المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ادباء و شعراء كتاب السنة 1


ali aisa
2010-07-03, 16:07
بسم الله الرحمان الرحيم

هنا تجدون نبذة عن حياة كل اديب و شاعر عربي مقرر في كتاب اللغة العربية للسنة الاولى ثانوي




فهرس الادباء و الشعراء

1_ زهير بن أبي سلمى

2_ بيرتراند راسل

3_ عنترة بن شداد

4_ أحمد أمين

5_ عبيد بن الأبرص

6_ د. أحمد محمد الحوفي

7_ د. طه حسين

8_ المعلم بطرس البستاني

9_ عباس محمود العقاد

10_ حسان بن ثابت

11_ كعب بن مالك

12_ أبو العتاهية

13_ الإمام البوصيري

ali aisa
2010-07-03, 16:09
زهير بن أبي سلمــــــــى



هو زهير بن أبي سُلمى ربيعة بن رياح بن قرّة بن الحارث بن إلياس بن نصر بن نزار، المزني، من مضر. حكيم الشعراء في الجاهلية. استنتج المؤرخون من شعره الذي قاله في ظروف حرب داحس والغبراء أنه ولد في نحو السنة 530م. وكانت ولادته في بلاد مزينة بنواحي المدينة، وكان يقيم في الحاجر من ديار نجد وقيل كانت ولادته في بني غطفان. وبين هؤلاء القوم نشأ وترعرع. ومنهم تزوّج مرّتين. في الأولى تزوّج أم أوفى التي يذكرها في مطلع معلقته: أمِن أمّ أَوفى دمنةٌ لمْ تكلّم****** بحوْمانَةِ الدرّاج فالمتثلّم وبعد طلاقه أم أوفى بسبب موت أولاده منها، اقترن زهير بكبشة بنت عمّار الغطفانية ورزق منها بولديه الشاعرين كعب وبجير.
ومن الموروث عن أخباره أنه ورث الشعر عن أبيه وخاله وزوج أمه أوس بن حجر. ولزهير أختان هما الخنساء وسلمى وكانتا أيضاً شاعرتين. وأورث زهير شاعريته لابنيه كعب وبجير، والعديد من أحفاده وأبناء حفدته. فمن أحفاده عقبة المضرّب وسعيد الشاعران.
وقد عرف بصدق طويته، وحسن معشره، وترفعه عن الصغائر، وأنه كان عفيف النفس، مؤمناً بيوم الحساب، يخاف لذلك عواقب الشرّ. ولعلّ هذه الأخلاق السامية هي التي طبعت شعره بطابع الحكمة والرصانة. و كان له من الشعر ما لم يكن لغيره، فقد كان ينظم القصيدة في شهر ويهذبها في سنة، فكانت قصائده تسمى الحوليات.وكان أحد الثلاثة المقدمين في الجاهلية على سائر الشعراء، وهم بالإضافة إليه امرؤ القيس والنّابغة الذبياني.
وكان عمرو بن الخطاب شديد الإعجاب بزهير، فقد روي عن ابن عبّاس أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في أول غزاة غزاها فقال لي: أنشدني لشاعر الشعراء، قلت: "ومن هو يا أمير المؤمنين?" قال: ابن أبي سلمى، قلت: وبم صار كذلك? قال: لا يتبع حوشي الكلام ولا يعاظل في المنطق، ولا يقول إلا ما يعرف ولا يمتدح أحداً إلا بما فيه". وأيّد هذا الرأي كثرة بينهم عثمان بن عفان، وعبد الملك بن مروان، وآخرون واتفقوا على أنّ زهيراً صاحب "أمدح بيت... وأصدق بيت... وأبين بيت".
فالأمدح قوله: تراهُ إذا ما جئْتَه مُتَهَلِّلا******** كأنَّك تُعطيه الذي أنتَ سائلُهْ
والأصدق قوله: ومهما تكنْ عند امرئٍ من خليقةٍ*******وإنْ تَخْفى على الناس تُعْلَمِ
وأما ما هو أبين فقوله يرسم حدود الحق:

فإنّ الحقّ مقطعُه ثلاثٌ************* يمينٌ أو نفارُ أو جلاءُ



قيل أنه توفي سنة 611 و روي أن وفاته كانت سنة 627م أي قبل بعثة النبيّ بقليل من الزمن، وذكرت الكتب أن زهيراً قصّ قبل موته على ذويه رؤيا كان رآها في منامه تنبأ بها بظهور الإسلام وأنه قال لولده: "إني لا اشكّ أنه كائن من خبر السماء بعدي شيء. فإن كان فتمسّكوا به، وسارعوا إليه".
ومن الأخبار المتّصلة بتعمير زهير أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نظر إليه وله مائة سنة فقال: "اللهم أعذني من شيطانه"، فما لاك بيتاً حتى مات. وأقلّ الدلالات على عمره المديد سأمه تكاليف الحياة، كما ورد في المعلّقة حين قال
:
سئمتُ تكاليفَ الحياة، ومَنْ يعِش********* ثمانينَ حولاً لا أبا لكَ، يسأَمِ

ومن أشهر ما وصلنا من قصص زهير بن ابي سلمى خبره في مدح (هرم بن سنان والحارث بن عوف) لمأثرتهما في السعي إلى إصلاح ذات البين بين عبس وذبيان بعد الحرب الضروس التي استمرّت طويلاً بينهما.وكان هذا السيّدان من أشراف بني ذبيان قد أديا من مالهما الخاص ديّات القتلى من الفريقين، وقد بلغت بتقدير بعضهم ثلاثة آلاف بعير. قيل إن هرماً حلف بعد أن مدحه زهير أن لا يكف عن عطائه، فكان إذا سأله أعطاه، وإذا سلّم عليه أعطاه. وداخل زهير الاستحياء، وأبت نفسه أن يمعن في قبول هبات ممدوحه، فبات حين يراه في جمع من القوم يقول "عموا صباحاً غير هرم ... وخيركم استثنيت "



معلقة زهير :


نظم زهير معلقته، في ظروف حرب البسوس التي احتدم أوراها بين عبس وذبيان، استهلها زهير بالغزل ووصف الديار والأطلال الدارسة، ثم تحوّل إلى مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف، وحمدهما على فضلهما في حقن الدماء وتحمل تبعات الصلح بين الفريقين المتنازعين. وأردف زهير هذا المديح بحكمه التي محض بها المتحاربين النصح ودعاهم إلى السلم وحملهم على أن يرهبوا عواقب الحرب. واستتبع يصف ويلات الحرب بالكلام على حصين بن ضمضم، الذي لم يلتزم بعهد الصلح بل خانه وغدر برجل من بني عبس إمعاناً في الثأر والانتقام.

ومطلعها:

أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَـمْ تَكَـلَّمِ بِـحَوْمانَة الـدَّرَّاجِ فَالْـمُتَثَلَّـمِ
وَدارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِـرِ مِعْصَـمِ

ووما جاء فيها:

سَئِمْتُ تَكَالِيفَ الـحَياةِ وَمَنْ يَعِشْ ثَـمَانِينَ حَوْلاً لا أَبَـا لَكَ يَـسْأَمِ
وأَعْـلَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ وَلـكِنّني عَـنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ
رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ تُـمِتْهُ وَمَنْ تُـخْطِىءْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ
وَمَنْ لَـمْ يُـصَانِعْ في أُمُورٍ كَثِيرةٍ يُـضَرَّسْ بِأَنْيَابٍ وَيُـوْطَأْ بِمَنْسِمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ يَفِرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الـشَّتْمَ يُشْتَمِ
وَمَنْ يَـكُ ذَا فَـضْلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِهِ عَلَى قَـوْمِهِ يُسْـتَغْنَ عَنْهُ وَيُذْمَمِ
وَمَنْ يُـوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُهُ إِلى مُـطْمَئِنِّ الْـبِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ
وَمَنْ هَـابَ أَسْـبَابَ الـمَنَايَا يَنَلْنَهُ وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِـسُلَّمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ يَكُنْ حَـمْدُهُ ذَماً عَـلَيْهِ وَيَـنْدَمِ
وَمَنْ يَـعْصِ أَطْـرافَ الزِّجَاجِ فَإِنَّهُ يُـطِيعُ الـعَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَمِ
وَمَنْ لَـمْ يَـذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ يُـهَدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمِ الـنَّاسَ يُظْلَمِ
وَمَنْ يَـغْتَرِبْ يَحْسِبْ عَدُواً صَدِيقَهُ وَمَنْ لا يُكَرِّمْ نَـفْسَهُ لا يُـكَرَّمِ
وَمَهْمَا تَـكُنْ عِنْدَ أمرِيءٍ مَنْ خَلِيقَةٍ وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ
وَكَائِن تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ زِيَـادَتُـهُ أَو نَقْصُهُ فِي الـتَّكَلُمِ
لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ فَـلَمْ يَبْقَ إَلا صُورَةُ الـلَّحْمِ وَالدَّمِ
وَإَنَّ سَفَاهَ الـشَّيْخِ لا حِلْمَ بَـعْدَهُ وَإِنَّ الـفَتَى بَعْدَ الـسَّفَاهَةِ يَحْلُمِ
سَألْـنَا فَأَعْطَيْتُمْ وَعُدْنَا فَـعُدْتُمُ وَمَنْ أَكْثَرَ الـتَّسْآلَ يَوْماً سَيُحْرَمِ

