salaf
2010-07-14, 11:16
يسألونك
[ الحلقة الأولى : في حكم مظاهرة الكافرين ]
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً عبده و رسوله ؛ أما بعد :
فقد انتشر بين الناس بعض الأغاليط التي يجب ردها و انكارها و التنبيه على غلطها و شرها ، و إن رد المنكرات و الضلالات أمر مهم للحفاظ على الدين و قوامه المتين ، ومن ذلك ما أشيع بين الناس – استناداً لبعض الفتاوى المغلوطة – أن موالاة الكفار كفر ! هكذا باطلاق دون تفصيل ! و أن معاونتهم " بغض النظر عن حجمها " !! أو الممالأة في وسائل الإعلام تعد كفراً أكبراً مخرجاً من الملة ! هكذا دون خطام وزمام ! ودون قيد أو تفصيل ، فإليك أيها المنصف فتاوى العلماء ، وقارنها بما يُنشر لإحداث الفتن و البلابل و القلاقل و التفجير و الشر المستطير الناتج عن مثل هذا التكفير الخطير ! .
مع التنبيه أني ربما أضيف على بعض كلام المشايخ عناوين للتوضيح وضعتها بين [ ] .
[ أولاً : فتاوى إمام أهل السنة الإمام الألباني رحمه الله في هذه المسألة ]
· الفتوى الأولى (1)[ الفرق بين الولاية و التولية ] :
فقد سئل الإمام الألباني كما في سلسلة الهدى و النور الشريط رقم 751 :
[ السائل : ما هو الفرق بين التولي و الولاية ، وهل يحكم فيهما جميعاً على المعين بالكفر ؟
الشيخ : لا ، لايحكم بالكفر ؛ لأن الكفر كما نذكر دائماً و أبداً ينقسم إلى كفر عملي و كفر اعتقادي ، فمن تولى الكفار عملاً فهو فاسق ، أما من تولاهم عقيدة فهو كافر ] ا.هـ
· الفتوى الثانية (2) [ هل الاستعانة بالكافر على المسلم كفر مطلقاً ؟ ] :
فقد سئل في الشريط رقم 343 من نفس السلسلة :
[ السائل : يقول كاتب البيان بالنسبة لمسألة المستنصر بالكافر باختصار إن كان قد استنصر بكافر على مسلم غير مستحل ذلك شرعاً في نفسه دفعاً لعدوان ظنه واقعاً به غير مريد بقتال المسلمين ابتداءً ولا سفك دمائهم ومن خوف على ماله ونفسه ولم يجد من المسلمين من يحميه من هذا العدوان فهو لا يؤثم بذلك ، ما تعليقكم ؟
الشيخ الألباني رحمه الله : [ بعد كلام ليس له علاقة بالجواب ] الجواب يا أخي قضية التأثيم و الاجتهاد يعني مربوط بالاسم سلباً أو ايجاباً ، بمعنى :
معروف في الشرع قوله عليه السلام : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، و إن أخطأ فله أجر واحد ) ، فالذي اجتهد فأخطأ ضرورة لا يأثم ، هذا الكلام الذي قلته آنفاً ؛ أولاً هو كلام من ؟! يعني من هو القائل ؟!
السائل : القائل مجهول .
الشيخ : مجهول ! طيب ، هذا الكلام الذي نقلته آنفاً إما أن يكون هذا الموصوف بما فعل من الاستعانة بالكافر هو مجتهد فهو لا يأثم ،كأي حكم شرعي ، و إن كان غير مجتهد فهو آثم ، و في العبارة ثغرات تحمل في طواياها عدم الدقة في التعبير ، مثلاً مما استوعبته مما سمعت منك آنفاً ، قوله : "ولم يستحل ذلك " هذا ما يفيد ، "ولم يستحل ذلك " هذا ما يفيد ، إلا إذا كان المقصود أنه يكفر ولا لا يكفر ، يعني مثلاً قلنا آنفاً بالنسبة لتارك الصلاة ، فهذا التارك للصلاة آثم قولاً واحداً ، لأنه ما في مجال للإجتهاد ! ، فنقول : إن كان يترك الصلاة مؤمناً فهو فاسق ، و إن كان يترك الصلاة منكراً فهو كافر – أي غير مستحل لترك الصلاة - .
