بو حضرم
2010-07-16, 13:09
مقارنه بين كيد النساء وكيد الرجال الوارد في قصة يوسف عليه السلام
قصة سيدنا يوسف حكت عن الكيد بنوعيه الأنثوي والذكوري، ولكن أيهما أعظم إيذاء، واشد آلاماً، وأكثر فسقاً ووبالاً فإذا كان ذم كيد النساء واستعظامه لارتباطه بدعوة نبي من الأنبياء وهو يوسف عليه السلام إلى فعل محرم وهو الزنا فإن كيد أخوت يوسف (وهم من رجال) لم يكن اقل ذماً وقبحاً منه وذلك لعدة أمور منها:
1-لكون أخوت يوسف لم يراعوا صلة الرحم التي تربطهم به وحقه أبهم في برهم ولم يحفظوا عهدهم لأبيهم بالحفاظ عليه بل فعلوا ذلك الكيد عن نية مسبقة مع التخطيط لها بعدت طرق قال تعالى واصفاً حال أخوت يوسف وهم يخططون للكيد به وأذيته ( إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ)(1) وكانوا مجمعين على التخلص منه (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)(2)بدون النظر في يترتب عن ذلك الفعل من بيع واستعباد لرجلاً كريم النسب نبيل الخلق وما سيلحق به من ضرر.
2- لكون الضرر المترتب عن كيد النساء (وهو السجن) أقتصر على يوسف عليه السلام وكان أحب إلى نفسه من الوقوع في الزنا قال تعالى على لسان يوسف (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ....)(3) وكان اقصر مده من الضرر المترتب عن كيد أخوته لان كيدهم جعل منه مملوكاً ولا شك بان اثر السجن على نفس الحر أخف واقل إيلاماً من الأثر المترتب عن العبودية وكذلك فان ضرر كيد أخوت يوسف تعدا يوسف عليه السلام ليشمل نبي الله يعقوب عليه السلام من جراء ما لحق به من حزن لفقد يوسف عليه السلام وذهاب بصره قال تعالى واصفاً حال نبيه يعقوب عليه السلام (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ *)(3) قال محمد بن إسحاق بن يسار: لقد اجتمعوا على أمر عظيم من قطيعة الرحم، وعقوق الوالد، وقلة الرأفة بالصغير الضرع الذي لا ذنب له، وبالكبير الفاني ذي الحق والحرمة والفضل، وخطره عند الله مع حق الوالد على ولده، ليفرقوا بينه وبين أبيه وحبيبه، على كبر سنه ورقة عظمه، مع مكانه من الله فيمن أحبه طفلاً صغيراً، وبين ابنه على ضعف قوته وصغر سنه وحاجته إلى لطف والده وسكونه إليه، يغفر الله لهم، وهو أرحم الراحمين، فقد احتملوا أمراً عظيماً(4)وكذلك وصل الضرر إلى أخيه لقوله تعالى (قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ )(5)
__________________________________________________ _
(1) سورة يوسف أيه :8- 10 (2) يوسف أية : ١٥ (3)
(4)سورة يوسف أيه :84- 85 (5) تفسير ابن كثير عن ابن أبي حاتم من طريق سلمة بن الفضل (6) يوسف :
3- اقتران كيد أخوت يوسف عليه السلام بالكذب الصريح و المفضوح قال تعالى ( وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)(1) قال العلماء رحمة الله عليهم لما أرادوا أن يجعلوا الدم علامة على صدقهم قرن الله بهذه العلامة علامة تعارضها ، وهي سلامة القميص من التخريق ; إذ لا يمكن افتراس الذئب ليوسف وهو لابس القميص ويسلم القميص من التخريق وجاء عن سفيان عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : لما نظر إليه( أي نظر يعقوب إلى القميص) قال كذبتم ; لو كان الذئب أكله لخرق القميص)(2)
بينما كان كيد امرأة العزيز وافتراؤها على يوسف عليه السلام مقروناً بالكذب مع وجود دلائل تثير الشك لذا كانت ردة فعل و جواب يعقوب عليه السلام حين علم من أولاده قصتهم مع يوسف عدم التصديق ولاتهام المباشر لهم لقوله تعالى (.....قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } بينما كانت ردة فعل العزيز ومن معه حين شاهدوا يوسف عليه السلام وامرأة العزيز عند الباب واتهام كل منهم للأخر التريث و النظر في الأدلة لمعرفة الصادق والكاذب منهما لقوله تعالى (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٥) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٦) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٧) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) قيل: لما التبس الأمر على العزيز احتاج إلى حاكم يحكم بينهما ليتبين له الصادق من الكاذب. قيل: كان ابن عمّ لها واقفاً مع العزيز في الباب. وقيل: ابن خال لها. وقيل: إنه طفل في المهد تكلم وهو الصحيح للحديث الوارد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر من تكلم في المهد، وذكر من جملتهم شاهد يوسف (1) الشوكاني الفتح القدير ( ريوسف18 .
