** دنيا الأمل **
2010-07-12, 12:03
http://www.ksau.info/up/files/1152.gif
تحاول هذه الدراسة الإجابة على العديد من التساؤلات التي أوردها بعض المستشرقين وهواة الجدل في عصر ازدهار التكنولوجيا علم النفس الفسيولوجي و الدراسات النفسية و البيولوجية للمخ و الجهاز العصبي للإنسان حيث يسال البعض ما هي الحكمة من الصوم و تحمل الحرمان و الصيام عن أشياء حللها الله من غرائز و شهوات و رغبات بل و أحلها طول العام و ما فائدة ذلك؟
وتجيء إجابات عديدة غير مباشرة من دراسات حديثة من الغرب نفسه : فالشيء المدهش أن يصدر من الغرب في السنوات الأخيرة سلسلة دراسات صدر اغلبها من الولايات المتحدة الأمريكية و مراكز علمية غربية أخرى تشير إلى خطورة انفجار رغبات الناس و تضخم شهواتها و فقد قدرتهم على تقليل النهم و كثرة الاختيارات و تعدد الاستجابات و عدم السيطرة على غريزة التملك و شهوة الرغبات.
فقد أكدت دراسات "د.كانمان" من جامعة "برن ستون" الأمريكية أن عدم خفض الاختيارات و التحكم في الرغبات قد أدى بالفعل –حسب دراسته الميدانية-إلى تزايد الإحساس بالكآبة بل و ظهور معدلات الاكتئاب بدرجة تتناسب عكسيا مع وفرة وكثرة الاختيارات و أشار أن الناس لم يتعلموا طريقة للسيطرة على شهواتهم .
هذه الدراسات و غيرها تؤكد ضرورة أن يتدرب الإنسان و لو لأسابيع محددة على هذا الأسلوب من الضبط الذاتي للشهوات و بالتالي للغرائز و الانفعالات و السلوك...أي ضرورة أن يتعلم ضبط شهواته بالصوم لفترة كافية و لقد أدهشني تخصص مراكز طبية في الغرب للعلاج بالصوم مع" التأمل المتسامي" ومنها مركز شهير في السويد و آخر في البرتغال.
وتتضح حكمة الصوم و فوائده إلى جانب حكمته الدينية التي لا يستطيع احد الوصول إلى أعماق أسرارها فالله سبحانه و تعالى يقول في كتابه العزيز" يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" ثم تأتي أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم لتحدد مواصفات الصوم المتكامل الذي يتصف بضبط الشهوات و الصبر على الرغبات و تحمل الجوع و العطش أي برنامج متكامل لتنمية قدرات الإنسان على الضبط الذاتي و إعادة برمجة الجهاز العصبي و السلوكي بلغة هذا العصر فيقول صلى الله عليه و سلم "ليس الصيام من الأكل و الشرب وإنما الصيام من اللغو و الرفث فان سابك احد أو جهل عليك فقل :إني صائم..إني صائم "- عن أبي هريرة رضي الله عنه –
ونوجز نقاط الإعجاز العلمي الحديثة عن الصوم في المنهج الإسلامي كالأتي :
أولا : إن الضبط الذاتي الذي يلتزم به الصائم بيولوجيا و نفسيا و سلوكيا ابتداءا من الامتناع عن الأكل و الشرب و الجماع و انتهاءا بكف الذي و غض البصر يمنحه تدريبا عاليا و قدرة جيدة على التحكم في المثيرات العصبية مع القدرة على خفض المؤثرات الحسية ومنعها من إثارة مراكز الانفعال لديه بدرجة ترتبط بخفض الإثارة في نشاط التكوين الشبكي في المخ و لقد ثبت أن تقليل المؤثرات الحسية له تأثيرات ايجابية على النشاط الذهني و القدرة على التفكير.