فهذا الذي استجلب الكفار إلى بلاد الإسلام ، إما أن يكون مجتهداً فيأتي جوابي السابق وهو أنه غير آثم ، لكن ما معنى قيد " وهو غير مستحل " ؟! هبه استحل !! لكن هو استحل باجتهاد ! ما الفرق ؟! لا فرق ؟! ] ا.هـ
· الفتوى الثالثة (3) [ المستعين بالكافر لا يكفر إلا إذا استحل ] :
و قال أيضاً من نفس السلسلة بشريط رقم 439 [ بشيء من تصرف لا يخل ] :
[ ... لا نكفره إلا إذا استحل موالاة الكفار بقلبه ، و إلا ستتسع علينا دائرة التكفير [الذي] يأكل الربا كافر و [الذي] يسرق كافر و الغشاش كافر و الزاني كافر ، ما يقال هذا ، يقال من استحل هذه المحرمات و منها موالاة الكفار ، قال مثلاً مثل ما بقول بعض الجهال ، إذا قلت له ما تتوضى وتصلي ؟! بقلك يا أخي بلا وضوء ولا صلاة ! هذا كفر ، أما لما بتقله هذا الكلام بقلك أسأل الله أن يتوب علينا الله يهدينا ، بتلاحظ الفرق بين الإثنين ؟!
رجلان تاركان للصلاة أحدهما حينما يقال له ليش ما بتصلي ، صل .. بقلك بلا صلاة بلا كذا .. الآن هذا كان بالنسبة للعرب أهل بدو [ كلمة غير واضحة ] و إلى آخره الآن ما في حاجة لهذه الصلاة ، هذا كافر .
و رجل ثاني مثله ما بصلي لكن لما بتذكره بالصلاة بقلك الله يتوب علينا .
[ ... ] هل تلاحظ معي الفرق بين الإثنين ؟؟ [ ... ]
الأول هو الكافر الثاني ليس كافر ، لكنه فاسق و يكفيه اثمه وفسقه .
على هذا المقياس بتقول عن كل المعاصي التي منها موالاة الكفار فإذا كان يستحل الموالاة فما بحرم الموالاة التي ربنا حرمها من أصل القرآن فهذا كالرجل الذي لا يصلي و بقول إنه الصلاة [ كلمة غير واضحة ] فهو كافر .
أما الي بقلك أسأل الله يتوب علينا بدنا نضطر نستعين ونعيش وكذا فهذا فاسق وليس بكافر ] ا.هـ
· الفتوى الرابعة (4) [ نقاش مع من ينكر أن المستعين لا يكفر مطلقاً ] :
وقال أيضاً من نفس السلسلة شريط رقم 467 و شريط رقم 468 جواباً على :
[ سائل جزائري : يا شيخ فيما يخص بقضية الاستعانه بالمشركين وموالاة المشركين..هل هذه تعد ردة أم لا؟
الشيخ :الجواب : في ظني أن السائل يعتقد معي أن الكفر ينقسم الى قسمين باعتبار- باعتبار ما- كفر اعتقادي وكفر عملي، كفر اعتقادي وكفر عملي، أليس كذلك ؟ ، أنت معنا في هذا التقسيم ؟
المحاور الجزائري:نعم
الشيخ:ولا ما عندك فكرة واضحة حوله؟
المحاور الجزائري:عندي فكرة في هذه القضية...
الشيخ :حسن جدا..
ومن تمام الفكرة أن أي عمل يقترن به نيه،وإذا أردنا أن نقول جواباً عن سؤالك ،هل هو كفر ردة - موالاة الكفار هل هو كفر ردة - يجب أن نطبق التعريف السابق : الكفر كفران ، كفر قلبي وكفر عملي ، فسؤالك إما أن يتعلق بما يتعلق بالقلب سلباً أو ايجاباً ، فيعطي له الحكم ، أي إذا كان الموالي للكفار يفعل ذلك معتقدا جواز ذلك - ومعلوم أن هذا لا يجوز شرعاً باتفاق العلماء - فهذا هو ردة بتمامها، وإذا كان إنما يفعل ما يفعل من الموالاة كما يفعل العصاة كلهم من استحلالهم عمليا لما حرم الله ومع ذلك ما يخرجهم العلماء من دائرة الاسلام إلا إذا ظهر من أحدهم أنه لا يستحل ما يفعله من المحرمات عملياً فقط بل وقلبياً أيضاً ، فحينئذ نقول هذا قد ارتد عن دينه ، لعلي أجبتك عن سؤالك؟
المحاور الجزائري: طيب التعريف هذا يا شيخ كيف نعرفه بحكم أننا أنه نحن لا نعلم الغيب نحن نحكم بالظاهر كيف نعرفه يا شيخ؟
الشيخ :حسن ، بنفس الطريق الذي ستعرف كيف نحكم على هذا الذي يأكل الربا ، هل عمله كفر ردة أو كفر عمل كيف تعرف؟
بعد كلام قال المحاور الجزائري: يعني اقامة الحجه والبينة أو يا شيخ ألا ترى أن هؤلاء بحكم أنهم يعيشون مثلاً في بلد مسلمين ولا يعني- أقصد يعني هؤلاء الذين تحالفوا بعضهم بعض - ألا تقصد أنهم يعيشون بين أيدي علماء وبين بلدة مسلمه ، كيف يعني تقام عليهم الحجه وهم يعني ...
