المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ''مقبرة المواهب'' بعد بلحاج.. متى يحترف حكام الجزائر في قطر ودول الخليج


mimiii
2010-07-31, 08:35
منذ مدة طويلة وأنا أهم بالكتابة عما أعتبره شخصيا ''المعجزة القطرية''، لكن، ما ألبث أن أتراجع خوفا من القراءات المغرضة ومن التهم ''الجاهزة والمعلبة''. بيد أن عودة الجدل الرهيب عن سر احتراف اللاعب بلحاج في قطر تحديدا، ومن قبله ماجر وصايفي ومنصوري وغيرهم، أعاد لي شهوة الكتابة عن هذا الموضوع بالذات، خاصة وأن البعض يتوقع أن يلتحق بالقائمة عنتر يحيى ومغني وعبدون، وأتوقع أنا أن يلتحق بعد مدة سعدان وراوراوة وحتى الهاشمي جيار وغيرهم..

وأعترف أن أكثر ما أثار أعصابي في خضم تلك النقاشات الشعبوية، إصرار الكثير من أنصار المنتخب الوطني، وحتى بعض ''المختصين''، على اعتبار قطر ''مقبرة المواهب الرياضية''، وأن لاعبينا ''النجوم'' أعلى مستوى من هكذا ''بطولة ضعيفة''، وهو أمر ذكـّرني بالمثل الشعبي الجزائري الشهير (لو كان جا يحرث، ما يبيعوه)، أو بالتعبير الرياضي الحالي، لو كان لاعبونا يحرثون الملاعب حرثا حقيقة، ما تجاهلتهم لازيو ولا مانشيستر ولا البايارن، وأن المشكلة ليست أبدا في قطر ولا في البطولة القطرية، بقدر ما هي في الجزائر الدولة، كيف تخطط وماذا تريد تحديدا، في الرياضة كما في السياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام وما إلى ذلك؟

هل المشكلة في قطر التي أصبحت مركز ''جذب عالمي'' بامتياز للكفاءات باختلاف تخصصاتها، أم هي في الجزائر التي أصبحت من أكبر الدول الطاردة لأبنائها؟ وهل حقا البطولة القطرية التي يحتقرها بعض الجهلة عندنا هي ''مقبرة المواهب'' كما يقال، أم أن الجزائر كلها وليس البطولة الجزائرية وحدها، هي وبامتياز أكبر مقبرة في العالم لكل المواهب الكروية والعلمية والثقافية والإعلامية؟

بلحاج الذي سال حبر كثير في التباكي عنه عندنا لأنه كما قيل دفن نفسه بالحياة في صحراء قطر، لا أرى إطلاقا أنه أعلى شأنا من رابح ماجر ومن حفيظ دراجي أو خديجة بن فنة، وآلاف المواهب الجزائرية الأخرى التي استقطبتها قطر الصغيرة، لأنها تمتلك سياسة وتخطيطا كبيرين، لأن بلحاج في النهاية إنسان مثله مثل كل الشباب الجزائري ومثل كل الكفاءات الجزائرية الأخرى، من حقه أن يفكر في وضعه المادي وفي مستقبله. أما التفكير في مصلحة المنتخب الوطني ومصلحة البلاد، فهي من اختصاص الدولة والمسؤولين الذين يتلقون رواتبهم في سبيل تلك المهمة الكبيرة، ولا يمكن لبلحاج أو ماجر أو دراجي أو خديجة أو غيرهم أن يتحملوا مسؤولية غياب الدولة الجزائرية عن هذه المهمة، وعن فشل المسؤولين على اختلاف مستوياتهم في أداء واجباتهم.

وهنا، لا يسع المرء، عندما تُفرض عليه فرضا عملية المقارنة بين أداء الجانب القطري وأداء الجانب الجزائري في مختلف المجالات، إلا أن يلعن أشياء كثيرة يراها حوله تتحرك مثل البشر، أو يكتفي بضرب رأسه في ''الحيط'' انتقاما من ملكة العقل الناقد في بلد لا يؤمن لا بتنمية العقل ولا حتى بتنمية ''الكرعين''.

وطبيعي أن المقارنة المؤلمة هذه، المقارنة التي تستوجب كما قلنا ضرب الراس في الحيط، لا بد لها أن تبدأ من قناة الجزيرة قبل أي شيء آخر، تلك القناة التي عجزت أمة العرب قاطبة، من المحيط إلى الخليج، أن تنجز تجربة مثلها أو على الأقل تشبهها في الإحترافية واحترام المهنة الإعلامية، إلى درجة أنه إذا كانت مصر هبة النيل، فقطر هي بالتأكيد هبة الجزيرة، وقد استيقظ العالم كله ذات يوم أن قناة إخبارية في العالم العربي اخترعت دولة اسمها قطر، وأحالت ''السي أن أن'' و''البي بي سي'' على التقاعد المبكر.

المقارنة بين الجزيرة و''الجزائرية'' اليتيمة تدعو للبكاء والنحيب كل يوم، من الصباح إلى منتصف الليل، لكن بعض العارفين ''الخبثاء'' يقولون لي بالعكس، فمقارنة ما لا يقارن هي فرصة كبيرة للتسلية والضحك، وهم يمارسون هذه الهواية عادة، وخاصة مع البرامج السياسية والرياضية تحديدا.

ثم، عندما أشاهد ملاعب كرة القدم والهياكل الرياضية التي تزخر بها هذه الدولة، لا أدري لماذا تقفز إلى ذهني مباشرة ملاعب سطيف وتيزي وزو الاصطناعية، حتى لا أقول ملاعب زيوي و20 أوت وغيرها من الملاعب الكارتونية التي انقرضت في إفريقيا كلها ومازالت في قلب العاصمة الجزائرية.. ربما هو نوع من أنواع البارانويا، لكن ما يعزيني حقيقة أن أحد الظرفاء فاجأني مرة باقتراح لماذا لا نجري عملية تبادل مع قطر، نصدّر لها الجماهير وتصدّر لنا هي تلك الملاعب؟!

قطر التي يسميها البعض مقبرة المواهب، لديها بطولة احترافية يلزمنا عشرين سنة لنصل إلى مستواها، وقد رأينا كيف أن تجربة الإحتراف عندنا يتم التحضير لها هذه الأيام بعقلية القرون الوسطى، ولديها منظومة إدارية وعلمية متكاملة تسير بروح العصر في ما يخص الهياكل والتجهيزات التابعة لما يسمى ''صناعة اللعبة''، ربما من أبرز معالمها مستشفى ''أسبيتار'' العالمي لعلاج إصابات اللاعبين، والذي رأينا كيف أصبح ''قبلة'' لاعبينا المحترفين في فرنسا وإيطاليا وإنجلترا، وسيبقى إلى وقت ليس بقليل محجا لكل لاعبينا المصابين ممن لم تغنهم أوروبا كلها عن ''كرامات'' قطر.

على الأقل، سوف لن يضطر بلحاج لقطع آلاف الكيلومترات لمعالجة أي إصابة قد يصاب بها، ولا أريد بالطبع أن أتساءل عن مثل هذه المراكز العالمية عندنا حتى لا أرتكب جرما في حق القارئ، لأن البلد القارة هذا الذي نعيش فيه لا يملك حتى مركزا واحدا لتحضير الفرق، وقد تعوّدنا منذ سنين على سماع منطقة ''عين دراهم'' بتونس تُطرح كلازمة لا غنى عنها في كل صيف لمجمل الفرق الجزائرية، وآخر العنقود تربص الوفاق الأخير كان بتونس، وتربص الشبيبة كان بالمغرب.

والغريب أن المسؤولين على كل شيء وأي شيء في الجزائر، لا تستفزهم هذه الحقائق المؤلمة، تماما كما لا يستفزهم المرور فوق وادي الحراش أو بجانب مزبلة السمار، بدليل أنه حتى الرئيس تم إقناعه بمعلومات لا ندري من أي كوكب جاءت، مفادها بأن الجزائر قادرة على تنظيم كأس العالم، فكان من نتيجة ذلك أن صرح الرئيس بحماس كبير أن الجزائر قادرة على تنظيم كأسين عالميتين وليس كأسا واحدة.. وطبعا، شتان بين أحلام اليقظة والواقع، لأن دولة مثل قطر نقول عنها صغيرة، وبعضنا لبلاهة متأصلة فيه يحاول التنكيت بالبحث عن هذه الدولة بالمجهر على الخارطة، لم تكتف بالأحلام حتى لا أقول بالأوهام، فتجاوزت موضوع تنظيم البطولات العالمية في ألعاب القوى التي أصبحت أمرا عاديا في الدوحة، إلى تقديم ملف ترشيحها لكأس العالم 2022 وبمواصفات غاية في الدقة والاحترافية، حتى أن المسؤولين القطريين على هذا الملف عندما ووجهوا بمشكل الحرارة الذي يميز كل منطقة الخليج، كانت إجابتهم بأنهم سيبنون ملاعب مكيفة، أي تحت طقس لا يختلف عن طقس باريس أو برلين أو لندن.

لو كانت قطر صغيرة بجغرافيتها وعدد سكانها، فهي كبيرة جدا بسياستها ودبلوماسيتها وإخلاص حكامها. وأنا أقول هذا الكلام ليس تزلفا، وإنما إعجابا بدولة باتت تشكل بموازين القوى الإقليمية، قيادة لمحور الممانعة في الشرق الأوسط في مواجهة محور الاعتدال الذي يوجد رأسه بالقاهرة، إلى درجة أنها خطفت ورقة المصالحة اللبنانية وورقة غزة وورقة السودان من أمام أنف مصر التي يقال عنها إنها ''أم الدنيا'' والكبرى والـ80 مليون بني آدم.. هذا من دون الكلام عن الجزائر الغائبة إلا من الناحية الشكلية، والتي لا تختلف في حضورها عن حضور الصومال وجزر القمر في القمم العربية. إذا كانت ''مقبرة المواهب'' بهكذا مواصفات، فإني أعلن عجزي عن إيجاد اسم مناسب للجزائر، أي مقبرة كبيرة وشاسعة يمكن أن تكون؟ أي طاقات جبارة تُهدر فيها وأي مواهب يتم سحقها تحت الأحذية الخشنة؟ فالقضية ليست قضية بلحاج وحده، أو موهبة واحدة، وأذكر هنا أن الرئيس بوتفليقة في إحدى زياراته لقطر، فوجئ بالعدد الهائل من الصحافيين الجزائريين هناك، صحافيين كانوا زملاء لنا هنا، اضطرهم سدنة المعبد وخدام الأضرحة أن يفلتوا بجلدهم قبل أن يمارس عليهم فعل ''التحنيط الإعلامي'' المبرمج.

حال الجزائر بحق يؤهلها، بسبب السياسات الغبية المعتمدة، لأن تكون أكبر مقبرة في إفريقيا والعالم، للمواهب والطاقات والآمال. وإذا استمر الوضع على حاله، سوف لن يقتصر أمر الاحتراف في قطر وباقي دول الخليج على بلحاج وماجر وبن فنة ودراجي وغيرهم، بل سيلتحق بهم بالتأكيد كما قلت سعدان وراوراوة والهاشمي جيار و.. بوتفليقة.

حسان زهار

http://www.elnba.com/ideas/22533.html

fatimazahra2011
2010-07-31, 08:41
http://abeermahmoud07.jeeran.com/965-Thanks-AbeerMahmoud.gif

manel77
2010-07-31, 08:49
قطر دولة غنية و نستطيع القول انها دولة ريعية حالها حال دول الخليج
هذه الدول برؤوس اموالها تشتري كل شيء حتى تواكب الدول الاخرى طبعا المتقدم
اما الجزائر فهي دولة غنية لكن بتعداد سكاني اكبر و بمشاكل سياسية اكثر و بخارطة جغرافية اضخم
و بتنوع بشري و ثقافي
و لا ننسى العشرية السوداء و اثارها
و صراحة الشعب الجزائري في غالبه كسول تعود الاكل دون ان يشقى
شكرا على الموضوع

¨°o.سيدو~علالو.o°¨
2010-07-31, 11:46
http://f1.img.v4.skyrock.net/f15/59lecombatcontinue/pics/photo_55972093_2.gif*الله يرحم ناسنا في الغربة في قطر بارك الله فيك* http://f1.img.v4.skyrock.net/f15/59lecombatcontinue/pics/photo_55972093_2.gif
http://f1.img.v4.skyrock.net/f15/59lecombatcontinue/pics/photo_55972093_2.gif*سلام* http://f1.img.v4.skyrock.net/f15/59lecombatcontinue/pics/photo_55972093_2.gif