- إصرار أخوت يوسف عليه السلام على إلحاق الضرر به ورميه بالاتهامات الباطلة مع علمهم بحسن أخلاقه وعفته ويبين ذلك في قول تعالى (قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ )(1) قال الطبري في تفسيره حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { إنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ }: أرادوا بذلك عيب نبـيّ الله يوسف، وسرقته التـي عابوه بها صنـم كان لـجدّه أبـي أمه، فأخذه، إنـما أراد نبـيّ الله بذلك الـخير، فعابوه.
__________________________________________________
(4) سورة يوسف أيه : 18
5- المفهوم اللغوي في قوله تعالى عن لسان يعقوب ليوسف { فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا } وقوله تعالى عن لسان عزيز مصر لأمرته ( انه من كيدكن إن كيدكن عظيم ) جاء في تفسير فتح القدير للإمام الشوكاني رحمه الله في قوله تعالى { فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا } وهذا جواب النهي وهو منصوب بإضمار أن، أي: فيفعلوا لك، أي: لأجلك كيداً مثبتاً راسخاً لا تقدر على الخلوص منه، أو كيداً خفياً عن فهمك. وهذا المعنى الحاصل بزيادة اللام آكد من أن يقال: فيكيدوا كيداً. وقيل: إنما جيء باللام لتضمينه معنى الاحتيال المتعدى باللام، فيفيد هذا التضمين معنى الفعلين جميعاً، الكيد والاحتيال،وقال الطبري والقرطبي إن لفظ (لك) جاءت لتكيد على حرصهم بفعل الكيد والاحتيال و قصد السوء بيوسف عليه السلام وكان ذلك حين استشعر يعقوب عزم أخوت يوسف على هذا الكيد له قبل وقوعه إذا إعلامهم بتلك الروية لما حضي به يوسف من محبه وإيثار عنده بينما جاء رأى عزيز مصر في كيد النساء بقوله لأمرته ( انه من كيدكن إن كيدكن عظيم ) بعد إن اتضح له الأمر بكذب ما تدعيه زوجته على يوسف واستخدمت الآية كاف المخاطب وليس ها الغائب لتأكيد على إن هذا الرأي إنما ناشي عن ما رأي من كيد امرأته ليوسف عليه السلام وادخل ذلك في جملت كيد النساء لمتملك النساء من وسائل وطرق الإغراء لارتكاب فاحشة الزنا يجعل من كيدهن عظيم
6- النهاية المتشابه للكيديين فان النساء اعترفن بعد معرفتهن المكانة التي بلغها يوسف وحضي بها عند الملك وكذلك فان أخوت يوسف بعد إن عرفوا علو مكانته ورفعت منزلته في مصر اعتذروا منه وطلبوا الصفح والغفران (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ) قالوا هذه المقالة المتضمنة للاعتراف بالخطأ والذنب استجلاباً لعفوه واستجذاباً لصفحه.واعتذروا من أباهم ( قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ) وإنما سألوه المغفرة، لأنهم أدخلوا عليه من ألم الحزن ما لم يسقط المأثم عنه إلا بإحلاله. فكان التأخر في ذلك الاعتذار سبب في جعل كيدهم لا يقل قبحاً وذماً من كيد النساء لليوسف عليه السلام.
هذه المقارنة هل هي صحيح في وجهة نظرك او فيها تحامل على الرجال !!