ثانيا : إن تحمل الم الجوع و العطش و الصبر عليه يحسن من مادة "السيروتونين" و كذلك ما يسمى بمخدرات الألم الطبيعية التي يقوم المخ بإفرازها و هي مجموعة تعرف ب :
مجموعة الاندورفين :تتركب من 31 حمضا امينيا مستخلصا من الغدة النخامية و لهذه المواد خواص في تهدئة و تسكين الألم أقوى عشرات مرات من العقاقير المستعملة في تهدئة الأعصاب و لكي يستمر إفراز هذه المواد المهدئة و المسكنة و المزيلة لمشاعر الألم و الاكتئاب لابد أن يمر الإنسان بخبرات حرمان و نوع من الم التحمل وان يمتنع عن تناول المواد و العقاقير التي تثير البهجة و تخدر الألم خاصة الأفيون و مشتقاته و بعض العقاقير المخدرة حديثا.
ثالثا : يحتاج تعلم الصبر و الارادة إلى تدريبات وردت في كثير من دراسات علم النفس الحديثة و يمثل الصوم تدريبا يوميا منظما يساعد الإنسان على تغيير أفكاره و اتجاهاته و سلوكه بصورة عملية تطبيقية تشمل ضبط و تنظيم المراكز العصبية المسئولة عن تنظيم الاحتياجات البيولوجية و الغرائز من طعام و جنس و أيضا الدوائر العصبية و الشبكات الترابطية الأحدث التي تشمل التخيل و التفكير و توجيه السلوك.
رابعا : يساعد الصوم على حدوث تفكك نوعي في الحيل النفسية و هي حيل و أساليب لا شعورية يلجا إليها الفرد لتشويه و مسخ الحقيقة التي لا يريد أن يقبلها أو يواجهها بصدق و ذلك حتى يتخلص من المسئولية و من حالة التوتر و القلق الناتجة عن رؤية الواقع الذي يهدد أمنه النفسي و احترامه لذاته وهده الحيل أنواع متعددة من الكبت و الإسقاط و الإنكار و لكن أكثرها مقاومة و تشويها للواقع ما يسمى بحيلة العقلنة حيث يستخدم الفرد الفهم الخبيث غير المسئول محل الفهم الصادق الذي يحرك الإنسان لعمل الخير و الإحسان ولقد وجدت اغلب هذه الحيل المعوقة للنمو الإنساني خلال الصوم و أثناء جلسات العلاج النفسي و يحدث هذا الانهيار للحيل الدفاعية مع الصائم العادي كلما ازداد خشوعه و صدقه.
تحاول هذه الدراسة الإجابة على العديد من التساؤلات التي أوردها بعض المستشرقين وهواة الجدل في عصر ازدهار التكنولوجيا علم النفس الفسيولوجي و الدراسات النفسية و البيولوجية للمخ و الجهاز العصبي للإنسان حيث يسال البعض ما هي الحكمة من الصوم و تحمل الحرمان و الصيام عن أشياء حللها الله من غرائز و شهوات و رغبات بل و أحلها طول العام و ما فائدة ذلك؟
وتجيء إجابات عديدة غير مباشرة من دراسات حديثة من الغرب نفسه : فالشيء المدهش أن يصدر من الغرب في السنوات الأخيرة سلسلة دراسات صدر اغلبها من الولايات المتحدة الأمريكية و مراكز علمية غربية أخرى تشير إلى خطورة انفجار رغبات الناس و تضخم شهواتها و فقد قدرتهم على تقليل النهم و كثرة الاختيارات و تعدد الاستجابات و عدم السيطرة على غريزة التملك و شهوة الرغبات.
فقد أكدت دراسات "د.كانمان" من جامعة "برن ستون" الأمريكية أن عدم خفض الاختيارات و التحكم في الرغبات قد أدى بالفعل –حسب دراسته الميدانية-إلى تزايد الإحساس بالكآبة بل و ظهور معدلات الاكتئاب بدرجة تتناسب عكسيا مع وفرة وكثرة الاختيارات و أشار أن الناس لم يتعلموا طريقة للسيطرة على شهواتهم .
هذه الدراسات و غيرها تؤكد ضرورة أن يتدرب الإنسان و لو لأسابيع محددة على هذا الأسلوب من الضبط الذاتي للشهوات و بالتالي للغرائز و الانفعالات و السلوك...أي ضرورة أن يتعلم ضبط شهواته بالصوم لفترة كافية و لقد أدهشني تخصص مراكز طبية في الغرب للعلاج بالصوم مع" التأمل المتسامي" ومنها مركز شهير في السويد و آخر في البرتغال.
