تيارتي
2008-04-12, 15:23
http://www.elkhabar.com/images/key4press2/herage4-elkhabar.jpg
عاش سكان ولاية تيارت، نهار أمس، على وقع خبر اكتشاف جثث 8 من شبابها الذين غرقوا في عرض البحر أثناء رحلة فاشلة للحرقة، فيما لا يزال عدد منهم في عداد المفقودين. ومع ذلك نصب أهاليهم خيما أمام مقرات سكناتهم بعدد من المناطق لاستقبال المعزين.
سجلت بلدية عين بوشقيف أكبر عدد من الضحايا، حيث فقدت 7 من أبنائها، يضاف إليهم واحد مفقود.
وقد استقبلت قرية بيبان مصباح زوارها صباح أمس بمشهد الخيم المنصوبة أمام مقرات سكن أربع عائلات متجاورة، منها عائلة أصغر الضحايا غناي الصادق 17 سنة، من عائلة فقيرة يعيش أفرادها الذين التقيناهم من اقتلاع الحجر بمحاذاة القرية.
أما الضحية الثانية بوحلاسة بن عودة، 24 سنة، يقيم على بعد أقل من 50 مترا عن الصادق. وقال شقيقه أن عائلتهم تتكون من 8 أفراد يعانون الفاقة، وكان المرحوم يشتغل في تقليع الحجر أيضا.
وغير بعيد عن المكان تجمّع المعزون بأعداد كبيرة مقارنة بأهالي الضحيتين السابقتين أمام مسكن عائلة زوبيدي التي فقدت واحدا من أبنائها المسمى مصطفى 26 سنة. قال أصدقاءه أنه كان لاعب كرة قدم في فرق محلية ومعروف بكثرة الحركة خارج القرية.
على خلاف الصادق الذي كان لا يبارح محيط مسكنه العائلي في غالب الأحيان، جده الذي كان تحت وطأة الصدمة قال أن آخر مرة التقاه أمام باب مسكنهم قدّم له 20 دينارا كما جرت العادة كلما وجده منعزلا. أما عائلة بوشجرة، فقد نصبت خيمة أمام الباب على الرغم من أنها لم تعثر على ابنها محمد ذي الـ24 ربيعا من بين الجثث التي استقبلها مستشفى المحقن بوهران.
أحد السكان لفت انتباهنا إلى ما كان يكتبه شباب بيبان مصباح عند مدخل قريتهم. وكانت البلدية تتدخل لتمحوه في كل مرة إنها عبارة ما زالت شاهدة ''هنا تنتهي الحياة''.
وقال أن ''المسؤولين عوض أن يجدوا حلا للقرية الغارقة في الأوحال وبرودة الشتاء بسبب غياب الغاز الطبيعي والفقر والعزلة لغياب دار الشباب راحوا ينظفون جدار محطة النقل من عبارات دالة عن مكنونات الشباب خوفا من ردة فعل الوالي أو رئيس الحكومة الذي يعبر الطريق أثناء زياراته لعائلته بمدينة السوفر'' كما قال ذات المتحدث.
غادرنا القرية وسط إلحاح أهالي وجيران الضحايا على تناول الغذاء الذي قدموه مساعدة لعائلات الضحايا بسبب علمهم بوضعيتهم الاجتماعية. وتنقلنا بعدها إلى مزرعة جلولي الميسوم 2 أو المعروفة سابقا باسم ''تورناميل'' نسبة إلى المعمر الفرنسي. تقيم بها عائلة سعدي التي فقدت اثنين من أبناء العمومة أحدهما يدعى خالد ويعرف بمصطفى 28 سنة، حلاق بمحل يقع على مقربة من دار الصحافة بقلب مدينة تيارت، طبع صورته برزنامة للعام الجاري كتب عليها عام سعيد، كان يتمنى أن يمر عليه عام 2008 بسلام، غير أن الأقدار شأت أن يعود جثة هامدة إلى أهله، شأنه شأن ابن عمه حسين الذي يمتهن التلحيم بمحل يقع خلف مديرية الحماية المدنية بمدينة تيارت، حسبما أكده خال الضحية مصطفى الذي كان يتابع حركة نقل جثمان قريبه من مستشفى المحفن إلى مقر إقامتهما عن طريق الهاتف.