ali aisa
2010-07-03, 16:10
بيرتراند راسل (بالإنجليزية: Bertrand Russell ) (م.18 مايو 1872 - و.2 فبراير 1970) فيلسوف ورياضي وكاتب إنجليزي يعد من أعظم الفلاسفة حصل على جائزة نوبل عام 1950 بالإضافة إلى نوط الإستحقاق ذو القيمة الكبيرة والذى قلده إياه الملك جورج السادس عام 1949 وجائزة سوننج من جامعة كوبن هاجن عام 1960. كما كان ناشطا بارزا ضد الحرب وضد الامبريالية كما شجع التجارة الحرة بين الشعوب. وتميز بكونه ناقدا ساخرا بالإضافة إلى كونه عالم إجتماعى دقيق كتب ما يزيد عن المائة كتاب والكثير من المقالات في الفلسفة وعلم النس وعلم الإجتماع والسياسة والدين والأخلاق والجنس. ومات وعمره حوالي المئة عام في سنة 1970. و من أعماله مبادى الرياضيات و تاريخ الفلسفة الغربية و مشكلات الفلسفة ومن أقواله "إن مبرر إحترام الأطفال لأبائهم لا يعد أقوى من ذلك الخاص بإحترام الوالدين لأطفالهم فيما عدا أنه عندما يكون الأطفال صغاراً يكون الأباء أقوى من الأطفال"

ali aisa
2010-07-03, 16:10
عنترة بن شداد




عنتر بن شداد العبسي أشهر فرسان العرب وأحد شعراء المعلقات ،المعروف بشعره الجميل وغزله العفيف بعبله. وهو: عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن مخزوم بن ربيعة، وقيل بن عمرو بن شداد،. من أهل نجد. لقب، كما يقول التبريزي، بعنترة الفلْحاء، لتشقّق شفتيه. ولد حوالي سنة 525م.و كانت أمه أَمَةً حبشية تدعى زبيبة سرى إليه السواد منها.وقيل إن أباه شدّاد نفاه مرّة ثم اعترف به فألحق بنسبه وكان سبب ادّعاء أبي عنترة إياه أنّ بعض أحياء العرب أغاروا على بني عبس فأصابوا منهم واستاقوا إبلاً، فتبعهم العباسيون فلحقوهم فقاتلوهم عمّا معهم وعنترة يومئذ بينهم. فقال له أبوه: كرّ يا عنترة. فقال عنترة: العبد لا يحسن الكرّ، إنما يحسن الحلابَ والصرّ. فقال: كرّ وأنت حرّ فكرّ عنترة

وهو يقول:


أنا الهجينُ عنتَرَه كلُّ امرئ يحمي حِرَهْ
أسودَه وأحمرَهْ والشّعَراتِ المشعَرَهْ


وفي ذلك اليوم أبلى عنترة بلاءً حسناً فادّعاه أبوه بعد ذلك والحق به نسبه وهكذا استحق عنترة حرّيته بفروسيته وشجاعته وقوة ساعده، حتى غدا باعتراف المؤرخين حامي لواء بني عبس .
مات عنترة كما ترجّح الآراء وهو في الثمانين من عمره، في حدود السنة 615م. وذهب فريق إلى أنه عمّر حتى التسعين وأن وفاته كانت في حدود السنة 625م.

أعجب الرسول بالقصص التي تروى عن شجاعته وشعره وقال " لم أسمع وصف عربي أحببت أن أقابله أكثر من عنترة."



من معلقة عنترة






هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ

يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي

فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ

وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ

حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ

حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ

عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ

ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ

كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ

إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ

مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ

فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ

إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ

وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ

أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ

ali aisa
2010-07-03, 16:12
أحمد أمين




وُلد أحمد أمين إبراهيم في (2 من محرم 1304هـ= 11 من أكتوبر 1886م) في القاهرة، من أسرة محافظة تتمتع بقدر كبير من العلم والمعرفة.

فقد كان والده أزهريا مولعا بجمع كتب التفسير والفقه والحديث، واللغة والأدب،

بالإضافة إلى ذلك كان يحفظ القرآن الكريم ويعمل في الصباح مدرسا في الأزهر،

ومدرسا في مسجد الإمام الشافعي، وإماما للمسجد، كما كان يعمل مصححا بالمطبعة

الأميرية.وهكذا تفتحت عينا أخمد أمين على القرآن الكريم الذي يتلوه أبوه صباح مساء.

واهتم والده به منذ صغره، وساعده في حفظ القرآن الكريم، وفرض عليه برنامجا شاقا في تلقي دروسه وعوده على القراءة والإطلاع.ودخل أحمد أمين الكُتَّاب كما دخل المدرسة الابتدائية، وأعجب بنظامها إلا أن أباه رأى أن يلحقه بالأزهر، ودرس الفقه الحنفي؛ لأنه الفقه الذي يعده للقضاء الشرعي.


واستطاع بعد جهد أن يجتاز أحمد أمين اختبارات مدرسة القضاء الشرعي ، والتحق بها في (1325هـ= 1907م)، وكانت المدرسة ذات ثقافة متعددة دينية ولغوية وقانونية عصرية وأدبية، وتخرج منها سنة (1330هـ= 1911م) حاصلا على الشهادة العالمية،ليشتغل مدرسا بها . وفي هذه المرحلة تفتحت نفس الشاب على معارف جديدة، وصمم على تعلم اللغة الإنجليزية فتعلمها بعد عناء طويل.وبعدما قضى 15 عاما في هذه المدرسة ونال فيها أكثر ثقافته وتجاربه؛تركها مكرها وفي ذلك يقول :"بكيت عليها كما أبكي على فقد أب أو أم أو أخ شقيق".
ثم اتصل بالجامعة سنة (1345هـ= 1926م) عندما رشحه الدكتور "طه حسين" للتدريس بها في كلية الآداب،؛ فكانت خطواته الأولى في البحث على المنهج الحديث في موضوع المعاجم اللغوية، وكانت تمهيدا لمشروعه البحثي عن الحياة العقلية في الإسلام التي أخرجت "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام".
وتولى في الجامعة تدريس مادة "النقد الأدبي"، ورُقِّي إلى درجة أستاذ مساعد من غير الحصول على الدكتوراه، ثم إلى أستاذ فعميد لكلية الآداب سنة (1358هـ= 1939م)،
وقد أصبح عضوا بمجمع اللغة العربية سنة (1359هـ= 1940م) بمقتضى مرسوم ملكي، وكان قد اختير قبل ذلك عضوا مراسلا في المجمع العربي بدمشق منذ (1345هـ= 1926م)، وفي المجمع العلمي العراقي، وبعضويته في هذه المجامع الثلاثة ظهرت كفايته وقدرته على المشاركة في خدمة اللغة العربية.
وقد كانت المعرفة والثقافة والتحصيل العلمي هي الشغل الشاغل لأحمد أمين، حتى إنه حزن حزنا شديدا على ما ضاع من وقته أثناء توليه المناصب المختلفة، ورأى أن هذه المناصب أكلت وقته وبعثرت زمانه ووزعت جهده مع قلة فائدتها، وأنه لو تفرغ لإكمال سلسلة كتاباته عن الحياة العقلية الإسلامية لكان ذلك أنفع وأجدى وأخلد.
وقد امتازت كتاباته بدقة التعبير وعمق التحليل والنفاذ إلى الظواهر وتعليلها، والعرض الشائق مع ميله إلى سهولة في اللفظ وبعد عن التعقيد والغموض؛ فألّف حوالي 16 كتابا، كما شارك مع آخرين في تأليف وتحقيق عدد من الكتب الأخرى، وترجم كتابا في مبادئ الفلسفة.
وقد أصيب أحمد أمين قبل وفاته بمرض في عينه، ثم بمرض في ساقه فكان لا يخرج من منزله إلا لضرورة قصوى، ورغم ذلك لم ينقطع عن التأليف والبحث حتى توفاه الله في (27 من رمضان 1373هـ= 30 من مايو 1954م

آثاره:

1_ فجر الإسلام: يقع في عدة أجزاء كبار عن تاريخ الحياة العقلية في الإسلام منذ ظهوره وحتى سقوط الخلافة العباسية، تعرّض فيه كاتبه لآلاف الآراء، ومئات الشخصيات، لا بد أن توجد فيه بعض الأمور والآراء التي تحتاج إلى تصويب، دون أن يذهب ذلك بفضله وسبقه وقيمته.وقد وجد أحمد أمين صعوبة كبيرة في تحليل الحياة العقلية العربية، ويقول في ذلك: "لعل أصعب ما يواجه الباحث في تاريخ أمته هو تاريخ عقلها في نشوئه وارتقائه، وتاريخ دينها وما دخله من آراء ومذاهب".

2_ضحى الإسلام: تحدث عن الحياة الاجتماعية والثقافية ونشأة العلوم وتطورها والفرق الدينية في العصر العباسي الأول.
3_ فيض الخاطر: جمع فيه مقالاته المختلفة في "الرسالة" و"الثقافة"... وغيرهما، وبلغت حوالي 900 مقالة في عشرة أجزاء.
4_حياتي : الذي دوّن فيه سيرته الذاتية، ويقول عن هذا الكتاب: "لم أتهيب شيئا من تأليف ما تهيبت من إخراج هذا الكتاب"، ونشر قبل وفاته بأربع سنوات.

أما كتبه الأخرى فهي: "ظُهر الإسلام"، و"يوم الإسلام"، زعماء الإصلاح في العصر الحديث" و"قاموس العادات والتقاليد المصرية"، و"النقد الأدبي"، و"قصة الأدب في العالم"، و"قصة الفلسفة"... وغيرها.

ali aisa
2010-07-03, 16:12
عبيد بن الأبرص


نحو (... - 25 ق. هـ = ... - 598 م)

هو عبيد بن الأبرص بن حنتم، وقيل ابن عوف بن جشم الأسدي، أبو زياد، من مضر. اسم أُمّه أُمامة ولا يعرف زمن مولده. كان يُعدّ، في شعراء الجاهلية من الطبقة الأولى، عاصر امرؤ القيس وله معه مناظرات ومناقضات، وعمر طويلاً حتى قتله النعمان بن المنذر، وقد وفد عليه في يوم بؤسه. وهو شاعر من دهاة الجاهلية وحكمائها، وأحد أصحاب المجمهرات المعدودة طبقة ثانية عن المعلقات، على أن محمد بن سلاّم جعله في الطبقة الرابعة، وقال فيه: "عبيد بن الأبرص قديم الذكر عظيم الشهرة، وشعره مضطرب، ذاهب لا أعرف إلاّ قوله في كلمته: أقفر من أهله ملحوب، ولا أدري ما بعد ذلك".
وعبيد من سادات قومه وفرسانهم المشهورين، وكان في أيّامه حُجر بن الحارث، أبو امرئ القيس الشاعر، ملكاً على بني أسد، فنادمه عبيد ثم تغيّر عليه حُجر وطفق يتوعّده في شيء بلغه عنه، ثم استصلحه، فقال عبيد يخاطبه:
أبلغْ بني كرِبٍ عني وإخوتَهُ- قولاً سيذهبُ غوراً بعد أنجادٍ
ولما تمرّد بنو أسد على حُجر، وأبوا أن يدفعوا له الجباية، وقتلوا رسله، غضب وسار إليهم بجنده، وأخذ سرواتهم، فجعل يقتلهم بالعصا، فسمّوا عبيد العصا، وحبس منهم عمرو بن مسعود بن كندة بن فزارة الأسدي، وكان سيّداً، وعبيد بن الأبرص، وأباح أموالهم وصيّرهم إلى تِهامة وأبى أن يساكنهم في بلدٍ. فسارت بنو أسدٍ ثلاثاُ، ثم إن عبيداً قام فقال: أيّها الملك اسمع مقالتي:
يا عين فابكي ما بني- أسد، فهم أهل الندامة
فرق قلبُ حُجر حين سمع قوله فبعث في إثرهم، فأقبلوا، ولم يطل الأمر حتى ثاروا عليه وقتلوه، فهدّدهم ابنه امرؤ القيس بفرسان قحطان، وبأنّه سيحكِّم فيه ظُبى السيوف وشَبَا الأسنّة شفاء لقلبه وثأراً بأبيه. فخاطبه عبيد بقصيدة يفتخر فيها بمآتي قومه ويتحدّاه، قال:
يا ذا المخوّفُنا بقتل أبيه- إذلالاً وحينا
وعمّرَ عبيدٌ عمراً طويلاً جعله ابن رشيق ثلاثمائة سنة. ونحن نرى كما رأى الأب شيخو في كتابه شعراء النصرانيّة: أن في هذا القول غلوّاً ظاهراً، وأنّ سياق آثاره يدلّ على أنّه لم يتجاوز المئة. وعبيد من الشعراء الجاهليّين الذين وضعت على موتهم الأساطير، شأن امرئ القيس والحلة المسمومة، وطرفة وتفاصيل مقتله، وقد روى الأغاني أسطورة مقتله في صورتين أخذ أولاهما كتاب شعراء النصرانيّة ورُويت الثانية في الديوان، وهي تختلف بعض الاختلاف عمّا هي عليه في الأغاني.
أمّا الأولى فمسندةٌ على الشرقيّ بن القطامي، قال: كان المنذر بن ماء السماء قد نادمه رجلان من بني أسد، أحدهما خالد بن المضلِّل والآخر عمرو بن مسعود بن كَلَدة، فأغضباه في بعض المنطق، فأمر بأن يحفر لكلّ منها حفيرة بظهر الحيرة ثمّ يجعلا في تابوتين ويدفنا في الحفرتين، ففُعل بهما ذلك، حتى إذا أصبح سأل عنهما فأُخبر بهلاكهما، فندم على ذلك وغمّه، ثم ركب حتى نظر إليهما فأمر ببناء الغَرِيّين فبنيا عليهما، وجعل لنفسه يومين في السنة يجلس فيهما عند الغريّين أحدهما يوم نعيم والآخر يوم بؤس، فأوّل من يطلع عليه في يوم نعيمه يعطيه مائة من الإبل شؤماً، أي سوداً، وأول من يطلع عليه يوم بؤسه يعطيه رأس ظَرِبان أسود، ثم يأمر به فيذبح ويغرّى بدمه الغريّان.
فلبث بذلك برهة من دهره. ثم إن عبيد بن الأبرص كان أوّل من أشرف عليه يوم بؤسه فقال: هلاّ كان الذّبحُ لغيرك، يا عبيد فقال: أتتك بحائن رجلاه، فأرسلها مثلاً.
فقال المنذر: أو أجلٌ بلغ أناه. ثم قال له: أنشدني فقد كان شعرك يعجبني. فقال حال الجريض دون القريض، وبلغ الحِزام الطِّبيين، فأرسلها مثلاً. فقال له آخر: ما أشدّ جزعك من الموت! فقال: لا يرحلُ رحلك من ليس معك، فأرسلها مثلاً. فقال له المنذر: قد أمللتني فأرحني قبل أن آمر بك! فقال عبيد: من عزّ بزّ، فأرسلها مثلاً. فقال المنذر: أنشدني قولك: "أقفر من أهله ملحوب" فقال:
أقفر من أهله عبيدُ- فليس يُبدي ولا يُعيدُ
عنّت عنّةٌ نَكودُ- وحان منه لها وُرودُ
فقال له المنذر: يا عبيد! ويحك أنشدني قبل أن أذبحك. فقال عبيد:
واللهِ إن متُّ لما ضرّني- وإن أعِش ما عشتُ في واحدة
فقال المنذر: إنّه لا بدّ من الموت، ولو أن النعمان، أي ابنه، عرض لي في يوم بؤس لذبحته، فاختر إن شئت الأكحل، وإن شئت الأبجل، وإن شئت الوريد. فقال عبيد: ثلاث خصال كسحابات عاد واردها شرّ وُرّاد، وحاديها شرّ حاد، ومعادها شرّ معاد، ولا خير فيها لمرتاد، وإن كنتَ لا محالة قاتلي، فاسقني الخمر حتى إذا ماتت مفاصلي وذَهِلت ذواهلي فشأنك وما تريد. فأمر المنذر بحاجته من الخمر، حتى إذا أخذت منه وطابت نفسه دعا به المنذر ليقتله، فلما مثل بين يديه أنشأ يقول:
وخيّرني ذو البؤس في يوم بؤسه- خَصالاً أرى في كلّها الموتَ قد برَقْ
كما خُيّرتْ عادٌ من الدّهر مرّةً- سحائبَ ما فيها لذي خِيرةٍ أنَقْ
سحائب ريحٍ لم تُوكَّل ببلدةٍ- فتتركها إلاّ كما ليلةِ الطّلَقْ
فأمر به المنذر ففصد، فلما مات غذي بدمه الغريّان. وقد يضرب المثل بيوم عبيد، عند العرب، لليوم المشؤوم الطالع. أما رواية مقتله في الديوان، فقد رويت في الأغاني أيضاً عن هشام بن الكلبي، على شيء من الاختلاف، كما أشرنا إليه سابقاً، قال: وكان من حديث عبيد وقتله أن المنذر بن ماء السماء بنى الغريّين، فقيل له: ماذا تريد بهما وكان بناهما على قبري رجلين من بني أسد كانا نديميه: أحدهما خالد بن نضلة الفقعسيّ، وكان أُسر يوم جبَلة، والآخر عمرو بن مسعود. فقال: ما أنا بملك إن خالف الناس أمري؛ لا يمرّ أحد من وفود العرب إلا بينهما. وكان له في السنة يومان معروفان بيوم بؤس ويوم نعمة، فكان إذا خرج في يوم بؤسه يذبح فيه أوّل من يلقاه كائناً من كان؛ وإذا خرج في يوم نعمته يصِل أوّل من يلقاه ويحبوه ويُحسن إليه. فبينما هو يسير في يوم بؤسه إذ أشرف له عبيد، فقال لرجل ممّن كان معه: من هذا الشقيّ فقال له: هذا عبيد بن البرص.
فأُتي به فقال له الرجل: أبيت اللعن اتركه، فإن عنده من حسن القريض أفضل ممّا تدرك في قتله، مع أنّه من رؤساء قومه وأهل النجدة والشأن فيهم، فاسمع منه وادعه إلى مدحك، فإن سمعت ما يعجبك كنت قد عفت له المنّة فإن مِدْحَته الصنيعة. فإن لم يعجبك قوله كان هنيئاً عليك قتله، فإذا نزلنا فادع به! قال: فنزل المنذر، فطعِم وشرب، وبينه وبين الناس حجاب يراهم منه ولا يرونه، فدعا بعبيد من وراء الستر فقال له رديفة: ما ترى يا أخا أسد. قال: أرى الحوايا عليها المنايا. قال: فعليك بالخروج له ليقرّبك ذاك من الخلاص. قال: ثكلتك الثّواكل، إنّي لا أعطي باليد، ولا أُحضر البعيد، والموت أحبّ إليّ. قال له الملك: أفقلت شيئاً. قال: حال الجريض دون القريض. قال المنذر: أنشدني من قولك "أقفر من أهله ملحوب". قال عبيد:
أقفر من أهله عبيدُ- فليس يُبدي ولا يُعيد
قال: أنشدنا أيضاً! فقال:
هي الخمر تكنى بأمّ الطّلاء- كما الذّئبُ يدعى أبا جعدةِِ
فقال: قل فيّ مديحاً يسير في العرب! قال: أمّا والصَّبّار فيما عجل فلا! قال: نطلقك ونحسن إليك. قال: أمّا وأنا أسير في يديك فلا. قال: نردّك إلى أهلك ونلتزم رفدك. قال: أمّا على شرط المديح فلا! قال عبيد:
أوَصيِّ بَنِيّ وأعمامهم- بأنّ المنايا لهُم راصده
لها مدّةٌ، فنفوسُ العِباد- إليها، وإن جهَدوا، قاصِده
فوالله إنْ عشتُ ما سرّني- وإن متُّ ما كانت العائده
فقال بعض القوم: أنشِد الملك! قال: لا يرجى لك من ليس معك. قال بعضهم من القوم: أنشد الملك! قال: وأُمِرَّ دون عبيده الوَذَمُ. قال له المنذر: يا عبيد أي قتلة أحبّ إليك أن أقتلك. قال: أيّها الملك روّني من الخمر وافصدني، وشأنك وشأني. فسقاه الخمر ثم أقْطَعَ له الأكحل فلم يزل الدم يسيل حتى نفد الدم وسالت الخمر، فمات. فهذا الاختلاف في الروايات يحمل على الشكّ في صحة تفاصيل هذه الأسطورة، وإن يكن لا ينفي مقتل الشاعر بأمر المنذر.
والذي يعزّز الشكّ هو التطويل والتكرار المملاّن في الحوار، فكأنّهما كانا مقصودين لإيراد الأمثال التي عزيت إلى عبيد. ثم ما معنى قول عبيد: حال الجريض دون القريض، ثم إنشاده المنذر مقطوعتين إلاّ إذا كان أراد الشاعر بحيلولة الجريض دون مدح المنذر لا غير. ثم هل من الممكن أن يرفض عبيد مدح المنذر بعد أن وعده هذا بالحياة والإحسان إليه إنْ قال فيه شيئاً، ويؤثر الموت مفصوداً. أما الأبيات التي وردت في الديوان في سياق رواية مقتل لبيد واستهلّت بقوله:
مهلاً، أبيتَ اللّعن مهـ- لاً إنّ فيما قلتَ آمه
فهي بعض أبيات القصيدة التي أنشدها عبيد حجراً ملك بني أسد لما صيّر الأسديّين إلى تهامة، ولم يَرِد في شعراء النصرانيّة ولا في الأغاني أنّه خاطب بها المنذر. وثمّت أسطورتان عن عبيد لا يمكن العقل أن يقبلهما روى إحداهما الأغاني عن ابن الأعرابي وأبي عمرو الشيباني، ورويت في الديوان وفي شعراء النصرانية وهي: أنّ عبيداً كان رجلاً محتاجاً ولم يكن له مال، فأقبل ذات يوم ومعه غُنَيمة له، ومعه أخته ماويَّة، ليوردا غنمهما، فمنعه رجل من بين مالك بن ثعلبة وجبَهه، فانطلق حزيناً مهموماً للذي صنع به المالكي، حتى أتى شجرات فاستظل تحتهنّ، فنام هو وأخته، فزعموا أن المالكي نظر إليه، وأخته إلى جنبه، فقال:
ذاك عبيداً قد أصابَ ميّا- يا ليته ألقَحَها صَبيّا
فحملت فوضعت ضاوِيّا
فسمعه عبيد فرفع يديه ثم ابتهل: اللهمّ! إن كان فلان ظلمني ورماني بالبهتان فأدِلْني منه، أي اجعل لي منه دولة وانصرني عليه، ووضع رأسه فنام ولم يكن قبل ذلك يقول الشعر. فذُكر أنّه أتاه آت في المنام بكُبّة من شَعر حتى ألقاها في فيه ثم قال: قم، فقام يرتجز يعني مالكاً، وكان يقال لهم بنو الزِّنية، يقول:
يا بني الزِّنيَةِ ما غرَّكُمُ، لكم الويلُ، بسربالٍ حُجُرْ
ثم استمر بعد ذلك في الشعر وكان شاعر لبني أسد غير مدافع. أما الأسطورة الثانية فقد رواها الأغاني عن ابن الكلبي عن أبيه، ورويت في شعراء النصرانية ولم تروَ في الديوان. قال صاحب الأغاني: قرأت في بعض الكتب عن ابن الكلبي عن أبيه، وهو خبر مصنوع يتبيّن التوليد فيه: أن عبيد بن الأبرص سافر في ركب من بني أسد، فبينا هم يسيرون إذا هم بشجاع يتمعّك على الرمضاء، فاتحاً فاه من العطش. وكانت مع عبيد فضلة من ماء ليس معه ماء غيرها، فنزل فسقاه الشجاع عن آخره حتى روي، واستنعش، فانساب في الرمل، فلما كان من اللّيل ونام القوم ندّت رواحلهم فلم يُرَ لشيء منها أثر فقام كلّ يطلب راحلته فتفرّقوا، فبينا عبيد كذلك، وقد أيقن بالهلكة والموت، إذا هو بهاتف يهتف به:
يا أيّها الساري المُضلّ مَذهبَهْ- دونك هذا البَكْرَ منّا فاركَبَه
وبَكْرك الشاردَ أيضاً فاجنبَهْ- حتى إذا الليلُ تجنّى غَيهبُه
فحُط عنه رحلّهُ وسيِّبهْ-
فقال له عبيد: يا هذا المخاطب! نشدتك الله إلاّ أخبرتني من أنت . فأنشأ يقول:
أنا الشجاعُ الذي ألفيته رَمضاً- في قفرة بين أحجار وأعقادِ
فجدتَ بالماء لما ضَنّ حاملُهُ- وزدت فيه ولم تبخل بأنْكادِ
فركب البكر وجنب بكره فبلغ أهله مع الصبح فنزل عنه وحلّ رحله وخلاّه، فغاب عن عينه، وجاء من سلم من القوم بعد ثلاث. وشعر عبيد منشور في كتب الأدب، وله ديوان عثر على مخطوطته المستشرق الإنكليزي العلاّمة السر تشارلس ليّال، فحقّقه وطبعه وعلّق حواشيه، وألحق به في ملحق وذيّل ما وجده لعبيد من شعر في كتب العرب، ونقله إلى الإنكليزية، ومهره بفهارس متعدّدة كلّها جزيل الفائدة.
وهذا الشعر هو شعر الجاهلية الأولى بما فيه ماديّة وفطريّة وأنفة، وصدق، وغلوّ في الفخر؛ وبما فيه من تعدّد المواضيع في القصيدة الواحدة، والوقوف على الأطلال والبكاء عليا، وسؤالها عن الأحبّة، ووصف للظعائن، ورسم مخطَّط جغرافي للأماكن التي تمرّ بها، وبما يحتويه من وصف الناقة وتشبيهها بالثور الوحشي، ثمّ الانصراف إلى الفخر والتغني بأمجاد القبيلة التي ينتمي إليها الشاعر، أو إلى الغرض الذي شاء أن يرمي إليه. ولغة عبيد خشنة جافية، وحشيّة الألفاظ أحياناً، وبعض قوافيه عويص كالصاد والضاد والطاء، مما لا يمكن فهمه دون اللجوء إلى المعاجم. وربما مرّت بك ألفاظ لا يمكن أن يعاد اشتقاقها إلى مادة لها صريحة في كتب اللغة.
وأكثر ما تكون خشونة ألفاظه في وصف الديار الخالية ووصف الناقة والحرب، أما في سوى ذلك فتلطف بعض اللطف، وتنجلي. وكثير من أوزانه يشوبه الوهن والاضطراب مما يدلّ على أن الأوزان كانت لا تزال متقلقلة في أيّامه، وهذا ما جعل ابن سلاّم يقول عنه: وشعره مضطرب. اعتمدنا في ذلك على: ديوان عبيد بن الأبرص، بيروت: دار صادر، د. ت، ص 5- 16. أعلام الزركلي.

ali aisa
2010-07-03, 16:13
د. أحمد محمد الحوفي




د. أحمد محمد الحوفي : من أبرز أساتذة الإعلام في مجال الدراسات الأدبية واللغوية الذين شاركوا مشاركة فعالة في توطيد دعائم الصرح الثقافي العربي الإسلامي في ربط الأمة العربية بعضها ببعض من مواليد سنة: 1910 تدرج في مراحل الدراسة وتحصلعلى أعلى الشهدات منها:
- ليسانس كلية دار العلوم ، عام 1936 .
- حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة تقدير ممتاز

ومن أجل ذلك حرصت جامعات مصر والأمة العربية على الانتفاع بعلمه وخبرته فاختارته أستاذاً معاراً وأستاذاً زائراً ومشرفا على عشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه وقد تدرج فى السلك الجامعي حتى وصل إلى أستاذ كرسي
وكان عضوا بارزا في العديد من الهيئات منها:
- عضو مجمع اللغة العربية عام 1970 .
- عضو مجمع إحياء التراث بالمجلس الأعلى للثقافة .
- عضو اتحاد الكتاب بمصر
- عضو مجلس الشورى . و كتب في الجرائد و المجلات الأدبية المتنوعة في مصر والعالم العربي في موضوعات شتى واستعانت به الإذاعة والتليفزيون في كثير من البرامج الأدبية والثقافية .

وبسبب نشاطه المتميز وإبداعه المتواصل تحصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة ، عام 1982توفي بعد نشاط طويل وإبداع متميز رحمه الله سنة 1983

من آثاره ::

- الإسلام فى شعر شوقى - الفكاهة فى الأدب - أدب السياسة فى العصر الأموى - أبو حيان التوحيدى - مع ابن خلدون ( عرض لآرائه فى التربية ) - الغزل فى العصر الجاهلى - المرأة فى الشعر الجاهلى - تيارات ثقافية بين العرب والفرنسيين - من أخلاق النبى- مع القرآن الكريم ( جزأين ) - بلاغة الإمام على - أصداء على الأدب الحديث .. وغيرها من الكتب والمؤلفات

ali aisa
2010-07-03, 16:14
الدكتور طه حسين




طه حسين أديب و ناقد مصري كبير لقّب بعميد الأدب العربي وما ذلك إلا لكونه من الأوائل الذين دعوا إلى تغيير الرواية العربية ، ومن الأوائل الذين كتبوا السيرة الذاتية
ولد فى الرابع عشر من شهر نوفمبر عام 1889 ، على بعد كيلو متر واحد من مغاغة بمحافظة المنيا في وسط صعيد مصر ( عزبة الكيلو )
فقد بصره وعمره ثلاثة سنوات وقد دفعته هذه العاهة إلى الانصراف إلى الاستماع إلى القصص والأحاديث وانضم إلى رفاق أبيه في ندوة العصر في فناء البيت يستمع إلى آيات القرآن وقصص الغزوات والفتوح وأخبار عنتر والظاهر بيبرس وأخبار الأنبياء والنسّاك الصالحين ويحفظ القرآن الكريم الذي أتم حفظه كاملاً قبل أن يكمل عشر سنوات من عمره !

ثم بدأت رحلة تعليمه الكبرى عندما غادر إلى القاهرة متوجها إلى الأزهر وهو في قرابة الرابعة عشر من عمره .
وبسبب مواقفه من الأزهر ونقده الدائم لطرق التدريس فيه .تم طرده من الأزهر ليلتحق بالجامعة المصرية وكان دخوله الجامعة بداية مرحلة جديدة في تلقي العلوم .
انتهى طه حسين في هذه الفترة من إعداد رسالته للحصول على درجة الدكتوراه ( وكانت عن أبي العلاء ) ، ونوقشت الرسالة في الخامس عشر من شهر مايو 1914 ليحصل بها على أول درجة دكتوراه تمنحها الجامعة المصرية لأحد طلابها وفي العام نفسه سافر طه حسين إلى فرنسا والتحق بجامعة ( مونبلييه ) وهناك درس اللغة الفرنسية وعلم النفس والأدب والتاريخ . ثم التحق بكلية الآداب بجامعة باريس وتلقى دروسه في التاريخ ثم في الاجتماع حيث أعد رسالة أخرى على يد عالم الاجتماع الشهير "اميل دوركايم" وكانت عن موضوع "الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون" وحصل بها على درجة الدكتوراه في عام 1919م ثم حصل في العام ذاته على دبلوم الدراسات العليا في اللغة اللاتينية .

عاد في سنة 1919 إلى مصر وعين أستاذا للتاريخ اليوناني والروماني ثم أستاذا لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب .
وفي سنة 1942 انتدبه نجيب الهلالي وزير المعارف آنذاك مستشاراً فنياً له ثم مديراً لجامعة الإسكندرية وفي سنة 1950 عين لاول مرة وزيراً للمعارف في الحكومة الوفدية التي استمرت حتى 26 حزيران 1952 وهو يوم احراق القاهرة حيث تم حل الحكومة.

وكانت تلك آخر المهام الحكومية التي تولاها طه حسين حيث انصرف بعد ذلك إلى الإنتاج الفكري والنشاط في العديد من المجامع العلمية التي كان عضواً بها داخل مصر وخارجها إلى أن توفي في 28 أكتوبر من عام 1973 .

آثاره:

ترك طه حسين أكثر من ثلاثمائة وثمانين كتاباً من الكتب القيمة ونذكر منها :

الأيام ، الوعد الحق ، المعذبون في الأرض ، في الشعر الجاهلي ، كلمات ، نقد وإصلاح ، دعاء الكروان ، حديث الأربعاء ، صوت أبي العلاء ، من بعيد ، على هامش السيرة ، في الصيف ، ذكرى أبي العلاء ، فلسفة ابن خلدون الاجتماعية ، الديمقراطية في الإسلام .

ali aisa
2010-07-03, 16:15
المعلم بطرس البستاني



إنه المعلم بطرس البستاني أحد أعلام النهضة العربية الحديثة ولد في قرية الدِّبِّيَّة في لبنان سنة ( 1819 ) ، وتلقى علومه في مدرسة (عين ورقة ) كبرى مدارس ذلك الوقت ، وتعلم فيها لغات عدة كالسريانية واللاتينية والايطالية إلى جانب الفلسفة واللاهوت.
وفي عام ( 1840 ) ذهب إلى بيروت واتصل ببعض المبعوثين الأمريكيين يعلمهم العربية ويعرب لهم الكتب واستعانوا به على إدارة الأعمال في مطبعتهم .‏

وهكذا تعلم أصول اللغات من السريانية والايطالية واللاتينية والعبرية واليونانية والانجليزية في بلده لبنان نافذة العرب على الغرب .‏

وفي سنة ( 1860 ) أنشأ جريدة ( نفير سورية ) وهي أول جريدة وطنية راقية ، دعا فيها إلى الألفة ونبذ الأحقاد . كذلك أنشأ مستعيناً بابنه الأكبر{ سليم } صحفا أخرى هي "الجنان" و "الجنة " و "الجنينة "وكانت جميعها صحفاً سياسية ، وتجارية ، وأدبية أسبوعية أو يومية .‏
وأسس سنة ( 1863) ( المدرسة الوطنية ) الشهيرة . .‏
توفي في 1883 بعدأ ن ساهم مساهمة فعالة في نهضة العرب فقد كان أول من أسس مدرسة وطنية، وأول من أنشأ مجلة هادفة ،وأول من ألف قاموساً عربياً عصرياً مطولاً , وأول من ابتدأ بمشروع دائرة معارف باللغة العربية فكان بحق واحداً من أكبر زعماء النهضة العربية الحديثة.

أثاره الأدبية واللغوية‏


من أعظم أثاره على الإطلاق ( دائرة المعارف ) التي عرفها بقوله: "إنها قاموس عام لكل فن ومطلب "وقد صدر منها في حياته ستة أجزاء , وصدر منها بعد وفاته خمسة أجزاء . وتعد هذه الموسوعة فعلاً أول موسوعة وطنية قائمة على المنهج الحديث في التأليف .‏

أما الكتاب الثاني الذي اشتهر به فهو معجم محيط المحيط ) وهو أول قاموس عصري في اللغة العربية طبعه في مجلدين كبيرين في بيروت عام ( 1870 ) .ولا يزال هذا المعجم أحد أهم المعاجم العربية الحديثة .

ali aisa
2010-07-03, 16:16
عباس محمود العقاد



عباس محمود العقاد، هو من أهم الأدباء المصريين في العصر الحديث، ولد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889، وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903.أسس بالتعاون مع ابراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق.
عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب، والتحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية.
مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطر إلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.
لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات.
أما عن أعماله الفكرية الأدبية فهي كثيرة للغاية ويصعب حصرها، لكن بداية ظهوره في الإنتاج الأدبي كان في سنة 1916، مع ديوانه الشعري الأول، وصدر له بعد ذلك مجموعات شعرية، مثل: هداية الكروان، أعاصير المغرب، حي الأربعين، عابر سبيل.
من أشهر أعمال العقاد سلسلة العبقريات الاسلامية التي تناولت بالتفاصيل سير أعلام الإسلام، مثل: عبقرية محمد، عبقرية عمر، عبقرية خالد، وغيرها.
ولم يكتب إلا رواية واحدة هي "سارة"، ومن أهم مؤلفاته أيضا: الفلسفة القرآنية، والله، وإبليس، الانسان في القران الكريم ومراجعات في الأدب والفنون.
منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها.

مؤلفاته

• "الله".
• عبقرية المسيح.
• عبقرية محمد.
• عبقرية الصديق.
• عبقرية عمر.
• عبقرية عثمان.
• عبقرية الإمام علي.
• عبقرية خالد.
• أبو الشهداء.
• عمرو بن العاص.
• معاوية بن أبي سفيان.
• فاطمة الزهراء.
• الإنسان في القرآن الكريم.
• أنا.

وفاته

توفي العقاد في 26 شوال 1383 هـ - 12 مارس 1964 م.

ali aisa
2010-07-03, 16:17
حسان بن ثابت




حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه شاعر عربي وصحابي من الأنصاررضي الله عنهم، ينتمي إلى قبيلة الخزرج من أهل المدينة، كما كان شاعراً معتبراً يفد على ملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، ثم أسلم وصار شاعر الرسول بعد الهجرة. توفي أثناء خلافة علي بن أبي طالب بين عامي 35 و 40 هـ.حياته
هو أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري من أهل المدينة، ومن بني النجار أخوال عبدالمطلب بن هاشم جد النبي محمد من قبيلة الخزرج، ويروى أن أباه ثابت بن المنذر الخزرجي كان من سادة قومه، ومن أشرفهم، وأما أمه فهي الفزيعة بنت خنيس بن لوزان بن عبدون وهي أيضا خزرجية. ولد 60 قبل الهجرة على الأرجح صحابي وكان ينشد الشعر قبل الإسلام، وكان ممن يفدون على ملوك الغساسنة في الشام، وبعد إسلامه اعتبر شاعر النبي محمد بن عبد الله. سجلت كتب الأدب و التاريخ الكثير من الأشعار التي ألقاها في هجاء الكفار ومعارضتهم، وكذلك في مدح المسلمين ورثاء شهدائهم وأمواتهم. أصيب بالعمى قبل وفاته، ولم يشهد مع النبي مشهداً لعلة أصابته ويعد في طبقة المخضرمين من الشعراء لأنه أدرك الجاهلية والإسلام. توفي في المدينة زمن خلافة علي بن أبي طالب.
شعره
واشتهرت مدائحه في الغسانيين قبل الإسلام، ومن أشهر ما وصلنا من تلك القصائد لاميته التي جاء فيها:

يؤكد الناقدون أن ما نظمه حسان بعد إسلامه افتقر إلى الجزالة وقوة الصياغة التي كانت له في الجاهلية. لكنه في مقابل ذلك كان يتمتع بقدر كبير من الحيوية والرقة والسلاسة، ويتوهج من حين إلى آخر بتدفق عاطفي يكشف عما في قلبه من دفء وحرارة. ويتفق النقاد على أن أساليب حسان بن ثابت بعد إسلامه قد سلمت من الحوشية والأخيلة البدوية، لكن خالطها لين الحضارة، ولم تخل في بعض الأغراض من جزالة اللفظ وفخامة المعنى والعبارة كما في الفخر والحماسة والدفاع عن النبي ورسالته ومعارضته المشركين وهجومهم. يقول الناقد محمد مصطفى سلام: "لقد غلبت على أساليب حسان الشعرية الصبغة الإسلامية كتوليد المعاني من عقائد الدين الجديد وأحداثه والاستعانة بصيغ القرآن وتشبيهاته ولطيف كناياته، وضرب أمثاله، واقتباس الألفاظ الإسلامية من الكتاب والسنة وشعائر الدين، كما غلبت عليها الرقة واللين والدماثة واللطف وسهولةالمأخذ وواقعية الصورة وقرب الخيال، واكثر ما نرى ذلك في شعر الدعوة إلى توحيد الله وتنزيهه، وتهجين عبادة الأوثان، ووصف الشعائر الإسلامية وذكر مآثرها وبيان ثواب المؤمنين وعقاب المشركين وبعض ما مدح به الرسول (صلى الله عليه وسلم) أصحابه أو رثاهم به."


وقال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في النبوة وشاعر اليمانيين في الإسلام. وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.
النحل على لسانه
نظراً لمكانته كشاعر الرسول، فقد لقي حسان بن ثابت من نحل الأبيات والقصائد على لسانه ما لم يلقه كثير من الشعراء، كما أدت المنافسة بين قريش والأنصار في عهد بني أمية، ثم الصراع بين القبائل اليمانية (الذين منهم الخزرج قوم حسان) والقيسية إلى المزيد من القصائد المختلقة على لسانه. وقد أشار إلى ذلك النقاد الأولون، يقول ابن سلام الجمحي: "وقد حمل عليه ما لم يحمل على أحد. لما تعاضدت قريش واستبت، وضعوا عليه أشعارا كثيرة لا تنقى . وقد حذف ابن هشام من سيرة ابن اسحاق خمس عشرة قصيدة منسوبة إلى حسان، عشر منها قد وردت في ديوانه، ويقدّر أحد الباحثين المعاصرين نسبة الأشعار المنحولة في ديوان حسان بن ثابت بما بين 60 و 70%.

ali aisa
2010-07-03, 16:18
كعب بن مالك




كعب بن مالك الأنصاري السلمي، شاعر الإسلام أسلم قديماً و شهد العقبة ولم يشهد بدرا، كان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم بعد تخلفهم عن غزوة تبوك.

توفي سنة 50 هجرية.ابن أبي كعب ، عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري ، الخزرجي العقبي الأحدي . شاعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه، وأحد الثلاثة الذين خُلِّفُوا، فتاب الله عليهم . شهد العقبة ، وله عدة أحاديث تبلغ الثلاثين . اتفقا على ثلاثة منها ، وانفرد البخاري بحديث ، ومسلم بحديثين . روى عنه بنوه : عبد الله ، وعبيد الله ، وعبد الرحمن ، ومحمد ، ومعبد ، بنو كعب ; وجابر ، وابن عباس ، وأبو أمامة ، وعمر بن الحكم ، وعمر بن كثير بن أفلح ; وآخرون ; وحفيده عبد الرحمن بن عبد الله . وقيل : كانت كنيته في الجاهلية : أبا بشير . وقال ابن أبي حاتم : كان كعب من أهل الصفة . وذهب بصره في خلافة معاوية . وقد ذكره عروة في السبعين الذين شهدوا العقبة . وروى صدقة بن سابق ، عن ابن إسحاق ، قال : آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طلحة بن عبيد الله ، وكعب بن مالك . وقيل : بل آخى بين كعب والزبير . حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخى بين الزبير وكعب بن مالك ، فارتث كعب يوم أحد ، فجاء به الزبير ، يقوده ، ولو مات يومئذ ، لورثه الزبير ; فأنزل الله : وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ . وعن كعب : لما انكشفنا يوم أحد ، كنت أول من عرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وبشرت به المؤمنين حيا سويا ، وأنا في الشعب . فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم كعبا بلأمته -وكانت صفراء- فلبسها كعب ، وقاتل يومئذ قتالا شديدا ، حتى جرح سبعة عشر جرحا . قال ابن سيرين : كان شعراء أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : حسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحة ، وكعب بن مالك . قال عبد الرحمن بن كعب ، عن أبيه : أنه قال : يا رسول الله ، قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل . قال : إن المجاهد ، مجاهد بسيفه ولسانه ; والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم به نضح النبل . قال ابن سيرين : أما كعب ، فكان يذكر الحرب ، يقول : فعلنا ونفعل ، ويتهددهم . وأما حسان ، فكان يذكر عيوبهم وأيامهم . وأما ابن رواحة ، فكان يعيرهم بالكفر . وقد أسلمت دوس فرقا من بيت قاله كعب : نخيـرهـا ولـو نطـقـت لقـالـت
قـواطعهن دوسـا أو ثقيفـا
عن ابن المنكدر ، عن جابر : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لكعب بن مالك : ما نسي ربك لك - وَمَـا كَـانَ رَبُّـكَ نَسِيًّا - بيتًا قلته . قال : ما هو ؟ قال : أنشده يا أبا بكر ، فقال: زعمـت سخينتة أن ستغلـب ربـهاوليغلبــن مغـالب الـغلاب عن الهيثم ، والمدائني : أن كعبا مات سنة أربعين. . وروى الواقدي : أنه مات سنة خمسين . وعن الهيثم بن عدي أيضا : أنه توفي سنة إحدى وخمسين . وقصة توبة الثلاثة في الصحيح وشعره منه في السيرة . الواقدي : حدثنا ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الزبير وبين كعب بن مالك . قال الزبير : فلقد رأيت كعبا أصابته الجراحة بأحد ، فقلت : لو مات ، فانقلع عن الدنيا ، لورثته ; حتى نزلت : وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ فصارت المواريث بعد للأرحام والقرابات ، وانقطعت حين نزلت وَأُولُو الْأَرْحَامِ تلك المواريث بالمواخاة . وفي رواية ابن إسحاق : آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين كعب وطلحة . وقد أنشد كعب عليا قوله في عثمان -رضي الله عنهم : فكـف يديـه ثـم أغلـق بابــه
وأيقـــن أن اللـــه ليس بغــافل وقـال لمـن فـي داره لا تقـاتلوا
عفـا اللـه عـن كل امرى لـم يقاتـل فكيف رأيت الله صب عليهم العداوة
والبغضـــاء بعـــد التــواصـل وكيف رأيـت الخـير أدبـر عنهم
وولــى كـإدبـار النعـام الجـوافـل
الزهري ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، عن أبيه : سمعت كعبا يقول : لم أتخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة ; حتى كانت تبوك ، إلا بدرا . وما أحب أني شهدتها ، وفاتتني بيعتي ليلة العقبة وقلما أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزوة إلا ورى بغيرها . فأراد في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبة وكنت أيسر ما كنت ، وأنا في ذلك أصغو إلى الظلال وطيب الثمار ; فلم أزل كذلك ، حتى خرج . فقلت : أنطلق غدا ، فأشتري جهازي ، ثم ألحق بهم . فانطلقت إلى السوق ، فعسر علي ، فرجعت ، فقلت : أرجع غدا . فلم أزل حتى التبس بي الذنب ، وتخليت ، فجعلت أمشي في أسواق المدينة ، فيحزنني أني لا أرى إلا مغموصا عليه في النفاق أو ضعيفا . وكان جميع من تخلف عن رسول الله بضعة وثمانين رجلا . ولما بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- تبوك ، ذكرني ، وقال : ما فعل كعب؟ فقال رجل من قومي : خلفه يا نبي الله برداه والنظر في عطفيه . فقال معاذ : بئس ما قلت ! والله ما نعلم إلا خيرا . إلى أن قال : فلما رآني -صلى الله عليه وسلم- ، تبسم تبسم المغضب ، وقال : ألم تكن ابتعت ظهرك ؟ قلت : بلى . قال : فما خلفك ؟ قلت : والله لو بين يدي أحد غيرك جلست ، لخرجت من سخطه علي بعذر ، لقد أوتيت جدلا ; ولكن قد علمت يا نبي الله أني أخبرك اليوم بقول تجد علي فيه ، وهو حق ; فإني أرجو فيه عقبى الله . إلى أن قال : والله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حين تخلفت عنك ؟ فقال : أما هذا فقد صدقكم ، قم حتى يقضي الله فيك ، فقمت . إلى أن قال : ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس عن كلامنا أيها الثلاثة . فجعلت أخرج إلى السوق ، فلا يكلمني أحد ، وتنكر لنا الناس ، حتى ما هم بالذين نعرف ، وتنكرت لنا الحيطان والأرض . وكنت أطوف ، وآتي المسجد ، فأدخل ، وآتي النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فأسلم عليه ، فأقول : هل حرك شفتيه بالسلام! واستكان صاحباي فجعلا يبكيان الليل والنهار لا يطلعان رءوسهما ، فبينا أنا أطوف في السوق إذا بنصراني جاء بطعام ، يقول : من يدل على كعب ؟ فدلوه عليَّ ، فأتاني بصحيفة من ملِك غسَّان . فإذا فيها : أما بعد : فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك ; ولستَ بدار مضيعة ولا هوان ، فالحق بنا نواسِك . فسجرت لها التَّنور ، وأحرقتها . إلى أن قال : إذ سمعت نداء من ذروة سلع أبشر يا كعب بن مالك . فخررت ساجدا . ثم جاء رجل على فرس يبشرني ، فكان الصوت أسرع من فرسه ، فأعطيته ثوبَيَّ بشارة ، ولبست غيرهما. ونزلت توبتنا على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلث الليل . فقالت أم سلمة : يا نبي الله ، ألا نبشر كعبا ؟ قال : إذا يحطمكم الناس ، ويمنعونكم النوم . قال : فانطلقت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون ، وهو يستنير كاستنارة القمر ، فقال : أبشر يا كعب بخير يوم أتى عليك . ثم تلا عليهم : لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ الآيات . وفينا نزلت أيضا : اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ . فقلت : يا نبي الله ، إن من توبتي ألا أحدث إلا صدقا ، وأن أنخلع من مالي كله صدقة . فقال : أمسك عليك بعض مالك ، فهو خير لك ... الحديث . وفي لفظ : فقام إليَّ طلحة يهرول ، حتى صافحني وهنأني . فكان لا ينساها لطلحة .

ali aisa
2010-07-03, 16:19
أبــو الــعــتــاهــيــة



ولد أبو العتاهية ( إسماعيل بن القاسم بن سُويد ) سنة 130هـ ، ضاقت سبل العيش بأبيه فانتقل ومعه ابناه ( إسماعيل و زيد ) إلى الكوفة ، نشا في أسرة فقيرة ، نزعت به نفسه إلى اللهو والمجون ، وكان أخوه ( زيد ) قد احترف عمل الخزف وبيع الجرار والفخار ، فحاول أنْ ينقذه مما تردّى فيه ، وما زال به حتى أشركه معه في حرفته .

وكان نبع الشعر قد أخذ يتدفق على لسانه ، واشتهر أمره في الكوفة ، وأخذ يختلط ببيئات المجّان من الشعراء ، ثم أخذ يختلف إلى حلقات العلماء والمتكلمين في مساجد الكوفة ، مما أتاح له إتقان العربية والوقوف على مذاهب أصحاب المقالات ، ولم تلبث الصلة أن توثقت بينه وبين مغنٍ ناشئ دوّت شهرته فيما بعد هو ( إبراهيم الموصلي ) وتعاقدا أن ينزلا بغداد لعل بضاعتهما تروج فيها ، وفُتحت الأبواب لإبراهيم بينما سُدّت في وجه أبي العتاهية فصمّم على العودة إلى الكوفة غير أنَّ مقامه لم يطل بها ، وقد أقبلت الدنيا على صديقه ( إبراهيم ) الذي أرسل إليه ليلحق به وذهب إليه وقدّمه للخليفة المهدي الذي أعجب بمديحه وأغدق عليه الجوائز ، وقدّمه على كثير من الشعراء ، ولكنّ أبا العتاهية تعلّق بجارية من جواري زوجة المهدي وكانت تزدريه ولمّا ضايقها ووصل الخبر للمهدي أمر بضربه مئة سوط وسجنه ثم عفا عنه ( يقول الرواة : إنه لم يكن يحبها حبا صادقا إنما كان يريد الشهرة في الأوساط الأدبية بذكرها وأنه امتحن في حبها وأثبت الامتحان كذبه وأنه إنما كان يتكلف هذا الحب تكلفا ) وقد ظل يذكرها ويتغنّى باسمها طويلا ، ولعلّ ذلك هو الذي جعل المهدي يقول له : إنك إنسان معتّه ، فاستوى له بذلك لقبه ( أبو العتاهية ) وغلب على اسمه .

وظل يعيش حياة اللهو حتى كانت سنة 180هـ فإذا هو يتحول من حياة اللهو والمجون إلى حياة الزهد والتقشّف ولبس الصوف ، ويأخذ منذ هذا التاريخ في الإكثار من شعر الزهد وذكر الموت والفناء والثواب والعقاب والدعوة إلى مكارم الأخلاق ، وقد تشكّك معاصروه في هذا الزهد الذي طرأ عليه ، وردّته كثرتهم إلى عناصر مانوية ( المانوية مزيج من النصرانية والبوذية والزرادشتية) ، ويُقال إنَّ ( منصور بن عمّار ) هتف به في بعض وعظه ، وقال : إنه زنديق ، مستدلا على ذلك بأنه يكثر من ذكر الموت في شعره ولا يذكر الجنة ولا النار ، وهي ملاحظة دقيقة ، فقد كان المانوية يدعون للزهد في الدنيا والعمل للآخرة كما كانوا يدعون إلى ظاهر حسن كاجتناب الفواحش ( ومن يتعمق أشعار أبي العتاهية يجده مشغولا بما كان يراه المانوية من أنّ العالم نشأ عن أصلين هما النور والظلمة ومن النور نشأ كل خير ومن الظلمة نشأ كل شر) وكان المانوية يؤمنون بأن للعالم إلهين : إله النور وإله الظلمة ، ولكنّ أبا العتاهية كان يدين بالتوحيد ــ كما قال بعض معاصريه خلافا لمن اتهمه بأنه كان يؤمن بما تؤمن به المانوية ــ ولكنه مزج بين المانوية والإسلام إلا إذا كان قد موّه عن مانويته الخالصة بادعائه وحدانية ربه ، وخصلة عند أبي العتاهية لا يمكن تفسيرها إلا على أساس نزعته المانوية ، ذلك أنه كان مع دعوته إلى الزهد شحيحا شُحا شديدا مع كثرة ما كان يكنز من الذهب والفضة وتُروى في شُحّه نوادر كثيرة تدل على حرصه البالغ ، وتفسير ذلك أنّ المانوية كانوا يؤمنون بأنّ المانوي الصادق ينبغي أن يعيش على المسألة فلا يأكل إلا من كسب غيره ، وهو يحرّم ماله على نفسه وعلى غيره ويعيش على السؤال والاستجداء

ويقول الرواة : إنّ زهده كان زهدا في الظاهر أما الباطن والواقع فقد ظل من طلاب الدنيا ومتاعها الزائل وظل يطلبها ويُلحّ في الطلب إلحاحا شديدا فقد ظل يمدح الرشيد وينال جوائزه ثم مدح الأمين ونال جوائزه ثم مدح المأمون

وقد ظل أبو العتاهية نحو ثلاثين عاما يتحدّث في شعره عن الموت والفناء وإنه ليصرخ من أعماق قلبه : ليس هناك إلا الفناء وإلا الأسى والكآبة ، وهي نظرة سوداء جاءته من مانويته ، إذ الإسلام لا ينْعى إلى الناس حياتهم ولا يصورها لهم في كروب أبي العتاهية التي تخنق الأنفاس

ولم يكن أبو العتاهية يقترب من العامة بزهده وما صوّر فيها من بؤسها فحسب ، بل كان يقترب منها أيضا بأسلوبه الذي كان يشتقه اشتقاقه من لغة الحياة اليومية ببغداد ، وهو أسلوب ابتعد فيه عن الغرابة والتعقيد كما ابتعد عن العجمة ، ولكنه بعد ذلك أجراه في مستوى أفراد الشعب ، بحيث لا يعزّ على أحد منهم أن يفهمه ، وبلغ من اقتداره على صنع الشعر وسهولته على لسانه أن اخترع أوزانا جديدة لا تدخل في بحور الشعر المستعملة ، وكان إذا رُوجع في ذلك وقيل له إنّ أشعارك لا تدخل في عروض الخليل قال : أنا أكبر من العروض ، يريد أنّ الشعر يجري على لسانه قبل أن يضع الخليل عروضه ، وهو لذلك أسَنُّ منه ، ولا نشك في أنَّ ديوانه لو وصلنا كاملا لاستخرجنا منه أوزانا كثيرة طريفة ابتكرها ابتكارا




في ديـوان أبي العتاهية ( ط/ دار صادر ) هذه الأبيات :



لا تَكْذِبَـنَّ فإنَّني * لك ناصـحٌ لا تكْذبِنَّـهْ
وانظـرْ لنفسكَ ما استطعْـ * ــتَ فإنها نارٌ وجَـنَّهْ
واعلم بأنك في زمـا * نٍ سَطَواتهُ أَسِنَّهْ
صار التواضـعُ بدعةً * فيهِ وصار الكِبْرُ سُنَّهْ

وزهده لم يأمر بترك الكسب بل انتقد البخل والشح والحرص :
وقال أذل الحرص والطمع الرقابا
فهذا زهد شرعي أعني القصائد وليس الشاعر
وقد نهى ابنه عن المكوث في البيت كزاهد لا يعمل، وأمره بمزاولة حرفته في بيع القماش ( وهذا مخالف لكونه مانويا وإلا لأمر ابنه بسؤال الناس)
وكان له أشياء فيها الأمل :
خليلي إن الهم قد يتفرج
وقال رافضا للانغماس فقط ( السعي لغير نهاية )

لِكُلِّ امرِئٍ فيما قَضى اللَهُ خُطَّة مِنَ الأَمرِ فيها يَستَوي العَبدُ وَالمَولى
وَإِنَّ امرَأً يَسعى لِغَيرِ نِهايَــــــــة لَمُنغَمِسٌ في لُجَّةِ الفاقَةِ الكُبـــــرى

فيحمل عليه رفضه للدنيا
وقد قيل إنه كان يحتفظ في بيته بالأموال وقال للمستقبل والحاجة. والله أعلم لو كان يؤدي زكاتها أم لا ... لكنه كان جريئا، ولم يكن شاعر سلطان من الذين يطربون وينشدون للجواري أو يمجدون السلطان، وكثيرا ما أبكى هارون الرشيد رحمه الله، أعني لابد أن يصنف أنه أفضل ممن نالوا الجوائز بسخط الله تعالى في قصة تروى
" صنع الرشيد يوما طعاما فاخرا، و زخرف مجلسه، ثم أحضر أبا العتاهية الشاعر وقال له: صف ما نحن فيه من نعيم الدنيا، فأنشد:
عش ما بدا لك سالما ........................ في ظل شاهقة القصور
فقال الرشيد: أحسنت، ثم ماذا؟ فانشد
يسعى إليك بما اشتهيت ........................ لدي العشية والبكور
فقال: أحسنت، ثم ماذا؟ فانشد:
فإذا النفوس تغرغرت ......................... بزفير حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقنا ............................. ما كنت إلا في غرور

فبكى الرشيد بكاء شديدا، فقال بعض الحاضرين لأبي العتاهية: بعث إليك أمير المؤمنين لتسره فأحزنته، فقال الرشيد دعه فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا منه...
ومن روائعه

بكيت على الشباب بدمع عيني...... فلم يغن ِ البكـاء ولا النحــيب
فيــا أسـفاً أسـفت عـلى شباب...... نعاه الشيب والرأس الخضيب
ولما بلغه قول الناس فيه قال: والله ما ديني إلا التوحيد وقال:
ألا إننـــــا كلنــــا بــــائد وأي بنــــــي آدم خــــــالد
وبـــدؤهم كـــان مــن ربهــم وكـــل إلـــى ربـــه عــائد
فيــا عجبــا كـيف يعصـي الإلـه أم كـــيف يجحـــده الجـــاحد
وفــي كــل شــيء لــه آيــة تـــدل عـــلى أنـــه واحــد هذا والله أعلم فأنا سائل وباحث عن الحقيقة ، وكتبت ما أعلمه لأستوثق ليس إلا
فلو كان تكلم فيه أحد من أهل الجرح والتعديل فلهم الحكم في تلك المسألة لأنهم طبقوا قواعد علمية لا يختلف عليها اثنان
أما منصور بن عمار الذي انتقده فقد وجدت عنه التالي لدي أهل العلم
منصور بن عمار الواعظ .
قال عنه الذهبي في " الميزان " (4/187-188) : الواعظ ، أبو السري ... قال أبو حاتم : ليس بالقوي . وقال ابن عدي : منكر الحديث . وقال العقيلي : فيه تجهم . وقال الدارقطني : يروي عن الضعفاء أحاديث لا يتابع عليها .ا.هـ.
ثم قال الذهبي في آخر ترجمته : وساق له ابن عدي أحاديث تدل على أنه واهٍ في الحديث .ا.هـ.

وموعد كل ذي عملٍ وسعـي بما أسـدى غـداً دار الثـوابِ
تقلّدت العظـام مـن الخطايـا كأني قد أمنـت مـن العقـابِ
ومهما دمت في الدنيا حريصـا فإنـي لا أوفّـقُ للـصـواب
سأُسأل عن أمورٍ كنـت فيهـا فما عذري هناك ومـا جوابـي
بأية حجّـةٍ أحتـجّ يـوم الـ ـحسابِ إذا دعيتُ إلى الحسابِ
هما أمرانِ يو ضح عنهمـا لـي كتابي حين أنظـر فـي كتابـي
فإمـا أن أخلّـد فـي نعـيـم وإمـا أن أخلّـد فـي عـذابِ


وقد قيل في مذهبه ما قيل ، حتى ذكر أنه كثير التقلب فلا يستقر مذهبه على قرار ،ولكن مرجعنا نتاجه وأمره إلى الله

ali aisa
2010-07-03, 16:20
الإمام البوصيري




نسبه هو محمد بن سعيد بن حماد بن محسن بن عبد الله بن صنهاج بن هلال الصنهاجي ، كان أحد أبويه من دلاص والآخر بوصير وهما قريتان من قرى صعيد مصر فنسب إليهما جميعًا نسبة مركبة تركيبًا مزجيًا فقيل له ( الدلاصيري ) ولكنه اشتهر بعد ذلك بالبوصيري
مولده ولد في اليوم الأول من الشهر العاشر لسنة 608هـ الموافق لليوم السادس من الشهر الثالث لسنة 1212م

تصوفه يبدو أنه أقبل على التصوف فدرس آداب التصوف وأسراره وقد تلقى ذلك عن أبي العباس الرسيّ الذي خلف أبا الحسن الشاذلي في طريقته وكان بين البوصيري وشيخه علاقة حب ومودة ويتضح لنا أنه قد تأثر بهذه التعاليم ويتضح ذلك في شعره ولكن بيئته التي عاش فيها في صغره بعيدة كل البعد عن الذي كان يدعو إليه ذلك التصوف
حياته يذكر المستشرق الألماني بروكلمان أن البوصيري سكن المقدس لفترة استغرقت عشر سنوات وبعد ذلك انتقل للمدينة المنورة ومن ثَــمّ انتقل لمكة المكرمة ومكث فيها ثلاث عشرة سنة يدرس فيها القرآن ولقد قضى زمن طفولته كما يقضيه أترابه في تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم وتلقي مبادئ العلوم فنشأ نزيه النفس عالي الهمة بعيدًا عن الدنايا راضيًا بالكفاف من الرزق ثُـمّ ترعرع في ممارسة الأدب والكتابة فبرز في الشعر والنثر تبريزًا حـبَّـبه إلى حكام عصره فولوه بعض الأعمال الكتابية في مديرية الشرقية ببلبيس وكان ذلك سنة 659 هـ فبقي في خدمة الدولة أربعة أعوام آثر بعدها أن ينشئ كتابًا لتعليم القرآن وفي هذه الأثناء كان يتردد عى الإسكندرية حيث الشيخ أبو العباس قد استقر فيها فلازمه وأخذ من تعاليمه .

آثاره وشعره

لقد خلّف البوصيري آثارًا منها :

1/ الهمزية وتقع في"458"بيتا في مدح الرسول صلى الله علية وسلم واستعراض شيء من تأريخ الدعوة الإسلامية إلى آخر دولة الخلفاء الراشدين
2/ قصيدته الميمية في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقع في "180" بيتا
3/ قصيدته المضرية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
4/ قصيدته اللامية التي عارض بها قصيدة البردة لكعب بن زهير - رضي الله عنه –

وفاته

لقد أصيب البوصيري في آخر حياته بالأسقام وكانت وفاته في القاهرة سنة 694هـ الموافق 1295م وكان عمره حينئذ 87 سنة

بشرى عبدو
2010-07-05, 16:53
10000000000000000000000000000000000000000000000000 شكر لك اين الجميع واش متعرفوش تشكروها

بشرى عبدو
2010-07-05, 16:54
تسلم اديدكي وعينيكي ممكن نكونو اصدقاء

ali aisa
2010-07-16, 11:51
نعم ممكن شكرا لك

انت الوحيدو التي دخلت الى موضوعي فكيف لا تريدين ان تكوني صديقتي

متشرفة بيك اختي بشرى

kouzoumohamed
2010-07-16, 21:37
مشكور جزاك الله خيراا

ali aisa
2010-07-20, 10:22
شكرا لمرورك اخي

بوركت خيرا ان شاء الله

kouzoumohamed
2010-07-22, 21:28
..........................................

ali aisa
2010-07-23, 11:30
اخي

هل شعبة اداب ام علوم

اسفة على الازعاج




































ملاحظة
اخي انا فتاه و لست ولد

kouzoumohamed
2010-07-23, 17:25
بااارك الله فيك

داائما مميز بموااضيعك

بورك فيك

ali aisa
2010-07-24, 09:45
شكرااااااااااااااااا اختي kouzoumohamed


بوركت خيرا

بشرى عبدو
2010-09-18, 14:22
mile fleur pour te dire merci

katiach
2010-09-18, 14:28
merci bcppppppppppppppp ma soeur
جزاك الله خيرا

๑هــد{الفـجـر}وء๑
2010-09-18, 14:47
موضــــــــ،ع في القمّة؛؛
........شكرا............،،

خلود الفردوس
2010-09-18, 15:54
http://i186.photobucket.com/albums/x115/jiminycricket46/THANK%20YOU%20%20THANKS/Thanks-2THANKSPNKHEARTFLWRS.gif
http://up.graaam.com/uploads/images/graaam-1-190399657f.gif

F.Chourouk
2010-09-18, 16:09
شكرااااااااااااااااااا جزيلاااااااا

katiach
2010-09-18, 16:23
merci bcp جزاك الله كل الخير