المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان والمصالحة


moussaoui khaled
2010-07-17, 20:52
أهله علينا بالأمن والإيمان



من كتابات العلامة الدكتور يوسف القرضاوي عن رمضان:

بعد أيام قليلة سيهلّ علينا بهلاله المبارك: شهر رمضان، (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة: من الآية185). شهر رمضان شهر تجديد الإيمان، شهر تدارك المسلم ما فاته من تفريط في جنب الله. فيه يحاول كلّ مسلم أن يتطهر من سيّئاته، وأن يضاعف من حسناته.. فهذا الشهر فرصة ليشحن المسلم بطاريته الروحيّة والإيمانيّة التي فرغت، أو أوشكت أن تفرغ من الغفلات واتباع الشهوات وإضاعة الصلوات. فيه فرصة ليخرج المسلم مغفور الذنوب من هذا الشهر الكريم، فـ"من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه". إنّها فرصة للتطهّر والغفران.. ويا خيبة مَنْ أتاه هذا الموسم ولم يظفر منه بمغفرة، هذا هو الشقيّ. الشقيّ من جاءه رمضان ولم يُغفر له، دعا جبريل، وأمّن عليه محمّدٌ صلى الله عليه وسلم: "بُعدًا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له". هكذا قال جبريل، وقال محمّد صلى الله عليه وسلم: "آمين". فيا ويل مَنْ دعا عليه جبريل وأمّن على دعائه محمّدٌ عليه الصلاة والسلام، أمين السماء وأمين الأرض.. شهر رمضان فرصة للتطهّر والغفران، وقد ورد في حديث: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال يومًا وقد حضر رمضان: "أتاكم رمضان شهر بركة يغنيكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله إلى تنافسكم ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل". فتنافسوا في الخيرات، لمثل هذا فليعمل العاملون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون..الشقيّ مَنْ حرم رحمة الله في رمضان.


بين استعداد السلف واستعدادنا

ولذلك كان السلف الصالح إذا أقبل رمضان يقولون: مرحبًا بالمطهّر! الذي نتطهّر فيه من الذنوب والخطايا. ولذلك كانوا يتأهّبون لرمضان أمّا نحن فنتأهب لرمضان ونستعدّ له، بإحضار ما لذّ وطاب من الطعام والشراب. انظر إلى الناس في الأسواق والجمعيّات ماذا يعدّون رمضان؟! المسلمون يأكلون في رمضان وينفقون في رمضان أضعاف ما ينفقون في الشهور الأخرى. فليس هو شهرًا للإعداد للتقوى كما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183). لعلكم تتهيّأون للتقوى بهذا الصيام، وتتعلمون فيه مراقبة الله عزّ وجلّ. فالمسلم يصوم عن الطعام والشراب كما في الحديث القدسيّ: "يدع الطعام من أجلي، ويدع الشراب من أجلي، ويدع لذّته من أجلي، ويدع زوجته من أجلي".

الصيام الحقيقي

الذي يفطم نفسه عن الشهوات التي كانت حلالاً له أولى به يفطم عن الحرام في شهر رمضان.

ليس الصيام أن يصوم بطنك وفرجك، وكلّ جوارحك مفطرة: لسانك يفطر على الكذب والغيبة والنميمة والسّبّ والشتيمة، وعينك تفطر على رؤية الحرام في الطرقات أو في التلفزيون، وكذلك أُذُنُك تفطر على سماع الأغاني الخليعة والكلمات البذيئة...لا بدّ أن يصوم كلّك عمّا حرّم عزّ وجلّ.

فرمضان شهر لتربية الإرادة: شهر الصبر، الصبر يعني قوّة الإرادة، فلا بدّ أن نتعلم من رمضان كيف...؟ كيف تقوى إرادتنا؟ لا بدّ أن نهيّئ أنفسنا لتقوى الله في شهر رمضان، لنرتقي بأرواحنا.. بأنفسنا، لننافس الملائكة ويباهي الله بنا الملائكة.

الفهم الخاطئ عن رمضان

أرى المسلمين أساؤوا فهم شهر رمضان، فهناك من ظنّوا أنّ شهر رمضان شهر الكسل والبطالة، وهناك من ظنّوا أنّ شهر رمضان هو شهر الأكل والشرب طول الليل والنوم طول النّهار، وهناك من اعتقدوا أنّ شهر رمضان شهر السهرات المباحة (النّعنشة والفرفشة) شهر الفوازير المائعة، وهناك من اعتقد أنّ شهر رمضان شهر السّباب والشّجار يسبّ الإنسان صاحبه ثمّ يقول الناس: اعذروه فإنّه صائم! كأنّ الإسلام شرع الصيام ليفسد الأخلاق، والنّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إنّي امرؤ صائم" يقولها في نفسه، ويقولها لصاحبها، إنّي صائم فلا ينبغي أن أخرق الصيام وأن أجرح الصيام.. حتى إنّ بعض علماء السلف قالوا: إنّ مثل هذه الأشياء — من السّباب والغيبة والنّميمة والكذب — تفطّر الصائم، أي كأنّما أكل أو شرب، وعليه أن يعيد يومًا بدل هذا اليوم. وقال جمهور العلماء: لا، هي لا تفطّره، ولكنّها تضيّع أجره.. فما أحمق هذا المسكين الذي يظلّ جائعًا عطشان يومًا كاملاً ثمّ لا ينال من الأجر مثقال ذرّة. ضيّع ثوابه وأجره بهذا الهُراء..

فاستبقوا الخيرات

نحن في حاجة إلى أن نستبق الخيرات، وأن نفطم النّفوس عن الشهوات، وأن نسابق في عمل الصالحات، وأن نصوم فنحسن الصيام، ونقوم فنحسن القيام..أنا أسمّي رمضان: ربيع الحياة الإسلاميّة، فيه تتجدد العقول بدروس العلم والمعرفة، وفيه تتجدّد القلوب بالإيمان والعبادة، وفيه تتجدّد الأسرة بالتلاقي والترابط، ويتجدّد المجتمع كلّه بحسن الصلة والبحث عن الفقراء والمساكين وإطعام الجائعين. فلا بدّ أن نستفيد من هذا الرّبيع وبالحياة الإسلاميّة الإيمانيّة.. وما أحوجنا، ثمّ ما أحوجنا، إلى أن نستفيد من رمضان وروحانيّة رمضان والجوّ الرباني في رمضان، ما أحوجنا إلى ذلك في أيامنا هذه، والإسلام يهاجم من كلّ جانب، وأمّة الإسلام في أسوأ أحوالها، تمزّق وتشرذم وضياع وهوان واستخذال أمام الأعداء.

الأمّة التي كان لها ماض مزدهر، الأمّة التي كان خليفتها يتحدى السّحابة في السماء، هذه الأمّة أصبحت تستخذل وتستسلم أمام الأعداء، هذه الأمّة أصبحت في مرحلتها الغثائيّة: ".. ولكنّكم غثاء كغثاء السّيل"، الغثاء الذي يجمع أشياء غير متناسبة وغير متناسقة: خشبٌ وحطبٌ وقشّ وورق وعيدان، ولا تناسق بينها، وكلّها خفيفة سطحيّة، لا تنزل إلى الأعماق، وليس لها هدف تسعى إليه ولا مجرى معلوم تمشي فيه.

هذه هي الأمّة في مرحلة الغثاء، ليس لها هدف واضح، ولا طريق معلوم..الأمّة في هذه المرحلة في حاجة إلى أن تتلقّى دروسًا من رمضان، وتستفيد من هذا الشهر الكريم، الذي وقعت فيه وقائع بين المسلمين وأعدائهم، انتصر فيها هذا الدين، وعلت كلمة الإيمان وارتفعت راية القرآن:

بدر: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (آل عمران:123).. وفتح مكّة: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ الناس يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إنه كَانَ تَوَّاباً} [النصر:1 — 3].. ومعركة عين جالوت: التي انتصر فيها المسلمون على التتار في الخامس والعشرين من رمضان سنة 658هـ. ومعارك شتّى طوال التاريخ الإسلاميّ، حدثت في شهر رمضان. فعلينا أن نستفيد من شهر رمضان.. أن نغذّي فيه أرواحنا بالإيمان واليقين.. أن نقوّي الصلة فيه بربنا.. أن نستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها.