وإلى غاية الساعة الثانية من زوال أمس، كانت جثامين الحرافة لم تصل بعد إلى أهاليهم الذين كانوا يتدفقون على المزرعة عبر وسائل نقل متعددة، منها سيارات ''الباشي'' التي كانت مكتظة بالنسوة، جئن من كل حدب وصوب ونحب. ومنهن اللواتي انتقلن راجلات من الدواوير المجاورة.
وبمزرعة العرعار الواقعة على مقربة من مطار عين بوشقيف أقامت عائلة الضحية، فليل محمد، 25 سنة، العزاء في انتظار قدوم جثة ابنها في أجواء شبيهة بتلك التي عاشها حي 282 سكن، أين فقدت عائلة أحد أفرادها المدعو محمد رفيف والذي عرف بحسن أخلاقه، شأنه شأن باقي الضحايا. وقد كان الراحل يشرف على قاعة لكمال الأجسام بحي حظيرة البلدية، تعرّف عليه أصدقائه عن طريق الصورة التي نشرتها ''الخبر'' أمس في صفحتها الأولى. وعلمنا من أهل الضحية سعدي أن عائلتين فقدتا الإبن والخال في نفس عملية الإبحار. وهي العائلات التي تربطها علاقات قرابة مع أحد الضحايا وتقيمان بمدينة تيارت. واحدة بحي المنظر الجميل قيل أنها تدعى عبدلي والدهم يشتغل سائقا بمؤسسة نفطال.
سكان قرية بيبان مصباح عبّروا عن تذمّرهم وقالوا أن آباءهم كانوا يشتغلون بمقالع الحجر قبل أن يتم تنصيب أشخاص يستغلون عرق الشباب مقابل 450 دينار لحمولة شاحنة يأخذ صاحب المحجرة 550 دينار، حسبما أكده شباب التقيناهم ضاقت بهم الدنيا، ولم يخفوا رغبتهم في تجريب الحرفة على الرغم من فقدانهم لمجموعة من أصدقائهم. وكانت ولاية تيارت ودّعت اثنين من الحرافة قبل أقل من أسبوعين.
للإشارة، فإن الأجواء التي عاشتها مدينة تيارت أمس تزامنت ''صدفة'' مع زيارة وزير التضامن الوطني جمال ولد عباس الذي التقى بشباب معظمهم حرافة سابقين في جلسة بمقر مديرية النشاط الاجتماعي وقدم وعودا للتكفل بمشاكلهم.
المصدر تيارت: محمد رابح
عاش سكان ولاية تيارت، نهار أمس، على وقع خبر اكتشاف جثث 8 من شبابها الذين غرقوا في عرض البحر أثناء رحلة فاشلة للحرقة، فيما لا يزال عدد منهم في عداد المفقودين. ومع ذلك نصب أهاليهم خيما أمام مقرات سكناتهم بعدد من المناطق لاستقبال المعزين.
سجلت بلدية عين بوشقيف أكبر عدد من الضحايا، حيث فقدت 7 من أبنائها، يضاف إليهم واحد مفقود.
وقد استقبلت قرية بيبان مصباح زوارها صباح أمس بمشهد الخيم المنصوبة أمام مقرات سكن أربع عائلات متجاورة، منها عائلة أصغر الضحايا غناي الصادق 17 سنة، من عائلة فقيرة يعيش أفرادها الذين التقيناهم من اقتلاع الحجر بمحاذاة القرية.
أما الضحية الثانية بوحلاسة بن عودة، 24 سنة، يقيم على بعد أقل من 50 مترا عن الصادق. وقال شقيقه أن عائلتهم تتكون من 8 أفراد يعانون الفاقة، وكان المرحوم يشتغل في تقليع الحجر أيضا.
وغير بعيد عن المكان تجمّع المعزون بأعداد كبيرة مقارنة بأهالي الضحيتين السابقتين أمام مسكن عائلة زوبيدي التي فقدت واحدا من أبنائها المسمى مصطفى 26 سنة. قال أصدقاءه أنه كان لاعب كرة قدم في فرق محلية ومعروف بكثرة الحركة خارج القرية.
على خلاف الصادق الذي كان لا يبارح محيط مسكنه العائلي في غالب الأحيان، جده الذي كان تحت وطأة الصدمة قال أن آخر مرة التقاه أمام باب مسكنهم قدّم له 20 دينارا كما جرت العادة كلما وجده منعزلا. أما عائلة بوشجرة، فقد نصبت خيمة أمام الباب على الرغم من أنها لم تعثر على ابنها محمد ذي الـ24 ربيعا من بين الجثث التي استقبلها مستشفى المحقن بوهران.
أحد السكان لفت انتباهنا إلى ما كان يكتبه شباب بيبان مصباح عند مدخل قريتهم. وكانت البلدية تتدخل لتمحوه في كل مرة إنها عبارة ما زالت شاهدة ''هنا تنتهي الحياة''.
وقال أن ''المسؤولين عوض أن يجدوا حلا للقرية الغارقة في الأوحال وبرودة الشتاء بسبب غياب الغاز الطبيعي والفقر والعزلة لغياب دار الشباب راحوا ينظفون جدار محطة النقل من عبارات دالة عن مكنونات الشباب خوفا من ردة فعل الوالي أو رئيس الحكومة الذي يعبر الطريق أثناء زياراته لعائلته بمدينة السوفر'' كما قال ذات المتحدث.
غادرنا القرية وسط إلحاح أهالي وجيران الضحايا على تناول الغذاء الذي قدموه مساعدة لعائلات الضحايا بسبب علمهم بوضعيتهم الاجتماعية. وتنقلنا بعدها إلى مزرعة جلولي الميسوم 2 أو المعروفة سابقا باسم ''تورناميل'' نسبة إلى المعمر الفرنسي. تقيم بها عائلة سعدي التي فقدت اثنين من أبناء العمومة أحدهما يدعى خالد ويعرف بمصطفى 28 سنة، حلاق بمحل يقع على مقربة من دار الصحافة بقلب مدينة تيارت، طبع صورته برزنامة للعام الجاري كتب عليها عام سعيد، كان يتمنى أن يمر عليه عام 2008 بسلام، غير أن الأقدار شأت أن يعود جثة هامدة إلى أهله، شأنه شأن ابن عمه حسين الذي يمتهن التلحيم بمحل يقع خلف مديرية الحماية المدنية بمدينة تيارت، حسبما أكده خال الضحية مصطفى الذي كان يتابع حركة نقل جثمان قريبه من مستشفى المحفن إلى مقر إقامتهما عن طريق الهاتف.
وإلى غاية الساعة الثانية من زوال أمس، كانت جثامين الحرافة لم تصل بعد إلى أهاليهم الذين كانوا يتدفقون على المزرعة عبر وسائل نقل متعددة، منها سيارات ''الباشي'' التي كانت مكتظة بالنسوة، جئن من كل حدب وصوب ونحب. ومنهن اللواتي انتقلن راجلات من الدواوير المجاورة.
وبمزرعة العرعار الواقعة على مقربة من مطار عين بوشقيف أقامت عائلة الضحية، فليل محمد، 25 سنة، العزاء في انتظار قدوم جثة ابنها في أجواء شبيهة بتلك التي عاشها حي 282 سكن، أين فقدت عائلة أحد أفرادها المدعو محمد رفيف والذي عرف بحسن أخلاقه، شأنه شأن باقي الضحايا. وقد كان الراحل يشرف على قاعة لكمال الأجسام بحي حظيرة البلدية، تعرّف عليه أصدقائه عن طريق الصورة التي نشرتها ''الخبر'' أمس في صفحتها الأولى. وعلمنا من أهل الضحية سعدي أن عائلتين فقدتا الإبن والخال في نفس عملية الإبحار. وهي العائلات التي تربطها علاقات قرابة مع أحد الضحايا وتقيمان بمدينة تيارت. واحدة بحي المنظر الجميل قيل أنها تدعى عبدلي والدهم يشتغل سائقا بمؤسسة نفطال.
سكان قرية بيبان مصباح عبّروا عن تذمّرهم وقالوا أن آباءهم كانوا يشتغلون بمقالع الحجر قبل أن يتم تنصيب أشخاص يستغلون عرق الشباب مقابل 450 دينار لحمولة شاحنة يأخذ صاحب المحجرة 550 دينار، حسبما أكده شباب التقيناهم ضاقت بهم الدنيا، ولم يخفوا رغبتهم في تجريب الحرفة على الرغم من فقدانهم لمجموعة من أصدقائهم. وكانت ولاية تيارت ودّعت اثنين من الحرافة قبل أقل من أسبوعين.
للإشارة، فإن الأجواء التي عاشتها مدينة تيارت أمس تزامنت ''صدفة'' مع زيارة وزير التضامن الوطني جمال ولد عباس الذي التقى بشباب معظمهم حرافة سابقين في جلسة بمقر مديرية النشاط الاجتماعي وقدم وعودا للتكفل بمشاكلهم.
المصدر تيارت: محمد رابح