المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى لا إله إلا الله ، أركانها ، شروطها ، فضائلها ..!


فيصل العرب
2010-07-25, 15:34
₪ ₪ الشهادتان₪ ₪

معنى لا اله الا الله (http://www.jewelsuae.com/islamic-derasat/ArkanElIslam/Shahadtan.htm#معنى لا إله إلا الله) :: أركان لا اله الا الله (http://www.jewelsuae.com/islamic-derasat/ArkanElIslam/Shahadtan.htm#أركان لا اله الا الله) :: شروط لا اله الا الله (http://www.jewelsuae.com/islamic-derasat/ArkanElIslam/Shahadtan.htm#شروط لا اله الا الله):: فضائل لا اله الا الله (http://www.jewelsuae.com/islamic-derasat/ArkanElIslam/Shahadtan.htm#فضائل لا اله الا الله)




أشهد أن لا اله الا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)وأشهد أن محمداً عبده ورسوله


تعني الإقرار بأن الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)هو المألوه وحده المعبود على الحقيقة .. والتصديق بما جاء به رسوله محمد صلى الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)عليه وسلم .. والعمل بما جاء به الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)ورسوله

][ معنى لا اله الا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)][

معنى لا إله إلا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)أما معناها الحق الذي لا ينبغي العدول عنه فهو لا معبود بحق إلا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)ولا يجوز لنا أن نقول : إن معناها لا خالق إلا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)أو لا قادر على الاختراع إلا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)أو لا موجود إلا الله


فمعنى لا إله إلا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656): لا معبود بحق إلا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)وقدرنا كلمة بحق لأن المعبودات كثيرة ولكن المعبود الحق هو الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)وحده لا شريك له
قال الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)تعالى
( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَالْبَاطِلُ )

سورة الحج
][ أركان لا اله الا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)][


أركانها للشهادة ركنان :

نفي في قوله لا إله

إثبات في قوله إلا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)

فلا إله نفت الألوهية عن كل ما سوى الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656).. وإلا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)أثبتت الألوهية لله وحده لا شريك له.. ولا إله إلا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)في قوة قوله تعالى
( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)
سورة الفتحة

وقوله
( قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِتَوَكَّلْنَا )
سورة الملك


هل يكفي
مجرد النطق بها كما مر معنا أن معنى (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)الشهادة هو لا معبود بحق إلا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656).. فلا يعبد إلا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)ولا يجوز أن يصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656).. فمن قال هذه الكلمة عارفا لمعناها عاملا بمقتضاها ؟

من نفي الشرك وإثبات الوحدانية .. مع الاعتقاد الجازم لما تضمنته والعمل به فهو المسلم حقا .. فمن عمل بها من غير اعتقاد فهو المنافق .. ومن عمل بخلافها من الشرك فهو المشرك الكافر وإن قالها بلسانه

][ شروط لا اله الا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)][


هذه الشروط مأخوذة بالتتبع والاستقراء , وقد نظمها الشيخ حافظ الحكمي - رحمه الله- بقوله : العلم واليقين والقبول والانقياد والصدق والإخلاص والمحبة


ونظمها بعضهم بقوله : علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها وأضاف بعضهم شرطا ثامنا ونظمه بقوله : وزيد ثامنها الكفران منك بما سوىالإله من الأوثان .. وهذا الشرط مأخوذ من قوله - صلى الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)عليه وسلم - : ( منقال لا إله إلا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)وكفر بما يعبد من دون الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)حرم ماله ودمه . )


هذه هي الشروط السبعة مع زيادة الشرط الثامن على وجه الإجمال , وإليك تفصيلها : والمراد به العلم بمعناها نفيا وإثباتا , وما تستلزمه من عمل , فإذا علم العبد أن الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)- عز وجل - هو المعبود وحده , وأن عبادة غيره باطلة وعمل بمقتضى ذلك العلم - فهو عالم بمعناها .

