أبو صهيب الجزائري
2010-07-31, 11:50
السلام عليكم
اليكم أقوال أهل العلم في كتب ومؤلفات السيد قطب رحمه الله ، بحيث لم يردوها كلها جملة وتفصيلا ، وبالمقابل حذروا من الأخطاء التي تحتويها كتبه.فالأستاذ " سيد قطب " ليس من العلماء ، فلا يُعرف له ترجيحات في الحديث ، أو الفقه ، أو التفسير ، وإنما هو كاتب أديب ، أحب الإسلام ودافع عنه ، ودعا إليه وقد مات في سبيله ـ فيما يظهر لنا ـ ونسأل الله أن يكون من الشهداء .
وله كتابات متنوعة ، فيها الصواب وفيها الخطأ ، والعلماء الذين وقعوا في أخطاء في العقيدة أو الحديث أو الفقه : لم نرَ أحداً من أهل العلم حرَّم الأخذ منهم بالكلية ، ولا من هجر النقل عنهم مطلقاً ، هذا مع أن منهم دعاة لمذاهبهم العقيدية ، ومتعصبة لمذاهبهم الفقهية ، وهذا من إنصاف أهل السنَّة مع المخالفين .
والأستاذ سيد قطب ليس بعيداً عن هذا الإنصاف من أهل السنَّة ، ولذا رأينا رؤوس أهل السنَّة في زماننا هذا ينقلون عنه مواضع من كتبه موافقة لاعتقاد ومنهج أهل السنَّة ، ومن ذلك :
1. نقل عنه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في مقدمة كتابه " مختصر العلو " حوالي ثلاث صفحات ، بدأها بقوله : " فها هو الأستاذ الكبير سيد قطب رحمه الله ... " .
ومجرد النقل عنه لا يعد تزكية ، لكن التزكية في الأوصاف التي مدحه بها الشيخ الألباني رحمه الله : "الأستاذ" "الكبير" "رحمه الله " .
2. نقل عنه الشيخ صالح الفوزان حفظه الله أربع نقولات ( من ص 21 – 24 ) وذلك في كتابه " التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية "
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
الرجل له كتاب " العدالة الاجتماعية " لا قيمة له ، لكن كتاب " معالم على الطريق " له بحوث قيمة جدّاً .
شريط رقم : ( 784 ) من " سلسلة الهدى والنور " .
- وفي الشريط ذاته قال الشيخ الألباني رحمه الله :
"أنا أعتقد أن الرجل ليس عالماً ، لكن له كلمات في الحقيقة - خاصة في السجن - كأنها من الإلهام" انتهى .
- وفيه – أيضاً – قوله :
"الرجل ليس عالماً ، لكن له كلمات عليها نور ، وعليها علم ، مثل " ... منهج حياة " ، أنا أعتقد أن هذا العنوان كثير من إخواننا السلفيين ما تبنوا معناه ، أن " لا إله إلا الله منهج حياة " ، هذا الكلام الذي تكلمتُ عنه" انتهى.
أقوال أهل العلم في كتب ومؤلفات السيد قطب رحمه الله
2. سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
" سيد قطب " رجل ظهر على العالم الإسلامي بفِكر ، واختلف فيه الناس بين ممجد ، وقادح قدحاً شديداً جدّاً ، فنود أن يبين شيخُنا لنا بياناً وافياً عن هذا الموضوع ، وكيف يكون موقف المسلم نحو الرجل ؛ لأن سيداً له أثر في العالم الإسلامي ، وله آثار من كتب ومؤلفات ، فنريد بياناً من فضيلتكم .
فأجاب :
"لا أرى أن يكون النزاع والخصومة بين الشباب المسلم في رجل معين ، لا سيد قطب ، ولا غير سيد قطب ، بل النزاع يكون في الحكم الشرعي ، فمثلاً : نعرض قولاً من الأقوال لقطب ، أو لغير قطب ، ونقول : هل هذا القول حق أو باطل ؟ ثم نمحصه إن كان حقّاً : قبلناه ، وإن كان باطلاً : رددناه ، أما أن تكون الخصومة والنزاع بين الشباب ، والأخذ والرد في رجل معين : فهذا غلط ، وخطأ عظيم .
فسيد قطب ليس معصوماً ، ومَن فوقه من العلماء ليسوا معصومين ، ومَن دونه من العلماء ليسوا معصومين ، وكل شخص يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فيجب قبول قوله على كل حال .
