تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدعاء...والراحة النفسية


نفساني
2010-07-16, 16:31
تأثير الدعاء :
قال الله تعالى:﴿ وقال ربكم ادعوني أستجيب لكم ﴾(سورة غافر آية 60 ) ،وقال أيضا:﴿ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني﴾(سورة البقرة آية 18) ، وعن نعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :((الدعاء هو العبادة))(رواه أبو داود 1479)، لذلك فإن المسلم يجد في الدعاء راحة النفس وشفاء لها، والداعي يؤمن باستجابة الله له وأنه قريب مجيب الدعوات ويجب الملحين في الدعاء،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن ربكم تبارك وتعالى يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا))(أخرجه أبو داود عن سليمان ).
الإنسان في دعائه إلى الله يعترف بذنوبه وخطاياه وهي خطوة مهمة في العلاج الديني لأنه يخفف من الشعور بالذنب قال الله تعالى:﴿ ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ﴾(سورة النساء آية 110)، وإن تذكر المؤمن لذنوبه واعترافه بها واستغفاره الله سبحانه وتعالى عن ارتكابه لها وتوبته إليه إنما يعمل على وقاية نفسه من كبت الإحساس بالذنب الذي هو أساس كثير من الاضطرابات النفسية ، (وفي الدعاء يقوم الإنسان بمناجاة ربه ويبث إليه ما يشكوه وما يعانيه في حياته من مشكلات تزعجه وتقلقه وهو في هذه الحالة من الاسترخاء والهدوء النفسي يؤدي به أيضا إلى التخلص من القلق وهو تكوين ارتباطي شرطي جديد بين هذه المشكلات وحالة الاسترخاء والهدوء النفسي فتفقد هذه المشكلات قدرتها على إثارة القلق تدريجياً وترتبط ارتباطاً شرطياً بحالة الاسترخاء والهدوء النفسي وهي حالة معارضة للقلق )(المهدي،محمد، 1990)، وانه لمن المعروف في علم النفس أن مجرد إفضاء المريض بمشكلاته إلى المختص النفساني يؤدي به هذا إلى الشعور بالراحة ،علماً أنه مُجردُ بشرٍ مثله لا حول له ولا قوة، وأغلب لقاءه به هو لقاء أسبوعي فما بالك بمقدار التحسن لو أفضى الإنسان بمشكلاته إلى الله العلي الكبير القادر على كل شيء وتوقيتُ دعاء الله يكون في أي لحظة يريدها فمبجرد ما يرفع العبد يديه ويقول:(يا ألله..) إلا ويجد الله قريب مجيب الدعاء، ضِف إلى أن إيمانه بقدرته على تفريج همه قوي بقدر ما يستحق رب السماوات والأرض لذلك كله كان لدعاء الله تأثير عجيب في طب النفوس، وهذا ما يحسه خاصةً من ألمت به مصيبة أو هم أو كانت له حاجة أو أنه ظلم، لأنه يعلم أن هناك رباً عادلاً يقتص للعباد سميع الدعاء رءوف رحيم يقول للشيء كن فيكون .
ولقد أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية تُخفف وتُزيل القلق والحزن،من ذاك قوله:((ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال:اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ))(رواه الإمام أحمد1/391) ،وأُثر عنه أيضاً قوله عند الكرب:(( لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله رب العرش العظيم،لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم))( البخاري 7/154)، وعن أبي سعيد الخذري قال:(( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامه فقال: يا أبا أمامه مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة ؟ قال:همومٌ لازمتني وديون يا رسول الله ، قال عليه الصلاة والسلام :(أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك ؟ ،قال: بلى يا رسول الله قال:(قل: إذا أصبحت وأمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ))(رواه البخاري 7/158).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج نفسه بالدعاء والقرآن وينفث في يديه ويُمررهما على جسمه،وكذلك كان يعالج الحسن والحسين رضي الله عنهما وكذلك فِعل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: ((اللهم رب الناس أذهب البأس وأشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاءك شفاء لا يغادر سقما))،ومما ورد في صحيح مسلم كذلك عن أبي سعيد الخذري أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(( يا محمد اشتكيت ؟ فقال: نعم، فقال جبريل عليه السلام: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك،بسم الله أرقيك)) .
قال ابن القيم الجوزية: (واعلم أن الأدوية الإلهية تنفع من الداء بعد حصوله وتمنع من وقوعه،وان وقع لم يقع وقوعا مضرا وان كان مؤذيا، والأدوية الطبيعية إنما تنفع بعد حصول الداء، فالتعوذات والأذكار إما أن تمنع وقوع هذه الأسباب وإما أن تحول بينها وبين كمال تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه فالرقى والعوذ تستعمل لحفظ الصحة ولإزالة المرض)(1998،ص182) وفي صحيح مسلم عن عثمان ابن أبى العاص رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وجعا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثا ثم قل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر)) وفي رواية قال عثمان:(فقلت ذلك،فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم )

*المشتاقة للرحمن*
2010-07-16, 16:33
الدعاء روح العبادة
بارك الله فيك

نفساني
2010-07-16, 16:37
شكرا على المرور والدعم وأسأل الله أن يجعلك ممن يتنعمون بالنظر إلى وجهه عز و جل