تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من كنوز السنة .. الحديث الثاني : " السعداء في الآخرة " ....


بنت الحجاج
2010-07-21, 14:24
" السعداء في الآخرة "

الحديث الثاني :

عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله :
· امام عادل .
· و شاء نشأ في عبادة الله .
· و رجل قلبه معلق في المساجد .
· و رجلان تحابا في الله ، و اجتمعا عليه و تفرقا عليه .
· و رجل دعته امرأة ذات منصب و جمال فقال : اني اخاف الله .
· و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا يعلم شماله ما تنفق يمينه .
· و رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه .

((متفق عليه ))

الابحاث اللغوية :

يظلهم : المراد بالظل هنا هو الظل حيث يكون هؤلاء السعداء تحت ظل العرش يوم القيامة بقرينة قوله ( يوم لاظل الا ظله ) فلا يمسهم حر الشمس و لا وهجها ، و قيل المراد بالظل : الكرامة و الحماية فهو كناية عن الرعاية و الحماية و الاول ارجح .
في ظله : اضافة الظل الى الله اضافة تشريف و هو على حذف مضاف أي في ظل عرشه و انما اضافه اليه تكريما وتشريفا كما يقال للمسجد بيت الله .
امام عادل : المراد بالامام الحاكم او السلطان و يشمل ايضا القاضي و كل من له ولاية على غيره و العادل الذي يحكم بالعدل بين الناس فلا يميل مع الهوى و لا يرتشى بمال .
معلق بالمساجد : أي محب لها حبا شديدا فهو ينتظر الصلاة بعد الصلاة و يصليها بالجماعة و لا يؤخرها عن وقتها كما قال تعالى في هذا الصنف ( و الذين هم على صلاتهم يافظون ) .
تحبا في الله : أي لاجله لا لغرض دنيوي ، و تحابا اصله تحاببا ادغم الاول في الثاني و التفاعل عبارة عن معنى يقتضي المشاركة أي ان كلا منهما احب صاحبه في الله .
اجتمعا عليه : الضمير يرجع الى الحب في الله و المعنى اجتمعا على ذلك الحب و تفرقا عليه فهو اشارة الى ان الحب تمكن من قلب الرجلين تمام التمكن من اجل الله تعالى لا لغرض دنيوي و في الحديث ( من احب لله ، و ابغض لله ، و منع لله فقد استكمل الايمان ) .
ذات منصب : أي امرأة صاحبة اصل او شرف او سلطان او مال ، و في الحديث الشريف ( تنكح المرأة لاربع : لمالها و لحبها و لجمالها و لدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) و معنى تربت يداك : أي ان لم تتفعل هلكت .
اخاف الله : الخوف من الله و الرهبة من عذابه و هو دليل الايمان قال تعالى ( و خافون ان كنتم مؤمنين ) .
شماله ما تنفق يمينه : الشمال و اليمين اليدان اللتان بجانبي الانسان و ضرب المثل بها للتوضيح فلو فرضنا ان الشمال رجل مستيقظ و تصدق الانسان بيمينه لما شعر ذلك الرجل الذي عن يساره .
ذكر الله : من الذكر بكسر الذال فهو باللسان او من التذكر بالفكر و القلب أي تذكر الله و جلاله فبكى من خشيته سبحانه فيكون المراد الذكر القلبي .
خاليا : أي بعيدا عن الناس ليكون اقرب لى الاخلاص و ابعد عن الرياء .
ففاضت عيناه : أي سالت منا الدموع كانها فيض لغزارتها و ذلك دليل على الخوف من الله و قوة اليقين به سبحانه و في الديث (عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشيم الله ) .

البحاث النحوية :

( سبعة ) مبتدا و خبره جمله ( يظلهم الله) ، و جوز الابتداء بها مع انها نكرة لكونها على معنى الاضافة اي سبعة اشخاص من الناس .
( امام عادل ) : امام خبر لمبتدا محذوف تقديره احدهم امام ، و عادل صفة لامام ( و شاب نشا ) و شاب خبر مبتدا محذوف ايضا تقديره و الثاني شاب و جملة ( نشأ في عبادة الله ) صفة لها . لان القاعدة " ان الجمل من بعد النكرات صفات و من بعد المعارف احوال " و يكون التقدير و شاب ناشيء ( قلبه معلق ) قلبه مبتدا ثاني و خبره معلق في المساجد ، و المبتدا الثاني و خبره في محل رفع صفة لرجل ( حتى لا تعلم ) بالنصب فتكون حتى للغاية و بالرفع فتكومن تفريعية نحو : مرض زيد حتى لا يرجونه خاليا ) حال من فاعل ذكر اي ذكر الله حال كونه وحيدا فريدا ليس معه احد .


- يتبع -

fatimazahra2011
2010-07-21, 16:12
http://akhawat.islamway.com/forum/uploads/post-20628-1165701980.gif

فيصل العرب
2010-07-25, 16:20
شكرا لك وجزاك الله خيرا

المجهـول
2010-08-08, 23:29
السلام عليكم ورحمة الله وبركــــــــــــاته

بارك الله فيك أختي وجزاك الله خيرا بكل حرف كتبته

دمت بود

الباشـــــــــــق
2010-08-09, 20:05
http://m7ml.com/uploads6/777ac9df21.gif (http://m7ml.com/)

بنت الحجاج
2010-08-14, 15:05
الابحاث البلاغية :

قوله ( معلق في المساجد ) فيه كناية لطيفة ، فقد كنّى عن ملازمته للمسجد ، و تردّده عليه ، و محافظته على الصلاة بالجماعة ، بتعلق قلبه في المساجد ، و هو كناية عن صفة .
قوله ( لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) فيه استعارة لطيفة تسمى الاستعارة المكنية ، فقد شبّه اليد اليمنى بإنسان ، و اليد اليسرى بانسان آخر ، و حذف المشبه به و هو الشخص الأول ، و رمز إليه بشيءٍ من لوازمه و هي اليد على طريق الإستعارة المكنية .
( قوله دعته إمرأة ) كناية عن المراودة عن النفس من أجل عمل الفاحشة ، و هي كناية عن صفة .
قوله ( فاضت عيناه ) مجاز مرسل على حذف مضاف أيْ فاضت دموع عينه لأن العين لا تفيض انّما الدمع فيها ، و ذلك علامة الإيمان . قال الشاعر : " ذاق طعم الايمان من ذكر الله ففاضت عيناه بالعبرات " .
الشرح الأدبي :
في هذا الحديث النبوي الشريف ، تقسيم لطيف ، و بيان شافٍ مجيد ، لأولئك السعداء الأبرار ، الذين نالوا الكرامة الالهية ، و السعاة الأبدية ، في دار الخلد و النعيم ، لما قدموا في الدنيا من صالح الأعمال ، و اتصفوا به من جميل الخصال .
فالرّسول الكريم - عليه أفضل الصلاة و التسليم - يحدثنا عن شمول العناية الإلهية و الرحمة الربانية ، تحت ظل عرش الله الكريم ، لكل من اتصف بواحدة من تلك الخصال الحميدة ، التي يحبها الله و رسوله ، و قد أوضحها عليه الصلاة و السلام في أجمل عرض ، و أقوى بيان ، ليُلهب نفوس المؤمنين و يحرك فيهم روح الجد و الإخلاص و العمل الصالح ، ليسيروا على النهج القويم ، و يقتدوا بالأخيار الأطهار من عباد الله الصالحين . فهو يدعو أولاً إلى مراعاة العدل ، و مجانبة الظلم لكل من تولى شأنا من شؤون المسلمين ، أو أمرا من أمورهم ، سواء كانت ولاية عامة أو خاصة ، فالعدل شريعة الله ، و الله تعالى يمقت الظلم و يكرهه ، أياً كان مصدره ، و صدق الله حيث قال { يا داود إنّا جعلناك خليفةً في الأرض ، فاحكم بين الناس بالحق ، و لا تتبع الهوى فيُضلَّك عنْ سبيل الله } . و هو يدعو ثانيا الشباب إلى الإقبال على طاعة الله و عبادته ، منذ بدء حياتهم ، و نعومة أظافرهم ، ليكونوا رجال المستقبل ، و ليلحقوا الجيل المثالي الذي يُنشده الإسلام و لقد أثنى القرآن على فتية أهل الكهف بقوله { إنهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدى } فالشباب موطن الرجاء و الأمل ، و هم عدة المستقبل .
و في الخصلة الثالثة إشادة بفضل ذلك الرجل الصالح ، الذي عمر الإيمان قلبه ، و تعلقت جوارحه و قلبه بذكر الله عن طريق المحافظة على الصلاة التي هي عماد الدين ، لتتشرب القلوب حب الإجتماع و الألفة ، و تتوحد صفوف الأمة عن طريق الإجتماع في بيوت الله ، و لقد أثنى الله عز و جل على هذا الصنف من النّاس بقوله { في بيوتٍ أذِن الله أن تُرفع و يُذكر فيها إسمه ، يسبح له فيها بالغدو الآصال رجال ... } .
و في الخصلة الرابعة يدعو الرسول الكريم إلى الحب في الله ابتغاء وجهه الكريم ، لا لغرض دنيوي ، أو مكسب مادي ، أو مصلحة دنيئة .. و هل الدين إلا حب في الله و اجتماع على مرضاته ، و التقاء على دعوة الحق التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ليكون الحب طهراً و صفاءً ، و سمواً و نقاءً !!
و في الخصلة الخامسة إظهار لأسمى ما تصوره البشرية من طهارة و سموٍ و صفاءٍ ، إنه طهارة الوجدان ، و صفاء الإيمان ، الذي يعصم صاحبه من الإنزلاق في مزالق الرذيلة ، فهاهي الفتنة و الإغراء تتزينا بصورة واقعية في صورة إمراةٍ جميلةٍ ذات حسب و نسب ، تدعو الرجل إلى نفسها ، و تراوده على عمل الفاحشة بها ، و لكنه تجنب كل ذلك خوفاً من الله .
و في الخصلة السادسة نرى روعة البيان في أجمل صورة يصورها الرسول عليه الصلاة و السلام . صورة ذلك الرجل المحسن الذي تصدق بصدقة خفية عن أعيُن الناس ، ابتغاء مرضاة الله ، فأخفى صدقته حتى على أقرب ما يتصل به ألا و هي شماله ،حتى لو تصورنا أن يمينه تصدقت بشيءٍ لما شعرت به اليُسرى فيما أنفق في سبيل الله .

و أخيراً يختم عليه الصلاة و السلام حديثه الشريف بفضل البكاء من خشية الله . فلله ما أروع هدي الرسول و ما أجمل حكمته و مغزاه !! إنه الهدي النبوي ، و الحكمة المحمدية .

* * *

بنت الحجاج
2010-08-14, 17:48
اخي سالم ... اختي فاطمة ..اخي فيصل ... اخي الغنام ...

شكرا لمروركم ...

تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال .....

الباشـــــــــــق
2010-08-14, 22:59
[quote=بنت الحجاج;3521383]اخي سالم ... اختي فاطمة ..اخي فيصل ... اخي الغنام ...

شكرا لمروركم ...

تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال .....[/quote


بارك الله فيك

لقاء الجنة
2010-12-04, 16:18
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQbpxoUmsLiOq_aQFmZF6mYs9qk3fw37 hFKaZKaGR1v2aKvL2ou

لقاء الجنة
2010-12-04, 16:19
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQbpxoUmsLiOq_aQFmZF6mYs9qk3fw37 hFKaZKaGR1v2aKvL2ou

لقاء الجنة
2010-12-04, 16:21
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQbpxoUmsLiOq_aQFmZF6mYs9qk3fw37 hFKaZKaGR1v2aKvL2ou

ahmed76
2010-12-04, 16:30
أدعوا لي ولأخي بالفوز في مسابقة المقتصدين بارك الله فيكم