فلذلك أنا أنهى الشباب أن يكون مدار نزاعهم وخصوماتهم على شخص معين أيّاً كان ؛ لأنه إذا كانت الخصومات على هذا النحو : فربما يُبْطل الخصم حقّاً قاله هذا الشخص ، وربما يَنْصُر باطلاً قاله هذا الشخص ، وهذا خطر عظيم ؛ لأنه إذا تعصب الإنسان للشخص وتعصب آخر ضده ، فالذي يتعصب ضده سوف يقول عنه ما لم يقله ، أو يؤول كلامه ، أو ما أشبه ذلك ، والثاني ربما يُنْكِر عنه ما قاله ، أو يوجه ما قاله من الباطل .
فأنا أقول : لا نتكلم في الأشخاص ، ولا نتعصب لأشخاص ، وسيد قطب انتقل من دار العمل إلى دار الجزاء ، والله تعالى حسيبه ، وكذلك غيره من أهل العلم .
أما الحق : فيجب قبوله سواء جاء من سيد قطب ، أو من غيره ، والباطل يجب رده سواء كان من سيد قطب أو من غيره ، ويجب التحذير من أي باطل كُتِب أو سُمِع سواء من هذا ، أو من هذا ، من أي إنسان .
هذه نصيحتي لإخواننا ، ولا ينبغي أن يكون الحديث والمخاصمة والأخذ والرد في شخص بعينه .
أما سيد قطب : فرأيي في آثاره : أنه مثل غيره ، فيه حق وباطل ، ليس أحد معصوماً ، ولكن ليست آثاره مثلاً كآثار الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فبينهما كما بين السماء والأرض ، فآثار الرجل الأول هي عبارة عن أشياء أدبية وثقافية عامة ، وليس عنده كما عند الشيخ الألباني في التحقيق والعلم .
ولذلك أنا أرى أن الحق يؤخذ من كل إنسان ، والباطل يُرَد من كل إنسان ، وأنه لا ينبغي لنا بل ولا يجوز لنا أن نجعل مدار الخصومة والنزاع والتفرق والائتلاف هو أسماء الرجال" انتهى .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 130 / السؤال رقم 1 ) .
3-الشيخ عبد العزيز آل الشيخ 1/
فتوى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية عن سيد قطب رحمه الله وكتابه في ظلال القرآن .. تاريخ الفتوى 2-8-2005
السائل: أحسن الله إليكم يقول سماحة الشيخ مالفرق بين أحدية الوجود في تفسير الظلال وفكرة وحدة الوجود الضالة ؟
المفتي : كيف ؟ كيف ؟ مالفرق بين ؟
السائل : مالفرق بين أحدية الوجود في تفسير الظلال وفكرة وحدة الوجود الضالة ؟
المفتي : يا إخواني تفسير سيد قطب في ظلال القرآن هو كتاب ليس تفسير لكنه قال تحت ظلال القرآن يعني كأنه يقول للمسلمين هذا القرآن نظام الأمة تعيش في ظلاله و استقوا من آدابه و انهلوا من معينه الصافي وأقبلوا بقلوبكم على القرآن لتجدوا فيه علاج لمشاكلكم و حل قضاياكم وتفريج همومكم إلى آخره .
والكتاب له أسلوب عال في السياق أسلوب عال ، هذا الأسلوب الذي كتب به السيد كتابه قد يظن بعض الناس بادئ بدء من بعض العبارات أن فيها شركا أو أن فيها قدحا في الأنبياء أو أن وأن .. ، ولو أعاد النظر في العبارة لوجدها أسلوبا أدبيا راقيا عاليا لكن لا يفهم هذا الأسلوب إلا من تمرس في قراءة كتابه ، والكتاب [كلمة غير واضحة] لايخلو من ملاحظات كغيره لا يخلو من ملاحظات و لا يخلو من أخطاء لكن في الجملة أن الكاتب كتبه منطلق غيرة وحمية للإسلام ، والرجل هو صاحب تربية وعلوم ثقافية عامة وماحصل منه من هذا التفسير يعتبر شيئا كثير [الجملةالسابقة غير واضحة] فيؤخذ منه بعض المقاطع النافعة والمواقف الجيدة والأشياء التي أخطأ فيها يعلى [غير واضحة] عذره قلة العلم وأنه ليس من أهل التفسير لكنه صاحب ثقافة عامة وعباراته أحيانا يفهم منها البعض خطأ لأن أسلوبه فوق أسلوب من يقرأه ، فلو أعاد النظر مرارا لم يجد هذه الاحتمالات الموجود وإنما هو أسلوب من الأساليب العالية التي يتقاصر عنه فهم بعض الناس فربما أساء الظن ، والمسلم لا ينبغي [كلمة غير واضحة] على وجود المعايب ، فليأخذ الحق ممن جاء به ، ويعلم أن البشر جميعا محل التقصير والخطأ ، [كلمة غير واضحة] والعصمة لكتاب الله و لقول محمد صلى الله عليه وسلم ، ماسوى الكتاب والسنة فالخطأ محتمل فيه لاسيما من إنسان عاش في مجتمعات لها مالها وسافر للغرب سنين وإلى آخره ، لكن كفانا منه ماوجد في هذا السفر من بعض المقاطع والكلمات النافعة التي لو قرأها الإنسان مرارا لرأى فيها خيرا كثير .
