
اشتريت ثلاجة من الحجم الكبير و اشتريت تلفاز كبير مع هوائي و كل مستلزمات الدار لكن غدر بي الكهرباء و مديرية السونالغاز ، و جاء الكهرباء زيادة عن اللزوم فاحرق لي كل شيء جديد اشتريته الا القديم لم يمسس بأذى
فضحكت طويلا حتى توسوس مني و نهض فقال و لما تضحك يا محمد و هل أصبحت أضحوكة برغم الخسارة التي انا فيها
فقلت له و انا اضحك ليس استهزاءاً به لأنه صديقي و أحبه بل متعجباً
فقلت له أنت يا صديقي ، اشتريت كل الذي احترق عن طريق التقسيط
انظر ألم تفق بعد بأن القديم الذي اشتريته من ماهيتك سليم في سليم و لم يمس بأذى
فلما تقول مديرية السونالغاز و الكهرباء فهم أبرياء من التهمة
بل انت السبب في كل هذا
ألم تعرف بعد ؟ ! .
قلت له لو حدث هذا في بلاد غير بلاد الاسلام ، لفعلوا ما كنت مقدما عليه و سيستعيد ماله الوفير ، لأنه لا يعلم بأنه غدا سيسأل عن هذا المال ، أما أنت تعرف يا صديقي ، أم تحسب أن كل هذا الذي على الأرض خلق هباء ، و سيصبح كما يؤمن الكفار و الملحدين بأنه سيكون نسياً منسيا ، كلا يا صديقي ، الكل له تقدير و الكل له أمر جلل ، إذا أردت ان تكتب تقريرا و شكوى الى القهار فأفعل و اشهر توبتك عن فعلتك التي فعلت ، و إذا أردت ان تكتب شكوى الى مدير سونالغاز لتستعيد نفس المال فأفعل ، فنظر و حدق كثيرا ، حتى تعجبت منه ، ثم انفجر بالضحك و قال لي انهض سنشرب القهوة على حسابي .
شربنا القهوة ، و أتى بعض الأصدقاء ، و اجتمعنا ، حتى قال لنا احدهم ألم تسمعوا بفلان ، قلنا كلا و ماذا في الأمر ، فقال لنا فلان ابن فلان ، أراد أن يذهب إلى الحج ، فقال له العلماء مالك حرام ، فاحتار المسكين كيف يفعل بعشرات الملايين .
فأضاف يقول لكن اسمعوا قصة هذا الرجل الذي قل أشباهه في هذا الزمان
قصة حقيقة وقعت في بلدية كذا و لا تبعد عنا سوى بكذا هل عرفتموه
نعم عرفناه أكمل .
كان عمال الطرقات و هم حوالي ثلاثين عامل يعملون من الصباح حتى المساء لقاء سعر يسير
و في أحد الأيام حين تفقدوا حساباتهم البريدية و جدوا اكثر من 30 مليون للواحد ، لم يعرفوا من أين جاء هذا المال
فسألوا صاحب المشروع الذي عنده يعملون و هم في حيرة من أمرهم.
فقال لهم جاءني في يوم من الأيام الماضية رجل ذو جاه و مال و عرفته من سيارته التي كان يركبها
و قال لي أعطيني حسابات العمال و أرقامهم و لم يقل لي شيء فأعطيته حساباتكم و أعطيته حتى حسابي أيضا
فقال لهم و لماذا تسألون
فقالوا له وجدنا في حساباتنا مبلغ 30 مليون
فاندهش صاحب المشروع
وركب سيارته مسرعا باتجاه البريد ههههههه لعله يجد 100 مليون بما انه الرئيس
سأل بعض العمال الفضوليين عن اسم هذا الفلان ، و سبب فعله هذا
فعرفوا في الاخير أنه كبر في السن و أراد ان يحج بيت الله
و حين اراد الذهاب قال له العلماء أموالك حرام و هذا طبعا حين سأل
فقال لهم و كيف العمل
فقالوا ابدأ من جديد
فقال لهم هل ابيع
قالوا و ما الفائدة مال بمال
فقال لهم أصدقه
فقالوا له لا يجوز
فاندهش و قال و كيف العمل إذاً
فقالوا له ارميه او اعطيه من غير ان تترجى انه صدقة جارية لأنك كسبته كله من حرام ليكون بعدك في أيدي سالمة مما كنت أنت فيه
ففعل و كانت الثلاثين عاملا التي مر عليها لا تعد سوى شامة بيضاء في ثور اسود من المال الذي طاف و أعطاه
ألا يسأل أحدكم ليقول لي كيف كان ماله كله حرام
لانه بدأ من صفر ، بدا فقط بسجل تجاري لبناء الطرقات و العمارات ، و كان ذو معرفة يعرفه الكبير و الصغير ، و كان يشتري الاتفاقيات بمعرفته حتى يبني العمارة فيقسم مع من أمضى له المشروع بعض الدراهم ، فتربى له الخمير .
و بدأ إذا سمع بأي مشروع في الولاية يمس سجله التجاري إلا و اشتراه بالمال او بالجاه او بالمعرفة المهم انه سيستحوذ على المشروع و ستكون له الاسبقية و يا ويل المهندس الذي يقول له بان البنيان فيه خلل ، كان سيكون في خبر كان .
لانه الزعيم ، و لانه سلطان العمارات و الطرقات ، أو هو سيد المشاريع رقم 01 في الولاية التي كاد يملكها ، حتى عمرت جيوب الولاة من بعده و كلابهم بالمال الوفير .
لكنه بالرغم من كل هذا .....
..... بدأ فعلا من جديد
حتى الفراش الذي يتغطى به ، و حتى المسكن خرج منه مع اولاده فارغ اليدين ، و حتى سياراته ، و حتى كلابه التي اشتراها او حميره و حتى البنطالون الذي يرتديه و القميص و ربطة العنق و كل شيء خرج من بيته بلفاف أبيض الى بيت آخر استأجره عن طريق الكراء .
رحمة ربي وسعت كل شيء
زين نيتك و سيكون كل شيء سهل على الجبار
رفعه أصحابه إلى درجة خيرا مما كان عليه، لنبل أخلاقه و ندمه و توبته إلى القهار و حج بيت الله و هو سعيد فرحاً مستبشرا بالخيرات و راحة البال.
سيحسب البعض ان عهد القصة من الأثر أو أنها في عهد الملك ارتر او في عهد المماليك قطز و عبد الرحمان و بيبرس الأغر
هذه ليست قصص جبران خليل جبران و ليست قصص الفضيلة و مجدولين و إنما قصص تحدث في مدينتنا و جيرانها و ما زال المزيد .
كونوا على يقين أنها قصص القرن الواحد و العشرين
وهذا غيض من فيض
يتبع إن شاء الله
محمد عبد الوهاب
لعلكم قرأتم مقالة او خبرية في جريدة الشروق عن قطاع الطرق و شاربي الخمر و مقتطفي السلاسل من رقاب النساء و مختلسي البنوك بعشرات الملايين ، كيف لانت قلوبهم و أصبحوا يجودون على الفقراء و المساكين و خصوصا في شهر الرحمة و الغفران أو على أبوابه فتحت قلوبهم ، لا ادري هل طلب للغفران ، أم هي توبة و بطونهم فيها نار السرقة و الحرام .
و بذلك نرى ان السارق و القاتل أصبح له رأفة على الفقير عكس أصحاب النفوذ و أصحاب المال الوفير الذي كسبوه عن حلال و هو ليس بحلال لكن قد خييل لهم فقط .
لماذا هذا كله يا ترى فحتما يوجد سبب و جيه ، سبب ليونة قلب السارق و امتناع من يضنون أنفسهم كسبوا أموالهم عن طريق الحلال ، يحدث في بلادي بالكثير من شرقها الى غربها و ما يدريك لعله في أبو ضبي و جدة و القاهرة و كل بلاد نسمع فيه نداء الله أكبر .
شيء فضيع ، و من هول ما انسجمنا مع الوضع أصبحنا لا نحس كنازع الضرس من اللحم الشقي كما يقال له ، لكن باستعمال الدواء ، و لولا الدواء لسمعنا صراخاً و ضجيجاً في بقاع الأرض من هول الألم و الزهير .
هي مبيدات عدلت في قوانين الأرض كلها للشعب الشقي ، لكي يزيد شقاء و تدهور ، فأكثروا له الشقاء و هي وثائق ، مكتوبة و ممضية من طرف الأسياد ، لا تمضى الاّ بعد أن يرى في وجهك ، و يحدق في عينك و القلم يكتب من غير نظرْ ، حتى السؤال عن حالك تترجاه ، لكن لن يسألك لأنه اعلم من في الأرض بحالك ، لكنك لا تعلم أيها الشقي في الارض حتى مبتغاك .
و لانك أيها الشقي أنت من آثرت الشقاء على نفسك
فإذا قال لك صديق تعالى عندي ستجدني في بقعة كذا او في مكان كذا لاجل مصلحة ما .
ستذهب اليه و انت قليل العزيمة او تكاد تنعدم لان النية ناقصة في ذهابك
و انظر ماذا ستقول لزوجتك او اولادك او اصدقائك
ستقول لهم سأشقى الى فلان لأراه
و لا تقول سأسعى لفلان لأراه
أنتم من تريدون الشقاء لأنفسكم
و لو استبدلتم كلمة الشقاء بالسعي الى رضى الله يا أبناء بلدي لوجدتم في سعيكم الخير الكثير و كانت النية ثابتة لا لبس فيها .
