عبد الرحيم
2010-07-10, 19:51
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سنعود بكم اليوم للحديث عن كرة القدم ولكن ليس من أجل الكرة بل من أجل شيء آخر..
من خلال حديثنا اليوم سنحاول أن نعرف جانبا عن كيفية تفكير الناس، كيف يحلمون، كيف يفكرون، كيف يخططون، كيف يعملون ثم كيف يجنون ثمار كل ذلك فيما بعد..
الكابتن ماجد.. من منا لم يشاهد أو على الأقل لم يسمع بهذه السلسلة الكرتونية التي استمتعنا كثيرا بمشاهدتها ونحن صغارا بل لعل حتى الكبار يشاهدونها ويستمتعون بها أيضا..
تبدأ القصة بماجد ذاك الفتى الصغير في المدرسة الإبتدائية والمولع بكرة القدم، ينضم ماجد إلى فريق مدرسته ويشارك رفقة زملائه في البطولة المحلية أين يبهر الجميع بمهاراته، ثم بعدها يتم تشكيل فريق من خيرة لاعبي البطولة المحلية ليشارك في البطولة الوطنية أين يلتقي ماجد وزملائه منافسين أقوياء جدا.
عاما بعد عام يكبر ماجد وتكبر أحلامه وأحلام رفاقه فيسافر البعض منهم إلى الدول الأوربية والأمريكية لينضموا إلى الأندية هناك من أجل كسب المزيد من الخبرة، ثم يعودون بعدها إلى بلادهم ليلتحقوا بالمنتخب الوطني لتبدأ رحلتهم الشاقة نحو كأس العالم.
في الدبلجة العربية المنتخب الوطني أين يلعب ماجد هو منتخب عربي! .. فالمعلق يقول لعب المنتخب العربي، فاز المنتخب العربي...
لكن الواقع أن مسلسل الكابتن ماجد هو مسلسل ياباني واسمه الأصلي هو (CaptainTsubasa) الكابتن تسوبازا..
هذا المسلسل ظهر في بداية التسعينيات من القرن الماضي، حينها كان المنتخب الياباني لكرة القدم من أضعف المنتخبات في العالم بل من أضعفها حتى في آسيا.
مسلسل (CaptainTsubasa) كان بالنسبة لنا مجرد مسلسل للتسلية والترفيه، لكنه بالنسبة لليابانيين كان مسلسلا يجسد آمالهم وأحلامهم، كانوا يحلمون بمنتخب قوي يمثلهم في المحافل الدولية وينافس أقوى المنتخبات العالمية.
في الفترة التي أنتج فيها المسلسل كان بإمكان أي مشاهد له أن يضحك ملء شدقيه على اليابانيين و يسخر منهم أو ربما يشعر بالشفقة والأسى عليهم.. مساكين حقا !! ليس عندهم منتخب وطني قوي فصنعوا واحدا من ورق !!!
مساكين أنتم أيها اليابانيون تصنعون أبطالا من ورق لتنافسوا بهم أقوى المنتخبات العالمية كالبرازيل، ألمانيا، الأرجنتين وإيطاليا.. أنتم حقا مجانين!! من حقكم أن تحلموا لكن من دون مبالغة، من دون أن تجعلوا من أنفسكم أضحوكة بين الناس ..