الشيخ مقاطعاً :يعني إذا كان بعض الأفراد يعيشون في مجتمع فيه علماء ، هل معنى ذلك أن هذا المجتمع لا يعصي الله ؟
المحاور الجزائري: يعصي الله يا شيخ ولكن هذه تختلف ،هذه ليست معصية...
الشيخ : ما كان بحثنا تختلف أو لا تختلف ، نحن يجب أن نمشي الى توضيح الأمور ليس بطريق القفز لأنه هذا لا يفيده، لأنه الذي يقفز بسرعه يهوي بسرعة ، هل هناك في ذاك المجتمع الذي ابتلي مع الأسف بموالاة الكفار ، قبل هذا الإبتداء كان هناك من يتعامل بالربا ..؟
كان هناك بنوك تتعامل بالربا؟
المحاور الجزائري: نعم
الشيخ:طيب..هل كان الفرق بين هؤلاء الذين يأكلون الربا ويطعمون الربا في تلك البلاد فرق بينهم وبين هذه البلاد الأخرى من حيث الحكم الشرعي؟ لماذا؟
[ انقطاع بالصوت ، ثم يكمل الشيخ كلامه : ] ماذا تلاحظ حينما هنا تقول لا فرق و هناك تقول يوجد فرق ؟! انظر الآن كيف الانسان العجل يقع فيما لا يحبه ، ما الفرق بين هذا وهذا ؟ ولا مش واضح كلامي ؟!
المحاور الآخر : الاستعانة نفس أكل الربا .
الشيخ : نفس الشيء .
المحاور الآخر : نفس المعصية واحدة .
الشيخ : لا ، ليس هذا السؤال ، السؤال : هل هناك فرق في هذه المعصية بين بلد يعيش أهله بين علماء وبلد آخر قلَّ فيه العلماء كما يريد أن يقول صاحبنا الجزائري ؟ هل هناك فرق ؟
المحاور الجزائري : لا ما في فرق .
الشيخ : هو ما ظهر له بعد ، لماذا لم يظهر لك ؟!
الجزائري : لا ما في فرق يا شيخ .
الشيخ : لكن أنت فرقت !
الجزائري : لا ما فرقتُ .
الشيخ : أنت نست ما قلتَ ! ، قلتَ مستدركاً عليّ لكن هناك فرق يا شيخ ، أنت قلت هذا .
الجزائري : نرجوا من فضيلتكم تفسير هذا الفرق لكي يتبين الحق .
الشيخ : معليش لكن أنا لا أعترف بما تقول ، ليس هناك فرق بارك الله فيك ، الفرق يتصور بالنسبة لشخص يعلم إنه هذا حرام وشخص لا يعلم أنه حرام ، هذا فرق معترف فيه ، يعني مثلاً هذا أخونا الذي أنعم الله عليه بالإسلام - ابراهيم هذا – باعتبار أنه حديث عهد بالإسلام وكان لما كان في ضلاله القديم يشرب الخمر وربما لا أقول عنه بالذات ربما غيره ومش بعيد أسلم ولا يزال يشرب الخمر ، ممكن هذا ولا لأ ؟!
الحضور : ممكن .
الشيخ : و يشرب الخمر وهو لا يدري أنه محرم ، ممكن أم لا ؟!
الحضور : ممكن .
الشيخ : لكن في بلاد الإسلام مش ممكن ، هذا الفرق موجود ، أما أنا أقول الآن الربا حرام سواء كان رباً سعودياً أو كان أردنياً أو سورياً أو جزائرياً ، في فرق ؟ هل هناك فرق ؟!
الجزائري : لا ما في فرق .
الشيخ : اسمحلي بأه ، هل كل هؤلاء في كل هذه البلاد ، سواء من حيث القول فيهم إنهم كفار مرتدون كلهم عن الإسلام لأنهم يستحلون ما حرّم الله أو كلهم هم مسلمون و إن كانوا يستحلون ما حرم الله ، أم قد يكون بعضهم كفار مرتدين عن الدين و بعضهم لا يزالون مسلمين ؟ ماذا ترى في هذا التقسيم العاجل ؟!
[ بعد كلام ] الجزائري : لا يا شيخ أنا أقصد في كلامي هل هؤلاء الحكام - يعني معروف - آل سعود أو الكويتين أو المصريين أو أي حكام سواء الجزائريين ، فنحن نعلم أن هؤلاء ظاهرهم يوالون أعداء الله ، ولا يتبرون منهم ، فهل هذه – يعني أريد جواب دقيق جداً – فهل هذه ردة أم لا ؟! هذا هو سؤالي .
الشيخ : ما جوابك بالنسبة للذين يأكلون الربا وهم يعلمون تحريمه ؟! ما جوابك المطمئن أنت له ؟؟
الجزائري : نعم يا شيخ ممكن يأكل الربا وهو ليس معتقد .
[ محاور آخر ] : إذا كان مستحلاً معتقداً يكفر .
الجزائري : نعم معروف هذا .
الشيخ : يظهر إنه هذا المعروف يصبح في كثير من الأحيان مجهولاً !! و الآن هذا هو الواقع ، احفظ هذه الكلمة ، ما قولك في الذين يأكلون الربا ، هل هم كفار ؟!
الجزائري : نعم ، إذا كانوا مستحلين لهذا كفار خارجين عن الملة و إن لم يكونوا مستحلين ...
الشيخ مقاطعاً : و إذا قلت هذا الكلام في أولئك الحكام الذين يوالون أعداء الله ، تكون مخطئاً ؟
الجزائري : لا ، لا أكون مخطئاً .
الشيخ : فهو أنا هذا !! اذن التقينا ، ليس الموالاة في حد ذاته كفراً - كفر ردة - ولكنه معصية كبيرة فمن استحلها بقلبه كالذي يستحل الربا بقلبه كلاهما ارتدا عن الإسلام ، ومن لم يستحل بقلبه هذه المعصية وتلك فلا يزال في دائرة الإسلام ، و أذكرك بما فعل حاطب ابن أبي بلتعة ، هل كفر ؟!
الجزائري : لا ما كفر .
الشيخ : لمَ ، مع أنه والى المشركين ، وفي قضية خطيرة جداً !
الجزائري : أخبر عن أمور المسلمين ..
الشيخ : و أمور المسلمين و عليهم سيد المرسلين !
الجزائري : ولكن ...
الشيخ مقاطعاً : اترك "ولكن" يا أخي ، " لكن" استدراك ! أنت تستدرك على ماذا ؟! ما في شيء يُستدرك عليه ! أنا الآن أسألك أليس هذا قد والى المشركين ؟! إذن ما كفر ! ما كفر ! أليس كذلك ؟!
الجزائري : نعم .
الشيخ : إذن ليس كل موالاة كفر ردة [ ... ] هو الذي اقترن بالاستحلال القلبي ، و آنفاً أنت قلت نحن ليس لنا أن نشق عن قلوبهم لنا الظاهر ، طيب أنا أسألك الآن هذا الظاهر الذي أنت تركن إليه في مسألة الموالاة المحرمة إسلامياً ما هو ؟! هو أنهم عصوا رب العالمين {ومن يتولهم منكم فإنه منهم } هذا هو الظاهر ، لكن هذا الظاهر نحن اتفقنا أنه مُحَرِّم لكن ماهو الظاهر الذي دلك على أنه هذا الاستحلال الظاهري هو استحلال باطني أيضاً ؟! عندك دليل على هذا ؟!
الجزائري : عندي ظاهرهم يا شيخ ، الظاهر يعني أنا أظن أن الباطن قد يوافق الظاهر .
أحد الحضور : و قد لا !
الشيخ : أنا أذكرك بأن لا تكون من المقدقدين ، لأن هذه قد تقابل بقد مثلها ، أليس كذلك ؟!
الجزائري : نعم نعم .
الشيخ : إذن ارفع كلمة قد ! و أجب عن سؤالي ، هؤلاء الذين يوالوا المشركين ظاهرهم أنهم خالفوا النص القرآتي الكريم هذا ما فيه إشكال ، لكن كيف توصلت أو تريدج أن تتوصل إلى باطنهم لتقول أن هؤلاء استحلوا موالاة الكفار بقلوبهم هل لك سبيل إلى ذلك ، أن تكشف ما في قلولبهم ؟!
الجزائري : ليس سبيل .
الشيخ : إذن تبقى عند الظاهر .
الجزائري : نبقى عند الظاهر .
الشيخ : ما هو الظاهر ؟! أنهم خالفوا نص القرآن الكريم ، وهذا ليس موضع خلاف !
