علي عيش
2010-07-08, 15:14
عندما كنت أدرس في الثانوي، كنت أجد حرجا كبيرا إذا وصلت مع التلاميذ إلى نقد عاطفة الشاعر، ثم الحكم عليها من حيث أنها صادقة أو كاذبة، و يكبر هذا الحرج إذا كان الحكم على هذه العاطفة خارج الإطار النصي للقصيدة، مثل: حياة الشاعر و ظروفها، و أسباب كتابة تلك القصيدة............. و أنتم تعلمون ـ حسب نظريات النقد الأدبي الحديثة ـ أن نقد النص يكون بذاته و لذاته، أما إذا أُدخلت الأشياء الخارجية فيكون هذا إضعافا للنقد، و لكني عندما اطلعت على قصيدة لابن الرومي ( بكاؤكما يشفي ) تغيرت رؤيتي لمعايير الحكم على العاطفة إلى .....................، أترككم مع الاستماع إلى تلك القصيدة و لا تبخلوا علي بآرائكم القيمة
الرابط: http://www.4shared.com/audio/-AZJcAOB/____.html
ملاحظة: القصيدة بصوت زيناتي قدسية، من برنامج الموسوعة الشعرية الإصدار الأول.
و إليكم القصيدة كلها
قال ابن الرومي يرثي ولده
1. بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا يُجْدي *** فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي
2. بُنَيَّ الذي أهْدَتْهُ كَفَّايَ للثَّرَى *** فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى ويا حَسْرة المُهدِي
3. ألا قاتَل اللَّهُ المنايا ورَمْيَها *** من القَوْمِ حَبَّات القُلوب على عَمْدِ
4. تَوَخَّى حِمَامُ الموتِ أوْسَطَ صبْيَتي *** فلله كيفَ اخْتار وَاسطَةَ العِقْدِ
5. على حينََ شمْتُ الخيْرَ من لَمَحَاتِهِ *** وآنَسْتُ من أفْعاله آيةَ الرُّشدِ
6. طَوَاهُ الرَّدَى عنِّي فأضحَى مَزَارُهُ *** بعيداً على قُرْب قريباً على بُعْدِ
7. لقد أنْجَزَتْ فيه المنايا وعيدَها *** وأخْلَفَتِ الآمالُ ما كان من وعْدِ
8. لقَد قلَّ بين المهْد واللَّحْد لُبْثُهُ *** فلم ينْسَ عهْدَ المهْد إذ ضُمَّ في اللَّحْدِ
9. تَنَغَّصَ قَبْلَ الرِّيِّ ماءُ حَياتِهِ *** وفُجِّعَ منْه بالعُذُوبة والبَرْدِ
10. ألَحَّ عليه النَّزْفُ حتَّى أحالَهُ *** إلى صُفْرَة الجاديِّ عن حُمْرَةِ الوَرْدِ
11. وظلَّ على الأيْدي تَساقط نَفْسُه *** ويذوِي كما يذوي القَضِيبُ من الرَّنْدِ
12. فَيَالكِ من نَفْس تَسَاقَط أنْفُساً *** تساقط درٍّ من نِظَام بلا عقدِ
13. عجبتُ لقلبي كيف لم ينفَطِرْ لهُ *** ولوْ أنَّهُ أقْسى من الحجر الصَّلدِ
14. بودِّي أني كنتُ قُدِّمْتُ قبْلَهُ *** وأن المنايا دُونَهُ صَمَدَتْ صَمْدِي
15. ولكنَّ ربِّي شاءَ غيرَ مشيئتي *** وللرَّبِّ إمْضَاءُ المشيئةِ لا العَبْدِ
16. وما سرني أن بعْتُهُ بثَوابِه *** ولو أنه التَّخْليدُ في جنَّةِ الخُلْدِ
17. وَلا بِعْتُهُ طَوْعاً ولكنْ غُصِبْته *** وليس على ظُلْمِ الحوادِث من مُعْدِي
18. وإنِّي وإن مُتِّعْتُ بابْنيَّ بَعْده *** لَذاكرُه ما حنَّتِ النِّيبُ في نَجْدِ
19. وأولادُنا مثْلُ الجَوارح أيُّها *** فقدْناه كان الفاجِعَ البَيِّنَ الفقدِ
20. لكلٍّ مكانٌ لا يَسُدُّ اخْتلالَهُ *** مكانُ أخيه في جَزُوعٍ ولا جَلدِ
21. هَلِ العَيْنُ بَعْدَ السَّمْع تكْفِي مكانهُ *** أم السَّمْعُ بَعْد العيْنِ يَهْدِي كما تَهْدي
22. لَعَمْرِي لقد حالَتْ بيَ الحالُ بَعْدَهُ *** فَيَا لَيتَ شِعْرِي كيف حالَتْ به بَعْدِي
23. ثَكِلتُ سُرُوري كُلَّه إذْ ثَكلتُهُ *** وأصبحتُ في لذَّاتِ عيْشي أَخَا زُهْدِ
24. أرَيْحَانَةَ العَيْنَينِ والأَنْفِ والحَشا *** ألا لَيْتَ شعري هَلْ تغيَّرْتَ عن عهدي
25. سأسْقِيكَ ماءَ العيْن ما أسْعَدَتْ به *** وإن كانت السُّقْيَا من الدَّمْعِ لا تُجْدِي
26. أعَيْنَيَّ جُودا لي فقد جُدْتُ للثَّرى *** بأنْفِس ممَّا تُسأَلانِ من الرِّفْدِ
27. أعَيْنيَّ إن لا تُسْعِداني أَلُمْكُمَا *** وإن تُسْعداني اليوم تَسْتَوْجبا حَمْدي
28. عَذَرْتُكُما لو تُشْغَلانِ عن البُكا *** بِنَوْمٍ وما نَوْمُ الشَّجِيِّ أخي الجَهْدِ
29. أقُرَّةَ عيني قدْ أطَلْت بُكاءها *** وغادرْتها أقْذَى من الأعينِ الرُّمدِ
30. أقُرَّةَ عيني لو فَدَى الحَيُّ مَيِّتاً *** فَدَيْتُك بالحَوْبَاء أَوَّلَ من يَفْدِي
31. كأني ما اسْتَمْتَعتُ منك بنظْرة *** ولا قُبْلةٍ أحْلَى مَذَاقاً من الشَّهْدِ
32. كأني ما استمتعتُ منك بِضَمَّةٍ *** ولا شمَّةٍ في مَلْعبٍ لك أو مَهْدِ
33. ألامُ لما أُبْدي عليك من الأسى *** وإني لأخفي منه أضعاف ما أُبْدي
34. محمَّدُ ما شيْءٌ تُوُهِّمَ سَلْوةً *** لقلبيَ إلا زاد قلبي من الوجدِ
35. أرى أخَوَيْكَ الباقِيينِ فإنما *** يَكُونان للأَحْزَانِ أوْرَى من الزَّندِ
36. إذا لَعِبا في ملْعَبٍ لك لذَّعا *** فؤادي بمثل النار عنْ غير ما قَصدِ
37. فما فيهما لي سَلْوَةٌ بَلْ حَزَازَةٌ *** يَهِيجانِها دُونِي وأَشْقَى بها وحْدي
38. وأنتَ وإن أُفْردْتَ في دار وَحْشَةٍ *** فإني بدار الأنْسِ في وحْشة الفَرْدِ
39. أودُّ إذا ما الموتُ أوْفَدَ مَعْشَراً *** إلى عَسْكَر الأمْواتِ أنِّي من الوفْدِ
40. ومن كانَ يَسْتهدِي حَبِيباً هَدِيَّةً *** فَطَيْفُ خيَال منك في النوم أسْتَهدي
41. عليك سلامُ الله مني تحيةً *** ومنْ كلِّ غيْثٍ صادِقِ البرْقِ والرَّعْدِ
الرابط: http://www.4shared.com/audio/-AZJcAOB/____.html
ملاحظة: القصيدة بصوت زيناتي قدسية، من برنامج الموسوعة الشعرية الإصدار الأول.
و إليكم القصيدة كلها
قال ابن الرومي يرثي ولده
1. بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا يُجْدي *** فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي
2. بُنَيَّ الذي أهْدَتْهُ كَفَّايَ للثَّرَى *** فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى ويا حَسْرة المُهدِي
3. ألا قاتَل اللَّهُ المنايا ورَمْيَها *** من القَوْمِ حَبَّات القُلوب على عَمْدِ
4. تَوَخَّى حِمَامُ الموتِ أوْسَطَ صبْيَتي *** فلله كيفَ اخْتار وَاسطَةَ العِقْدِ
5. على حينََ شمْتُ الخيْرَ من لَمَحَاتِهِ *** وآنَسْتُ من أفْعاله آيةَ الرُّشدِ
6. طَوَاهُ الرَّدَى عنِّي فأضحَى مَزَارُهُ *** بعيداً على قُرْب قريباً على بُعْدِ
7. لقد أنْجَزَتْ فيه المنايا وعيدَها *** وأخْلَفَتِ الآمالُ ما كان من وعْدِ
8. لقَد قلَّ بين المهْد واللَّحْد لُبْثُهُ *** فلم ينْسَ عهْدَ المهْد إذ ضُمَّ في اللَّحْدِ
9. تَنَغَّصَ قَبْلَ الرِّيِّ ماءُ حَياتِهِ *** وفُجِّعَ منْه بالعُذُوبة والبَرْدِ
10. ألَحَّ عليه النَّزْفُ حتَّى أحالَهُ *** إلى صُفْرَة الجاديِّ عن حُمْرَةِ الوَرْدِ
11. وظلَّ على الأيْدي تَساقط نَفْسُه *** ويذوِي كما يذوي القَضِيبُ من الرَّنْدِ
12. فَيَالكِ من نَفْس تَسَاقَط أنْفُساً *** تساقط درٍّ من نِظَام بلا عقدِ
13. عجبتُ لقلبي كيف لم ينفَطِرْ لهُ *** ولوْ أنَّهُ أقْسى من الحجر الصَّلدِ
14. بودِّي أني كنتُ قُدِّمْتُ قبْلَهُ *** وأن المنايا دُونَهُ صَمَدَتْ صَمْدِي
15. ولكنَّ ربِّي شاءَ غيرَ مشيئتي *** وللرَّبِّ إمْضَاءُ المشيئةِ لا العَبْدِ
16. وما سرني أن بعْتُهُ بثَوابِه *** ولو أنه التَّخْليدُ في جنَّةِ الخُلْدِ
17. وَلا بِعْتُهُ طَوْعاً ولكنْ غُصِبْته *** وليس على ظُلْمِ الحوادِث من مُعْدِي
18. وإنِّي وإن مُتِّعْتُ بابْنيَّ بَعْده *** لَذاكرُه ما حنَّتِ النِّيبُ في نَجْدِ
19. وأولادُنا مثْلُ الجَوارح أيُّها *** فقدْناه كان الفاجِعَ البَيِّنَ الفقدِ
20. لكلٍّ مكانٌ لا يَسُدُّ اخْتلالَهُ *** مكانُ أخيه في جَزُوعٍ ولا جَلدِ
21. هَلِ العَيْنُ بَعْدَ السَّمْع تكْفِي مكانهُ *** أم السَّمْعُ بَعْد العيْنِ يَهْدِي كما تَهْدي
22. لَعَمْرِي لقد حالَتْ بيَ الحالُ بَعْدَهُ *** فَيَا لَيتَ شِعْرِي كيف حالَتْ به بَعْدِي
23. ثَكِلتُ سُرُوري كُلَّه إذْ ثَكلتُهُ *** وأصبحتُ في لذَّاتِ عيْشي أَخَا زُهْدِ
24. أرَيْحَانَةَ العَيْنَينِ والأَنْفِ والحَشا *** ألا لَيْتَ شعري هَلْ تغيَّرْتَ عن عهدي
25. سأسْقِيكَ ماءَ العيْن ما أسْعَدَتْ به *** وإن كانت السُّقْيَا من الدَّمْعِ لا تُجْدِي
26. أعَيْنَيَّ جُودا لي فقد جُدْتُ للثَّرى *** بأنْفِس ممَّا تُسأَلانِ من الرِّفْدِ
27. أعَيْنيَّ إن لا تُسْعِداني أَلُمْكُمَا *** وإن تُسْعداني اليوم تَسْتَوْجبا حَمْدي
28. عَذَرْتُكُما لو تُشْغَلانِ عن البُكا *** بِنَوْمٍ وما نَوْمُ الشَّجِيِّ أخي الجَهْدِ
29. أقُرَّةَ عيني قدْ أطَلْت بُكاءها *** وغادرْتها أقْذَى من الأعينِ الرُّمدِ
30. أقُرَّةَ عيني لو فَدَى الحَيُّ مَيِّتاً *** فَدَيْتُك بالحَوْبَاء أَوَّلَ من يَفْدِي
31. كأني ما اسْتَمْتَعتُ منك بنظْرة *** ولا قُبْلةٍ أحْلَى مَذَاقاً من الشَّهْدِ
32. كأني ما استمتعتُ منك بِضَمَّةٍ *** ولا شمَّةٍ في مَلْعبٍ لك أو مَهْدِ
33. ألامُ لما أُبْدي عليك من الأسى *** وإني لأخفي منه أضعاف ما أُبْدي
34. محمَّدُ ما شيْءٌ تُوُهِّمَ سَلْوةً *** لقلبيَ إلا زاد قلبي من الوجدِ
35. أرى أخَوَيْكَ الباقِيينِ فإنما *** يَكُونان للأَحْزَانِ أوْرَى من الزَّندِ
36. إذا لَعِبا في ملْعَبٍ لك لذَّعا *** فؤادي بمثل النار عنْ غير ما قَصدِ
37. فما فيهما لي سَلْوَةٌ بَلْ حَزَازَةٌ *** يَهِيجانِها دُونِي وأَشْقَى بها وحْدي
38. وأنتَ وإن أُفْردْتَ في دار وَحْشَةٍ *** فإني بدار الأنْسِ في وحْشة الفَرْدِ
39. أودُّ إذا ما الموتُ أوْفَدَ مَعْشَراً *** إلى عَسْكَر الأمْواتِ أنِّي من الوفْدِ
40. ومن كانَ يَسْتهدِي حَبِيباً هَدِيَّةً *** فَطَيْفُ خيَال منك في النوم أسْتَهدي
41. عليك سلامُ الله مني تحيةً *** ومنْ كلِّ غيْثٍ صادِقِ البرْقِ والرَّعْدِ