وثائق كثيرة ، ترى دار البلدية عارمة بمن فيها باهالي القرى و المداشر من كل منطقة يهيمون ، هذه مبالغ مالية اعدت للفقراء و هذه قفة رمضان على الابواب و هذه تسجيلات جامعية ، و هذه مديريات لها اموال على عاتق الأبرياء ، من جراء ، اعوجاج في الطرقات ، فكان السبب كالذي اشترى بالتقسيط ، و كان السبب الثاني في الاعوجاج و الحفر ، فسقط فيها من سدد فاتورة الطريق لتبنى بها طرقات اخرى لكن ، قد اختلست من البنوك و كان المبلغ 20000 عشرين الف مليار من مكان واحد و تعددت الامكنة و كثرت في البلاد ، فأصبحنا نسمع في كل مرة عن سبب يجعل كثرة و تعدد الاختلاسات .
كيف يجمع المال من الشعب ليعيده الى الشعب هذا لن يكون و هل تحسب هذا الذي يجمع احمقاً لا يفهم او حمار .
كلا سيسرق بأي طريقة ليحول مرة واحدة الى سويسرا الأمينة ، الامة التي لم تطئ قدم هتلر اليها بالرغم من انها اقرب المدن إليه .
فلا تعجبوا لان، المؤذن إذا عاد مغني ، يغني في الطرقات ، سيكسب مال وفير ولو قعد يؤذن عشرات السنين لم و لن يصل إلى ما وصل إليه في عهدة الغناء لمدة ثلاثة أشهر ، و العالم أذا أمسى فأصبح دجال ، فإنه سيؤثر على نصف العالم ، بفعل من الأفعال
حتى الأساتذة و المعلمين و الدارسين للعلم ، أرادوا لهم التنكيل لولا حكمة ، جفت البقرة فما عادت تحلب الحليب
هي صدفة نافعة ، و حسبها الجاهلون سوء أقدار ، في ذلك الوقت المستقطع ، و حين ،عاد الأستاذ بتفكيره و منهم من سأل العلماء و منهم من سأل نفسه لانه قارئ لكتب العلماء عرفوا أن هذا الوقت المستقطع الذي وضعته الهياكل عن غير قصد منها جعلهم يمتنعون عن أكل الربي و الحرام لكن العشرات منهم قد سقطوا في بئر عميق .
فهاكم الدليل حول هذه الأخبار .
بينما أنا محتار !!!!!!!!
أتى صديقا لي فقال ، أنظر أريد أن أخبرك مجريات قد حدثت لي و أنا في حيرة من أمري اشتكي أمري إلى الله أم إلى مديرية بأسرها ظلمتني
قال .
اشتريت ثلاجة من الحجم الكبير و اشتريت تلفاز كبير مع هوائي و كل مستلزمات الدار لكن غدر بي الكهرباء و مديرية السونالغاز ، و جاء الكهرباء زيادة عن اللزوم فاحرق لي كل شيء جديد اشتريته الا القديم لم يمسس بأذى
فضحكت طويلا حتى توسوس مني و نهض فقال و لما تضحك يا محمد و هل أصبحت أضحوكة برغم الخسارة التي انا فيها
فقلت له و انا اضحك ليس استهزاءاً به لأنه صديقي و أحبه بل متعجباً
فقلت له أنت يا صديقي ، اشتريت كل الذي احترق عن طريق التقسيط
انظر ألم تفق بعد بأن القديم الذي اشتريته من ماهيتك سليم في سليم و لم يمس بأذى
فلما تقول مديرية السونالغاز و الكهرباء فهم أبرياء من التهمة
بل انت السبب في كل هذا
ألم تعرف بعد ؟ ! .
قلت له لو حدث هذا في بلاد غير بلاد الاسلام ، لفعلوا ما كنت مقدما عليه و سيستعيد ماله الوفير ، لأنه لا يعلم بأنه غدا سيسأل عن هذا المال ، أما أنت تعرف يا صديقي ، أم تحسب أن كل هذا الذي على الأرض خلق هباء ، و سيصبح كما يؤمن الكفار و الملحدين بأنه سيكون نسياً منسيا ، كلا يا صديقي ، الكل له تقدير و الكل له أمر جلل ، إذا أردت ان تكتب تقريرا و شكوى الى القهار فأفعل و اشهر توبتك عن فعلتك التي فعلت ، و إذا أردت ان تكتب شكوى الى مدير سونالغاز لتستعيد نفس المال فأفعل ، فنظر و حدق كثيرا ، حتى تعجبت منه ، ثم انفجر بالضحك و قال لي انهض سنشرب القهوة على حسابي .
شربنا القهوة ، و أتى بعض الأصدقاء ، و اجتمعنا ، حتى قال لنا احدهم ألم تسمعوا بفلان ، قلنا كلا و ماذا في الأمر ، فقال لنا فلان ابن فلان ، أراد أن يذهب إلى الحج ، فقال له العلماء مالك حرام ، فاحتار المسكين كيف يفعل بعشرات الملايين .
فأضاف يقول لكن اسمعوا قصة هذا الرجل الذي قل أشباهه في هذا الزمان
قصة حقيقة وقعت في بلدية كذا و لا تبعد عنا سوى بكذا هل عرفتموه
نعم عرفناه أكمل .
كان عمال الطرقات و هم حوالي ثلاثين عامل يعملون من الصباح حتى المساء لقاء سعر يسير
و في أحد الأيام حين تفقدوا حساباتهم البريدية و جدوا اكثر من 30 مليون للواحد ، لم يعرفوا من أين جاء هذا المال
فسألوا صاحب المشروع الذي عنده يعملون و هم في حيرة من أمرهم.
فقال لهم جاءني في يوم من الأيام الماضية رجل ذو جاه و مال و عرفته من سيارته التي كان يركبها
و قال لي أعطيني حسابات العمال و أرقامهم و لم يقل لي شيء فأعطيته حساباتكم و أعطيته حتى حسابي أيضا
فقال لهم و لماذا تسألون
فقالوا له وجدنا في حساباتنا مبلغ 30 مليون
فاندهش صاحب المشروع
وركب سيارته مسرعا باتجاه البريد ههههههه لعله يجد 100 مليون بما انه الرئيس
سأل بعض العمال الفضوليين عن اسم هذا الفلان ، و سبب فعله هذا
فعرفوا في الاخير أنه كبر في السن و أراد ان يحج بيت الله
و حين اراد الذهاب قال له العلماء أموالك حرام و هذا طبعا حين سأل
فقال لهم و كيف العمل
فقالوا ابدأ من جديد
فقال لهم هل ابيع
قالوا و ما الفائدة مال بمال
فقال لهم أصدقه
فقالوا له لا يجوز
فاندهش و قال و كيف العمل إذاً
فقالوا له ارميه او اعطيه من غير ان تترجى انه صدقة جارية لأنك كسبته كله من حرام ليكون بعدك في أيدي سالمة مما كنت أنت فيه
ففعل و كانت الثلاثين عاملا التي مر عليها لا تعد سوى شامة بيضاء في ثور اسود من المال الذي طاف و أعطاه
ألا يسأل أحدكم ليقول لي كيف كان ماله كله حرام
لانه بدأ من صفر ، بدا فقط بسجل تجاري لبناء الطرقات و العمارات ، و كان ذو معرفة يعرفه الكبير و الصغير ، و كان يشتري الاتفاقيات بمعرفته حتى يبني العمارة فيقسم مع من أمضى له المشروع بعض الدراهم ، فتربى له الخمير .
و بدأ إذا سمع بأي مشروع في الولاية يمس سجله التجاري إلا و اشتراه بالمال او بالجاه او بالمعرفة المهم انه سيستحوذ على المشروع و ستكون له الاسبقية و يا ويل المهندس الذي يقول له بان البنيان فيه خلل ، كان سيكون في خبر كان .
لانه الزعيم ، و لانه سلطان العمارات و الطرقات ، أو هو سيد المشاريع رقم 01 في الولاية التي كاد يملكها ، حتى عمرت جيوب الولاة من بعده و كلابهم بالمال الوفير .
لكنه بالرغم من كل هذا .....
..... بدأ فعلا من جديد
حتى الفراش الذي يتغطى به ، و حتى المسكن خرج منه مع اولاده فارغ اليدين ، و حتى سياراته ، و حتى كلابه التي اشتراها او حميره و حتى البنطالون الذي يرتديه و القميص و ربطة العنق و كل شيء خرج من بيته بلفاف أبيض الى بيت آخر استأجره عن طريق الكراء .
رحمة ربي وسعت كل شيء
زين نيتك و سيكون كل شيء سهل على الجبار
رفعه أصحابه إلى درجة خيرا مما كان عليه، لنبل أخلاقه و ندمه و توبته إلى القهار و حج بيت الله و هو سعيد فرحاً مستبشرا بالخيرات و راحة البال.
سيحسب البعض ان عهد القصة من الأثر أو أنها في عهد الملك ارتر او في عهد المماليك قطز و عبد الرحمان و بيبرس الأغر
هذه ليست قصص جبران خليل جبران و ليست قصص الفضيلة و مجدولين و إنما قصص تحدث في مدينتنا و جيرانها و ما زال المزيد .
كونوا على يقين أنها قصص القرن الواحد و العشرين
وهذا غيض من فيض
يتبع إن شاء الله
محمد عبد الوهاب