المحاضرة كاملة من موقع الدعوة الخيرية - كتاب التوحيد-الدرس السادس
تاريخ المحاضرة
24-6-1426 هـ
2-8-2005 م
4-العلامة الشيخ الألباني رحمه الله
سيد قطب جدد دعوة الإسلام في قلوب الشباب
سئل عن كتاب سيد قطب : ( جاهلية القرن العشرين ) فأنكر الشيخ أن يوصف القرن العشرين بالجاهلية ثم قال : ( ثم إن في كلام سيد قطب رحمه الله وفي بعض تصانيفه مما يشعر الباحث أنه كان قد أصابه شيء من التـحمس الزائد للإسلام في سبيل توضيـحه للناس ، ولعل عذره في ذلك أنه كان يكتب بلغة أدبية ، ففي بعض المسائل الفقهية كحديثه عن حق العمال في كتابه : ( العدالة الاجتماعية ) أخذ يكتب بالتوحيد وبعبارات قوية تـحيي في نفوس المؤمنين الثقة بدينهم وإيمانهم ، فهو من هذه الخلفية في الواقع قد جدد دعوة الإسلام في قلوب الشباب وإن كنا نلمس أحياناً أن له بعض الكلمات تدل على أنه لم يساعده وقته على أن يـحرر فكره من بعض المسائل التي كان يكتب حولها أو يتـحدث فيها ) ا.هـ
المرجع: كتاب (حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه) تصنيف محمد بن إبراهيم الشيباني ، الجزء الأول
** سئل الشيخ الألباني عن بعض من خالف السلف مثل النووي وابن حجر وابن الجوزي وسيد قطب وحسن البنا .
فقال الألباني : ( من مثل النووي والحافظ ابن حجر ؟ أعطيني اليوم في العالم الإسلامي كله مثل هذين الرجلين ، ودعك وسيد قطب ، هذا رجل نــجله على جهاده ، ولكنه لا يزيد على كونه كان كاتباً ، وكان أديباً، ولكنه لم يكن عالماً ، فلا غرابة أن يصدر منه أشياء وأشياء تخالف المنهج الصحيـح ) . والنقلان السابقان من شريط : ( إلى غلاة التجريـح ) للشيخ محمد حسان حفظه الله .
5-الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله
رقم الفتوى (5855)
موضوع الفتوى ما قولكم في كتب سيد قطب ومحمد الغزالي رحمهما الله
السؤال س: ما قولكم في كتب سيد قطب ومحمد الغزالي رحمهما الله؟
الاجابـــة
هذا السؤال له إجابة مُشابهة وهي: ـ
س: ما رأيكم في كتب سيد قطب والقرضاوي والغزالي وغيرها من الشيوخ لأن في مكتبة المسجد نزعت هذه الكتب ويقولون بأن فيها ضلال كبير، بين لنا هذا الضلال ولو بشريط سمعي للشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله، ويقولون بأن الشيخ الألباني عليه رحمة الله هو الذي رد على هذه الكتب؟
أما سيد قطب فكان له كُتب في أول أمره كتبها وهو في حالة الاختلاط ببعض الصوفية والأحزاب، وُجد فيها بعض الأخطاء ولكنها يسيرة، ثم كتب بعدها كتب مفيدة دلت على تأثره بكتب أهل السنة، فيُستفاد من كتبه، ويُرجع إليها إلا ما كان فيها من الأخطاء اليسيرة التي نبه عليها بعض العلماء في مصر وفي سوريا وفي المملكة السعودية وأما القرضاوي والغزالي فلهما كتب قديمة كفقه السيرة وفقه الزكاة ولهما مؤلفات أخرى حصل فيها أخطاء ولهما أيضًا فتاوى مخالفة للأدلة، فيُستفاد من كتبهما لمن يعرف الصواب ويتجنب الخطأ، وتُعرف الأخطاء من كتب الشيخ الألباني وغيره ممن نبهوا على الأخطاء الموجودة في تلك المؤلفات. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
موقع الشيخ الجبرين
6-فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله
سئل الشيخ
كثرت الأقوال في سيد قطب رحمه الله ، فهذا ينزهه من كل خطأ، وذاك يجعله في عداد الفاجرين بل الكافرين فما هو الحق في ذلك ؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
فإن المفكر الأديب سيد قطب رحمه الله له أعداء كثيرون، يختـلفون في كيفية النقد وأهدافه والغايات منه، ويتـفـقون في مصالح مشتركة، وقبل أن أكشف بطلان مثالب الجراحين والمطاعن الموجهة إلى سيد رحمه الله ، أبين أولا لماذا يستهدف سيد قطب خاصة ؟ ومن المستفيد من إسقاطه ؟
إن سيدا رحمه الله يعد في عصره علما من أعلام أصحاب منهج مقارعة الظالمين والكفر بهم ، ومن أفذاذ الدعاة إلى تعبيد الناس لربهم والدعوة إلى توحيد التحاكم إلى الله ، فلم يقض إلا مضاجع أعداء الله ورسوله كجمال عبدالناصر وأمثاله .. وما فرح أحد بقتله كما فرح أولئك، ولقد ضاق أولئك الأذناب بهذا البطل ذرعا، فلما ظنوا أنهم قد قتلوه إذا بدمه يحيي منهجه ويشعل كلماته حماسا، فزاد قبوله بين المسلمين وزاد انتشار كتبه، لأنه دلل بصدقه وإقدامه على قوة منهجه، فسعوا إلى إعادة الطعن فيه رغبة منهم لقتل منهجه أيضا وأنى لهم ذلك.