[ الحلقة الأولى : في حكم مظاهرة الكافرين ]
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً عبده و رسوله ؛ أما بعد :
فقد انتشر بين الناس بعض الأغاليط التي يجب ردها و انكارها و التنبيه على غلطها و شرها ، و إن رد المنكرات و الضلالات أمر مهم للحفاظ على الدين و قوامه المتين ، ومن ذلك ما أشيع بين الناس – استناداً لبعض الفتاوى المغلوطة – أن موالاة الكفار كفر ! هكذا باطلاق دون تفصيل ! و أن معاونتهم " بغض النظر عن حجمها " !! أو الممالأة في وسائل الإعلام تعد كفراً أكبراً مخرجاً من الملة ! هكذا دون خطام وزمام ! ودون قيد أو تفصيل ، فإليك أيها المنصف فتاوى العلماء ، وقارنها بما يُنشر لإحداث الفتن و البلابل و القلاقل و التفجير و الشر المستطير الناتج عن مثل هذا التكفير الخطير ! .
مع التنبيه أني ربما أضيف على بعض كلام المشايخ عناوين للتوضيح وضعتها بين [ ] .
[ أولاً : فتاوى إمام أهل السنة الإمام الألباني رحمه الله في هذه المسألة ]
· الفتوى الأولى (1)[ الفرق بين الولاية و التولية ] :
فقد سئل الإمام الألباني كما في سلسلة الهدى و النور الشريط رقم 751 :
[ السائل : ما هو الفرق بين التولي و الولاية ، وهل يحكم فيهما جميعاً على المعين بالكفر ؟
الشيخ : لا ، لايحكم بالكفر ؛ لأن الكفر كما نذكر دائماً و أبداً ينقسم إلى كفر عملي و كفر اعتقادي ، فمن تولى الكفار عملاً فهو فاسق ، أما من تولاهم عقيدة فهو كافر ] ا.هـ
· الفتوى الثانية (2) [ هل الاستعانة بالكافر على المسلم كفر مطلقاً ؟ ] :
فقد سئل في الشريط رقم 343 من نفس السلسلة :
[ السائل : يقول كاتب البيان بالنسبة لمسألة المستنصر بالكافر باختصار إن كان قد استنصر بكافر على مسلم غير مستحل ذلك شرعاً في نفسه دفعاً لعدوان ظنه واقعاً به غير مريد بقتال المسلمين ابتداءً ولا سفك دمائهم ومن خوف على ماله ونفسه ولم يجد من المسلمين من يحميه من هذا العدوان فهو لا يؤثم بذلك ، ما تعليقكم ؟
الشيخ الألباني رحمه الله : [ بعد كلام ليس له علاقة بالجواب ] الجواب يا أخي قضية التأثيم و الاجتهاد يعني مربوط بالاسم سلباً أو ايجاباً ، بمعنى :
معروف في الشرع قوله عليه السلام : ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، و إن أخطأ فله أجر واحد ) ، فالذي اجتهد فأخطأ ضرورة لا يأثم ، هذا الكلام الذي قلته آنفاً ؛ أولاً هو كلام من ؟! يعني من هو القائل ؟!
السائل : القائل مجهول .
الشيخ : مجهول ! طيب ، هذا الكلام الذي نقلته آنفاً إما أن يكون هذا الموصوف بما فعل من الاستعانة بالكافر هو مجتهد فهو لا يأثم ،كأي حكم شرعي ، و إن كان غير مجتهد فهو آثم ، و في العبارة ثغرات تحمل في طواياها عدم الدقة في التعبير ، مثلاً مما استوعبته مما سمعت منك آنفاً ، قوله : "ولم يستحل ذلك " هذا ما يفيد ، "ولم يستحل ذلك " هذا ما يفيد ، إلا إذا كان المقصود أنه يكفر ولا لا يكفر ، يعني مثلاً قلنا آنفاً بالنسبة لتارك الصلاة ، فهذا التارك للصلاة آثم قولاً واحداً ، لأنه ما في مجال للإجتهاد ! ، فنقول : إن كان يترك الصلاة مؤمناً فهو فاسق ، و إن كان يترك الصلاة منكراً فهو كافر – أي غير مستحل لترك الصلاة - .
