منير العاصمي
2007-05-25, 15:23
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا و حبيبنا رسول الله ، و على آله و صحبه و من والاه ، أما بعد :
فإن من أنفع الأشياء و أفضلها أن يتدبر المؤمن في حاله ، و أن يسعى لكي ينال رضا الله سبحانه و تعالى ، فيعمل على رفع إيمانه و تزكية أخلاقه و تصحيح عباداته و أعماله ، حتى تكون كلها موافقة لمراد الله تعالى ، و على وفق سنة رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم ، و لا بد لكي يتم للمؤمن ذلك من شيئين أساسيين ، أولهما : العلم ، فالعلم وحده هو القائد الذي يقودك إلى طريق الحق و سبل الخير ، و هو الذي يعرفك أساليب النجاح و النجاة ، فالجاهل مهما أحسن الظن بنفسه و علق الآمال على أعماله ، فإنه لا يمكن أن يأمن من المحاسبة على الوقوع في الأخطاء ( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) _ كما قال ربنا جل جلاله
و الشيء الثاني : و هو أن يغلق أبواب الغفلة ، و يدع كل ما يحول بينه و بين قلبه من ملهيات و شهوات و شبهات ، فالعلم وحده لا يكفي إذا لم يكن عند الإنسان قابلية للإلتزام به و الحرص على إعماله و تطبيقه ، و مثل ذلك كمثل الإناء الفارغ الذي نملؤه بالماء ، فقد يكون الإناء طاهرا فيكون الماء طاهرا منتفعا به تبعا لهذا الإناء ، و قد يكون الإناء نجسا فيتنجس بذلك الماء و لا يمكن أن ننتفع به
كذلك النفوس قد تكون طاهرة خيّرة فإذا زودناها بالعلم النافع حصل منها بركة عظيمة و صلحت أحسن صلاح ، و قد تكون نفوس خبيثة و أفئدة باردة لا تقبل الخير لمزاحمة الشرور لها ، و بالتالي فلا ينفعها علم مهما كثر
و الذي أريد أن أصل إليه في هذا المقام أن المؤمن عليه أن يراقب إيمانه و يسعى لتنميته و مباركته ، و تنقية نفسه من كل الشوائب التي قد تخدش هذا الإيمان ، و من عقيدة أهل السنة أن الإيمان يزيد و ينقص ، يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية ، فإذا عرفنا هذا فنجيب على السؤال الذي أوردناه في عنوان هذا البحث المتواضع و هو : كيف تعرف درجة إيمانك ؟
أقول لقد تولى ربنا سبحانه و تعالى بنفسه الإجابة على هذا السؤال في كتابه الكريم ، و ذلك في أول سورة الأنفال حيث قال : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا و على ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم و مغفرة و رزق كريم )
و في هذا السياق ينبغي علينا أن نعلم أن للإيمان حقيقة لا بد أن يجدها الإنسان في نفسه ، و أنه ليس الإيمان دعوى ، و لا كلمات لسان ، و لا هو بالتمني ..إن حقيقة الإيمان يجب أن ينظر إليها بالجد الواجب ، فلا تتميع حتى تصبح كلمة يقولها اللسان ، و من ورائها واقع يشهد شهادة ظاهرة بعكس ما يقوله اللسان !
فالذين اتصفوا بهذه الصفات هم المؤمنون حقا لأنهم جمعوا بين الإسلام و الإيمان ، بين الأعمال الباطنو و الأعمال الظاهرة ، بين العلم و العمل ، بين أداء حقوق الله و حقوق عباده
فينبغي للعبد أن يتعاهد إيمانه و ينميه ، و أن أولى ما يحصل به ذلك تدبر كتاب الله تعالى و التأمل لمعانيه
هذه خلاصة مختصرة لهذا البحث الطويل ، و أنا لا أريد أن أدخل في مباحث عقدية تتعلق بالإيمان ، كبيان زيادته و نقصانه ، و حقيقته الشرعية ، و نواقضه ، و الفرق بين الإيمان و الإسلام .... فهذه مباحث يتطرق إليها طلبة العلم و ينظرونها في كتب العقائد ، ككتاب ( الإيمان ) لشيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله_ و بعض الكتب الأخرى ، و إنما ذكرت ما ينبغي أن يعلمه كل مسلم ، حتى يحافظ على إيمانه ، و ربما لنا عودة أخرى مع الموضوع لأهميته
و الحمد لله رب العالمين
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا و حبيبنا رسول الله ، و على آله و صحبه و من والاه ، أما بعد :
فإن من أنفع الأشياء و أفضلها أن يتدبر المؤمن في حاله ، و أن يسعى لكي ينال رضا الله سبحانه و تعالى ، فيعمل على رفع إيمانه و تزكية أخلاقه و تصحيح عباداته و أعماله ، حتى تكون كلها موافقة لمراد الله تعالى ، و على وفق سنة رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم ، و لا بد لكي يتم للمؤمن ذلك من شيئين أساسيين ، أولهما : العلم ، فالعلم وحده هو القائد الذي يقودك إلى طريق الحق و سبل الخير ، و هو الذي يعرفك أساليب النجاح و النجاة ، فالجاهل مهما أحسن الظن بنفسه و علق الآمال على أعماله ، فإنه لا يمكن أن يأمن من المحاسبة على الوقوع في الأخطاء ( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) _ كما قال ربنا جل جلاله
و الشيء الثاني : و هو أن يغلق أبواب الغفلة ، و يدع كل ما يحول بينه و بين قلبه من ملهيات و شهوات و شبهات ، فالعلم وحده لا يكفي إذا لم يكن عند الإنسان قابلية للإلتزام به و الحرص على إعماله و تطبيقه ، و مثل ذلك كمثل الإناء الفارغ الذي نملؤه بالماء ، فقد يكون الإناء طاهرا فيكون الماء طاهرا منتفعا به تبعا لهذا الإناء ، و قد يكون الإناء نجسا فيتنجس بذلك الماء و لا يمكن أن ننتفع به
كذلك النفوس قد تكون طاهرة خيّرة فإذا زودناها بالعلم النافع حصل منها بركة عظيمة و صلحت أحسن صلاح ، و قد تكون نفوس خبيثة و أفئدة باردة لا تقبل الخير لمزاحمة الشرور لها ، و بالتالي فلا ينفعها علم مهما كثر
و الذي أريد أن أصل إليه في هذا المقام أن المؤمن عليه أن يراقب إيمانه و يسعى لتنميته و مباركته ، و تنقية نفسه من كل الشوائب التي قد تخدش هذا الإيمان ، و من عقيدة أهل السنة أن الإيمان يزيد و ينقص ، يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية ، فإذا عرفنا هذا فنجيب على السؤال الذي أوردناه في عنوان هذا البحث المتواضع و هو : كيف تعرف درجة إيمانك ؟
أقول لقد تولى ربنا سبحانه و تعالى بنفسه الإجابة على هذا السؤال في كتابه الكريم ، و ذلك في أول سورة الأنفال حيث قال : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا و على ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم و مغفرة و رزق كريم )
و في هذا السياق ينبغي علينا أن نعلم أن للإيمان حقيقة لا بد أن يجدها الإنسان في نفسه ، و أنه ليس الإيمان دعوى ، و لا كلمات لسان ، و لا هو بالتمني ..إن حقيقة الإيمان يجب أن ينظر إليها بالجد الواجب ، فلا تتميع حتى تصبح كلمة يقولها اللسان ، و من ورائها واقع يشهد شهادة ظاهرة بعكس ما يقوله اللسان !
فالذين اتصفوا بهذه الصفات هم المؤمنون حقا لأنهم جمعوا بين الإسلام و الإيمان ، بين الأعمال الباطنو و الأعمال الظاهرة ، بين العلم و العمل ، بين أداء حقوق الله و حقوق عباده
فينبغي للعبد أن يتعاهد إيمانه و ينميه ، و أن أولى ما يحصل به ذلك تدبر كتاب الله تعالى و التأمل لمعانيه
هذه خلاصة مختصرة لهذا البحث الطويل ، و أنا لا أريد أن أدخل في مباحث عقدية تتعلق بالإيمان ، كبيان زيادته و نقصانه ، و حقيقته الشرعية ، و نواقضه ، و الفرق بين الإيمان و الإسلام .... فهذه مباحث يتطرق إليها طلبة العلم و ينظرونها في كتب العقائد ، ككتاب ( الإيمان ) لشيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله_ و بعض الكتب الأخرى ، و إنما ذكرت ما ينبغي أن يعلمه كل مسلم ، حتى يحافظ على إيمانه ، و ربما لنا عودة أخرى مع الموضوع لأهميته
و الحمد لله رب العالمين