وتتضح حكمة الصوم و فوائده إلى جانب حكمته الدينية التي لا يستطيع احد الوصول إلى أعماق أسرارها فالله سبحانه و تعالى يقول في كتابه العزيز" يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" ثم تأتي أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم لتحدد مواصفات الصوم المتكامل الذي يتصف بضبط الشهوات و الصبر على الرغبات و تحمل الجوع و العطش أي برنامج متكامل لتنمية قدرات الإنسان على الضبط الذاتي و إعادة برمجة الجهاز العصبي و السلوكي بلغة هذا العصر فيقول صلى الله عليه و سلم "ليس الصيام من الأكل و الشرب وإنما الصيام من اللغو و الرفث فان سابك احد أو جهل عليك فقل :إني صائم..إني صائم "- عن أبي هريرة رضي الله عنه –
ونوجز نقاط الإعجاز العلمي الحديثة عن الصوم في المنهج الإسلامي كالأتي :
أولا : إن الضبط الذاتي الذي يلتزم به الصائم بيولوجيا و نفسيا و سلوكيا ابتداءا من الامتناع عن الأكل و الشرب و الجماع و انتهاءا بكف الذي و غض البصر يمنحه تدريبا عاليا و قدرة جيدة على التحكم في المثيرات العصبية مع القدرة على خفض المؤثرات الحسية ومنعها من إثارة مراكز الانفعال لديه بدرجة ترتبط بخفض الإثارة في نشاط التكوين الشبكي في المخ و لقد ثبت أن تقليل المؤثرات الحسية له تأثيرات ايجابية على النشاط الذهني و القدرة على التفكير.
ثانيا : إن تحمل الم الجوع و العطش و الصبر عليه يحسن من مادة "السيروتونين" و كذلك ما يسمى بمخدرات الألم الطبيعية التي يقوم المخ بإفرازها و هي مجموعة تعرف ب :
مجموعة الاندورفين :تتركب من 31 حمضا امينيا مستخلصا من الغدة النخامية و لهذه المواد خواص في تهدئة و تسكين الألم أقوى عشرات مرات من العقاقير المستعملة في تهدئة الأعصاب و لكي يستمر إفراز هذه المواد المهدئة و المسكنة و المزيلة لمشاعر الألم و الاكتئاب لابد أن يمر الإنسان بخبرات حرمان و نوع من الم التحمل وان يمتنع عن تناول المواد و العقاقير التي تثير البهجة و تخدر الألم خاصة الأفيون و مشتقاته و بعض العقاقير المخدرة حديثا.
ثالثا : يحتاج تعلم الصبر و الارادة إلى تدريبات وردت في كثير من دراسات علم النفس الحديثة و يمثل الصوم تدريبا يوميا منظما يساعد الإنسان على تغيير أفكاره و اتجاهاته و سلوكه بصورة عملية تطبيقية تشمل ضبط و تنظيم المراكز العصبية المسئولة عن تنظيم الاحتياجات البيولوجية و الغرائز من طعام و جنس و أيضا الدوائر العصبية و الشبكات الترابطية الأحدث التي تشمل التخيل و التفكير و توجيه السلوك.
رابعا : يساعد الصوم على حدوث تفكك نوعي في الحيل النفسية و هي حيل و أساليب لا شعورية يلجا إليها الفرد لتشويه و مسخ الحقيقة التي لا يريد أن يقبلها أو يواجهها بصدق و ذلك حتى يتخلص من المسئولية و من حالة التوتر و القلق الناتجة عن رؤية الواقع الذي يهدد أمنه النفسي و احترامه لذاته وهده الحيل أنواع متعددة من الكبت و الإسقاط و الإنكار و لكن أكثرها مقاومة و تشويها للواقع ما يسمى بحيلة العقلنة حيث يستخدم الفرد الفهم الخبيث غير المسئول محل الفهم الصادق الذي يحرك الإنسان لعمل الخير و الإحسان ولقد وجدت اغلب هذه الحيل المعوقة للنمو الإنساني خلال الصوم و أثناء جلسات العلاج النفسي و يحدث هذا الانهيار للحيل الدفاعية مع الصائم العادي كلما ازداد خشوعه و صدقه.