فاستهداف سيد قطب رحمه الله لم يكن استهدافا مجردا لشخصه، فهو ليس الوحيد من العلماء الذي وجدت له العثرات، فعنده أخطاء لا ننكرها، ولكن الطعن فيه ليس لإسقاطه هو بذاته فقد قدم إلى ربه ونسأل الله له الشهادة، ولكن الذي لا زال يقلق أعداءه وأتباعهم هو منهجه الذي يخشون أن ينتشر بين أبناء المسلمين .
وإني إذ اسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك لقوله الله تعالى: { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا } فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته، ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم والله يقول: { ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } , فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة "تغمس أخطاؤه في بحر حسناته" وقالوا "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" وغير ذلك، وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب ( إن الحكم إلا لله ) سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات .
وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منـزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتـنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم ، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم.
والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى ، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن ( لا إله إلا الله )، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح ، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله .
وختاما لا يسعني إلا أن اذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله ) فنحسب أن سيدا رحمه الله قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا : أنت تعتـقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا : الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله .
وله رحمه الله من المواقف والأقوال التي لا يشك عارف بالحق أنها صادرة عن قلب قد مليء بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب التضحية لدينه، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا وإياه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قاله / حمود بن عقلاء الشعيبي
16/5/1421هـ
لمن لا يعرف الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي
هو عبدالله حمود بن عبدالله بن عقلاء بن محمد بن علي بن عقلاء الشعيبي الخالدي من آل جناح من قبلية بني خالد ، تتلمذ على يديه سواء في المعهد أو الكلية
ممن تتلمذ على يه سواء في الكلية أو المعهد ؟
منهم المفتي عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (5) ومعالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وزير الشؤون الإسلامية سابقا (6) ، ومعالي الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وزير العدل ، وفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء ، والشيخ غيهب الغيهب، وفضيلة الشيخ قاضي تمييز عبدالرحمن بن صالح الجبر ، والشيخ قاضي تمييز عبدالرحمن بن سليمان الجارالله ، والشيخ قاضي تمييز عبدالرحمن بن عبدالعزيز الكِليِّة ، الشيخ قاضي تمييز عبدالرحمن بن غيث ، الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العجلان رئيس محاكم منطقة القصيم سابقا ، والشيخ سليمان ابن مهنا رئيس محاكم الرياض ، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن السعيد الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والشيخ محمد بن مهوس رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام ، والشيخ الدكتور عبدالله الغنيمان ، والشيخ حمد بن فريان وكيل وزارة العدل سابقا ، وفضيلة الشيخ إبراهيم بن داود وكيل وزارة الداخلية .
وشارك في تقويم بعض اعمال المشايخ من أجل ترقيتهم من بينهم:
أرسلت له الجامعة الإسلامية أعمال عدد من المشايخ والدكاترة لتقويم عملهم لترقيتهم ، من بينهم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد وأبو بكر الجزائري ومحمد أمان الجامي الصومالي وربيع بن هادي مدخلي ، و الشيخ محمد بن عثيمين عن طريق جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية .
والله أعلم
وصلي اللهم وسلم على المصطفى وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم
اليكم أقوال أهل العلم في كتب ومؤلفات السيد قطب رحمه الله ، بحيث لم يردوها كلها جملة وتفصيلا ، وبالمقابل حذروا من الأخطاء التي تحتويها كتبه.فالأستاذ " سيد قطب " ليس من العلماء ، فلا يُعرف له ترجيحات في الحديث ، أو الفقه ، أو التفسير ، وإنما هو كاتب أديب ، أحب الإسلام ودافع عنه ، ودعا إليه وقد مات في سبيله ـ فيما يظهر لنا ـ ونسأل الله أن يكون من الشهداء .
وله كتابات متنوعة ، فيها الصواب وفيها الخطأ ، والعلماء الذين وقعوا في أخطاء في العقيدة أو الحديث أو الفقه : لم نرَ أحداً من أهل العلم حرَّم الأخذ منهم بالكلية ، ولا من هجر النقل عنهم مطلقاً ، هذا مع أن منهم دعاة لمذاهبهم العقيدية ، ومتعصبة لمذاهبهم الفقهية ، وهذا من إنصاف أهل السنَّة مع المخالفين .
والأستاذ سيد قطب ليس بعيداً عن هذا الإنصاف من أهل السنَّة ، ولذا رأينا رؤوس أهل السنَّة في زماننا هذا ينقلون عنه مواضع من كتبه موافقة لاعتقاد ومنهج أهل السنَّة ، ومن ذلك :
1. نقل عنه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في مقدمة كتابه " مختصر العلو " حوالي ثلاث صفحات ، بدأها بقوله : " فها هو الأستاذ الكبير سيد قطب رحمه الله ... " .
ومجرد النقل عنه لا يعد تزكية ، لكن التزكية في الأوصاف التي مدحه بها الشيخ الألباني رحمه الله : "الأستاذ" "الكبير" "رحمه الله " .
2. نقل عنه الشيخ صالح الفوزان حفظه الله أربع نقولات ( من ص 21 – 24 ) وذلك في كتابه " التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية "
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
الرجل له كتاب " العدالة الاجتماعية " لا قيمة له ، لكن كتاب " معالم على الطريق " له بحوث قيمة جدّاً .
شريط رقم : ( 784 ) من " سلسلة الهدى والنور " .
- وفي الشريط ذاته قال الشيخ الألباني رحمه الله :
"أنا أعتقد أن الرجل ليس عالماً ، لكن له كلمات في الحقيقة - خاصة في السجن - كأنها من الإلهام" انتهى .
- وفيه – أيضاً – قوله :
"الرجل ليس عالماً ، لكن له كلمات عليها نور ، وعليها علم ، مثل " ... منهج حياة " ، أنا أعتقد أن هذا العنوان كثير من إخواننا السلفيين ما تبنوا معناه ، أن " لا إله إلا الله منهج حياة " ، هذا الكلام الذي تكلمتُ عنه" انتهى.
أقوال أهل العلم في كتب ومؤلفات السيد قطب رحمه الله
2. سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
" سيد قطب " رجل ظهر على العالم الإسلامي بفِكر ، واختلف فيه الناس بين ممجد ، وقادح قدحاً شديداً جدّاً ، فنود أن يبين شيخُنا لنا بياناً وافياً عن هذا الموضوع ، وكيف يكون موقف المسلم نحو الرجل ؛ لأن سيداً له أثر في العالم الإسلامي ، وله آثار من كتب ومؤلفات ، فنريد بياناً من فضيلتكم .
فأجاب :
"لا أرى أن يكون النزاع والخصومة بين الشباب المسلم في رجل معين ، لا سيد قطب ، ولا غير سيد قطب ، بل النزاع يكون في الحكم الشرعي ، فمثلاً : نعرض قولاً من الأقوال لقطب ، أو لغير قطب ، ونقول : هل هذا القول حق أو باطل ؟ ثم نمحصه إن كان حقّاً : قبلناه ، وإن كان باطلاً : رددناه ، أما أن تكون الخصومة والنزاع بين الشباب ، والأخذ والرد في رجل معين : فهذا غلط ، وخطأ عظيم .
فسيد قطب ليس معصوماً ، ومَن فوقه من العلماء ليسوا معصومين ، ومَن دونه من العلماء ليسوا معصومين ، وكل شخص يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فيجب قبول قوله على كل حال .