][ فضائل لا اله الا الله ][


أنهاأعظم نعمة أنعم الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)بها


وهي العروة الوثقى


وهي العهد الذي ذكره الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)- عز وجل –

( إذيقول لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا )
سورة مريم



وهي الحسنى

التي ذكرها الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)في قول
( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى )
سورة الليل



وهي كلمة الحق

كما في قوله تعالى

( إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
سورة الزخرف



وهي كلمة التقوى

التي ذكرها الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)في قوله :

( َأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا )
سورة الفتح


وهي القول الثابت

قال تعالى

( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )
سورة إبراهيم


وهي الكلمة الطيبة

المضروبة مثلا في قوله تعالى

( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ )
سورة إبراهيم


وهي سبيل الفوز بالجنة , والنجاة من النار وكما في الحديث المتفق عليه : من شهد أن لا إلهإلا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريموروح منه والجنة حق , والنار حق . . أدخله الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)الجنة على ما كان من العمل .


أنها سبب مانع للخلود في النار لمن استحق دخولها .. لأجلها أرسلت الرسل.. وهي مفتاح دعوة الرسل.. وهي أحسن الحسنات وأفضلها.. وهي أثقل شيء في الميزان.. وهي تطيش بسجلات الذنوب , وترجح بصحائفها , وتثقل الميزان.. وهي أعلى شعب الإيمان.. وهي أفضل الأعمال والأذكار.. تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية.. التي يكون السؤال عنها يوم القيامة.. وهي المثل الأعلى الذي ذكره الله



وهي الأمان من وحشة القبور , وهول المحشر.. قبول الأعمال متوقف عليها وعلى تحقيقها.. أصل كل خير ديني أو دنيوي.. سبب لصفاء النفس والبعد عن الأنانية.. أعظم سبب لتحرير العقل من الخرافات والأوهام والأباطيل.. سبب للشجاعة والإقدام.. أعظم سبب لعلو الهمة



أعظم مصدر للعزة والكرامة.. السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة.. الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)تكفل لأهلها بالفتح والنصر في الدنيا والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى , وإصلاح الأحوال والتسديد في الأقوال والأفعال



الله يدفع عنأهلها شرور الدنيا والآخرة ويمن عليهم بالحياة الطيبة .. حبل الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)المتين.. شعارالمؤمنين الموحدين , فهم أهل لا إله إلا الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656).. سبب استغفار الملائكة والمؤمنين .. وهي كلمة الحق والعدل وهي الطيب من القول


وهي كلمة الاستقامه وسبب الاجتماع والالفه.. وهي سبب النصر والتمكين في الارض والرفعة والعلو.. وبسببها تبيض وجوه وتسود وجوه . فتبيض وجوه أهلها أهل الطاعة والإيمان , وتسود وجوه أعدائها من أهل الكفر والعصيان


قال تعالى
( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوه )
سورة آل عمران


نسأل الله (http://www.wildoman.com/vb/showthread.php?t=9656)جل وعلا أن ينفعنا وإياكم

للامانة منقول

محمد بن العربي
2010-07-25, 17:00
بارك الله فيك ..................

رانية15
2010-07-25, 19:07
بترك الله فيك

وجعله في ميزان حسناتك

jiji2010
2010-07-25, 19:12
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

فيصل العرب
2010-07-26, 08:57
http://img337.imageshack.us/img337/3103/rdd67lr3.gif

wessam12
2010-08-25, 04:04
بارك الله فيك وجزاك الله خيرااا

فيصل العرب
2011-02-27, 16:50
شكرا على المرور الكريم وبارك الله فيك

*S.YAZID7*
2011-02-27, 17:34
بارك الله فيك على الموضوع
جعله في ميزان حسناتك

عيون العرب
2011-02-27, 17:47
شكرا وبارك الله فيك

ahmedcrane
2011-02-27, 20:52
بارك الله في الجميع....

فيصل العرب
2011-02-28, 09:04
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكرا على التهاني وشكرا على المرور العطر
بارك الله فيكم جميعا
سبحانك اللهم بحمدك

1976m
2011-03-04, 19:27
جاء في الحديث النبوي الشريف عن أسامة بن زيد أنه قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية فصبحنا الحرقات -مكان من جهينة- فأدركت رجلا فقال: لا إله إلا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي، فقال: "أقال لا إله إلا الله، وقتلته"؟. فقلت يا رسول الله إنما قالها خوفًا من السلاح، فقال -صلى الله عليه وسلم-: أفلا شققت عن قلبه لتعلم أقالها أم لا؟ رواه مسلم.
وفي شرح هذا الحديث يقول الإمام النووي: "إنما كلفنا بالعمل بالظاهر وما ينطق به اللسان وأما القلب فليس لنا طريق إلى معرفة ما فيه".
يقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالي: "إنه لا يسارع إلى التكفير إلا الجهلة وينبغي الاحتراز من التكفير ما وجد الإنسان إلى ذلك سبيلا فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة المصرحين بقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم".