لكن، مهلا مهلا .. هل حقا كانت طموحات وآمال اليابانيين مجرد حبر على ورق ؟؟ هل كانت طموحاتهم وآمالهم مجرد أحلام يقظة لا غير ؟؟ هل عرفوا أنه لا مكان لهم بين الكبار فراحوا يسلون أنفسهم بأبطال ومنتخب من ورق في عالم الكرتون الوهمي ؟؟
ماذا لو كانوا فعلا يخططون ويعملون من أجل تجسيد آمالهم وطموحاتهم على أرض الواقع ؟؟
ماذا لو صارت أحلامهم حقيقة ؟؟
دعونا نقطع الشك باليقين ونستعرض بعضا من نتائج منتخبات اليابان لكرة القدم لنرى هل كانوا يعملون أم كانوا فقط يحلمون ؟؟
إليكم بعضا من انجازات المنتخب الياباني لكرة القدم :
المنتخب الوطني للناشئين وصل إلى الدور ربع النهائي في كاس العالم للناشئين عام 1993
المنتخب الوطني للشباب وصل إلى المباراة النهائية في كاس العالم للشباب عام 1999
لمنتخب الوطني الأول : - وصل أربع مرات متتالية لنهائيات كأس العالم (1998-2002-2006-2010)
- وصل إلى الدور الثاني في كأس العالم مرتين (2002-2010)
- فاز ثلاث مرات بكأس آسيا للأمم (1992-2000-2004)
شيئ مذهل حقا .. مسلسل الكاتن ماجد (CaptainTsubasa) لم يكن مجرد أحلام و أوهام بالنسبة لليابانيين، لقد كانوا يخططون ويعملون من أجل تجسيد آمالهم وطموحاتهم على أرض الواقع ومن أجل جعل أحلامهم حقيقة، والملفت للإنتباه أن إنجازات المنتخب الياباني جاءت كلها بعد المسلسل، فكأنما ماجد ورفقائه خرجوا من عالم الكرتون الخيالي ليصبحوا أبطالا في العالم الحقيقي.. شيء مذهل حقا..
هكذا يحلم الناس وهكذا يخططون ويعملون من أجل تحقيق أحلامهم وهذا ليس غريبا على بلد اسمه اليابان، فاليابانيون رغم قلة مواردهم الطبيعية ورغم الكارثة التي حلت بهم في الحرب العالمية الثانية إلا أنهم انطلقوا ومن الصفر ليصبحوا في مدة قصيرة ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، وهذا يعني أنه ليس مستحيلا عليهم أن يكونوا منتخبا قويا في كرة القدم.
أما نحن وما أدراك ما نحن.. فكلكم يعرف من نحن..
طريقة تفكيرنا في كرة القدم مثلا صارت ضربا من الكهانة والعرافة والتنجيم..
لا تنتقدوا سعدان فهو مربوح تأهلنا إلى المونديال ثلاث مرات بفضله، وجه السعد..
عند البعض انتقاد سعدان جريمة.. لسان حالهم ومقالهم اتركوه يعمل فإنه مأمور وهو أدرى بمصلحة المنتخب..
سعدان عكس باقي المدربين لا يتحرك من مقعده كأنه فعلا مأمور أو أنه يلعب بمبدأ (اعقلها وتوكل) أدخل 11 لاعبا إلى الميدان وتوكل ..
لا تلعبوا بالقميص الأخضر والعبوا بالأبيض فالأبيض مربوح..
لا تلعبوا في ملعب 5 جويلية فهو منحوس والعبوا في البليدة فهو مربوح علينا..
وعلى هذا الأساس قام وزير الشباب والرياضة بتجديد عقد سعدان رغم أنه صار واضحا للعيان أنه مدرب محدود جدا فنيا وتكتيكيا، لكن لعل الوزير يؤمن حقا بأن سعدان مربوح لذلك قرر الإحتفاظ به..
في الأخير أكرر أن الغرض من هذا الموضوع ليس الحديث عن كرة القدم وإنما أردت فقط الإشارة إلى الفرق بين طريقة تفكير الأمم وطريقة تفكيرنا نحن.
الأمم تحلم، تطمح، تفكر، تخطط، تعمل، ثم تحصد النتائج
نحن نطمع (وليس نطمح)، نعلق أطماعنا على الحظ، فلان مربوح وعلان منحوس، نرقد لنستمتع بالحلم الجميل ولا نستيقظ إلا على وقع صدمة تكشف لنا أن أحلامنا قد صارت كوابيس...
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سنعود بكم اليوم للحديث عن كرة القدم ولكن ليس من أجل الكرة بل من أجل شيء آخر..
من خلال حديثنا اليوم سنحاول أن نعرف جانبا عن كيفية تفكير الناس، كيف يحلمون، كيف يفكرون، كيف يخططون، كيف يعملون ثم كيف يجنون ثمار كل ذلك فيما بعد..
الكابتن ماجد.. من منا لم يشاهد أو على الأقل لم يسمع بهذه السلسلة الكرتونية التي استمتعنا كثيرا بمشاهدتها ونحن صغارا بل لعل حتى الكبار يشاهدونها ويستمتعون بها أيضا..
تبدأ القصة بماجد ذاك الفتى الصغير في المدرسة الإبتدائية والمولع بكرة القدم، ينضم ماجد إلى فريق مدرسته ويشارك رفقة زملائه في البطولة المحلية أين يبهر الجميع بمهاراته، ثم بعدها يتم تشكيل فريق من خيرة لاعبي البطولة المحلية ليشارك في البطولة الوطنية أين يلتقي ماجد وزملائه منافسين أقوياء جدا.
عاما بعد عام يكبر ماجد وتكبر أحلامه وأحلام رفاقه فيسافر البعض منهم إلى الدول الأوربية والأمريكية لينضموا إلى الأندية هناك من أجل كسب المزيد من الخبرة، ثم يعودون بعدها إلى بلادهم ليلتحقوا بالمنتخب الوطني لتبدأ رحلتهم الشاقة نحو كأس العالم.
في الدبلجة العربية المنتخب الوطني أين يلعب ماجد هو منتخب عربي! .. فالمعلق يقول لعب المنتخب العربي، فاز المنتخب العربي...
لكن الواقع أن مسلسل الكابتن ماجد هو مسلسل ياباني واسمه الأصلي هو (CaptainTsubasa) الكابتن تسوبازا..
هذا المسلسل ظهر في بداية التسعينيات من القرن الماضي، حينها كان المنتخب الياباني لكرة القدم من أضعف المنتخبات في العالم بل من أضعفها حتى في آسيا.
مسلسل (CaptainTsubasa) كان بالنسبة لنا مجرد مسلسل للتسلية والترفيه، لكنه بالنسبة لليابانيين كان مسلسلا يجسد آمالهم وأحلامهم، كانوا يحلمون بمنتخب قوي يمثلهم في المحافل الدولية وينافس أقوى المنتخبات العالمية.
في الفترة التي أنتج فيها المسلسل كان بإمكان أي مشاهد له أن يضحك ملء شدقيه على اليابانيين و يسخر منهم أو ربما يشعر بالشفقة والأسى عليهم.. مساكين حقا !! ليس عندهم منتخب وطني قوي فصنعوا واحدا من ورق !!!
مساكين أنتم أيها اليابانيون تصنعون أبطالا من ورق لتنافسوا بهم أقوى المنتخبات العالمية كالبرازيل، ألمانيا، الأرجنتين وإيطاليا.. أنتم حقا مجانين!! من حقكم أن تحلموا لكن من دون مبالغة، من دون أن تجعلوا من أنفسكم أضحوكة بين الناس ..
لكن، مهلا مهلا .. هل حقا كانت طموحات وآمال اليابانيين مجرد حبر على ورق ؟؟ هل كانت طموحاتهم وآمالهم مجرد أحلام يقظة لا غير ؟؟ هل عرفوا أنه لا مكان لهم بين الكبار فراحوا يسلون أنفسهم بأبطال ومنتخب من ورق في عالم الكرتون الوهمي ؟؟
ماذا لو كانوا فعلا يخططون ويعملون من أجل تجسيد آمالهم وطموحاتهم على أرض الواقع ؟؟
ماذا لو صارت أحلامهم حقيقة ؟؟
دعونا نقطع الشك باليقين ونستعرض بعضا من نتائج منتخبات اليابان لكرة القدم لنرى هل كانوا يعملون أم كانوا فقط يحلمون ؟؟
إليكم بعضا من انجازات المنتخب الياباني لكرة القدم :
المنتخب الوطني للناشئين وصل إلى الدور ربع النهائي في كاس العالم للناشئين عام 1993
المنتخب الوطني للشباب وصل إلى المباراة النهائية في كاس العالم للشباب عام 1999
لمنتخب الوطني الأول : - وصل أربع مرات متتالية لنهائيات كأس العالم (1998-2002-2006-2010)
- وصل إلى الدور الثاني في كأس العالم مرتين (2002-2010)
- فاز ثلاث مرات بكأس آسيا للأمم (1992-2000-2004)
شيئ مذهل حقا .. مسلسل الكاتن ماجد (CaptainTsubasa) لم يكن مجرد أحلام و أوهام بالنسبة لليابانيين، لقد كانوا يخططون ويعملون من أجل تجسيد آمالهم وطموحاتهم على أرض الواقع ومن أجل جعل أحلامهم حقيقة، والملفت للإنتباه أن إنجازات المنتخب الياباني جاءت كلها بعد المسلسل، فكأنما ماجد ورفقائه خرجوا من عالم الكرتون الخيالي ليصبحوا أبطالا في العالم الحقيقي.. شيء مذهل حقا..
هكذا يحلم الناس وهكذا يخططون ويعملون من أجل تحقيق أحلامهم وهذا ليس غريبا على بلد اسمه اليابان، فاليابانيون رغم قلة مواردهم الطبيعية ورغم الكارثة التي حلت بهم في الحرب العالمية الثانية إلا أنهم انطلقوا ومن الصفر ليصبحوا في مدة قصيرة ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، وهذا يعني أنه ليس مستحيلا عليهم أن يكونوا منتخبا قويا في كرة القدم.
أما نحن وما أدراك ما نحن.. فكلكم يعرف من نحن..
طريقة تفكيرنا في كرة القدم مثلا صارت ضربا من الكهانة والعرافة والتنجيم..
لا تنتقدوا سعدان فهو مربوح تأهلنا إلى المونديال ثلاث مرات بفضله، وجه السعد..
عند البعض انتقاد سعدان جريمة.. لسان حالهم ومقالهم اتركوه يعمل فإنه مأمور وهو أدرى بمصلحة المنتخب..
سعدان عكس باقي المدربين لا يتحرك من مقعده كأنه فعلا مأمور أو أنه يلعب بمبدأ (اعقلها وتوكل) أدخل 11 لاعبا إلى الميدان وتوكل ..
لا تلعبوا بالقميص الأخضر والعبوا بالأبيض فالأبيض مربوح..
لا تلعبوا في ملعب 5 جويلية فهو منحوس والعبوا في البليدة فهو مربوح علينا..
وعلى هذا الأساس قام وزير الشباب والرياضة بتجديد عقد سعدان رغم أنه صار واضحا للعيان أنه مدرب محدود جدا فنيا وتكتيكيا، لكن لعل الوزير يؤمن حقا بأن سعدان مربوح لذلك قرر الإحتفاظ به..
في الأخير أكرر أن الغرض من هذا الموضوع ليس الحديث عن كرة القدم وإنما أردت فقط الإشارة إلى الفرق بين طريقة تفكير الأمم وطريقة تفكيرنا نحن.
الأمم تحلم، تطمح، تفكر، تخطط، تعمل، ثم تحصد النتائج
نحن نطمع (وليس نطمح)، نعلق أطماعنا على الحظ، فلان مربوح وعلان منحوس، نرقد لنستمتع بالحلم الجميل ولا نستيقظ إلا على وقع صدمة تكشف لنا أن أحلامنا قد صارت كوابيس...