فلذلك أنا أنهى الشباب أن يكون مدار نزاعهم وخصوماتهم على شخص معين أيّاً كان ؛ لأنه إذا كانت الخصومات على هذا النحو : فربما يُبْطل الخصم حقّاً قاله هذا الشخص ، وربما يَنْصُر باطلاً قاله هذا الشخص ، وهذا خطر عظيم ؛ لأنه إذا تعصب الإنسان للشخص وتعصب آخر ضده ، فالذي يتعصب ضده سوف يقول عنه ما لم يقله ، أو يؤول كلامه ، أو ما أشبه ذلك ، والثاني ربما يُنْكِر عنه ما قاله ، أو يوجه ما قاله من الباطل .
فأنا أقول : لا نتكلم في الأشخاص ، ولا نتعصب لأشخاص ، وسيد قطب انتقل من دار العمل إلى دار الجزاء ، والله تعالى حسيبه ، وكذلك غيره من أهل العلم .
أما الحق : فيجب قبوله سواء جاء من سيد قطب ، أو من غيره ، والباطل يجب رده سواء كان من سيد قطب أو من غيره ، ويجب التحذير من أي باطل كُتِب أو سُمِع سواء من هذا ، أو من هذا ، من أي إنسان .
هذه نصيحتي لإخواننا ، ولا ينبغي أن يكون الحديث والمخاصمة والأخذ والرد في شخص بعينه .
أما سيد قطب : فرأيي في آثاره : أنه مثل غيره ، فيه حق وباطل ، ليس أحد معصوماً ، ولكن ليست آثاره مثلاً كآثار الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فبينهما كما بين السماء والأرض ، فآثار الرجل الأول هي عبارة عن أشياء أدبية وثقافية عامة ، وليس عنده كما عند الشيخ الألباني في التحقيق والعلم .
ولذلك أنا أرى أن الحق يؤخذ من كل إنسان ، والباطل يُرَد من كل إنسان ، وأنه لا ينبغي لنا بل ولا يجوز لنا أن نجعل مدار الخصومة والنزاع والتفرق والائتلاف هو أسماء الرجال" انتهى .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 130 / السؤال رقم 1 ) .
3-الشيخ عبد العزيز آل الشيخ 1/
فتوى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية عن سيد قطب رحمه الله وكتابه في ظلال القرآن .. تاريخ الفتوى 2-8-2005
السائل: أحسن الله إليكم يقول سماحة الشيخ مالفرق بين أحدية الوجود في تفسير الظلال وفكرة وحدة الوجود الضالة ؟
المفتي : كيف ؟ كيف ؟ مالفرق بين ؟
السائل : مالفرق بين أحدية الوجود في تفسير الظلال وفكرة وحدة الوجود الضالة ؟
المفتي : يا إخواني تفسير سيد قطب في ظلال القرآن هو كتاب ليس تفسير لكنه قال تحت ظلال القرآن يعني كأنه يقول للمسلمين هذا القرآن نظام الأمة تعيش في ظلاله و استقوا من آدابه و انهلوا من معينه الصافي وأقبلوا بقلوبكم على القرآن لتجدوا فيه علاج لمشاكلكم و حل قضاياكم وتفريج همومكم إلى آخره .
والكتاب له أسلوب عال في السياق أسلوب عال ، هذا الأسلوب الذي كتب به السيد كتابه قد يظن بعض الناس بادئ بدء من بعض العبارات أن فيها شركا أو أن فيها قدحا في الأنبياء أو أن وأن .. ، ولو أعاد النظر في العبارة لوجدها أسلوبا أدبيا راقيا عاليا لكن لا يفهم هذا الأسلوب إلا من تمرس في قراءة كتابه ، والكتاب [كلمة غير واضحة] لايخلو من ملاحظات كغيره لا يخلو من ملاحظات و لا يخلو من أخطاء لكن في الجملة أن الكاتب كتبه منطلق غيرة وحمية للإسلام ، والرجل هو صاحب تربية وعلوم ثقافية عامة وماحصل منه من هذا التفسير يعتبر شيئا كثير [الجملةالسابقة غير واضحة] فيؤخذ منه بعض المقاطع النافعة والمواقف الجيدة والأشياء التي أخطأ فيها يعلى [غير واضحة] عذره قلة العلم وأنه ليس من أهل التفسير لكنه صاحب ثقافة عامة وعباراته أحيانا يفهم منها البعض خطأ لأن أسلوبه فوق أسلوب من يقرأه ، فلو أعاد النظر مرارا لم يجد هذه الاحتمالات الموجود وإنما هو أسلوب من الأساليب العالية التي يتقاصر عنه فهم بعض الناس فربما أساء الظن ، والمسلم لا ينبغي [كلمة غير واضحة] على وجود المعايب ، فليأخذ الحق ممن جاء به ، ويعلم أن البشر جميعا محل التقصير والخطأ ، [كلمة غير واضحة] والعصمة لكتاب الله و لقول محمد صلى الله عليه وسلم ، ماسوى الكتاب والسنة فالخطأ محتمل فيه لاسيما من إنسان عاش في مجتمعات لها مالها وسافر للغرب سنين وإلى آخره ، لكن كفانا منه ماوجد في هذا السفر من بعض المقاطع والكلمات النافعة التي لو قرأها الإنسان مرارا لرأى فيها خيرا كثير .