اطرح رائك ولا تتردد فالموضوع طرح للنقاش وليس للتعليق الباهت والجمود الفكري
ولك كل ود واحترام
قصة سيدنا يوسف حكت عن الكيد بنوعيه الأنثوي والذكوري، ولكن أيهما أعظم إيذاء، واشد آلاماً، وأكثر فسقاً ووبالاً فإذا كان ذم كيد النساء واستعظامه لارتباطه بدعوة نبي من الأنبياء وهو يوسف عليه السلام إلى فعل محرم وهو الزنا فإن كيد أخوت يوسف (وهم من رجال) لم يكن اقل ذماً وقبحاً منه وذلك لعدة أمور منها:
1-لكون أخوت يوسف لم يراعوا صلة الرحم التي تربطهم به وحقه أبهم في برهم ولم يحفظوا عهدهم لأبيهم بالحفاظ عليه بل فعلوا ذلك الكيد عن نية مسبقة مع التخطيط لها بعدت طرق قال تعالى واصفاً حال أخوت يوسف وهم يخططون للكيد به وأذيته ( إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ)(1) وكانوا مجمعين على التخلص منه (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)(2)بدون النظر في يترتب عن ذلك الفعل من بيع واستعباد لرجلاً كريم النسب نبيل الخلق وما سيلحق به من ضرر.
2- لكون الضرر المترتب عن كيد النساء (وهو السجن) أقتصر على يوسف عليه السلام وكان أحب إلى نفسه من الوقوع في الزنا قال تعالى على لسان يوسف (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ....)(3) وكان اقصر مده من الضرر المترتب عن كيد أخوته لان كيدهم جعل منه مملوكاً ولا شك بان اثر السجن على نفس الحر أخف واقل إيلاماً من الأثر المترتب عن العبودية وكذلك فان ضرر كيد أخوت يوسف تعدا يوسف عليه السلام ليشمل نبي الله يعقوب عليه السلام من جراء ما لحق به من حزن لفقد يوسف عليه السلام وذهاب بصره قال تعالى واصفاً حال نبيه يعقوب عليه السلام (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ *)(3) قال محمد بن إسحاق بن يسار: لقد اجتمعوا على أمر عظيم من قطيعة الرحم، وعقوق الوالد، وقلة الرأفة بالصغير الضرع الذي لا ذنب له، وبالكبير الفاني ذي الحق والحرمة والفضل، وخطره عند الله مع حق الوالد على ولده، ليفرقوا بينه وبين أبيه وحبيبه، على كبر سنه ورقة عظمه، مع مكانه من الله فيمن أحبه طفلاً صغيراً، وبين ابنه على ضعف قوته وصغر سنه وحاجته إلى لطف والده وسكونه إليه، يغفر الله لهم، وهو أرحم الراحمين، فقد احتملوا أمراً عظيماً(4)وكذلك وصل الضرر إلى أخيه لقوله تعالى (قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ )(5)
__________________________________________________ _
(1) سورة يوسف أيه :8- 10 (2) يوسف أية : ١٥ (3)
(4)سورة يوسف أيه :84- 85 (5) تفسير ابن كثير عن ابن أبي حاتم من طريق سلمة بن الفضل (6) يوسف :
3- اقتران كيد أخوت يوسف عليه السلام بالكذب الصريح و المفضوح قال تعالى ( وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)(1) قال العلماء رحمة الله عليهم لما أرادوا أن يجعلوا الدم علامة على صدقهم قرن الله بهذه العلامة علامة تعارضها ، وهي سلامة القميص من التخريق ; إذ لا يمكن افتراس الذئب ليوسف وهو لابس القميص ويسلم القميص من التخريق وجاء عن سفيان عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : لما نظر إليه( أي نظر يعقوب إلى القميص) قال كذبتم ; لو كان الذئب أكله لخرق القميص)(2)
بينما كان كيد امرأة العزيز وافتراؤها على يوسف عليه السلام مقروناً بالكذب مع وجود دلائل تثير الشك لذا كانت ردة فعل و جواب يعقوب عليه السلام حين علم من أولاده قصتهم مع يوسف عدم التصديق ولاتهام المباشر لهم لقوله تعالى (.....قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } بينما كانت ردة فعل العزيز ومن معه حين شاهدوا يوسف عليه السلام وامرأة العزيز عند الباب واتهام كل منهم للأخر التريث و النظر في الأدلة لمعرفة الصادق والكاذب منهما لقوله تعالى (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٥) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٦) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٧) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) قيل: لما التبس الأمر على العزيز احتاج إلى حاكم يحكم بينهما ليتبين له الصادق من الكاذب. قيل: كان ابن عمّ لها واقفاً مع العزيز في الباب. وقيل: ابن خال لها. وقيل: إنه طفل في المهد تكلم وهو الصحيح للحديث الوارد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر من تكلم في المهد، وذكر من جملتهم شاهد يوسف (1) الشوكاني الفتح القدير ( ريوسف18 .
- إصرار أخوت يوسف عليه السلام على إلحاق الضرر به ورميه بالاتهامات الباطلة مع علمهم بحسن أخلاقه وعفته ويبين ذلك في قول تعالى (قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ )(1) قال الطبري في تفسيره حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { إنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ }: أرادوا بذلك عيب نبـيّ الله يوسف، وسرقته التـي عابوه بها صنـم كان لـجدّه أبـي أمه، فأخذه، إنـما أراد نبـيّ الله بذلك الـخير، فعابوه.
__________________________________________________
(4) سورة يوسف أيه : 18
5- المفهوم اللغوي في قوله تعالى عن لسان يعقوب ليوسف { فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا } وقوله تعالى عن لسان عزيز مصر لأمرته ( انه من كيدكن إن كيدكن عظيم ) جاء في تفسير فتح القدير للإمام الشوكاني رحمه الله في قوله تعالى { فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا } وهذا جواب النهي وهو منصوب بإضمار أن، أي: فيفعلوا لك، أي: لأجلك كيداً مثبتاً راسخاً لا تقدر على الخلوص منه، أو كيداً خفياً عن فهمك. وهذا المعنى الحاصل بزيادة اللام آكد من أن يقال: فيكيدوا كيداً. وقيل: إنما جيء باللام لتضمينه معنى الاحتيال المتعدى باللام، فيفيد هذا التضمين معنى الفعلين جميعاً، الكيد والاحتيال،وقال الطبري والقرطبي إن لفظ (لك) جاءت لتكيد على حرصهم بفعل الكيد والاحتيال و قصد السوء بيوسف عليه السلام وكان ذلك حين استشعر يعقوب عزم أخوت يوسف على هذا الكيد له قبل وقوعه إذا إعلامهم بتلك الروية لما حضي به يوسف من محبه وإيثار عنده بينما جاء رأى عزيز مصر في كيد النساء بقوله لأمرته ( انه من كيدكن إن كيدكن عظيم ) بعد إن اتضح له الأمر بكذب ما تدعيه زوجته على يوسف واستخدمت الآية كاف المخاطب وليس ها الغائب لتأكيد على إن هذا الرأي إنما ناشي عن ما رأي من كيد امرأته ليوسف عليه السلام وادخل ذلك في جملت كيد النساء لمتملك النساء من وسائل وطرق الإغراء لارتكاب فاحشة الزنا يجعل من كيدهن عظيم
6- النهاية المتشابه للكيديين فان النساء اعترفن بعد معرفتهن المكانة التي بلغها يوسف وحضي بها عند الملك وكذلك فان أخوت يوسف بعد إن عرفوا علو مكانته ورفعت منزلته في مصر اعتذروا منه وطلبوا الصفح والغفران (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ) قالوا هذه المقالة المتضمنة للاعتراف بالخطأ والذنب استجلاباً لعفوه واستجذاباً لصفحه.واعتذروا من أباهم ( قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ) وإنما سألوه المغفرة، لأنهم أدخلوا عليه من ألم الحزن ما لم يسقط المأثم عنه إلا بإحلاله. فكان التأخر في ذلك الاعتذار سبب في جعل كيدهم لا يقل قبحاً وذماً من كيد النساء لليوسف عليه السلام.
هذه المقارنة هل هي صحيح في وجهة نظرك او فيها تحامل على الرجال !!
اطرح رائك ولا تتردد فالموضوع طرح للنقاش وليس للتعليق الباهت والجمود الفكري
ولك كل ود واحترام