أمينة 47
2011-03-04, 19:33
لا اله الا الله محمد رسول الله

جوزيتم خيرا على الموضوع

فيصل العرب
2011-03-05, 09:40
http://img337.imageshack.us/img337/3103/rdd67lr3.gif

لحسن75
2011-03-05, 11:19
http://www.ismailyonline.com/uploaded/sobaan2.jpg

فيصل العرب
2011-03-05, 16:30
شكرا على المرور الكريم اخي وبارك الله فيك
شكرا

1976m
2011-03-05, 19:39
في هذه الحكاية يتجلى أحد دروس الرحمة المحمدية وتعليم الذي لا ينطق عن الهوى للمسلمين .
ففي أحد الغزوات كان أسامة بن زيد رضي الله عنه يطارد بسيفه أحد المشركين الفارين ثم توقف الرجل المشرك فجأة وواجه أسامة بن زيد و قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
فظن أسامة أن الرجل إنما ينطق بالشهادة خوفا من الموت وطمعا في النجاة فرفع سيفه وهوى به على رأسه و قتله
ولما عاد إلى المدينة وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم بما فعله أسامة لامه لوما شديدا وقال له : هلا شققت عن قلبه فعلمت هل هو صادق أم كاذب
فقال أسامة : استغفر لي يارسول الله فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
فكيف بلا إله إلا الله
ومازال يكررها حتى تمنى أسامة أنه لم يسلم قبل اليوم .
ونزل قول الله تعالى : ( ولاتقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا )
ثم أمر الرسول صلى الله عليه و سلم أسامة أن يعتق رقبة ( يحرر عبدا ) كفارة لم فعل .

1976m
2011-03-05, 19:40
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد
سادتي الكرام أعضاء هذا المنتدى المبارك
لقد سائني ما رأيت من بعض الإخوان أعضاء هذا المنتدى الطيب من تهكم وتجني على بعض أهل العلم والفضل
وانا هنا لا أدعي العصمة لأحد مهما بلغ صلاحه وتقواه
إلا لأمام المتقين عليه الصلاة والسلام.
فما منا إلا وله من المعاصي والذنوب ما إن لو كُشفت لأبي جهل وأبي لهب
لقال لنا ( قبحك الله اهذهِ افعالك يا من تنتسب لنبيك الذي نحنُ كنا نسميه الصادق الأمين ؟ )
سادتي وأحبتي الكرام
حسن الظن بالمسلم وأجب وخواتيم الأمور لا يعلمها الا الله
ولقد تعلمنا من ساداتنا الرجال أهل صدق في المعاملة مع الله
أننا لو رأينا بأم أعيننا قطاً يأكل فأراً ( والفأر نجس )
وغاب هذا القط عن أنظارنا ثم عاد , فعلينا أن نحسن الظن ونعتقد طهارة سؤره .
لأنه لربما في غيبته تلك يكون هذا القط قد ورد على آنيةً بها ماء طاهر فشرب منهُ فطهر بذلك سؤره.
فكيف بالرجل المسلم وإن كان قد بلغنا عنه فيما سبق أنه صدر منه ما لا يليق
أوليس هو أجدر بحسن الظن ؟
الم يقل سيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام لسيدنا اسامة أبن زيد عندما قتل محارباً
(( يا أسامة ، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟ قلت : يا رسول الله ، إنما قالها خوفا من السلاح ، قال ( أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ؟! )) فما زال يكررها علىّ حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم ) متفق عليه

لذا سادتي وأحبتي
إن نحنُ اشتغلنا بعيوب انفسنا وتطهيرها وتزكيتها فنحنُ والله إذاً لفي خير كبي

karim h
2011-03-05, 19:55
بارك الله فيك يأخي على هذه الاضافة التي ينبغي على كل مسلم العمل بها وفقنا الله الى ذلك
بارك الله فيك وجعلك ذخرا للتوحيد

1976m
2011-03-05, 19:59
‏يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قال قلت‏

‏ ‏حدثنا ‏ ‏عمرو بن زرارة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هشيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حصين ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو ظبيان ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏أسامة بن زيد بن حارثة ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏يحدث قال ‏
‏بعثنا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إلى ‏ ‏الحرقة ‏ ‏من ‏ ‏جهينة ‏ ‏قال فصبحنا القوم فهزمناهم قال ولحقت أنا ورجل من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏رجلا ‏ ‏منهم قال فلما غشيناه قال لا إله إلا الله قال فكف عنه الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته قال فلما قدمنا بلغ ذلك النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال فقال لي ‏ ‏يا ‏ ‏أسامة ‏ ‏أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قال قلت يا رسول الله إنما كان متعوذا قال أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قال فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم ‏




فتح الباري بشرح صحيح البخاري

حَدِيث أُسَامَة , ‏
‏قَوْله ( حَدَّثَنَا عَمْرو بْن زُرَارَة حَدَّثَنَا هُشَيْم ) ‏
‏تَقَدَّمَ فِي الْمَغَازِي عَنْ عَمْرو بْن مُحَمَّد عَنْ هُشَيْم وَكِلَاهُمَا مِنْ شُيُوخ الْبُخَارِيّ . ‏

‏قَوْله ( حَدَّثَنَا هُشَيْم ) ‏
‏فِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيّ " أَنْبَأَنَا " . ‏
‏قَوْله ( حَدَّثَنَا حُصَيْن ) ‏
‏فِي رِوَايَة أَبِي ذَرّ وَالْأَصِيلِيّ " أَنْبَأَنَا حُصَيْن " وَهُوَ اِبْن عَبْد الرَّحْمَن الْوَاسِطِيّ مِنْ صِغَار التَّابِعِينَ , وَأَبُو ظَبْيَانَ بِظَاءٍ مُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثُمَّ مُوَحَّدَة سَاكِنَة ثُمَّ يَاء آخِر الْحُرُوف وَاسْمه أَيْضًا حُصَيْن وَهُوَ اِبْن جُنْدَبٍ مِنْ كِبَار التَّابِعِينَ . ‏

‏قَوْله ( بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْحُرَقَة ) ‏
‏بِضَمِّ الْمُهْمَلَة وَبِالرَّاءِ ثُمَّ قَاف وَهُمْ بَطْن مِنْ جُهَيْنَة تَقَدَّمَ نِسْبَتهمْ إِلَيْهِمْ فِي غَزْوَة الْفَتْح , قَالَ اِبْن الْكَلْبِيّ : سُمُّوا بِذَلِكَ لِوَقْعَةٍ كَانَتْ بَيْنهمْ وَبَيْن بَنِي مُرَّة بْن عَوْف بْن سَعْد بْن ذُبْيَان فَأَحْرَقُوهُمْ بِالسِّهَامِ لِكَثْرَةِ مَنْ قَتَلُوا مِنْهُمْ , وَهَذِهِ السَّرِيَّة يُقَال لَهَا سَرِيَّة غَالِب بْن عُبَيْد اللَّه اللَّيْثِيّ وَكَانَتْ فِي رَمَضَان سَنَة سَبْع فِيمَا ذَكَرَهُ اِبْن سَعْد عَنْ شَيْخه , وَكَذَا ذَكَرَهُ اِبْن إِسْحَق فِي الْمَغَازِي " حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَسْلَمَ عَنْ رِجَال مِنْ قَوْمه قَالُوا : بَعَثَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَالِب بْن عُبَيْد اللَّه الْكَلْبِيّ ثُمَّ اللَّيْثِيّ إِلَى أَرْض بَنِي مُرَّة وَبِهَا مِرْدَاس بْن نَهِيك حَلِيف لَهُمْ مِنْ بَنِي الْحُرَقَة فَقَتَلَهُ أُسَامَة " فَهَذَا يُبَيِّن السَّبَب فِي قَوْل أُسَامَة " بَعَثْنَا إِلَى الْحُرَقَات مِنْ جُهَيْنَة " وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّ قِصَّة الَّذِي قَتَلَ ثُمَّ مَاتَ فَدُفِنَ وَلَفَظَتْهُ الْأَرْضُ غَيْر قِصَّة أُسَامَة , لِأَنَّ أُسَامَة عَاشَ بَعْد ذَلِكَ دَهْرًا طَوِيلًا , وَتَرْجَمَ الْبُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي " بَعَثَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَة بْن زَيْد إِلَى الْحُرَقَات مِنْ جُهَيْنَة " فَجَرَى الدَّاوُدِيّ فِي شَرْحه عَلَى ظَاهِره فَقَالَ فِيهِ " تَأْمِير مَنْ لَمْ يَبْلُغ " وَتُعُقِّبَ مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدهمَا أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيح بِأَنَّ أُسَامَة كَانَ الْأَمِير إِذْ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون جَعَلَ التَّرْجَمَة بِاسْمِهِ لِكَوْنِهِ وَقَعَتْ لَهُ تِلْكَ الْوَاقِعَة لَا لِكَوْنِهِ كَانَ الْأَمِير , وَالثَّانِي أَنَّهَا إِنْ كَانَتْ سَنَة سَبْع أَوْ ثَمَانٍ فَمَا كَانَ أُسَامَة يَوْمئِذٍ إِلَّا بَالِغًا لِأَنَّهُمْ ذَكَرُوا أَنَّهُ كَانَ لَهُ لَمَّا مَاتَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَة عَشَرَ عَامًا . ‏