فهذا الذي استجلب الكفار إلى بلاد الإسلام ، إما أن يكون مجتهداً فيأتي جوابي السابق وهو أنه غير آثم ، لكن ما معنى قيد " وهو غير مستحل " ؟! هبه استحل !! لكن هو استحل باجتهاد ! ما الفرق ؟! لا فرق ؟! ] ا.هـ
· الفتوى الثالثة (3) [ المستعين بالكافر لا يكفر إلا إذا استحل ] :
و قال أيضاً من نفس السلسلة بشريط رقم 439 [ بشيء من تصرف لا يخل ] :
[ ... لا نكفره إلا إذا استحل موالاة الكفار بقلبه ، و إلا ستتسع علينا دائرة التكفير [الذي] يأكل الربا كافر و [الذي] يسرق كافر و الغشاش كافر و الزاني كافر ، ما يقال هذا ، يقال من استحل هذه المحرمات و منها موالاة الكفار ، قال مثلاً مثل ما بقول بعض الجهال ، إذا قلت له ما تتوضى وتصلي ؟! بقلك يا أخي بلا وضوء ولا صلاة ! هذا كفر ، أما لما بتقله هذا الكلام بقلك أسأل الله أن يتوب علينا الله يهدينا ، بتلاحظ الفرق بين الإثنين ؟!
رجلان تاركان للصلاة أحدهما حينما يقال له ليش ما بتصلي ، صل .. بقلك بلا صلاة بلا كذا .. الآن هذا كان بالنسبة للعرب أهل بدو [ كلمة غير واضحة ] و إلى آخره الآن ما في حاجة لهذه الصلاة ، هذا كافر .
و رجل ثاني مثله ما بصلي لكن لما بتذكره بالصلاة بقلك الله يتوب علينا .
[ ... ] هل تلاحظ معي الفرق بين الإثنين ؟؟ [ ... ]
الأول هو الكافر الثاني ليس كافر ، لكنه فاسق و يكفيه اثمه وفسقه .
على هذا المقياس بتقول عن كل المعاصي التي منها موالاة الكفار فإذا كان يستحل الموالاة فما بحرم الموالاة التي ربنا حرمها من أصل القرآن فهذا كالرجل الذي لا يصلي و بقول إنه الصلاة [ كلمة غير واضحة ] فهو كافر .
أما الي بقلك أسأل الله يتوب علينا بدنا نضطر نستعين ونعيش وكذا فهذا فاسق وليس بكافر ] ا.هـ
· الفتوى الرابعة (4) [ نقاش مع من ينكر أن المستعين لا يكفر مطلقاً ] :
وقال أيضاً من نفس السلسلة شريط رقم 467 و شريط رقم 468 جواباً على :
[ سائل جزائري : يا شيخ فيما يخص بقضية الاستعانه بالمشركين وموالاة المشركين..هل هذه تعد ردة أم لا؟
الشيخ :الجواب : في ظني أن السائل يعتقد معي أن الكفر ينقسم الى قسمين باعتبار- باعتبار ما- كفر اعتقادي وكفر عملي، كفر اعتقادي وكفر عملي، أليس كذلك ؟ ، أنت معنا في هذا التقسيم ؟
المحاور الجزائري:نعم
الشيخ:ولا ما عندك فكرة واضحة حوله؟
المحاور الجزائري:عندي فكرة في هذه القضية...
الشيخ :حسن جدا..
ومن تمام الفكرة أن أي عمل يقترن به نيه،وإذا أردنا أن نقول جواباً عن سؤالك ،هل هو كفر ردة - موالاة الكفار هل هو كفر ردة - يجب أن نطبق التعريف السابق : الكفر كفران ، كفر قلبي وكفر عملي ، فسؤالك إما أن يتعلق بما يتعلق بالقلب سلباً أو ايجاباً ، فيعطي له الحكم ، أي إذا كان الموالي للكفار يفعل ذلك معتقدا جواز ذلك - ومعلوم أن هذا لا يجوز شرعاً باتفاق العلماء - فهذا هو ردة بتمامها، وإذا كان إنما يفعل ما يفعل من الموالاة كما يفعل العصاة كلهم من استحلالهم عمليا لما حرم الله ومع ذلك ما يخرجهم العلماء من دائرة الاسلام إلا إذا ظهر من أحدهم أنه لا يستحل ما يفعله من المحرمات عملياً فقط بل وقلبياً أيضاً ، فحينئذ نقول هذا قد ارتد عن دينه ، لعلي أجبتك عن سؤالك؟
المحاور الجزائري: طيب التعريف هذا يا شيخ كيف نعرفه بحكم أننا أنه نحن لا نعلم الغيب نحن نحكم بالظاهر كيف نعرفه يا شيخ؟
الشيخ :حسن ، بنفس الطريق الذي ستعرف كيف نحكم على هذا الذي يأكل الربا ، هل عمله كفر ردة أو كفر عمل كيف تعرف؟
بعد كلام قال المحاور الجزائري: يعني اقامة الحجه والبينة أو يا شيخ ألا ترى أن هؤلاء بحكم أنهم يعيشون مثلاً في بلد مسلمين ولا يعني- أقصد يعني هؤلاء الذين تحالفوا بعضهم بعض - ألا تقصد أنهم يعيشون بين أيدي علماء وبين بلدة مسلمه ، كيف يعني تقام عليهم الحجه وهم يعني ...
الشيخ مقاطعاً :يعني إذا كان بعض الأفراد يعيشون في مجتمع فيه علماء ، هل معنى ذلك أن هذا المجتمع لا يعصي الله ؟
المحاور الجزائري: يعصي الله يا شيخ ولكن هذه تختلف ،هذه ليست معصية...
الشيخ : ما كان بحثنا تختلف أو لا تختلف ، نحن يجب أن نمشي الى توضيح الأمور ليس بطريق القفز لأنه هذا لا يفيده، لأنه الذي يقفز بسرعه يهوي بسرعة ، هل هناك في ذاك المجتمع الذي ابتلي مع الأسف بموالاة الكفار ، قبل هذا الإبتداء كان هناك من يتعامل بالربا ..؟
كان هناك بنوك تتعامل بالربا؟
المحاور الجزائري: نعم
الشيخ:طيب..هل كان الفرق بين هؤلاء الذين يأكلون الربا ويطعمون الربا في تلك البلاد فرق بينهم وبين هذه البلاد الأخرى من حيث الحكم الشرعي؟ لماذا؟
[ انقطاع بالصوت ، ثم يكمل الشيخ كلامه : ] ماذا تلاحظ حينما هنا تقول لا فرق و هناك تقول يوجد فرق ؟! انظر الآن كيف الانسان العجل يقع فيما لا يحبه ، ما الفرق بين هذا وهذا ؟ ولا مش واضح كلامي ؟!
المحاور الآخر : الاستعانة نفس أكل الربا .
الشيخ : نفس الشيء .
المحاور الآخر : نفس المعصية واحدة .
الشيخ : لا ، ليس هذا السؤال ، السؤال : هل هناك فرق في هذه المعصية بين بلد يعيش أهله بين علماء وبلد آخر قلَّ فيه العلماء كما يريد أن يقول صاحبنا الجزائري ؟ هل هناك فرق ؟
المحاور الجزائري : لا ما في فرق .
الشيخ : هو ما ظهر له بعد ، لماذا لم يظهر لك ؟!
الجزائري : لا ما في فرق يا شيخ .
الشيخ : لكن أنت فرقت !
الجزائري : لا ما فرقتُ .
الشيخ : أنت نست ما قلتَ ! ، قلتَ مستدركاً عليّ لكن هناك فرق يا شيخ ، أنت قلت هذا .
الجزائري : نرجوا من فضيلتكم تفسير هذا الفرق لكي يتبين الحق .
الشيخ : معليش لكن أنا لا أعترف بما تقول ، ليس هناك فرق بارك الله فيك ، الفرق يتصور بالنسبة لشخص يعلم إنه هذا حرام وشخص لا يعلم أنه حرام ، هذا فرق معترف فيه ، يعني مثلاً هذا أخونا الذي أنعم الله عليه بالإسلام - ابراهيم هذا – باعتبار أنه حديث عهد بالإسلام وكان لما كان في ضلاله القديم يشرب الخمر وربما لا أقول عنه بالذات ربما غيره ومش بعيد أسلم ولا يزال يشرب الخمر ، ممكن هذا ولا لأ ؟!
الحضور : ممكن .
الشيخ : و يشرب الخمر وهو لا يدري أنه محرم ، ممكن أم لا ؟!
الحضور : ممكن .
الشيخ : لكن في بلاد الإسلام مش ممكن ، هذا الفرق موجود ، أما أنا أقول الآن الربا حرام سواء كان رباً سعودياً أو كان أردنياً أو سورياً أو جزائرياً ، في فرق ؟ هل هناك فرق ؟!
الجزائري : لا ما في فرق .
الشيخ : اسمحلي بأه ، هل كل هؤلاء في كل هذه البلاد ، سواء من حيث القول فيهم إنهم كفار مرتدون كلهم عن الإسلام لأنهم يستحلون ما حرّم الله أو كلهم هم مسلمون و إن كانوا يستحلون ما حرم الله ، أم قد يكون بعضهم كفار مرتدين عن الدين و بعضهم لا يزالون مسلمين ؟ ماذا ترى في هذا التقسيم العاجل ؟!
[ بعد كلام ] الجزائري : لا يا شيخ أنا أقصد في كلامي هل هؤلاء الحكام - يعني معروف - آل سعود أو الكويتين أو المصريين أو أي حكام سواء الجزائريين ، فنحن نعلم أن هؤلاء ظاهرهم يوالون أعداء الله ، ولا يتبرون منهم ، فهل هذه – يعني أريد جواب دقيق جداً – فهل هذه ردة أم لا ؟! هذا هو سؤالي .
الشيخ : ما جوابك بالنسبة للذين يأكلون الربا وهم يعلمون تحريمه ؟! ما جوابك المطمئن أنت له ؟؟
الجزائري : نعم يا شيخ ممكن يأكل الربا وهو ليس معتقد .
[ محاور آخر ] : إذا كان مستحلاً معتقداً يكفر .
الجزائري : نعم معروف هذا .
الشيخ : يظهر إنه هذا المعروف يصبح في كثير من الأحيان مجهولاً !! و الآن هذا هو الواقع ، احفظ هذه الكلمة ، ما قولك في الذين يأكلون الربا ، هل هم كفار ؟!
الجزائري : نعم ، إذا كانوا مستحلين لهذا كفار خارجين عن الملة و إن لم يكونوا مستحلين ...
الشيخ مقاطعاً : و إذا قلت هذا الكلام في أولئك الحكام الذين يوالون أعداء الله ، تكون مخطئاً ؟
الجزائري : لا ، لا أكون مخطئاً .
الشيخ : فهو أنا هذا !! اذن التقينا ، ليس الموالاة في حد ذاته كفراً - كفر ردة - ولكنه معصية كبيرة فمن استحلها بقلبه كالذي يستحل الربا بقلبه كلاهما ارتدا عن الإسلام ، ومن لم يستحل بقلبه هذه المعصية وتلك فلا يزال في دائرة الإسلام ، و أذكرك بما فعل حاطب ابن أبي بلتعة ، هل كفر ؟!
الجزائري : لا ما كفر .
الشيخ : لمَ ، مع أنه والى المشركين ، وفي قضية خطيرة جداً !
الجزائري : أخبر عن أمور المسلمين ..
الشيخ : و أمور المسلمين و عليهم سيد المرسلين !
الجزائري : ولكن ...
الشيخ مقاطعاً : اترك "ولكن" يا أخي ، " لكن" استدراك ! أنت تستدرك على ماذا ؟! ما في شيء يُستدرك عليه ! أنا الآن أسألك أليس هذا قد والى المشركين ؟! إذن ما كفر ! ما كفر ! أليس كذلك ؟!
الجزائري : نعم .
الشيخ : إذن ليس كل موالاة كفر ردة [ ... ] هو الذي اقترن بالاستحلال القلبي ، و آنفاً أنت قلت نحن ليس لنا أن نشق عن قلوبهم لنا الظاهر ، طيب أنا أسألك الآن هذا الظاهر الذي أنت تركن إليه في مسألة الموالاة المحرمة إسلامياً ما هو ؟! هو أنهم عصوا رب العالمين {ومن يتولهم منكم فإنه منهم } هذا هو الظاهر ، لكن هذا الظاهر نحن اتفقنا أنه مُحَرِّم لكن ماهو الظاهر الذي دلك على أنه هذا الاستحلال الظاهري هو استحلال باطني أيضاً ؟! عندك دليل على هذا ؟!
الجزائري : عندي ظاهرهم يا شيخ ، الظاهر يعني أنا أظن أن الباطن قد يوافق الظاهر .
أحد الحضور : و قد لا !
الشيخ : أنا أذكرك بأن لا تكون من المقدقدين ، لأن هذه قد تقابل بقد مثلها ، أليس كذلك ؟!
الجزائري : نعم نعم .
الشيخ : إذن ارفع كلمة قد ! و أجب عن سؤالي ، هؤلاء الذين يوالوا المشركين ظاهرهم أنهم خالفوا النص القرآتي الكريم هذا ما فيه إشكال ، لكن كيف توصلت أو تريدج أن تتوصل إلى باطنهم لتقول أن هؤلاء استحلوا موالاة الكفار بقلوبهم هل لك سبيل إلى ذلك ، أن تكشف ما في قلولبهم ؟!
الجزائري : ليس سبيل .
الشيخ : إذن تبقى عند الظاهر .
الجزائري : نبقى عند الظاهر .
الشيخ : ما هو الظاهر ؟! أنهم خالفوا نص القرآن الكريم ، وهذا ليس موضع خلاف !