لقد هانت هذه الأمّة على نفسها، فهانت على ربّها، فهانت على أعدائها فما عادوا يقيمون لها وزنًا، ولا يرعون لها حُرمة، ولا يرقبون فيها إلاًّ ولا ذمّة.الأمّة في حاجة إلى أن تضع يدها في يد الله، الأمّة في حاجة إلى أن تتداوى من داء الغفلة، فشرّ ما أصاب أمّتنا في هذه الفترة هو: الغفلة، والغفلة داء وبيل، وداء عُضال. الله تعالى يقول لرسوله: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ) (الأعراف:205) لا تغفل عن ربك. (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) (الكهف: من الآية 28). لايمكن أن تنتصر هذه الأمّة وقد نسيت ربّها، فأنساها أنفسها، (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (التوبة: من الآية 67) (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (الحشر: 19). فلا بدّ أن تذكر الأمّة ربّها ولاتيأس من روح الله.. في ساعات الشدائد لا يذكر الإنسان إلاّ ربّه. ويقول ما قال ذو النّون حينما التقمه الحوت: (أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الانبياء: الآية 87)) نادى في الظلمات: ظلمة البحر، وظلمة الليل، وظلمة بطن الحوت. هل يظنّ أحد ابتلعه الحوت أن ينجو؟ ولكنّ يونس — ذا النّون — لم ييأس وقد التقمه الحوت وأصبح بطن الحوت قبرًا له، (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الانبياء:88 — 89) ولذلك جاء في الحديث: "دعوة ذي النّون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين، فإنّه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قطّ إلاّ استجاب الله له".

moussaoui khaled
2010-07-17, 20:59
رمضان والمصالحة

ما أحوجنا إلى أن نستفيد من شهر رمضان لنصطلح على الله، لا بدّ من مصالحة مع الله، ولا بدّ أن نعقد مصالحة مع أنفسنا، لا بدّ أن تتصالح هذه الأمّة المتصارعة فيما بينها، التي مزّقتها الفرقة ومزّقها التشرذم. هذه الأمّة قوّة كبيرة،؟ ولكنّها قوّة مقطّعة الأوصال، قطّعتها العصبيّات والأيديولوجيّات والأهواء والشهوات.

يجب أن يتصالح الحكّام بعضهم وبعض، (وأن ينسوا آثار حرب الخليج التي مزّقت الأمّة)، ويجب أن يصطلح الحكّام مع الشعوب، وأن يردموا هذه الهوّة التي جعلت الحكّام في وادٍ والشعوب في أودية.
من شر أمراض الأمة

شرّ ما أصيبت به هذه الأمّة في فترتها الأخيرة: الغفلة، الغفلة عن الله، والغفلة عن الآخرة، (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ الناس لا يَعْلَمُونَ. يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) (الروم:6 — 7).. الغفلة عن الآخرة: أن يعيش الإنسان في يومه وينسى غده، ينسى مستقبله، ينسى قضيّته المصيريّة الأولى: أهو من أهل الجنّة أم من أهل الناّر.. النّاس غفلوا عن الآخرة، واستغرقتهم الدنيا، عاشوا في وَحَلِ الدنيا وفي طين الدنيا، أذهلهم الطين عن الدين، وأذهلتهم الأولى عن الآخرة، واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، {.. أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) (التوبة: من الآية 38) (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُالغفلة عن الآخرة، والاستغراق في الدنيا، والركون إليها هي الآفة. اتّخذنا الدنيا ربًّا فاتّخذتنا الدنيا عبيدًا لها، خدمنا الدنيا فجعلتنا خدّامًا لها. والواجب أن يملك المؤمن الدنيا ولا تملكه، أن يعيش فيها ولا تعيش فيه، أن يجعل الدنيا في يده ولا يجعلها في قلبه، أن يكون أكبر همّه ومبلغ علمه (الآخرة) وليست الدنيا. {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [النجم: 29 — 30]، {فَأَمَّا مَنْ طَغَى. وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعـات: 37 — 39] ثمّ: الغفلة عن سنن الله في الآفاق والأنفس، في الكون والمجتمع. غفلنا عن هذه السنن، عمل بها أعداؤنا فكسبوا الدنيا، وأهملناها فأضعنا الدنيا وأضعنا الدين. عمل أعداؤنا بمراعاة سنن الله في الأسباب والمسببات، فتقدّموا وتخلّفنا، وتعلموا وجهلنا، ونظّموا أمورهم وأصبحت أمورنا فوضى. ومن سنن الله: ألاّ ينتصر الجهل على العلم، ولا الفوضى على النّظام، ولا القوّة على الضعف، ولا التلاحم على التفرّق. فينبغي أن ننظر في سنن الله سبحانه وتعالى. لماذا قوي أعداؤنا ولماذا ضعفنا؟ هذا ليس عبثًا، إنه يجري وفق قوانين لا تتبدّل ولا تتخلّف. نقول: أعداؤنا يخطّطون ضدّنا، ويفعلون كذا وكذا! فإلى متى نظلّ نقول هذا؟ إلى متى يخطّط لنا أعداؤنا ولا نخطّط نحن لأنفسنا؟ ورِ) (آل عمران: 185).
يجب أن تصطلح الأمّة، تصطلح النّخب والجماهير، ويصطلح الأغنياء والفقراء، الأقوياء والضعفاء، الإسلاميّون والقوميّون، الإسلاميّون بعضهم وبعض. هذا أوان التلاحم بين الجميع، وأن يكونوا كالبنيان المرصوص، لأنّنا في وقت معركة، ووقت المعركة لا مجال فيها للخلاف والتفرّق، (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف: 4) لا بدّ أن نصطلح مع أنفسنا، لا بدّ من مصالحة عامّة تجنّد الأمّة كلّها في المعركة. ولا بدّ من مصالحة بعد ذلك، وقبل ذلك، مع (الله) عزّ وجلّ، فهو مصدر قوّتنا، وهو الذي نلجأ إليه عند الشدائد والكربات، فيقوّي الضعيف، ويأخذ بأيدي الفقير، ويمدّ بالنّصر والقوّة ويُنْزل الملائكة، (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) (الأنفال:9)



الغفلة

الغفلة

إنّ هذه الغفلة هي التي خرّبت القُوى العقليّة، وخرّبت الحواس التي نطلّ بها على الكون والحياة، وهي أدوات تعليمنا، ولذلك يقول الله تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا) (لأعراف: من الآية 179) هؤلاء حطب جهنم لهم قلوب لكنّهم عطّلوها (وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف: من الآية 179). إنّها الغفلة التي تجعل أصحابها كالأنعام بل أضلّ من الأنعام سبيلا، لأنّ الأنعام لم تؤت ما أوتوا من عقول ومواهب وقوى روحيّة وعقليّة. ثمّ إنّ الأنعام تؤدّي وظائفه

الحمدالله
2010-07-17, 21:01
الموضوع اكثر من رررررررررررررررررررائع فتحياتي لكم

عجبني الموضوع جدا

وعلي فكرة انا مصرية بينكم هنا لأتعرف علي الجزائر من خلالكم انتم وجميل اني اول موضوع اشارك بيه يكون عن رمضان والمصالحة

لا نكون نحن العرب متحابون في الله ونحن نشترك في قواسم عدة دين واحد لغة واحدة ثقافة واحدة وهموم واحدة ..... انظروا لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم :
قال النبى صلى الله عليه و سلم ليبعثن الله اقواما يوم القيامة فى وجوههم النورعلى منابراللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا بأنبياء.. و لا شهداء فجثا أعرابى على ركبتيه فقال يا رسول الله حلهم لنا نعرفهم.. قال هم المتحابون فى الله من قبائل شتى و بلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه

رواه الطبرانى بإسناد حسن عن أبى الدرداء رضى الله عنه


الا نتحاب في الله ونحن اخوة في كل شيء .......بالله عليكم يا كل مصري ويا كل جزائري بس اعقلوها واتقوا الله ......ماذا ستقولون يوم الحساب حينما نسأل عن حديث رسول الله المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ....... هتقولاتفرقنا عشان ماتش كورة

الحمدالله
2010-07-17, 21:03
اولا انا عضو جديد :mh92:

ما شاء الله موضوع راااااااااااااااااااااااااااااااااااائع

بارك الله فيكم

تحياااااااااااااااااااااااااتي

** سدرة المنتهي **
2010-07-17, 21:59
جزاااااك الله خيراااااااااااا

moussaoui khaled
2010-07-18, 00:12
Merci ma soeur

NEWFEL..
2010-07-18, 06:49
http://store1.up-00.com/Jun10/VHZ57847.gif

moussaoui khaled
2010-07-20, 21:05
صفحة البداية
الأعضاء
نقاش حي
مواضيع نشطة
مساعدة
موقع كووورة
سجل نفسك كعضو!

الكتب والبرامج الإسلامية الكتب والبرامج الإسلامية رد على الموضوع
أضف رد أضف موضوع جديد
موضوع جديد جهز الموضوع للطباعة
طباعة إذهب الى منتدى:
برنامج القرآن الكريم quran-sound لاكثر من 300 شيخ
MR_ MILITO

11:06 - 07/17 معلومات عن العضو رد على الموضوع بإضافة نص هذه المشاركة







quran-sound

برنامج اكثر من رائع لتشغيل القرآن الكريم من الانترنت بروايات مختلفة لعدد من مشاهير القراء





البرنامج صوته نقى جدا ويعمل حتى بعد انقطاع الانترنت لفترة ولا تشعر بانقطاع الانترنت ولا تقطع فى الصوت

ومساحته 6 ميجا فقط




الان التحميل



:

moussaoui khaled
2010-07-20, 21:09
http://www.mediafire.com/download.php?1wjgwjwomza



http://img239.imageshack.us/img239/3954/enjuzi2w5gmmezzzgwt4rn5.gif

moussaoui khaled
2010-07-20, 22:12
http://www.2shared.com/file/10613093/2c170d5b/___online.html

moussaoui khaled
2010-07-20, 22:27
http://extabit.com/file/28e8doygslqrb

moussaoui khaled
2010-07-21, 19:38
http://www.knowingallah.com/images/knowingallah.gif

moussaoui khaled
2010-07-21, 23:34
http://www.a7lanet.com/vb/showthread.php?t=8467

لحلوا
2010-07-21, 23:51
موضوعك رائع وانت مبدع جدا ومتميز فى انتقاء اجمل المواضيع تحياتى لك مع التاْلق دائما

moussaoui khaled
2010-07-22, 00:25
شكرا يا اخي لحلوا

moussaoui khaled
2010-07-22, 00:26
http://www.egyup.com/

moussaoui khaled
2010-07-22, 15:06
موقع يتلى فيه القرآن الكريم 24 ساعة ، ليلا ونهارا ، واختر اي مقرىء من مشاهير قراء الامة الاسلامية ، وبمجرد فتح الموقع تبدأ التلاوة وبغلقه تنتهي .

جزى الله من نشره خيراً


http://www.mhct.net/

moussaoui khaled
2010-07-22, 15:07
http://www.livequran.org

moussaoui khaled
2010-07-22, 15:16
http://www.mediafire.com/download.php?1wjgwjwomza

moussaoui khaled
2010-07-28, 21:36
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ..:-
قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه
عشر صلوات ، وحطت عنه عشر خطيئات ، ورفعت له عشر درجات )

moussaoui khaled
2010-07-31, 13:17
من هو الأخطر على الاسلام المنافق ام الكافر
--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله
عندما الإنسان يتكلّم كلام الكُفر .. هذا الإنسان ليسَ خطراً أبداً، لأنَّ الناسَ يحذرونهُ لأنَّ كفرهُ بواح مهما يكن كفرهُ شديداً الناسُ يحذرونهُ ، أمّا الذي يُخشى منهُ : هذا الذي تظنهُ مؤمناً وهو كافر فالذي تظنهُ مؤمناً وهو كافر هو المنافق لهُ مظهر وله مخبر ، لهُ موقفٌ مُعلن ولهُ موقفٌ حقيقي ، لهُ سلوك خارجي ولهُ اعتقاد داخلي ، المنافق أخطرُ إنسانٍ في المجتمع الإسلامي ..
لذلك : هذا الذي تزيى بزيّ المسلمين ، وصلى صلاتهم ، وصام صيامهم ، وحجَّ حجهم، وأدى زكاة مالِهِ كما يؤدون ، ولبّسَ على المُسلمين وهو يكيد لهم ويحاول أن يُطفئ نور اللهِ عزّ وجل بطريقةٍ أو بأخرى هذا ليسَ مكانهُ في النارِ كما هو مكان الكُفار بل مكانهُ في الدركِ الأسفلِ من النار
المنافق
-المنافق في الاصطلاح الشرعي هو الذي يظهر غير ما يبطنه ويخفيه، فإن كان الذي يخفيه التكذيب بأصول الايمان فهو المنافق الخالص وحكمه في الآخرة حكم الكافر وقد يزيد عليه في العذاب لخداعه المؤمنين بما يظهره لهم من الإسلام
المنافق إذا أُطلِق فيُعنى به الذي يُظهر الإسلام ويُبطِن الكُفر .

والنِّفاق ينقسم إلى قسمين :
اعتقادي
و عملي

فالاعتقادي : ما يتعلّق بالمعتقد ، ويكون بإظهار الإسلام علانية ، وإبطان الكُفر . وهذا مُخرِج من الملّة ، وإن كان صاحبه يُعامَل في الدنيا معاملة المسلم .

والعملي : يكون في خصال النِّفاق المذكورة في ألأحاديث : إخلاف الوعد ، وخيانة الأمانة ، والكذب ، والفجور في الخصومة ، والغدر في العهود .
قال عليه الصلاة والسلام : أربع من كن فيه كان منافقا ، أو كانت فيه خصلة من أربعة كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان . رواه البخاري ومسلم .
وهذه خصال النفاق العملي ، أي النفاق المتعلق بالعمل .

وكان سلف هذه الأمة يخافون من النفاق .
قال الإمام البخاري : وقال إبراهيم التيمي : ما عَرَضْتُ قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مُكَذِّبا . وقال ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل . ويُذْكَر عن الحسن : ما خافه إلا مؤمن ، ولا أمنه إلا منافق .

قال الربيع في قوله تعالى : (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) قال : فهي سِتّ خلال في أهل النفاق إذا كانت لهم الظُّهْرَة أظهروا هذه الخلال السِّتّ جميعاً : إذا حَدَّثوا كَذَبوا ، وإذا وَعَدُوا أخْلَفوا ، وإذا اؤتُمِنُوا خَانُوا ، ونَقضوا عهد الله من بعد ميثاقه ، وقَطَعوا ما أمَرَ الله به أن يُوصَل ، وأفسدوا في الأرض ، وإذا كانت عليهم الظُّهْرة أظهروا الخلال الثلاث : إذا حَدَّثوا كَذَبوا ، وإذا وَعَدُوا أخْلَفوا ، وإذا اؤتُمِنُوا خَانُوا . رواه ابن جرير الطبري .

أين يوجد المنافق؟
-عندما تنتصر الدعوة الى الله في المجتمع الكافر وتعلو كلمة الله ويدخل الناس في دين الله أفواجاً وتستأصل قوة الكفر ويذهب سلطان الكافرين وتكون القوة والمنعة للمسلمين عند ذاك يمكن أن يوجد المنافقون الذين لم يؤمنوا مع المؤمنين ولم يبقوا على كفرهم ظاهرين معروفين مع الكافرين خوفاً من سطوة المسلمين فيبطنوا الكفر ويظهروا الإسلام. وعلى هذا فالنفاق لا يوجد إذا كانت الغلبة والسطوة والسلطة للكفار لأنه لا خوف في هذه الحالة من إظهار الكفر والتمرد على الإسلام ولهذا لم يكن أحد من المسلمين منافقاً في مكة قبل الهجرة الى المدينة لأن المسلمين كانوا قلة مستضعفين لا حول لهم ولا قوة ولا سلطان وإنما السلطان لكفار قريش، ولكن بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون الى المدينة، وصار للمسلمين قوة وسلطان وانتشر الإسلام في المدينة ظهر النفاق والمنافقون.
المنافق أسوأ من الكافر
-والمنافق أضر وأسوأ من الكافر لأنه ساواه في الكفر وامتاز عليه بالخداع والتضليل وإمكان تسلله في صفوف المسلمين فيكون إيذاؤه شديداً والحذر منه قليلا بخلاف الكافر الذي لا يحصل فيه الاشتباه ولا يمكن أن يخدع المسلمين بحقيقته الظاهرة.

والله اعلم


المسلم مرآة اخيه
ان اخطات فمن له علم يصحح خطئ
السلام عليكم

moussaoui khaled
2010-07-31, 21:22
أكثرو من الصلاة على رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم



اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على ابراهيم و على آل ابراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على ابراهيم و على آل ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد




أكثرو من الصلاة على رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم



اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على ابراهيم و على آل ابراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على ابراهيم و على آل ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد