مشاهدة النسخة كاملة : القومية والوطنية وخطرها على المسلمين
بوعلام العاصمي
2010-07-08, 12:14
بسم الله الرحمن الرحيم
سأقوم بنقل هذا الموضوع إن شاء الله على شكل أسئلة ..
س1: كيف عمل أعداء الإسلام على بث هذه المذهبين؟؟
عمل أعداء الإسلام على بث هذه المذاهب مستخدمين لذلك وسيلتين:-
1- الهجوم الشرس على العقيدة الإسلامية والشريعة ورميها بأحط ما وضعوا من عبارات مسفة كقولهم إن الشريعة الإسلامية شريعة بربرية تشوه يد السارق، وترتكب جريمة فظيعة برجم الزاني المحصن ولا تساير روح العصر الذي سيطرت عليه المعارف "التكنولوجية" بل ليس في الإسلام مواد قانونية تنظم حياة الناس.. إلى آخر ذلك الهراء.
2- إضفاء صبغة البهرجة الكاذبة، والدعاية لتلك المذاهب الهدامة ووصفها بأنها هي علامة التقدم ومسايرة الركب الحضاري العالمي، وهى التي تعطي الناس الحرية في كل شيء. وهي مذاهب لا تقيد إنسان بدين معين، بل يأخذ ما يريد ويدع ما لا يريد مذاهب تخلو من التزمت وضيق الأفق.. إلى آخر ما هنالك مما يقال.
س2: الهدف من كل هذه المذاهب؟؟؟
يمكن القول أن الهدف الأول والأخير من كل هذه المذاهب الكافرة هو:إخراج المسلم من إسلامه وقطع ولاء المسلم بربه ودينه وإخوانه المؤمنين، ثم العودة إلى روح الجاهلية التي تتمثل في الطاعة والانقياد والخضوع لهذه المذاهب الكافرة ولطواغيتها الذين يخططون لها. والعودة أيضاً بالمسلمين إلى جاهلية العرق والنسب والتراب وسائر أنواع النتن التي أمر الله المسلمين بتركها لأنها تنقض عرى الإسلام عروة عروة. وهذا الهدف تتفق عليه كل المذاهب الكافرة باتجاهاتها المختلفة وانتماءاتها المتنوعة.
س3:ما هي أهم هذه المذاهب؟؟
أهم هذه المذاهب القومية والوطنية، اللتان تحصران الولاء في دائرة الجنس أو التراب فيلتقي فيها مثلاً اليهودي العربي والنصراني العربي والمشرك العربي، والبعثي العربي مع المسلم العربي لأن رابطة القومية العربية تجمعهم!! وهذا أمر يرفضه الدين الحنيف لأن الرابطة فيه هي رابطة العقيدة، فضلاً عن أن الوطنية والقومية ضيقتا دائرة الولاء.
إنَّ العالم الإسلامي كان أمة واحدة تظلله راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ورغم خط الانحراف الذي يرتفع ويهبط في تاريخ المسلمين إلا أنهم إلى ما يقرب من ثلاثة قرون كانوا يشعرون أنهم أمة واحدة لأنهم يدينون بدين واحد ويؤمنون بكتاب واحد وسنة واحدة ويتحاكمون إلى شريعة واحدة.
ولقد كان المسلم يخرج من طنجة حتى ينتهي به المقام في بغداد لا يحمل معه جنسية قومية أو هوية وطنية وإنما يحمل شعاراً إسلاميا هو كلمة التوحيد، فكلما حل أرضاً وجد فيها له إخوة في الإيمان وإن كانت الألسنة مختلفة والألوان متباينة لأن الإسلام أذاب كل تلك الفوارق واعتبرها من شعارات الجاهلية. ولكنه نتيجة لضعف المسلمين وتمكينهم عدوهم من أنفسهم سهل استعمارهم من قبل أرذل خلق الله. وهم اليهود والنصارى ومن جاء بعدهم كالملاحدة الشيوعيين. وبعد أن تمكن العدو من السيطرة على أرض الإسلام أخذ يبث سمومه ويغرس في نفوس الضعاف والسذج والعملاء حبه ونصرته وموالاته، واستحسان ما هو عليه من باطل وكفر، وهنا نزع الولاء الإسلامي ليحل محله الولاء الجاهلي الكافر. ومصداق هذا الكلام قول أحد المستشرقين في كتاب "الشرق الأدنى مجتمعه وثقافته" وهو يتحدث عن أسلوب نزع ولاء المسلمين فيقول (إننا في كل بلد إسلامي دخلناه نبشنا الأرض لنحصل على تراث الحضارات القديمة قبل الإسلام، ولسنا نعتقد بهذا أن المسلم سيترك دينه ولكنه يكفينا منه تذبذب ولائه بين الإسلام وتلك الحضارات). وهذا الكلام صادق في ذاته، لأن نشوء فكرة إحياء الحضارات والنعرات الجاهلية أمر خطير على قضية الولاء، حيث ينشأ من ذلك فصام نكد، ويبتدئ الميل والحب – بفعل شياطين الجن والإنس – يكبر تجاه هذه الحضارات ويقل ثم يضمحل الولاء الإسلامي الخالص لله رب العالمين.
وبعد أن كان البراء أمراً ملازماً للولاء تجاه هذه النعرات الجاهلية أصبح أمراً لا وجود له – إلا عند من رحم الله – لأن هذه الأفكار كفيلة بغسل فكرة البراء من النفس عند ضعاف الإيمان، أو المغالطة عند البعض بأن هذه الأفكار والمذاهب لا تتعارض مع الإسلام! ويقال: ما الذي يمنع المسلم أن يكون مسلماً وقومياً أو مسلماً علمانياً أو مسلماً اشتراكياً.. الخ.
ولما أدرك أعداء الإسلام مدى جدوى وفاعلية هذه الفكرة التي تمسخ
المسلم حتى يصبح مخلوقاً لا صلة له بالله –كما قالوا – بدأوا ببث فكرة القومية والوطنية مبتدئين بتركيا مقر آخر خلافة إسلامية، حيث نشأت هناك: القومية الطورانية وتزعم هذه الدعوة حزب "الاتحاد والترقي" فبدأ بالمطالبة "بتتريك" تركيا، وعودة القومية الطورانية متخذين لذلك شعار: الذئب الأغبر الذي هو معبود الأتراك قبل أن يعرفوا الإسلام. وبهذا (التتريك) أخذت الدولة العثمانية تضغط على العرب، حيث تعطي الأتراك امتيازات خاصة بهم لأنهم ترك! وهذا الفعل فضلاً عن كونه يعارض مبدأ العدل الإسلامي هو أيضاً مؤشر للعرب أن يتحدوا في قومية عربية جديدة! وهذا هو الذي حصل فعلاً. فلقد قام الجاسوس لورنس – الذي سماه المغفلون – "لورنس العرب" بالتخطيط لقيام ما يسمى بالثورة العربية الكبرى ضد الخلافة العثمانية وانضم العرب إلى جيوش الحلفاء الذين لا يرقبون في مؤمن إلا وذمة ولا يراعون في مسلم عهداً ولا حرمة. ومن المضحك المخزي أن محرك هذه الجيوش العربية هو لورنس العرب!!
فانظر إلى جيوش عربية تزعم أنها مسلمة وولاؤها لجاسوس غربي كافر اسمه لورنس!! وبعد انتهاء مهمة هذه الجيوش قال أحد القادة الإنجليز –اللينبي – قولته المشهورة "الآن انتهت الحروب الصليبية"!! يقصد بذلك أن الحقد الصليبي ظل كامناً في نفوس الصليبيين إلى أن استردوا بيت المقدس". وانفصل العرب عن إخوانهم المسلمين في أنحاء المعمورة واعتنقوا القومية العلمانية من أجل تقليد الغرب الذي آمن بها بالأمس وكفر بها اليوم. وأصبح "كل تجمع أو حتى تضامن أو تقارب على أساس العقيدة والدين مظهراً من مظاهر التخلف والرجعية يجب أن تبرأ منه الجماهير لتكون عصرية تقدمية".
ولما انتكست العرب وعادت إلى نعرة الجاهلية، فقدت روح التضحية والجهاد، وولت وجهها تجاه اليمين واليسار، حيث اليمين له ألوان وضروب من واشنطن إلى باريس إلى لندن واليسار له ألوان أحمر وأصفر وبينهما بعد ما بين موسكو وبكين.
ولما وقعت هذه النعرة الجاهلية، وقع معها كل باطل وكل شر فأما شريعة الله وحكمه وقيامها بما يحتاج إليه البشر لأنها من عند الله وهو العليم سبحانه بما يصلح أحوال البشر: فقد أقصيت وحل محلها قانون البعث العربي الاشتراكي الذي أخذ هذا الشعار.
لا تسل عن ملتي أو مذهبي أنا بعثي اشتراكي عربي
ومن المضحك أن صاحب هذا الشعار حين تلقى صفعة موجعة من اليهود بالرغم من ولائه لهم – مسح ذلك الشعار وكتب مكانه "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"!!!
س 4:ما هي تجاوزات الفكر القومي والوطني؟؟
يمكن إجمال تجاوزات الفكر القومي في النقاط التالية:
1- إضفاء الصبغة التاريخية على الإسلام، إذ تم عدّه مرحلة ماضية من تاريخ الأمة العربية، فالقومية العربية هي الفكرة الكلية الشاملة، والإسلام جزء من القومية، أو هو تجربة من إفرازات العبقرية العربية.
2- محاولة تضخيم تاريخ الجاهلية وتاريخ العرب قبل البعثة النبوية، والاعتداد به، وجعله في الغالب مصدر انتماء واعتزاز، وتصوير العرب في تاريخهم الطويل على أنهم أصحاب حضارة ممتدة. مع تحجيم دور الإسلام من خلال التركيز على الحركات الشعوبية: كالقرامطة والزنادقة والزنج والحشاشين وإخوان الصفا، إلى جانب الاهتمام بنقاط الضعف والجوانب السوداء في التاريخ الإسلامي.
3- إعطاء القومية بوصفها انتماء، مضموناً عقائدياً، بحيث تصبح القومية عقيدة أو ديناً يحل محل العقائد والأديان التي من جملتها الإسلام، بل هو المقصود من دونها. فلم تدُم النزعةُ القومية العربية المجردة فترةً طويلة حيث بدأت تنكفيء أمام الغزو الماركسي والأحزاب والشيوعية. ففي الخمسينات عُقد في بيروت اجتماع لدعاة القومية العربية يهدف إلى تبني محتوىً عقائديٍ للقومية العربية كان من نتائجه اعتبارُ الفكر الاشتراكي الماركسي المحتوى الأيديولوجي للحركات القومية العربية عموماً, كما نجم عنه انسحاباتٌ كثيرة من إطار العمل القومي بسبب من توجهاته الماركسية، وهكذا أصبحت العروبة مركباً للفكر اليساري والحركات الشيوعية.
4- إقصاء الإسلام بوصفه المقوِّم الأساس للشخصية العربية، والانتقاص من دوره في الحياة.
5- ربط القومية ببعض المذاهب والفلسفات اللادينية، كالربط بينها وبين الفكر الماركسي والاشتراكي، أو الفكر العلماني، وذلك على الصعيد السياسي والثقافي والاجتماعي.
س5: ما هي نتائج الدعوة للقومية الوطنية في العالم الإسلامي؟؟
لقد ترك تيار الدعوة القومية والوطنية آثاراً خطيرة في العالم الإسلامي، نذكر منها ما يلي:-
1- نشر الأفكار الغربية اللادينية، وإقصاء الإسلام وتفريغ القضية السياسية والاجتماعية بوجه عام من المحتوى الإسلامي، وإحلال فلسفات وعقائد أخرى محل العقيدة الإسلامية، واستبدال الرابطة الدينية بالقومية التي تستهدف عزل الشعوب والأمم الإسلامية بعضها عن بعض، ومثال ذلك ظهور الجامعة العربية -تحت شعار القومية العربية- كبديل عن الجامعة الإسلامية التي كانت المناداة بها فكرة تراود دعاة الإصـلاح الإسـلامي فـي تلـك الفتـرة، ومـن المعلـوم أن فكـرة إنشـاء جامعة الدول العربية هي من بنات أفكار وزير خارجية بريطانيا السابق "أنتوني إيدن".
2- تمكين الاستعمار الغربي من تحقيق أهدافه الشريرة التي تتمثل في هدم الخلافة الإسلامية، وتفتيت الكيان السياسي الإسلامي، والقضاء على الوحدة الإسلامية التي كانت تخيف الغرب الكافر، والتي كانت تمثل سداً منيعاً تحول دون سيطرته على العالم الإسلامي. يقول القس سيمون: "إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب السمر وتساعدهم على التملص من السيطرة الأوربية" ويقول زميله غاردنز:"إن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف الغرب".
وبالفعل لم يستطع الاستعمار الغربي الكافر إخضاع العالم الإسلامي لسيطرته العسكرية وسياسته الاستعمارية إلا بعد أن آتت الدعوة القومية ثمارها، إذ ظهرت القومية الطورانية في تركيا، والقومية العربية في بلاد العرب، والكردية في العراق، والقومية الهندية التي أدت إلى انقسام شبه القارة الهندية إلى عدة دول متناحرة: الهند -باكستان -كشمير، ثم أصبحت باكستان بفعل القومية البنغالية دولتين: باكستان وبنغلادش.
3- لقد عملت الدعوة القومية على إحياء النعرات الجاهلية القديمة التي كانت سائدة قبل الإسلام، وإلى الاهتمام بما يعرف بالحضارات القديمة، كالفارسية والفرعونية والآشورية والفينيقية والطورانية، بل أدت إلى الاهتمام بالديانات الوثنية القديمة وآلهتها المنقرضة بحجة أن هذه الأمور من التراث والتاريخ القومي.
4- ومن نتائج الفكر القومي: احتلال فلسطين عام 1948م من قبل اليهود وبدعم وتأييد استعماري أوربي وأمريكي، ثم سيطرة إسرائيل على البقية الباقية من فلسطين بما فيها القدس والمسجد الأقصى المبارك، ولقد ترتب على الفكر القومي العربي أن أصبحت قضية فلسطين قضية قومية تخص العرب وحدهم، وإقصاء الإسلام عنها.
: ما هو موقف الإسلام من القومية الوطنية؟؟
مـن المعلوم من دين الإسلام بالضرورة بطلان الدعوة إلى غير الإسلام، بطــلان التحزب والتعصب والتجمع على غير الولاء لله ورسوله والمؤمنين، فالدعوة إلى القومية أو الوطنية دعوة باطلة منكرة، يأباها دين الله عز وجل للأسباب التالية:-
أولاً: كونها تفرِّق بين المسلمين، وتجعلهم أحزاباً وقوميات متنافرة كل منها يتعصب لتاريخه وتراثه، فهي تفصل المسلم العربي عن أخيه المسلم العجمي، وتفرِّق بين العرب أنفسهم لأنهم كلهم لن يرتضوها، وإنما يرتضيها فريق منهم دون فريق، وكذا تفرق بين المسلمين: الأتراك والفرس والعرب فيما بينهم، وبذلك تخالف مقاصد الإسلام في التجمع والاعتصام، يقول الله تعالى(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) ويقول(إنما المؤمنون أخوة) ،ويقول(وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
ثانياً: إن الدعوة إلى القومية والوطنية من دعاوى الجاهلية التي حاربها الإسلام بلا هوادة، إذ حارب الإسلام كل دعوة تخرج عن دعوته المستمدة من مصدريه: القرآن والسنة، سواء كانت تلك الدعوة مرتبطة بلون أو جنس وعرق، أو بلد ووطن، أو مذهب وطريقة. ولا شك أن الدعوة القومية دعوة إلى غير الإسلام، ومناصرة لغير الحق، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "كل من خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة، فهو من عزاء الجاهلية..."، قال تعالى: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)، وإذا كان دعاة القومية يدعون إلى عصبية قومية ويتفاخرون بالعروبة أو بالطورانية ونحوها من القوميات، فإن الإسلام تبرأ من كل عصبية، قال صلى الله عليه وسلم(ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية)، وقال صلى الله عليه وسلم(إن الله قد أذهب عنكم عصبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي، الناس بنو آدم وآدم خلق من تراب، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)
وإذا كانت الدعوة إلى القومية أو الوطنية من دعاوى الجاهلية فإن الداعي إليها يخلع ربقة الدين من عنقه، ويعرّض نفسه إلى عذاب جهنم وبئس القرار، روى الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وأنا آمركم بخمس، الله أمرني بهن:السمع والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثي جهنم). قيل:يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال(وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، فادعوا بدعوى الله الذي سمّاكم المسلمين المؤمنين عباد الله".
ثالثاً: من أدلة بطلان الدعوة القومية:أنها تؤدي إلى موالاة الكفار والملاحدة، فالدعوة إلى القومية العربية سُلِّم إلى موالاة كفار العرب من النصارى واليهود والدروز والشيوعيين والباطنيين وغيرهم من الملاحدة والزنادقة، لأن الفكر القومي العربي يقول: كل العرب أولياء بعض، لا فرق بين المسلم وغيره من أصحاب الأديان والمعتقدات الأخرى. والفكر الوطني يقول كل أبناء الوطن أولياء بعض، لا فرق بين المسلم وغيره من أصحاب الأديان والمعتقدات الأخرى.
إنّ نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية تضافرت على بغض الكافرين من العرب وغيرهم، ومعاداتهم وتحريم موالاتهم واتخاذهم بطانة، ومن ذلك قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)، وقال( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ) وقال( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة:22) رابعاً: إنّ الدعوة القومية وكذا الدعوة للوطنية تفضي بالمجتمع إلى إقصاء الإسلام عقيدة وشريعة، لأن القوميين والوطنيين غيـر المسلمين لـن يرضـوا -ضـرورة كونهـم ليسـوا بمسلميـن- تحكيـم القـرآن وشـرع الله تعالى، وهذا يوجب لزعماء القومية اتخاذ الأحكام والقوانين الوضعية التي تخالف شرع الله وحكم القرآن الكريم حتى يستوي مجتمع القومية في تلك الأحكام والقوانين (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون). ولقد صرَّح قادة القومية العربية، ومثلهم قادة القومية الطورانية التركية، بأنهم لا يرغبون الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية. والفكر القومي- كما صرَّح قادته- إنما جاء لتحرير الإنسان العربي من الخرافات والغيبيات والأديان، ورفعوا شعار: الدين لله والوطن للجميع، وزعموا أن الأديان والتقاليد الموروثة عقبات يجب التخلص منها من أجل بناء مستقبل الأمة، وكان كثيراً ما يتمثل دعاة القومية العربية بقول الشاعر القروي:-
هبوني عيداً يجعل العرب أمة وسيروا بجثماني على دين بَرْهَم
سلام على كفر يوحِّـد بيننا وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم
ويقول شاعر آخر:
لا تسل عن ملتي أو مذهبي أنا بعثي اشتراكي عربي
وإذا كانت هذه حال الدعوة القومية والوطنية، وتلك جنايتها على الإسلام عقيدة وشريعة وأخوة إيمانية أدركنا سر ارتباط هذه الدعوة بالاستعمار الغربي الكافر وبأبناء النصارى ويهود الدونمة، وارتباطها باليهودية العالمية والمحافل الماسونية التي زرعها اليهود في المنطقة.
انتهى ..
منقول
بوعلام العاصمي
2010-07-08, 12:18
حكم الإسلام في القومية و الوطنية (هام للجميع)
حكم الإسلام في القومية و الوطنية (هامللجميع)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والاسلامعلى سيد المرسلين محمد بن عبد الله ومن تبعه ومن ولاه وسار على دربه وهديه باحسانالى يوم اللدين...........
حكم الإسلام في القومية و الوطنية
حتىنصدر حكما على فكرة ما، يجب علينا أولا أن نفهم معنى هذه الفكرة و واقعها و الغايةالتي تهدف إليها ، و بعد ذلك نصدر حكمنا من خلال الاسلام على تلك الفكرة. فما هومعنى فكرتي القومية و الوطنية، و ما هو واقعهما، و ما هي غايتهما؟
اماالقومية، ففي اللغة العربية "قوم الرجل : شيعته و عشيرته" هكذا في لسان العرب لابنمنظور. و لكن في الاصطلاح الحديث هي ترجمة لكلمة nationalism المستعملة في اللغاتالأوروبية. و هذا الاصطلاح الحديث دخيل على اللغة العربية، و دخيل على فكرالمسلمين. و بناء علي اصطلاح الأوروبيين هذا، فهي تعرض على أنها رابطة للمجتمع تربطبين مجموعة من البشر يشتركون بخصائص و صفات مشتركة. فما هي العناصر التي تؤلف تلكالخصائص و الصفات؟ لم يستطع أصحابها أن يتفقوا على مجموعة العناصر التي تشكل "القومية" و لا أن يحددوا مدلولها بشكل منضبط. فمنهم من قال إن مقومات القومية هيالدين، و منهم من قال هي العادات و التقاليد المشتركة، و منهم من قال هي اللون أوالعرق البشري، و منهم من قال هي المنطقة الجغرافية، و منهم من جمعها كلها، و منهممن جمع بعضها و رفض البعض الاخر.
و إذا نظرنا إلى هذه العناصر : اللغة والرقعة الجغرافية و التاريخ المشترك و المصالح المشتركة... نجد أنها نتائج و ليستسببا. إنها نتائج توجد عند الناس الذين تكون بينهم رابطة تربطهم، و ليست هذهالعناصر هي التي تشكل الرابطة. الذي يوجد الرابطة بين الناس هي وحدة أفكارهم، وخاصة الأفكار الأساسية. و لتوضيح ذلط نأخذ المجتمع المكي قبيل بعثة النبي محمد صلىاله عليه و سلم. كانت قبيلة قريش تشكل المجتمع المكي (كان هناك ناس من قبئل أخرى ولكن كانوا تبعا لقريش و يحملون الولاء لها). هذه القبلية كانت ذات لغة واحدة، وتاريخ واحد و رقعة جغرافية واحدة، و عرقية عصبية واحدة، و مصالح مشتركة. و كانت فيالوقت نفسه تحمل أفكارا مشتركة.
جاء الاسلام و لم يتعرض إلى لغتهم و لاتاريخهم و لا عرقيتهم و لا جغرافيتهم و لا مصالحهم ، و إنما تعرض لشيء واحد، هوأفكارهم بدءا بالعقيدة الأساس، مرورا بالعقائد الفرعية وصولا إلى سلوكهم و قيمهم ومقاييسهم و معاملاتهم.
بعد مدة حصل انشقاق في المجتمع المكي : فريق مسلم وآخر مشرك. و هاجر قسم من المسلمين إلى الحبشة و صبر قسم آخر على الأذى و المقاطعة،ثم هاجروا إلى المدينة. ثم وقعت حروب طاحنة بين الفريقين.
لماذا حصل الانشقاق،مع أن كل العناصر التي يزعمون أنها تشكل الخصائص و الصفات التي توجد الرابطة موجودة، ما عدا عنصر الوحدة الفكرية؟
ثم بعد فتح مكة و دخول قريش إلى الاسلام عادتالوحدة الفكرية إلى المجتمع المكي، و لكن هذه المرة على أساس الاسلام و مفاهيمالاسلام، فعادت اللحمة إلى مجتمع مكة من جديد.
و هذا المثال الواضح يرينا أنالذي يوجد الرابطة و الوحدة و الاندماج و الانسجام هو وحدة الأفكار. و كلما ازدادتنسبة الأفكار لمتفق عليها في المجتمع قويت الرابطة و اشتدت أواصرها، و كلما ازدادتنسبة الأفكار المختلف عليها تشقق المجتمع و تفكك. و لا نظن أن شخصا عاقلا نزيهايماري في هذا الرأي.
إن فكرة القومية التي انتشرت في بلادنا هي القوميةالعربية فلنلق الضوء عليها بشكل خاص. فالقوميون العروبيون يرون أن "العرب" يشكلون "أمة واحدة" مستقلة عن غيرها من الشعوب و ألأمم، فهم "أمة عربية" و ليسوا "أمةاسلامية" و لا جزءا من "أمة اسلامية"، إذ لا وجود "لأمة اسلامية" بنظر هؤلاء. ويرون أن الرابطة التي تجمع هذه "الأمة" هي اللغة العربية بشكل أساسي.
فما هوالموقف الشرعي من تلك الفكرة؟
إن النظرة النزيهة إلى التاريخ لا تحتاج إلاإلى قليل من الوعي حتى تدرك أن اللغة العربية لم تكن يوما لتشكل رابطة للمجتمع. فهاهي في الجاهلية كانت منتشرة في الجزيرة العربية كلها، فلماذا لم تجمع العرب؟ ألمتكن القبائل العربية متفرقة متناحرة رغم وحدة اللغة؟
إن العرب لم يتحدوا ويجتمعوا إلا بعد ان نزل الاسلام و انتشر في الجزيرة العربية، و ها هو الله سبحانه وتعالى يذكر المسلمين بالنعمة التي أسبغها عليهم بالإسلام قائلا: و اعتصموا بحبلالله جميعا و لا تفرقوا ، و اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكمفأصبحتم بنعمته إخوانا : و كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبينالله لكم آياته لعلكم تهتدون ..سورة آل عمران - آية 103
إذن فإن الاسلامبوصفه دينا للبشر كافة و نظاما للحياة و المجتمع هو الذي جمع العرب و ليس اللغةالعربية . "و ألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم و لكنالله ألف بينهم إنه عزيز حكيم" سورة الأنفال آية 63
و هناك من القوميينالعروبيين من يقول إن مقومات القومية العربية هي العروبة و الاسلام معا. و يستدلعلى ذلك بأن القرآن عربي ، فالله تعالى يقول "إنا أنزلناه قرءانا عربيا لعلكمتعقلون".. سورة يوسف آية 2
و ينسب بذلك القومية العربية إلىالاسلام.
فهؤلاء نقول لهم ، إن الله تعالى يقول للرسول صلى الله عليه و سلم: قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا" .. سورةالأعراف آية 158
و يقول عز و جل: "و ما أرسلناك إلا رحمةللعالمين" سورة الأنبياء آية 107
و يقول سبحانهوما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا و نذيرا ..سورة سبأ آية 28
و قال رسولالله صلى الله عليه و سلم: كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة و بعثت إلى كل أحمر وأسود.
فرسالة الاسلام رسالة عالمية و ليست للعرب وحدهم ، و الأمة تضم المؤمنينمن العرب و غيرهم . فقد كان في نص الوثيقة التي كتبها الرسول صلى الله عليه و سلمفور وصوله إلى المدينة و قيام الدولة الاسلامية الأولى أن "المؤمنين و المسلمين منقريش و يثرب و من تبعهم و جاهد معهم أنهم أمة واحدة من دون الناس" سيرة ابنهشام
فالأمة الاسلامية حين انتشرت و توسعت ضمت في رحابها من العجم و سائر الشعوبأكثر مما ضمت من العرب. و ها هي الامة الاسلامية اليوم تربو على مليار نسمة, لايزيد العرب عن ربعهم و الباقون من غير العرب.
و لنتذكر وصية الرسول صلى اللهعليه و سلم في حجة الوداع: " يا أيها الناس ، ألا إن ربكم واحد، ألا إن أباكم واحد،ألا لا فضل لعربي على عجمي ، و لا لعجمي على عربي, و لا لأسود على أحمر , و لالأحمر على أسود, إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم"
نعملقد تمسك المسلمون باللغة العربية ، إلا أنهم لم يتمسكوا بها بدافع قوميأو عنصري، و إنما تمسكا بالاسلام نفسه الذي نزل بلغة العرب، و هي اللغةالتي يحترمها جميع المسلمين عربا و غير عرب، و يسعون إلى تعلمها و إتقانها . و هانحن نرى أن اللغة العربية انتشرت مع انتشار الاسلام ما بين الخليخ شرقا و المحيطالأطلسي غربا، و تصل إلى حدود الأناضول شمالا، بعد أن كانت حبيسة الجزيرة العربية. فهل كان لتلك اللغة أن تنتشر لولا ظهور الاسلام؟
لذلك فإنالدعوة إلى القومية هي دعوة إلى عصبية جاهلية جدية، و ليست من الاسلام فيشيء. و الداعي إلى القومية مرتكب لمعصية كبيرة و آثم عند اللهتعالى.
و أما الوطنية : فيعرضها أصحابها رابطة تجمع الناس فيوطن معين. أما ما هو هذا الوطن؟ فواقع الذين يدعون إلى الوطنية أنهم يعدون الوطن هوذلك الكيان السياسي الذي تقوم فوقه دولة ذات
حدود مرسومة على الخريطة بغضالنظر عمن رسم تلك الحدود. فيتكلمون عن الوطنية اللبنانية و الوطنية العراقية والوطنية المصرية و هكذا. فهل هذا حقا هو معنى كلمة "الوطن"؟
يقول صاحبالقاموس المحيط عن المعنى اللغوي لكلمة وطن: "منزل الإقامة و مربط البقر و الغنم،الجمع أوطان، و وطن به يطن و أوطن: أقام". و الإقامة قد تكون في قرية أو مدينة وبذلك
تصلح المدينة أو القرية لأن تكون وطنا. إذن فغن أوسع مدلول لكلمة وطنهو القرية أو المدينة التي يعيش فيها الإنسان , أما سائر المدن و القرى فهي كلهابالنسبة له سواء، لا فرق بين مدينة أو
قرية ضمن ولايته أو إمارته أو دولته و بينأخرى تقع خارجها، فكلها سواء من حيث إنه لا يستوطنها. فالمقيم في بيروت مثلا قديتعلق قلبه ببيروت لأنه عاش فيها و استوطنها و اعتاد عليها، إلا أنه لا فرق بالنسبةله بين طرابلس الشام و دمشق أو بين صيدا و الإسكندرية أو بين بعلبك و بغداد، من حيثإنها كلها مدن لا يستوطنها.
إلا أن أدعياء فكرة "الوطنية" لما أرادوا أنيبتدعوا فكرة يكرسون بها الكائنات التي أقامها الكافر المستعمر في بلادنا بعد أنقسمها إلى دويلات هزيلة، حرفوا كلمة "الوطن" لتصبح دالة على
”لبنان" الذي أسسهغورو سنة 1920 ، و على العرق و الأردن و فلسطين و سوريا و مصر التي أوجدتها معاهداتالغربيين و مؤامراتهم.
و بذلك تصبح "الوطنية" هي الرابطة التي تجمع الناسالذين يعيشون داخل حدود دولة من هذه الدول، و تفصلهم عن سائر الناس الذين هم خارجتلك الحدود.و بذلك يصبح اللبناني مرتبطا فقط
باللبناني و يصبح المصري مرتبطافقط بالمصري، حتى تنقسم الأمة و تتعدد همومها، و لا تعمل سويا في سبيل قضية واحدةهي قضية الأمة، فما يهم الجزائري لا يهم التونسي... و هكذا . و من
أجلتكريس ذلك المفهوم ، بثت بين الناس شعارات مضللة خبيثة مثل "الدين لله و الوطن للجميع" و مثل نحن ننتمي إلى الوطن قبل أن ننتمي إلى الدين" وغيرهما من الشعارات التي تتعارض مع الاسلام من حيث الأساس. فأين الوطنية من قولهصلى الله عليه و سلم : "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد ،إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و
الحمى".
ولا يخفى بعد هذا الشرح ما في فكرة "الوطنية" من خطر على كيان الأمة و من تآمرعليها. و ما قلناه في شأن القومية يقال في شأن الوطنية.
و علاوة على ذلك،فإن الواقع يثبت أن الأرض لا تجمع الناس و لا تربط بينهم، فهي تقوم ببعض الأحيانكرابطة مؤقتة، و ذلك حين يتعرض الوطن للاعتداء من قبل أجنبي يرفضه جميع المواطنين،فيتكتل
الجميع حتى يردوا ذلك العدو المشترك. إلا أنها في حالة السلم - و هيالحالة الطبيعية - فإنها لا تصلح لجمع الناس و لا تقوم رابطة بينهم. و أكبر دليلعلى ذلك أن الأوطان التي تحوي
مزيجا من السكان متناقضا فكريا تبقى دائما فيتوتر و تسود فيها الحروب، و هي لا تكاد تخرج من حرب حتى تدخل في أخرى. و هذا دليلعلى أن الوطنية ليست رابطة للمجتمع. فهذا لبنان و هذه
قبرص و هذه البوسنة وهذه الجزائر... كل منها تشكل دولة واحدة (وطنا واحدا) /، و لكن اختلاف الأفكار جعلالمشاعر تختلف و الدولة تتمزق.
و لكن العجيب في الأمر ، أن تجد أناسا ينسبونفكرة "الوطنية" إلى الاسلام! فيقولون إن الاسلام حض على الوطنية و عزز الشعورالوطني لدى المسلمين، مستدلين على ذلك بان الرسول صلى
الله عليه و سلم قالحين خرج من مكة: " أنت أحب بلاد الله إلي و لولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك"،و بأن الاسلام أمر بالدفاع عن الاوطان و اعتبر ذلك جهادا في سبيلالله.
فأما حديث رسول الله صلى اللهعليه و سلم الذي استدلوا به، فلا شان له بالوطنية لا من قريب و لا من بعيد. فالرسولعليه الصلاة و السلام لم يكن يحب مكة لأنها وطنه، و إنما كان يحبها لأنهاالبلد
الحرام الذي يحتضن الكعبة الشريفة. و الذي يوضح ذلك هو الحديث نفسه الذييستدلون به غالبا مجتزءا، فقد روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبيصلى الله عليه و سلم لما
خرج من مكة إلى الغار التفت إلى مكة و قال: " أنت أحببلاد الله إلى الله ، و أنت أحب بلاد الله إلي، و لولا أن المشركين أخرجوني لم أخرجمنك". إذا فالرسول صلى الله عليه و سلم كان يحب مكة لأنها أحب اليلاد إلى اللهتعالى.
و أما قولهم إن الاسلام أمربالدفاع عن الأوطان و اعتبر ذلك جهادا في سبيل الله، ففيه كثير من التلبيس والتضليل.
ذلك أن الاسلام لم يأمر بالدفاع عن "الوطن" و إنما أمر بالدفاع عنالبلاد الاسلامية بغض النظر عن كونها وطنا للمجاهد أو غير ذلك.
فعلى هذه الأساس فإن واجب الجهاد لتحرير فلسطين من دولة يهود و تحريرالأندلس من الأوروبيين و الدفاع عن أراضي البوسنة و الهرسك و الشيشان و بلاد كشميرفي الهند، لا يناط فقط بأهل تلك البلاد
طالما لا يستطيعون رد العدوانوحدهم، و إنما يناط الواجب بكل المسلمين الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى يتحققالفرض. و على هذا الأساس أيضا، لا يجب على المسلم الذي يعيش في غير البلادالاسلامية كأستراليا و أميركا أن يدافع عن تلك البلاد إذا نشبت حرب بين دولته ودولة أخرى، بل لا يجوز له ذلك، أن هذا قتال في غي سبيل الله، و الرسول صلى اللهعليه و سلم يقول: "من قتل تحت راية عمية، يدعو إلىعصبية ، أو ينصر عصبية ، فقتلة جاهلية".
ثم إن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يتمسك بتراب "وطنه" مكة الذي أخرج منه بغير حق هو و صحابته الكرم، و قد كان في استطاعته ذلك بعد الفتح. لكنه رجع إلى المدينة عاصمة الدولة الاسلامية و أقام فيها ما تبقى من أيام حياته، وو لم يوص المسلمين بدفن جثمانه الطاهر في تراب "الوطن" مكة المكرمة، و هكذا فعلأصحابه رضوان الله عليهممن بعده، فشهداء بدر و أحد دفنوا في البقيعفي المدينة و أبو عبيدة دفن في غور الأردن، و أبو أيوب الأنصاري دفن قرب أسوارالقسطنطينية، و حفظة القرآن الكريم من الصحابة دفنت أعداد منهم في أطراف الهند وبحر قزوين خلال الفتوحات الاسلامية،و لم يصدر عن رسول الله صلىالله عليه و سلم و لا عن صحابته الكرام أي اشارة "وطنية" أو حنين للديار ، بل كانهمهم الأول و قضيتهم المصيرية إعلاء كلمة الله و نشر الاسلام و إخراج الناس منالظلمات إلى النور.
لقد وصل الأمر ببعض دعاة "الوطنية " إلى افتراءالأحاديث على رسول الله صلى الله عليه و سلم كقولهم (حب الوطن من الإيمان) فهذا ليس بحديثو لم يقله صلى الله عليهو سلم
ثم إن حب الوطن شيء و "الوطنية" شيء آخر.
فحب الوطن شيء طبيعي و غريزي لدىالانسان، ذلك أن قلب الإنسان يتعلق بالمكان الذي اعتاد عليه و ترعرع فيه وكانت له معه ذكريات جميلة، فهو يحن إلى البيت الذي ترعرع فيه و يحب الحي أو القريةأو المدينة التي نشأ فيها أو سكنها فترة من الزمن، إلا أن هذا الحب "الغريزي" لايتعدى القرية أو المدينة أو المنطقة التي عاش فيه الانسان. أما "الوطنية" التي يروج لها مثقفو البلاط و كتابالسلطة، فهي التي يريدون لها أن تكون رابطة تجمع سكان الدولة الواحدة و تفصلهم عنسائر إخوانهم في سائر العالم الاسلامي.
لذلك نقول: إن الدعوة إلى القومية أو الوطنية هي ترويج للفكر الغربيالغريب عن الاسلام. و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: "من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد".فالداعي
إليهما آثم عند الله تعالى.فالواجبيحتم على المسلمين أن ينبذوا كل الأفكار و الأطروحات الدخيلة ، و يعودوا من جديدإلى إحياء الرابطة الاسلامية لإقامة مجتمعهم على أساس العقيدة الاسلامية ، فتسودهأفكار الاسلام ومشاعره و أنظمته، حتى تستأنف الأمة حياتها الاسلامية من جديد و تعودأرقى أمم العالم.
و إذا كانت الأمة كلها مخاطبة بهذا الخطاب، فإن المثقفينفيها هم أحرى الناس بالاستجابة، ذلك أنه في بيئتهم تفشت الأفكار الدخيلة و منخلالهم انتشرت، فعلى عاتقهم تقع مسؤولية التغيير
ما هي الوطنية؟
أ- لغة
الوطنية من " الوطن" وفيلسان العرب " وطن: الوطن المنزل تقيم به وهو موطن الانسان ومحله والجمع اوطانواوطان الغنم والبقر مرباضها واماكنها التي تاوي اليها..
وفي صفته صلى اللهعليه وسلم: كان لا يوطن الاماكن اي لا يتخذ لنفسه مجلسا يعرف به اما المواطن فكلمقام قام به الانسان لامر فهو موطن له .
وفي الحديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب وان يوطن الرجل فيالمكان بالمسجد كما يوطن البعير قيل معناه ان يالف الرجل مكانا معلوما من المسجدمخصوصا به يصلي فيه كالبعيرلا ياوي من عطن الا الى مبرك دمث قداوطنه واتخذه مناخا ومنه الحديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن ايطان المساجد اياتخاذها وطنا.."
ب - : مصطلح الوطنية
- مصطلح الوطنية انما ظهر في المجتمع الاوروبي على اثر تطورات فكرية و سياسيةهامة ادت الى اعادة صياغة المجتمعات الاوروبية. وبايجاز نقول ان مفهوم الوطن كونهبلد يربط فيه جماعة من الناس تتفق ان تلتزم بسيادة الوطن واطاعةالحاكم،وما يتبعه من اجهزة حكومية، انما ظهر بعد ان سعى سياسيونوفلاسفة في كسر شوكة الكنيسة والحد من تدخلها في الحياة العامة في المجتمعاتالاوربية وذلك على اثر الصراع الدامي الذي دار لعقود من الزمن واستهلك الكثير منالدماء والثروات
- من هنا تنادى المفكرون الى ضرورة وضع اسس جديدة تربط ببينالناس لا على اساس الدين والمذاهب الدينية التي ادت الى سفك الدماء وانما علىالولاء للوطن
- اي ان تحويل الولاء من الكنيسة ورجالاتها وايضا من رجالالاقطاع الى الحاكم الوطني كان من ابرز التحولات الفكرية السياسية التي عصفتبالمجتمع الاوروبي والتي توجت بتكريس مفهوم "فصل الدين عن الحياة" وهو اساس الفكرالعلماني والعقيدة العلمانية التي تقوم على انكار دور الدين والخالق في تصريف شؤونالمجتمع وان كانوا تساهلوا بعض الشيء بحيث سمحوا للافراد بالتدين ولكن على ان يتدخلهذا التدين بالشؤون العامة...
- وبناء على هذه النظرية العلمانية فامالمفكرون والفلاسفة من امثال روسو وجون لوك وفولتير ومونتسيكيو بوضع اسس نظرية "العقد الاجتماعي" وهو عبارة عن عقد بين الحاكم والمحكومين بحيث يكون للمواطن حقوققانونية دستورية على الحاكم ان يحترمها
- ومن هنا جاءت نظرية الحقوق الغربيةومن ثم حقوق المواطن والخ
2- كيف وردت اليناالوطنية حيث ان مفهوم الوطنية هو مفهوم حديث لم يرد في كتاب ربنا ولا سنة نبينا حقالتساؤل من اين ورد الينا؟؟ وكيف تحول مع الزمن حتى صار من المقدسات التي نسفكدماءنا في سبيلها؟؟
يرى الدكتور محمد حسين رحمه الله، فيكتابه "الاسلام والحضارة الغربية"، ان اول ما وردت لفظة "الوطن" انما جاء منخلالالازهر المتفرنس رفاعة الطهطاوي الذي اشرب حبفرنسا والحضارة الفرنسية حينما اقام فيها في 1826 الى 1832 فلما عاد الى مصر عاديصدح بالحضارة الفرنسية وجمالها وصار يدندن حول الوطنيةولعله بدابداية خجولة الا انه في الواقع طرح بذرة الفكرة التي جاء غيره من الضبوعين بحضارةالغرب ليكملوا سقيها ورعايتها ومن هؤلاء بعض نصارى الشام الذين راوا خلاصهم من حكمالاسلام بالعمل على نشرة فكرة القومية والوطنية
3- ماذا يترتب علىالوطنية؟
يترتب عليها بداية ان يكون الولاء والبراء دائرا حول الحدودالاصطناعية التي رسمها الانسان لما اسماه "وطن" ومن هنا شاع ضمنالناس (خاصة في الشام) مقولة :"الدين لله والوطن للجميع" لا بل حتى سعى بعضالماكرين الى ترويج الوطنية بدس احاديث فمن ذلك قولهم "حب الوطن من الايمان" فانظررحمك الله مدى خبثهم ومكرهم الذي تزول له الجبال.
فمفهوم الوطنية يؤدي الى اثارة البغضاء والاحقاد بين الناسوالعصبية الوطنية تؤدي الى دمار شامل لا يبقي ولا يذر وكل ذلك في سبيل الوطن كماشهد العالم في الحروب الكثيرة ومن ابرزها الحربين العالميتين في القرنالعشرين.
ويترتب على الوطنية ان يقوم يهود بمجازر تلو المجازر بحق مسلميفلسطين بينما مسلمو العالم الإسلامى مشغولون بهموم أو طانهم
بناء على ما سبق ما حكمالشرع في الوطنية
حيث انه قد علمبالضرورة الرابطة الايمانية هي الرابطة الوحيدة التي اعتبرها الشرع ففرق بين الابوابنه وبين الزوج وزوجته بحسب ايمانهم من كفرهم وحيث ان الولاء والبراء في الاسلامانما مداره حول الايمان او الكفر برب الكون وحيث ان السلام يقضي بوحدة المؤمنيناينما كانوا وان المسلم اخو المسلم وحيث ان الاسلام يوجب على المسلم ان يتلقى دينهوشريعته من رب الكون لا من حثالات البشر من مفكرين وفلاسفة مصيرهم جهنم فان الوطنيةبقضها وقضيضها حرام بحرام بحرام
و لا يجوز الدعوة لها ولا السكوت عنها فانها مناكبر المنكرات التي تفرق بين المسلم واخيه وتؤدي الى سفك الدم المسلم بغير وجه حقوتؤدي الى جعل الولاء والبراء مبنيان على غير رابطة الايمان وتؤدي الى اتخاذالكافرين اولياء من دون المؤمنين
ولذا فالواجب الشرعي على كل مسلم ان يتبرا منها ومن اهلها وان يظهر العداوةلها ولمن عمل لها
واروع ما قيل عن الوطنية:
" والبشريةإما أن تعيش _ كما يريدها الإسلام _ أناسيّ تتجمع على زاد الروح وسمة القلب وعلامةالشعور .. وإما أن تعيش قطعانا خلف سياج الحدود الأرضية ، أو حدود الجنس واللون .. وكلها حدود مما يقام للماشية في المرعى كي لا يختلط قطيع بقطيع !!! " سيد قطب ،فيظلال القرآن
واخيراً اتمنى من الاخوة ان يحكموا شرع الله في هذه القضية وانتفكروا فيها تفكيراً مستنيراً
وسألاً من الله ان يهدينا ويسخر لنا من يفقهنافي ديننا
ونسأل الله ان يتم نصره للاسلام وان يعز الاسلام والمسلمين ويذلالشرك والمشركين
واخر دعوانا ان الحمد لله ربالعالمين..............
قال سيدي أبوبكر
( ألا إن محمداً قد مات ، ولابد لهذا الدين ممن يقومبه)
جزاكم الله خيرا
من موقع مفكرة الإسلام
بوعلام العاصمي
2010-07-08, 12:19
موقف عقيدة الولاء والبراء من الدعوة إلى الوطنية والقومية
س1: كيف عمل أعداء الإسلام على بث هذه المذهبين؟؟
عمل أعداء الإسلام على بث هذه المذاهب مستخدمين لذلك وسيلتين:-
(1) الهجوم الشرس على العقيدة الإسلامية والشريعة ورميها بأحط ما وضعوا من عبارات مسفة كقولهم إن الشريعة الإسلامية شريعة بربرية تشوه يد السارق، وترتكب جريمة فظيعة برجم الزاني المحصن ولا تساير روح العصر الذي سيطرت عليه المعارف "التكنولوجية" بل ليس في الإسلام مواد قانونية تنظم حياة الناس.. إلى آخر ذلك الهراء.
(2) إضفاء صبغة البهرجة الكاذبة، والدعاية لتلك المذاهب الهدامة ووصفها بأنها هي علامة التقدم ومسايرة الركب الحضاري العالمي، وهى التي تعطي الناس الحرية في كل شيء. وهي مذاهب لا تقيد إنسان بدين معين، بل يأخذ ما يريد ويدع ما لا يريد مذاهب تخلو من التزمت وضيق الأفق.. إلى آخر ما هنالك مما يقال.
س2: الهدف من كل هذه المذاهب؟؟؟
يمكن القول أن الهدف الأول والأخير من كل هذه المذاهب الكافرة هو:إخراج المسلم من إسلامه وقطع ولاء المسلم بربه ودينه وإخوانه المؤمنين، ثم العودة إلى روح الجاهلية التي تتمثل في الطاعة والانقياد والخضوع لهذه المذاهب الكافرة ولطواغيتها الذين يخططون لها. والعودة أيضاً بالمسلمين إلى جاهلية العرق والنسب والتراب وسائر أنواع النتن التي أمر الله المسلمين بتركها لأنها تنقض عرى الإسلام عروة عروة. وهذا الهدف تتفق عليه كل المذاهب الكافرة باتجاهاتها المختلفة وانتماءاتها المتنوعة.
س3:ما هي أهم هذه المذاهب؟؟
أهم هذه المذاهب القومية والوطنية، اللتان تحصران الولاء في دائرة الجنس أو التراب فيلتقي فيها مثلاً اليهودي العربي والنصراني العربي والمشرك العربي، والبعثي العربي مع المسلم العربي لأن رابطة القومية العربية تجمعهم!! وهذا أمر يرفضه الدين الحنيف لأن الرابطة فيه هي رابطة العقيدة، فضلاً عن أن الوطنية والقومية ضيقتا دائرة الولاء.
إنَّ العالم الإسلامي كان أمة واحدة تظلله راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ورغم خط الانحراف الذي يرتفع ويهبط في تاريخ المسلمين إلا أنهم إلى ما يقرب من ثلاثة قرون كانوا يشعرون أنهم أمة واحدة لأنهم يدينون بدين واحد ويؤمنون بكتاب واحد وسنة واحدة ويتحاكمون إلى شريعة واحدة.
ولقد كان المسلم يخرج من طنجة حتى ينتهي به المقام في بغداد لا يحمل معه جنسية قومية أو هوية وطنية وإنما يحمل شعاراً إسلاميا هو كلمة التوحيد، فكلما حل أرضاً وجد فيها له إخوة في الإيمان وإن كانت الألسنة مختلفة والألوان متباينة لأن الإسلام أذاب كل تلك الفوارق واعتبرها من شعارات الجاهلية. ولكنه نتيجة لضعف المسلمين وتمكينهم عدوهم من أنفسهم سهل استعمارهم من قبل أرذل خلق الله. وهم اليهود والنصارى ومن جاء بعدهم كالملاحدة الشيوعيين. وبعد أن تمكن العدو من السيطرة على أرض الإسلام أخذ يبث سمومه ويغرس في نفوس الضعاف والسذج والعملاء حبه ونصرته وموالاته، واستحسان ما هو عليه من باطل وكفر، وهنا نزع الولاء الإسلامي ليحل محله الولاء الجاهلي الكافر. ومصداق هذا الكلام قول أحد المستشرقين في كتاب "الشرق الأدنى مجتمعه وثقافته" وهو يتحدث عن أسلوب نزع ولاء المسلمين فيقول (إننا في كل بلد إسلامي دخلناه نبشنا الأرض لنحصل على تراث الحضارات القديمة قبل الإسلام، ولسنا نعتقد بهذا أن المسلم سيترك دينه ولكنه يكفينا منه تذبذب ولائه بين الإسلام وتلك الحضارات). وهذا الكلام صادق في ذاته، لأن نشوء فكرة إحياء الحضارات والنعرات الجاهلية أمر خطير على قضية الولاء، حيث ينشأ من ذلك فصام نكد، ويبتدئ الميل والحب – بفعل شياطين الجن والإنس – يكبر تجاه هذه الحضارات ويقل ثم يضمحل الولاء الإسلامي الخالص لله رب العالمين.
وبعد أن كان البراء أمراً ملازماً للولاء تجاه هذه النعرات الجاهلية أصبح أمراً لا وجود له – إلا عند من رحم الله – لأن هذه الأفكار كفيلة بغسل فكرة البراء من النفس عند ضعاف الإيمان، أو المغالطة عند البعض بأن هذه الأفكار والمذاهب لا تتعارض مع الإسلام! ويقال: ما الذي يمنع المسلم أن يكون مسلماً وقومياً أو مسلماً علمانياً أو مسلماً اشتراكياً.. الخ.
ولما أدرك أعداء الإسلام مدى جدوى وفاعلية هذه الفكرة التي تمسخ المسلم حتى يصبح مخلوقاً لا صلة له بالله –كما قالوا – بدأوا ببث فكرة القومية والوطنية مبتدئين بتركيا مقر آخر خلافة إسلامية، حيث نشأت هناك: القومية الطورانية وتزعم هذه الدعوة حزب "الاتحاد والترقي" فبدأ بالمطالبة "بتتريك" تركيا، وعودة القومية الطورانية متخذين لذلك شعار: الذئب الأغبر الذي هو معبود الأتراك قبل أن يعرفوا الإسلام. وبهذا (التتريك) أخذت الدولة العثمانية تضغط على العرب، حيث تعطي الأتراك امتيازات خاصة بهم لأنهم ترك! وهذا الفعل فضلاً عن كونه يعارض مبدأ العدل الإسلامي هو أيضاً مؤشر للعرب أن يتحدوا في قومية عربية جديدة! وهذا هو الذي حصل فعلاً. فلقد قام الجاسوس لورنس – الذي سماه المغفلون – "لورنس العرب" بالتخطيط لقيام ما يسمى بالثورة العربية الكبرى ضد الخلافة العثمانية وانضم العرب إلى جيوش الحلفاء الذين لا يرقبون في مؤمن إلا وذمة ولا يراعون في مسلم عهداً ولا حرمة. ومن المضحك المخزي أن محرك هذه الجيوش العربية هو لورنس العرب!!
فانظر إلى جيوش عربية تزعم أنها مسلمة وولاؤها لجاسوس غربي كافر اسمه لورنس!! وبعد انتهاء مهمة هذه الجيوش قال أحد القادة الإنجليز –اللينبي – قولته المشهورة "الآن انتهت الحروب الصليبية"!! يقصد بذلك أن الحقد الصليبي ظل كامناً في نفوس الصليبيين إلى أن استردوا بيت المقدس". وانفصل العرب عن إخوانهم المسلمين في أنحاء المعمورة واعتنقوا القومية العلمانية من أجل تقليد الغرب الذي آمن بها بالأمس وكفر بها اليوم. وأصبح "كل تجمع أو حتى تضامن أو تقارب على أساس العقيدة والدين مظهراً من مظاهر التخلف والرجعية يجب أن تبرأ منه الجماهير لتكون عصرية تقدمية".
ولما انتكست العرب وعادت إلى نعرة الجاهلية، فقدت روح التضحية والجهاد، وولت وجهها تجاه اليمين واليسار، حيث اليمين له ألوان وضروب من واشنطن إلى باريس إلى لندن واليسار له ألوان أحمر وأصفر وبينهما بعد ما بين موسكو وبكين.
ولما وقعت هذه النعرة الجاهلية، وقع معها كل باطل وكل شر فأما شريعة الله وحكمه وقيامها بما يحتاج إليه البشر لأنها من عند الله وهو العليم سبحانه بما يصلح أحوال البشر: فقد أقصيت وحل محلها قانون البعث العربي الاشتراكي الذي أخذ هذا الشعار.
لا تسل عن ملتي أو مذهبي أنا بعثي اشتراكي عربي
ومن المضحك أن صاحب هذا الشعار حين تلقى صفعة موجعة من اليهود بالرغم من ولائه لهم – مسح ذلك الشعار وكتب مكانه "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"!!!.
س 4:ما هي تجاوزات الفكر القومي والوطني؟؟
يمكن إجمال تجاوزات الفكر القومي في النقاط التالية:
1- إضفاء الصبغة التاريخية على الإسلام، إذ تم عدّه مرحلة ماضية من تاريخ الأمة العربية، فالقومية العربية هي الفكرة الكلية الشاملة، والإسلام جزء من القومية، أو هو تجربة من إفرازات العبقرية العربية.
2- محاولة تضخيم تاريخ الجاهلية وتاريخ العرب قبل البعثة النبوية، والاعتداد به، وجعله في الغالب مصدر انتماء واعتزاز، وتصوير العرب في تاريخهم الطويل على أنهم أصحاب حضارة ممتدة. مع تحجيم دور الإسلام من خلال التركيز على الحركات الشعوبية: كالقرامطة والزنادقة والزنج والحشاشين وإخوان الصفا، إلى جانب الاهتمام بنقاط الضعف والجوانب السوداء في التاريخ الإسلامي.
3- إعطاء القومية بوصفها انتماء، مضموناً عقائدياً، بحيث تصبح القومية عقيدة أو ديناً يحل محل العقائد والأديان التي من جملتها الإسلام، بل هو المقصود من دونها. فلم تدُم النزعةُ القومية العربية المجردة فترةً طويلة حيث بدأت تنكفيء أمام الغزو الماركسي والأحزاب والشيوعية. ففي الخمسينات عُقد في بيروت اجتماع لدعاة القومية العربية يهدف إلى تبني محتوىً عقائديٍ للقومية العربية كان من نتائجه اعتبارُ الفكر الاشتراكي الماركسي المحتوى الأيديولوجي للحركات القومية العربية عموماً, كما نجم عنه انسحاباتٌ كثيرة من إطار العمل القومي بسبب من توجهاته الماركسية، وهكذا أصبحت العروبة مركباً للفكر اليساري والحركات الشيوعية.
4- إقصاء الإسلام بوصفه المقوِّم الأساس للشخصية العربية، والانتقاص من دوره في الحياة.
5- ربط القومية ببعض المذاهب والفلسفات اللادينية، كالربط بينها وبين الفكر الماركسي والاشتراكي، أو الفكر العلماني، وذلك على الصعيد السياسي والثقافي والاجتماعي.
س5: ما هي نتائج الدعوة للقومية الوطنية في العالم الإسلامي؟؟
لقد ترك تيار الدعوة القومية والوطنية آثاراً خطيرة في العالم الإسلامي، نذكر منها ما يلي:-
1- نشر الأفكار الغربية اللادينية، وإقصاء الإسلام وتفريغ القضية السياسية والاجتماعية بوجه عام من المحتوى الإسلامي، وإحلال فلسفات وعقائد أخرى محل العقيدة الإسلامية، واستبدال الرابطة الدينية بالقومية التي تستهدف عزل الشعوب والأمم الإسلامية بعضها عن بعض، ومثال ذلك ظهور الجامعة العربية -تحت شعار القومية العربية- كبديل عن الجامعة الإسلامية التي كانت المناداة بها فكرة تراود دعاة الإصـلاح الإسـلامي فـي تلـك الفتـرة، ومـن المعلـوم أن فكـرة إنشـاء جامعة الدول العربية هي من بنات أفكار وزير خارجية بريطانيا السابق "أنتوني إيدن".
2- تمكين الاستعمار الغربي من تحقيق أهدافه الشريرة التي تتمثل في هدم الخلافة الإسلامية، وتفتيت الكيان السياسي الإسلامي، والقضاء على الوحدة الإسلامية التي كانت تخيف الغرب الكافر، والتي كانت تمثل سداً منيعاً تحول دون سيطرته على العالم الإسلامي. يقول القس سيمون: "إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب السمر وتساعدهم على التملص من السيطرة الأوربية" ويقول زميله غاردنز:"إن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف الغرب".
وبالفعل لم يستطع الاستعمار الغربي الكافر إخضاع العالم الإسلامي لسيطرته العسكرية وسياسته الاستعمارية إلا بعد أن آتت الدعوة القومية ثمارها، إذ ظهرت القومية الطورانية في تركيا، والقومية العربية في بلاد العرب، والكردية في العراق، والقومية الهندية التي أدت إلى انقسام شبه القارة الهندية إلى عدة دول متناحرة: الهند -باكستان -كشمير، ثم أصبحت باكستان بفعل القومية البنغالية دولتين: باكستان وبنغلادش.
3- لقد عملت الدعوة القومية على إحياء النعرات الجاهلية القديمة التي كانت سائدة قبل الإسلام، وإلى الاهتمام بما يعرف بالحضارات القديمة، كالفارسية والفرعونية والآشورية والفينيقية والطورانية، بل أدت إلى الاهتمام بالديانات الوثنية القديمة وآلهتها المنقرضة بحجة أن هذه الأمور من التراث والتاريخ القومي.
4- ومن نتائج الفكر القومي: احتلال فلسطين عام 1948م من قبل اليهود وبدعم وتأييد استعماري أوربي وأمريكي، ثم سيطرة إسرائيل على البقية الباقية من فلسطين بما فيها القدس والمسجد الأقصى المبارك، ولقد ترتب على الفكر القومي العربي أن أصبحت قضية فلسطين قضية قومية تخص العرب وحدهم، وإقصاء الإسلام عنها.
توقيع : الدكتور صالح الرقب
إن من طبيعة المنهج الذي يرسمه الإسلام، ومن حاجة البشرية إلى هذا المنهج نستمد نحن المسلمين يقيننا الذي لا يتزعزع في أن المستقبل للإسلام، وأنَّ له دوراً كبيراً في هذه الأرض، دوراً في قيادة البشرية، خاصة بعد أن أثبت الواقع البشري إفلاس كل النظم والمذاهب في مناهجها وتشريعاتها وعقائدها.
6: ما هو موقف الإسلام من القومية الوطنية؟؟
مـن المعلوم من دين الإسلام بالضرورة بطلان الدعوة إلى غير الإسلام، بطــلان التحزب والتعصب والتجمع على غير الولاء لله ورسوله والمؤمنين، فالدعوة إلى القومية أو الوطنية دعوة باطلة منكرة، يأباها دين الله عز وجل للأسباب التالية:-
أولاً: كونها تفرِّق بين المسلمين، وتجعلهم أحزاباً وقوميات متنافرة كل منها يتعصب لتاريخه وتراثه، فهي تفصل المسلم العربي عن أخيه المسلم العجمي، وتفرِّق بين العرب أنفسهم لأنهم كلهم لن يرتضوها، وإنما يرتضيها فريق منهم دون فريق، وكذا تفرق بين المسلمين: الأتراك والفرس والعرب فيما بينهم، وبذلك تخالف مقاصد الإسلام في التجمع والاعتصام، يقول الله تعالىواعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) ويقولإنما المؤمنون أخوة) ،ويقولوَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
ثانياً: إن الدعوة إلى القومية والوطنية من دعاوى الجاهلية التي حاربها الإسلام بلا هوادة، إذ حارب الإسلام كل دعوة تخرج عن دعوته المستمدة من مصدريه: القرآن والسنة، سواء كانت تلك الدعوة مرتبطة بلون أو جنس وعرق، أو بلد ووطن، أو مذهب وطريقة. ولا شك أن الدعوة القومية دعوة إلى غير الإسلام، ومناصرة لغير الحق، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "كل من خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة، فهو من عزاء الجاهلية..."، قال تعالى: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)، وإذا كان دعاة القومية يدعون إلى عصبية قومية ويتفاخرون بالعروبة أو بالطورانية ونحوها من القوميات، فإن الإسلام تبرأ من كل عصبية، قال صلى الله عليه وسلمليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية)، وقال صلى الله عليه وسلمإن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي، الناس بنو آدم وآدم خلق من تراب، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)
وإذا كانت الدعوة إلى القومية أو الوطنية من دعاوى الجاهلية فإن الداعي إليها يخلع ربقة الدين من عنقه، ويعرّض نفسه إلى عذاب جهنم وبئس القرار، روى الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وأنا آمركم بخمس، الله أمرني بهن:السمع والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثي جهنم). قيل:يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قالوإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، فادعوا بدعوى الله الذي سمّاكم المسلمين المؤمنين عباد الله".
ثالثاً: من أدلة بطلان الدعوة القومية:أنها تؤدي إلى موالاة الكفار والملاحدة، فالدعوة إلى القومية العربية سُلِّم إلى موالاة كفار العرب من النصارى واليهود والدروز والشيوعيين والباطنيين وغيرهم من الملاحدة والزنادقة، لأن الفكر القومي العربي يقول: كل العرب أولياء بعض، لا فرق بين المسلم وغيره من أصحاب الأديان والمعتقدات الأخرى. والفكر الوطني يقول كل أبناء الوطن أولياء بعض، لا فرق بين المسلم وغيره من أصحاب الأديان والمعتقدات الأخرى.
إنّ نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية تضافرت على بغض الكافرين من العرب وغيرهم، ومعاداتهم وتحريم موالاتهم واتخاذهم بطانة، ومن ذلك قوله تعالىيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)، وقاليَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ) وقاللا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة:22) رابعاً: إنّ الدعوة القومية وكذا الدعوة للوطنية تفضي بالمجتمع إلى إقصاء الإسلام عقيدة وشريعة، لأن القوميين والوطنيين غيـر المسلمين لـن يرضـوا -ضـرورة كونهـم ليسـوا بمسلميـن- تحكيـم القـرآن وشـرع الله تعالى، وهذا يوجب لزعماء القومية اتخاذ الأحكام والقوانين الوضعية التي تخالف شرع الله وحكم القرآن الكريم حتى يستوي مجتمع القومية في تلك الأحكام والقوانين (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون). ولقد صرَّح قادة القومية العربية، ومثلهم قادة القومية الطورانية التركية، بأنهم لا يرغبون الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية. والفكر القومي- كما صرَّح قادته- إنما جاء لتحرير الإنسان العربي من الخرافات والغيبيات والأديان، ورفعوا شعار: الدين لله والوطن للجميع، وزعموا أن الأديان والتقاليد الموروثة عقبات يجب التخلص منها من أجل بناء مستقبل الأمة، وكان كثيراً ما يتمثل دعاة القومية العربية بقول الشاعر القروي:-
هبوني عيداً يجعل العرب أمة وسيروا بجثماني على دين بَرْهَم
سلام على كفر يوحِّـد بيننا وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم
وبقول شاعر آخر:
لا تسل عن ملتي أو مذهبي أنا بعثي اشتراكي عربي
وإذا كانت هذه حال الدعوة القومية والوطنية، وتلك جنايتها على الإسلام عقيدة وشريعة وأخوة إيمانية أدركنا سر ارتباط هذه الدعوة بالاستعمار الغربي الكافر وبأبناء النصارى ويهود الدونمة، وارتباطها باليهودية العالمية والمحافل الماسونية التي زرعها اليهود في المنطقة.
بوعلام العاصمي
2010-07-08, 12:23
اسال الله ان ينفعني به وجميع اخواني
ولد السوفي
2010-07-08, 12:31
مشكوور جدا
بوعلام العاصمي
2010-07-08, 14:43
مشكوور جدا
بارك الله فيك اخي ولد السوفي
بوعلام العاصمي
2010-07-08, 14:44
تحياتي لاخي ابو ابراهيم اتمنى ان تشاركنا في هد الموضوع بكلامك المميز
ابومحمدالسعيد
2010-07-08, 17:16
بارك الله فيك أخي الكريم
و الله كنت ابحث عن مثل هذا الموضوع الذي اصبح كل من تتكلم معه يدعي القومية الوطنية و القومية العربية
و سأتمم قرأته بتمعن و بالتدقيق وان شاء الله لن افوت منه حرفا و احدا
الف شكرا لك
طارق العائد
2010-07-08, 18:10
جزاك الله خيرا اخي بوعلام أسأل الله أن ينفع بها المسلمين وجعلها الله في ميزان حسناتك
بوعلام العاصمي
2010-07-08, 18:16
بارك الله فيك أخي الكريم
و الله كنت ابحث عن مثل هذا الموضوع الذي اصبح كل من تتكلم معه يدعي القومية الوطنية و القومية العربية
و سأتمم قرأته بتمعن و بالتدقيق وان شاء الله لن افوت منه حرفا و احدا
الف شكرا لك --بواسطة ابو محمد السعيد--
بارك الله فيك اخي الفاضل وبعون الله سادعم مضوضعي هدا بمقالات اخرى حتى يعلم من يتبع هده الابواق انها طريق مخالفة للكتاب والسنه وحتى لا ينخدع المسلمون بالقوميين والعلمانيين والوطنيين
وما انشاة هده المسميات الا لسبب واحد
لنزع مفهوم الامة الاسلامية الواحده من عقول المسلمين
بوعلام العاصمي
2010-07-08, 18:18
جزاك الله خيرا اخي بوعلام أسأل الله أن ينفع بها المسلمين وجعلها الله في ميزان حسناتك **بواسطة طارق العائد--
بارك الله فيك اخي طارق
بارك الله فيك اخي الكريم
اتفق معك في معظم ما قلته
اختلف في جزئية الخلافة العثمانية التي اري انك تتحسر علي زوالها
من المعلوم ان هذه الخلافة لم تعمل لصالح المسلمين مطلقا وما فعلته هو لمصلحتها القومية فقط
لو كانت تمثل المسلمين لساعدت المسلمين في ايامهم الاخيرة في الاندلس وهي كانت وقتها في اوج قوتها
وما فعلته في مصر لم تفعله امة في غيرها
فعند دخولهم مصر نقلوا كل الصناع المهرة المصريين الي الاستانة وخلت مصر من الصناعات سنوات طويلة
واستمر الظلام العثماني حتي فوجئنا بالحملة الفرنسية علي مصر ووضح التخلف الذي تركه الاستعمار العثماني
فوجئنا بالاسلحة الحديثة والمطابع والعلماء الفرنسيين في كل المجالات بعد لن كانو هم من يستقوا من اصول الحضارة
بارك الله فيك ودمت بخير
بوعلام العاصمي
2010-07-09, 11:01
بارك الله فيك اخي الكريم
اتفق معك في معظم ما قلته
اختلف في جزئية الخلافة العثمانية التي اري انك تتحسر علي زوالها
من المعلوم ان هذه الخلافة لم تعمل لصالح المسلمين مطلقا وما فعلته هو لمصلحتها القومية فقط
لو كانت تمثل المسلمين لساعدت المسلمين في ايامهم الاخيرة في الاندلس وهي كانت وقتها في اوج قوتها
وما فعلته في مصر لم تفعله امة في غيرها
فعند دخولهم مصر نقلوا كل الصناع المهرة المصريين الي الاستانة وخلت مصر من الصناعات سنوات طويلة
واستمر الظلام العثماني حتي فوجئنا بالحملة الفرنسية علي مصر ووضح التخلف الذي تركه الاستعمار العثماني
فوجئنا بالاسلحة الحديثة والمطابع والعلماء الفرنسيين في كل المجالات بعد لن كانو هم من يستقوا من اصول الحضارة
بارك الله فيك ودمت بخير ---يواسطة المهزوز ---
بارك الله فيك اخي على كلامك
اخي فقط اود ان اقول لك لست اكره الدولة العثمانية كما انني لست اتحسر على زوالها ولكني نقلت الموضوع كما هو
والنقطة الثانية التي جعلتني انقل ما كتب عن الدولة العثمانية ولا امسحه هو انه كانت خلافة اسلامية
وما اضعه تحته سطر ان لهده الدولة يا اخي محاسن ومساوء
والشئ الدي لن نختلف عنه ان هده الدولة بسبب انحرافها عن الطريق القويم الصحيح في الاخير جعلها تسقط وتندثر
لكن كما ندكر مساوئها ندكر محاسنها ويجب ان نتعلم من اخطاء الماضي لكي لا نقع فيها مستقبلا
تحياتي لك ولجميع الاخوة
ابو إبراهيم
2010-07-09, 11:41
اخي بوعلام حياك الله وسدد خطاك وبعد : ان موضوع القومية والوطنية هو من المواضيع الجد حساسة وهي الوتر الذي يتغنى على ايقاعه بدل مفهوم الامة الشامل الى جزئية الوطنية او فوقها بقليل القومية ، فالوطنية في الاسلام اخي عرفها لنا رسول الهدى عليه الصلاة والسلام فكانت مكة احب البقاع اليه ولكن عندما ساواموه في دينه وعقيدته فاختار الخروج عن الحدود وهذا الذي فهمه سلف هذه الامة وساروا على نهجه يقول العلامة البشير الابراهيمي رحمه الله في هذا الصدد الوطنية ليست حفنة من تراب بل هي مجموعة من القيم او كما قال رحمه الله واول القيم في هذه الامة هو الاسلام ورايته وثنيها الامة برمتها واجزائها فان كانت الوطنية بهذا الفهم فمرحبا بها ومرحبا بنا فيها
واما القومية اترك الخوض في تعريفها وخلفياتها الى مرور اخر ان شاء
وفقنا الله واياكم لكل خير والحمد لله رب العالمين
*** اخوكم ابو ابراهيم ***
بوعلام العاصمي
2010-07-09, 11:49
السلام عليكم
بارك الله فيك اخي ابو ابراهيم ووالله شرفت وسعدت بمرورك الطيب
واسال الله ان تكون لك مشاركات اخرى نستفيد بها منك
جزاك الله خيرا
بوعلام العاصمي
2010-07-10, 10:42
السلام عليكم
اشكر كل من قرا هدا الموضوع ومن شاركنا باراءه واسال الله ان ينفعنا به
بحول الله في اقرب فرصة ساكتب مقالة سابين فيها المرحلة التي توغل فيها ادعيان القومية والوطنية الى بلاد المسلمين واهدافهم ومن يقف من ورائهم
والله الموفق لما فيه الخير الصلاح
السلام عليكم
إمرؤ القيس
2010-07-10, 11:59
القومية فكرة غربية اراد الغرب من خلالها فصل العرب عن الخلافة العثمانية وفصلهم عن العالم الاسلامي وللاسف كان هناك بعض المغفلين العرب الذين رأوا فيها المخلص من همومهم
مشكور على الموضوع القيم
بوعلام العاصمي
2010-07-10, 12:35
بارك الله فيك اخي امرا القيس على مشاركتك
القومية فكرة غربية اراد الغرب من خلالها فصل العرب عن الخلافة العثمانية وفصلهم عن العالم الاسلامي وللاسف كان هناك بعض المغفلين العرب الذين رأوا فيها المخلص من همومهم
مشكور على الموضوع القيم
اخي الحبيب اراك مخدوعا في الخلافة العثمانية
اي خير فعلته للاسلام والمسلمين الا الجهل والتخلف والتبعية
فضلا عن الموقف المخذي الذي اتخذته من المسلمين في الاندلس اواخر ايامهم
وكذلك موقف المخذي الاخر الذي اتخذته باعلان الحرب علي المماليك في مصر والشام وهم مسلمون سنة وتركها الصفويين يعيثون فسادا وينشرون التشيع في ايران والعراق
تقبل احترامي
بوعلام العاصمي
2010-07-10, 15:19
السلام عليكم
اخي الحبيب اراك مخدوعا في الخلافة العثمانية
اي خير فعلته للاسلام والمسلمين الا الجهل والتخلف والتبعية
اخي انك مجحف جدا في حق العثمانيين
فيهم وعليهم
ساعطيك الحكام الاوائل للعثمانيين وسترى انهم كانو حكاما عادلين ومجاهدين ومنهم حتى الشهداء نحسبهم والله حسيبهم
بوعلام العاصمي
2010-07-10, 15:22
اما الحكام الاخيرين لبني عثمان فخير دليل على انهم لم يكونو عادلين هو سقوط خلافتهم
بوعلام العاصمي
2010-07-10, 15:45
" رجل أوروبا المريـض "
الوصف الشهير الذى يوصف به السلطان العثماني والدى درسناه فى المدارس
هو صادق ..
ولكن فى فترة ما واصفًا ضعف الدولة
فلم يكن كل سلاطين الدولة العثمانية رجال مرضى
وظلم كبير ان يتم التركيز على مراحل ضعف وسقوط العثمانيين
مما يرسم صورة لها فى أذهاننا انها دولة ضعيفة لا حول لها ولا قوة
وتجاهل مراحل قوتها وسطوتها
الدولة العثمانية فى مرحلة القوة
نبذة صغيرة.. تحوي الكثــــــــــير
ظل العثمانيون فى حروب وجهاد ضد أعداء الإسلام أكثر من 6 قرون
ويكفيهم فخرًا أنهم فتحوا القسطنطينية بعد ان عجز من سبقهم عن فتحها
واستطاعوا ان يفتحوا بلادا لم يطأها أحد من المسلمين قبلهم
فامتدت فتوحاتهم إلى قلب اوروبا : ففتحوا اليونان ويوغوسلافيا ( الصرب والجبل الاسود الآن)
والبوسنة والهرسك وألبانيا ومقدونيا وبلغاريا ورومانيا والمجر ويسارابيا وأوكرانيا وقبرص
وأجزاء واسعة من روسيا والنمسا وبولندا وسلوفاكيا وإيطاليا
كما فتحوا ما بقى من آسيا الصغرى - تركيا حاليا - وأرمينيا وجورجيا
وكافة بلاد القوقاز وتوقفت فتوحاتهم عند أسوار فيينا
سؤال أكيد نسأله .. لمادا التشويه هدا ؟
بالمقارنة بكل خلافات التاريخ الاسلامي.. لمادا الدولة العثمانية بالذات التى نالها التشويه
الإجابة ببساطة
كان العثمانيين يقاتلوا أوروبا
فى الجهات الأربع الأصلية فى نفس الوقت
من الغرب بـــيــتــصدوا لإمبـــراطــورية النــمسا والإســبان فــى المــغرب العربي
ومـــن الجـــنــوب يـــقــفــوا فــى وجه البرتــــــغـاليـين فــى الجـــزيرة العـــــربـــية
ومــن الـشمال بـيــضــغــطوا عـلى روســـيا مــن أجـــل الشـــراكسة المـــســلمين
ومن الشرق بيحاربوا الشيعة المتحالفين مع الصليبيين ضد الدولة العثمانية السنيّة
فمادا ننتظر من أوروبا إلا التشويه
وترصد السلبيات والعثرات بل والمبالغة فيها
وتجاهل الايجابيات
وتصوير اى حركة ضد الدولة العثمانية نصر سواء كان مسلمين او نصارى
وجاءت افكار أوروبا القومية لتفريق المسلمين وللأسف صدقهم الجاهلين بالدين
وهى ان الدولة العثمانية هي المسئولة عن تخلف وضياع المسلمين وان الوسيلة للنهوض بالامة الاسلامية هي بالتقليد الأعمي لأوروبا لنصل لتقدمهم
ويكفى ذكر الموقف المشرف المعروف للسلطان العثماني عبد الحميد
الذى رفض المطامع الصهيونية فى فلسطين ورفض السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين
وخطابه الشهير /
أنصح الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية فى هذا الموضوع فإنى لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين , فهي ليست ملك يميني .. بل ملك الأمة الإسلامية , ولقد جاهد شعبي فى سبيل هذه الأرض , ورواها بدمه .. فليحتفظ اليهود بملايينهم وإذا مزقت دولة الخلافة يومًا فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن , أما وأنا حي فإن عمل المبضع فى بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة , وهذا أمر لا يكون , إنى لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة "
من أقوى الردود على الصهاينة
على لسان
رجل أوروبا المريـض
الاخ الحبيب بوعلام العاصمي
السلام عليكمانا لم اقرأ ما كتب الغرب عن الدولة العثمانية حتي اتأثر بكتاباتهم
بخصوص سلاطين الدولة العثمانية من قراءاتي لم اجد من يستحقوا الثناء سوي السلطان بايزيد الثاني وابنه محمد الفاتح ثم السلطان سليمان القانوني
حتي سليم الاول وهو فاتح مصر والشام والحجاز واول من تسمي بالخليفة في ال عثمان ورغم قوة العثمانيين في عهده الا انه لم يكن ذو دين ومروءة
يكفي ان تعلم انه قتل اخوته وكان مغاضبا ابيه من اجل الحكم ولا ننسي موقفه المغذي بعد فتح مصر وهو اعدام السلطان صاحب الدين والمروءة طومان باي الذي احبه المصريين وكانو يسمونه سيدي المتولي
اتفق معك تماما في ضخامة الفتوحات التي قامت بها الخلافة العثمانية خصوصا في اوروبا ولكن اسألك بالله عليك لماذا لم ينتشر الاسلام في تلك البلاد رغم ضخامتها ي
سوي اعداد قليلة في البوسنة والقوقاز مقارنة بدولة مثل اندونيسيا التي يوجد بها حوالي 200 مليون مسلم ولم يدخلها جيش غازي اللهم الا جهود الدعاة
السبب في ذلك هو ان نشر الاسلام وهو المحرك للجهاد لم يكن ضمن اولويات العثمانيين
فضلا عن العنف وسوء المعاملة والظلم حتي في البلاد الاسلامية مثل مصر والشام
اما السلطان عبد الحميد فما هو الذي يشكر عليه اي مسلم اي ان كان سيكون له نفس التصرف لو مكانه
لا نبالغ في موقف السلطان عبد الحميد فهو موقف اقل من العادي لرجل في مكانته
والسلطان عبد الحميد هو بداية انهيار العثمانيين بدكتاتوريته وبطشه ورعونته وحروبه الخاسرة
اعطي فرصة لجماعة الاتحاد والترقي لتظهر وتسيطر ثم تقضي علي الخلافة التي لم يعد منها الا الاسم فقط
اخي العزيز هذه وجهة نظري استقيتها من كتب كثيرة متباينة ومتنوعة
دمت بخير دائما ودائما نتواصل في حوار راقي مهذب ومثمر لنا كمسلمين
بارك الله فيك
بوعلام العاصمي
2010-07-11, 16:22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي المهزوز على تعليقك
وقبل ان اقول اي شئ
اعلم اخي غفر الله لي ولك انه مهما اختلفنا يا اخي فليس هدا معناه انني منك غغضبان او انك تسيئ الي
حاشا وكلا
ما انا ولا انت هنا وبقية الاخوة الا لننفع بعضنا البعض ولنتبادل وجهات النظر
وحتى يبين الواحد منا للاخر ما قد يخفى عليه او يجهله
واني متاكد انك فهمتني
فوجهت نظرك يا اخي اقرائها وصدري واسع لها حتى ولو اختلفت معك فيها
ثانيا
فيما يخص هدا الموضوع
اخي لنفرض انك على صواب بخصوص سلاطين بني عثمان انهم ظلمة ومنتفعون وما الى دالك
اريد ان اسالك
هل تنكر ان زعماء عرب تحالفو مع الكفار للاطاحه بالدولة العثمانيه
على شاكلة تحالف العرب في زماننا هدا مع الغزو الصليبي الكافر على العراق
ما رايك في هؤلاء الحكام الدين تحالفو مع الكفار ضد العثمانيين
ما قلت هدا الكلام الا اني رايت انك تبرر ومرتاح لسقوط العثمانيين
وانا مغتاض مما يفعله هؤلاء الحكام العرب قديما وحديثا
تحياتي
سلام عليكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الحبيب بوعلام العاصي
لا حظ انني اخاطبك دوما اخي الحبيب فانا احبك في الله وانت انسان محترم احسبك علي خير
وحتي رغم خلافنا في موضوع فتنة مصر والجزائر كانت ردودك في غاية الاحترام والتهذيب
من منطلق ذلك لم يخطر علي بالي اي غضب او اساءة سواء منك او مني
واعلم اني كل ما اكتبه لا ارجوا منه سوي رضا ربي وافادة المسلمين
وارجع عن اي راي لي اتبين خطأه او عدم دقته
واعلم اخي ان ارائك لها عندي كل التقدير واضعها علي راسي وتفيدني اي افادة
وتجعلني اعود الي المراجع وادقق وافحص
بخصوص العرب الذين تحالفوا ضد العثمانيين
اسال سؤالا لماذا انضم العثمانيين للمحور (المانيا _ النمسا _ المجر ) ضد الحلفاء ما مصلحتها وما مصلحة المسلمين
ولماذا دخلت هذه الحرب التي لا ناقة فيها ولا جمل
الجواب الواضح انه تفكير استعماري
لا اايد وقوف العرب مع او ضد الدولة العثمانية لاني لم اجد منها اي دفاع عن الاسلام
لماذا لم تقم دولة الخلافة بواجبها في الدفاع عن الجزائر بعد الاحتلال الفرنسي عام 1830
لماذا خسرت تعاطف جميع المسلمين في اخر ايامها
لماذا لم تقم بواجبها في الدفاع عن مصر ضد الاحتلال الانجليزي 1882 وليبيا ضد الاحتلال الايطالي 1811
ام انها دولة خلافة اسم فقط
هذه وجهة نظري البسيطة وهي قابلة للتغير بالطبع لو وضحت لي اشياء غائبة عني
تقبل خالص احترامي
السلام عليكم
بوعلام العاصمي
2010-07-12, 17:46
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الحبيب بوعلام العاصي
لا حظ انني اخاطبك دوما اخي الحبيب فانا احبك في الله وانت انسان محترم احسبك علي خير
وحتي رغم خلافنا في موضوع فتنة مصر والجزائر كانت ردودك في غاية الاحترام والتهذيب
من منطلق ذلك لم يخطر علي بالي اي غضب او اساءة سواء منك او مني
واعلم اني كل ما اكتبه لا ارجوا منه سوي رضا ربي وافادة المسلمين
وارجع عن اي راي لي اتبين خطأه او عدم دقته
واعلم اخي ان ارائك لها عندي كل التقدير واضعها علي راسي وتفيدني اي افادة
وتجعلني اعود الي المراجع وادقق وافحص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي المهزوز
كلامك اسعدني وطيبتك افرحتني وسعت صدرك اراحتني
اخي بحول الله في اقرب وقت ساكمل الجواب فيما طلبتني فيه
فقط اني غائب بعض الوقت لكثرة الاشغال
فاعدرني
بوعلام العاصمي
2010-07-14, 18:06
لقد كان القرن السابع الهجري، (الثالث عشر الميلادي) فترة سوداء في تاريخ العالم الإسلامي بأسره، ففي الوقت الذي تقدمت فيه جحافل المغول الوثنيين من الشرق، وقضت على الخلافة العباسية في بغداد كانت بقايا الجيوش الصليبية لا تزال تحتل أجزاء من شواطئ فلسطين! ومما زاد الحالة سوءًا أن الدولة الأيوبية التي تولت حماية العالم الإسلامي من هجمات الصليبيين أخذت تضعف بعد وفاة منشئها صلاح الدين. وقد ترتب على هذا أن أخذت مناطق المسلمين تتقلص بين ضربات الوثنيين من الشرق، وحملات المسيحيين من الغرب. وراح بعض الناس يعتقد أن الإسلام لن تقوم له قائمة مرة أخري، إلا أن الكارثة لم تقع. تُرى ما سبب ذلك؟ يقول المؤرخون: هناك سببان:
أولهما: أنه بالرغم من انتصار المغول على المسلمين في ميدان الحرب فإن الإسلام انتصر عليهم في ميدان العقيدة، ففي أقل من نصف قرن دخل المغول الإسلام، فأصبحوا يدافعون عنه، وينشرونه بين أهليهم في أواسط آسيا.
أما ثانيهما فهو أن دولة المماليك التي خلفت الأيوبيين على مصر في سنة 648هـ/1250م، كانت دولة عسكرية قوية يرأسها قواد الجيش من المماليك.
وكان هؤلاء المماليك، وهم من الأتراك والأرمن وغيرهما، قد وصلوا إلى المناصب العالية في الجيش أثناء حكم الأيوبيين.
وأخيرًا، تولوا الحكم، وعينوا من بينهم السلاطين للدولة، وقد كان لهؤلاء المماليك الفضل في إيقاف زحف المغول عند "عين جالوت" سنة 658/1260 م، كما انتزعوا من الصليبيين "عكا" وكانت آخر معقل لهم في الشرق سنة 692هـ/1292م.
أصل العثمانيين:
يقول المؤرخون : إن الدولة العثمانية كانت أكبر وأبقى دولة أنشأها قوم يتكلمون اللغة التركية في العهود الإسلامية. وهي إلى جانب ذلك أكبر دولة قامت في قرون التاريخ الإسلامي المتأخرة. لقد كان مركزها الأصلي "آسيا الصغري" في أقصي الركن الشمالي الغربي من العالم الإسلامي، ثم امتدَّت فتوحاتها إلى ثلاث قارات هي : آسيا وأوربا وإفريقية. وتركت بصمات قوية في تاريخ العالم عامة والإسلام خاصة، فكيف تم للأتراك العثمانيين ذلك؟ ومَنْ هم؟ ومن أين جاءوا؟
أسئلة كثيرة تخطر بالبال حين يذكر أولئك الأتراك العثمانيون، ويتساءل الكثيرون عن أصلهم، ولابد من طرح هذه الأسئلة قبل الحديث عن حكمهم وفتوحاتهم.
يعتقد الكثيرون أن أصلهم من أواسط آسيا، وقد هاجروا في جماعات نحو الغرب، حتي استقروا أخيرًا في القرن السادس الميلادي بالقرب من منطقة بحر قزوين والجهات الواقعة شمال وشرق بلاد فارس .
وفي أيام الدولة الأموية، تمكنت الجيوش الإسلامية من الوصول إلى منطقة سكناهم، إلا أنهم لم يعتنقوا الإسلام جديّا إلا في أوائل العصر العباسي. وقد قربهم الخليفة المعتصم -كما عرفت- حين أراد أن يقضي علي سيطرة الفرس الذين كانوا يتمتعون بنفوذ كبير في الدولة العباسية وبخاصة في عهد المأمون.
وفي أواخر القرن الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي جاءت موجة أخري من الأتراك (المعروفين بالسلاجقة) وعلي رأسهم "طغرل بك"، وقضوا علي نفوذ البويهيين في بغداد، وخلصوا الخليفة العباسي من استبدادهم، وتقدموا حتى هددوا القسطنطينية، فتكتل المسيحيون في أوربا، وكان ذلك بسبب هزيمتهم أمام السلاجقة في ملاذكرد، وقاموا بتلك الحروب الصليبية التي أمدَّت في عمر القسطنطينية أربعة قرون.
كيف تكونت دولة الأتراك العثمانيين؟
في حوالي سنة 622هـ/1224م كانت جيوش التتار بقيادة جنكيز خان تتقدم إلي الغرب في اتجاه الدولة العباسية.
ومن بين الذين فروا أمام الزحف التتري مجموعة من الترك كانت تسكن منطقة "خُوارزم"، فتحركوا غربًا حتي وصلوا إلي آسيا الصغري بالقرب من دولة "سلاجقة الروم" سنة 1250م تقريبًا. وهناك اتصل قائدهم "أرطغرل" بالسلطان علاء الدين زعيم دولة سلاجقة الروم (وهم فرع آخر من نفس الجنس التركي)، فوافق علاء الدين علي وجودهم، ومنحهم منطقة حول أنقرة ليستقروا فيها علي الحدود بين دولته ودولة البيزنطيين. فلما وصلت جيوش المغول إلى "دولة السلاجقة" وقف "أرطغرل" إلي جانب "علاء الدين"، حيث تمكنا من هزيمة المغول وإنقاذ دولة السلاجقة.
بعد وفاة "أرطغرل" سنة 688هـ/1288م، عُيّن ابنه "عثمان" خلفًا له، فكان قويّا محبوبًا بين أهله، ذا مكانة في بلاط السلطان علاء الدين؛ مما أثار حسد وزرائه.
فلما مات علاء الدين كثرت المؤامرات، وضعفت الدولة، فاغتنم عثمان الفرصة، واستقل عن السلاجقة، وأخذ يضيف بعض أجزاء دولتهم إلى سلطانه، وهكذا تأسست الدولة العثمانية، وكان ذلك في سنة 700 هـ/1300م.
وبذا فقد نسبت تلك المجموعة من الأتراك إلى هذا الرجل العظيم "عثمان" فسموا الأتراك العثمانيين؟ وكان الإسلام هدف العثمانيين وشعارهم، له يعملون، وفي سبيله يجاهدون ويحاربون.
فتوحاتهم المباركة:
كان الطريق مفتوحًا أمام هذه الدولة الناشئة ؛ فلم يكن هناك ما يقف في طريق توسعها؛ حيث إن الإمبراطورية البيزنطية خرجت بعد الحروب الصليبية وهي أسوأ حالا مما كانت عليه من قبل.
ويذكر المؤرخون أَنَّ حملة من الحملات الصليبية قد احتلت القسطنطينية نفسها سنة 602هـ/1204م ، ولم تتخلص عاصمة البيزنطيين منهم إلا بعد أكثر من ستين عامًا، فلما شرع عثمان في التقدم نحو الأقاليم التابعة للدولة البيزنطية وجد الطريق مفتوحًا أمامه.
وقد واصل ابنه "أورخان" هذه الفتوحات حتى بلغ "نيقية" وخضعت له آسيا الصغرى (تركيا)، كما تمكن من عبور "الدردنيل"، والوصول إلى "مقدونيا" غير أنه لم يتقدم نحو أوربا.
وكان لابد أن يتفرغ بعد هذا لتنظيم دولته، فأنشأ جيشًا نظاميّا عُرف بالانكشارية (أى الجنود الجدد) .وكان هذا الجيش مكونًا من أبناء البلاد المفتوحة.
فتم تدريبهم منذ الصغر على الإسلام والعسكرية، وأعدت لهم معسكرات وثكنات يعيشون فيها حتى لا يختلطون بغيرهم، مهمتهم التي أعدوا لها هي الدفاع عن الإسلام مع الفرسان من العثمانيين، فيشبون أقوياء الجسم، مطيعين لقوادهم الذين لايعرفون غير الطاعة الكاملة.. أتدري مَنْ أول من استخدم هذا الجيش استخدامًا فعالا؟
السلطان مراد الأول:
إنه السلطان "مراد الأول" ابن "أورخان" وكان مراد نفسه جنديّا شجاعًا قرر أن يشن حربًا على أوربا بأسرها.
لقد أراد أن ينتقم من الأوربيين لاعتدائهم على الإسلام والشرق أثناء الحروب الصليبية.هذا بالإضافة إلى حماسه للإسلام، وحبه له وللدفاع عنه ضد أعدائه، ورغبته في نشر الإسلام في بلاد الكفر، وتبليغ دعوة الله إلى العالمين، فمن المعروف أن الأتراك من أقوى الشعوب حماسة، ومن أقواهم عاطفة تجاه الإسلام والمسلمين، وكان سمتهم في تعاملهم مع الأسرى سمتًا إسلاميّا يدل على فهمهم للإسلام ولمبادئ الحرب والقتال في الإسلام، وهذا ما شهد به أعداؤهم.
لقد عبرت جيوشه الدردنيل (كما فعل والده من قبل)، واحتل مدينة "أدرنة"، وجعلها عاصمته سنة 765هـ/1362م بدلا من العاصمة القديمة "بروسّة"، وبذلك يكون قد نقل مقر قيادته إلى أوربا استعدادًا لتأديب وإخضاع تلك القارة المعتدية!
شملت فتوحات "مراد": مقدونيا، وبلغاريا، وجزءًا من اليونان والصرب، كما هدد القسطنطينية، وأجبر إمبراطورها على دفع الجزية.
لكن واأسفاه، قتل مراد في ميدان القتال سنة 793هـ/1389م، في الوقت الذي كانت فيه جيوش المسلمين الظافرة تحتل صوفيا عاصمة بلغاريا.
السلطان بايزيد:
فمن يا تُرى يخلفه؟ لقد خلفه ابنه "بايزيد" ومن شابه أباه فما ظلم.كانوا يلقبونه (بالصاعقة)، وذلك لسرعة تحركاته في ميادين القتال وانتصاراته الخاطفة.أتدري ماذا حقق من انتصارات بعد أبيه؟ لقد أتم فتح اليونان. أما الدولة البيزنطية فقد جردها من كل ممتلكاتها ماعدا القسطنطينية وحدها.
لقد بلغ "بايزيد" من القوة ما جعله يمنع إمبراطور القسطنطينية من إصلاح أحد حصون المدينة فيذعن الإمبراطور لأمره، وينزل عند رأيه. وكانت نتيجة هذا الجهاد المقدس انتشار الذعر في جميع أنحاء أوربا، فقام البابوات في روما ينادون بالجهاد ضد المسلمين كما فعلوا سنة 489هـ/1095م، وتجمعت فرق المتطوعين من فرنسا وألمانيا وبولندا وغيرها وقادهم سِجِسْمُنْد المجري.
وفي سنة 799هـ/1396م اشتبك معهم "بايزيد" في معركة "نيقوبولس" وهزمهم هزيمة نكراء، فدقَّت أجراس الكنائس في جميع أوربا حدادًا على تلك الكارثة، وانتابها الذعر والقلق. وراحت أوربا تخشى مصيرها الأسود القاتم إذا تقدم ذلك القائد المظفر نحو الغرب.
أما القسطنطينية فقد أوشكت على السقوط أمام جيوش بايزيد!
هجوم التتار:
في هذه اللحظات التاريخية يتعرض جنوب الدولة العثمانية إلى هجمات التتار، وكانت هذه هي الموجة الثانية (بعد تلك التي قام بها هولاكو) جاء على رأسها تيمورلنك، فغزا بلاد فارس والعراق وأجزاء من سوريا، ثم اتجه شمالا نحو الدولة العثمانية.
ولما شعر بايزيد بذلك الخطر أوقف تقدمه في أوربا كما رفع الحصار عن القسطنطينية، واتجه جنوبًا لملاقاة العدو.
وفي سنة 805هـ/1402م تقابل بايزيد مع تيمورلنك بالقرب من أنقرة، ودارت الحرب بينهما زمنًا طويلا كان النصر فيها حليفًا لقوات التتر! ووقع "بايزيد" في أسر عدوه تيمورلنك الذي عذبه عذابًا شديدًا. ويقال: إنه سجنه في قفص، وطاف به أجزاء مختلفة من الدولة حتى مات من شدة التعذيب.
ترى هل كانت هذه الهزيمة نهايةً للأتراك العثمانيين؟ لا؛ فقد انتعشوا مرة ثانية، وقاموا بأعمال تفوق تلك التي قام بها "عثمان" و"مراد" و"بايزيد".
سقوط القسطنطينية:
مرت على الدولة العثمانية فترتان بين إنشائها واستيلائها على القسطنطينية.كانت الفترة الأولى واقعة بين استقلال عثمان بالدولة سنة 700هـ/1300م وبين هزيمة "بايزيد" في موقعة أنقرة سنة 805هـ/1402م.
أما الفترة الثانية، فتبدأ من إعادة إنشاء الدولة سنة 816هـ/1412م حتى فتح القسطنطينية سنة 858هـ/1453م.
وكانت المدة الواقعة بين هاتين الفترتين -وهي عشر سنوات- مدة قلاقل واضطرابات.
ولكن ماذا فعل تيمورلنك بعد موقعة أنقرة وأسر بايزيد؟
عودة تيمورلنك إلى بلاده:
بعد موقعة أنقرة تراجع تيمورلنك، فلم يكن قصده احتلال آسيا الصغري، بل كان كل همه وأمله أسر بايزيد، أمَا وقد تحقق له ما أراد، فليرجع إلى بلاده، لقد ترك البلاد مهزومة مفككة، وترك أولاد بايزيد يتحاربون فيما بينهم من أجل الملك.
واستمرت فترة حكمه حوالي ثماني سنوات، أخذ يعمل فيها بحكمة وتعقل؛لكي يدعم سلطانه داخل الدولة، فاتبع سياسة المهادنة والصداقة مع كل الأعداء.
لقد عقد هدنة مع إمبراطور القسطنطينية، وقد رحب الإمبراطور بتلك الهدنة؛ لأنه هو الآخر كان في حالة ضعف شديد نتيجة ضربات بايزيد المتوالية على دولته.
أما السلاجقة، فقد ترك لهم "السلطان محمد" كل الأراضي التي تحت أيديهم، وتفادي أي اشتباكات معهم، وركز كل همه في توطيد سلطانه في الداخل، وكان له ما أراد.
السلطان مراد الثاني:
فلما توفي "محمد" وخلفه ابنه "مراد الثاني" سنة 825هـ/1421م، كانت حالة الدولة العثمانية تمكنها من اتخاذ بعض الخطوات الهجومية وقد كان.
فلقد استردّ "مراد الثاني" ما أخذه السلاجقة من أراضي العثمانيين، واستعاد العثمانيون ثقتهم وقوتهم في عهد مراد الثاني، فاتجهوا إلى أوربا.
ولكن أوربا لم تنسَ هزيمتها في "نيقوبولس" وما لحق بها من عار، فراحت تكون جيشًا كبيرًا من المجريين والبولنديين والصرب والبيزنطيين، وهاجمت ممتلكات الدولة العثمانية في "البلقان".
وفي البدء تمكن المسيحيون من إحراز عدة انتصارات على جيوش مراد، إلا أن السلطان "مرادًا" جمع قواته، وأعاد إعدادها وتشكيلها حتى التقى مع أعدائه سنة 849هـ/1444م، فأوقع بهم الهزيمة، وعلى رأسهم ملك المجر "فلادسلاق" وصدهم حتى نهر الدانوب.
رعاك الله يا مراد، لقد أعدت الدولة العثمانية إلى ما كانت عليه أيام جدك بايزيد.
وهكذا لما توفي "مراد الثاني" في "أدرنة" سنة 856هـ/ 1451ترك لابنه محمد الثاني المعروف "بالفاتح" دولة قوية الأركان، عالية البنيان، رافعة أعلامها، متحدة ظافرة منتصرة.
فتح القسطنطينية :
كان أول هدف لمحمد الفاتح القضاء علي القسطنطينية، تلك المدينة التي صمدت أمام كل الهجمات الإسلامية من عهد معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه في منتصف القرن السابع الميلادي حتى منتصف القرن الخامس عشر.
لقد كان الاستيلاء عليها أملا يراود الكثيرين من قادة الإمبراطورية الإسلامية وخلفائها، وفخرًا حاول الكثيرون أن ينالوه ويحظوا به، ولم لا وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش". [أحمد والحاكم].
السلطان محمد الفاتح:
جاء محمد الثاني (محمد الفاتح) وكان مع الفتح على موعد، فعقد العزم على فتحها، وإضافتها إلى العالم الإسلامي الكبير، ولم يكن هذا هو هدفه الوحيد، بل كانت هناك عوامل كثيرة تحركه وتدفعه إلى تحقيق هذا النصر وذلك الفتح العظيم، أيقال: إنه فتح الفتوح؟! أم أيقال: إنه فتح باركته ملائكة السماء؟!
وكيف لا، والإمبراطورية البيزنطية كانت العدو الأول للإسلام بعد أن سقطت دولة الفرس في القرن السابع الميلادي، وظلت تصطدم مع المسلمين في عهد الخلفاء الراشدين، وفي خلافة الأمويين والعباسيين وما بعدها!
وكثيرًا ما كانت تتحين فرص ضعف الدولة الإسلامية فتغير عليها، وتنتزع بعض أراضيها.
ولا يخفى أن بعد موقعة "ملاذكرد" في القرن الحادي عشر أصبحت القسطنطينية نفسها محورًا تتمركز فيه كل قوى الصليبيين المتجمعة من أطراف القارة الأوربية؛ لتشن الغارة تلو الغارة على الأراضي المقدسة، ومناطق نفوذ المسلمين الأخري.
ولا ينسى أحد للقسطنطينية أنها في سنة 768هـ/1366م، تحالفت مع روما ودول أوربا الأخرى إلا أن بايزيد هزمهم في "نيقوبولس".
ولم يَنْسَ خلفاء الدولة العثمانية للقسطنطينية أنَّها في سنة 846هـ/1441م تآمرت مرة أخرى مع ملوك البلقان ضد مراد الثاني، إلا أن الله نصر مرادًا عليهم فقضى على تحالفهم، وشتت شملهم، وَفرَّق جموعهم.
فلْيقضِ محمد الفاتح على تلك القلعة الحصينة التي كثيرًا ما ضربتهم من الخلف، إن هو أراد أن يستمر في فتوحاته الأوربية.
وراح محمد الفاتح يضع الخطة بإحكام، عقد هدنة مع ملوك المسيحيين في البلقان لمدة ثلاث سنوات. واستغل هذه الفترة الآمنة الهادئة في تحصين حدوده الشمالية وتأمينها. ثم ماذا؟ ثم جهز جيشًا قوامه 60 ألف جندي نظامي، واتجه بهم نحو القسطنطينية وحاصرها، ومع أن حامية القسطنطينية لم تكن تزيد على 8000 جندي إلا أنها كانت محصنة جدّا، فالبحر يحيط بها من ثلاث جهات، أما الجهة الرابعة فقد أحيطت بأسوار منيعة، وهذا هو السبب الرئيسي في صمودها طوال هذه القرون واستعصائها على بني أمية وبني العباس.
وقد كان تأخر سقوط القسطنطينية في أيدي المسلمين هو السبب في تأخر انهيار الدولة البيزنطية، فسقوط العاصمة يتسبب عنه سقوط الدولة بأكملها، ولعل ذلك يرجع إلى أن قدرًا من الحضارة المادية كان عند البيزنطيين؛ بحيث يستطيعون تحصين عاصمتهم والدفاع عنها، وقد تأخر سقوط الدولة البيزنطية لمدة ثمانية قرون كاملة، على عكس الدولة الفارسية التي سقطت وزالت مبكرًا نتيجة سقوط "المدائن" عاصمتها في وقت قصير.
إلا أن الأحوال قد تغيرت كثيرًا في سنة 858هـ/1453م عندما حاصرها محمد الفاتح.
وكان العالم قد توصل في ذلك الوقت إلى اكتشاف البارود-الذي يرجع الفضل في اكتشافه إلى العلماء المسلمين-مما جعل الأسوار كوسيلة للدفاع قليلة الفائدة.
وإلى جانب هذا وذاك، فإن الأسطول الإسلامي أصبح أقوى بكثير من أسطول البيزنطيين، فحاصر المدينة من جهة البحر، وأغلق مضيق البسفور في وجه أية مساعدة بحرية.
واستمر الحصار ستة أسابيع، هجمت بعدها الجيوش الإسلامية، وتمكنت من فتح ثغرة في أحد الأسوار، ولكن الحامية المسيحية- برغم قلتها- دافعت دفاعًا مريرًا، ومع ذلك فقد دخل محمد الفاتح القسطنطينية، وغير اسم القسطنطينية إلى "إسلام بول" (أي عاصمة الإسلام)، ولكنها حرفت إلى إستامبول، كما جعل أكبر كنائس المدينة (أيا صوفيا) مسجدًًا بعد أن صلى فيه الجيش الفاتح بعد النصر، أما المسيحيون فلم يعاملهم بما كانوا يعاملون به المسلمين، لقد ترك لهم حرية العبادة، وترك لهم بطريقَهُم يشرف على أمورهم الدينية.
تسامح المنتصر:
وقد وصف فولتير الفيلسوف الفرنسي الشهير موقف المنتصر المسلم من المهزوم المسيحي بقوله : إن الأتراك لم يسيئوا معاملة المسيحيين كما نعتقد نحن، والذي يجب ملاحظته أن أمة من الأمم المسيحية لا تسمح أن يكون للمسلمين مسجد في بلادها بخلاف الأتراك، فإنهم سمحوا لليونان المقهورين بأن تكون لهم كنائسهم، ومما يدل على أن السلطان محمد الفاتح كان عاقلا حكيمًا تركه للنصارى المقهورين الحرية في انتخاب البطريق، ولما انتخبوه ثبته السلطان وسلمه عصا البطارقة، وألبسه الخاتم حتى صرح البطريق عند ذلك بقوله : إني أخجل مما لقيته من التبجيل والحفاوة، الأمر الذي لم يعمله ملوك النصارى مع أسلافي.
هذه هي حضارة الإسلام ومبادئه في ميدان الحرب والتسامح مع أهل الأديان الأخري، على خلاف النصارى في حروبهم مع المسلمين سواء في الحروب الصليبية أو في الأندلس أو في العصر الحديث في كل مكان، فإنهم يقتلون الأبرياء، ويحرقون الأخضر واليابس، ويخربون بيوت الله، ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.
ولم يكتف "محمد الثاني" بهذا النصر، بل سار إلى أعدائه في الغرب، وأخضع معظم دول البلقان، إلى أن وصل إلى بحر الأدرياتيك، وفي آسيا امتدت سلطة العثمانيين حتى نهر الفرات فهزموا السلاجقة، واستولوا على جميع أراضيهم.
آخر خليفة عباسي:
وجاء "السلطان سليم" بعد محمد الفاتح، فدخلت الجيوش الإسلامية الجزيرة العربية بأسرها، وعَرَّجوا على مصر فقضوا علىحكم المماليك فيها، وضموها لممتلكاتهم.
وفي مصر، وجد السلطانُ سليم آخرَ سلالة الخلفاء العباسيين واسمه "المتوكل على الله الثالث"، وطلب منه أن يتنازل له عن الخلافة فقبل، وقد يتساءل: كيف يكون هناك خليفة عباسي مع أن التتار قضوا على الخلافة العباسية في بغداد سنة 656هـ.
الواقع أنه بعد مقتل الخليفة المستعصم في بغداد تمكن بعض أفراد أسرته من الهروب إلى مصر، فآواهم سلاطين المماليك، ولقبوا أحدهم خليفة، وكانت خلافة رمزية، الغرض منها إكساب دولة الخلافة سمعة كبيرة بوجود الخليفة فيها.
واستمرت سلالة هؤلاء الخلفاء حتى سنة 924هـ/1518م، عندما دخل السلطان سليم مصر وهزم المماليك، ولما أراد العودة إلى العاصمة إسلام بول أخذ معه الخليفة المتوكل على الله الثالث الذي تخلى للسلطان سليم عن الخلافة، وسلمه الراية والسيف والبردة سنة 925هـ/1518م.
سقوط الخلافة العثمانية:
وهكذا انتقلت الخلافة إلى الدولة العثمانية، واستمرت فيها حتى سنة 1342هـ/1923م، حتى ألغاها مصطفى كمال أتاتورك عليه من الله ما يستحق ونقل العاصمة إلى أنقرة عاصمة تركيا الحديثة، وألغى اللغة العربية في 1342هـ/3 مارس 1924م.
وكان اليهود قد حاولوا في عهد السلطان عبد الحميد الثاني التأثير عليه بشتى الوسائل، وإغرائه بالمال، ليسمح بتأسيس وطن قومي لليهود، فأبي، وقال : تقطع يدي ولا أوقع قرارًا بهذا، لقد خدمت الملة الإسلامية والأمة المحمدية ما يزيد على ثلاثين سنة، فلن أسود صحائف المسلمين من آبائي وأجدادي السلاطين والخلفاء العثمانيين. وتجمعت كل القوى المعادية للإسلام لتقضي على الخلافة، فكان لهم ما أرادوا، وتفرق شمل المسلمين، واستبيحت ديارهم، فإنما يأكل الذئب من الغنم الشاردة، وها نحن أولاء نشهد حربًا تدور في الخفاء والعلن ضد الإسلام والمسلمين في كل مكان، ولا خلافة لهم تجمع كلمتهم وتدافع عنهم.
منجزات الخلافة العثمانية:
1- فتح القسطنطينية، وتحقيق حلم وأمل المسلمين.
2- وقوف السلطان عبد الحميد في وجه اليهود بقوة، ومنعهم من إقامة وطن قومي لهم في فلسطين. فيروى أنه بعد عقد مؤتمر بال بسويسرا 1336هـ/1897م والذي قرر اتخاذ فلسطين وطنًا قوميّا لليهود، ذهب (قره صو) إلى الخليفة عبد الحميد، وذكر له أن الحركة الصهيونية مستعدة أن تقدم قرضًا للدولة، قدره خمسون مليونًا من الجنيهات، وأن تقدم هدية لخزانة السلطان الخاصة قدرها خمسة ملايين من الجنيهات، نظير السماح لليهود بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، فصرخ الخليفة في حاشيته قائلا:من أدخل على هذا الخنزير. وطرده من بلاده، وأصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين.
3- من أبرز خدماتها للمسلمين أنها أخرت وقوع العالم الإسلامي تحت الاحتلال الأوربي، فما إن زالت الخلافة الإسلامية حتى أتى الغرب على دول المسلمين يبتلعها دولة بعد الأخرى، وقد وقف السلطان سليم الأول ومن بعده ابنه بقوة إلى جانب دولة الجزائر ودول شمال إفريقية وساعدهم في مقاومة الاحتلال الأوربي في بداية الأمر عندما استغاث خير الدين بالسلطان سليم فأمده بالعدة والعتاد.
4- دفاعهم عن الأماكن المقدسة، فعندما حاولت قوات الأسطول البرتغالي (مرتين) أن تحتل جدة وتنفذ منها إلى الأماكن المقدسة في الجزيرة، وقفت في وجهها الأساطيل العثمانية، فارتدت على أعقابها خاسرة، بل إن القوات البحرية أغلقت مضيق عدن في وجه الأساطيل البرتغالية، فكان عليها أن تأتي بالشحنات التجارية وتفرغها في مضيق عدن، ويقوم الأسطول الإسلامي العثماني بتوصيلها إلى عدن والموانئ الإسلامية.
5- ويكفي أن الخلافة العثمانية كانت رمزًا لوحدة المسلمين، وقوة تدافع عن المسلمين وقضاياهم وأراضيهم، بالإضافة إلى الفتوحات الإسلامية، وحرصهم على الإسلام وحبهم له، كيف لا، وقد قامت دولتهم على حب الإسلام بغرض الدفاع عنه.
هذا وقد ظلم التاريخ هذه الخلافة الإسلامية خلافة العثمانيين؛ لأن تاريخها كتب بأيدي أعدائها سواء من الأوربيين أو من العرب الذين تربوا على مناهج الغرب، وظنوا أنها احتلال للبلاد العربية، ولذلك فتاريخ هذه الخلافة يحتاج إلى إعادة كتابة من جديد.
***
منقول
shadow30
2010-07-14, 21:25
مشكووووووووووور اخي الكريم على موضوع
اخي الكريم بوعلام العاصمي والله العظيم موظوع في الصميم
جعلالله ما قدمت فى ميزان حسناتك
بوعلام العاصمي
2010-07-16, 10:23
السلام عليكم
بارك الله فكما يا اخي ShDOW واخي عماري
بعون الله اكاد انتهي من كتابة مقالة سابين فيها لمادا انتشر هدا الدين الجديد او ما يسمى بالوطنية والقومية ومن يقف وراءه وما السبب لانتشارها بين المسلمين وما الدور التي التي تؤديه القومية والوطنيه
وخاصة سابرهن بحول الله ان هده المسماة بالقومية والوطنيه فيها تناقض واضح وصريح مع تعاليم ديننا واحكام شريعتنا
السلام عليكم
اخي بوعلام ما شاء الله عليك بارك الله فيك
اعلق علي نقطة بسيطة
اولا وقوف السلطان عبد الحميد ضد اليهود ليس هو الذي يشكر عليه اي شخص مكانه كان سيكون له نفس التصرف
ثانيا انها اخرت وقوع العالم الاسلامي تحت الاحتلال الاوروبي اين كانت هي عندما احتلت الجزائر عام 1830 ومصر 1882و تونس 1881 وغيرها وكذلك موقفها المخزي من المسلمين في الاندلس اخر ايامهم رغم انها كانت في اوج قوتها
ثالثا هناك فجوة رهيبة تركتها حيث خيم علي العالم الاسلامي الجهل والتخلف في الوقت الذي قطع فيه الغرب شوطا طويلا نحو التقدم وقد ذكرت في هذا الخصوص حالة مصر
رابعا اين الشعوب التي دخلت الاسلام علي يديهم سوي قلة لا تذكر مقارنة بالخلافتين الاموية والعباسية
اخي العزيز دمت بخير
تقبل مروري
بوعلام العاصمي
2010-07-16, 21:45
السلام عليكم
بارك الله فيك اخي المهزوز نورت بتعليقك
اخي في الله
احب ان اقول لك امر
اسمحلي ان نكمل هدا الموضوع فقط في ما يخص القومية والوطنيه
ابشرك اني وبعد فترة قضيتها في جمع وكتابة مقالة في هدا الشان وفقني الله ان اكملها وبحول الله في هدين اليومين ساضعها هاهنا
وهي عن القومية
واتمنى ان تكون من الاوائل اللدين يقرؤونها ويعلقون عليها
اما بخصوص العثمانيين فناجله الى فرصة اخرى
لكن في المقالة التي ساضعها ستجد شئ عن العثمانيين وكيف خانهم وطعنهم هؤلاء القوميون
سلام عليكم
السلام عليكم
اخي بوعلام انا في شوق لقراءة باقي الموضوع
بارك الله فيك
بوعلام العاصمي
2010-07-16, 21:53
وفيك بركة اخي
الحمد لله في هدا اليوم اتممت هده المقاله عن القومية والوطنيه
وبعون الله لن اتاخر
بوعلام العاصمي
2010-07-18, 15:54
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعود بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين
اما بعد
ايها الموحد اليك ارسل يا اخي نصيحتي .ولاني احبك واتقرب بحبك الى مولاي . بل لا اجد ارجى عند الله من محبتك عملا اطمئن اليه . ولم لا والحب في الله من اصول الايمان واعلى درجاته .وسواء تحبي او تكرهني .تمدحني او تاكل في عرضي فانت في حل ما دمت على التوحيد
فلا والله لا يتم ايماني وايمانك الا بمحبت الله ورسوله ولا تتم محبة الله ورسوله الا بمحبت اولياء الله ورسوله واخرى رديفتها واختها بغض اعداء الله
قال صلى الله عليه وسلم __ اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله __
وقال صلى الله عليه وسلم __من احب في الله وابغض في الله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان __
فاياك يا اخي ان تظن ان هده الشعيرة نافلة من العمل .فقد نقل بن بطال عن الامام مالك قوله الحب في الله والبغض في الله من الفرائض
ويكفي يا عبد الله هدية من الكريم الجواد ان من فضل المتحابين في الله ان كل واحد منهما ادا دعى لاحد منهما على ظهر الغيب امن الملك على دعائه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم __ما تحابا رجلان في الله الا كان افضلهما اشدهما حبا لصاحبه __
لكن يا عباد الله يجب ان نتعلم البغض في الله كما نتعلم الحب في الله
قال صلى الله عليه وسلم __افضل الايمان الحب في الله والبغض في الله __
جاء في عون المعبود -قال بن رسلان في شرح السنن -فيه دليل على ان يكون للرجل اعداء يبغضهم في الله كما يكون له اصدقاء يحبهم في الله واياك يا اخي ان تسقط في فخ الشيطان فتحب المرا لانه يحسن معاملتك ويتطلف في كلامه ولو كان كافرا .وتكره المسلم لانه صعب في معاملته سئ في اخلاقه .بل الحب والبغض ينبغي ان يكون لله لا لحض من حضوض النفس .فانت تحب المسلم وان لم يكن يحبك او يحسن اليك .وتكره اهل البدع وتقاتل الكافر وان ملا حجرك دهبا واجراك في لطفه فقد عند الكافر من اللطف ما لا تجده عند المسلم مع ان الاصل عكس دالك
فيا عباد الله ويا احباب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بالغت بالنصح في هده المساله الا لسببين
ا- المحاولات الجادة لطمس معالم الدين وتغيير مفاهيمه في نفوس المسلمين .وردم الحدود الفاصلة بين الحق والباطل
ب-عدم ادراك الكثير لخطورة بعض النعرات التي تجمع بين ما فرق الله فتضع المسلم والكافر في كفة واحدة تحت دعوى القومية والوطنية ولنا مع هدا النوع من المحبة والولاء المدموم القومية والوطنية
تلك البضاعة المزجاة والاكدوبة القديمة والخدعة المفضوحه والتي طالما كانت حصان المحتل الرابح ادا شعر بالهزيمة وصارت ايامه في بلد اسلامي احتله اليمة . فعلها مرارا وتكرارا وكانت دائما هي قارب النجاة .ففي كل مرة اراد المحتل الخروج او فكر في الخروج بدا ينبش تيار الوثنية .او ما يسمى كدبا بالوطنية وعمل على ايجاد بديل له من بني جلدتنا ويتكلم بالسنتنا ولا مانع في بادئ الامر ان يتمسح بالدين او حتى يكونوا من منتسبي العلم الدجالين كما فعله بورقيبه في تونس ثم ما لبث ان تعدى على الشريعه والقران والرسول لما استقر له الامر
تلك الوطنية الخبيثه والوثنية بابشع صورها التي جعلت المسلم السني في لبنان يقبل بدستور ينص على ان يكون رئيس دولته نصرانيا مارونيا متعصبا
رئيسا نصرانيا لشعب اغلبه مسلم مادام عربيا لبنانيا
تلك القومية الخبيثه التي جعلت الامة تقبل ان يقاتل القوميون العرب مع الانجليز جنبا الى جنب ضد الدولة العثمانية او الاتراك الظلمة على حد قولهم فدخل الجيش الانجليزي الفاتح القدس بقوات تجمع النصراني الانجليزي والقومي العربي ومادا كانت النتيجه
سلم الانجليز القدس لليهود الى اليوم وبسلاح القومية والوطنية .فمن اضاع القدس هو هؤلاء الرجس فدعاة القومية والوطنية اليوم يريدون ان يرسخوا في عقول شبابنا ما رسخوه بالامس . ان من يعمل على بناء الوطن وطرد المحتلين فحسب هو المجاهد حقا وان من يفرق بين ابناء الوطن الواحد كما في العراق بين عبدة الشيطان الايزيدية والنصراني والصبي والمسلم دخيل على بلاد العراق عميل لغيره
هده هي الوثنية التي تسمى القومية والوطنية جعلت المصري المسلم يفتخر بانتمائه الفرعوني والعراقي المسلم يفتخر بانتمائه الاشوري والبابلي والكلداني
فيا عباد الله ويا امة رسول الله صلى الله عليه وسلم
اليكم فكرة مبسطة عن القومية وجدورها التاريخيه لتقف على حقيقة المسالة
ان العالم المتدين كله لم يكن يفتخر في تاريخه الا بانتمائه الديني
فالمسلم يفتخر بدينه وكتابه والصليبي يفتخر بصليبه ودالك الى عهد الثورة الفرنسية والتي هتفت ضد الدين __ اشنقوا اخر ملك بامعاء اخر قسيس __
ثم تسربت الدعوة الى القومية العربي الى ديارنا على ايادي نصارى العرب في الشام وخاصة بعدما تعرضوا الى ضغوط من الدولة العثمانية .فارادوا ان يتساوو في الحقوق مع المسلمين وايضا ارادوا ان يفرقوا بين المسلم العربي واخيه التركي فضلا عن الهندي
فهي فرصتهم لتدمير الخلافة العثمانية تبناها الغرب بعد دالك لما اتمرت فقال فرناند لويس عن هدا الدين __ ان القومية احلت محل الاسلام في العالم العربي فمن هم دعاة هدا الدين الجديد لتعرف اهدافه
هم حفنة من النصارى امثال
بطرس البستاني
جورج زيدان
فارس الشدياق
ابراهيم اليازيجي هدا المجرم الدي توعد المسلمين الترك قائلا
صبرا امة الترك التي ظلمت ظهرا فعما قليل سترفع الحجب . لنطلبن بحد السيف ماربنا فلم يخب لنا في حينها مارب .ونتركن علوج الترك تندب ما قدمته اياديها في احداثها العجب
ان المبادئ التي تقوم عليها فكرة القومية هي اللغة والدين والتاريخ والارض ولا علاقة لها بالدين وهم حرب على من ينادي اليه ويتركز عليه
انشودتهم قول شوقي في القومية
بلاد العرب اوطاني من الشام لبغداد فلا دين يفرقنا ولاحد يباعدنا
ولا احد ينسى مدرسة ميشال عفلق النصراني في العراق وبلاد الشام شعارها امة عربية واحدة دات رسالة خالدة
فلا مكان عند عفلق وافراخه اليوم للمسلم الهندي .والمسلم التركي وحتى المسلم الكردي ايا كان قدمه في الاسلام
فكانت هناك الامة العربية والامة التركية والامة الكردية ودهب مفهوم الامة الاسلامية
عباد الله
ان فكرة القومية والوطنية تناقض الدين في كثير من اصوله
اولا ان التفاضل بين الناس بالتقوى لا بالدم
قال تعالى __يا ايها الناس انا خلقناكم من دكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم __
ثانيا تنقض عقيدة الولاء والبراء من جدورها .واصل عظيم من اصول الدين فالعربي النصراني العراقي اخوهم وله كل الحدود والهندي المسلم والتركي المسلم لا حق له .فشريعة هؤلاء لا تلتزم تقديم عقبة بن ابي معيط وابي جهل على بلال الحبشي وسلمان الفارسي
ثالثا تنقض عروة الترابط بين المؤمنين
قال صلى الله عليه وسلم __المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا __
رابعا تقوم على اساس الدعوة الى الجاهليه والعصبيه
قال تعالى __اد جعل اللدين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم __ليس منا من دعى الى عصبية __
ولا يقول قائل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه المسلمين كانوا ينتسبون الى المهاجرين والانصار وهما نوع عصبية
يقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله
فهدان الاسمان المهاجرين والانصار اسمان شرعيان جاء بهما الكتاب والسنه وسماه الله بهما كما سمانا المسلمين من قبل وفي هدا.
وانتساب المسلمين الى المهاجرين والانصار انتساب محمود حسن عند اللهوسروله وليس من المباح الدي يقصد به التعريف فقط كالانتساب الى القبائل ولا من المكروه او المحرم كالانتساب الى ما يفضي الى بدعة
يقول الشيخ عبد الرحمن الدوسري فيما يجب ان يكون عليه المسلم
ولا يوالي النصارى بحجة قومية ولا وطنيه ولا عصبيه جلبها من اوروبا وطرح بها ملة ابراهيم
ولما سئل رحمه الله عن الشرك وانواعه قال كدالك اللدين بدلوا قولا غير الدي قيل لهم فجعلوا حدود الوطن فوق حدود الله ومحبة النفس والقوم فوق محبته .او اندفع باسم التحرير والتطوير ونحوه مما وصفته بروتوكولات الصهيونية ونفده تلاميد الافرج جهرا – انتهى كلامه رحمه الله-
ويبقى ان نقول ان دعاة القومية اليوم هم اخبث طريقة واعمق جهدا واكثر انحرافا من دعاة القومية فصار التعصب لعلامات سايكس بيكو الاصل .واصبحت كل بقعه افرزتها الاتفاقيه المشؤومة تبحث لها عن ماض تليد وتنفق الاموال وتاسس المعاهد والجامعات باسم الاثار والاستكشاف فتفتش في تراب متراكم او مساكن مطمورة لعلها تجد في قبور ماض مجيد
وحلت الدعوة الى الوطنية محل الدعوة الى القومية فبئس الخلف لشر سلف
ايها الموحدون
ان مفهوم الوطنية التي يدافع ويعمل لاجله المسلم هي تلك الدار التي تعلوها شريعة الله وتكون فيها العقيدة سلوكا ومنهاج حياة . يعز فيها المسلم ويدل فيها الكافر والا فلما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من احب ارض الله الى ارض الله ثم اليه
وقد عرضوا عليه كامل حقوق المواطنة بمفهوم الوطنية .بل ارادوا ان يسيدوه ويملكوه عليهم .فماكان منه صلى الله عليه وسلم الا ان قال كما في السيرة النبوية لابن كثير __ما جئت اطلب اموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني اليكم رسولا وانزل علي الكتاب وامرني ان اكون لكم بشيرا ونديرا __
ان دارا لا تحكمها شريعة الله بئست الدار ولو كانت خير بقاع الدار فان الله ما ارسل الرسل وما انزل الكتب الا لتكون كلمة الله هي العليا لا الوطنية ولا القومية المقيتتين
هدا ما وقفني الله ان اجمعه من بعض كتب العلماء واقوال مشايخ وكلمات الصالحين
اللهم ان اصبت فمنك وبفضلك واسالك اللهم ان تنفعني به وكل موحد
وان اسات فمني ومن الشيطان الرجيم واسالك ربي ان تغفر لي
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين
اخوكم بوعلام العاصمي ____
بوعلام العاصمي
2010-07-18, 16:01
الى كل الاخوة في منتدى الجلفه ان رايتم ان مقالتي الاخيرة فيها من الفوائد الكثير ومن النصح والثواب والاجر العظيم فانشروها في مواقع اخرى لعل الله ان ينفعنا وكل المسلمين
اخى بوعلام العاصمى
جزاك الله عناخيرالجزاء
RiADATVENT
2010-07-18, 16:25
حب الوطن من الإيمان
مفدي زكريا شاعر الثورة الجزائرية مخاطبا الجزائر "فلولا جمالك ما صح ديني و ما أن عرفت الطريق إلى ربي"
RiADATVENT
2010-07-18, 16:27
الى كل الاخوة في منتدى الجلفه ان رايتم ان مقالتي الاخيرة فيها من الفوائد الكثير ومن النصح والثواب والاجر العظيم فانشروها في مواقع اخرى لعل الله ان ينفعنا وكل المسلمين
النقل ليس حلا،
أطلب ان ينشروا الرابط الأصلي، لأن النقل هو سبب تاخر الواب العربي و المنتديات العربية
السلام عليكم
اخي الحبيب بوعلام العاصمي
قرأت موضوعك اكثر من مرة لاهميته الشديدة بارك الله فيك
واتفق تماما في كل ما قلته
ولي تعقيب بسيط
هو اني اعتبر العثمانيين من وضعوا بذرة القومية
وذلك بسبب الحادث المشهور عند فتح مصر ونقلهم كل العمال المهرة في كل المجالات الي الاستانة
حتي ان الاف الصناعات انقرضت في مصر حين ذلك
اليس هذا انحيازا كليا للقومية التركية علي حساب الامة الاسلامية
واعتبر الخلافة العثمانية بمثل هذه التصرفات وظلمها لغير الاتراك
هي من مهدت لظهور القوميات
غير ذلك اتفق معك تماما في خطورة هذا البلاء المسمي القومية
واصدق دليل ما حدث بين مصر والجزائر بسبب مباراة كرة
تقبل مروري واحترامي اخي الحبيب
السلام عليكم
بوعلام العاصمي
2010-07-20, 11:16
اخى بوعلام العاصمى
جزاك الله عناخيرالجزاء --كتبه الاخ عماري --
السلام عليكم
ولك المثل اخي عماري
بارك الله فيك
بوعلام العاصمي
2010-07-20, 11:18
النقل ليس حلا،
أطلب ان ينشروا الرابط الأصلي، لأن النقل هو سبب تاخر الواب العربي و المنتديات العربية -- كتبه الاخ riadatvent --
السلام عليكم
بارك الله فيك اخي على النصيحه
بوعلام العاصمي
2010-07-20, 11:20
السلام عليكم
اخي الحبيب بوعلام العاصمي
قرأت موضوعك اكثر من مرة لاهميته الشديدة بارك الله فيك
واتفق تماما في كل ما قلته
ولي تعقيب بسيط
هو اني اعتبر العثمانيين من وضعوا بذرة القومية
وذلك بسبب الحادث المشهور عند فتح مصر ونقلهم كل العمال المهرة في كل المجالات الي الاستانة
حتي ان الاف الصناعات انقرضت في مصر حين ذلك
اليس هذا انحيازا كليا للقومية التركية علي حساب الامة الاسلامية
واعتبر الخلافة العثمانية بمثل هذه التصرفات وظلمها لغير الاتراك
هي من مهدت لظهور القوميات
غير ذلك اتفق معك تماما في خطورة هذا البلاء المسمي القومية
واصدق دليل ما حدث بين مصر والجزائر بسبب مباراة كرة
تقبل مروري واحترامي اخي الحبيب
السلام عليكم --كتبه الاخ المهزوز --
السلام عليكم بارك الله فيك اخي المهزوز
ولنا بحول الله لقاءات في موضوعات اخرى
بوعلام العاصمي
2010-07-20, 11:23
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء
بارك الله في الجميع
من علق على الموضوع
ومن اكتفى بقراءته
واتمنى ان اقرا تعليق من الاخ ابو ابراهيم بخصوص المقال الاخير الدي وضعته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوعلام العاصمي
2010-07-20, 13:24
نسال الله ان يفرج علينا وعلى المسلمين هم احتلال اليهود للاقصى الشريف والارض المباركة
اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك
اللهم اسالك لي ولامتي النعيم المقيم الدي لا يحول ولا يزول
اللهم اسالك النعيم يوم العيله والامن يوم الخوف
اللهم اني عائد بك من شر ما اعطيتنا وشر ما منعت
اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين
اللهم توفنا مسلمين واحينا مسلمين والحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين
اللهم قاتل الكفرة الدين يكدبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعدابك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين
بوعلام العاصمي
2010-07-21, 14:15
السلام عليكم
هده هي القومية والوطنيه التي اخرت المسلمين لقرون عديده
فنسال الله ان ترجع الامة الى رشدها وسابق عهدها حتى يرجع مجدها ويضيئ نهارها وتسطع شمسها وتعود لها قوتها
وكل هدا باتباع شرع الله وسنة خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم
فهل من معتبر
بوعلام العاصمي
2010-07-21, 14:20
السلام عليكم
اتمنى تعليق من الاخ الفاضل ابو ابراهيم بخصوص مقالي الاخير الدي وضعته في موضوعنا هدا القومية والوطنية في الصفحة الثالثه ان امكن
مع شكري وتحياتي لكل اخ شاركنا برايه او قرا الموضوع
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir