العربي عبدية
2010-08-01, 10:29
مكانة القرآن العظيم
ووجوب الإخلاص فيه
معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ
للشيخ
صالح بن عبد العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيه الأمين، وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:
فإنه مما يثلج الصدور، ويبهج الأفئدة، أن تلتقي كل عام ثلة خيرة من أبنائنا وبناتنا، وهم يتنافسون في أعظم ما تنافس فيه المتنافسون، وأجل ما تسابق فيه المتسابقون: كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يحدوهم الفوز بالجائزة السخية التي خصصها صاحب السمو الملكي الأمير الكريم سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لأفضل حافظ وحافظة، تشجيعاً منه لأبنائنا وبناتنا، وحثاً لهم على الإقبال على تلاوة كتاب الله تعالى، وحفظه، وتدبر معانيه، والعمل به، والتخلق بأخلاقه، والتأدب بآدابه، ليكونوا إن شاء الله رجالاً ونساء صالحين. وليست هذه بأول أعمال سموه الخيرة، وأياديه الكريمة، فإن أعمال سموه الكريم في مجال البر والإحسان، ونجدة المسلمين أينما كانوا، وإغاثة الملهوفين أينما وجدوا، أعمال مشهورة، ومبادرات مشهودة في داخل المملكة وخارجها، وهذه السمة المباركة من أظهر السمات التي ربى الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله أبناءه عليها، حتى صار فعل الخير والمسارعة إلى أعمال البر، من الصفات التي اشتهر بها قادة المملكة العربية السعودية منذ نشأتها إلى عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، ولا يفوتني في هذه المناسبة المباركة أن أذكّر فلذات أكبادنا من البنين والبنات، أن حفظ كتاب الله تعالى وتلاوته، وتدبره، من أفضل الطاعات، وأجل العبادات، التي وردت بفضائلها الآثار، وتواترت ببيان أجرها وثوابها الأخبار، قال الله تعالى﴿إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور, ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور﴾[فاطر:29-30] وقال رسول الله (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)رواه البخاري وغيره عن عثمان ، وروى الترمذي بسند صحيح عن ابن مسعود قال قال رسول الله :(من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم، حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف). وبقدر ما يحفظ المرء من كتاب الله تعالى، تعلو درجاته، وترتفع منزلته، حتى تكون عند آخر آية يقرؤها، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي قال (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) رواه أحمد وأبو داود والترمذي. ولا عجب في ذلك، فإن هذا القرآن العظيم كلام رب العالمين الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وهو صفة من ليس له شبيه ولا مثيل، قال تعالى ﴿وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله﴾[التوبة:6] وهو آخر الكتب المنزلة، وخاتمها، وأشملها، وأعظمها، وأكملها، فلهذا كان مهيمناً على ما سبق من الكتب السماوية؛ أي شاهداً عليها وأمينا وحاكما، قال الله تعالى﴿وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه﴾[المائدة:48]. وإذا كان القرآن بهذه المنزلة العظيمة، وكان حفظه وتدبره وتلاوته من العبادات بهذه المكانة الجليلة فإنه يجب على قارئه، ومتدبره، أن ينوي بحفظه، وقراءته، وتدبره التعبد لله عز وجل والتقرب إليه بذلك، فإن الأعمال بالنيات، وإنما لكل ما نوى، كما ثبت في الصحيحين، وأن يخلص لله تعالى الوجه والعمل، قال تعالى:وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء[الزمر:2] وقال تعالى:قل إني أمرت أن اعبد الله مخلصاً له الدين[الزمر:11]، وقال تعالى: قل الله اعبد مخلصاً له ديني[الزمر:14]، وقال تعالى:قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين[الأنعام:162-163].
ونسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا صالحة، خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفق المسلمين إلى الاعتصام بحبله المتين، والتمسك بسنة سيد المرسلين، وأن ينبت بنينا وبناتنا نباتاً حسنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على خير خلقه، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ووجوب الإخلاص فيه
معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ
للشيخ
صالح بن عبد العزيز
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيه الأمين، وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:
فإنه مما يثلج الصدور، ويبهج الأفئدة، أن تلتقي كل عام ثلة خيرة من أبنائنا وبناتنا، وهم يتنافسون في أعظم ما تنافس فيه المتنافسون، وأجل ما تسابق فيه المتسابقون: كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يحدوهم الفوز بالجائزة السخية التي خصصها صاحب السمو الملكي الأمير الكريم سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لأفضل حافظ وحافظة، تشجيعاً منه لأبنائنا وبناتنا، وحثاً لهم على الإقبال على تلاوة كتاب الله تعالى، وحفظه، وتدبر معانيه، والعمل به، والتخلق بأخلاقه، والتأدب بآدابه، ليكونوا إن شاء الله رجالاً ونساء صالحين. وليست هذه بأول أعمال سموه الخيرة، وأياديه الكريمة، فإن أعمال سموه الكريم في مجال البر والإحسان، ونجدة المسلمين أينما كانوا، وإغاثة الملهوفين أينما وجدوا، أعمال مشهورة، ومبادرات مشهودة في داخل المملكة وخارجها، وهذه السمة المباركة من أظهر السمات التي ربى الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله أبناءه عليها، حتى صار فعل الخير والمسارعة إلى أعمال البر، من الصفات التي اشتهر بها قادة المملكة العربية السعودية منذ نشأتها إلى عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، ولا يفوتني في هذه المناسبة المباركة أن أذكّر فلذات أكبادنا من البنين والبنات، أن حفظ كتاب الله تعالى وتلاوته، وتدبره، من أفضل الطاعات، وأجل العبادات، التي وردت بفضائلها الآثار، وتواترت ببيان أجرها وثوابها الأخبار، قال الله تعالى﴿إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور, ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور﴾[فاطر:29-30] وقال رسول الله (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)رواه البخاري وغيره عن عثمان ، وروى الترمذي بسند صحيح عن ابن مسعود قال قال رسول الله :(من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم، حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف). وبقدر ما يحفظ المرء من كتاب الله تعالى، تعلو درجاته، وترتفع منزلته، حتى تكون عند آخر آية يقرؤها، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي قال (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) رواه أحمد وأبو داود والترمذي. ولا عجب في ذلك، فإن هذا القرآن العظيم كلام رب العالمين الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وهو صفة من ليس له شبيه ولا مثيل، قال تعالى ﴿وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله﴾[التوبة:6] وهو آخر الكتب المنزلة، وخاتمها، وأشملها، وأعظمها، وأكملها، فلهذا كان مهيمناً على ما سبق من الكتب السماوية؛ أي شاهداً عليها وأمينا وحاكما، قال الله تعالى﴿وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه﴾[المائدة:48]. وإذا كان القرآن بهذه المنزلة العظيمة، وكان حفظه وتدبره وتلاوته من العبادات بهذه المكانة الجليلة فإنه يجب على قارئه، ومتدبره، أن ينوي بحفظه، وقراءته، وتدبره التعبد لله عز وجل والتقرب إليه بذلك، فإن الأعمال بالنيات، وإنما لكل ما نوى، كما ثبت في الصحيحين، وأن يخلص لله تعالى الوجه والعمل، قال تعالى:وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء[الزمر:2] وقال تعالى:قل إني أمرت أن اعبد الله مخلصاً له الدين[الزمر:11]، وقال تعالى: قل الله اعبد مخلصاً له ديني[الزمر:14]، وقال تعالى:قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين[الأنعام:162-163].
ونسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا صالحة، خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفق المسلمين إلى الاعتصام بحبله المتين، والتمسك بسنة سيد المرسلين، وأن ينبت بنينا وبناتنا نباتاً حسنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على خير خلقه، وعلى آله وصحبه أجمعين.