‏قَوْله ( فَصَبَّحْنَا الْقَوْم ) ‏
‏أَيْ هَجَمُوا عَلَيْهِمْ صَبَاحًا قَبْل أَنْ يَشْعُرُوا بِهِمْ , يُقَال صَبَّحْته أَتَيْته صَبَاحًا بَغْتَة , وَمِنْهُ قَوْله ( وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَة عَذَاب مُسْتَقِرّ ) . ‏

‏قَوْله ( وَلَحِقْت أَنَا وَرَجُل مِنْ الْأَنْصَار ) ‏
‏لَمْ أَقِفْ عَلَى اِسْم الْأَنْصَارِيّ الْمَذْكُور فِي هَذِهِ الْقِصَّة ‏

‏قَوْله ( رَجُلًا مِنْهُمْ ) ‏
‏قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ اِسْمه مِرْدَاس بْن عَمْرو الْفَدْكِيّ وَيُقَال : مِرْدَاس بْن نَهِيك الْفَزَارِيُّ وَهُوَ قَوْل اِبْن الْكَلْبِيّ قَتَلَهُ أُسَامَة وَسَاقَ الْقِصَّة , وَذَكَرَ اِبْن مَنْدَهْ أَنَّ أَبَا سَعِيد الْخُدْرِيَّ قَالَ " بَعَثَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّة فِيهَا أُسَامَة إِلَى بَنِي ضَمْرَة " فَذَكَرَ قَتْل أُسَامَة الرَّجُلَ , وَقَالَ اِبْن أَبِي عَاصِم فِي الدِّيَات " حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن حُمَيْد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَلِيم عَنْ هِشَام بْن حَسَّان عَنْ الْحَسَن أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ خَيْلًا إِلَى فَدْك فَأَغَارُوا عَلَيْهِمْ , وَكَانَ مِرْدَاس الْفَدْكِيّ قَدْ خَرَجَ مِنْ اللَّيْل وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ أَنِّي لَاحِق بِمُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ فَبَصُرَ بِهِ رَجُلٌ فَحَمَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ إِنِّي مُؤْمِن فَقَتَلَهُ فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلَّا شَقَقْت عَنْ قَلْبه : قَالَ فَقَالَ أَنَس : إِنَّ قَاتِل مِرْدَاس مَاتَ فَدَفَنُوهُ فَأَصْبَحَ فَوْق الْقَبْر فَأَعَادُوهُ فَأَصْبَحَ فَوْق الْقَبْر مِرَارًا فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ أَنْ يُطْرَح فِي وَادٍ بَيْن جَبَلَيْنِ ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الْأَرْض لَتَقْبَلُ مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ وَلَكِنَّ اللَّه وَعَظَكُمْ " . قُلْت : إِنْ ثَبَتَ هَذَا فَهُوَ مِرْدَاس آخَر , وَقَتِيل أُسَامَة لَا يُسَمَّى مِرْدَاسًا , وَقَدْ وَقَعَ مِثْل هَذَا عِنْد الطَّبَرِيّ فِي قَتْل مِحْلَم بْن جَثَّامَة عَامِر بْن الْأَضْبَط وَأَنَّ مَحَلَّهُمَا لَمَّا مَاتَ وَدُفِنَ لَفَظَتْهُ الْأَرْض فَذَكَرَ نَحْوه . ‏

‏قَوْله ( غَشِينَاهُ ) ‏
‏بِفَتْحِ أَوَّله وَكَسْر ثَانِيه مُعْجَمَتَيْنِ أَيْ لَحِقْنَا بِهِ حَتَّى تَغَطَّى بِنَا , وَفِي رِوَايَة الْأَعْمَش عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عِنْد مُسْلِم " فَأَدْرَكْت رَجُلًا فَطَعَنْته بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْته " وَوَقَعَ فِي حَدِيث جُنْدَبٍ عِنْد مُسْلِم " فَلَمَّا رَفَعَ عَلَيْهِ السَّيْف قَالَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه فَقَتَلَهُ " وَيُجْمَع بِأَنَّهُ رَفَعَ عَلَيْهِ السَّيْف أَوَّلًا فَلَمَّا لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ ضَرْبه بِالسَّيْفِ طَعَنَهُ بِالرُّمْحِ . ‏

‏قَوْله ( فَلَمَّا قَدِمْنَا ) ‏
‏أَيْ الْمَدِينَة ( بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) فِي رِوَايَة الْأَعْمَش " فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْء فَذَكَرْته لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَلَا مُنَافَاة بَيْنهمَا لِأَنَّهُ يُحْمَل عَلَى أَنَّ ذَلِكَ بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أُسَامَة لَا مِنْ غَيْره , فَتَقْدِيره الْأَوَّل بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي . ‏

‏قَوْله ( أَقَتَلْته بَعْد مَا قَالَ ) ‏
‏فِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيّ " بَعْد أَنْ قَالَ " قَالَ اِبْن التِّين : فِي هَذَا اللَّوْم تَعْلِيم وَإِبْلَاغ فِي الْمَوْعِظَة حَتَّى لَا يُقْدِم أَحَدٌ عَلَى قَتْل مَنْ تَلَفَّظَ بِالتَّوْحِيدِ , وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : فِي تَكْرِيره ذَلِكَ وَالْإِعْرَاض عَنْ قَبُول الْعُذْر زَجْر شَدِيد عَنْ الْإِقْدَام عَلَى مِثْل ذَلِكَ . ‏

‏قَوْله ( إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا ) ‏
‏فِي رِوَايَة الْأَعْمَش " قَالَهَا خَوْفًا مِنْ السِّلَاح " وَفِي رِوَايَة اِبْن أَبِي عَاصِم مِنْ وَجْه آخَر عَنْ أُسَامَة " إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِيُحْرِز دَمَهُ " . ‏
‏قَوْله ( قَالَ قُلْت يَا رَسُول اللَّه وَاَللَّه إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا ) كَذَا أَعَادَ الِاعْتِذَار وَأُعِيدَ عَلَيْهِ الْإِنْكَارُ , وَفِي رِوَايَة الْأَعْمَش " أَفَلَا شَقَقْت عَنْ قَلْبه حَتَّى تَعْلَم أَقَالَهَا أَمْ لَا " قَالَ النَّوَوِيّ الْفَاعِل فِي قَوْله " أَقَالَهَا " هُوَ الْقَلْب , وَمَعْنَاهُ أَنَّك إِنَّمَا كُلِّفْت بِالْعَمَلِ بِالظَّاهِرِ وَمَا يَنْطِق بِهِ اللِّسَان وَأَمَّا الْقَلْب فَلَيْسَ لَك طَرِيق إِلَى مَا فِيهِ , فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ تَرْك الْعَمَل بِمَا ظَهَرَ مِنْ اللِّسَان فَقَالَ " أَفَلَا شَقَقْت عَنْ قَلْبه " لِتَنْظُر هَلْ كَانَتْ فِيهِ حِين قَالَهَا وَاعْتَقَدَهَا أَوْ لَا , وَالْمَعْنَى أَنَّك إِذَا كُنْت لَسْت قَادِرًا عَلَى ذَلِكَ فَاكْتَفِ مِنْهُ بِاللِّسَانِ . وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : فِيهِ حُجَّة لِمَنْ أَثْبَتَ الْكَلَام النَّفْسِيّ , وَفِيهِ دَلِيل عَلَى تَرَتُّب الْأَحْكَام عَلَى الْأَسْبَاب الظَّاهِرَة دُون الْبَاطِنَة . ‏

‏قَوْله ( حَتَّى تَمَنَّيْت أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْت قَبْل ذَلِكَ الْيَوْم ) ‏
‏أَيْ أَنَّ إِسْلَامِي كَانَ ذَلِكَ الْيَوْم لِأَنَّ الْإِسْلَام يَجُبُّ مَا قَبْله , فَتَمَنَّى أَنْ يَكُون ذَلِكَ الْوَقْتُ أَوَّلَ دُخُولِهِ فِي الْإِسْلَام لِيَأْمَن مِنْ جَرِيرَة تِلْكَ الْفَعْلَة , وَلَمْ يُرِدْ أَنَّهُ تَمَنَّى أَنْ لَا يَكُون مُسْلِمًا قَبْل ذَلِكَ . قَالَ الْقُرْطُبِيّ : وَفِيهِ إِشْعَار بِأَنَّهُ كَانَ اِسْتَصْغَرَ مَا سَبَقَ لَهُ قَبْل ذَلِكَ مِنْ عَمَل صَالِح فِي مُقَابَلَة هَذِهِ الْفَعْلَة لِمَا سَمِعَ مِنْ الْإِنْكَار الشَّدِيد , وَإِنَّمَا أَوْرَدَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيل الْمُبَالَغَة , وَيُبَيِّن ذَلِكَ أَنَّ فِي بَعْض طُرُقه فِي رِوَايَة الْأَعْمَش " حَتَّى تَمَنَّيْت أَنِّي أَسْلَمْت يَوْمئِذٍ " وَوَقَعَ عِنْد مُسْلِم مِنْ حَدِيث جُنْدَب بْن عَبْد اللَّه فِي هَذِهِ الْقِصَّة زِيَادَات وَلَفْظه " بَعَثَ بَعْثًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ إِلَى قَوْم مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَالْتَقَوْا فَأَوْجَعَ رَجُل مِنْ الْمُشْرِكِينَ فِيهِمْ فَأَبْلَغَ , فَقَصَدَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِيلَتَهُ - كُنَّا نَتَحَدَّث أَنَّهُ أُسَامَة بْن زَيْد - فَلَمَّا رَفَعَ عَلَيْهِ السَّيْف قَالَ : لَا إِلَه إِلَّا اللَّه فَقَتَلَهُ " الْحَدِيث . وَفِيهِ " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ : فَكَيْف تَصْنَع بِلَا إِلَه إِلَّا اللَّه إِذَا أَتَتْك يَوْم الْقِيَامَة ؟ قَالَ : يَا رَسُول اللَّه اِسْتَغْفِرْ لِي , قَالَ : كَيْف تَصْنَع بِلَا إِلَه إِلَّا اللَّه ؟ فَجَعَلَ لَا يَزِيدهُ عَلَى ذَلِكَ " وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : لَعَلَّ أُسَامَة تَأَوَّلَ قَوْله تَعَالَى ( فَلَمْ يَكُ يَنْفَعهُمْ إِيمَانهمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسنَا ) وَلِذَلِكَ عَذَرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُلْزِمْهُ دِيَةً وَلَا غَيْرَهَا . قُلْت : كَأَنَّهُ حَمَلَ نَفْي النَّفْع عَلَى عُمُومه دُنْيَا وَأُخْرَى , وَلَيْسَ ذَلِكَ الْمُرَاد , وَالْفَرْق بَيْن الْمَقَامَيْنِ أَنَّهُ فِي مِثْل تِلْكَ الْحَالَة يَنْفَعهُ نَفْعًا مُقَيَّدًا بِأَنْ يَجِبَ الْكَفُّ عَنْهُ حَتَّى يُخْتَبَر أَمْره هَلْ قَالَ ذَلِكَ خَالِصًا مِنْ قَلْبه أَوْ خَشْيَة مِنْ الْقَتْل , وَهَذَا بِخِلَافِ مَا لَوْ هَجَمَ عَلَيْهِ الْمَوْت وَوَصَلَ خُرُوج الرُّوح إِلَى الْغَرْغَرَة وَانْكَشَفَ الْغِطَاء فَإِنَّهُ إِذَا قَالَهَا لَمْ تَنْفَعهُ بِالنِّسْبَةِ لِحُكْمِ الْآخِرَة وَهُوَ الْمُرَاد مِنْ الْآيَة , وَأَمَّا كَوْنُهُ لَمْ يُلْزِمْهُ دِيَةً وَلَا كَفَّارَة فَتَوَقَّفَ فِيهِ الدَّاوُدِيّ وَقَالَ : لَعَلَّهُ سَكَتَ عَنْهُ لِعِلْمِ السَّامِع أَوْ كَانَ ذَلِكَ قَبْل نُزُول آيَة الدِّيَة وَالْكَفَّارَة , وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ : لَا يَلْزَم مِنْ السُّكُوت عَنْهُ عَدَمُ الْوُقُوع , لَكِنْ فِيهِ بُعْدٌ لِأَنَّ الْعَادَة جَرَتْ بِعَدَمِ السُّكُوت عَنْ مِثْل ذَلِكَ إِنْ وَقَعَ , قَالَ : فَيَحْتَمِل أَنَّهُ لَمْ يَجِب عَلَيْهِ شَيْء لِأَنَّهُ كَانَ مَأْذُونًا لَهُ فِي أَصْل الْقَتْل فَلَا يَضْمَن مَا أَتْلَفَ مِنْ نَفْس وَلَا مَال كَالْخَاتِنِ وَالطَّبِيب , أَوْ لِأَنَّ الْمَقْتُول كَانَ مِنْ الْعَدُوّ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَسْتَحِقّ دِيَته , قَالَ : وَهَذَا يَتَمَشَّى عَلَى بَعْض الْآرَاء , أَوْ لِأَنَّ أُسَامَة أَقَرَّ بِذَلِكَ وَلَمْ تَقُمْ بِذَلِكَ بَيِّنَة فَلَمْ تَلْزَم الْعَاقِلَةَ الدِّيَةُ وَفِيهِ نَظَرٌ . قَالَ اِبْن بَطَّال : كَانَتْ هَذِهِ الْقِصَّة سَبَبَ حَلِفِ أُسَامَةَ أَنْ لَا يُقَاتِل مُسْلِمًا بَعْد ذَلِكَ , وَمِنْ ثَمَّ تَخَلَّفَ عَنْ عَلِيّ فِي الْجَمَل وَصِفِّينَ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانه فِي كِتَاب الْفِتَن . قُلْت : وَكَذَا وَقَعَ فِي رِوَايَة الْأَعْمَش الْمَذْكُورَة " أَنَّ سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص كَانَ يَقُول لَا أُقَاتِل مُسْلِمًا حَتَّى يُقَاتِلهُ أُسَامَة " وَاسْتَدَلَّ بِهِ النَّوَوِيّ عَلَى رَدِّ الْفَرْع الَّذِي ذَكَرَهُ الرَّافِعِيّ فِيمَنْ رَأَى كَافِرًا أَسْلَمَ فَأُكْرِمَ إِكْرَامًا كَثِيرًا فَقَالَ لَيْتَنِي كُنْت كَافِرًا فَأَسْلَمْت لِأُكْرَمَ , فَقَالَ الرَّافِعِيّ : يَكْفُر بِذَلِكَ , وَرَدَّهُ النَّوَوِيّ بِأَنَّهُ لَا يَكْفُر لِأَنَّهُ جَازِم الْإِسْلَام فِي الْحَال وَالِاسْتِقْبَال , وَإِنَّمَا تَمَنَّى ذَلِكَ فِي الْحَال الْمَاضِي مُقَيَّدًا لَهُ بِالْإِيمَانِ لِيَتِمَّ لَهُ الْإِكْرَامُ , وَاسْتَدَلَّ بِقِصَّةِ أُسَامَة ثُمَّ قَالَ : وَيُمْكِنُ الْفَرْق . ‏

فيصل العرب
2011-03-10, 11:39
بارك الله فيك اخي 1976m على هاته الاضافة وجعلها في ميزان حسناتك
واسعدني مرورك ومرور الاخوة والاخوات الاعضاء
شكرا لكم

أجمل الزهور
2011-03-10, 12:48
بارك الله فيك وجازاك الله خيرا
مشكووووور.

فيصل العرب
2011-03-10, 13:05
العفو اختي
شكرا على المرور الكريم وبارك الله فيك