المحاضرة كاملة من موقع الدعوة الخيرية - كتاب التوحيد-الدرس السادس
تاريخ المحاضرة
24-6-1426 هـ
2-8-2005 م
4-العلامة الشيخ الألباني رحمه الله
سيد قطب جدد دعوة الإسلام في قلوب الشباب
سئل عن كتاب سيد قطب : ( جاهلية القرن العشرين ) فأنكر الشيخ أن يوصف القرن العشرين بالجاهلية ثم قال : ( ثم إن في كلام سيد قطب رحمه الله وفي بعض تصانيفه مما يشعر الباحث أنه كان قد أصابه شيء من التـحمس الزائد للإسلام في سبيل توضيـحه للناس ، ولعل عذره في ذلك أنه كان يكتب بلغة أدبية ، ففي بعض المسائل الفقهية كحديثه عن حق العمال في كتابه : ( العدالة الاجتماعية ) أخذ يكتب بالتوحيد وبعبارات قوية تـحيي في نفوس المؤمنين الثقة بدينهم وإيمانهم ، فهو من هذه الخلفية في الواقع قد جدد دعوة الإسلام في قلوب الشباب وإن كنا نلمس أحياناً أن له بعض الكلمات تدل على أنه لم يساعده وقته على أن يـحرر فكره من بعض المسائل التي كان يكتب حولها أو يتـحدث فيها ) ا.هـ
المرجع: كتاب (حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه) تصنيف محمد بن إبراهيم الشيباني ، الجزء الأول
** سئل الشيخ الألباني عن بعض من خالف السلف مثل النووي وابن حجر وابن الجوزي وسيد قطب وحسن البنا .
فقال الألباني : ( من مثل النووي والحافظ ابن حجر ؟ أعطيني اليوم في العالم الإسلامي كله مثل هذين الرجلين ، ودعك وسيد قطب ، هذا رجل نــجله على جهاده ، ولكنه لا يزيد على كونه كان كاتباً ، وكان أديباً، ولكنه لم يكن عالماً ، فلا غرابة أن يصدر منه أشياء وأشياء تخالف المنهج الصحيـح ) . والنقلان السابقان من شريط : ( إلى غلاة التجريـح ) للشيخ محمد حسان حفظه الله .
5-الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله
رقم الفتوى (5855)
موضوع الفتوى ما قولكم في كتب سيد قطب ومحمد الغزالي رحمهما الله
السؤال س: ما قولكم في كتب سيد قطب ومحمد الغزالي رحمهما الله؟
الاجابـــة
هذا السؤال له إجابة مُشابهة وهي: ـ
س: ما رأيكم في كتب سيد قطب والقرضاوي والغزالي وغيرها من الشيوخ لأن في مكتبة المسجد نزعت هذه الكتب ويقولون بأن فيها ضلال كبير، بين لنا هذا الضلال ولو بشريط سمعي للشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله، ويقولون بأن الشيخ الألباني عليه رحمة الله هو الذي رد على هذه الكتب؟
أما سيد قطب فكان له كُتب في أول أمره كتبها وهو في حالة الاختلاط ببعض الصوفية والأحزاب، وُجد فيها بعض الأخطاء ولكنها يسيرة، ثم كتب بعدها كتب مفيدة دلت على تأثره بكتب أهل السنة، فيُستفاد من كتبه، ويُرجع إليها إلا ما كان فيها من الأخطاء اليسيرة التي نبه عليها بعض العلماء في مصر وفي سوريا وفي المملكة السعودية وأما القرضاوي والغزالي فلهما كتب قديمة كفقه السيرة وفقه الزكاة ولهما مؤلفات أخرى حصل فيها أخطاء ولهما أيضًا فتاوى مخالفة للأدلة، فيُستفاد من كتبهما لمن يعرف الصواب ويتجنب الخطأ، وتُعرف الأخطاء من كتب الشيخ الألباني وغيره ممن نبهوا على الأخطاء الموجودة في تلك المؤلفات. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
موقع الشيخ الجبرين
6-فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله
سئل الشيخ
كثرت الأقوال في سيد قطب رحمه الله ، فهذا ينزهه من كل خطأ، وذاك يجعله في عداد الفاجرين بل الكافرين فما هو الحق في ذلك ؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
فإن المفكر الأديب سيد قطب رحمه الله له أعداء كثيرون، يختـلفون في كيفية النقد وأهدافه والغايات منه، ويتـفـقون في مصالح مشتركة، وقبل أن أكشف بطلان مثالب الجراحين والمطاعن الموجهة إلى سيد رحمه الله ، أبين أولا لماذا يستهدف سيد قطب خاصة ؟ ومن المستفيد من إسقاطه ؟
إن سيدا رحمه الله يعد في عصره علما من أعلام أصحاب منهج مقارعة الظالمين والكفر بهم ، ومن أفذاذ الدعاة إلى تعبيد الناس لربهم والدعوة إلى توحيد التحاكم إلى الله ، فلم يقض إلا مضاجع أعداء الله ورسوله كجمال عبدالناصر وأمثاله .. وما فرح أحد بقتله كما فرح أولئك، ولقد ضاق أولئك الأذناب بهذا البطل ذرعا، فلما ظنوا أنهم قد قتلوه إذا بدمه يحيي منهجه ويشعل كلماته حماسا، فزاد قبوله بين المسلمين وزاد انتشار كتبه، لأنه دلل بصدقه وإقدامه على قوة منهجه، فسعوا إلى إعادة الطعن فيه رغبة منهم لقتل منهجه أيضا وأنى لهم ذلك.
فاستهداف سيد قطب رحمه الله لم يكن استهدافا مجردا لشخصه، فهو ليس الوحيد من العلماء الذي وجدت له العثرات، فعنده أخطاء لا ننكرها، ولكن الطعن فيه ليس لإسقاطه هو بذاته فقد قدم إلى ربه ونسأل الله له الشهادة، ولكن الذي لا زال يقلق أعداءه وأتباعهم هو منهجه الذي يخشون أن ينتشر بين أبناء المسلمين .
وإني إذ اسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك لقوله الله تعالى: { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا } فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته، ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم والله يقول: { ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } , فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة "تغمس أخطاؤه في بحر حسناته" وقالوا "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" وغير ذلك، وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب ( إن الحكم إلا لله ) سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات .
وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منـزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتـنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم ، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم.
والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى ، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن ( لا إله إلا الله )، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح ، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله .
وختاما لا يسعني إلا أن اذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله ) فنحسب أن سيدا رحمه الله قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا : أنت تعتـقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا : الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله .
وله رحمه الله من المواقف والأقوال التي لا يشك عارف بالحق أنها صادرة عن قلب قد مليء بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب التضحية لدينه، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا وإياه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قاله / حمود بن عقلاء الشعيبي
16/5/1421هـ
لمن لا يعرف الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي
هو عبدالله حمود بن عبدالله بن عقلاء بن محمد بن علي بن عقلاء الشعيبي الخالدي من آل جناح من قبلية بني خالد ، تتلمذ على يديه سواء في المعهد أو الكلية
ممن تتلمذ على يه سواء في الكلية أو المعهد ؟
منهم المفتي عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (5) ومعالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وزير الشؤون الإسلامية سابقا (6) ، ومعالي الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وزير العدل ، وفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء ، والشيخ غيهب الغيهب، وفضيلة الشيخ قاضي تمييز عبدالرحمن بن صالح الجبر ، والشيخ قاضي تمييز عبدالرحمن بن سليمان الجارالله ، والشيخ قاضي تمييز عبدالرحمن بن عبدالعزيز الكِليِّة ، الشيخ قاضي تمييز عبدالرحمن بن غيث ، الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العجلان رئيس محاكم منطقة القصيم سابقا ، والشيخ سليمان ابن مهنا رئيس محاكم الرياض ، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن السعيد الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والشيخ محمد بن مهوس رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام ، والشيخ الدكتور عبدالله الغنيمان ، والشيخ حمد بن فريان وكيل وزارة العدل سابقا ، وفضيلة الشيخ إبراهيم بن داود وكيل وزارة الداخلية .
وشارك في تقويم بعض اعمال المشايخ من أجل ترقيتهم من بينهم:
أرسلت له الجامعة الإسلامية أعمال عدد من المشايخ والدكاترة لتقويم عملهم لترقيتهم ، من بينهم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد وأبو بكر الجزائري ومحمد أمان الجامي الصومالي وربيع بن هادي مدخلي ، و الشيخ محمد بن عثيمين عن طريق جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية .
والله أعلم
وصلي اللهم وسلم على المصطفى وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم