يوسُف سُلطان
2010-07-24, 22:29
قال المتنبي
أبدوا فيسجد مَن بالسوء يذكرني ** فلا أعاتبه صفحا وإهوانا
وهكذا كنت في أهلي وفي وطني ** إن النفيس غريب حيثما كانا
محسَّد الفضلِ مكذوب على أثرث **ألقى الكمِيّ ويلقاني إذا حانا
إن الرأي * الذي خرج به الدكتور الزاوي على الناس بشأن المتنبي بعيد عن الموضوعية والأمانة العلمية ذلك أن المنهج العلمي ينبغي ألا يُصَّدر بحث بحكم مسبق غير متجرد فيه ما فيه ........كمثل لا أحب المتنبي..... و أكره المتنبي..لأن هذا حكم عاطفة حاقدة على العرب وآدابهم وحسّ متبلد بعيد عن البصر بالشعر وأساليبه..ولو كان الرأي علميا صادرا عن متجرد لقرأ ديوان المتنبي كلَّه من أوله إلى آخره.... ولقرأ شروح العلماء التي قارب الخمسين شرحا بين متعصب على المتنبي ومتعصب له...قراءة متأنية مسنوعبة لا أن يحط يده على بيت واحد من ديوان ضخم كتب الناس فيه قديما وحديثا من لدن ابن جني وأبي العلاء وانتهاء بما كتبه المتأخرون كالدكتور عبد الوهاب عزام وشيخ العربية محمود شاكر ....وبما كتب عرضا وعلى الهوامش وهم أعلى كعبا من "أمين" المكتبة الوطنية وأبصر بالعربية وعلومها وآدابها كثرة تجعلك تقول: إنها كثرة قلة ....بالنسبة لديوان ضخم لشاعر العربية والعرب الذي لا يحبه الدكتور....هذا الديوان الذي وقف الناس عنده كما يقفون بديوان الملك مابين حاجب ومستجدي وحتى ذي غرض كما هو الشأن فيما خرج به الدكتور على الناس...ولعل رأيه فيه كانت بعد اهتياج المِرَّة أو عقب جلطة ربيعية أو ضربة شمس صيفية ........وصنيع الدكتور أبان في غير خفاء أنه لا يفقه في العربية ولا آدابها فضلا عن تاريخها.... بله أن يوازن بين الشعراء ويكون حكمه قاضيا لها أو عليها* وقد قال الحكيم العربي قديما :إن أولى الناس بالحكم أبصرهم بالمحكوم فيه،وإلا كان حكمه في الخصومة خصومة أخرى تحتاج إلى حكم غيره........
وزَعْم الدكتور أن المتنبي لم يكن "مسكونا بحيرة الوجود" ولم يلابس شعره حكمة ولا فلسفة * فزعم كاذب وساق دليلا من كلام أبي نواس "السوكارجي "أكرمك الله فيه إلحاد وزندقة... ولو لم يكن الدكتور متجنيا وذا غرض؛ غرض يوافق هواه ونظرته للدين والإيمان وللحياة والكون والإنسان.....وإلا فهذا النواسي نفسه قال بعد أ قضى نهمته من الحياة ومتعها وزخرفها رجع إلى برد اليقين وقال :
يا رب ان عظمت ذنوبي كثرة ___________ فلقد علمت بان عفوك اعظم ُ
ان كان لا يرجوك الا محسن ___________ فبمن يلوذ و يستجير المجرم ُ
ادعوك رب كما امرت تضرعا ___________ فاذا رددت يدي فمن ذا يرحم ُ
ما لي اليك وسيلة الا الرجاء ____________و جميل عفوك ثم اني مسلم ُ
أم هو تتبع الإلحاد والشك وحسب......
ثم لم يلبث الدكنور حتى وضع رأسه موضع رجله فساق دليلا أعمى وفضّل به بشارا على المتنبي...هذا الشاعر لشهواني الذي لا يرى في المرأة سوى متاع وظهر يركب..ولعل رأي بشار يوافق مزاج الدكتور ونفسيته وما يريده من "حرفته الأدبية " وكي لا اتهم بالتجني يكفي ان يعرف الناس ان الزاوي يفخر بأنه :أول من كتب وأدخل الادب البورنوغرافي للجزائر......* ولا تزال كلمته في إحدى رواياته على لسان أحد السوقه يخاطب النساء جاعلا من بضاعته سببا ليبث ذات نفسه....الهندي والبندي والي ابغاتش حاجة عندي...ولا تزال هذه الكلمة تجدث أخبارها عند المعتنين بالأدب والمتوفرين عليه...ومن أدل الأدلة على تهافت رأيه قيما يكتب في أدب العربية خاصة استشهاده بالمعري ثم مآخذه عليه وأن نظرة المعري سوداوية في المراة.....الخ وهو نفسه يعترف له بالفلسفة حتى جعله اديب الفلاسفة وفيلسوف الادباء....!! وجعله راسخا في ذلك وما هي إلا الإلحاد والنزندقة والتحلل من الضوابط والقيم الفاضلة والحقائق المطلقة ولو كان الأمين أمينا* فيما يأخذ ويدع لنفض شعر الرجلين معا قراءة تحقيق ودرس لا أن يكتب على السانح شأن أصحاب الأهواء والأغراض وشأن ضيقي العطن وضِعاف التحصيل.... وانظر مثلا صنيع الاديب الكبير عبد القادر المازني في كتابه "قبض الريح" لما تكلام على حاسة البصر وأنها الأداة الكبرى في استشعار الجمال وأثرها في فنية الاديب وشاعريته ثم عقد موازنة بين الضريرين وخلوصه الى النتيجة التي جعلت لكل منهما نظرة خاصة للمرأة ثم ذكر العلة التي لأجلها كان الدكتور طه حسين قبل الدكتور الزاوي يتتبع اخبار الزناة والفساق والفجور في النتاج الادبي ...وصنيع الأديب المازني صنيع عالم يحترم علمه ورسالته وكان رأيه فيهما وفي طه حسين ثمرة قراءة عارف بصير لا كما يصنع المستروح تحت "السماء الثامنة" الذي يرى في علوم العربية من نحو وصرف وبلاغة الخ أمراضا ....وأن تراجع العربية في الفعل التاريخي والانساني بسبب النحو والصرف وأننا امة ضحية بلاغتها وما تشبيهه هذه العوم بقواعد السيرcode de route إلا دليل على ما أقول.
ومن الأدلة على جهله بهذه العربية البيت....أبا المسك..... الذي ساقه دون تقويم عروضي صحيح إلا شهادة نفسه على نفسه.....نعم هو جهل مركب تركيبا مزجيا كما يقول النحاة وما أظن كلام الدكتور في المتنبي إلا ككلام أبي لقمان الممرور مع الجزء الذي لا يتجزأ في الخبر الذي ذكره الجاحظ.....
وهبها كما زعمت يا دكتور أليست قواعد السير هي من ينظم سير الناس وحركاتهم ،وغايتها السلامة من المحن كما ان غاية القواعد السلامة من اللحن.....
والدكتور يعيب على العرب والمسلمين ان علومهم مسندة متصلة معنعة غير منقطعة لانه يجهل أن تاريخ تدوين الادب كان على أثر تدوين الحديث الشريف وأن الكلام كان بنسبه وسببه لا" لقيطا دعيا "كي لا يقول من شاء ما شاء..... لأن فلسفة الاسناد يا دكتور هي: شهادة الزمن على اتصال النسب العلمي بين الخبر المروي وصاحب الشيئ المروي حتى يثبت العلم بذلك على وجه من الصحة كالدعوى التي تلقى بثبتها من البينة عند المحاكمة والمقارنة ولا يكون ذلك إلا إذا صارت الرواية صناعة عليمة معنعة بقواعدها وضوابطها.......والدكتور الذي يجهل تاريخ بني قومه والتأريخ لعلومهم استشهد في استنقاص ابن خلدون بكلام الحافظ ابن حجر...والحافظ الذي ساق كلامه التجريحي مقيد بضوابط علمه المعنعن بل هومن المجتهدين في علوم الرجال والاسناد وليته اقتدى بعلم الحافظ وأدبه وساق كلام الإمام المقريزي الذي عدّله حيث جرَحه الحافظ وكلاهما تلميذ ابن خلدون..أم ترى الاستاذ يأخذ ما يوافق طويته ودخيلته للحطِّ من تراثنا والقدح فيه......*
ويقيني أن رأي الدكتور في عالميْن كبيريْن من أعلام هذه الأمة ذو غايتين لا ثالث لهما :إما على مبدأ سوء الظن بالمؤلفين المسلمين ...وإما فرارا من مؤونة التدقيق والبحث الذي يكشف عن وجهه القبيح ....أو قل هما معا،وقبله كان لطفي السيد ومحمد حسين هيكل وطه حسين وموسى سلامة وزكي مبارك.....
تعلّمْ أيها الدكتور أن المسلمين في مؤلفاتهم وعلومهم قاموا بواجب التحقيق لأجل الحق والحقيقة ،سيما وأن أخلاقهم ودينهم يجرم الكذب ويزجر عليه..فمن أسخف الظلم وأبشعه أن توضع أقوال المؤلفين المسلمين تحت شبهة "الكذب" و"الغرض "و"القراءة المقيدة بالتقديس" و"القراءة بالوكالة "و"الوراثية "و"القراءة اللاهوتية "لا لشيئ إلا لأنهم مقيدون بأخلاقهم ودينهم وهي التي تمنعهم من التزيد أو الكذب او الخضوع لسلطان ما...ولله در المعري الذي يعجب الدكتور حين قال:
وما الناس الا خائفو الله وحده** إذا وقع النمي في كف ناقد
والمسلمون يا سيادة الدكتور هم الذي اخترعوا القاعدة الذهبية التي تلخص مناهجهم :إن كنت ناقلا فالصحة ،أو مدعيا فالدليل...قال المشتشرق الالماني اشبره ننكر:إن الدنيا لم ولن تر أمة كالمسلمين فقد درس بفضل العلم الذي أوجدوه حياة نصف مليون رجل....*
والغرب حين أراد كتابة تاريخه وآدابه بعدانعتاقه من سلطة الكنيسة ورآى دينه يصادم العقل السليم والفطرة الانسانية *قيّد كل رواية لا اساس لها من الصحة وكل ما هو غير جدير بالاعتماد بل حتى الأصوات في الشارع فانتخب منها ما هو أوفق بالقرائن وأنصب للتخمين كما هو الشأن في الحفريات*....ثم صار المجموع بعد ذلك تاريخا.....وهذا غوستاف لوبون في كتابه "حياة الحقائق"؛عند كلامع على حياة مؤسسي الديانات..قال: بينما حياة بعض مؤسسي الديانات كمحمد واضحة معروفة ظلت حياة مؤسسسي المسيحية على وجه التقريب مجهولة ويجب ان لا نبحث عنها في الانجيل كما فعلوا ذلك من قبل فان العلم لم يعد يعتقد ذلك....والدعوى التي حام حولها مثل "الحرية الفكرية" و"كمِّ الأفواه" وأن العرب والمسلمين بنوْا ثقافتهم على أسس كاذبة خاضعة لموروث فكري معين على مقيايس الوراثة في الخلافة..... فدعاوي جرد لها أدلة من وهمه وخلفيته الثقافية الخاضعة لثقافة الكولون....وكل الذي رمانا به تصريحا أو تلميحا إنْ هو الا صناعة غربية خالصة..هذا الغرب الذي يحبه الدكتور ويميل إليه بهواه ويتعبّد له* وهذا التاريخ بأيدي الناس يخبرك عن محاكم التفتيش وأيام سلطة البابوات وما صنعه لويس الرابع عشر ونابليون الأول ونابليون الثالث وثقافة "مقص الرقابة" لم نعرفها إلا حين خلفنا علوم وميراث أجدادنا وراء ظهورنا وولينا وجوهننا شطر السوربون وكامبريدج.....ومما يكذبك يا دكتور أن المكتبة العربية لا يزال فيها دواوين شعر النصارى كالأخطل والقُطَامي ولا تزال كلماااات الأخطل تُروَى وتُقرأ :
فلست بصائم رمضان عمري ولست بآكل لحم الأضاحي
ولست بزاجر عيسا ركوبا إلى بطحاء مكة للنجاح
ولست بقائم كالعير يدعو قبيل الصبح حي على الفلاح
ولكني سأشربها شمولا وأسجد عند منبلج الصباح
وقول ابن الزبعرى الذي هجا النبي صلى الله عليه وسلم..
لعبت هاشم بالدين فما** خبر جاء ولا وحي نزلْ
ليت أشياخي ببدر شهدوا**جزع الخزرج من وقع الأسَلْ......
وابيات النواسي التي استشهد بها الدكتور
على نظرته للحياة وما بعد الحياة التي سمّاها "حيرة الوجود" او قل :"حيرة الموسوسين"
*
يا ناظرا في الدين ما الأمر لا قدر صح وجبر
* ما صح عندي من جميع الذي يذكر إلا الموت والقبر
نعم روى المسلمون هذا وأكثر من هذا لأنهم كانوا على بينة من أمرهم مطمئنين لا شاكيين حائرين.... ولم تكن قلوبهم ألواح ممسوخة ...........ورسالةالغفران التي تعجب الدكتور وصلت إلينا ولولا أنها تُدُوولت بالنسخ والدرس والشرح لما وصلت إلينا ولما قرأها الأستاذ وأُعْجِب بها ولما كانت أشهر من "قفا نبك" ولو جئتَ يا تكتور* تستشهد بأقوال الفلاسفة من المتكلمة كالسهروردي والحلاج وابن عربي وغيرهم أقول لك ليس هذا عشك فادرجي فكلامهم له سياقاته الانسانية التاريخية والعلمية ليس هذا محل بحثها،وهم قبل هذا كانوا مؤمنين يسمعون الآذان ويحضرون الخمس رغم أغلاط علمية وقعوا فيها.
إن الغرب الذي يعجب الدكتور لا تزال تدور في ألسنة وأقلام كُتَّابه وأُدبائه ألفاظ التوراة والإنجيل وهذا كليمنصورئيس وزراء فرنسا( الملحد الذي لم يكن أشد حربا على الدين منه )يجيب بعض المعترضين عليه على بعض نقاط معاهدة فرساي قائلا:ادخلوا في فرح المعاهدة تجدونها كما تريدون.... ومعروف أن كلمة( دخل في فرح) آية نجيلية..... (ادخلوا في فرح سيدك )..وهذا دليل على ان التجديد والمعاصرة الذي توافق السير الطبيعي للاشياء لم تمنع بقاء بغات اوربا خصوصا والغرب عموما على صيغتها القديمة تاخذ من التوراة والانجيل ومن شعراء اليونان وخطباء روما،لا كما يريدها الدكتور تجرد منها وانسلاخ عن الماضي ونبذه...والغرب الى اليوم يستهجن اختراع أسلوب جديد مخالف للذوق العام والموروث الثقافي المشبوب بالمسيحية رغم دعوى الفصل والعلمانية الخ*...
.
وانظر معي هل بقي مثلا اثر للقوس والنشاب وإلى اليوم يقولون :
..............il fait fléche de tout bois
.
وهم يريدون الكناية على :أنه يستعين بأي شيئ حصل في يده ويصنع نشابا من كل قوس..... أفتراهم وقد أرادوا ....إعادة قراءة التاريخ على ضوء مقاربة جديدية بعيدة عن النمطية والكليشهات الثقافية اللغوية التي لا تمحل نقدا ولا رؤية مغايرة...أن يقولو مثلا: يعمل بندقية من كل حديد.....أو: يصنع بندقية من كل ديناميت....!!
إن تقهقرنا في العلوم وتراجعنا في ميادين الفكر والحياة ليس سببا ولا مبررا ان نخلط بين العلوم والآداب،والآداب من العلوم كلأعصاب من الجسم : هي ادق ما فيه ولكنها مع ذلك هي الحياة والخلْق والقوة والإبداعنولا تقاس يمقياس العظام المشبوحة الغليظة ولا توزن بميزان العضلات المكتنزة الشديدة ولا ينفع فيها الكيلو ولا المتر فإن جاءك صاحب الكيلو والمتر -كتكتورنا- فاقذف به في الطريق او البحر ...... وتغيير الاساليب بدعوى أن هذه التعابير كانت يوم لم يكن هاتف محمولا أو إنترنت أو أشعة حمراء وصفراء وخضراء....وهل سمعت أحدا أراد مواكبة الاداب بالعلوم فقال : حلقت بمنطاد الفكر في سماء الموضوع....مستسيغا هذا التركيب الهجين فاعلم أنه جاهل في ثوب دكتور أو بروفيسور وما هو إلا قوطي مقعور........ولعل الذي قال يصف ابن خلدون ويستنقصه بأنه كان : يعيش يومه اليومي *....يستستغ الركاكة،وضعف التركيب والأسلوب ولا يرى بها بأسا ثم لا يبالي من أين خرج الكلام أمن فوق أم من تحت
.....صدق الرواية وسياق التاريخ
إن المتنبي لم يكن بحيث وصفه الدكتور...قمة التذلل والحقارة والتملق1...ولا يكون كذلك من روت لنا كتب التاريخ أنه كان يركب بحاجبين من خدامه وعليهما المناطق والسيوف وكان ذلك بالغا الغاية عند اتصاله بكافور،ولا يكون ذليلا من اشترط على سيف الدولة ان لا ينشده شعرا إلا وهو جالس على خلاف العادة مع شعراء الدراهم وطلاب المال......... ولو هم علموه متملقا متذللا ما قبلوا منه هذا.....
كيف وهو يرتمي في أحضانهم يستجدي ما عندهم...؟!
وأجمع المؤرخون له واتفق المتعصبون له وعليه أنه أنشد يوما في مجلس سيف الدولة فقال قصيدته المشهورة
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا *بأنني خير من ستعى به به القدم
أنا الذي نظر الأعمى إلى ادبي ** وأسمعت كلماتي من به صمم
ففضل نفسه على مَنْ المجلس وفيه سيف الدولة،ما أغضب أبا فراس الحمداني فقال له: ومن انت يا دعي كندة...!! فلم يلتف اليه المتنبي بل تشامخ عليه وقال:
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم** ويأبى الله ما تأتون والكرم
ما أبعد العيب والنقصان من شرفي** أنا الثريا وذان الشيب والهرم
وبعد انفضاض المجلس خاطب أبا فراس ابن عمه سيف الدولة قائلا:إن هذا المتشدق(المتنبي) كثير الإدلال عليك وأنت تعطيه كل سنة ثلاثة آلاف دينار عن ثلاث قصائد ويمكن ان تفرق مئتي دينار على عشرين شاعرا يأتون خيرا من شعره3...!!
أفترى يا دكتور أن سيف الدولة كان من الغفلة والحمق بحيث يعرف أن المتنبي إنْ هو إلا طالب رفد وعطاء وأنه....الشاعر الذليل السعيد بمذلته الذي لا يمكن ان ينتج شعرا إنسانيا والشعر وجود وكرامة وجود......
أم ان كرامة الشعر وكرامة وجوده عند الدكتور تقتضي ان يتجرد الإنسان من دينه وخلقه ومروءته وتراث أسلافه
أم ترى هذا اللاهث وراء وعد ولاية ...او وزارة...أو مزرعة يستسيغ لنفسه ان ينشد أبا العشائر قبل اتصاله بسيف الدولة :
فس
رت إليك في (طلب المعالي)* وسار سواي في (طلب المعاش)....
........
ولا شك ان احساس المتنبي قد ألم بذلك كله،وهو العربي الأبي والشاعر المرهف الحس وعرف الداء الذي كمن في بدن العربية واستل قوتها وقتل روحها وكانت أخلاق الامة قد اتضعت بما تداخلها من أخلاط الأمم الأخرى واضطربت حبال الاخلاق وطاشت الموازين الحقيقية وصار مقياس الناس المال لا مقياس الرجال من عقل وحكمة وعلم ورجولة وكرم عنصر فكان هذا مما ألقى الحطب على النار التي في صدره وزاده قلقا على قلقه الذي هو من طبيعة الشاعر والنوابغ فحمل ...هما مركزيا بتعبير الدكتور...وزُيِّن في قلبه أن يكون الثائر...المعارض المتمرد بمفهوم لغة العصر...فبث هموهه وآراءه السياسة في نتاجه الادبي الإنساني ومن أجل ذلك كان يرغب في سلطة المال والسياسة فوظف خطابه الشعري لذلك......وحين اصطدم هذا الخيال الذي أراد تحققه بحقيقة ما هو فيه من الفقر والخمول وامتناع نفسه من إعطاء الطاعة للأخلاق التي كانت يصل بها أهل ذلك الزمن إلى ما يريدون بالمكر السيئ والدسيس الخبيث4
أفاضل الناس أغراض لذا الزمن** يخلو من الهم اخلاهم من الفطن
وغنما نحن في جيل سواسية** شر على الحر من سقم على البدن
حولي بكل مكان منهمُ خِلَق* تُخطي إذا جئت في استفهمها بمنّّّ !!
لا افتري بدا إلا على غرر** ولا امر بخلق غير مضطغن
ولااعاشر من املاكهم احدا** إلا احق بضرب الرأس من وثن
إني لأعذرهم مما أعنفهم** حتى اعنف نفسي فيهم وأني
وكان المتنبي كثير التعجب مما يسمع ويرى قليل الحفل بتلك الأصنام التي رفعتها الحوادث ووضعتها في غير موضعها فيقول:
لُمِ الليالي التي أخنت على جدتي * برقة الحال، واعذرني ولا تلم
أرى اناسا ومحصولي على غنم*وذكر جود،ومحصولي على الكلم
وهكذا ظل الرجل يطلب حاجتة وغايته السياسية ...وهمه المركزي...حتى كان لقاؤه بسيف الدولة الأمير الشاعر فاتفق مذهبهما،إذ كانت غاية سيف الدولة أيضا ان يجمع أشتات البلاد العربية تحت سلطانه بعد أن يفرغ من الروم...... وهذه الشواهد مما يكذب الدكتور الامين وزعمه أن شعرالمتنبي.....حمل البلاغة الوصفية أكثر مما حمل الفكر الوجودي بالصورة واللغة....وأنه يحمل فكرا لا يبرح جغرافيا المديح والهجاء...وان 90بالمائة من شعر المتنبي في مدح سيف الدولة واولي النعمة....وهل ما فعله الدكتور في المكتبة الوطنية وجعلها خيمة تجمع فيها الولاءات للعهدة الثالثة والمباركة للرئيس إلا شبيه بما صنع المتنبي لتحقيق ما يراه غاية سامية.وهذا قياس مع الفارق ......!!* في المادح والممدوح
5وأزيدك من البيت شعرا يا دكتور إن علاقة المتنبي بسيف الدولة لم تكت علاقة عطاء ورفد واستجداء شكائر الدراهم..بل علاقة هم مركزي ومذهب سياسي والإشفاق على ما صارت اليه الدولة العربية وخوفا على مستقبلها ومجدها وان الأمير كان يتتبع أخبار الشاعر وشعره في ممدوحيه..قالوا: إن سيف الدولة أنفذ لأبي الطيب وهو بالكوفة هدية مع أحد أقاربه سنة 352 ه بعد خروجه من مصر وبعد ان فارق سيف الدولة بست سنوات.. فكتب المتنبي قصيدة أهداها له كما اهدى منها:
أنت طول حياتك للروم غاز..!!** فمتى (الوعد) ان يكون القفول؟
وسوى الروم خلف ظهرك روم)** فعلى أي جانبيك تميل؟(
قعد الناس عن مساعيــ**ك وقامت بها القنا والنصول
6ما الذي عنده تدار المنايا** كالذي عنده تدار الشمول.!!
لست أرضى بأن تكون جوادا** وزماني بأن أراك بخيل
نغص البعد عنك قرب العطايا)* مرتعي مخصب وجسمي هزيل(
ولو كان المتنبي كما زعم الدكتور لاهتبل فرصة دخوله بغداد وهي عاصمة الخلافة وحاضرة الملك ولترامى على الأعتاب وتمسح بالركاب ولترك...قلمه يدلق من حبر المذلة والمهانة والتملق....ولكن التاريخ يرمي بصاعقة في وجه الدكتور ويذكر أنه دخل العراق ولم يعبأ بأحد من السلاطين والوزراء والحكام وأولي الامر من الوزراء،واستكبر عن جميعهم فلم يمدح احدا منهم،حتى الخليفة لم يفكر في مدحه.......حتى يشرب من حثالة كأسه...!!* بل راغمهم جميعا حتى أحفظ عليه الوزير المهلبي( وزير معز الدولة أحمد بن بويه الديلمي) فاستعدى عليه الشعراء واغراهم بالوقوع فيه وحرض الأدباء على معاندته ومجادلته للغض منه والإزراء عليه فكان جوابه عليهم ما تراه في شعره:
أنام ملء عيوني عن شواردها **ويختصم الخلق جرّاها ويختصم
هذا البيت الذي عزله الدكتور عن سياقه وسباقه...وصادف أمر المهلبي هوى في قلوب شعراء البلاط وقد علموا
ما فعل أبو الطيب بمن هم أعلى طبقة منهم من الشاميين عند سيف الدولة وقد قطع أرزاقهم وذهب بحظوظهم..... وفيهم أبو فراس الحمداني والسري الوفاء وأبي العباس النامي وابي الفرج الببغاء وغيرهم كثير...
وهذه الرجولة المتأصلة في نفس المتنبي وبُعْد همته وعِظَم مطلوبه وانصرافه عن سفساف الامور إلى معاليها مما جر عليه الشقاوة والمعاندة،وكانت لذة المتنبي في غير ما يراه ابناء الدنيا6،وقد شرح هذا الأصل
في شعره وان لذته فيما ياتيه مما يريده وإن كان فيه شقاؤه وجهده اسمعه وهو يقول:
سبحان خالق نفسي كيف لذتها** فيما النفوس تراه غاية الالم
الدهر يعجب من حملي نوائبه** وصبرِ نفسي على أحداثه الحطم
إقرأ ديوانه كله تجده تياها يتسامى بنفسه على كل ممدوح ويتعالى كل أهل عصره....وقد نص العلماء المحققون أن أكبر فخر في شعر أبي الطيب قوله:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي** وبنفسي فخرت لا بجدودي
وبهم غخر كل من نطق الضا*د وعوذ الجاني وغوث الطريد
ولا يكون ذليلا من يقول:
وإني لمن قوم كأن نفوسهم **بها (أَنَف) أن تسكن اللحم والعظما
ولما لم تحقق المتنبي غايته الكبيرة التي أتعب جسمه وفكره 7انصرف إلى مصر عله يجد عند الأسود ما لم
يجده عند الفحول البيض.... وقد وعده بولاية بالصعيد وقد أراد أن يجرب نفسه فيما أباه عليه دهره وعانده عليه وهو عند غيره بداء من أبي العشائر الى سيف الدولة
وفؤادي من الملوك،وإن كا**ن لساني يرى من الشعراء
وتذكر كتب التاريخ ان كافورا كان أديبا أريبا فلما رأى من تغاليه في شعره وسموه بنفسه وبعد همته خافه على نفسه وعوتب فيه فقال :إن من ادعى النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم أما يدعي المملكة مع كافور...؟*!!
فحسبك هذا الكلام من كافور نفسه الذي أشفق عليه الدكتور وهو الخلاف السياسي وأن المتنبي لم يره مثل نفسه لا أن هجاء المتنبي كافورا...لم يكن مؤسسا على موقف إنساني أو حضاري عميق بل كان نتاجا عن فكر عنصري متحجر ضد الإنسان الأسود...
ولينظر الدكتورما فعله سادته في الغرب المسيحي الذي يحبهم ويقلدهم ويتقَمّم لديهم*........... منهم ببني الإنسان من الأسود والأبيض والأصفر بل وبني قومه من بني الأسمر من غير المسيحيين هذا ونحن في بحبوحة الحضارة والتهذيب الاوربي...... وما هذه الحروب المشتعلة إلا عنوان عريض يقرؤه كل ذي عينين
بل أذهب بعيدا للتدليل على ما أقول: هذه تركيا التي انسلخت من دينها وهويتهاالإسلامية ولسانها العربية..بل قل الحرف العربي والجملة القرآنية لا تزال تنتظر موافق فرنسا والنمسا لانضماها للاتحاد الاوربي المسيحي ..وما ذاك الا للموروث التاريخي والثفافي الذي لم ينس حصار فيينا.......وهل هم حين ارادوا الأخذ بيد اليونان فعلوا مثل ذلك مع اسبانيا والبرتغال وهما من صلب العالم المسيحي ولا تزال أيديهما ملطخة بدماء الاندلسيين !!وغير الاندلسيين...ام هو الموقف التاريخي والموروث الحضاري...؟؟!!
ثم بعد:
فهل ترى الدكتور بعد كل ههذ الشواهد يرجع الى فضيلة الاعتراف والاقرار بالقصور في تاريخ العربية وآدابها وأنه مثل المستشرقيين وصنيعهم طباق النعل بالنعل...والا فما معنى السؤال الكبير الذي طلع به على الناس وهو غاية نفسه ولك أن تستنبط منه ما شئت من استخذاء واستجداء8الخ
الآن اتسائل لماذا لا يحب القارئ الغربي شعرنا العربي الكلاسيكي وعلى رأس ذلك شعر المتنبي...؟؟
أما أنا فأعرف من صاحب (الهندي والبندي) ومن طوية نفسه وما يسوِّد به صفحات الجرائد وغيرها أنه لن يرجع عن رأيه الفائل.... لا في المتنبي خاصة؛ بل بكل ماهو عربي ، ولو جمعت له براهين الدنيا كلها وألقيتها في حجره لأن رأيه ناشئ من تعصب للغرب ومناهجه واستخذاء للموروث الثقافي الغربي المشوب بالمسيحية9....قال الجاحظ: إن محض العمى التقليد في الزندقة لأنها إذا رسخت في قلب امرئ تقليدا أطالت جرأته واستغلق على أهل الجدل إفهامه. قال المعري ....عمى الدين يتلوه عمى القلب والهوى...البيت
تتمة: جاء في ابن خلكان ان أبا القاسم مظفر بن علي الطبسي رثى المتنبي فقال:
ما رأى الناس ثاني المتنبي** أي ثان يُرَى لبَكْر الزمان
كان من نفسه الكبيرة في جي**ـــيش وفي كبرياء ذي سلطان
هو في شعره نبي ولكن ** ظهرت معجزاته في المعاني
خلاصة القول ومحصوله:
إن ما كتبته في هذا المقال هو إرضاء لضميري،واعتزازي بديني ولساني وهويتي،وليس ردا مباشرا على التكتور فهو عندي أهون من أقرأ له فضلا أن اكون منافسا أو أيَّ شيئ مما هو من طبيعة الإنسان فأنا على كل حال رجل خامل الذكر مغمور،وما أردته هو أن انبّه أترابي وأقراني من المفرغين ثقافيا،وتحذريهم من هذه الدعاوي التي يطلقها الزاوي الهاوي وأن تاريخنا مشرق وعلومنا مبنية على أسس متينة قلما عرفتها أمة من الامم لكنه ولع الضعيف بالقوي،وجعلت المتنبي عمودا لمقالي بنيت عليه ما أردت توضيحه ،ولم أشأ أن أعرج على قوله في ابن خلدون فقد كفانيها الأستاذ باخليلي،ثم هذه دعوة صريحة للشروق وغيرها :أنْ كفوا أيديكم عن تراثنا وتاريخنا وكونو عونا لترسيخهما ولا تطلقوا يد هذا التراكتور وأشباهه يعيث فيهما فسادا.....والا فما معنى أن يكون الإسلام دين الأمة والعربية لغتها بنص الدستور....وقد خطر لي أن اختم كلامي عن الجو الثقافي الفاسد في بلادنا الذي رفع أمثال الزاوي على رؤس الناس، وعن الوزيرة القائمة على شؤونها بأبيات قالها احد الشعراء الشعبيين قديما ،يصف" القايد" وقد أوعده وتهدّده وكان معه الكوراط،وليكن إسقاطي كالتالي: الوزير هي القايد،والزاوي هو الكوراط وهو كناية عن أدباء الجزائر المستلبون حضاريا........وأنا أحاشي كثيرين كي لا أكون متجنا والكلام جزافا...قال:
ذاك القايد ما اعجبني ** داير كي ثعلب القبور
وذاك الكوراط كي الزابي ** وبني عمّه قع عور
قال لي جيب الجلادي ** والا تمشي بلا فطور
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وكتب عبد القادر عباس السعدي يوم السبت لخمس انسلخن من شعبان الاغر سنةإحدى وثلاثين بعد الأربعمئة والف هجريةالواقع في 17/11/2010وقد اتتمت سنتي الثالثة والثلاثين وخمسة أيام
أسأل الله الثبات حتى ألقاه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
*
هذا إن صح أن يعتد بقوله عند المعارضة.
1
كل ما حمرته فهو نص محمد الأمين حمر الله وجهه...!!
2
إن فصل تاريخ المتنبي عن عصره هو جناية على الأدب والتاريخ هذا العصر الذي كثرت الدويلات المنفصلة عن الدولة المركزيّة ببغداد، وظهر القادة المستبدون الذين عاثوا في شعوبهم سلباً ونهباً واغتصاباً للخيرات واحتقاراً لكرامة وكبرياء الإنسان، وبدأت الدولة في الانهيار الشامل الذي أصاب بنيتها وتركيبتها السياسية والاجتماعية، وفقدت بغداد مركزيتها السياسية القوية في أيام الخلفاء العباسيين: المقتدر بالله بن المعتضـد ( 295هـ /908م ــ 320 هـ / 932م )، والقاهر بن المعتضد ( 320 هـ / 932م ــ 322 هـ / 934م )، والراضي بالله بن المــــقتدر ( 322هـ / 934م ــ 329هـ / 940م )، والمتقي لله بن المقتدر ( 329هـ / 940م ــ 333هـ / 944م )، والمستكفي بالله بن المكتفي (333هـ / 944م ــ 334هـ /945م)، حيث أصبحت مقاليد السلطة بيد البويهيين في مدينة الريّ. وفي مصر وسورية أحكم الإخشيديون قبضتهم في أعقاب الدولة الطولونيّة، وفي حلب أسس الحمدانيون إمارة مستقلة لمع فيها الأمير سيف الدولة الحمداني الذي قصده المتنبي ومدحه بأجمل القصائد وأعذبها .
3
كل ما كتب بالأزرق فهو نصوص أصحابها استشهدت بكلامهم فليحرر
4لا تحملنّ هذا الكلام على مطلقة فإن ذلك لا يصح ألبتة ومنتجوا الأفكار والنصوص حين يسمعون ما قيل قديما او حديثا يحملونه على التعميم المطلق ، ويلذ لهم أن يصفوا أسلافهم بكل نقيصة وقبيحة ظلما وعدوانا على الحق والتاريخ
* قد يكون هذا رأيي وليس هذا محل بسطه والأخذ والرد فيه
*شكائر كلمة وردت في مقدمة ابن خلدون الفصل الثامن عشر المعقود لبيان آثارالدولة المترتبة على نسبة قوتها في أصلها،وأفدت غير هذه الكلمة وعرفت أصل المثل الذي لازال في باقيا موروثنا الشعبي عن الرجل الذي لم ير إلا فأرا في حياته وصار قياسه للأشياء على الفأر فرحمة الله على العلامة عبد الرحمن
* هذا من الأدلة التاريخية المستنبطة من شعر أبي الطيب التي توافق الروايات التاريخية من أن المتنبي لم يشرب خمرا قط...لا ويسكي ولا بيره
8 لم أسلك في مقاله هذا مسلك قدامى علمائنا في نقد كل حرف فضلا عن التاركيب والأسلوب ولو انا فعلت لخرجت لك بمجلد ضخم تضحك منه كثيرا اللحون هذا الدعي المزري بالعربية الجاهل قواعدها نحوا وصرفا وبلاغة وعروضا وتاريخا الخ وكان الأوفق أن يقول: من صبابة كأسه لا حثالة
كأسه... وكقوله عن ابن خلدون : فترات عالمة وهذا التركيب لا يصح ألبتة فلا وجود في العربية لمادة ف ت ر ويراد بها الزمن،لإن الفتور هو الإعياء وقديما قيل: عِيُّ الصمت خير من عِيٍّ الكلام
*أبناء الدنيا هم الشعراء وقد وردت في شعر أحدهم لاأذكره...!!
*
هو القائل: وإذا كانت النفوس كبارا...البيت
*تذكر كتب التاريخ المعنعنة او قل الكتب المسلمة ان المتنبي ورد على كافور بعد أن سمع انه عند ابن طغج عامل كافور،وهو الذي ألح عليه أن يقدم لا كما زعم الدكتور ومن على شاكلته ان المتنبي قدم طمعا فيما عنده وكان ذلك عقب مُـصرفه من عند سيف الدولة،وحدث الشاعر نفسه ان يجده عنده ما لم يجده عند غيره من إقامة الدولة وإرجاع الموازين إلى أنصبتها*
*
لا تزال تهنية الزاوي لتلك السيدة التي بهدلت العرب بكل طوائفهم ومذاهبهم........وإن تعجب فاعجب لدولة ينص دستورها على أن دينها الإسلام ولغتها العربية كيف ترفه فيها مثل هذه الكفريات على منابرها الثقافي بعد أن كان التكفير يرفع من مآذنها ومحاريبها
أول اسناد عرف في الادب كان علميا بحتا وذلك اسناد ابي نصر بن عاصم الليثي الى ابي الاسود الدؤلي وكان العلماء يطلبون رواية الأدب للقيام بتفسير ما اشتبه من غريب القرآن والحديث ورواة الادب هم الذين جعلوا علم غريب الحديث علما وخصوه بالتودين واول من فعل ذلك ابو عبيدة معمر بن المثنى ثم اعقبه النضر بن شميل ثم جاء الاصمعي فقطرب حتى كان ابو عبيد عبيد بن سلام الجحمي المتوفي سنة 224 هجرية فوضع كتابه الشهير غريب الحديث وقرر به اصول هذا الفن جمعه في اربعين سنة هي خلاصة عمره في 40 ثانية ملؤها الغرض والحقد والسخائم والاستعباد لمناهج الغرب..
*
لينظر ما كتبه الدكتوأ.د. حسين جمعة
* كانت صحوة الأوربيين بفضل التراث الذي استورثوه إكراها من مسلمي الاندلس
* لا أريد أن أتكثر من شواهد الغربيين بحسب اللبي الإشارة وإنما هي ليستانس الدكتور بكلام من يقتدي بهم...!!
*
معلوم أن قطعيات الدين أوثق وأمتن من قطعيات التاريخ لانها مدعمة بنقل صحيح وصلنا تواترا أو آحادا ولاأظن الدكتور يستطيع أن يهدم هذه الحقائق إلا إذ هدم جبال الأوراس وجرجرة وكسال وكرسوط....!!
*
يتعبد مضمنة معنى: يتزلف فهي على وزنها وتزيد عليها في المعنى..فتنبه أيها القارئ ولا تكن كالزاوي الهاوي...
*
تكتور مقصودة وليت تصحيفا،ومرادي أنه أشبه ب: تراكتور في مزرعة نسخة حديدية معدلة من حامل الأسفار..
*
لم تمض مدة عن نهائيات كأس العالم، ولا تزال آثار المسيحية في النصارى وتجد لاعبيهم يستحضر دينه وصليبه قبل المباريات فإن لم يكن هذا اعتزازا منهم بدينهم على علّاته فما هو ؟.....
*
صار هذا التعبير مادة تفكه وتندر بالتكتور عند ظرفاء الأدب،بل صارت علَما عليه فيقولون: صاحب يعيش يومه اليومي
أبدوا فيسجد مَن بالسوء يذكرني ** فلا أعاتبه صفحا وإهوانا
وهكذا كنت في أهلي وفي وطني ** إن النفيس غريب حيثما كانا
محسَّد الفضلِ مكذوب على أثرث **ألقى الكمِيّ ويلقاني إذا حانا
إن الرأي * الذي خرج به الدكتور الزاوي على الناس بشأن المتنبي بعيد عن الموضوعية والأمانة العلمية ذلك أن المنهج العلمي ينبغي ألا يُصَّدر بحث بحكم مسبق غير متجرد فيه ما فيه ........كمثل لا أحب المتنبي..... و أكره المتنبي..لأن هذا حكم عاطفة حاقدة على العرب وآدابهم وحسّ متبلد بعيد عن البصر بالشعر وأساليبه..ولو كان الرأي علميا صادرا عن متجرد لقرأ ديوان المتنبي كلَّه من أوله إلى آخره.... ولقرأ شروح العلماء التي قارب الخمسين شرحا بين متعصب على المتنبي ومتعصب له...قراءة متأنية مسنوعبة لا أن يحط يده على بيت واحد من ديوان ضخم كتب الناس فيه قديما وحديثا من لدن ابن جني وأبي العلاء وانتهاء بما كتبه المتأخرون كالدكتور عبد الوهاب عزام وشيخ العربية محمود شاكر ....وبما كتب عرضا وعلى الهوامش وهم أعلى كعبا من "أمين" المكتبة الوطنية وأبصر بالعربية وعلومها وآدابها كثرة تجعلك تقول: إنها كثرة قلة ....بالنسبة لديوان ضخم لشاعر العربية والعرب الذي لا يحبه الدكتور....هذا الديوان الذي وقف الناس عنده كما يقفون بديوان الملك مابين حاجب ومستجدي وحتى ذي غرض كما هو الشأن فيما خرج به الدكتور على الناس...ولعل رأيه فيه كانت بعد اهتياج المِرَّة أو عقب جلطة ربيعية أو ضربة شمس صيفية ........وصنيع الدكتور أبان في غير خفاء أنه لا يفقه في العربية ولا آدابها فضلا عن تاريخها.... بله أن يوازن بين الشعراء ويكون حكمه قاضيا لها أو عليها* وقد قال الحكيم العربي قديما :إن أولى الناس بالحكم أبصرهم بالمحكوم فيه،وإلا كان حكمه في الخصومة خصومة أخرى تحتاج إلى حكم غيره........
وزَعْم الدكتور أن المتنبي لم يكن "مسكونا بحيرة الوجود" ولم يلابس شعره حكمة ولا فلسفة * فزعم كاذب وساق دليلا من كلام أبي نواس "السوكارجي "أكرمك الله فيه إلحاد وزندقة... ولو لم يكن الدكتور متجنيا وذا غرض؛ غرض يوافق هواه ونظرته للدين والإيمان وللحياة والكون والإنسان.....وإلا فهذا النواسي نفسه قال بعد أ قضى نهمته من الحياة ومتعها وزخرفها رجع إلى برد اليقين وقال :
يا رب ان عظمت ذنوبي كثرة ___________ فلقد علمت بان عفوك اعظم ُ
ان كان لا يرجوك الا محسن ___________ فبمن يلوذ و يستجير المجرم ُ
ادعوك رب كما امرت تضرعا ___________ فاذا رددت يدي فمن ذا يرحم ُ
ما لي اليك وسيلة الا الرجاء ____________و جميل عفوك ثم اني مسلم ُ
أم هو تتبع الإلحاد والشك وحسب......
ثم لم يلبث الدكنور حتى وضع رأسه موضع رجله فساق دليلا أعمى وفضّل به بشارا على المتنبي...هذا الشاعر لشهواني الذي لا يرى في المرأة سوى متاع وظهر يركب..ولعل رأي بشار يوافق مزاج الدكتور ونفسيته وما يريده من "حرفته الأدبية " وكي لا اتهم بالتجني يكفي ان يعرف الناس ان الزاوي يفخر بأنه :أول من كتب وأدخل الادب البورنوغرافي للجزائر......* ولا تزال كلمته في إحدى رواياته على لسان أحد السوقه يخاطب النساء جاعلا من بضاعته سببا ليبث ذات نفسه....الهندي والبندي والي ابغاتش حاجة عندي...ولا تزال هذه الكلمة تجدث أخبارها عند المعتنين بالأدب والمتوفرين عليه...ومن أدل الأدلة على تهافت رأيه قيما يكتب في أدب العربية خاصة استشهاده بالمعري ثم مآخذه عليه وأن نظرة المعري سوداوية في المراة.....الخ وهو نفسه يعترف له بالفلسفة حتى جعله اديب الفلاسفة وفيلسوف الادباء....!! وجعله راسخا في ذلك وما هي إلا الإلحاد والنزندقة والتحلل من الضوابط والقيم الفاضلة والحقائق المطلقة ولو كان الأمين أمينا* فيما يأخذ ويدع لنفض شعر الرجلين معا قراءة تحقيق ودرس لا أن يكتب على السانح شأن أصحاب الأهواء والأغراض وشأن ضيقي العطن وضِعاف التحصيل.... وانظر مثلا صنيع الاديب الكبير عبد القادر المازني في كتابه "قبض الريح" لما تكلام على حاسة البصر وأنها الأداة الكبرى في استشعار الجمال وأثرها في فنية الاديب وشاعريته ثم عقد موازنة بين الضريرين وخلوصه الى النتيجة التي جعلت لكل منهما نظرة خاصة للمرأة ثم ذكر العلة التي لأجلها كان الدكتور طه حسين قبل الدكتور الزاوي يتتبع اخبار الزناة والفساق والفجور في النتاج الادبي ...وصنيع الأديب المازني صنيع عالم يحترم علمه ورسالته وكان رأيه فيهما وفي طه حسين ثمرة قراءة عارف بصير لا كما يصنع المستروح تحت "السماء الثامنة" الذي يرى في علوم العربية من نحو وصرف وبلاغة الخ أمراضا ....وأن تراجع العربية في الفعل التاريخي والانساني بسبب النحو والصرف وأننا امة ضحية بلاغتها وما تشبيهه هذه العوم بقواعد السيرcode de route إلا دليل على ما أقول.
ومن الأدلة على جهله بهذه العربية البيت....أبا المسك..... الذي ساقه دون تقويم عروضي صحيح إلا شهادة نفسه على نفسه.....نعم هو جهل مركب تركيبا مزجيا كما يقول النحاة وما أظن كلام الدكتور في المتنبي إلا ككلام أبي لقمان الممرور مع الجزء الذي لا يتجزأ في الخبر الذي ذكره الجاحظ.....
وهبها كما زعمت يا دكتور أليست قواعد السير هي من ينظم سير الناس وحركاتهم ،وغايتها السلامة من المحن كما ان غاية القواعد السلامة من اللحن.....
والدكتور يعيب على العرب والمسلمين ان علومهم مسندة متصلة معنعة غير منقطعة لانه يجهل أن تاريخ تدوين الادب كان على أثر تدوين الحديث الشريف وأن الكلام كان بنسبه وسببه لا" لقيطا دعيا "كي لا يقول من شاء ما شاء..... لأن فلسفة الاسناد يا دكتور هي: شهادة الزمن على اتصال النسب العلمي بين الخبر المروي وصاحب الشيئ المروي حتى يثبت العلم بذلك على وجه من الصحة كالدعوى التي تلقى بثبتها من البينة عند المحاكمة والمقارنة ولا يكون ذلك إلا إذا صارت الرواية صناعة عليمة معنعة بقواعدها وضوابطها.......والدكتور الذي يجهل تاريخ بني قومه والتأريخ لعلومهم استشهد في استنقاص ابن خلدون بكلام الحافظ ابن حجر...والحافظ الذي ساق كلامه التجريحي مقيد بضوابط علمه المعنعن بل هومن المجتهدين في علوم الرجال والاسناد وليته اقتدى بعلم الحافظ وأدبه وساق كلام الإمام المقريزي الذي عدّله حيث جرَحه الحافظ وكلاهما تلميذ ابن خلدون..أم ترى الاستاذ يأخذ ما يوافق طويته ودخيلته للحطِّ من تراثنا والقدح فيه......*
ويقيني أن رأي الدكتور في عالميْن كبيريْن من أعلام هذه الأمة ذو غايتين لا ثالث لهما :إما على مبدأ سوء الظن بالمؤلفين المسلمين ...وإما فرارا من مؤونة التدقيق والبحث الذي يكشف عن وجهه القبيح ....أو قل هما معا،وقبله كان لطفي السيد ومحمد حسين هيكل وطه حسين وموسى سلامة وزكي مبارك.....
تعلّمْ أيها الدكتور أن المسلمين في مؤلفاتهم وعلومهم قاموا بواجب التحقيق لأجل الحق والحقيقة ،سيما وأن أخلاقهم ودينهم يجرم الكذب ويزجر عليه..فمن أسخف الظلم وأبشعه أن توضع أقوال المؤلفين المسلمين تحت شبهة "الكذب" و"الغرض "و"القراءة المقيدة بالتقديس" و"القراءة بالوكالة "و"الوراثية "و"القراءة اللاهوتية "لا لشيئ إلا لأنهم مقيدون بأخلاقهم ودينهم وهي التي تمنعهم من التزيد أو الكذب او الخضوع لسلطان ما...ولله در المعري الذي يعجب الدكتور حين قال:
وما الناس الا خائفو الله وحده** إذا وقع النمي في كف ناقد
والمسلمون يا سيادة الدكتور هم الذي اخترعوا القاعدة الذهبية التي تلخص مناهجهم :إن كنت ناقلا فالصحة ،أو مدعيا فالدليل...قال المشتشرق الالماني اشبره ننكر:إن الدنيا لم ولن تر أمة كالمسلمين فقد درس بفضل العلم الذي أوجدوه حياة نصف مليون رجل....*
والغرب حين أراد كتابة تاريخه وآدابه بعدانعتاقه من سلطة الكنيسة ورآى دينه يصادم العقل السليم والفطرة الانسانية *قيّد كل رواية لا اساس لها من الصحة وكل ما هو غير جدير بالاعتماد بل حتى الأصوات في الشارع فانتخب منها ما هو أوفق بالقرائن وأنصب للتخمين كما هو الشأن في الحفريات*....ثم صار المجموع بعد ذلك تاريخا.....وهذا غوستاف لوبون في كتابه "حياة الحقائق"؛عند كلامع على حياة مؤسسي الديانات..قال: بينما حياة بعض مؤسسي الديانات كمحمد واضحة معروفة ظلت حياة مؤسسسي المسيحية على وجه التقريب مجهولة ويجب ان لا نبحث عنها في الانجيل كما فعلوا ذلك من قبل فان العلم لم يعد يعتقد ذلك....والدعوى التي حام حولها مثل "الحرية الفكرية" و"كمِّ الأفواه" وأن العرب والمسلمين بنوْا ثقافتهم على أسس كاذبة خاضعة لموروث فكري معين على مقيايس الوراثة في الخلافة..... فدعاوي جرد لها أدلة من وهمه وخلفيته الثقافية الخاضعة لثقافة الكولون....وكل الذي رمانا به تصريحا أو تلميحا إنْ هو الا صناعة غربية خالصة..هذا الغرب الذي يحبه الدكتور ويميل إليه بهواه ويتعبّد له* وهذا التاريخ بأيدي الناس يخبرك عن محاكم التفتيش وأيام سلطة البابوات وما صنعه لويس الرابع عشر ونابليون الأول ونابليون الثالث وثقافة "مقص الرقابة" لم نعرفها إلا حين خلفنا علوم وميراث أجدادنا وراء ظهورنا وولينا وجوهننا شطر السوربون وكامبريدج.....ومما يكذبك يا دكتور أن المكتبة العربية لا يزال فيها دواوين شعر النصارى كالأخطل والقُطَامي ولا تزال كلماااات الأخطل تُروَى وتُقرأ :
فلست بصائم رمضان عمري ولست بآكل لحم الأضاحي
ولست بزاجر عيسا ركوبا إلى بطحاء مكة للنجاح
ولست بقائم كالعير يدعو قبيل الصبح حي على الفلاح
ولكني سأشربها شمولا وأسجد عند منبلج الصباح
وقول ابن الزبعرى الذي هجا النبي صلى الله عليه وسلم..
لعبت هاشم بالدين فما** خبر جاء ولا وحي نزلْ
ليت أشياخي ببدر شهدوا**جزع الخزرج من وقع الأسَلْ......
وابيات النواسي التي استشهد بها الدكتور
على نظرته للحياة وما بعد الحياة التي سمّاها "حيرة الوجود" او قل :"حيرة الموسوسين"
*
يا ناظرا في الدين ما الأمر لا قدر صح وجبر
* ما صح عندي من جميع الذي يذكر إلا الموت والقبر
نعم روى المسلمون هذا وأكثر من هذا لأنهم كانوا على بينة من أمرهم مطمئنين لا شاكيين حائرين.... ولم تكن قلوبهم ألواح ممسوخة ...........ورسالةالغفران التي تعجب الدكتور وصلت إلينا ولولا أنها تُدُوولت بالنسخ والدرس والشرح لما وصلت إلينا ولما قرأها الأستاذ وأُعْجِب بها ولما كانت أشهر من "قفا نبك" ولو جئتَ يا تكتور* تستشهد بأقوال الفلاسفة من المتكلمة كالسهروردي والحلاج وابن عربي وغيرهم أقول لك ليس هذا عشك فادرجي فكلامهم له سياقاته الانسانية التاريخية والعلمية ليس هذا محل بحثها،وهم قبل هذا كانوا مؤمنين يسمعون الآذان ويحضرون الخمس رغم أغلاط علمية وقعوا فيها.
إن الغرب الذي يعجب الدكتور لا تزال تدور في ألسنة وأقلام كُتَّابه وأُدبائه ألفاظ التوراة والإنجيل وهذا كليمنصورئيس وزراء فرنسا( الملحد الذي لم يكن أشد حربا على الدين منه )يجيب بعض المعترضين عليه على بعض نقاط معاهدة فرساي قائلا:ادخلوا في فرح المعاهدة تجدونها كما تريدون.... ومعروف أن كلمة( دخل في فرح) آية نجيلية..... (ادخلوا في فرح سيدك )..وهذا دليل على ان التجديد والمعاصرة الذي توافق السير الطبيعي للاشياء لم تمنع بقاء بغات اوربا خصوصا والغرب عموما على صيغتها القديمة تاخذ من التوراة والانجيل ومن شعراء اليونان وخطباء روما،لا كما يريدها الدكتور تجرد منها وانسلاخ عن الماضي ونبذه...والغرب الى اليوم يستهجن اختراع أسلوب جديد مخالف للذوق العام والموروث الثقافي المشبوب بالمسيحية رغم دعوى الفصل والعلمانية الخ*...
.
وانظر معي هل بقي مثلا اثر للقوس والنشاب وإلى اليوم يقولون :
..............il fait fléche de tout bois
.
وهم يريدون الكناية على :أنه يستعين بأي شيئ حصل في يده ويصنع نشابا من كل قوس..... أفتراهم وقد أرادوا ....إعادة قراءة التاريخ على ضوء مقاربة جديدية بعيدة عن النمطية والكليشهات الثقافية اللغوية التي لا تمحل نقدا ولا رؤية مغايرة...أن يقولو مثلا: يعمل بندقية من كل حديد.....أو: يصنع بندقية من كل ديناميت....!!
إن تقهقرنا في العلوم وتراجعنا في ميادين الفكر والحياة ليس سببا ولا مبررا ان نخلط بين العلوم والآداب،والآداب من العلوم كلأعصاب من الجسم : هي ادق ما فيه ولكنها مع ذلك هي الحياة والخلْق والقوة والإبداعنولا تقاس يمقياس العظام المشبوحة الغليظة ولا توزن بميزان العضلات المكتنزة الشديدة ولا ينفع فيها الكيلو ولا المتر فإن جاءك صاحب الكيلو والمتر -كتكتورنا- فاقذف به في الطريق او البحر ...... وتغيير الاساليب بدعوى أن هذه التعابير كانت يوم لم يكن هاتف محمولا أو إنترنت أو أشعة حمراء وصفراء وخضراء....وهل سمعت أحدا أراد مواكبة الاداب بالعلوم فقال : حلقت بمنطاد الفكر في سماء الموضوع....مستسيغا هذا التركيب الهجين فاعلم أنه جاهل في ثوب دكتور أو بروفيسور وما هو إلا قوطي مقعور........ولعل الذي قال يصف ابن خلدون ويستنقصه بأنه كان : يعيش يومه اليومي *....يستستغ الركاكة،وضعف التركيب والأسلوب ولا يرى بها بأسا ثم لا يبالي من أين خرج الكلام أمن فوق أم من تحت
.....صدق الرواية وسياق التاريخ
إن المتنبي لم يكن بحيث وصفه الدكتور...قمة التذلل والحقارة والتملق1...ولا يكون كذلك من روت لنا كتب التاريخ أنه كان يركب بحاجبين من خدامه وعليهما المناطق والسيوف وكان ذلك بالغا الغاية عند اتصاله بكافور،ولا يكون ذليلا من اشترط على سيف الدولة ان لا ينشده شعرا إلا وهو جالس على خلاف العادة مع شعراء الدراهم وطلاب المال......... ولو هم علموه متملقا متذللا ما قبلوا منه هذا.....
كيف وهو يرتمي في أحضانهم يستجدي ما عندهم...؟!
وأجمع المؤرخون له واتفق المتعصبون له وعليه أنه أنشد يوما في مجلس سيف الدولة فقال قصيدته المشهورة
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا *بأنني خير من ستعى به به القدم
أنا الذي نظر الأعمى إلى ادبي ** وأسمعت كلماتي من به صمم
ففضل نفسه على مَنْ المجلس وفيه سيف الدولة،ما أغضب أبا فراس الحمداني فقال له: ومن انت يا دعي كندة...!! فلم يلتف اليه المتنبي بل تشامخ عليه وقال:
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم** ويأبى الله ما تأتون والكرم
ما أبعد العيب والنقصان من شرفي** أنا الثريا وذان الشيب والهرم
وبعد انفضاض المجلس خاطب أبا فراس ابن عمه سيف الدولة قائلا:إن هذا المتشدق(المتنبي) كثير الإدلال عليك وأنت تعطيه كل سنة ثلاثة آلاف دينار عن ثلاث قصائد ويمكن ان تفرق مئتي دينار على عشرين شاعرا يأتون خيرا من شعره3...!!
أفترى يا دكتور أن سيف الدولة كان من الغفلة والحمق بحيث يعرف أن المتنبي إنْ هو إلا طالب رفد وعطاء وأنه....الشاعر الذليل السعيد بمذلته الذي لا يمكن ان ينتج شعرا إنسانيا والشعر وجود وكرامة وجود......
أم ان كرامة الشعر وكرامة وجوده عند الدكتور تقتضي ان يتجرد الإنسان من دينه وخلقه ومروءته وتراث أسلافه
أم ترى هذا اللاهث وراء وعد ولاية ...او وزارة...أو مزرعة يستسيغ لنفسه ان ينشد أبا العشائر قبل اتصاله بسيف الدولة :
فس
رت إليك في (طلب المعالي)* وسار سواي في (طلب المعاش)....
........
ولا شك ان احساس المتنبي قد ألم بذلك كله،وهو العربي الأبي والشاعر المرهف الحس وعرف الداء الذي كمن في بدن العربية واستل قوتها وقتل روحها وكانت أخلاق الامة قد اتضعت بما تداخلها من أخلاط الأمم الأخرى واضطربت حبال الاخلاق وطاشت الموازين الحقيقية وصار مقياس الناس المال لا مقياس الرجال من عقل وحكمة وعلم ورجولة وكرم عنصر فكان هذا مما ألقى الحطب على النار التي في صدره وزاده قلقا على قلقه الذي هو من طبيعة الشاعر والنوابغ فحمل ...هما مركزيا بتعبير الدكتور...وزُيِّن في قلبه أن يكون الثائر...المعارض المتمرد بمفهوم لغة العصر...فبث هموهه وآراءه السياسة في نتاجه الادبي الإنساني ومن أجل ذلك كان يرغب في سلطة المال والسياسة فوظف خطابه الشعري لذلك......وحين اصطدم هذا الخيال الذي أراد تحققه بحقيقة ما هو فيه من الفقر والخمول وامتناع نفسه من إعطاء الطاعة للأخلاق التي كانت يصل بها أهل ذلك الزمن إلى ما يريدون بالمكر السيئ والدسيس الخبيث4
أفاضل الناس أغراض لذا الزمن** يخلو من الهم اخلاهم من الفطن
وغنما نحن في جيل سواسية** شر على الحر من سقم على البدن
حولي بكل مكان منهمُ خِلَق* تُخطي إذا جئت في استفهمها بمنّّّ !!
لا افتري بدا إلا على غرر** ولا امر بخلق غير مضطغن
ولااعاشر من املاكهم احدا** إلا احق بضرب الرأس من وثن
إني لأعذرهم مما أعنفهم** حتى اعنف نفسي فيهم وأني
وكان المتنبي كثير التعجب مما يسمع ويرى قليل الحفل بتلك الأصنام التي رفعتها الحوادث ووضعتها في غير موضعها فيقول:
لُمِ الليالي التي أخنت على جدتي * برقة الحال، واعذرني ولا تلم
أرى اناسا ومحصولي على غنم*وذكر جود،ومحصولي على الكلم
وهكذا ظل الرجل يطلب حاجتة وغايته السياسية ...وهمه المركزي...حتى كان لقاؤه بسيف الدولة الأمير الشاعر فاتفق مذهبهما،إذ كانت غاية سيف الدولة أيضا ان يجمع أشتات البلاد العربية تحت سلطانه بعد أن يفرغ من الروم...... وهذه الشواهد مما يكذب الدكتور الامين وزعمه أن شعرالمتنبي.....حمل البلاغة الوصفية أكثر مما حمل الفكر الوجودي بالصورة واللغة....وأنه يحمل فكرا لا يبرح جغرافيا المديح والهجاء...وان 90بالمائة من شعر المتنبي في مدح سيف الدولة واولي النعمة....وهل ما فعله الدكتور في المكتبة الوطنية وجعلها خيمة تجمع فيها الولاءات للعهدة الثالثة والمباركة للرئيس إلا شبيه بما صنع المتنبي لتحقيق ما يراه غاية سامية.وهذا قياس مع الفارق ......!!* في المادح والممدوح
5وأزيدك من البيت شعرا يا دكتور إن علاقة المتنبي بسيف الدولة لم تكت علاقة عطاء ورفد واستجداء شكائر الدراهم..بل علاقة هم مركزي ومذهب سياسي والإشفاق على ما صارت اليه الدولة العربية وخوفا على مستقبلها ومجدها وان الأمير كان يتتبع أخبار الشاعر وشعره في ممدوحيه..قالوا: إن سيف الدولة أنفذ لأبي الطيب وهو بالكوفة هدية مع أحد أقاربه سنة 352 ه بعد خروجه من مصر وبعد ان فارق سيف الدولة بست سنوات.. فكتب المتنبي قصيدة أهداها له كما اهدى منها:
أنت طول حياتك للروم غاز..!!** فمتى (الوعد) ان يكون القفول؟
وسوى الروم خلف ظهرك روم)** فعلى أي جانبيك تميل؟(
قعد الناس عن مساعيــ**ك وقامت بها القنا والنصول
6ما الذي عنده تدار المنايا** كالذي عنده تدار الشمول.!!
لست أرضى بأن تكون جوادا** وزماني بأن أراك بخيل
نغص البعد عنك قرب العطايا)* مرتعي مخصب وجسمي هزيل(
ولو كان المتنبي كما زعم الدكتور لاهتبل فرصة دخوله بغداد وهي عاصمة الخلافة وحاضرة الملك ولترامى على الأعتاب وتمسح بالركاب ولترك...قلمه يدلق من حبر المذلة والمهانة والتملق....ولكن التاريخ يرمي بصاعقة في وجه الدكتور ويذكر أنه دخل العراق ولم يعبأ بأحد من السلاطين والوزراء والحكام وأولي الامر من الوزراء،واستكبر عن جميعهم فلم يمدح احدا منهم،حتى الخليفة لم يفكر في مدحه.......حتى يشرب من حثالة كأسه...!!* بل راغمهم جميعا حتى أحفظ عليه الوزير المهلبي( وزير معز الدولة أحمد بن بويه الديلمي) فاستعدى عليه الشعراء واغراهم بالوقوع فيه وحرض الأدباء على معاندته ومجادلته للغض منه والإزراء عليه فكان جوابه عليهم ما تراه في شعره:
أنام ملء عيوني عن شواردها **ويختصم الخلق جرّاها ويختصم
هذا البيت الذي عزله الدكتور عن سياقه وسباقه...وصادف أمر المهلبي هوى في قلوب شعراء البلاط وقد علموا
ما فعل أبو الطيب بمن هم أعلى طبقة منهم من الشاميين عند سيف الدولة وقد قطع أرزاقهم وذهب بحظوظهم..... وفيهم أبو فراس الحمداني والسري الوفاء وأبي العباس النامي وابي الفرج الببغاء وغيرهم كثير...
وهذه الرجولة المتأصلة في نفس المتنبي وبُعْد همته وعِظَم مطلوبه وانصرافه عن سفساف الامور إلى معاليها مما جر عليه الشقاوة والمعاندة،وكانت لذة المتنبي في غير ما يراه ابناء الدنيا6،وقد شرح هذا الأصل
في شعره وان لذته فيما ياتيه مما يريده وإن كان فيه شقاؤه وجهده اسمعه وهو يقول:
سبحان خالق نفسي كيف لذتها** فيما النفوس تراه غاية الالم
الدهر يعجب من حملي نوائبه** وصبرِ نفسي على أحداثه الحطم
إقرأ ديوانه كله تجده تياها يتسامى بنفسه على كل ممدوح ويتعالى كل أهل عصره....وقد نص العلماء المحققون أن أكبر فخر في شعر أبي الطيب قوله:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي** وبنفسي فخرت لا بجدودي
وبهم غخر كل من نطق الضا*د وعوذ الجاني وغوث الطريد
ولا يكون ذليلا من يقول:
وإني لمن قوم كأن نفوسهم **بها (أَنَف) أن تسكن اللحم والعظما
ولما لم تحقق المتنبي غايته الكبيرة التي أتعب جسمه وفكره 7انصرف إلى مصر عله يجد عند الأسود ما لم
يجده عند الفحول البيض.... وقد وعده بولاية بالصعيد وقد أراد أن يجرب نفسه فيما أباه عليه دهره وعانده عليه وهو عند غيره بداء من أبي العشائر الى سيف الدولة
وفؤادي من الملوك،وإن كا**ن لساني يرى من الشعراء
وتذكر كتب التاريخ ان كافورا كان أديبا أريبا فلما رأى من تغاليه في شعره وسموه بنفسه وبعد همته خافه على نفسه وعوتب فيه فقال :إن من ادعى النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم أما يدعي المملكة مع كافور...؟*!!
فحسبك هذا الكلام من كافور نفسه الذي أشفق عليه الدكتور وهو الخلاف السياسي وأن المتنبي لم يره مثل نفسه لا أن هجاء المتنبي كافورا...لم يكن مؤسسا على موقف إنساني أو حضاري عميق بل كان نتاجا عن فكر عنصري متحجر ضد الإنسان الأسود...
ولينظر الدكتورما فعله سادته في الغرب المسيحي الذي يحبهم ويقلدهم ويتقَمّم لديهم*........... منهم ببني الإنسان من الأسود والأبيض والأصفر بل وبني قومه من بني الأسمر من غير المسيحيين هذا ونحن في بحبوحة الحضارة والتهذيب الاوربي...... وما هذه الحروب المشتعلة إلا عنوان عريض يقرؤه كل ذي عينين
بل أذهب بعيدا للتدليل على ما أقول: هذه تركيا التي انسلخت من دينها وهويتهاالإسلامية ولسانها العربية..بل قل الحرف العربي والجملة القرآنية لا تزال تنتظر موافق فرنسا والنمسا لانضماها للاتحاد الاوربي المسيحي ..وما ذاك الا للموروث التاريخي والثفافي الذي لم ينس حصار فيينا.......وهل هم حين ارادوا الأخذ بيد اليونان فعلوا مثل ذلك مع اسبانيا والبرتغال وهما من صلب العالم المسيحي ولا تزال أيديهما ملطخة بدماء الاندلسيين !!وغير الاندلسيين...ام هو الموقف التاريخي والموروث الحضاري...؟؟!!
ثم بعد:
فهل ترى الدكتور بعد كل ههذ الشواهد يرجع الى فضيلة الاعتراف والاقرار بالقصور في تاريخ العربية وآدابها وأنه مثل المستشرقيين وصنيعهم طباق النعل بالنعل...والا فما معنى السؤال الكبير الذي طلع به على الناس وهو غاية نفسه ولك أن تستنبط منه ما شئت من استخذاء واستجداء8الخ
الآن اتسائل لماذا لا يحب القارئ الغربي شعرنا العربي الكلاسيكي وعلى رأس ذلك شعر المتنبي...؟؟
أما أنا فأعرف من صاحب (الهندي والبندي) ومن طوية نفسه وما يسوِّد به صفحات الجرائد وغيرها أنه لن يرجع عن رأيه الفائل.... لا في المتنبي خاصة؛ بل بكل ماهو عربي ، ولو جمعت له براهين الدنيا كلها وألقيتها في حجره لأن رأيه ناشئ من تعصب للغرب ومناهجه واستخذاء للموروث الثقافي الغربي المشوب بالمسيحية9....قال الجاحظ: إن محض العمى التقليد في الزندقة لأنها إذا رسخت في قلب امرئ تقليدا أطالت جرأته واستغلق على أهل الجدل إفهامه. قال المعري ....عمى الدين يتلوه عمى القلب والهوى...البيت
تتمة: جاء في ابن خلكان ان أبا القاسم مظفر بن علي الطبسي رثى المتنبي فقال:
ما رأى الناس ثاني المتنبي** أي ثان يُرَى لبَكْر الزمان
كان من نفسه الكبيرة في جي**ـــيش وفي كبرياء ذي سلطان
هو في شعره نبي ولكن ** ظهرت معجزاته في المعاني
خلاصة القول ومحصوله:
إن ما كتبته في هذا المقال هو إرضاء لضميري،واعتزازي بديني ولساني وهويتي،وليس ردا مباشرا على التكتور فهو عندي أهون من أقرأ له فضلا أن اكون منافسا أو أيَّ شيئ مما هو من طبيعة الإنسان فأنا على كل حال رجل خامل الذكر مغمور،وما أردته هو أن انبّه أترابي وأقراني من المفرغين ثقافيا،وتحذريهم من هذه الدعاوي التي يطلقها الزاوي الهاوي وأن تاريخنا مشرق وعلومنا مبنية على أسس متينة قلما عرفتها أمة من الامم لكنه ولع الضعيف بالقوي،وجعلت المتنبي عمودا لمقالي بنيت عليه ما أردت توضيحه ،ولم أشأ أن أعرج على قوله في ابن خلدون فقد كفانيها الأستاذ باخليلي،ثم هذه دعوة صريحة للشروق وغيرها :أنْ كفوا أيديكم عن تراثنا وتاريخنا وكونو عونا لترسيخهما ولا تطلقوا يد هذا التراكتور وأشباهه يعيث فيهما فسادا.....والا فما معنى أن يكون الإسلام دين الأمة والعربية لغتها بنص الدستور....وقد خطر لي أن اختم كلامي عن الجو الثقافي الفاسد في بلادنا الذي رفع أمثال الزاوي على رؤس الناس، وعن الوزيرة القائمة على شؤونها بأبيات قالها احد الشعراء الشعبيين قديما ،يصف" القايد" وقد أوعده وتهدّده وكان معه الكوراط،وليكن إسقاطي كالتالي: الوزير هي القايد،والزاوي هو الكوراط وهو كناية عن أدباء الجزائر المستلبون حضاريا........وأنا أحاشي كثيرين كي لا أكون متجنا والكلام جزافا...قال:
ذاك القايد ما اعجبني ** داير كي ثعلب القبور
وذاك الكوراط كي الزابي ** وبني عمّه قع عور
قال لي جيب الجلادي ** والا تمشي بلا فطور
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وكتب عبد القادر عباس السعدي يوم السبت لخمس انسلخن من شعبان الاغر سنةإحدى وثلاثين بعد الأربعمئة والف هجريةالواقع في 17/11/2010وقد اتتمت سنتي الثالثة والثلاثين وخمسة أيام
أسأل الله الثبات حتى ألقاه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
*
هذا إن صح أن يعتد بقوله عند المعارضة.
1
كل ما حمرته فهو نص محمد الأمين حمر الله وجهه...!!
2
إن فصل تاريخ المتنبي عن عصره هو جناية على الأدب والتاريخ هذا العصر الذي كثرت الدويلات المنفصلة عن الدولة المركزيّة ببغداد، وظهر القادة المستبدون الذين عاثوا في شعوبهم سلباً ونهباً واغتصاباً للخيرات واحتقاراً لكرامة وكبرياء الإنسان، وبدأت الدولة في الانهيار الشامل الذي أصاب بنيتها وتركيبتها السياسية والاجتماعية، وفقدت بغداد مركزيتها السياسية القوية في أيام الخلفاء العباسيين: المقتدر بالله بن المعتضـد ( 295هـ /908م ــ 320 هـ / 932م )، والقاهر بن المعتضد ( 320 هـ / 932م ــ 322 هـ / 934م )، والراضي بالله بن المــــقتدر ( 322هـ / 934م ــ 329هـ / 940م )، والمتقي لله بن المقتدر ( 329هـ / 940م ــ 333هـ / 944م )، والمستكفي بالله بن المكتفي (333هـ / 944م ــ 334هـ /945م)، حيث أصبحت مقاليد السلطة بيد البويهيين في مدينة الريّ. وفي مصر وسورية أحكم الإخشيديون قبضتهم في أعقاب الدولة الطولونيّة، وفي حلب أسس الحمدانيون إمارة مستقلة لمع فيها الأمير سيف الدولة الحمداني الذي قصده المتنبي ومدحه بأجمل القصائد وأعذبها .
3
كل ما كتب بالأزرق فهو نصوص أصحابها استشهدت بكلامهم فليحرر
4لا تحملنّ هذا الكلام على مطلقة فإن ذلك لا يصح ألبتة ومنتجوا الأفكار والنصوص حين يسمعون ما قيل قديما او حديثا يحملونه على التعميم المطلق ، ويلذ لهم أن يصفوا أسلافهم بكل نقيصة وقبيحة ظلما وعدوانا على الحق والتاريخ
* قد يكون هذا رأيي وليس هذا محل بسطه والأخذ والرد فيه
*شكائر كلمة وردت في مقدمة ابن خلدون الفصل الثامن عشر المعقود لبيان آثارالدولة المترتبة على نسبة قوتها في أصلها،وأفدت غير هذه الكلمة وعرفت أصل المثل الذي لازال في باقيا موروثنا الشعبي عن الرجل الذي لم ير إلا فأرا في حياته وصار قياسه للأشياء على الفأر فرحمة الله على العلامة عبد الرحمن
* هذا من الأدلة التاريخية المستنبطة من شعر أبي الطيب التي توافق الروايات التاريخية من أن المتنبي لم يشرب خمرا قط...لا ويسكي ولا بيره
8 لم أسلك في مقاله هذا مسلك قدامى علمائنا في نقد كل حرف فضلا عن التاركيب والأسلوب ولو انا فعلت لخرجت لك بمجلد ضخم تضحك منه كثيرا اللحون هذا الدعي المزري بالعربية الجاهل قواعدها نحوا وصرفا وبلاغة وعروضا وتاريخا الخ وكان الأوفق أن يقول: من صبابة كأسه لا حثالة
كأسه... وكقوله عن ابن خلدون : فترات عالمة وهذا التركيب لا يصح ألبتة فلا وجود في العربية لمادة ف ت ر ويراد بها الزمن،لإن الفتور هو الإعياء وقديما قيل: عِيُّ الصمت خير من عِيٍّ الكلام
*أبناء الدنيا هم الشعراء وقد وردت في شعر أحدهم لاأذكره...!!
*
هو القائل: وإذا كانت النفوس كبارا...البيت
*تذكر كتب التاريخ المعنعنة او قل الكتب المسلمة ان المتنبي ورد على كافور بعد أن سمع انه عند ابن طغج عامل كافور،وهو الذي ألح عليه أن يقدم لا كما زعم الدكتور ومن على شاكلته ان المتنبي قدم طمعا فيما عنده وكان ذلك عقب مُـصرفه من عند سيف الدولة،وحدث الشاعر نفسه ان يجده عنده ما لم يجده عند غيره من إقامة الدولة وإرجاع الموازين إلى أنصبتها*
*
لا تزال تهنية الزاوي لتلك السيدة التي بهدلت العرب بكل طوائفهم ومذاهبهم........وإن تعجب فاعجب لدولة ينص دستورها على أن دينها الإسلام ولغتها العربية كيف ترفه فيها مثل هذه الكفريات على منابرها الثقافي بعد أن كان التكفير يرفع من مآذنها ومحاريبها
أول اسناد عرف في الادب كان علميا بحتا وذلك اسناد ابي نصر بن عاصم الليثي الى ابي الاسود الدؤلي وكان العلماء يطلبون رواية الأدب للقيام بتفسير ما اشتبه من غريب القرآن والحديث ورواة الادب هم الذين جعلوا علم غريب الحديث علما وخصوه بالتودين واول من فعل ذلك ابو عبيدة معمر بن المثنى ثم اعقبه النضر بن شميل ثم جاء الاصمعي فقطرب حتى كان ابو عبيد عبيد بن سلام الجحمي المتوفي سنة 224 هجرية فوضع كتابه الشهير غريب الحديث وقرر به اصول هذا الفن جمعه في اربعين سنة هي خلاصة عمره في 40 ثانية ملؤها الغرض والحقد والسخائم والاستعباد لمناهج الغرب..
*
لينظر ما كتبه الدكتوأ.د. حسين جمعة
* كانت صحوة الأوربيين بفضل التراث الذي استورثوه إكراها من مسلمي الاندلس
* لا أريد أن أتكثر من شواهد الغربيين بحسب اللبي الإشارة وإنما هي ليستانس الدكتور بكلام من يقتدي بهم...!!
*
معلوم أن قطعيات الدين أوثق وأمتن من قطعيات التاريخ لانها مدعمة بنقل صحيح وصلنا تواترا أو آحادا ولاأظن الدكتور يستطيع أن يهدم هذه الحقائق إلا إذ هدم جبال الأوراس وجرجرة وكسال وكرسوط....!!
*
يتعبد مضمنة معنى: يتزلف فهي على وزنها وتزيد عليها في المعنى..فتنبه أيها القارئ ولا تكن كالزاوي الهاوي...
*
تكتور مقصودة وليت تصحيفا،ومرادي أنه أشبه ب: تراكتور في مزرعة نسخة حديدية معدلة من حامل الأسفار..
*
لم تمض مدة عن نهائيات كأس العالم، ولا تزال آثار المسيحية في النصارى وتجد لاعبيهم يستحضر دينه وصليبه قبل المباريات فإن لم يكن هذا اعتزازا منهم بدينهم على علّاته فما هو ؟.....
*
صار هذا التعبير مادة تفكه وتندر بالتكتور عند ظرفاء الأدب،بل صارت علَما عليه فيقولون: صاحب يعيش يومه اليومي